غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

التاسع : «كشف الغمّة» عن عليّ عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ فيك مثلا من عيسى أحبّه قوم فهلكوا فيه وأبغضه قوم فأهلكوا فيه ؛ فقال المنافقون أما رضي له مثلا إلّا عيسى فنزلت قوله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (١).

العاشر : عن زادان عن عليّ عليه‌السلام : تفترق هذه الامّة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنّة وهم الذين قال الله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) وهم أنا وشيعتي (٢).

الحادي عشر : العيّاشي بإسناده عن أبي الصهبا في حديث عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه تلا (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) يعني أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

الثاني عشر : ابن بابويه في أماليه بإسناده عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : ذريّته ، قلت : من أهل بيته؟ قال : الأئمّة الأوصياء ، قلت : من عترته؟ قال : أصحاب العباء فقلت : من أمّته قال : المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند الله عزوجل المتمسكون بالثقلين الذين امروا بالتمسّك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا وهما الخليفتان على الامّة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

__________________

(١) كشف الغمة : ١ / ٩٥.

(٢) كشف الغمة : ١ ج ٩٥.

(٣) تفسير العياشي : ١ ج ٣٣١ ح ١٥١.

(٤) أمالي الصدوق : ٣١٢ ح ٢٦٣ ، معاني الأخبار : ٩٤٤ ح ٣.

٣٠١

الباب السابع والثمانون ومائة

في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

ابن مردويه عن رجاله مرفوعا إلى الإمام محمّد بن علي الباقر عليه‌السلام أنّه قال : قوله تعالى : (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) : نزلت في ولاية عليّ بن أبي طالب (١).

الباب الثامن والثمانون ومائة

في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ)

من طريق الخاصّة وفيه حديثان

الأوّل : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن يزيد بن الوليد الخثعمي عن أبي الربيع الشامي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) قال : نزلت في ولاية عليّعليه‌السلام (٢).

الثاني : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثنا أحمد بن محمّد عن جعفر بن عبد الله عن كثير بن عيّاش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) يقول : ولاية عليّ بن أبي طالب فإنّ اتباعكم إيّاه وولايته أجمع لأمركم وأبقى للعدل فيكم. وامّا قوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) يقول : يحول بين المرء ومعصيته أن تقوده إلى النار ، ويحول بين الكافر وطاعته أن يستكمل بها الإيمان ؛ واعلموا أنّ الأعمال بخواتمها (٣).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ١٢٣ ح ٦٦ ، عن كنز العمال.

(٢) الكافي : ٨ / ٢٤٨ ح ٣٤٩.

(٣) تفسير القمي : ١ / ٢٧١.

٣٠٢

الباب التاسع والثمانون ومائة

في قوله تعالى : (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ

حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)

وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)

من طريق العامّة وفيه سبعة أحاديث

الأوّل : أبو نعيم الحافظ الاصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في عليّ عليه‌السلام في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) يرفعه إلى أبي هريرة قال : مكتوب على العرش لا إله إلّا الله وحده لا شريك له محمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

الثاني : أبو نعيم في كتاب حلية الأبرار بإسناده عن أبي صالح وأبي هريرة قال : مكتوب على العرش : أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي ومحمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ ؛ فأنزل الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) فكان النصر عليّا عليه‌السلام ودخل مع المؤمنين فدخل في الوجهين جميعا (٢).

الثالث : ابن شهرآشوب قال في تاريخ بغداد : روى عيسى بن محمّد البغدادي عن الحسين بن إبراهيم عن حميد الطويل عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ وذلك قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

الرابع : السمعاني في «فضائل الصحابة» بإسناد عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء قال النبيّ عليه‌السلام : لمّا أسري بي إلى السماء السابعة نظرت إلى ساق العرش الأيمن فرأيت كتابا فهمته محمّد رسول الله أيّدته بعليّ ونصرته به (٤).

