غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

الباب العاشر والمائة

في قوله تعالى (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد

الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام في تفسيره في معنى الآية قال عليه‌السلام : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (١) قال : أقيموا الصلوات المكتوبات التي جاء بها محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقيموا أيضا الصلاة على محمد وآله الطاهرين الذين عليّ سيّدهم وفاضلهم، وآتوا الزكاة من أموالكم إذا وجبت ، ومن أبدانكم إذا لزمت ، ومن معونتهم إذا التمست (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله ، عزوجل والانقياد لأولياء الله ، لمحمد نبي الله ، ولعلي ولي الله وللأئمة بعدهما سادة أصفياء الله. (٢)

__________________

(١) البقرة : ٤٣.

(٢) تفسير الإمام العسكري ٢٣١ / ح ١١٠.

١٨١

الباب الحادي عشر والمائة

في قوله تعالى (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا

خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (١).

من طريق العامة وفيه حديث واحد

موفق بن أحمد قال : روى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنه أنّ عبد الله بن أبيّ وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : انظروا كيف أردّ ابن عم رسول الله وسيد بني هاشم خلا رسول الله ، فقال عليّ كرم الله وجهه : يا عبد الله اتق الله ولا تنافق ، فإن المنافق شرّ خلق الله تعالى ، فقال : مهلا يا أبا الحسن والله إنّ إيماننا كإيمانكم ، ثم تفرقوا فقال عبد الله بن أبي لأصحابه كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه خيرا ، فأنزل الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (٢).

قال موفق بن أحمد عقيب ذلك : فدلّت الآية على إيمان علي كرم الله وجهه ظاهرا وباطنا وعلى قطعه موالاة المنافقين وإظهار عداوتهم ، والمراد بالشياطين رؤساء الكفّار. (٣)

__________________

(١) البقرة : ١٤.

(٢) البقرة : ١٤.

(٣) المناقب ٢٧٧ / ح ٢٦٦.

١٨٢

الباب الثاني عشر والمائة

في قوله تعالى (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا

خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (١).

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد

الإمام أبو محمد العسكري عليه‌السلام في تفسيره في معنى الآية قال : قال موسى بن جعفرعليه‌السلام : وإذا لقوا ـ هؤلاء الناكثون للبيعة المواظبون على مخالفة علي عليه‌السلام ودفع الأمر عنه ـ (الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) كإيمانكم ، وإذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذر وعمار قالوا لهم : آمنّا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسلّمنا له بيعة علي عليه‌السلام وفضله ، وانقدنا لأمره كما آمنتم ، وإنّ أولهم وثانيهم وثالثهم إلى تاسعهم ربما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان وأصحابه فإذا لقوهم اشمأزّوا منهم وقالوا : هؤلاء أصحاب الساحر والأهوج يعنون محمدا وعليا عليهما‌السلام ، ثم يقول بعضهم لبعض : احترزوا منهم لا يقفوا من فلتات كلامكم على كفر محمد فيما قاله في علي ، فيقعوا عليكم فيكون فيه هلاككم ، فيقول أولهم : انظروا إليّ كيف أسخر منهم وأكفّ عاديتهم عنكم.

فإذا التقوا قال أولهم : مرحبا بسلمان ابن الإسلام الذي قال فيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد الأنام : لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجل من أبناء فارس ، هذا أفضلهم يعنيك ، وقال فيه : سلمان منّا أهل البيت ، فقرنه بجبرئيل عليه‌السلام الذي قال له يوم العباء لما قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأنا منكم؟ فقال : وأنت منا ، حتى ارتقى جبرائيل إلى الملكوت الأعلى يفتخر على أهله ويقول : من مثلي؟ بخ بخ وأنا من أهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثم يقول للمقداد : مرحبا بك يا مقداد ، أنت الذي قال فيك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام: يا علي المقداد أخوك في الدين وقد قدّ منك فكأنه بعضك ، حبا لك وبغضا على أعدائك ، وموالاة لأوليائك لكن ملائكة السموات والحجب اكثر حبا لك منك لعلي عليه‌السلام ، وأشد بغضا على أعدائك منك على أعداء علي عليه‌السلام ، فطوباك ثم طوباك.

ثم يقول لأبي ذر : مرحبا بك يا أبا ذر ، وأنت الذي قال فيك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أقلّت الغبراء ولا

__________________

(١) البقرة : ١٤.

