غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

الباب الحادي والستون

في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (١)

من طريق العامة وفيه ثلاثة وعشرون حديثا

الحديث الأول : موفق بن أحمد الخوارزمي من أعيان علماء العامة قال : كتب عمرو بن سعد بن أبي العاص إلى معاوية في رد مكاتبة معاوية إليه في طلبه الإعانة على قتال أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كتب إليه عمرو بن سعد من عمرو بن سعد أبي العاص صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد وصل لي كتابك فقرأته ثم فهمته فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف في وجه علي رضى الله عنه وهو أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج أبنته سيدة نساء أهل الجنّة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون ، وأما ما قلت : إنك خليفة عثمان فقد صدقت ولكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع لغيره فزالت خلافتك ، وأما ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإني صاحب جيشه فلا اغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملّة ، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيه إلى البغي والحسد لعثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه اشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية.

ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبات على فراشه ، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة ، وقد قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وقد قال فيه يوم غدير خم : «الا ومن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» وهو الذي قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» وهو الذي قال فيه يوم الطير : «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك» فلما دخل عليه قال : «إلي وإلي» وقد قال فيه يوم بني النضير : «علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله» وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي وليكم من بعدي» واكد القول عليك وعليّ وعلى جميع المسلمين وقال : «إني

__________________

(١) هود : ١٧.

٦١

مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي» وقد قال : «أنا مدينة العلم وعلي بابها» وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه فيه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) وقد قال الله تعالى : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) وقد قال الله تعالى لرسوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وقد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليّ في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبك ادخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله النار» وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام (١).

الحديث الثاني : الموفق بن أحمد قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قال ابن عباس : هو علي شهد للنبي وهو منه (٢).

الحديث الثالث : إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء العامة في كتاب (فرائد السمطين) أخبرني الشيخ مجد الدين محمد بن يحيى بن الحسن الكرجي بقراءتي عليه في قزوين في داره ، أنبأنا أبو المؤيد محمد بن علي الطوسي إجازة ، أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس الغضائري المعروف بعباسة ، أنبأنا الشيخ أبو سعيد محمد بن سعد الفرخزادي قال : أنبأنا الإمام أحمد ابن محمد ابن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال : أخبرني أبو عبد الله القاشي أنبأنا القاضي أبو الحسين النصيبي نبأ أبو بكر السبيعي نبأ علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص قال : أنبأنا حسين بن الحكم نبأ حسن بن الحسين بن الخير عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) علي عليه‌السلام خاصة(٣).

الحديث الرابع : الحمويني هذا بإسناده السابق عن السبيعي نبأ علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم نبأ إسماعيل بن صبيح نبأ أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : «والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو كسرت لي وسادة يقول : ثنيت فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، والذي فلق الحبة وبرء النسمة ما من رجل من قريش جرت

__________________

(١) المناقب : ١٩٩ / ح ٢٤٠.

(٢) المناقب : ٢٧٨ / ح ٢٦٧.

(٣) فرائد السمطين : ١ / ٣٣٨ / ب ٦٣ / ح ٢٦٠.

٦٢

عليه المواسي إلا وأنا أعرف آية تسوقه إلى جنة أو تسوقه إلى نار» فقام رجل فقال : فأنت أي شيء نزل فيك ، فقال علي صلوات الله عليه وآله : «(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة من ربه ويتلوه أنا شاهد منه» (١).

الحديث الخامس : الحمويني هذا بإسناده عن السبيعي نبأ أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال : حدثني علي بن بزيع قال : حدثني حفص الفراء أنبأنا صباح الغراء مولى محارب عن جابر بن عبد الله قال : قال علي عليه‌السلام : «ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية وآيتان» فقال له: رجل فأنت أي شيء نزل فيك؟

فقال علي عليه‌السلام : «أما تقرأ الآية التي في هود (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)» (٢).