الخامس : في «الرسالة القواميّة» و «حلية الأولياء» واللفظ لهما عن سعيد بن جبير أنّه قال أبو الحمراء : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ليلة أسرى بي مثبتا على ساق العرش أنا غرست جنّة عدن بيدي

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٢ ح ٧.

(٢) بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٣ ح ٨.

(٣) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٥٤.

(٤) بحار الأنوار : ٢٧ / ٢ ، ذيل حديث ٤. و : ١١ ح ٢٦.

٣٠٣

محمّد صفوتي من خلقي أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ (١).

السادس : شرف الدين النجفي في قوله تعالى : (حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ذكره أبو نعيم في «حلية الأولياء» بطريقه عن أبي هريرة قال : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب وهو المعني بقوله المؤمنين (٢).

السابع : أبو نعيم الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في عليّ عليه‌السلام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب (٣).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٣ ح ٨ ، و : ٣٤ / ٣٤٥ ح ١٩.

(٢) بحار الأنوار : ١٩ / ٢٨٩.

(٣) بحار الأنوار : ٣٢ / ٥٢ ح ٧ ، عن كنز الفوائد ، و : ٣٢ / ٥٤ ح ٩.

٣٠٤

الباب التسعون ومائة

في قوله تعالى : (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ

هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) وقوله : (حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)

من طريق الخاصّة وفيه حديثان

الأوّل : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه‌الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا العبّاس بن بكّار عن عبد الواحد بن أبي عمرو عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مكتوب على العرش : أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي ومحمّد عبدي ورسولي أيّدته بعليّ ، فأنزل الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) فكان النصر عليّاعليه‌السلام ودخل مع المؤمنين فدخل في الوجهين جميعا (١).

الثاني : ابن الفارسي في «روضة الواعظين» عن أبي هريرة روى الحديث السابق (٢).

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٨٤ ح ٣١٢ ، بحار الأنوار : ٢٧ / ٢ ح ٣.

(٢) روضة الواعظين : ٤٢.

٣٠٥

الباب الحادي والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ

مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

محمّد بن مروان عن السّدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى) قال : قال عليّ عليه‌السلام (كمن هو أعمى) قال : الأوّل (١).

الباب الثاني والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ

مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)

من طريق الخاصّة وفيه حديثان

الأوّل : ابن شهرآشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه‌السلام (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) قال : عليّ بن أبي طالب (٢).

الثاني : العيّاشي بإسناده في تفسيره عن عقبة بن خالد قال : دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأذن لي وليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عيه جلباب فلمّا نظر إلينا قال : أحبّ لقائكم ثمّ جلس ثمّ قال : أنتم أولو الألباب في كتاب الله ، قال الله : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٣).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٤ / ٢٦ ح ١ ، عن المناقب.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٥٩.

(٣) تفسير العياشي : ٢ / ٢٠٧ ح ٢٥.

٣٠٦

الباب الثالث والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) إلى قوله تعالى : (يُنْفِقُونَ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

أبو نعيم الأصفهاني قال في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) إلى قوله تعالى : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) قال : عليّ وسلمان (١).

الباب الرابع والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)

من طريق الخاصّة وفيه حديث واحد

محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن همام عن محمّد بن إسماعيل عن عيسى بن داود قال: قال موسى بن جعفر عليه‌السلام : سألت أبي عن قول الله (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) الآية قال : نزلت فينا خاصّة (٢).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ١٦٦ ح ١٥١ ، عن ابن البطريق في العمدة.

(٢) بحار الأنوار : ٢٤ / ٤٠٢ ح ١٣١ ، عن كنز الفوائد.

٣٠٧

الباب الخامس والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي داود عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) أتدري من هم يا ابن أمّ سليم؟ قلت : فمن هم يا رسول الله؟ قال : نحن أهل البيت وشيعتنا (١).

الباب السادس والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

من طريق الخاصّة وفيه حديثان

الأوّل : العيّاشي في تفسيره بإسناده عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام في قوله : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فقال بمحمّد عليه وعلى آله السلام تطمئن القلوب وهو ذكر الله وحجابه (٢).

