غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

الخامس : العيّاشي أيضا بإسناده عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام قالوا : سألناهما عن قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) قال : أمروا بمعرفتنا (١).

السادس : العيّاشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : السّلم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر الله بالدخول فيه (٢).

السابع : العيّاشي بإسناده عن أبي بكر الكلبي عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام في قوله : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) هو ولايتنا (٣).

الثامن : العيّاشي أيضا قال : وروى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قالوا : السّلم يقول آل محمّد أمر الله بالدخول فيه وهم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به قال الله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (٤).

التاسع : العيّاشي أيضا قال : وفي رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : هي ولاية الأوّل والثاني (٥).

العاشر : العيّاشي أيضا عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن أبيه عن جدّه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضّلت به النبيّون إلى خاتم النبيّين والمرسلين في عترة خاتم النبيّين والمرسلين ، فأين يتاه بكم وأين تذهبون يا معاشر من نسخ من أصلاب أصحاب السفينة فهذا مثل ما فيكم فكلّما نجى في هاتيك منهم من نجى وكذلك ينجو في هذه منكم من نجى ورهن ذمّتي ، وويل لمن تخلّف عنهم إنّهم فيكم كأصحاب الكهف ومثلهم باب حطّة ، وهم باب السّلم فادخلوا في السّلم كافّة ولا تتّبعوا خطوات الشيطان(٦).

الحادي عشر : ابن شهرآشوب عن زين العابدين وجعفر الصادق عليهما‌السلام قال : (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) في ولاية عليّ (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : لا تتّبعوا غيره (٧).

الثاني عشر : عن أبي جعفر عليه‌السلام (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) في ولايتنا (٨).

__________________

(١) تفسير العياشي : ١ / ١٠٢ ح ٢٩٥.

(٢) تفسير العياشي : ١ / ١٠٢ ح ٢٩٨.

(٣) تفسير العياشي : ١ / ١٠٢ ح ٢٩٧ ، بحار الأنوار : ٧ / ١٢٣ ، الصافي : ١ / ١٨٣.

(٤) تفسير العياشي : ١ / ١٩٤ ح ١٢٣ و ٢٩٨.

(٥) تفسير العياشي : ١ / ١٠٣ ح ٢٩٤ ـ ٢٩٩.

(٦) تفسير العياشي : ١ / ١٠٣ ح ٣٠٠.

(٧) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ١١٦.

(٨) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ١١٦.

٣٤١

الباب الخامس والعشرون ومائتان

في قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

أسند أبو جعفر الطبري إلى ابن عبّاس أنّ سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا فيها على قتل عليّ ودفعوها إلى أبي عبيدة بن الجرّاح أمين قريش فنزلت (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) الآية فطلبها النبيّ منه فدفعها إليه فقال : كفرتم بعد إسلامكم فحلفوا بالله إنّهم لم يهمّوا بشيء منه فأنزل الله (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) (١).

الباب السادس والعشرون ومائتان

في قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ)

من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة أحاديث

الأوّل : محمّد بن يعقوب عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) قال : نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجرّاح وعبد الرّحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمّد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوّة أبدا فأنزل الله فيهم هذه الآية(٢).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا حمزة بن محمّد العلويّ رحمه‌الله قال : أخبرنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن عمرو بن اذينة عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر مثل الحديث الأوّل(٣).

الثالث : عليّ بن إبراهيم قال : أخبرنا أحمد بن إدريس عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن الحكم

__________________

(١) الصراط المستقيم : ١ / ٢٩٦.

(٢) الكافي : ٨ / ١٨٠ ح ٢٠٢.

(٣) أمالي الصدوق.

٣٤٢

عن أبي بكر الحضرمي وبكر بن أبي بكر قال : حدّثنا سليمان بن خالد قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله : (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ) قال : الثاني ؛ وقوله : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) قال فلان وفلان ، وابن فلان أمينهم حين اجتمعوا ودخلوا الكعبة ، فكتبوا بينهم كتابا إن مات محمّد ألّا يرجع الأمر فيهم أبدا (١).

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ٣٥٦.