الحديث السادس : الحمويني هذا أنبأ أبي العدل تاج الدين علي بن أنجب بن عبيد الله أبو طالب الخازن قال : نبأ الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال : أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي قال : أنبأنا الشيخ الإمام الحافظ زين الدين والأئمة علي ابن أحمد العاصمي قال : أنبأنا شيخ القضاة إسماعيل بن شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي قال : أنبأنا أبي قال : قال : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ نبأ أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني إملاء نبأ أحمد بن محمد بن حرث نبأ أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمد نبأ يحيى بن عبد الله العلوي خال جعفر بن محمد : نبأ نوح بن قيس عن الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري قال : رأيت ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متقلدا بسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متعمما بعمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي إصبعه خاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقعد علي عليه‌السلام على المنبر وكشف عن بطنه وقال : «اسألوني من قبل أن تفقدوني فإن ما بين الجوانح منّي علم جم هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا ما زقني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زقا من غير وحي أوحي إليّ ، فو الله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فتقول : صدق علي قد أفتاكم بما أنزل فيّ وأنتم تتلون الكتاب فلا تعقلون ، ويتلوه شاهد منه» (٣).

الحديث السابع : الواحدي بإسناده عن عباد بن عبد الله الأسدي قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يقول : «ما من أحد من قريش إلا وقد نزلت فيه آية وآيتان» فقال رجل : فما نزل فيك

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ٣٣٨ / ب ٦٣ / ح ٢٦١.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٣٤٠ / ب ٦٣ / ح ٢٦٢.

(٣) فرائد السمطين : ١ / ٣٤٠ / ب ٦٣ / ح ٢٦٣.

٦٣

قال : فغضب ثم قال : «أما والله لو لم تسألني على رءوس القوم ما حدثتك» ثم قال : «هل تقرأ سورة هود (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة من ربه وأنا الشاهد» (١).

الحديث الثامن : الثعلبي في تفسير هذه الآية قال : أخبرنا أبو عبد الله القاري أخبرنا القاضي أبو القاسم النصيبي حدّثنا أبو بكر السبيعي قال : حدّثنا علي بن محمد الدهان والحسين عن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضى الله عنه (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قال : علي خاصة (٢).

الحديث التاسع : الثعلبي عن السبيعي قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم حدّثنا إسماعيل بن صبيح حدّثنا أبو الجارود حبيب بن يسار عن زادان قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كسرت لي الوسادة ، يقول : وثنيت لي وسادة فأجلس عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم فو الذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان» فقال له رجل : فانت أيش نزل فيك فقال علي عليه‌السلام : «أما تقرأ الآية التي في هود (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)» (٣).

الحديث العاشر : رواه الطبري بإسناده عن جابر بن عبد الله عن علي عليه‌السلام (٤).

الحديث الحادي عشر : رواه أبو نعيم الحافظ بثلاثة طرق عن عباد بن عبد الله الأسدي في خبر قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : «(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة وأنا الشاهد» (٥).

الحديث الثاني عشر : رواه النطنزي في الخصائص (٦).

الحديث الثالث عشر : رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) قال : هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام كان والله لسان رسول الله (٧).

الحديث الرابع عشر : كتاب فصيح الخطب إنه سأله ابن الكوّاء فقال : وما أنزل فيك؟ قال قوله

__________________

(١) ينابيع المودة : ١ / ٢٩٥ ، والعمدة : ٢٠٩ / ح ٣٢١.

(٢) العمدة : ٢٠٨ / ٣٢٠ عن الثعلبي.

(٣) العمدة : ٢٠٩ / ٣٢١ عن الثعلبي.

(٤) نهج الايمان : ٥٦٣ ، وشواهد التنزيل : ١ / ٣٦٣ ح ٣٧٩.

(٥) خصائص الوحي المبين : ١٤١ ، ومعرفة الصحابة : ١ / ٣٠٧ ، وتفسير الدر المنثور : ٣ / ٣٢٤.

(٦) المصدر السابق.

(٧) شواهد التنزيل : ١ / ٣٦٦ ح ٣٨٣.

٦٤

تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) وقد رواه زاذان بجواب ذلك (١).

الحديث الخامس عشر : رواه القاضي عثمان بن أحمد وأبو نصر القشيري في كتابهما (٢).

الحديث السادس عشر : رواه الفلكي المفسر عن مجاهد وعبد الله بن سدّاد (٣).