الثاني : العيّاشي عن ابن عبّاس أنّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ثمّ قال لي : أتدري يا ابن أمّ سليم من هم؟ قلت : من هم يا رسول الله؟ قال : نحن أهل البيت وشيعتنا (٣).

__________________

(١) العمدة : ٥٠ ، بحار الأنوار : ٢٣ / ١٨٤ ح ٤٨.

(٢) تفسير العياشي : ٢ / ٢١١ ح ٤٤.

(٣) تأويل الآيات : ١ / ٢٣٣ ح ١١.

٣٠٨

الباب السابع والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

المعتزلي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامّة قال : قال نصر وحدّثنا محمّد بن يعلى عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى عليّ عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم والدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة والحجّ واحد فما ذا نسمّيهم؟ فقال : سمّهم بما سمّاهم الله في كتابه ، قال : ما كلّ ما في الكتاب أعلمه ، قال : أما سمعت الله تعالى قال : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ) إلى قوله: (وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنبيّ وبالحقّ فنحن الّذين آمنوا وهم الّذين كفروا وشاء الله قتالهم فقتالهم بمشيئة الله وإرادته (١).

الباب الثامن والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ)

من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة أحاديث

الأوّل : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال قال : حدّثني عليّ بن عبد الله بن أسد بن منصور الأصفهاني قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن هلال الثقفي قال : حدّثني محمّد بن عليّ قال : حدّثنا نصر بن مزاحم عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن عليّ بن الحزور عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى عليّ عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم والدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة والحجّ واحد بم نسمّيهم فقال : بما سمّاهم الله في كتابه ، فقال : ما كلّ ما في كتاب الله أعلمه ، قال : أما سمعت الله يقول في كتابه : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٥ / ٢٥٨.

٣٠٩

دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) فلمّا وقع الاختلاف فكنّا نحن أولى بالله عزوجل وبدينه وبالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وبالكتاب وبالحقّ فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء الله منّا قتالهم فقاتلناهم بمشيئته وإرادته (١).

وروى هذا الحديث الشيخ المفيد في أماليه بالاسناد عن عليّ بن الحزور قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر الحديث بعينه (٢).

الثاني : عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت واقفا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يوم الجمل فجاء رجل حتّى وقف بين يديه فقال : يا أمير المؤمنين كبّر القوم وكبّرنا وهلّل القوم وهلّلنا وصلّى القوم وصلّينا فعلى ما نقاتلهم؟ فقال عليّ : على ما أنزل الله عزوجل في كتابه ، فقال: يا أمير المؤمنين ليس كلّما أنزل الله في كتابه أعلمه فعلمنيه. فقال عليه‌السلام : ما أنزل الله في سورة البقرة. فقال : يا أمير المؤمنين ليس كلّما أنزل الله في سورة البقرة أعلمه فعلمنيه. فقالعليه‌السلام : هذه الآية (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) فنحن الذين من بعدهم (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) فنحن الذين آمنّا وهم الذين كفروا ، فقال الرجل : كفر القوم وربّ الكعبة ، ثمّ حمل فقاتل حتّى قتل رحمه‌الله (٣).

الثالث : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين يوم الجمل فقال : يا عليّ على ما نقاتل أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله؟ قال علي : آية في كتاب الله أباحت لي قتالهم ، فقال : وما هي؟ قال : قوله : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) فقال الرجل : كفر والله القوم(٤).

__________________

(١) أمالي الطوسي : ١٩٧ ح ٣٣٧.

(٢) أمالي المفيد : ١٠٢ ح ٣.

(٣) الاحتجاج : ١ / ١٧٤ ، بحار الأنوار : ٢٩ / ٢٠٢ ح ١٥٥.

(٤) تفسير القمي : ١ / ٨٤.