٣٤٣

الباب السابع والعشرون ومائتان

في قوله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ

الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا)

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : أسند أبو جعفر الطبري إلى ابن عبّاس أنّ سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا على قتل عليّ فدفعوها إلى أبي عبيدة بن الجرّاح. وقد تقدّم الحديث في الباب الخامس والعشرين ومائتين في قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) الآية (١).

الثاني : الزمخشري في «الكشّاف» في تفسير قوله تعالى : (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) رفعه ابن جريح قال : وقفوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الثنية ليلة العقبة وهم اثنا عشر رجلا ليفتكوا به (٢). وقال الزمخشري أيضا في تفسير قوله تعالى : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا) وهو الفتك برسول الله ، وذلك عند مرجعه من تبوك ، توافق خمسة عشر منهم على أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل ، فأخذ عمّار بن ياسر بخطام ناقته يقودها وحذيفة خلفه يسوقها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة وقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح فإذا هم قوم متلثّمون ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا (٣).

__________________

(١) الصراط المستقيم : ١ / ٢٩٦.

(٢) تفسير الكشاف : ٢ / ١٥٥ ، ضمن تفسير الآية ٤٨ من سورة التوبة.

(٣) تفسير الكشاف : ٢ / ١٦٣ ، ضمن تفسير الآية ٧٤ من سورة التوبة.

٣٤٤

الباب الثامن والعشرون ومائتان

في قوله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ

الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا)

من طريق الخاصّة وفيه سبعة أحاديث

الأوّل : العيّاشي بإسناده عن جابر بن أرقم قال : بينا نحن في مجلس لنا وأخو زيد بن أرقم يحدّثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر فسلّم علينا ثمّ وقف فقال : أفيكم زيد بن أرقم؟ فقال زيد : أنا زيد بن أرقم فما تريد ، فقال الرجل : أتدري من أين جئت؟ قال : لا ، قال : من فسطاط مضر لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له زيد : وما هو؟ قال : حديث غدير خمّ في ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال : يا ابن أخي إنّ قبل غدير خمّ ما احدّثك به إنّ جبرئيل الروح الأمين صلوات الله عليه نزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بولاية عليّ بن أبي طالب فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول وبكى صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له جبرئيل : ما لك يا محمّد أجزعت من أمر الله؟ فقال : كلّا يا جبرئيل ولكن قد علم ربّي ما لقيت من قريش إذ لم يقرّوا إليّ بالرسالة حتّى أمرني بجهادي وأهبط إليّ جنودا من السماء فنصروني فكيف يقرّوا إليّ لعليّ من بعدي فانصرف عنه جبرئيل عليه‌السلام ثمّ نزل عليه (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) فلمّا نزلنا الجحفة راجعين وضربنا أخبيتنا نزل جبرائيل بهذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ينادي : يا أيّها الناس أجيبوا داعي الله أنا رسول الله ، فأتينا مسرعين في شدّة الحرّ فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدميه من الحرّ وأمر بقم ما تحت الدّوح ، فقمّ ما كان ثمّة من الشوك والحجارة ، فقال رجل : ما دعاه إلى قمّ هذا المكان وهو يريد أن يرحل من ساعته ليأتينّكم اليوم بداهية ، فلمّا فرغوا من القم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يؤتى بأحلاس دوابنا وأذوات الماء وجفاتها (١) فوضعنا بعضها على بعض ثمّ ألقينا عليها ثوبا وصعد عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أيّها الناس إنّه نزل عليّ عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا مخافة تكذيب أهل

__________________

(١) في المصدر : بأحلاس دوابنا وأثاث إبلنا وحقائبها.

٣٤٥

الإفك حتّى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربّي إن لم أفعل ألا وإنّي غير هائب لقوم ولا محاب لقرابتي أيّها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : الله ورسوله ، قال : اللهمّ اشهد وأنت يا جبرائيل فاشهد حتّى قالها ثلاثا ، ثمّ أخذ بيد عليّ صلوات الله عليه فرفعه إليه ثمّ قال : اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله قالها ثلاثا ثمّ قال : هل سمعتم؟

فقالوا : اللهم بلى ، قال : فأقررتم ، فقالوا : اللهمّ نعم ، قال : اللهم اشهد وأنت يا جبرائيل فاشهد ، ثمّ نزل فانصرفنا إلى رحالنا وكان إلى جانب خبائي خباء لنفر من قريش وهم ثلاثة ومعي حذيفة بن اليمان فسمعت أحد الثلاثة وهو يقول : والله إنّ محمّدا لأحمق إن كان يرى أنّ الأمر ليستقيم لعليّ من بعده وقال آخرون : أتجعله أحمق ألم تعلم أنّه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة.