الحديث السابع عشر : ابن المغازلي الشافعي في تفسير قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا على بينة من ربه وعلي الشاهد»(٤).

الحديث الثامن عشر : ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن حابس قال : دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم : حدّث عليّا بالحديث الذي حدثتني به عن أبي جعفر قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام جالسا إذ مرّ علينا ابن عبد الله بن سلام قلت : جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب؟ قال : «لا. ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزوجل (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا)» (٥).

الحديث التاسع عشر : الثعلبي يرفعه إلى علي عليه‌السلام في حديث طويل قال علي عليه‌السلام : «ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت الآية والآيتان» فقال له رجل : فاي شيء نزل فيك؟ فقال : «أما تقرأ (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)» (٦).

الحديث العشرون : ابن المغالي الشافعي يرفعه إلى عباد بن عبد الله قال : سمعت علياعليه‌السلام يقول : «ما نزلت آية من كتاب الله إلا وقد علمت متى انزلت وفيمن انزلت ، وما من قريش رجل إلا وقد انزلت فيه آية من كتاب الله عزوجل تسوقه إلى جنة أو نار» فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين فما نزل فيك؟ قال : «لو لا أنك سألتني على رءوس الأشهاد لما حدثتك أما تقرأ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة من ربه، وانا الشاهد منه» (٧).

الحديث الحادي والعشرون : روى الحبري مثل الحديث السابق بلا فصل (٨).

الحديث الثاني والعشرون : ابن أبي الحديد من علماء المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال : روى محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال : أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو

__________________

(١) المصدر السابق : ح ٣٨٦.

(٢) نهج الايمان : ٥٦٣ ـ ٥٦٥.

(٣) ينابيع المودة : ١ / ٢٢٥ ـ ٢٩٤.

(٤) مناقب ابن المغازلي : ١٧٥ / ح ٣١٨.

(٥) مناقب ابن المغازلي : ١٩٤ / ح ٣٥٨.

(٦) العمدة : ٢٠٨ / ٣٢٠ عن الثعلبي.

(٧) مناقب ابن المغازلي : ١٧٥ / ح ٣١٨.

(٨) مناقب ابن المغازلي : ١٧٥ / ح ٣١٨.

٦٥

عن عبد الله بن الحارث قال : قال علي عليه‌السلام على المنبر : «ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا» فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له : فما أنزل الله تعالى فيك؟ فقام الناس إليه يضربونه فقال : «دعوه أتقرأ سورة هود» قال : نعم قال : فقرأ عليه (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ثم قال : «الذي كان على بينة من ربه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والشاهد الذي يتلوه أنا» (١).

الحديث الثالث والعشرون : ابن أبي الحديد من الشرح أيضا قال روى صاحب كتاب (الغارات) عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول على المنبر: «ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله تعالى فيه قرآنا» فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين فما أنزل الله فيك؟

قال : يريد تكذيبه فقام الناس إليه يلكزونه في صدره وجنبه فقال : «دعوه أقرأت سورة هود؟

قال نعم ، قال : أقرأت قوله سبحانه : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)» قال : نعم ، قال : «صاحب البينة محمد والتالي الشاهد أنا» (٢).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٨٧.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٦ / ١٣٦.

٦٦

الباب الثاني والستون

في قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا

الحديث الأول : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «قال : إنما نزلت (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) فقدموا وأخروا في التأليف» (١).

الحديث الثاني : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عمر الحلّال قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «الشاهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة من ربه» (٢).

الحديث الثالث : محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الزبور بزبورهم وأهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر ، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا وقد علمت فيمن أنزلت ، ولا ممن مرّ على رأسه المواسي من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار» فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟ قال له : «أما سمعت الله يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة من ربه وأنا شاهد له منه وأتلوه معه» (٣).

الحديث الرابع : الشيخ في أماليه بإسناده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قام يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال : «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وقد

__________________

(١) تفسير القمي : ١ / ٣٢٤.

(٢) الكافي : ١ / ١٩٠ ح ٣.

(٣) بصائر الدرجات : ١٣٢ / ١.

