غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (١) إلى قوله (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) الآية.

ففي هذا ما يستدل به على أنّ أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام قد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر. (٢)

التاسع : العياشي بإسناده عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تدرون مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أو قتل ، إنّ الله يقول (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) فسمّ قبل الموت : إنّهما سقتاه ، فقلنا : إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله. (٣)

العاشر : العياشي بإسناده عن الحسين بن المنذر قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) القتل أو الموت قال : يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا.(٤)

__________________

(١) البقرة : ٢٥٣.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٠٠ ح ١٥١.

(٣) تفسير العياشي ١ / ٢٠٠ ح ١٥٢.

(٤) تفسير العياشي ١ / ٢٠٠ ح ١٥٣.

٢٢١

الباب الثالث والثلاثون والمائة

في قوله تعالى (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى)

من طريق العامة وفيه حديثان

الأول : إبراهيم بن محمد الحموني قال : أخبرني عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر إجازة عن علي بن أبي طالب بن عبد السميع الواسطي إجازة ، عن شاذان القمي قراءة عليه ، عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي ، قال : أنبأنا محمد بن الفضل بن محمد الغراوي قال : أنبأنا أبو بكر بن ريذة قال : أنبأنا الطبراني قال : أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : أنبأنا عمي القاسم قال : أنبأنا يحيى بن يعلى عن سلمان بن قرم عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام : ناولني كفّا من الحصباء ، فناوله فرمى به وجوه القوم ، فما بقي أحد منهم إلّا امتلأت عيناه من الحصى فنزلت (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (١) الآية (٢).

الثاني : عن الثعلبي عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ) أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي : ناولني كفّا من حصى ، فناوله فرمى به وجوه القوم ، فما بقي أحد إلّا امتلأت عيناه من الحصى ، وفي رواية غيره : وأفواههم ومناخرهم.

قال أنس : رمى بثلاث حصيات في الميمنة والميسرة والقلب و (لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً) يعني وهزم الكفار ليعمّ النبي والوصي (٣).

__________________

(١) الانفال : ١٧.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٢٣٢ / ب ٤٥ / ح ١٨١.

(٣) مناقب آل أبي طالب بتفاوت : ١ / ١٦٤.

٢٢٢

الباب الرابع والثلاثون والمائة

في قوله تعالى (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى).

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث

الأول : العياشي في تفسيره بإسناده عن محمد بن كليب الأسدي عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) قال : علي ناول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله القبضة التي رمى بها ، وفي خبر آخر أنّ عليا عليه‌السلام ناوله قبضة من تراب فرمى بها. (١)

الثاني : العياشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : ناول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب قبضة من تراب التي رمى بها في وجوه المشركين فقال الله (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (٢). (٣)

الثالث : الطبرسي في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله تعالى (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) سمّى فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فعلا له تأويله على غير تنزيله. (٤)

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ / ٥٢ ح ٣٢ و ٣٣.

(٢) الانفال : ١٧.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ٥٢ ح ٣٤.

(٤) الاحتجاج ١ / ٣٧٢.

٢٢٣

الباب الخامس والثلاثون والمائة

في قوله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (١).

من طريق العامة وفيه حديثان

الأول : أبو علي الطبرسي أورده من طريق العامة عن الحاكم الحسكاني قال : حدّثني محمد بن القاسم بن أحمد قال : حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضيل بن محمد قال : حدّثنا محمد بن صالح العرزمي قال : حدّثنا عبد الرحمن أبي حاتم قال : حدّثنا أبو سعيد الأشج عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية (وَاتَّقُوا فِتْنَةً) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي (٢).

الثاني : ما رواه أبو عبد الله محمد بن علي السراج يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا بن مسعود إنه قد نزلت في علي آية (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وأنا مستودعكها ومسلّم لك خاصة الظلمة ، فكن لما أقول واعيا ، وعني له مؤديا ، من ظلم عليا مجلسي هذا كان كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي ، ثم ذكر حديثا ، هذا زبدته. (٣)

وفي كتاب صراط المستقيم قال : أورد الحاكم أبو القاسم الحسكاني الأعور في كتاب شواهد التنزيل ، وقد ادّعى إجماع المسلمين عليه في رواية ابن عباس لمّا نزل قوله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظلم عليا مقعده هذا بعدي فكأنّما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء من قبلي ، وأسنده ابن السراج في كتابه إلى أبي مسعود حتى قيل له : كيف وليت الظالمين.

وسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حلّت عقوبته عليّ لأني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان ، وأنا استغفر الله وأتوب إليه. (٤)

__________________

(١) الانفال : ٢٥.

(٢) مجمع البيان : ٤ / ٤٥٣ ، والشواهد : ١ / ٢٧١.

(٣) بحار الأنوار ٣٢ / ١٢٣ ح ٦٦.

(٤) الصراط المستقيم : ٢ / ٢٧.

٢٢٤

الباب السادس والثلاثون والمائة

في قوله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)

من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث

الأول : العيّاشي في تفسيره بإسناده عن عبد الرحمن بن سالم عن الصادق عليه‌السلام في قوله (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (١) قال : أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى تركوا عليا وبايعوا غيره ، وهي الفتنة التي فتنوا بها وقد أمرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باتّباع علي عليه‌السلام والأوصياء من آل محمد عليهم‌السلام. (٢)

الثاني : العياشي بإسناده عن إسماعيل السري عنه عليه‌السلام (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) قال : أخبرت أنهم أصحاب الجمل. (٣)

الثالث : محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال في بعض كتابه (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) في (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٤) وقال في بعض كتابه (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (٥) يقول في الآية الأولى : إنّ محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عزوجل : مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهذه فتنة أصابتهم خاصة وبها ارتدوا على أعقابهم ؛ لأنهم إن قالوا : لم تذهب فلا بد أن يكون لله عزوجل فيها أمر ، وإن أقروا بالأمر لم يكن لهم من صاحب بد. (٦)

الرابع : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : نزلت في الزبير وطلحة لما حاربا أمير المؤمنينعليه‌السلام وظلماه. (٧)

__________________

(١) الانفال : ٢٥.

(٢) تفسير العياشي ٢ / ٥٣ ح ٤٠.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ٥٣ ح ٤١.

(٤) القدر : ١.

(٥) آل عمران : ١٤٤.

(٦) الكافي ١ / ٢٤٨ ح ٤.

(٧) تفسير القمي / ٢٧١.

٢٢٥

الباب السابع والثلاثون والمائة

في قوله تعالى (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ)

إلى (أَجْرٌ عَظِيمٌ) (١).

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الأول : ابن شهرآشوب من طريق العامة قال : ذكر الفلكي المفسر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وعن أبي رافع إنّها نزلت في علي عليه‌السلام وذلك إنه عليه‌السلام نادى يوم الثاني من أحد في المسلمين فأجابوه ، وتقدّم علي عليه‌السلام براية المهاجرين في سبعين رجلا حتى انتهى إلى حمراء الأسد ليرهب العدو ، وهي سوق على ثلاثة أميال من المدينة ، ثم رجع إلى المدينة يوم الجمعة.

وخرج أبو سفيان حتى انتهى إلى الروحاء فلقي معبد الخزاعي فقال وما وراءك فأنشده :

كانت تهدّ من الأصوات راحلتي

إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تروى (٢) بأسد كرام لا تنابلة

عند اللقاء ولا خرق معاذيل

فقال أبو سفيان لركب من عبد القيس : أبلغوا محمدا أني قتلت صناديدكم وأردت الرجعة لأستأصلكم ، فقال النبي : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ورجع إلى المدينة يوم الجمعة. (٣)

الثاني : ذكر ابن شهرآشوب أيضا مع التزامه الرواية عن العامة قال : روى عن أبي رافع بطرق كثيرة أنه لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحاء قالوا : لا للكواعب أردفتم ، ولا محمدا قتلتم ، ارجعوا ، فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فبعث في آثارهم عليا عليه‌السلام في نفر من الخزرج ، فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلّا نزله علي ، فأنزل الله (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) وفي خبر أبي رافع : إنّ النبي عليه‌السلام تفل على جراحه ودعا له وبعثه خلف المشركين، فنزلت فيه الآية. (٤)

الثالث : ومن طريق العامة أيضا أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجّه عليا عليه‌السلام في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوا لكم (فَاخْشَوْهُمْ) يعني أبا سفيان وأصحابه

__________________

(١) آل عمران : ١٧٢.

(٢) في المصدر : تردى.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٦٨.

(٤) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٣١٦.

٢٢٦

(وَقالُوا) يعني عليا وأصحابه (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فنزلت هذه الآية إلى قوله (ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (١).

