صاحبه يقول لقرينه إذا التقيا : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ، فيجيبه الأشقى على رثوثة : يا ليتني لم اتّخذك خليلا لقد أضللتني عن الذّكر بعد إذ جاءني ، وكان الشيطان للإنسان خذولا ؛ فأنا الذكر الذي عنه ضلّ والسبيل الذي عنه مال والإيمان الذي به كفر والقرآن الذي إيّاه هجر والدّين الذي به كذّب والصراط الذي عنه نكب. والخطبة طويلة تأتي بطولها في الباب الأربعين ومائة : في أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قسيم الجنّة والنار من طريق الخاصّة (١).
السادس : محمّد بن الحسن الشيباني في تفسيره «نهج البيان» عن الباقر والصادقعليهماالسلام في معنى الآية : السبيل هاهنا عليّ عليهالسلام (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) يعني عليّا عليهالسلام وقال أيضا : وروى عن الباقر والصادق عليهماالسلام أنّ هذه الآيات نزلت في رجلين من مشايخ قريش أسلما بألسنتهما وكانا ينافقان النبيّ عليهالسلام ، وآخى بينهما يوم الإخاء فصدّ أحدهما صاحبه عن الهدى فهلكا جميعا ، فحكى الله تعالى حكايتهما في الآخرة وقولهما عند ما ينزل عليهما من العذاب فيحزن ويتأسّف على ما تقدّم ويتندّم حيث لم ينفعه الندم (٢).
السابع : عليّ بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية والتفسير منسوب إلى الصادقعليهالسلام قوله : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ) قال : الأوّل يقول : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) قال أبو جعفر عليهالسلام يقول : يا ليتني اتّخذت مع الرسول عليّا ـ وفي نسخة ـ عليّا وليّا (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) يعني الثاني (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) يعني الولاية (وَكانَ الشَّيْطانُ) وهو الثاني (لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (٣).
الثامن : الإمام أبو محمّد الحسن العسكري عليهالسلام في تفسيره قال : قال العالم عليهالسلام عن أبيه عن جدّه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ما من عبد ولا أمة أعطى بيعة أمير المؤمنين عليهالسلام في الظاهر ونكثها في الباطن وأقام على نفاقه ، إلّا وإذا جاءه ملك الموت ليقبض روحه تمثّل له إبليس وأعوانه وتمثّل له النيران وأصناف عقابها بعينه وقلبه ومقاعده من مضايقها ، وتمثّل له أيضا الجنان ومنازله فيها لو كان بقي على إيمانه ووفى ببيعته ؛ فيقول له ملك الموت انظر فتلك الجنان التي لا يقدّر قدر سراتها (٤) وبهجتها وسرورها إلّا ربّ العالمين كانت معدّة لك فلو كنت بقيت على ولايتك لأخي محمّد صلىاللهعليهوآله كان يكون إليها مصيرك يوم فصل القضاء لكنّك نكثت وخالفت فتلك النيران وأصناف عذابها
__________________
(١) الكافي : ٨ / ٢٧ ح ٢.
(٢) لم نجده في المصادر المتوفّرة.
(٣) تفسير القمي : ٢ / ١١٣.
(٤) في التفسير : سرائها وبالهامش عن بعض النسخ : مسراتها.
وزبانيتها بمرزباتها (١) وأفاعيها الفاغرة أفواهها وعقاربها الناصبة أذنابها وسباعها الشائلة مخالبها وسائر أصناف عذابها هو لك وإليها مصيرك فيقول : يا ليتني اتّخذت مع الرسول سبيلا فقبلت ما أمرني والتزمت ما لزمني من موالاة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ما ألزمني (٢).
__________________
(١) ومرزباتها ـ بميم مكسورة مع التخفف ـ والمحدّثون يشدّدون الباء من المرزبّة والصواب تخفيفه : عصا كبيرة من حديد تتخذ.
(٢) تفسير الإمام العسكري : ١٣١ ح ٦٦.