٣١٠

الباب التاسع والتسعون ومائة

في قوله تعالى : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً)

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : ذكر أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه‌السلام عن قتادة عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال : قال لي جابر بن عبد الله : دخلنا مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في البيت وحوله ثلاثمائة وستّون صنما ، فأمر بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فألقيت كلّها لوجوهها ، وكان على البيت صنم طويل يقال له هبل ، فنظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ عليه‌السلام فقال : يا عليّ تركب عليّ أو أركب عليك لألقي هبلا عن ظهر الكعبة ، قلت : يا رسول الله بل تركبني ، فلمّا جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة فقلت : يا رسول الله أركبك فضحك ونزل وطأطأ لي ظهره واستويت عليه ـ فو الذي فلق الحبّة وبرء النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي ـ فألقيت هبلا عن ظهر الكعبة فأنزل الله (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) الآية (١).

الثاني : أبو المؤيّد موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن كامل ابن خلف بن سحرة القاضي إملاء ، حدّثنا عبد الله بن روح الفرائضي ، حدّثنا سيابة سوار ، حدّثنا نعيم بن حكيم ، حدّثنا أبو مريم عن عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال : انطلق بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أتى بي إلى الكعبة فقال لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على منكبي ، ثمّ قال لي : انهض فنهضت فلمّا رأى ضعفي تحته قال لي : اجلس فنزل وجلس وقال لي : يا عليّ اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ثمّ نهض بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا نهض بي خيّل لي أن لو شئت نلت أفق السماء ، فصعدت فوق الكعبة وتنحّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : الق صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتّد بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال لي رسول الله : عالجه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول إيه إيه جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا فلم أزل أعالجه حتّى استمكنت منه فقال لي : اقذفه فقذفته فتكسّر فنزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم قال علي فما صعدته حتّى الساعة (٢).

أقول : قصّة تكسير الأصنام من أعلى الكعبة وركوب عليّ عليه‌السلام على منكب النبيّعليه‌السلام عند تكسيرها من الوقائع المتواترة لا اهتمام بذكر الكثير من أسانيدها من طريق الفريقين.

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٤ / ٧٦.

(٢) مناقب الخوارزمي : ١٢٤ ح ١٣٩.

٣١١

الباب المائتان

في قوله تعالى : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً)

من طريق الخاصّة وفيه حديثان

الأوّل : الشيخ الطوسي في أماليه حديثا بإسناده عن رجاله عن نعيم بن حكيم عن أبي هريرة عن أبي مريم الثقفي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : انطلق بي رسول الله حتّى أتى بي إلى الكعبة فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على منكبي ، ثمّ قال لي : انهض فنهضت ، فلمّا رأى ضعفا قال : اجلس فنزل ثمّ قال لي : يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ، ثمّ نهض بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخيّل لي انّي لو شئت لنلت افق السماء ، فصعدت فوق الكعبة وتنحّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لي : الق صنمهم الأكبر وكان من النحاس موتّدا بأوتاد حديد فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عالجه فعالجته ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا ، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال لي : اقذفه فقذفته فتكسّر فنزلت من فوق الكعبة وانطلقت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق قال : حدّثني بشر بن سعيد بن قيلويه المعدّل بالمرافقة قال : حدّثنا عبد الجبّار بن كثير التميمي اليماني قال : سمعت محمّد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول : سألت جعفر بن محمّد عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها فقال : إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني وإن شئت فسل ، قال : فقلت له : يا بن رسول الله وبأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟

قال : بالتوسّم والتفرّس أما سمعت قول الله عزوجل (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) وقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله عزوجل ، قال : فقلت له : يا بن رسول الله فاخبرني بمسألتي قال : أردت أن تسألني عن رسول الله لم يطق حمله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عند حطّه الأصنام من سطح الكعبة مع قوّته وشدّته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرّمي به إلى ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يركب الناقة

__________________

(١) مصباح الأنوار : ١ / ٢٨٧ ، وتأويل الآيات : ١ / ٢٨٧.