٦٧

نزلت فيه آية من كتاب الله عز جل أعرفها كما أعرفه» فقام إليه الرجل فقال : يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال : «إذا سألت فافهم ولا عليك ألا تسأل عنها غيري ، أقرأت سورة هود؟ فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : «أفسمعت قول الله عزوجل يقول : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) قال : نعم ، قال : «فالذي (عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يتلوه شاهد منه ـ وهو الشاهد وهو منه ـ أنا علي بن أبي طالب وأنا الشاهد وأنا منه [وله]» (١).

الحديث الخامس : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال : حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه‌السلام عن الحسن عليه‌السلام في خطبة طويلة خطبها بمحضر معاوية وقال عليه‌السلام : «أقول معشر الخلائق فاسمعوا ولكم أفئدة وأسماع فعوا : إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا واجتبانا فأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا والرجس هو الشك ، فلا نشك في الله الحق ودينه أبدا ، وطهرنا من كل أفن وغية ، مخلصين إلى آدم نعمة منه لم يفترق الناس [قط] فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما فأدت الأمور إلى أن بعث الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله للنبوة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابه ، ثم أمره بالدعاء إلى الله عزوجل فكان أبي عليه‌السلام أول من استجاب لله تعالى ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأول من آمن وصدق الله ورسوله وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيه المرسل : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي على بينة من ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه» وساق الخطبة وهي طويلة (٢).

الحديث السادس : الشيخ المفيد في أماليه قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال : حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد الأصفهاني قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : حدّثنا الصباح بن يحيى المزني عن الأعمش عن المنهال بن عمرو بن عباد ابن عبد الله قال : قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) قال : قال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي كان على بينة من ربه وأنا الشاهد له ومنه ، والذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا وقد أنزل الله فيه من كتابه طائفة والذي نفسي بيده لإن يكونوا يعلمون ما قضى الله لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٣٧٢ / ح ٨٠٨ / المجلس ١٣ / ح ٥٢.

(٢) أمالي الطوسي : ٥٦٢ / ح ١١٧٤ / مجلس ١١ / ح ١.

٦٨

أحب إلي من أن يكون لي ملأ هذه الرحبة ذهبا ، والله ما مثلنا في هذه الامّة إلا كمثل سفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل» (١).

الحديث السابع : سليم بن قيس الهلالي من كتابه نسخت عن قيس بن سعد بن عبادة في حديث له مع معاوية قال قيس : لقد قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاجتمعت الأنصار إلى أبي بكر فقالوا : نبايع سعدا ، فجاءت قريش فخاصموا [الأنصار فخصموهم] بحجة علي وأهل بيته وخاصمونا بحقه وقرابته من رسول الله ، فما يعدد قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار وآل محمد ، ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا من قريش ولا من العرب ولا من العجم في الخلافة حق ولا نصيب مع علي بن أبي طالب وولده من بعده عليهم‌السلام.

فغضب معاوية وقال : يا بن سعد عن من أخذت هذا وعن من ترويه وممن سمعته؟ أبوك حدثك بهذا وعنه أخذته؟.

فقال له قيس بن سعد : أخذته عمن هو خير من أبي وأعظم حقا من أبي ، قال : من هو؟ قال : علي ابن أبي طالب ، أخذته من عالم هذه الامة وربانها وصديقها وفاروقها الذي أنزل الله فيه وما أنزل (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) فلم يدع قيس آية نزلت فيه إلا ذكرها ، فقال معاوية : إن صديقها أبو بكر وفاروقها عمر والذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام.

قال قيس : أحق بهذه الأسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) الذي أنزل الله فيه (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) [والله لقد نزلت وعلي لكل قوم هاد فأسقطتم ذلك ،] والذي نصبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، وقال في غزوة تبوك : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (٢).

الحديث الثامن : العياشي عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «الذي على بينة من ربه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد» (٣).

الحديث التاسع : العياشي عن جابر بن عبد الله بن يحيى قال : سمعت عليا عليه‌السلام وهو يقول : «ما من رجل من قريش إلا وقد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله» فقال له رجل من القوم : فما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟

__________________

(١) أمالي المفيد : ١٤٥ / ٥.