الباب الحادي والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)
من طريق العامّة وفيه حديثان
الأوّل : ابن شهرآشوب من طريق العامّة عن تفسير وكيع وسفيان والسّدي وأبي صالح : أنّ عبد الله ابن عمر قرأ قوله تعالى : (أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) يوم قتل أمير المؤمنينعليهالسلام وقال : يا أمير المؤمنين لقد كنت الطرف الأكبر في العلم اليوم نقص علم الإسلام ومضى ركن الأيمان (١).
الثاني : الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك عن سمّي عن أبي صالح قال : لمّا قتل عليّ ابن أبي طالب قال ابن عبّاس : هذا اليوم نقص العلم من أرض المدينة ثمّ إنّ نقصان الأرض نقصان علماءها وخيار أهلها إنّ الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتّى إذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رؤساء جهّالا فيسألوا فيفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا (٢).
الباب الثاني والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)
من طريق الخاصّة وفيه أربعة أحاديث
الأوّل : محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عليّ عن من ذكره عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان عليّ بن الحسين عليهالسلام يقول : إنّه تسخي نفسي في سرعة الموت أو القتل فينا قول الله عزوجل (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) فقال : فقد العلماء (٣).
الثاني : الطبرسي عن أبي عبد الله عليهالسلام : ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخيارها (٤).
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٩٢.
(٢) بحار الأنوار : ٣٨ / ٢٣٦ ح ٤٥ ، عن ابن شهرآشوب.
(٣) الكافي : ١ / ٣٨ ح ٢.
(٤) مجمع البيان : ٦ / ٥٢.
الثالث : ابن بابويه في «الفقيه» مرسلا عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) فقال : فقد العلماء (١).
الرابع : عليّ بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية قال : قال : موت علمائها (٢).
__________________
(١) الفقيه : ١ / ١٨٦ ح ٥٦٠.
(٢) تفسير القمي : ١ / ٣٦٧.
الباب الثالث والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا
مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ)
من طريق العامّة وفيه حديثان
الأوّل : روى صاحب كتاب «الصراط المستقيم» وأظنّ أنّ طريقه من طرق العامّة عن القاسم بن جندب عن ابن عبّاس وعن الباقرين عليهماالسلام في قوله تعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) هما الأوّل والثاني (١).
الثاني : عكرمة ـ وهو من الخوارج ـ عن ابن عبّاس قال عليهالسلام ـ يعني عليّا : أوّل من يدخل النار في مظلمتي عتيق وابن الخطّاب وقرأ الآية. قال : وروي أنّها عند ما نزلت دعاهما النبي صلىاللهعليهوآله وقال فيكما نزلت (٢).
الباب الرابع والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا
مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ)
من طريق الخاصّة وفيه أربعة أحاديث
الأوّل : محمّد بن يعقوب عن أحمد بن محمّد القمّي عن عمّه عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن حسين الجمّال عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تبارك وتعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) قال : هما ، ثمّ قال : وكان فلان شيطانا (٣).
الثاني : ابن يعقوب بهذا الإسناد عن يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تبارك وتعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ)
__________________
(١) الصراط المستقيم : ٣ / ٣٩ ، وتأويل الآيات : ٢ / ٥٣٥.
(٢) الصراط المستقيم : ٣ / ٣٩.
(٣) الكافي : ٨ / ٣٣٤ ح ٥٢٣.
قال : يا سورة هما والله هما ـ ثلاثا ـ والله يا سورة إنّا الخزّان علم الله في السماء وإنّا لخزّان علم الله في الأرض (١).
الثالث : أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارات قال : حدّثني محمّد بن عبد الله ابن جعفر الحميري عن أبيه عن عليّ بن محمّد بن سالم عن محمّد بن خالد عن عبد الله بن حمّاد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث طويل يصف فيه حال أبي بكر وعمر يوم القيامة فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتّى تصير رمادا فيضربان بها ثمّ يجثوا أمير المؤمنين عليهالسلام للخصومة بين يديّ الله مع الرابع ويذهب الثلاثة في جبّ فيطبّق عليهم لا يراهم أحد ولا يرون أحدا فيقول الذين كانوا في ولايتهم (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) قال الله عزوجل : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (٢).