١٨٣

اظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، وقيل : بما ذا فضله الله بهذا؟ وشرّفه؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه كان يفضّل عليا عليه‌السلام أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوالا ، وله في كل الأحوال مدّاحا ، ولشانئيه وأعاديه شانئا ، ولأوليائه وأحبّائه مواليا ، وسوف يجعله الله عزوجل في الجنان من أفضل سكانها ويخدمه ما لا يعرف عدده إلّا الله من وصائفها وغلمانها وولدانها.

ثم يقول لعمار بن ياسر : أهلا وسهلا يا عمار ، نلت موالاة أخي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع أنك وداع رأفة لا تزيد على المكتوبات والمسنونات من سائر العبادات ما لا يناله الكاد بدنه ليله ونهاره ، يعني الليل قياما والنهار صياما ، والباذل أمواله وإن كانت جميع أموال الدنيا له مرحبا بك، فقد رضيك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي أخيه مصافيا ، وعنه مناوئا حتى أخبر أنك ستقتل في محبته ، وتحشر يوم القيامة في خيار زمرته ، وفّقني الله لمثل عملك وعمل أصحابك حتى ممن يوفر على خدمة رسول الله وأخي محمد علي ولي الله ، ومعاداة أعدائهما بالعداوة ، ومصافاة أوليائهما بالموالاة والمتابعة سوف يسعدنا الله يومنا هذا إذا التقينا بكم ، فيقبل سلمان وأصحابه ظاهرهم كما أمر الله تعالى ويجوزون عنهم ، فيقول الأول لأصحابه : كيف رأيتم سخري بهؤلاء وكيف عاديتهم عنّي وعنكم ، فيقولون له : لا تزال بخير ما عشت لنا ، فيقول لهم فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلى أن تنتهزوا الفرصة فيهم مثل هذا ، فإنّ اللبيب العاقل من تجرع على الغصة حتى ينال الفرصة ، ثم يعودون إلى إخوانهم من المنافقين المتمردين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما أدّاه إليهم عن الله عزوجل من ذكر تفضيل أمير المؤمنين عليه‌السلام وتنصيبه إماما على كافة المكلفين.

قالوا لهم : إنا معكم إنما نحن على ما واطأناكم عليه من دفع علي عن هذا الأمر ، إن كانت لمحمد كائنة فلا يغرنّكم ولا يهولنّكم ما تستمعونه منا من تقريظهم وترونا نجتري من مداراتهم، فإنما نحن مستهزءون بهم ، فقال الله عزوجل : يا محمد الله يستهزئ بهم ويجازيهم جزاء استهزائهم في الدّنيا والآخرة ، ويمدّهم في طغيانهم يعمهون ، يمهلهم ويتأنى بهم برفق ، ويدعوهم إلى التوبة ، ويعدهم إذا تابوا المغفرة وهم ، يعمهون يعمهون ، لا ينزعون عن قبيح ولا يتركون أذى لمحمد وعليّ يمكنهم إيصاله إليهما إلّا بلغوه. (١)

__________________

(١) تفسير الإمام العسكري ١٢٠ ـ ١٢٣ / ح ٦٣.

١٨٤

الباب الثالث عشر والمائة

في قوله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (١)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

عن ابن عباس في قوله (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني رسول الله وأمير المؤمنين عليهما‌السلام (٢) ، وقوله تعالى (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) (٣) نزلت في علي وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر وأصحاب لهم. (٤)

الباب الرابع عشر والمائة

في قوله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد

ابن شهرآشوب عن الباقر عليه‌السلام وابن عباس في قوله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام. (٥)

__________________

(١) البقرة : ٤٥.

(٢) بحار الأنوار ٣١ / ٣٤٨ ح ٢٧.

(٣) البقرة : ٤٦.

(٤) بحار الأنوار ٣٤ / ٢٣٣.

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ / ٣٠٢.

١٨٥

الباب الخامس عشر والمائة

قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ

فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (١).

من طريق العامة وفيه حديثان

الأول : أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن علي عليه‌السلام بالإسناد عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) قال : عرض الله أمانتي على السماوات السبع بالثواب والعقاب فقلن : ربنا لا نحملنها بالثواب والعقاب لكن نحملها بلا ثواب ولا عقاب ، وإن الله عرض أمانتي وولايتي على الطير ، فأول من آمن بها البزاة البيض والقنابر ، وأوّل من جحدها من الطير البوم والعنقاء فلعنهما الله من بين الطيور ، فأما البوم فلا تقدر أن تطير (٢) بالنهار لبغض الطير لها ، وأما العنقاء فغابت في البحار لا ترى.