وقال الثالث : دعوه إن شاء يكون أحمقا وإن شاء يكون مجنونا والله ما يكون ما يقول أبدا. فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء ، فأدخل رأسه إليهم وقال : فعلتموها ورسول الله بين أظهركم ووحي الله ينزل عليكم والله لأخبره بكرة بمقالتكم فقالوا له : يا أبا عبد الله وانّك لها هنا وقد سمعت ما قلنا اكتم علينا فإنّ لكلّ جار أمانة فقال لهم : ما هذا من جوار الأمانة ولا من مجالسها ما نصحت لله ورسوله إن أنا طويت عنه هذا الحديث ، فقالوا : يا أبا عبد الله فاصنع ما شئت فو الله ليحلفن انّا لم نقل وانّك قد كذبت علينا افتراه يصدّقك ويكذّبنا ونحن ثلاثة فقال لهم : امّا أنا فلا أبالي إذا أنا أدّيت النصيحة إلى الله وإلى رسوله فقولوا ما شئتم أن تقولوا ثمّ مضى حتّى أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ عليه‌السلام جانبه محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم فبعث إليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتوه فقال : ما ذا قلتم؟ فقالوا : والله ما قلنا شيئا فإن كنت أبلغت عنّا شيئا فمكذوب علينا فهبط جبرائيل عليه‌السلام بهذه الآية (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) قال عليّ عليه‌السلام عند ذلك ليقولوا ما شاءوا والله إنّ قلبي بين أضلاعي وإنّ سيفي لفي عنقي ولئن همّوا لأهمنّ فقال جبرائيل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اصبر للأمر الذي هو كائن فأخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام بما أخبره به جبرائيل عليه‌السلام فقال : إذا أصبر للمقادير ، قال أبو عبد الله : وقال رجل من الملاء شيخ لئن كنّا بين أقوامنا كما يقولون هذا لنحن أشرّ من الحمير ، فقال آخر شاب إلى جنبه : لئن كنت صادقا لنحن أشرّ من الحمير (١).

__________________

(١) تفسير العياشي : ٢ / ٩٩ ح ٨٩.

٣٤٦

الثاني : العيّاشي عن جعفر بن محمّد الخزاعي عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول: لما قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قال في غدير خمّ وصار بالأخبية ، مرّ المقداد بجماعة منهم وهم يقولون والله إن كنّا وقيصر لكنّا في الخزّ والوشي هو نقش على الثوب. والديباج والنساجات وأنا معه في الاخشنين نأكل الخشن ونلبس الخشن حتّى إذا دنا موته وفنيت أيّامه وحضر أجله أراد أن يولّيها عليّا من بعده أما والله ليعلمن! قال : فمضى المقداد فأخبر النبيّ فقال : الصلاة جامعة ، قال : فقالوا : قد رمانا المقداد فقوموا نحلف عليه فجاءوا حتّى جثوا بين يديه فقالوا : بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله والّذي بعثك بالحقّ والذي أكرمك بالنبوّة ما قلنا ما بلغك لا والذي اصطفاك على البشر قال : فقال النبيّ بسم الله الرّحمن الرّحيم (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا) بك يا محمّد ليلة العقبة وما نقموا إلّا أن أغناهم الله من فضله كان أحدهم يبيع الروث وآخر يبيع الكراع ونقل القرامل فأغناهم الله برسوله ثمّ جعلوا حدّهم وحديدهم عليه (١).

الثالث : العيّاشي بإسناده عن أبان بن تغلب عنه عليه‌السلام : لمّا نصّب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا يوم غدير خمّ فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ؛ فهمّ رجلان من قريش رءوسهما وقالا : والله لا نسلم له ما قال أبدا. فأخبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألهما عمّا قالا ، فكذبا وحلفا بالله ما قالا شيئا ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا) الآية قال أبو عبد الله عليه‌السلام لقد توليا وما تابا (٢).