الرابع : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : قال العالم : من الجنّ إبليس الذي دلّ على قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله في دار الندوة وأضلّ الناس بالمعاصي وجاء بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أبي بكر وبايعه ، ومن الإنس فلان نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (٣).
__________________
(١) الكافي : ٨ / ٣٣٤ ح ٥٢٤.
(٢) كامل الزيارات : ٥٥١ / ١٢.
(٣) تفسير القمي : ٢ / ٢٦٥.
الباب الخامس والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ)
إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)
من طريق العامّة وفيه ثلاثة أحاديث
الأوّل : الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) إنّ الآية نزلت في بني أميّة أولئك الذين لعنهم الله وأصمّهم وأعمى أبصارهم (١).
الثاني : محمّد بن العبّاس رواه من طريق العامّة قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب عن حسين ابن خزيمة الرازي عن عبد الله بن بشير عن أبي هودة عن إسماعيل بن عبّاس عن جويبر عن الضحّاك عن ابن عيّاش في قوله عزوجل : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أنّ الآية نزلت في بني اميّة وبني المغيرة أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم (٢).
الثالث : كتاب «الصراط المستقيم» رواه من طريق العامّة قال أسند سليم إلى معاذ بن جبل أنّه عند وفاته دعا على نفسه بالويل والثبور ، قلت : إنّك لتهذي ، قال : لا والله ، قلت : فلم ذلك؟
قال : لموالاتي عتيقا وعمر على أن أزوي خلافة رسول الله صلىاللهعليهوآله عن عليّ. قال : وروي مثل ذلك عن عبد الله بن عمر أن أباه عمر قاله ، وروي عن محمّد بن أبي بكر أنّ أباه قاله وزاد فيه أنّ أبا بكر قال : هذا رسول الله ومعه عليّ بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة وهو يقول : وقد وفيت بها وتظاهرت على وليّ الله أنت وأصحابك ، فابشر بالنار في أسفل السافلين ، ثمّ لعن ابن صهاك وقال : هو الذي صدّني عن الذكر بعد إذ جاءني ، قال : قال العبّاس بن الحارث : لمّا تعاقدوا عليها نزلت (الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) الآية قال : وقد ذكرها أبو إسحاق في كتابه وابن حنبل في مسنده والحافظ في حليته والزمخشري في فائقه ونزل (وَمَكَرُوا مَكْراً ، وَمَكَرْنا مَكْراً) الآيتان (٣).
__________________
(١) تفسير الثعلبي المخطوط ، مورد الآية ، ونبشّر القرّاء الأعزاء أنّه قيد الطبع.
(٢) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٨٥ ح ٨٩.
(٣) الصراط المستقيم : ٢ / ٣٠٠.
الباب السادس والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ)
إلى قوله : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)
من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة عشر حديثا
الأوّل : محمّد بن يعقوب عن حسن بن محمّد الأشعري عن معلّى بن محمّد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الرّحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبّاس المالكي قال : سمعت أبا جعفرعليهالسلام يقول : إنّ عمر لقي عليّا عليهالسلام فقال له : أنت الذي تقرأ هذه الآية (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) تعرّض بي وبصاحبي فقال : أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أميّة : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) فقال : كذبت بنو اميّة أوصل للرّحم منكم ولكنّك أبيت إلّا عداوة لبني تيم وبني عديّ وبني اميّة (١).
الثاني : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن خالد عن الحسن بن عليّ الخزّاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي العبّاس المكّي قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : إنّ عمر لقي عليّا. الحديث المتقدّم (٢).