وإن الله عرض أمانتي على الأرض فكل بقعة آمنت بولايتي وأمانتي جعلها الله طيبة مباركة زكية وجعل نباتها وثمرها حلوا عذبا ، وجعل ماءها زلالا ، وكل بقعة جحدت أمانتي وأنكرت ولايتي جعلها سبخة ، وجعل نباتها مرا علقما ، وجعل ثمارها العوسج والحنظل وجعل ماءها ملحا أجاجا.

ثم قال : وحملها الإنسان يعني أمتك يا محمد ، ولاية أمير المؤمنين وإمامته بما فيها من الثواب والعقاب ، إنه كان ظلوما لنفسه جهولا لأمر ربه ، من لم يؤدّها بحقها فهو ظلوم غشوم(٣) ، وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا يحبّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق أو ولد حرام. (٤)

الثاني : موفق بن أحمد قال : ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدّثنا سهل بن أحمد عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري عن هناد بن السري عن محمد بن هشام عن سعيد بن أبي سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى لمّا خلق السماوات والأرض دعاهنّ فأجبنه ، فعرض عليهنّ نبوّتي وولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقبلتاهما ثم خلق الخلق وفوّض إلينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا ، نحن المحلّون لحلاله والمحرّمون لحرامه. (٥)

__________________

(١) الأحزاب : ٧٢.

(٢) في المصدر : تظهر.

(٣) بحار الأنوار ٢٣ / ٢٨١ ح ٢٧.

(٤) بحار الأنوار ٧٤ / ١٠٤ ح ٢٠ وفيه : ولد زنا.

(٥) المناقب ١٣٤ / ح ١٥١.

١٨٦

الباب السادس عشر والمائة

في قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)

من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث

الأول : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (١) قال: هي ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام. (٢)

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدّثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله : إن الله عليه‌السلام تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم صلوات الله عليهم ، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم ، فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال : هؤلاء أحبائي وأوليائي وحججي على خلقي وأئمة بريتي ، ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منهم ، ولمن تولاهم خلقت جنتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ، فمن ادّعى منزلتهم مني ومحلّهم من عظمتي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وجعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري ، ومن أقرّ بولايتهم ولم يدّع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي ، وكان لهم فيها ما يشاءون عندي ، وأبحتهم كرامتي ، وأحللتهم جواري ، وشفّعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي ، فولايتهم أمانة عند خلقي ، فأيكم يحملها بأثقالها ويدّعيها لنفسه دون خيرتي؟ فأبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها ، وأشفقن من ادّعاء منزلتها وتمنّي محلّها من عظمة ربها.

فلما أسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما (كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ

__________________

(١) الاحزاب : ٧٢.

(٢) الكافي ١ / ٤١٣ ح ٢.

١٨٧

الشَّجَرَةَ) ـ يعني شجرة الحنطة ـ (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) فنظرا إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة فقالا : يا ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله : ارفعا رءوسكما إلى ساق عرشي ، فرفعا رءوسهما فوجدا اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبّار جل جلاله فقالا : يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك! وما أحبهم إليك! وما أشرفهم لديك فقال الله جل جلاله لو لا هم ما خلقتكما ، هؤلاء خزنة علمي وأمنائي على سرّي ، اياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي ومحلّهم من كرامتي فتدخلا بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين ، قالا : ربنا ومن الظالمون ، قال : المدّعون منزلتهم بغير حق قالا : ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك ، فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من أنواع النكال والعذاب ، وقال عزوجل : مكان الظالمين لهم المدّعين لمنزلتهم في أسفل درك منها ، كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ، وكلّما نضجت جلودهم بدّلوا سواها ليذوقوا العذاب.

يا آدم ويا حواء لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فأهبطكما من جواري وأحلّ بكما هواني ، فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما ، وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور ، وحملهما على تمنّي منزلتهم ، فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلاه شعيرا ، فأصل الحنطة مما لم يأكلاه ، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه ، فلمّا أكلا من الشجرة طار الحليّ والحلل على أجسادهما وبقيا عريانين ، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إنّ الشيطان لكما عدو مبين قالا : ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، قال : اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني ، فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش ، فلمّا أراد الله عزوجل أن يتوب عليهما جاءهما جبرائيل فقال لهما : إنكما إنما ظلمتما أنفسكما بتمنّي منزلة من فضّل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عزوجل إلى أرضه ، فسلا ربكما بحق هذه الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما.