(٢) كتاب سليم بن قيس : ٣١٣.

(٣) تفسير العياشي : ٢ / ١٤٢ ح ١٢.

٦٩

فقال : «أما تقرأ الآية التي في هود (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة من ربه وأنا الشاهد» (١).

الحديث العاشر : علي بن عيسى في (كشف الغمة) قال عباد بن عبد الله الأسدي : سمعت عليا عليه‌السلام يقول وهو على المنبر : «ما من رجل من قريش إلا نزلت فيه آية أو آيتان» فقال رجل من تحته : فما نزل فيك أنت؟ فغضب ثم قال : «أما أنك لو لم تسألني على رءوس الإشهاد (٢) ما حدثتك ويحك هل تقرأ سورة هود» ثم قرأ علي عليه‌السلام «(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة وأنا الشاهد منه» (٣).

الحديث الحادي عشر : (كشف الغمة) أيضا عن ابن عباس في معنى الآية : هو عليعليه‌السلام شهد للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله [وهو منه] (٤).

__________________

(١) تفسير العياشي : ٢ / ١٤٢ ح ١٣.

(٢) في المصدر : القوم.

(٣) كشف الغمة : ١ / ٣٢١.

(٤) كشف الغمة : ١ / ٣١٣.

٧٠

الباب الثالث والستون

في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) (١)

من طريق العامة وفيه تسعة أحاديث

الحديث الأول : قال الثعلبي في تفسيره : قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وعباس بن عبد المطلب رضى الله عنه وطلحة بن شيبة ، وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة : انا صاحب البيت بيدي مفتاحه ولو أشاء بت في المسجد وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ولو أشاء بت في المسجد وقال علي عليه‌السلام : «ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد» فأنزل الله تعالى هذه الآية (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٢).

الحديث الثاني : ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز قال : حدّثنا محمد بن حمدوية المروزي قال : أخبرنا أبو الموجه قال : حدّثنا عبدان عن أبي حمزة عن إسماعيل عن عامر قال : أنزلت هذه الآية (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) في علي والعباس (٣).

الحديث الثالث : ابن المغازلي أيضا قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن سهل النجوى قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي السقطي قال : حدّثنا أبو محمد يوسف بن سهل بن الحسين القاضي قال : حدّثنا الحضرمي قال : حدّثنا هناد بن أبي زياد قال : أخبرنا موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن عبيدة الربذي قال : قال علي للعباس : «يا عم لو هاجرت إلى المدينة» قال : أولست في أفضل من الهجرة ألست أسقى حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام فأنزل الله تبارك وتعالى (أَجَعَلْتُمْ

__________________

(١) التوبة : ١٩.

(٢) العمدة : ١٩٣ / ح ٢٩٢ عن الثعلبي.

(٣) مناقب ابن المغازلي : ١٩٨ / ح ٣٦٧.

٧١

سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) الآية (١).

الحديث الرابع : رزين العبدري في (الجمع بين الصحاح الستة) في الجزء الثاني من (صحيح النسائي) قال : حدّثنا محمد بن كعب القرطي قال : افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار وعباس ابن عبد المطلب رضى الله عنه وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال طلحة بن شيبة : معي مفتاح البيت ولو أشاء بت فيه ، وقال العباس رضى الله عنه : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، ولو أشاء بت في المسجد ، وقال علي عليه‌السلام : «ما أدري ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد» فأنزل الله تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(٢).