الباب الثامن والثلاثون والمائة

في قوله تعالى (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ)

إلى (أَجْرٌ عَظِيمٌ) (٢).

من طريق الخاصة وفيه حديثان

الأول : العياشي بإسناده عن سالم بن أبي مريم قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث عليا عليه‌السلام في عشرة (اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) إلى (أَجْرٌ عَظِيمٌ) إنما نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣).

الثاني : العياشي بإسناده عن جابر عن محمد بن علي عليهما‌السلام قال : لما وجّه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين وعمار بن ياسر إلى أهل مكة ، قالوا : بعث هذا الصبي ولو بعث غيره إلى أهل مكة وفي مكة صناديد قريش ورجالها ، والله الكفر أولى بنا مما نحن فيه ، فساروا وقالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة ، وغلظوا عليهما الأمر ، فقال علي عليه‌السلام : حسبنا الله ونعم الوكيل ومضيا ، فلمّا دخلا مكة أخبر الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله بقولهم لعلي عليه‌السلام وبقول علي لهم ، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك قول الله ا لم تر إلى (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (٤) وإنما نزلت ألم تر إلى فلان وفلان ، لقيا عليا وعمارا فقالا : إنّ أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. (٥)

__________________

(١) تفسير ابن كثير : ١ / ٤٤٠ مورد الآية ، والبحار : ٣٦ / ١٨٢.

(٢) آل عمران : ١٧٢.

(٣) تفسير العياشي ١ / ٢٠٦ ح ١٥٣.

(٤) آل عمران : ١٧٣.

(٥) تفسير العياشي ١ / ٢٠٦ ح ١٥٤.

٢٢٧

الباب التاسع والثلاثون والمائة

في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

السيد الفاضل الحسن بن مساعد في كتابه قال من طريق المخالفين : إنّ الآية نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وحمزة. (١)

الباب الأربعون والمائة

في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا) (٢)

من طريق الخاصة وفيه اثنا عشر حديثا

الأول : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) قال : اصبروا على الفرائض ، وصابروا على المصائب ، ورابطوا على الأئمةعليهم‌السلام. (٣)

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثني محمد بن الحسن الصفار وقال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) فقال : اصبروا على المصائب وصابروهم على التقية ورابطوا على من تقتدون به واتقوا الله لعلكم تفلحون. (٤)

الثالث : محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة.

قال : أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد الله بن موسى العلوي العباس عن هارون بن

__________________

(١) شواهد التنزيل : ١ / ١٧٤ ح ١٨٦.

(٢) آل عمران : ٢٠٠.

(٣) الكافي ٢ / ٨١ ح ٣.

(٤) معاني الأخبار ٣٦٩ / ١.

٢٢٨

مسلم عن القاسم بن عروة عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام في قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) قال : اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم المنتظر. (١)

الرابع : محمد بن إبراهيم هذا قال : أخبرنا علي بن أحمد قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطّفيل عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهما‌السلام أنّ ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) فغضب علي بن الحسين وقال للسائل : وددت أنّ الذي أمرك بهذا واجهني ، به ثم قال : نزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد ، وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط ثم قال : أما أن في صلبه ـ يعني ابن عباس ـ وديعة درئت لنار جهنم ، سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا ، وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد عليهم ، تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. (٢)

الخامس : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قال اصبروا على المصائب وصابروا على الفرائض ورابطوا على الأئمةعليهم‌السلام. (٣)

السادس : سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر تفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال : لا يا أبا يوسف وانّ ذلك الشيء في كتاب الله عزوجل قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) (٤) اصبروا على دينكم وصابروا على عدوّكم ممن يخالفكم ، ورابطوا إمامكم واتقوا الله فيما أمركم وفرض عليكم. (٥)

السابع : العياشي في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى (اصْبِرُوا) يقول : عن المعاصي (وَصابِرُوا) على الفرائض ، واتقوا الله ، يقول الله : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ثم قال : وأي منكر أنكر من ظلم الأمّة لنا وقتلهم إيانا (وَرابِطُوا) يقول : في سبيل الله ، ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه ونحن الرباط الادنى ، فمن جاهد عنا فقد

__________________

(١) الغيبة : ٢٧ ، وينابيع المودة : ٣ / ٢٣٦.

(٢) الغيبة ١٩٩ / ١٢.