فقالا : اللهم إنا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة إلّا تبت علينا ورحمتنا ، فتاب الله عليهما إنه هو التواب الرحيم ، فلم يزل الأنبياء بعد ذلك يحفظون

١٨٨

هذه الأمانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أممهم ، فيأبون حملها ويشفقون من ادّعائها وحملها الإنسان الذي قد عرف ، فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة ، وذلك قول الله عزوجل (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (١) (٢).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد الله ابن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) قال : الأمانة الولاية ، والإنسان هو أبو الشرور المنافق. (٣)

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) الآية فقال : الأمانة الولاية ، من ادّعاها بغير حق كفر (٤).

الخامس : محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن عثمان بن سعيد عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) قال : هي الولاية أبين أن يحملنها كفرا بها وعنادا ، وحملها الإنسان ، والإنسان الذي حملها أبو فلان. (٥)

السادس : محمد بن عباس عن الحسن بن عامر عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) قال : يعني بها ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٦)

السابع : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : الأمانة هي الإمامة والأمر والنهي ، والدليل على ذلك أنّ الأمانة هي الإمامة قال : قوله عزوجل للأئمة (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(٧)

__________________

(١) الاحزاب : ٧٢.

(٢) معاني الاخبار ١٠٨ ـ ١١٠ / ح ١.

(٣) معاني الأخبار ١١٠ / ح ٢.

(٤) معاني الاخبار ١١٠ / ح ٣.

(٥) بصائر الدرجات ٧٦ / ٣.

(٦) بحار الأنوار ٢٣ / ٢٨٠ ذيل ح ٢٢.

(٧) النساء : ٥٨.

١٨٩

يعني الإمامة ، فالأمانة هي الإمامة عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها قال: أبين أن يدّعوها أو يغصبوها أهلها وأشفقن منها وحملها الإنسان أي الأول (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (١) (٢).

الثامن : عمر بن إبراهيم الأوسي عن صاحب كتاب در الثمين يقول : قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها) الأمانة هي إنكار ولاية علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ، عرضت على ما ذكرنا فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا وهو الأول ، لأي الأشياء؟ ليعذب الله المنافقين والمنافقا ، فقد خابوا والله وفاز المؤمنون والمؤمنات (٣).

__________________

(١) الاحزاب : ٧٣.

(٢) تفسير القمي : ٢ / ١٩٨.

(٣) لم نجده في المصادر وله شبيه في تأويل الآيات : ٢ / ٤٧٠ ح ٤٠.

١٩٠

الباب السابع عشر والمائة

في قوله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ)

من طريق العامة وفيه حديثان

الأول : إبراهيم بن محمد الحموني من أعيان علماء العامة قال : أخبرني عماد الدين الحافظ بن بدران بن سبيل المقدسي بمدينة نابلس فيما أجاز لي أن أرويه عنه ، عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبد الصمد بن محمد الأنصاري إجازة عن عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي إجازة عن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواسطي.

قال : قرأت على شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره أنّ سفيان بن عيينة سئل عن قوله عزوجل (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (١) فيمن نزلت؟ فقال للسائل : سألتني عن مسئلة ما سألني أحد عنها قبلك ، حدّثني جعفر بن محمد عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين قال : لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي صلوات الله عليه فقال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ناقة له حتى أتى الأبطح ، فنزل عن ناقته فأناخها ، فجاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ملأ من أصحابه فقال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وإنك رسول الله فقبلناه ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه ، وأمرتنا بالحج فقبلناه ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عزوجل؟ فقال : والذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله ، فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتى رماه الله تعالى بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله عزوجل (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) (٢) (٣).

الثاني : ما رواه الطبرسي أبو علي في مجمع البيان من طريقهم قال : أخبرنا السيد أبو الحمد قال :

__________________

(١) المعارج : ١.

(٢) المعارج : ١ ، ٢.

(٣) فرائد السمطين ١ / ٨٢ ح ٦٣.