٣١٢

والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكلّ ذلك دون عليّ عليه‌السلام في القوّة والشدّة.

قال : فقلت له : عن هذا والله أردت أن أسألك يا ابن رسول الله فاخبرني ، فقال : إنّ عليّا عليه‌السلام برسول الله تشرّف وبه ارتفع وبه وصل إلى إطفاء نار الشرك وإبطال كلّ معبود دون اللهعزوجل ولو علاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لحطّ الأصنام لكان بعليّ مرتفعا وتشريفا وواصلا إلى حطّ الأصنام ، فلو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ألا ترى أنّ عليّا قال : لمّا علوت ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شرفت وارتفعت حتّى لو شئت أنال السماء لنلتها ، أما علمت أنّ المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال عليّ عليه‌السلام أنا من أحمد كالضوء من الضوء ، أما علمت أنّ محمّدا وعليّا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله عزوجل قبل خلق الخلق بألفي عام وأنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعّب منه شعاع لا مع فقالوا : إلهنا وسيّدنا ما هذا النور؟

فأوحى الله عزوجل إليهم هذا نور من نوري أصله نبوّة وفرعه إمامة ، أمّا النبوّة فلمحمّد عبدي ورسولي ، وامّا الإمامة لعليّ حجّتي ووليّي ولو لا هما ما خلقت خلقي ، أما علمت أنّ رسول الله رفع يدي عليّ عليه‌السلام بغدير خمّ حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله مولى المسلمين وإمامهم وقد احتمل الحسن والحسين عليهما‌السلام يوم حضيرة بني النجّار فلمّا قال له بعض أصحابه : ناولني أحدهما يا رسول الله.

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبو هما خير منهما ـ وروي خبر آخر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل الحسن وحمل جبرائيل الحسين ولهذا قال : نعم الحاملان ـ وكان عليّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلمّا سلّم قيل له يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقالعليه‌السلام إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعجّله حتّى ينزل وانّما أراد عليه‌السلام بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبيّ إمام ونبيّ وعليّ عليه‌السلام إمام ليس بنبيّ ولا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوّة ؛ قال محمّد بن حرب الهلالي : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ، فقال : إنّك لأهل للزيادة إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل عليّا على ظهره بذلك أنّه أبو ولده وإمام الأئمّة من صلبه وكما حوّل رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنّه قد حوّل الجدب خصبا ، قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ، فقال : احتمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام يريد بذلك أن يعلم قومه أنّه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما عليه من الدّين والعدات والأداء عنه من بعده ، فقلت : يا ابن رسول الله زدني ، فقال : إنّه قد احتمله ليعلم ذلك أنّه قد احتمله وما حمله إلّا لأنّه معصوم لا يحمل أوزارا فتكون أفعاله عند الناس حكما وصوابا وقد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ : يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي

٣١٣

وذلك قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) ولمّا أنزل الله تبارك وتعالى عليه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) قال النبيّ : يا أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم وعلي نفسي وأخي أطيعوا عليّا فإنّه مطهّر معصوم لا يضلّ ولا يشقى ثمّ تلا هذه الآية : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) قال محمّد بن حرب الهلالي : ثمّ قال لي جعفر بن محمّد عليه‌السلام : أيّها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة في المعاني التي أرادها به لقلت أنّ جعفر بن محمّد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت ؛ فقمت وقبّلت رأسه وقلت الله أعلم حيث يجعل رسالته (١).

__________________

(١) علل الشرائع : ١ / ١٧٤ ـ ١٧٥ ح ١ ، معاني الأخبار : ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ح ١.