الثالث : شرف الدين النجفي في «تأويل الآيات الباهرة» قال : ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره في تأويل هذه السورة قال : حدّثني أبي عن إسماعيل بن مراد عن محمّد بن الفضيل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) فقال تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ) قال : إنّ رسول الله لمّا أخذ الميثاق لأمير المؤمنين عليهالسلام قال : أتدرون من وليّكم من بعدي؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال : إنّ الله يقول : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) يعني عليّا هو وليّكم من بعدي هذه الأولى ، وامّا الثانية لما أشهدهم يوم غدير خمّ وقد كانوا يقولون لئن قبض الله محمّدا لا نرجع هذا الأمر في آل محمّد ولا نعطيهم من الخمس شيئا فاطّلع الله نبيّه على ذلك وأنزل عليهم (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) وقال
__________________
(١) الكافي : ٨ / ٢٠٣ ح ٧٦ و : ٢٣٩ ح ٣٢٥.
(٢) تفسير القمي : ٢ / ٣٠٨.
أيضا فيهم : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ* أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها* إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) والهدى سبيل أمير المؤمنين (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) قال : وقرأ أبو عبد الله عليهالسلام هذه الآية هكذا : فهل عسيتم إن تولّيتم وسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ، نزلت في بني عمّنا بني أميّة ، وفيهم يقول الله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) فيقضوا ما عليهم من الحقّ (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) قال أبو عبد الله عليهالسلام : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يدعو أصحابه من أراد الله به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه ومن أراد به سوءا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وهو قول الله عزوجل : (إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) وقال عليهالسلام : لا يخرج من شيعتنا أحد إلّا أبدلنا الله به من هو خير منه ، وذلك لأنّ الله يقول : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (١).
الرابع : شرف الدين النجفي ـ أيضا ـ قال : ومنها ما رواه مرفوعا عن ابن أبي عمير عن حمّاد بن عيسى عن محمّد الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «فهل عسيتم إن تولّيتم وسلطتم وملكتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم» قال : نزلت هذه الآية في بني عمّنا بني العبّاس وبني اميّة ثمّ قرأ : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ) عن الدين (وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) عن الوصي ثمّ قرأ : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) بعد ولاية عليّ (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) ، ثمّ قرأ : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) بولاية عليّ (زادَهُمْ هُدىً) حيث عرّفهم الأئمّة من بعده والقائم عليهالسلام (وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) أي ثواب تقواهم أمانا من النار.
وقال عليهالسلام : وقوله عزوجل : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) وهم عليّ صلوات الله عليه وأصحابه (وَالْمُؤْمِناتِ) وهن خديجة وصويحباتها وقال عليهالسلام : وقوله (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) في علي (هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) ثمّ قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بولاية عليّ (يَتَمَتَّعُونَ) بدنياهم (وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) ثمّ قال عليهالسلام : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) وهم آل محمّد صلىاللهعليهوآله وأشياعهم ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : أمّا قوله (فِيها أَنْهارٌ) فالأنهار رجال ، وقوله : (ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) فهو علي عليهالسلام في الباطن وقوله تعالى : (وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) فإنّه الإمامعليهالسلام، وامّا قوله : (وَأَنْهارٌ
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٨٧ ح ٩٣ و ٩٤.
مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) فإنّه علمهم يتلذّذ منه شيعتهم وانّما كنّى عن الرجال بالأنهار على سبيل المجاز ، أي أصحاب الأنهار ومثله (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) الأئمّة صلوات الله عليهم هم أصحاب الجنّة وملّاكها ثمّ قال عليهالسلام فذلك قوله (وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) فإنّها ولاية أمير المؤمنين ثمّ قال عليهالسلام : (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) أي أنّ المتّقين كمن هو خالد في ولاية عدوّ آل محمّد ، وولاية عدوّ آل محمّد هي النار من دخلها فقد دخل النار ، ثمّ أخبر سبحانه عنهم (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) قال جابر : ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : نزل جبرائيل بهذه الآية على محمّد صلىاللهعليهوآله هكذا (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) في عليّ عليهالسلام (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ). وقال جابر : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) فقرأ أبو جعفر عليهالسلام (الَّذِينَ كَفَرُوا) حتّى بلغ إلى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ثمّ قال : هل لك في رجل يسير بك فيبلغ بك من المطلع إلى المغرب في يوم واحد؟ قال : فقلت : يا ابن رسول الله جعلني الله فداك ومن لي بهذا؟ فقال : ذاك أمير المؤمنين عليهالسلام ألم تسمع قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : لتبلغنّ بك الأسباب والله لتركبنّ السحاب والله لتعطين عصى موسى والله لتعطينّ خاتم سليمان ، ثمّ قال : هذا قول رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
الخامس : محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن محمّد بن أرومة وعليّ ابن محمّد بن عبد الله عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) فلان وفلان وفلان ارتدّوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام قلت : قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) قال : نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عزوجل الذي نزل به جبرئيل على محمّد صلىاللهعليهوآله (بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ) في عليّ سنطيعكم في بعض الأمر ، قال : دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم أن لا يصيّروا الأمر فينا بعد النبي صلىاللهعليهوآله ولا يعطونا من الخمس شيئا وقالوا إن أعطيناهم إيّاه لم يحتاجوا إلى شيء ولم يبالوا أن لا يكون الأمر فيهم ، فقالوا سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا إليه وهو الخمس ألا نعطيهم منه شيئا. وقوله كرهوا ما نزّل الله والذي نزّل الله ما افترض على خلقه من ولاية عليّعليهالسلام وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم ، فأنزل الله عزوجل (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) الآية (٢).
السادس : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثنا محمّد بن القاسم عن عبيد الكندي قال: حدّثنا عبد الله بن الفارس عن محمّد بن عليّ عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢٤ / ٣٢١ ح ٣١.
(٢) الكافي : ١ / ٤٢١ ح ٤٤.
أَدْبارِهِمْ) عن الإيمان بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) يعني الثاني قوله : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) وهو ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنينعليهالسلام (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) قال : دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم أن لا يصيّروا الأمر لنا بعد النبيّ ، ولا يعطونا من الخمس شيئا ، وقالوا : إن أعطيناهم الخمس استغنوا به ، وقالوا : سنطيعكم في بعض الأمر ، أي لا تعطوهم من الخمس شيئا ، فأنزل الله على نبيّه : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (١).
السابع : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا عليّ بن سليمان الرازي عن محمّد بن الحسين عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن محمّد بن عليّ الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) قال : الهدى هو سبيل عليّ بن أبي طالبعليهالسلام (٢).
الثامن : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله عن إبراهيم بن محمّد عن إسماعيل بن يسار عن عليّ بن جعفر الحضرمي عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (٣) ، قال : كرهوا عليّا وكان على رضا الله ورضا رسوله ، أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية نزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجة التي صد فيها رسول الله عليهالسلام عن المسجد الحرام بالجحفة وبخم. (٤).
التاسع : عليّ بن إبراهيم في تفسيره أيضا في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) (٥) نزلت في الذين نقضوا عهد الله في أمير المؤمنين عليهالسلام (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ) أي : هيّن وهو فلان (وَأَمْلى لَهُمْ) أي : بسط لهم أن لا يكون مما يقول محمد صلىاللهعليهوآله شيء (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ) يعني : في أمير المؤمنين عليهالسلام (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) (٦) يعني : في الخمس أن لا يردّوه في بني هاشم والله يعلم أسرارهم، قال الله : (فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) (٧) بنكثهم وبغيهم وإمساكهم الأمر من بعد أن أبرم عليهم إبراما يقول : إذا ماتوا ساقهم الملائكة إلى النار فيضربونهم من خلفهم ومن قدامهم ذلك بأنّهم اتبعوا ما أسخط الله ، يعني : هؤلاء فلان وفلان وظالمي أمير المؤمنين (فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ) (٨) يعني : التي عملوها
__________________
(١) تفسير القمي : ٢ / ٣٠٨.