١٩١

حدّثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال : أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال : أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدّثنا محمد بن سهل قال : حدّثنا زيد بن إسماعيل مولى الانصار قال : حدّثنا محمد بن أيوب الواسطي قال : حدّثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام عن آبائه قال : لمّا نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام يوم غدير خم قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، طار ذلك في البلاد ، فقدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد وبالحج وبالصوم والصلاة والزكاة فقبلناها ، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من الله تعالى؟ فقال : بلى والله الذي لا إله إلّا هو ، إنّ هذا من الله ، فولّى النعمان بن الحرث وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، فرماه الله بحجر على رأسه ، فقتله فأنزل الله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ)(١) (٢).

__________________

(١) المعارج : ١.

(٢) مجمع البيان : ١٠ / ١١٩ ، وشواهد التنزيل : ٢ / ٣٨٢ ح ١٠٣٠.

١٩٢

الباب الثامن عشر والمائة

قوله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) إلى (الْمَعارِجِ)

من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث

الأول : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال رسول الله : إنّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيك شبها من عيسى ابن مريم ، لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ، قال : فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدّة من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلّا عيسى ابن مريم فأنزل الله (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (١) فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٢) ثم قال : يا ابن عمرو أما تبت وأما رحلت؟ فقال : يا محمد اجعل لسائر قريش شيئا مما في يدك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليس ذلك إليّ ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ، ولكن أرحل عنك فدعا براحلته فركبها فلمّا صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضّت (٣) هامته ثم أتى الوحي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) ـ بولاية علي ـ (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) (٤).

قال : قلت : جعلت فداك إنّا لا نقرأها هكذا ، فقال : هكذا والله نزل بها جبرائيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهكذا والله أثبتت في مصحف فاطمة عليها‌السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمن حوله من المنافقين :

__________________

(١) الزخرف : ٥٧ ، ٥٨ ، ٥٩ ، ٦٠.

(٢) الأنفال : ٣٣.

(٣) في المصدر : فرضخت ، وبهامشه كالأصل ، وفرضت أي دقّت ، وفرضخت : كسرت ، والجندلة ما يعمل من الحجارة والهامة وسط الرأس.

(٤) المعارج : ١ ، ٢ ، ٣.

١٩٣

انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، قال الله عزوجل (وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (١) (٢).

الثاني : محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن محمد بن مخلد عن الحسن بن القاسم عن عمرو ابن الحسن عن آدم بن حمّاد عن حسين بن محمد قال : سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عزوجل (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) فيمن نزلت فقال : يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، لقد سألت جعفر بن محمد عليه‌السلام في مثل الذي قلت فقال : أخبرني أبي عن جدي عن ابن عباس قال : لمّا كان يوم غدير خم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطيبا فأوجز في خطبته، ثم دعا علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأخذ بضبعيه ثم رفع بيديه حتى رؤي بياض إبطيهما ، وقال للناس : ألم أبلّغكم رسالة ربّي؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، قال : ففشت هذه في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فرحل راحلته ثم استوى عليها ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ ذاك بمكة حتى انتهى إلى الأبطح فأناخ ناقته ثم عقلها ثم أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا محمد إنك دعوتنا إلى أن نقول : لا إله إلّا الله ففعلنا ، ثم دعوتنا إلى أن نقول : إنك رسول الله ففعلنا ، والقلب فيه ما فيه ، ثم قلت : صلّوا فصلّينا ، ثم قلت لنا : صوموا فصمنا ، ثم قلت لنا : حجّوا فحججنا ، ثم قلت : إذا رزق أحدكم مائتي درهم فليتصدق بخمسه كل سنة ففعلنا ، ثم إنك أقمت ابن عمك وقلت لنا : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فهذا عنك أم عن الله؟ قال : بل عن الله ، قال : فقالها ثلاثا ، فنهض وإنه لمغضب وإنه ليقول : اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما يقوله محمد كذبا فأنزل به نقمتك.

ثم ركب ناقته واستوى عليها ، فلمّا خرج من الابطح رماه الله تعالى بحجر على رأسه فسقط ميتا ، فأنزل الله تبارك وتعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ)(٣) (٤).

الثالث : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد ابن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه تلا (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) بولاية علي (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيلعليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهكذا أثبت في مصحف فاطمة عليها‌السلام. (٥)

__________________

(١) ابراهيم : ١٥.

(٢) الكافي ٨ / ٥٨ ح ١٨.

(٣) المعارج : ١ ، ٢ ، ٣.

(٤) بحار الأنوار ٣٣ / ١٧٦ ح ٦٢.