٣١٤

الباب الحادي والمائتان

في قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ)

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : ابن هيثم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال : أخبرني أحمد بن إبراهيم القاروني اجازة عن عبد الرحمن بن عبد السميع اجازة عن شاذان القمّي قراءة عليه عن محمّد بن عبد العزيز عن محمّد بن أحمد بن عليّ قال : أخبرنا السيّد عبّاد بن محمّد بن محسن الجعفري قال :

أنبأنا أبو سعيد الصفّار قال : نبّأنا أبو محمّد بن حنّان قال : نبّأنا محمّد بن عثمان قال : نبّأنا عبد الله بن حازم [عن ابن المثنى قال :] قال بدل بن المحبر : نبّأنا شعبة عن أبان عن مجاهد في قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ) قال : نزلت في حمزة بن عبد المطّلب رضى الله عنه (كَمَنْ مَتَّعْناهُ) أبو جهل (١).

الثاني : محمّد بن العبّاس من طريق العامّة قال : حدّثنا عبد الله بن يحيى عن هشام بن علي عن إسماعيل بن عليّ المعلم عن بدل بن المحبر عن شعبة عن أبان بن تغلب عن مجاهد قال : قولهعزوجل : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) نزلت في عليّ وحمزة عليهما‌السلام (٢).

الباب الثاني والمئتان

في قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ)

من طريق الخاصّة وفيه حديث واحد

الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) قال : الموعود عليّ بن أبي طالب وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدّنيا ووعده الجنّة له ولأوليائه في الآخرة (٣).

__________________

(١) ذخائر العقبى : ١٧٧.

(٢) بحار الأنوار : ٢٤ / ١٦٣ ح ١ ، و : ٣٢ / ١٥٠ ح ١٢٩.

(٣) تأويل الآيات : ١ / ٤٢٢ ح ١٨.

٣١٥

الباب الثالث ومائتان

في قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ

فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : عليّ بن يونس النباطي العاملي في كتاب «صراط المستقيم» من طريق الخاصّة والعامّة قال : قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) قال : روى المفسّرون أنّها نزلت في عليّ وحمزة ولا ريب أنّه لمّا قتل حمزة اختصّت بعليّ فأمن منه التبديل بحكم التنزيل قال : وروى اختصاصها بعليّ ابن عبّاس والصادق وأبو نعيم (١) ، قلت : أبو نعيم هذا عامّي المذهب.

الثاني : صاحب «صراط المستقيم» هذا من طريق العامّة قال في شرف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الحركوشي والكشف والبيان عن الثعلبي قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) حمزة وعليّ وجعفر ، قال : ونحوه أسند الشيرازي وزاد أنّ عليّا هو الصدّيق الأكبر (٢).

__________________

(١) الصراط المستقيم : ١ / ٢٥٦.

(٢) الصراط المستقيم : ١ / ٢٨١.

٣١٦

الباب الرابع ومائتان

في قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ

فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)

من طريق الخاصّة وفيه خمسة أحاديث

الأوّل : محمّد بن العبّاس الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمّد بن زكريا عن أحمد بن محمّد بن زيد عن سهل بن عامر البجلي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام أبي عبد الله عليهما‌السلام عن محمّد بن الحنفيّة رضى الله عنه قال : قال عليّ عليه‌السلام : كنت عاهدت الله ورسوله عليه‌السلام أنا وعمّي حمزة وأخي جعفر وابن عمّي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله فتقدّمني أصحابي وخلفت بعدهم لما أراد الله عزوجل ، فأنزل الله سبحانه فينا : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة وجعفر وعبيدة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) أنا المنتظر وما بدّلت تبديلا (١).

الثاني : محمّد بن العبّاس أيضا قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم عن جدّه عن عبد الله بن الحسن عن آبائه عليهم‌السلام قال : وعاهدوا الله عليّ بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب عليه‌السلام ألا يفرّوا في زحف أبدا فتموا كلّهم فأنزل الله عزوجل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) حمزة استشهد يوم احد وجعفرا استشهد يوم مؤتة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) يعني الذي عاهدوا الله عليه (٢).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رضى الله عنه ومحمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد قال : حدّثني جعفر بن محمّد النوفلي عن يعقوب بن يزيد قال : قال أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن محمّد بن عيسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال يعقوب بن عبد الله الكوفي : قال : حدّثنا موسى بن عبيد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحرث عن محمّد بن الحنفيّة رضى الله عنه وعمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣١ / ٤١٠ ح ٥.