الرابع : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : قال نزلت في الذين تخالفوا في الكعبة لا يردوا هذا الأمر في بني هاشم وهي كلمة الكفر ، ثمّ قعدوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في العقبة وهمّوا بقتله وهو قول الله تعالى : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) (٣).

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهيثم العجلي رضى الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبيه عن زياد بن المنذر قال : حدّثني جماعة من المشيخة عن حذيفة بن اليمان أنّه قال : الذين نفروا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر أبو الشرور وأبو الدواهي وأبو المعازف وأبوه وطلحة وسعد بن أبي وقّاص وأبو عبيدة وأبو الأعور والمغيرة وسالم مولى أبي حذيفة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري وعبد الرحمن بن عوف وهم الذين أنزل الله عزوجل فيهم (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) (٤).

__________________

(١) تفسير العياشي : ٢ / ١٠٠ ح ٩٠.

(٢) تفسير العياشي : ٢ / ١٠٠ ح ٩١.

(٣) تفسير القمي : ١ / ٣٠١.

(٤) الخصال : ٤٩٩ ح ٦.

٣٤٧

السادس : العلّامة الحلّي في الكشكول عن أحمد بن عبد الرحمن النّاوري يوم الجمعة في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة قال : قال الحسين والعبّاس عن المفضّل الكرماني قال : حدّثني محمّد بن صدقة قال محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر الجعفي عن الصادق عليه‌السلام في قصّة النظر ابن الحرث الفهري مع جماعة المنافقين الذين اجتمعوا عند عمر بن الخطّاب ليلا وذكر الحديث وقال فيه : فلمّا رأوه ـ يعني النظر الفهري ـ بظهر المدينة ميّتا بحجرة من طين انتحبوا وبكوا وقالوا : من أبغض عليّا وأظهر بغضه قتله بسيفه ، ومن خرج من المدينة بغضا لعليّ فأنزل الله عليه ما ترى ؛ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ من شيعة عليّ مثل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار وأشباههم من ضعفاء الشيعة. فأوحى الله إلى نبيّه ما قالوا ، فلمّا انصرفوا إلى المدينة أعلمهم رسول الله فحلفوا بالله كاذبين إنّهم لم يقولوا فأنزل الله فيهم : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) بظاهر القول لرسول الله إنّا قد آمنّا وأسلمنا لله وللرسول فيما أمرنا به من طاعة عليّ وهمّوا بما لم ينالوا من قتل محمّد ليلة العقبة وإخراج ضعفاء الشيعة من المدينة بغضا لعليّ وما نقموا منهم إلّا أن أغناهم الله من فضله بسيف عليّ في حروب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفتوحه (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) والحديث طويل ذكرناه بطوله في قوله تعالى : (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) من كتاب البرهان في تفسير القرآن (١).

السابع : ابن شهرآشوب قال : روي أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فرغ من غدير خمّ ونفر النّاس ، اجتمع نفر من قريش يتساقون على ما جرى ، فمرّ بهم ضبّ فقال بعضهم : ليت محمّدا أمر هذا الضبّ دون عليّ ؛ فسمع ذلك أبو ذرّ فحكى ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فبعث إليهم وأحضرهم وعرض عليهم مقالتهم فأنكروا وحلفوا فأنزل الله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا) الآية فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ (٢).

__________________

(١) مدينة المعاجر : ٢ / ٢٧٦.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٤٢.

٣٤٨

الباب التاسع والعشرون ومائتان

في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)

من طريق العامّة وفيه ثلاثة أحاديث

الأوّل : أبو المؤيّد موفّق بن أحمد بن أعيان علماء العامّة بإسناده عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنزل الله آية فيها يا أيّها الذين آمنوا إلّا وعليّ رأسها وأميرها (١).

الثاني : موفّق بن أحمد أيضا بإسناده عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : ما أنزل الله تعالى في القرآن آية يقول فيها : يا أيّها الذين آمنوا ، إلّا كان عليّ بن أبي طالب شريفها وأميرها (٢).