(٣) تفسير القمي ١ / ١٢٩.

(٤) آل عمران : ٢٠٠.

(٥) بصائر الدرجات ٤٨٧ / ١٦.

٢٢٩

جاهد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به من عند الله لعلكم تفلحون.

ويقول : لعلّ الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك ، ونظيرها من قول الله (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (١) ولو كانت هذه الآية في المؤذّنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم. (٢)

الثامن : العياشي بإسناده عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) (٣) قال : اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على الأئمة. (٤)

التاسع : العياشي بإسناده قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه؟ قال : فقال لي : إذا لا يعبد الله ، يا أبا يوسف لا تخلو الأرض من عالم منّا ظاهر يفرغ الناس إليه في حلالهم وحرامهم ، فإنّ ذلك بيّن في كتاب الله ، قال الله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) اصبروا على دينكم ، وصابروا عدوكم ممن خالفكم ، ورابطوا إمامكم واتقوا الله فيما أمركم به وافترض عليكم. (٥)

العاشر : العياشي بإسناده قال : وفي رواية عنه ، يعني عن الصادق عليه‌السلام ، اصبروا على الأذى فينا ، قلت : فصابروا؟ قال : على عدوّكم مع وليكم.

ورابطوا؟ قال : المقام مع إمامكم واتقوا الله لعلكم تفلحون.

قلت : تنزيل؟ قال : نعم. (٦)

الحادي عشر : العياشي عن أبي الطّفيل عن أبي جعفر عليه‌السلام في هذه الآية قال : نزلت فينا ، ولم يكن الرباط الذي أمرنا بعد ، وسيكون ذلك ، يكون من نسلنا المرابط ومن نسل ابن ناثل المرابط (٧).

الثاني عشر : العياشي بإسناده عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله (اصْبِرُوا) يعني بذلك عن المعاصي (وَصابِرُوا) يعني التقية (وَرابِطُوا) يعني الأئمة ثم قال : تدري ما معنى : البدوا ما لبدنا فإذا تحركنا فتحركوا ، واتقوا الله ما لبدنا نار بكم لعلكم تفلحون. قال : قلت : جعلت فداك إنما نقرؤها (وَاتَّقُوا اللهَ) ، قال : أنتم تقرءونها كذا ونحن نقرؤها كذا (٨).

__________________

(١) فصلت : ٣٣.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٢١٢ ح ١٧٩.

(٣) آل عمران : ٢٠٠.

(٤) تفسير العياشي ١ / ٢١٢ ح ١٨٠.

(٥) تفسير العياشي ١ / ٢١٢ ح ١٨١.

(٦) تفسير العياشي ١ / ٢١٣ ح ١٨٢.

(٧) تفسير العياشي ١ / ٢١٣ ح ١٨٣.

(٨) تفسير العياشي ١ / ٢١٣ ح ١٨٤.

٢٣٠

الباب الحادي والأربعون والمائة

في قوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١)

من طريق العامة وفيه حديثان

الأول : ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال : أخبرنا أبو البركات إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري السقطي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد قال : حدّثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطسين قال : حدّثنا سليمان بن أحمد المالكي قال : حدّثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائي ، حدّثنا ثوبان ذي النون ، حدّثنا مالك بن غسان النهشلي ، حدّثنا ثابت عن أنس قال : انقض كوكب على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي ، فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي فأنزل الله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى). (٢)

الثاني : ابن المغازلي الشافعي أيضا قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز إذنا ، قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن علي الدّهان المعروف بأخي حماد قال : حدّثنا علي بن محمد بن الخليل بن هارون البصري قال : حدّثنا محمد ابن الخليل الجهني هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا انقضّ كوكب فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي ، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل علي بن أبي طالب عليه‌السلام قالوا : يا رسول الله غويت في حبّ علي فأنزل الله (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) إلى قوله (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى). (٣)

__________________

(١) النجم : ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤.

(٢) مناقب ابن المغازلي / ١٧٢ / ح ٣١٣.

(٣) مناقب ابن المغازلي / ١٩٢ / ح ٣٥٣.