الحديث الخامس : إبراهيم بن محمد الحمويني قال : أنبأني شيخنا مجد الدين أبو الفضل بن أبي الثناء بن مودود إجازة قال : أنبأنا أبو محمد عبد المجيب بن أبي القاسم بن زهير الحربي إجازة بروايته عن أبي المفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة وقال : أنبأنا محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شاذة إجازة قال : أنبأنا صاحب الأجل السعيد نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق إجازة بجميع مسموعاته أنه قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد سماعا عليه في ذي العقدة سنة سبعين وأربعمائة قال : أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد ابن إسحاق الأصفهاني قال : أنبأنا عمر بن أحمد بن عثمان نبأ علي بن محمود المصري نبأ خثيرون ابن عيسى بن يحيى بن سليمان القرشي نبأ عباد بن عبد الصمد أبو معمر عن أنس بن مالك قال: قعد العباس بن عبد المطلب وشيبة صاحب البيت يفتخران فقال العباس : أنا أشرف منّك أنا عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصي أبيه وسقاية الحجيج لي فقال له شيبة : أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني وهما في ذلك يتشاجران حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب فقال له العباس : أفترضى بحكمه؟ قال : نعم قد رضيت ، فلما جاء هما قال العباس : على رسلك يا بن أخي فوقف علي عليه‌السلام فقال له العباس : إن شيبة فاخرني فزعم أنه أشرف منّي قال : «فما ذا قلت أنت يا عماه» قال : قلت له : أنا عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف ، فقال لشيبة : «ما قلت أنت يا شيبة» قال : قلت له : بل أنا أشرف منك أنا أمين الله وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني قال : فقال لهما : «اجعلا لي معكما فخرا» قالا له : نعم قال : «فأنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ١٩٨ / ح ٣٦٨.

(٢) العمدة : ١٩٤ عن الجمع ح ٢٩٥ ، وتفسير الطبري : ١٠ / ١٢٤ ح ١٢٨٦٦.

٧٢

من ذكور هذه الامة وهاجر وجاهد» فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجثوا بين يديه فأخبر كل واحد منهم بفخره فما أجابهم صلى‌الله‌عليه‌وآله بشيء فنزل الوحي بعد أيام فارسل إلى ثلاثتهم فأتوه فقرأ عليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) إلى آخر الآية (١).

الحديث السادس : أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن عامر قال : نزلت (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) في علي والعباس وطلحة (٢).

الحديث السابع : أبو نعيم بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب (٣).

الحديث الثامن : أبو نعيم بإسناده عن الشعبي قال : تكلم علي والعباس وشيبة في السقاية والسدانة فأنزل الله تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ) إلى قوله (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) حتى يفتح مكة فتنقطع الهجرة (٤).

الحديث التاسع : المالكي في (الفصول المهمة) قال نقل الواحدي في كتابه المسمّى ب (أسباب النزول) (٥) أن الحسن والشعبي القرظي قالوا : إن عليا والعباس وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت مفتاحه بيدي ولو شئت كنت فيه ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، فقال علي : «لا أدري [ما تقولان] لقد صلّيت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد» فأنزل الله تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) إلى أن قال (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) وغير ذلك من الروايات (٦).

__________________

(١) درر السمطين : ١ / ٢٠٣ / ب ٤١ / ح ١٥٩.

(٢) خصائص الوحي المبين عنه : ١٤٩ / ح ٩٥.

(٣) المصدر السابق : ح ٩٦.

(٤) شواهد التنزيل : ١ / ٣٢٢.

(٥) أسباب النزول : ١٦٣ وما بين معكوفتين منه.

(٦) الفصول المهمة : ١٢٥ ، والدر المنثور : ٣ / ٢١٨.

٧٣

الباب الرابع والستون

في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ

الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ)

من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث

الحديث الأول : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «نزلت في علي وحمزة والعباس وشيبة قال العباس : أنا أفضل لأن سقاية الحاج بيدي ، وقال شيبة : أنا أفضل لأن حجابة البيت بيدي ، وقال : حمزة أنا أفضل لأن عمارة المسجد الحرام بيدي ، وقال علي عليه‌السلام : أنا أفضل لأني آمنت قبلكم ثم هاجرت وجاهدت فرضوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حكما ، فأنزل الله ا تعالى (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) ... إلى قوله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)» (١).

الحديث الثاني : إبراهيم هذا قال : وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب قوله (كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ثم وصف علي بن أبي طالب (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) ثم وصف ما لعلي عليه‌السلام عنده فقال : (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ)» (٢).

الحديث الثالث : محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن بن مسكان عن أبي بصير عن احدهما عليهما‌السلام قول الله : «(أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) «نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة أنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عزوجل (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) وكان علي وحمزة وجعفر صلوات الله عليهم (كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ

__________________

(١) تفسير القمي : ١ / ٢٨٤.