الثالث : ابن جبير في نخبه أسند قال : روى جماعة من الثقات عن الأعمش والليث والعوام عن مجاهد وابن أبي ليلى عن داود بن جريح عن عطاء وعكرمة عن ابن عبّاس : ما أنزل الله في القرآن آية فيها : يا أيّها الذين آمنوا إلّا وعليّ أميرها وشريفها ونحوه وتفسير وكيع والقطان ونحوه روى الثقفي والعكبري وفي تفسير مجاهد ما في القرآن يا أيّها الذين آمنوا إلّا وعليّ سابقة ذلك ؛ لأنّه سابقهم إلى الإسلام فسمّاه الله تعالى في تسعة وثمانين موضعا أمير المؤمنين (٣).

الباب الثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)

من طريق الخاصّة وفيه حديث واحد

صحيفة الرّضا عليه‌السلام قال : ليس في القرآن آية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا في حقّنا (٤).

__________________

(١) مناقب الخوارزمي : ٢٦٦ ح ٢٥٠.

(٢) مناقب الخوارزمي : ٢٨٠ ح ٢٧٢.

(٣) بحار الأنوار : ٣٣ / ٣٣٣ ح ٧٣ ، عن الخوارزمي.

(٤) صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : ٢٣٥ ج ٣٦.

٣٤٩

الباب الحادي والثلاثون ومائتان

فيما نزل عليه القرآن من الأقسام

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

ابن المغازلي عن ابن عبّاس عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : إنّ القرآن أربعة أرباع ، فربع فينا أهل البيت خاصّة ، وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ؛ وإنّ الله أنزل في عليّ كرائم القرآن (١).

الباب الثاني والثلاثون ومائتان

فيما نزل عليه القرآن من الأقسام

من طريق الخاصّة وفيه ستّة أحاديث

الأوّل : محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعليّ بن إبراهيم عن أبيه ، جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي يحيى عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدوّنا ، وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام (٢).

الثاني : ابن يعقوب أيضا عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحجّال عن عليّ بن عقبة عن داود بن فرقد عن من ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال ، وربع حرام ، وربع سنن وأحكام ، وربع خبر ما كان قبلكم وبناء ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم (٣).

الثالث : ابن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن إسحاق بن عمّار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام (٤).

الرابع : العيّاشي عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : نزل القرآن على أربعة أرباع :

__________________

(١) تفسير فرات الكوفي : ٢٤٩ ح ٣٣٦.

(٢) الكافي : ٢ / ٦٢٨ ح ٤.

(٣) الكافي : ٢ / ٦٢٧ ح ٣.

(٤) الكافي : ٢ / ٦٢٨ ح ٤.

٣٥٠

ربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع في فرائض وأحكام ، وربع سنن وأمثال ؛ ولنا كرائم القرآن (١).

الخامس : العيّاشي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا وفي عدوّنا ، وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام (٢).

السادس : العيّاشي بإسناده عن محمّد بن خالد الحجّاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا خيثمة القرآن نزل أثلاثا : ثلث فينا وفي أحبّائنا ، وثلث في أعدائنا وعدوّ من كان قبلنا ، وثلث سنة ومثل ؛ ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ثمّ مات أولئك القوم ماتت الآية ، لما بقى من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض ولكلّ قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شرّ (٣).

__________________

(١) تفسير العياشي : ١ / ٩ ح ١.

(٢) تفسير العياشي : ١ / ٩ ح ٣.

(٣) تفسير العياشي : ١ / ١٠ ح ٧.

٣٥١

الباب الثالث والثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : الطبرسي قال : أخبرنا السيّد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قال : حدّثنا الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال : حدّثنا أبو بكر الجرجاني قال : حدّثنا أبو أحمد البصري قال : حدّثني أبو عمر بن محمّد بن تركي قال : حدّثنا محمّد بن الفضل قال : حدّثنا محمّد بن شعيب عن عمرو بن شمر عن دلهم بن صالح عن الضحّاك ابن مزاحم قال : لمّا رأت قريش تقديم النبيّ عليه‌السلام عليّا عليه‌السلام وإعظامه له ، نالوا من عليّ وقالوا : قد افتتن به محمّد فأنزل الله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) قسم أقسم الله به (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) يعني القرآن إلى قوله : بمن ضلّ عن سبيله وهم النفر الذين قالوا ما قالوا وهو أعلم بالمهتدين (١).