(٢) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٨٦ ح ٩٠.
(٣) محمّد : ٢٨.
(٤) بحار الأنوار : ٢٤ / ٩٢ / ح ٢.
(٥) محمّد : ٢٥.
(٦) محمّد : ٢٦.
(٧) محمّد : ٢٧.
(٨) الأحزاب : ١٩.
من الخير. (١)
العاشر : الطبرسي في مجمع البيان في معنى الآية قال : المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهمالسلام «إنهم بنو أميّة كرهوا ما أنزل الله في ولاية عليّ عليهالسلام». (٢)
الحادي عشر : ابن شهرآشوب عن الباقر عليهالسلام في معنى الآية قال : كرهوا عليّا وكان أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين ويوم بطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفه نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صدّ فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله عن المسجد الحرام والجحفة وبخم». (٣)
ورواه عن الباقر عليهالسلام ابن الفارسي في روضة الواعظين. (٤)
الثاني عشر : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «نزل جبرائيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله بهذه الآية هكذا (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) في عليّ (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (٥)». (٦)
الثالث عشر : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن ابن الفضيل عن أبي حمزة عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال قوله تعالى : «(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) في عليّ (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)». (٧)
__________________
(١) تفسير القمّي : ٢ / ٣٠٩.
(٢) مجمع البيان : ٩ / ١٦٠.
(٣) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ١٢٠.
(٤) روضة الواعظين : ١٠٦.
(٥) محمّد : ٩.
(٦) تفسير القمّي : ٢ / ٣٠٢.
(٧) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٨٥ / ح ٨٧.
الباب السابع والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (١)
من طريق العامّة وفيه ثلاثة أحاديث
الأوّل : أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارات من طريق العامّة قال : حدّثني جعفر بن محمّد الرزاز عن محمّد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن داود بن عيسى الأنصاري عن محمّد بن عبد الرّحمن ابن أبي ليلى عن إبراهيم النخعي قال : خرج أمير المؤمنينعليهالسلام فجلس في المسجد واجتمع أصحابه حوله فجاء الحسين عليهالسلام حتّى قام بين يديه فوضع يده على رأسه فقال : «يا بني إن الله غير أقواما بالقرآن فقال : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) وأيم الله لتقتلنّ من بعدي ثمّ تبكيك السماء والأرض». (٢)
الثاني : أبو القاسم هذا قال : حدّثني أبي رحمهالله عن سعد بن عبد الله عن محمّد بن حسين بن أبي الخطاب بإسناده مثله. (٣)
الثالث : الثعلبي في تفسيره قال السدي : لمّا قتل الحسين عليهالسلام بكت عليه السماء وبكاؤها حمرتها. قال : وحكى ابن سيرين : أن الحمرة لم تر قبل قتله ، وعن سليم القاضي : مطرنا دما أيام قتله. (٤)
__________________
(١) الدخان : ٢٩.
(٢) كامل الزيارات : ١٨٠ / ٢ ، بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٠٩.
(٣) كامل الزيارات : ١٨٠ / ٣.
(٤) نقله عنه ابن البطريق في العمدة : ٤٠٤ / ح ٨٣٦ ، ورواه السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٣١.