(٢) تفسير القمي : ١ / ٢٨٤.

٧٤

بِاللهِ)» (١).

الحديث الرابع : الشيخ الطوسي في مجالسه قال : أخبرني جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله الفداني (٢) قال : حدّثنا الربيع بن سيار قال : حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر رضى الله عنه أن عليا عليه‌السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم وأجلهم ثلاثة أيام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان ، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب : «[إني] أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فانكروه» قالوا : قل ، فذكر مناقبه لهم وهم يوافقونه على ثبوتها له دونهم ، وقال لهم في ذلك : «فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) غيري؟ قالوا : لا (٣).

الحديث الخامس : العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام قيل له : يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك؟ قال : «نعم كنت أنا وعباس وعثمان ابن أبي شيبة في المسجد الحرام ، قال عثمان بن أبي شيبة : اعطاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الخزانة ، يعني : مفاتيح الكعبة ، وقال العباس : أعطاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السقاية وهي زمزم ، ولم يعطك شيئا يا علي قال : فأنزل الله (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ)» (٤).

الحديث السادس : العياشي بإسناده عن أبي بصير عن احداهما عليهما‌السلام في قول الله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) قال : «نزلت في علي وحمزة وجعفر والعباس وشيبة أنهم فخروا في السقاية والحجابة فأنزل الله (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) ... إلى قوله (وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) الآية فكان علي وحمزة وجعفر عليهم‌السلام (كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) (٥).

الحديث السابع : الطبرسي في (مجمع البيان) قال : روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده

__________________

(١) الكافي : ٨ / ٢٠٣ ح ٢٤٥.

(٢) في المصدر : العدلي.

(٣) أمالي الطوسي : ٥٤٥ ـ ٥٥٠ ح ١١٦٨ مجلس ١٩ ح ٤ والحديث طويل.

(٤) تفسير العياشي : ٢ / ٨٣ ح ٣٤.

(٥) تفسير العياشي : ٢ / ٨٣ ح ٣٥.

٧٥

عن أبي بريدة عن أبيه قال : بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مر عليهما (١) علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال : «بما ذا تتفاخران؟» فقال العباس؟ لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد : سقاية الحاج ، وقال شيبة : أوتيت عمارة المسجد الحرام فقال علي عليه‌السلام : «وأنا أقول لكما لقد (٢) اوتيت على صغري ما لم تؤتيا» فقالا : وما اوتيت يا علي؟

قال : «ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله» فقام العباس مغضبا يهرول (٣) حتى دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : أما ترى ما استقبلني به علي؟ فقال : «ادعوا لي عليا» فدعا له فقال : «ما حملك على ما استقبلت به عمك؟» فقال : «يا رسول الله صدمته الحق فإن شاء فليغضب ، وإن شاء فليرض» فنزل جبرئيل عليه‌السلام وقال : «يا محمد ربك يقرأ عليك السلام ويقول : اتل عليهم : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ... إلى قوله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [فقال العباس : إنا قد رضينا ثلاث](٤).

__________________

(١) في المصدر : بهما.

(٢) في المصدر : استحييت لكما فقد.

(٣) في المصدر : يجر ذيله.

(٤) مجمع البيان : ٥ / ٢٨ ، وشواهد التنزيل : ١ / ٣٢٩ ح ٣٣٨.

٧٦

الباب الخامس والستون

في قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ

أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (١)

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الحديث الأول : ما رواه صدر الأئمة عند العامة موفق بن أحمد قال : انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة أخبرنا محمد بن الحسين بن علي البزاز أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد العزيز أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر حدّثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخراز من كتابه حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان حدّثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال : قال أبي دفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه ففتح الله تعالى على يده وأوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له : «أنت منّي وأنا منك» وقال له : «تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل» وقال له : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» وقال له : «أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك» وقال له : «أنت العروة الوثقى» وقال له : «أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي» وقال له : «أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي» وقال له : «أنت الذي أنزل الله فيه (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)».