(٢) بحار الأنوار : ٣١ / ٤١١ ح ٦.

٣١٧

جعفر عليه‌السلام قال : أتى رأس اليهود إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام عند منصرفه من وقعة النهروان وهو جالس في مسجد الكوفة فقال : يا أمير المؤمنين انّي اريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلّا نبيّ أو وصيّ نبي فإن شئت سألتك وإن شئت أعفيك ، قال : سل ما بدا لك يا أخا اليهود ، فقال : إنّا نجد في الكتاب إنّ الله عزوجل إذا بعث نبيّا أوحى إليه أن يتّخذ من أهل بيته من يقوم بأمر أمّته من بعده ، وأن يعهد إليهم فيه عهدا يحتذي عليه ويعمل به في أمّته من بعده ، وإنّ اللهعزوجل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء ويمتحنهم بعد وفاتهم ، فأخبرني كم يمتحن الله الأوصياء في حياة الأنبياء وكم يمتحنهم بعد وفاتهم من مرّة؟ وإلى ما يصير آخر أمر الأوصياء إذا رضى محنتهم؟

فقال له عليّ عليه‌السلام : والله الذي لا إله غيره الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى لئن أخبرتك بحقّ عمّا تسأل عنه لتقرّن به؟

قال : نعم.

قال : والذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى عليه‌السلام لئن أجبتك لتسلمنّ ، فقال : نعم ، فقال عليّ عليه‌السلام : إنّ الله عزوجل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن ليبتلي طاعتهم ، فإذا رضي طاعتهم ومحنتهم أمر الأنبياء أن يتّخذوهم أولياء في حياتهم وأوصياء بعد وفاتهم ، وتصير طاعة الأوصياء في أعناق الامم ممّن يقول بطاعة الأنبياء ، ثمّ يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء عليهم‌السلام في سبعة مواطن ليبلو صبرهم ، فإذا رضي محنتهم ختم له بالسعادة ليلحقهم بالأنبياء وقد أكمل لهم السعادة. قال له رأس اليهود : صدقت يا أمير المؤمنين فاخبرني كم امتحنك الله في حياة محمّد من مرّة وكم امتحنك بعد وفاته من مرّة وإلى ما يصير آخر أمرك؟ فأخذ عليّ عليه‌السلام بيده وقال : انهض بنا أنبئك بذلك يا أخا اليهود ، فقام إليه جماعة من أصحابه فقالوا : يا أمير المؤمنين أنبئنا بذلك معه. فقال : إنّي أخاف أن لا تحتمله قلوبكم؟ قالوا : ولم ذاك يا أمير المؤمنين؟

قال : لأمور بدت لي من كثير منكم. فقام إليه الأشتر فقال : يا أمير المؤمنين أنبأنا بذلك فو الله إنّا لنعلم أنّه ما على ظهر الأرض وصيّ نبيّ سواك وإنّا لنعلم أنّ الله لا يبعث بعد نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله نبيّا سواه ، وإنّ طاعتك لفي أعناقنا موصولة بطاعة نبيّنا.

فجلس عليّ عليه‌السلام وأقبل على اليهودي فقال : يا أخا اليهود إنّ الله امتحنني في حياة نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله في سبعة مواطن فوجدني فيهنّ من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا. قال : فيم وفيم يا أمير المؤمنين؟ قال : امّا أوّلهنّ وساق الحديث ذكر الأدلّة والثانية والثالثة والرابعة إلى أن قال : وامّا الخامسة يا أخا اليهود فإنّ قريشا والعرب تجمّعت وعقدت بينها عقدا وميثاقا لا ترجع من وجهها