الثاني : ابن شهرآشوب عن تفسير يعقوب بن سفيان قال : حدّثنا أبو بكر الحميدي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس في خبر يذكر فيه وكيفية بعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قائم يصلّي مع خديجة إذ طلع عليه عليّ بن أبي طالب فقال له : ما هذا يا محمّد؟ قال : هذا دين الله فآمن به وصدّقه ثمّ كانا يصلّيان فيركعان ويسجدان فأبصرهما أهل مكّة ففشى الخبر فيهم أنّ محمّدا قد جنّ فنزل (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (٢).

الباب الرابع والثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)

من طريق الخاصّة وفيه ثمانية أحاديث

الأوّل : الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) فنون اسم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) مجمع البيان : ١٠ / ٥٠١.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢٩٧.

٣٥٢

والقلم اسم لأمير المؤمنين عليه‌السلام (١).

الثاني : محمّد بن يعقوب عن حسين بن محمّد الأشعري عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن أبان ابن عثمان عن عبد الرّحمن بن أبي عبد الله عن أبي العبّاس المالكي قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : إنّ عمر لقي عليّا عليه‌السلام فقال له : أنت الذي تقرأ هذه الآية (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) وتعرّض بي وبصاحبي؟ قال فقال له : أفلا أخبرك بآية نزلت في بني اميّة (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) فقال : كذبت ، بنو أميّة أوصل منكم للرحم ولكنّك أبيت إلّا عداوة لبني تيم وبني عدي وبني اميّة (٢).

الثالث : محمّد بن العبّاس عن عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمّد بن الفضيل عن محمّد ابن شعيب عن دلهم بن صالح عن الضحّاك بن مزاحم قال : لمّا رأت قريش تقديم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام وإعظامه له نالوا من عليّ عليه‌السلام وقالوا : قد افتتن به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنزل الله تبارك وتعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) قسم أقسم الله تعالى به (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وسبيله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام(٣).

الرابع : محمّد بن العبّاس عن عليّ بن العبّاس عن حسن بن محمّد عن يوسف بن كليب عن خالد عن حفص عن عمرو بن حنّان عن أبي أيّوب الأنصاري قال : لمّا أخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّ عليه‌السلام فرفعها وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه. قال اناس إنّما افتتن بابن عمّه ونزلت الآية (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (٤).

الخامس : عليّ بن إبراهيم في تفسيره وهو منسوب إلى الصادق عليه‌السلام قوله : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) هكذا نزلت في بني أميّة أي حبتر وزفر وعلي قال : وقال الصادقعليه‌السلام : لقي عمر أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا عليّ بلغني انّك تتأوّل هذه الآية فيّ وفي صاحبي (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام أفلا أخبرك يا أبا حفص ما نزل في بني أميّة (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) فقال : كذبت يا عليّ بنو أميّة خير منك وأوصل للرحم (٥).

السادس : شرف الدين النجفي عن محمّد بن جمهور عن حمّاد بن عيسى عن حسين بن مختار عنهم صلوات الله عليهم أجمعين في قوله : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) الثاني (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ١٦٥ ح ٤٩.

(٢) الكافي : ٨ / ١٠٣ ح ٧٦.

(٣) بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٥ ح ٥٦.

(٤) بحار الأنوار : ٣٢ / ١٦٥ ح ١٥٠.

(٥) تفسير القمي : ٢ / ٣٨٠.

٣٥٣

مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) قال : العتلّ الكافر العظيم الكفر والزّنيم ولد الزنا(١).

السابع : شرف الدين قال : روى محمّد البرقي عن الأخمسي عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله وزاد فيه : وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقرأ (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) فلقيه الثاني فقال له : أنت الذي تقول كذا وكذا تعرّض بي وبصاحبي؟ فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : ولم يعتذر إليه ، ألا أخبرك بما نزل في بني اميّة نزل فيهم (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) قال : فكذّبه وقال له : هم خير منك وأوصل للرحم (٢).