٢٣١

الباب الثاني والأربعون والمائة

في قوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى)

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا

الأول : محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أقسم بقبض محمد إذا قبض ، ما ضلّ صاحبكم بتفضيله أهل بيته ، وما غوى وما ينطق عن الهوى ، يقول : ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه ، وهو قول الله عزوجل (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا أحمد بن يحيى قال : حدّثنا بكر بن عبد الله قال : حدّثنا الحسن بن زياد الكوفي قال : حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : لما مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه فقالوا : يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم ، فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول ، فلم يجبهم عن شيء مما سألوه ، فلمّا كان اليوم الثالث أعادوا عليه وقالوا : يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم : إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري.

ولم يكن فيهم أحد إلّا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم بعدي ، فلمّا كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذا انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدّنيا حتى وقع في حجرة علي عليه‌السلام.

فهاج القوم وقالوا : والله لقد ضل هذا الرجل وغوى ، وما ينطق في ابن عمه إلّا بالهوى ، فأنزل الله تبارك وتعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) إلى آخر السورة (٢).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال : حدّثنا فرات بن

__________________

(١) الكافي ٨ / ٣٨٠ ح ٥٧٤.

(٢) أمالي الصدوق ٦٨٠ / ح ٩٢٨.

٢٣٢

إبراهيم الكوفي قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدّثني الحسين بن علي قال : حدّثني عبد الله بن سعيد قال : حدّثنا عبد الواحد بن غياث قال : حدّثنا عاصم بن سليمان قال: حدّثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا سلّم قدم علينا بوجهه ثم قال : أما إنه سينقضّ كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم ، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي.

فلمّا كان قرب الفجر جلس كلّ واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب ، فلمّا طلع الفجر انقضّ الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي ، فقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه : لقد ضلّ محمد في محبة ابن عمه وغوى ، وما ينطق في شأنه إلّا بالهوى فأنزل الله تبارك وتعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) يقول عزوجل وخالق النجم إذا هو هوى (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) يعني محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله في محبة علي بن أبي طالب (وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) في شأنه (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١). (٢)

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا بهذا الحديث السابق الشيخ لأهل الرأي يقال له أحمد بن الصقر الصانع العدل قال : حدّثنا محمد بن العباس بن بشام قال : حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال : حدّثني أحمد بن الخطاب قال : حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه‌السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك إلّا أنّ في حديثه : يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس ويسقط في دار أحدكم. (٣)

الخامس : ابن بابويه قال أيضا : وحدّثنا بهذا الحديث شيخ لاهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي عبدويه العدل قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله السّحري أبو إسحاق عن يحيى بن حسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السهلوي قال : سألت ابن عباس عن قول الله عزوجل (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قال : هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فقط في حجرة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وكان أبي العباس يحبّ أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية والخلافة والإمامة ، ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن

__________________

(١) النجم : ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤.

(٢) أمالي الصدوق ٦٦٠ / ح ٨٩٣.

(٣) أمالي الصدوق ٦٦٠ / ح ٨٩٤.

٢٣٣

أبي طالب وذلك فضله يؤتيه من يشاء. (١)

السادس : محمد بن العباس رحمه‌الله في تفسيره ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن عبد الله محمد الزيات ، عن جندل بن والق ، عن ابن عمر ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انا سيد الناس ولا فخر ، وعلي سيد المؤمنين ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقال رجل من قريش : والله لا يألوا يطرئ ابن عمه فأنزل الله سبحانه (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) (٢) وما هذا القول الذي يقوله بهواه في ابن عمه (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٣).

السابع : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن منصور بن العباس عن الحصين عن العباس القصباني عن داود بن الحصين بن عن فضل عبد الملك عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا أوقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الغدير وافترق الناس ثلاث فرق ، فقالت فرقة : ضلّ محمد ، وفرقة قالت : غوى ، وفرقة قالت : بهواه يقول في أهل بيته وابن عمه ، فأنزل الله سبحانه (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى). (٤)

الثامن : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن أحمد بن خالد الأزدي عن عمرو عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) ما فتنتم إلا ببغض آل محمد إذا مضى (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) بتفضيل أهل بيته ، إلى قوله (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٥).

التاسع : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الرحمن بن حماد الأنصاري عن محمد بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن جده عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى ، فقال لي جبرئيل : تقدم يا محمد فدنوت دنوة ، والدنوة مدة البصر ، فرأيت نورا ساطعا فخررت لله ساجدا فقال لي : يا محمد من خلّفت في الأرض؟ قلت : يا رب أعدلها وأصدقها وأبرها وأشملها علي بن أبي طالب ، وصيّي ووليّي ووارثي وخليفتي في أهلي ، فقال لي : اقرأه مني السلام وقل له : إنّ غضبه عز ورضاه حكم.