الباب الثامن والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ)
من طريق الخاصّة وفيه عشرة أحاديث
الأوّل : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن حنان بن سدير عن عبد الله بن الفضل الهمداني عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «مرّ عليه رجل عدو لله ولرسوله فقال : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (١) ثمّ مرّ عليه الحسين بن عليّعليهالسلام فقال لكن هذا لتبكينّ عليه السماء والأرض ـ وقال : وما بكت السماء والأرض إلّا على يحيى بن زكريا وعلى الحسين بن عليّ عليهالسلام». (٢)
الثاني : أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارات قال : حدّثني أبي رحمهالله وجماعة مشايخنا عن عليّ بن الحسين ومحمّد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن عليّ الازرق عن الحسن بن الحكم النخعي عن رجل قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام في الرحبة وهو يتلو هذه الآية : «(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) إذ خرج عليه الحسين بن عليّ عليهماالسلام من بعض أبواب المسجد فقال له : «أمّا هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والأرض». (٣)
الثالث : أبو القاسم هذا قال : حدّثني عليّ بن الحسين بن موسى عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمّد بن عليّ الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) قال : «لم تبك السماء أحدا منذ قتل يحيى بن زكريا حتّى قتل الحسين عليهالسلام فبكت عليه». (٤)
الرابع : أبو القاسم هذا قال : حدّثني أبي وعليّ بن الحسين جميعا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد البرقي عن محمّد بن خالد عن عبد العظيم بن عبد الله بن عليّ بن زيد الحسني عن الحسن بن الحكيم النخعي عن كثير بن شهاب الحارثي قال : بينا نحن جلوس عند أمير
__________________
(١) الدخان : ٢٩.
(٢) تفسير القمّي : ٢ / ٢٩١.
(٣) كامل الزيارات : ١٨٠ / ٢.
(٤) كامل الزيارات : ١٨٢ / ٨.
المؤمنين عليهالسلام في الرحبة إذ طلع الحسين عليهالسلام فضحك عليّ ضحكا حتّى بدت نواجده ثمّ قال : «إن الله ذكر قوما فقال (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) والذي فلق الحبة وبرء النسمة ليقتلن هذا ولتبكين عليه السماء والأرض». (١)
الخامس : أبو القاسم هذا قال : حدّثني أبي عن سعد بن عبد الله عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد الرقي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني العلوي عن الحكم بن الحسن النخعي عن كثير بن شهاب الحارثي قال بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين عليهالسلام بالرحبة إذ طلع الحسين عليهالسلام قال : فضحك عليّ عليهالسلام حتّى بدت نواجده ثمّ قال : «إن الله ذكر قوما فقال (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) والذي فلق الحبة وبرء النسمة ليقتلن هذا ولتبكينّ عليه السماء والأرض». (٢)
السادس : أبو القاسم هذا ، حدّثني أبي عن محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «كان الذي قتل الحسين ولد زنا والذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا وقد أحمرت السماء حين قتل الحسين عليهالسلام سنة ثمّ قال بكت السماء والأرض على الحسين بن عليّ ويحيى بن زكريا وحمرتها بكاؤها». (٣)
السابع : عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) إذا قبض الله نبيا من الأنبياء بكت عليه السماء والأرض أربعين سنة إذا مات العالم العامل بعلمه بكيا عليه أربعين يوما ، وأمّا الحسين عليهالسلام فتبكي عليه السماء والأرض طول الدهر وتصديق ذلك أن يوم قتله قطرت السماء دما ، وإن هذه الحمرة التي ترى في السماء ظهرت يوم قتل الحسين عليهالسلام ولم تر قبله أبدا وإن يوم قتله عليهالسلام لم يرفع حجر في الدنيا إلّا وجد تحته دم. (٤)
الثامن : الطبرسي عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : «بكت السماء على يحيى بن زكريا وعلى الحسين بن عليّ أربعين صباحا ولم تبك إلّا عليهما» قلت : فما بكاؤها؟ قال : «كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء». (٥)
التاسع : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «كان عليّ بن الحسين عليهالسلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٨٧ / ٢٤.
(٢) كامل الزيارات : ١٨٦ / ٢١.
(٣) كامل الزيارات : ١٨٨ / ٢٧ ، بحار الأنوار : ٤٥ / ٢١٣.
(٤) لم نجده في المصادر.
(٥) مجمع البيان : ٩ / ٩٩.