الثامن : أحمد بن محمّد بن خالد البرقي عن من حدّثه عن جابر قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من مؤمن إلّا وقد خلص ودّي إلى قلبه ، وما خلص ودي إلى قلب أحد إلّا وقد خلص ودّ عليّ إلى قلبه ، كذب يا عليّ من زعم أنّه يحبّني ويبغضك. قال : فقال رجلان من المنافقين لقد فتن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الغلام. فأنزل الله تبارك وتعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) قال: نزلت فيهم إلى آخر الآية (٣).

__________________

(١) تفسير البرهان : ٤ / ٣٧٠ ح ٦ ، بحار الأنوار : ٣٠ / ٢٥٨ ح ١٢٠.

(٢) تفسير البرهان : ٤ / ٣٧٠ ح ٧ ، تأويل الآيات : ٢ / ٧١٢ ح ٥.

(٣) المحاسن : ١ / ١٥١ ح ٧١.

٣٥٤

الباب الخامس والثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ)

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : روى أبو نعيم في قوله تعالى : (فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) (١) قال : اشتهر الإسلام بسيف عليّ بن أبي طالب (٢).

الثاني : ابن مردويه عن الحسن بن عليّ صلوات الله عليهما قال : استوى الإسلام بسيف عليّ عليه‌السلام (٣).

الباب السادس والثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ

فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)

قال : قوله (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) أصل الزرع عبد المطّلب ، وشطأه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويعجب الزّراع قال : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٤).

__________________

(١) الفتح : ٢٩.

(٢) الصراط المستقيم : ٢ / ٥ ، وبحار الأنوار : ٣٢ / ١٨٠ ذيل ح ١٧٤ ، وفيه وفي كشف الغمّة (١ / ٣٢٢) : عن الحسن قال : استوى الإسلام بسيف علي ، وكذا في شواهد التنزيل : ٢ / ٢٥٧ ح ٨٩٠.

(٣) بحار الأنوار : ٣٢ / ١٨٠ ح ١٧٤.

(٤) بحار الأنوار : ٢٤ / ٣٢٢ ح ٣٢.

٣٥٥

الباب السابع والثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

الجبري من أعيان علماء العامّة عن ابن عبّاس قال : فيما نزل في القرآن من خاصّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ وأهل بيته دون الناس من سورة البقرة (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية نزلت في عليّ وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب (١).

الباب الثامن والثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) إلى قوله

(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)

من طريق الخاصّة وفيه حديث واحد

الإمام أبو محمّد العسكري عليه‌السلام قال الله عزوجل : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) هذا الذي تحديتكم به (وَلَنْ تَفْعَلُوا) أي لا يكون ذلك منكم ولا تقدرون عليه ، فاعلموا أنّكم مبطلون وأنّ محمّدا الصادق الأمين المخصوص برسالة ربّ العالمين المؤيّد بالروح الأمين وبأخيه أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين ، فصدّقوه فيما يخبر به عن الله تعالى من أوامره ونواهيه وفيما يذكره من فضل عليّ وصيّه وأخيه فاتّقوا بذلك عذاب النار التي وقودها ـ حطبها ـ الناس والحجارة ـ حجارة الكبريت أشدّ الأشياء حرّا ـ أعدّت تلك النار للكافرين بمحمّد والشاكّين في نبوّته والدافعين لحقّ أخيه عليّ والجاحدين لإمامته.

ثمّ قال : وبشّر الذين آمنوا بالله وصدّقوك في نبوّتك فاتّخذوك إماما وصدّقوك في أقوالك وصوّبوك في أفعالك واتخذوا أخاك عليّا بعدك إماما ولك وصيّا مرضيّا وانقادوا لما يأمرهم به وصاروا إلى ما أصارهم إليه ورأوا له ما يرون لك إلّا النبوّة التي أفردت بها وأنّ الجنان لا تصير لهم إلّا

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣١ / ٣٤٧ ح ٢٤.