يا محمد إني أنا الله لا إله إلّا أنا العلي الاعلى ، وهبت لأخيك اسما من أسمائي فسميته عليا وأنا العلي الأعلى.

__________________

(١) أمالي الصدوق ٦٦١ / ح ٨٩٥.

(٢) النجم : ١ ، ٢ ، ٣.

(٣) بحار الأنوار ٢٤ / ٣٢٣ ح ٣٣.

(٤) بحار الأنوار ٢٤ / ٣٢٣ ح ٣٥.

(٥) بحار الأنوار ٢٤ / ٣٢٣ ح ٣٤.

٢٣٤

يا محمد إني أنا الله لا إله إلّا أنا فاطر السماوات والأرض وهبت لا بنتك اسما من أسمائي فسمّيتها فاطمة وأنا فاطر كلّ شيء.

يا محمد أنا الله لا إله إلّا أنا الحسن البلاء ، وهبت لسبطيك اسمين من أسمائي فسمّيتهما الحسن والحسين وأنا الحسن البلاء.

قال : فلمّا حدّث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قريشا بهذا الحديث قال قوم : ما أوحى الله إلى محمد بشيء وإنما تكلم عن هوى نفسه ، فأنزل الله تبارك وتعالى بيان ذلك (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) (١). (٢)

العاشر : الشيخ رجب البرسي بالإسناد يرفعه عن علي بن محمد الهادي عن زين العابدينعليه‌السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : اجتمع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة في عام فتح مكة فقالوا : يا رسول الله من شأن الأنبياء أنهم إذا استقام أمر هم أن يوصوا إلى وصي أو من يقوم مقامه بعده ويأمر بأمره ويسير في الأمة بسيرته.

فقال عليه‌السلام : قد وعدني ربي بذلك أن يبين : [لي] ربي عزوجل من يحب [أن يختاره للأمّة خليفة بعدي ومن هو] الخليفة على أمتي بآية تنزل من السماء ليعلموا الوصي بعدي ، فلمّا صلّى بهم العشاء الآخرة في تلك الساعة نظر الناس لينظروا ما يكون ، وكانت ليلة ظلماء لا قمر فيها وإذا بضوء عظيم قد أضاء المشرق والمغرب ، قد نزل نجم من السماء إلى الأرض وجعل يدور على الدّور حتى وقف على حجرة علي بن أبي طالب ، وله شعاع هائل ، وصار على الحجرة كالغطاء على المنشور وقد أظل شعاعه الدور وقد فزع الناس ، فجعل الناس يهلّلون ويكبرون وقالوا : يا رسول الله نجم قد نزل من السماء على ذروة حجرة علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : فقام وقال : هو والله الإمام من بعدي والوصي والقائم بأمري ، فأطيعوه ولا تخالفوه ، وقدّموه ولا تتقدموه فهو خليفة الله في أرضه من بعدي ، قال : فخرج الناس من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال واحد من المنافقين : ما يقول في ابن عمه إلّا بالهوى وقد ركبته الغواية حتى لو تمكن أن يجعله نبيا لفعل.

قال : فنزل جبرائيل عليه‌السلام وقال : يا محمد ، العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك : اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٣).

__________________

(١) النجم : ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤ ، ٥.

(٢) بحار الأنوار ٢٤ / ٣٢٣ ح ٣٦.

(٣) الروضة في المعجزات : ١٤٨ ، ومدينة المعاجز : ٢ / ٤٣٤.

٢٣٥

الحادي عشر : علي بن إبراهيم قال : أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن ابن العباس عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) يقول : ما ضل في علي عليه‌السلام وما غوى ، وما ينطق فيه عن الهوى ، وما كان ما قال فيه إلّا بالوحي الذي أوحى إليه(١).

__________________

(١) تفسير القمي ٢ / ٣٣٤.