٣١٨

حتّى تقتل رسول الله وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطّلب ، ثمّ أقبلت بحدّها وحديدها حتّى أناخت علينا بالمدينة واثقة بأنفسها فيما توجّهت له ، وهبط جبرائيل عليه‌السلام على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنبأه بذلك فخندق على نفسه ومن معه من المهاجرين والأنصار فقدمت قريش فأقامت على الخندق محاصرة لنا ترى في أنفسها القوّة وفينا الضعف ترعد وتبرق ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوها إلى الله ويناشدها بالقرابة والرحم فتأبى عليه ولا يزيدها ذلك إلّا عتوّا ، وفارسها فارس العرب يومئذ عمرو ابن عبد ود يهدر كالبعير المغتلم يدعو إلى البراز ويرتجز ويخطر برمحه مرّة وبسيفه مرّة ولا يقدم عليه مقدم ولا يطمع فيه طامع ، ولا حميّة تهيجه ولا بصيرة تشجعه ، فأنهضني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعمّمني بيده وأعطاني سيفه هذا وضرب بيده إلى ذي الفقار ، وخرجت إليه ونساء أهل المدينة بواكي إشفاقا عليّ من ابن عبد ود ، فقتله الله عزوجل بيدي والعرب لا تعدّ لها فارسا غيره فضربني هذه الضربة ـ وأومى بيده إلى هامته ـ فهزم الله قريشا والعرب بذلك وما كان منّي فيهم من النكاية ثمّ التفتعليه‌السلام إلى أصحابه فقال : أليس كذلك؟

فقالوا : بلى يا أمير المؤمنين ثمّ ذكر السادسة والسابعة ثمّ ذكر أوّل السبع بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ الثانية ثمّ الثالثة ثمّ الرابعة وقال عليه‌السلام فيها : وامّا نفسي فقد علم من حضر ممّن ترى وممّن غاب من أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحرّ من ذي العطش الصّدي ولقد كنت عاهدت الله عزوجل ورسوله عليه‌السلام أنا وعمّي حمزة وأخي جعفر وابن عمّي عبيدة على أمر وفينا به لله عزوجل فأنزل الله فينا : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) حمزة وجعفر وعبيدة وأنا والله المنتظر(١).

الرابع : ابن شهرآشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه‌السلام (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا) قال : حمزة وعليّ وجعفر (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) قال : عهده وهو حمزة وجعفر (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) قال : عليّ بن أبي طالب (٢).

الخامس : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) لا يفرّوا أبدا (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) أي أجله وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) أجله يعني عليّاعليه‌السلام يقول : (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ) الآية (٣).

__________________

(١) الخصال : ٣٧٦ ح ٥٨.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٠٤.

(٣) تفسير القمي : ٢ / ١٨٩.

٣١٩

الباب الخامس ومائتان

في قوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ

الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

الشعبي عن ابن عبّاس في تفسير مجاهد : أنّ الآية نزلت في عليّ حين استخلفه في مدينة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي ابانة الفلكي أنّها نزلت حين شكا أبو بردة من عليّ (١).

الباب السادس ومائتان

في قوله تعالى : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي

الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)

من طريق الخاصّة وفيه خمسة أحاديث

الأوّل : عليّ بن إبراهيم في تفسيره وهو منسوب إلى الصادق عليه‌السلام يعني أمير المؤمنين (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (٢).

الثاني : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمّد بن عيسى ومحمّد ابن يحيى ومحمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال الله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وقال عزوجل : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) فردّ الأمر ـ أمر الناس ـ إلى أولي الأمر منهم الّذين أمر بطاعتهم والردّ إليهم(٣).

الثالث : العيّاشي في تفسيره بحذف الإسناد عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) قال : هم الأئمّة (٤).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٢٣ / ٢٩٧ ح ٤٠.

(٢) تفسير القمي : ١ / ١٤٥.

(٣) الكافي : ١ / ٢٩٥ ح ٣.

(٤) تفسير العياشي : ١ / ٢٦٠ ح ٢٠٥.

٣٢٠