وقال له : «أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي» وقال له : «أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي» وقال له : «أنا عند الحوض وأنت معي» وقال له : «أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة» وقال له : «إن الله تعالى أوحى إلي بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله تعالى بتبليغه» وقال له : «أتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلّا بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون» ثم بكى صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له : مم بكاؤك يا رسول الله؟

__________________

(١) التوبة : ٣.

٧٧

قال : «أخبرني جبرئيل عليه‌السلام أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده ، وأخبرني جبرائيل عليه‌السلام عن الله عزوجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الامة على محبتهم وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم ، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد والياس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم» قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي ، هو من ولد ابنتي فاطمة يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم وتتبعهم الناس راغب إليهم وخائف منهم» قال : وسكن البكاء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : «معاشر المسلمين ابشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف ، وقضائه لا يرد وهو الحكيم الخبير ، وإن فتح الله قريب اللهم إنهم اهلي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم واعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم انك على ما تشاء قدير» (١).

الحديث الثاني : الحبري في كتابه يرفعه إلى ابن عباس قال فيما نزل في القرآن خاصة في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وأهل بيته من دون الناس من سورة البقرة (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وقوله تعالى : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) نزلت في رسول الله وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام وهما أول من صلّى الله وركع وقوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) الخاشع والذليل ، وفي صلاته المقبل عليها بقلبه يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا عليه‌السلام وقوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) نزلت في علي وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر وأصحاب لهم ، وقوله تعالى : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) نزلت في أبي جهل (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) نزلت في علي خاصة وهو أول من آمن وأول مصل بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقوله تعالى : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) الآيات : نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وقوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) الآية ، والمؤذن يومئذ عن الله ورسوله علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

الحديث الثالث : البخاري في الجزء الخامس من صحيحه في قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) في نصف الجزء قال : حدّثنا عبد الله ابن يوسف قال : حدّثنا الليث قال : حدثني عقيل قال : ابن شهاب وأخبرني حميد بن عبد

__________________

(١) المناقب : ٦١ / ح ٣١.

(٢) تفسير فرات : ٥٣ / ح ١١ ، وتفسير الحبري الحديث الأول من سورة البقرة ، وشواهد التنزيل : ١ / ٩٦ ح ١١٣ وح ١٢٤ وح ١٢٧.

٧٨

الرّحمن أن أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، قال : حماد : ثم أردف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعلي عليه‌السلام وأمره ان يؤذن ببراءة ، قال أبو هريرة : فأذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة ، وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت العريان (١).

__________________

(١) صحيح البخاري : ١ / ٩٧.

٧٩

الباب السادس والستون

في قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ

أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)

من طريق الخاصة وفيه احد عشر حديثا

الحديث الأول : العياشي في تفسيره بإسناده عن حكيم بن الحسين عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال : «والله إن لعلي لاسماء في القرآن ما يعرفه الناس» قال : قلت : وأي شيء تقول جعلت فداك؟ فقال لي : «(وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) قال: «فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين وكان علي هو والله المؤذن فأذن باذن الله ورسوله يوم الحج الاكبر من المواقف كلها فكان ما نادى به أن لا يطوف بعد هذا العام عريان ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك» (١).

الحديث الثاني : العياشي بإسناده عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال في الأذان : «هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك أحد غيري» (٢).

الحديث الثالث : العياشي بإسناده عن حكيم بن جدير عن علي بن الحسين عليه‌السلام في قول الله (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) قال : «الاذان أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٣).

الحديث الرابع : العياشي بإسناده عن جعفر بن محمد وأبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) قال : «خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه» (٤).

الحديث الخامس : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن فضالة ابن أيوب عن أبان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليه‌السلام في قوله (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) قال : «الاذان أمير المؤمنين» قال وفي حديث آخر قال : «أمير المؤمنين : «كنت أنا الاذان في الناس» (٥).

الحديث السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسين

__________________

(١) تفسير العياشي : ٢ / ٧٦ ح ١٢.

(٢) تفسير العياشي : ٢ / ٧٦ ح ١٣.

(٣) تفسير العياشي : ٢ / ٧٦ ح ١٤.

(٤) تفسير العياشي : ٢ / ٧٦ ح ١٥.

(٥) تفسير القمي : ١ / ٢٨٢.

٨٠