٢٣٦

الباب الثالث والأربعون والمائة

في قوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) إلى (الْخالِيَةِ) (١)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

ابن مردويه عن رجاله عن ابن عباس رحمه‌الله قال في قوله عزوجل (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) إلى قوله (الْخالِيَةِ) هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٢)

الباب الرابع والأربعون والمائة

في قوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ)

من طريق الخاصة وفيه سنة أحاديث

الأول : العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٣)

الثاني : محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن عبد الله المحمّدي عن كثير ابن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) إلى آخر الكلام : نزلت في علي وجرت في أهل الإيمان مثلا. (٤)

الثالث : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن عثمان عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) قال : هذا أمير المؤمنين. (٥)

الرابع : شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال علي بن إبراهيم في تفسيره : هو أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦).

الخامس : العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ، واليمين إثبات الإمام لأنه كتابه يقرأه ؛

__________________

(١) الحاقة : ١٩.

(٢) بحار الأنوار ٣٢ / ٧٠ ح ١٨ عن ابن مردويه.

(٣) تفسير العياشي ٢ / ٣٠٢ ح ١١٥ (بتفاوت يسير).

(٤) بحار الأنوار ٣٢ / ٦٥ ح ٥.

(٥) بحار الأنوار ٣٢ / ٦٥ ح ٦.

(٦) تأويل الآيات ٢ / ٧١٧ ح ٩.

٢٣٧

لأن الله يقول (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) الآية.

والكتاب الإمام فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال : فنبذوه وراء ظهورهم ، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله (ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) (١) إلى آخر الآية (٢).

السادس : علي بن إبراهيم في تفسيره في قوله (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) (٣) قال : قال الصادق عليه‌السلام كلّ أمة يحاسبها إمام زمانها ، ويعرف الأئمة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم وهو قوله (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٤) فيعطون أولياءهم كتبهم بأيمانهم فيمرون إلى الجنة بغير حساب ، ويعطون أعداءهم كتبهم بشمالهم فيمرون إلى النار بغير حساب ، فإذا نظر أولياؤهم في كتبهم يقولون لإخوانهم (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) أي مرضيّة ، فوضع الفاعل مكان المفعول (٥).

__________________

(١) الواقعة : ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣.

(٢) تفسير العياشي ٢ / ٣٠٢ ح ١١٥.

(٣) الحاقة : ١٩.

(٤) الأعراف : ٤٦.

(٥) تفسير القمي : ٢ / ٣٨٤.

٢٣٨

الباب الخامس والأربعون والمائة

في قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (١).

من طريق العامة وفيه حديث واحد

موفق بن أحمد في كتاب المناقب قال روى السيد أبو طالب بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي رضي الله عنه : إنّ من أحبك وتولّاك أسكنه الله الجنة معنا ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ). (٢)

الباب السادس والأربعون والمائة

في قوله تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ)

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث

الأول : محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام ، قلت : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ ...) قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم غيرنا ، وسائر الناس منها براء. (٣)

الثاني : محمد بن العباس عن محمد بن عمر بن أبي شيبة عن زكريا بن يحيى عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن عاصم بن ضمرة قال : قال : إنّ جابر بن عبد الله قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المسجد فذكر بعض أصحاب الجنة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أول أهل الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب ، فقال أبو دجانة الأنصاري : يا رسول الله ، أخبرتنا أنّ الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بلى يا أبا دجانة ، أما علمت أنّ لله لواء من نور وعمودا من نور خلقهما الله تعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، مكتوب على ذلك اللواء : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، خير البرية آل محمد ، صاحب اللواء علي ، وهو إمام القوم ، فقال علي عليه‌السلام : الحمد لله الذي هدانا بك يا رسول الله وشرّفنا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشر يا علي ما من عبد

__________________

(١) القمر : ٥٤ ، ٥٥.

(٢) المناقب ٢٧٦ / ح ٢٥٩.

(٣) الكافي ١ / ٤٣٥ ح ٩١.

٢٣٩

انتحل مودّتك إلّا بعثه الله معنا يوم القيامة.

وجاء في رواية أخرى يا علي أما علمت أنه من أحبنا وانتحل مودّتنا وانتحل محبتنا أسكنه الله معنا ، وتلا هذه الآية (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)(١).

الثالث : شرف الدين النجفي عن أبي جعفر الطوسي رويناه بالإسناد إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : من أحبك وتولّاك أسكنه الله معنا في الجنة، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)(٢). (٣)

__________________

(١) بحار الأنوار ٢٧ / ١٣٠ ح ١٢٠.

(٢) القمر : ٥٤ ، ٥٥.

(٣) تأويل الآيات ٢ / ٦٢٩ ح ١.

٢٤٠