(٥) بحار الأنوار ٣٣ / ١٧٦ ح ٦٣.

١٩٤

الرابع : محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال : أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هودة قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال : حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن جابر قال أبو جعفر عليه‌السلام : كيف تقرءون هذه السورة؟ قال : قلت : وأي سورة؟ قال : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) فقال : ليس هو (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) وإنما هو سال سيل ، وهي نار تقع في الثوية ثم تمضي إلى كناسة بني أسد ثم تمضي إلى ثقيف ، فلا تدع وترا لآل محمد إلّا أحرقته. (١)

الخامس : محمد بن العباس عن محمد بن همام قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن صالح بن سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزوجل (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) فقال : تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا ، حتى تنتهي إلى كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف ، لا تدع وترا لآل محمد إلّا أحرقته ، وذلك قبل خروج القائم عليه‌السلام. (٢)

السادس : شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة عن محمد البرقي بإسناده يرفعه إلى محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) بولاية علي عليه‌السلام (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرائيل عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهكذا هو مثبت في مصحف فاطمة عليها‌السلام. (٣)

__________________

(١) الغيبة ٢٧٣ / ح ٤٩.

(٢) بحار الأنوار ٤٨ / ٢٤٢ ح ١١٥ ، الغيبة للنعماني ٢٧٢ / ح ٤٨.

(٣) تأويل الآيات ٢ / ٧٢٣ ح ٣.

١٩٥

الباب التاسع عشر والمائة

في قوله تعالى (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). (١)

من طريق العامة وفيه خمسة أحاديث

الأول : من مسند أحمد بن حنبل قال : حدّثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قال : حدّثنا أبو علي حسين بن محمد الزراع قال : حدّثنا عبد المؤمن بن عباد قال : حدّثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن يزيد بن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مسجده فذكر قصّة مؤاخاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه ، فقال علي عليه‌السلام يعني للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا ما أخّرتك إلّا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول الله؟ قال : ما ورث الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورث الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب الله وسنة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض. (٢)

الثاني : أبو الحسن الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال : أخبرنا أبو الحسن علي ابن عمر بن عبد الله بن شوذب قال : حدّثني أبي قال : حدّثني محمد بن الحسين الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثني نصر بن علي ، حدّثني عبد المؤمن بن عبادة عن عمار بن عمر قال : حدّثني زيدان بن أرقم قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إني مواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة ، ثم قال لعلي : أنت أخي ورفيقي ، ثم تلا هذه الآية (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) الأخلّاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض. (٣)

الثالث : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني سفيان عن أبي موسى عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال : فينا نزلت (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ

__________________

(١) الحجر : ٤٧.

(٢) فضائل الصحابة ٢ / ٦٦٦ ح ١١٣٧ ، كنز العمال ٩ / ١٦٧ ح ٢٥٥٥٤ عن ابن حنبل.

(٣) العمدة : ١٧٠ ح ٢٦٣ وليس هو في المناقب المطبوع ، وكشف الغمة : ١ / ٣٣٥.

١٩٦

مُتَقابِلِينَ) (١) (٢).

الرابع : أبو نعيم الحافظ عن رجاله عن أبي هريرة قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟

قال : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها ، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين ، أنت معي وشيعتك في الجنة ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٣) (٤).

الخامس : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بحذف الإسناد بطوله وكثرة رواته عن زيد بن أرقم قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مسجد المدينة فجعل يقول : أين فلان بن فلان؟ ولم يزل يتفقدهم ويبعث خلفهم حتى اجتمعوا عدة ، ثم ذكر حديث المواخاة إلى أن قال : فقال علي عليه‌السلام : يا رسول الله ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان من سخطك عليّ فلك العتبى والكرامة ، قال : والذي بعثني بالحق نبيّا ما أخّرتك إلّا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قلت : يا رسول الله ما أرث منك؟ قال : ما أورثت الأنبياء قبلي ، قال : ما أورثت الأنبياء قبلك؟ قال : كتاب الله وسنة رسوله ، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض ، الحديث على رواية الحافظ أبي نصر. (٥)

__________________

(١) الحجر : ٤٧.

(٢) بحار الأنوار ٣٢ / ٧٢ ذيل ح ٢٢ عن مسند أحمد.

(٣) الحجر : ٤٧.

(٤) بحار الأنوار ٣٢ / ٧٢ ح ٢١.