لقتل الحسين عليهالسلام ومن معه حتّى تسيل على خده بوأه الله في الجنّة غرفا ، وايما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتّى تسيل على خده لأذى مسّنا من عدونا بوأه الله مبوأ صدق ، وأيّما مؤمن مسّه إذا فينا فدمعت عيناه حتّى يسيل دمعه على خديه من مضاضته ما أوذى فينا ؛ صرف [الله] عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار». (١)
العاشر : عليّ بن إبراهيم قال : حدّثني أبي عن بكر بن محمّد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر». (٢)
أقول : ما نزل في أمير المؤمنين عليهالسلام وأهل البيت عليهمالسلام في القرآن كثير من طريق العامّة والخاصّة ، وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى ، والحمد لله وحده وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
كتبه أقل السادات والطلاب ابن محمّد الرضوي الملقب بميرزا بابا محمّد عليّ الخوانساري (مقابله از روى اصل نسخه دقّت شده) خامس شهر شعبان معظّم ١٢٧١ ه ش اللهم اغفر لي وتب عليّ.
__________________
(١) تفسير القمّي : ٢ / ١٩١.
(٢) تفسير القمّي : ٢ / ٢٩٢.
فهرس المطالب
الباب الحادي والأربعون
في قوله تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث ٥
الباب الثاني والأربعون
في قوله تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) من طريق الخاصة وفيه سبعة عشر حديثا ٨
الباب الثالث والأربعون
في قوله تعالى (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) من طريق العامة وفيه حديث واحد ١٣
الباب الرابع والاربعون
في قوله تعالى (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث ١٤
الباب الخامس والأربعون
في قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا ١٦
الباب السادس والأربعون
في قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا ٢١
الباب السابع والأربعون
في قوله تعالى : ((الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) من طريق العامة وفيه اثنا عشر حديثا ٢٥
الباب الثامن والأربعون
في قوله تعالى : ((الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث ٢٨
الباب التاسع والأربعون
في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) من طريق العامة وفيه أربعة عشر حديثا.............................................................................. ٢٩
الباب الخمسون
في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث.............................................................................. ٣٣
الباب الحادي والخمسون
في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) من طريق العامة وفيه حديثان ٣٦
الباب الثاني والخمسون
في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) من طريق الخاصة وفيه ثمانية عشرة حديثا ٣٦
الباب الثالث والخمسون
في قوله تعالى : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) من طريق العامة وفيه حديثان ٤٣
الباب الرابع والخمسون
في قوله تعالى : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث ٤٣
الباب الخامس والخمسون
في قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) من طريق العامة وفيه ثلاثة
أحاديث...................................................................... ٤٤
الباب السادس والخمسون
في قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) من طريق الخاصة وفيه خمسة وعشرون حديثا ٤٥
الباب السابع والخمسون
في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) من طريق العامة وفيه حديث واحد ٥٢
الباب الثامن والخمسون
في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) من طريق الخاصة وفيه اثنا عشر حديثا ٥٢
الباب التاسع والخمسون
في قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) من طريق العامة وفيه ستة أحاديث ٥٥
الباب الستون
في قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) من طريق الخاصة وفيه ثمانية عشر حديثا ٥٧
الباب الحادي والستون
في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) من طريق العامة وفيه ثلاثة وعشرون حديثا ٦١
الباب الثاني والستون
في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا ٦٧
الباب الثالث والستون
في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) من طريق العامة وفيه تسعة أحاديث.............................................................................. ٧١
الباب الرابع والستون
في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث.............................................................................. ٧٤
الباب الخامس والستون
في قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث ٧٧
الباب السادس والستون
في قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) من طريق الخاصة وفيه احد عشر حديثا ٨٠
الباب السابع والستون
في قوله تعالى : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) من طريق العامة وفيه ستة أحاديث ٨٣
الباب الثامن والستون
في قوله تعالى : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث ٨٥
الباب التاسع والستون
في قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) من طريق العامة وفيه تسعة أحاديث............. ٨٧
الباب السبعون
في قوله تعالى (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث.............. ٨٩