(٥) فرائد السمطين : ١ / ١١٨ ك ب ٢١ / ح ٨٣.

١٩٧

الباب العشرون والمائة

في قوله تعالى (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ).

من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث

الأول : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فدخل عليه أبو بصير وذكر حديثا ، قال له عليه‌السلام : يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) والله ما أراد بهذا غيركم.

رواه ابن بابويه في كتاب بشارات الشيعة. (١)

الثاني : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن عمر ابن أبي المقدام قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذ هو بأناس من الشيعة ، فسلّم عليهم ثم قال : إني والله لأحبّ رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، واعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلّا بالورع والاجتهاد ، من ائتم منكم بعبد فليعمل بعلمه.

أنتم شيعة الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون ، والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة ، قد ضمنّا لكم الجنة بضمان الله عزوجل وضمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم ، فتنافسوا في فضائل الدرجات.

أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات ، كل مؤمنة حوراء عيناء وكلّ مؤمن صدّيق ، ولقد قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لقنبر : يا قنبر أبشر وبشّر واستبشر ، فو الله لقد مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على أمته ساخط إلّا الشيعة ، ألا وإن لكلّ شيء عزا وعزّ الإسلام الشيعة ، ألا وإن لكلّ شيء دعامة ودعامة الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكل شيء ذروة وذروة الإسلام الشيعة ، ألا وإن لكل شيء شرفا وشرف الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء سيّدا وسيّد المجالس مجلس الشيعة ، ألا وإنّ لكل شيء إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة ، والله لو لا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشيبا أبدا ، والله لو لا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ، ولا أصابوا الطيبات ، ما لهم في

__________________

(١) الكافي ٨ / ٣٥ ح ٦.

١٩٨

الدّنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب ، كل ناصب وإن تعبّد واجتهد منسوب إلى هذه الآية (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً) (١) وكل ناصب مجتهد فعمله هباء.

وشيعتنا ينطقون بأمر الله عزوجل ، ومن يخالفهم ينطقون بتفلت ، والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلّا أصعد الله عزوجل روحه إلى السماء فيبارك عليها ، وإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز من رحمته وفي رياض جنته وفي ظلّ عرشه ، وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليرددها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه ، والله إن حاجّكم وعماركم لخاصة اللهعزوجل ، وان فقراءكم لأهل الغنى وإنّ أغنيائكم لأهل القناعة ، وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته. (٢)

الثالث : ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمر بن أبي المقدام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثل الحديث السابق ، وزاد فيه : ألا وإن لكلّ شيء جوهرا وجوهر ولد آدم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن ، وشيعتنا بعدنا ، حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله عزوجل! وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة! والله لو لا أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسلّمت عليهم الملائكة قبلا ، والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما الّا وله بكل حرف مائة حسنة ، ولا قرأ في صلاته جالسا إلّا وله بكل حرف خمسون حسنة ، ولا في غير الصلاة إلّا وله بكل حرف عشر حسنات ، وإن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن خالفه.

أنتم والله على فرشكم نيام ، لكم أجر المجاهدين ، وأنتم والله في صلاتكم لكم أجر الصافّين في سبيله ، وأنتم والله الذين قال الله عزوجل (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(٣).

إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين : عينان في الرأس وعينان في القلب ، ألا وإنّ الخلائق كلهم كذلك إلّا أن الله عزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم. (٤)

الرابع : العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) قال : والله ما عنى غيركم. (٥)

الخامس : العياشي في تفسيره بإسناده أيضا عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :

__________________

(١) الغاشية : ٣ ، ٤.

(٢) الكافي ٨ / ٢١٤ ح ٢٥٩.

(٣) الحجر : ٤٧.

(٤) الكافي ٨ / ٢١٤ ح ٢٦٠.

(٥) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٤ ح ٢٢.

١٩٩

سمعته يقول : أنتم والله الذين قال الله (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). (١)

إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين : عينين في الرأس وعينين في القلب ، ألا والخلائق كلهم كذلك إلّا أن الله فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم.

السادس : العياشي بإسناده عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ليس منكم رجل ولا امرأة إلّا وملائكة الله يأتونه بالسلام ، وأنتم الذين قال الله (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). (٢)

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٤ ح ٢٣.

(٢) تفسير العياشي ٢ / ٢٤٤ ح ٢٤.

٢٠٠