٣٥٦

بموالاته وبموالاة من ينصّ لهم عليه من ذريّته وبموالاة سائر أهل ولايته ومعاداة أهل مخالفته وعداوته وأنّ النيران لا تهدأ عنهم ولا تعدل بهم عن عذابها إلّا بتنكّبهم عن موالاة مخالفيهم ومؤازرة شانئهم (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) من أداء الفرائض واجتناب المحارم ولم يكونوا كهؤلاء الكافرين بك بشّرهم أنّ لهم جنّات بساتين. وساق تفسير الآية (١).

__________________

(١) تفسير الإمام العسكري : ٢٠٢ ح ٩٢.

٣٥٧

الباب التاسع والثلاثون ومائتان

في قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)

إلى قوله تعالى : (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً)

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : محمّد بن إبراهيم النعماني المعروف بابن زينب في كتاب «الغيبة» رواه من طريق النصّاب قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله المعمّر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصّاب قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عليّ بن هاشم والحسن ابن السكن قالا : حدّثنا عبد الرزاق بن همّام قال : أخبرني عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال : وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أهل اليمن فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : جاءكم أهل اليمن يسبّون بسيسا. فلمّا دخلوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم ، ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيّي ، حمائل سيوفهم المسك ، فقالوا : يا رسول الله ومن وصيّك؟ فقال : هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عزوجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فقالوا : يا رسول الله بيّن لنا ما هذا الحبل؟ فقال : هو قول الله عزوجل : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) فالحبل الذي من الله كتابه ، والحبل الذي من الناس وصيّي ، فقالوا : يا رسول الله ومن وصيّك؟ فقال : هو الذي أنزل الله فيه: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ).

فقالوا : يا رسول الله وما جنب الله هذا؟

فقال : هو الذي يقول الله فيه : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) قال : وصيّي السبيل إليّ من بعدي فقالوا : يا رسول الله بالذي بعثك بالحقّ نبيّا أرناه فقد اشتقنا إليه ، فقال : هو الذي جعله الله آية للمتوسّمين فإن نظرتم إليه من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنّه وصيّي كما عرفتم إنّي نبيّكم فتخلّلوا الصفوف وتصفّحوا الوجوه فما أهوت إليه قلوبكم فإنّه هو ؛ لأنّ الله عزوجل يقول في كتابه : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) إليه وإلى ذرّيته عليه‌السلام.

٣٥٨

قال : فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريّين ، وأبو عزة الخولاني في الخولانيين ، وضبيان وعثمان بن قيس وعربة الدّوسي في الدوسيين ، ولاحق بن علاقة فتخلّلوا الصفوف وتصفّحوا الوجوه وأخذوا بيد الأصلع البطين وقالوا : إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنتم نخبة الله حين عرفتم وصيّ رسول الله قبل أن تعرفوه فبم عرفتم أنّه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون وقالوا : يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم تنجس لهم ولمّا رأيناه وجفت قلوبنا ثمّ اطمأنّت نفوسنا ، فانجاست أكبادنا وهملت أعيننا وتبلّجت صدورنا حتّى كأنّه لنا أب ونحن عنده بنون فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسن وأنتم عن النار مبعدون قال : فبقي هؤلاء القوم المسمّون حتّى شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل وصفّين وقتلوا بصفّين رحمهم‌الله وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يبشّرهم بالجنّة وأخبرهم أنّهم يستشهدون مع عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه (١).

الثاني : صاحب كتاب «الصراط المستقيم» أظنّ طريقه من طريق العامّة قال : حدّث الحسين بن كثير عن أبيه قال : دخل محمّد بن أبي بكر على أبيه وهو يتلوّى فقال : ما حالك؟ قال : مظلمة ابن أبي طالب فلو استحللته ، فقال لعليّ في ذلك ، فقال : قل له أيت المنبر وأخبر الناس بظلامتي ، فبلّغه فقال : فما أراد أن يصلّي على أبيك اثنان.

فقال محمّد : كنت عند أبي أنا وعمر وعائشة وأخي فدعا بالويل ثلاثا وقال : هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يبشّرني بالنار وبيده الصحيفة التي تعاقدنا عليها ، فخرجوا دوني وقالوا يهجر فقلت : تهذي ، قال : لا والله لعن الله ابن صهّاك فهو الذي صدّني عن الذكر بعد إذ جاءني فما زال يدعو بالثبور حتّى غمضته ثمّ أوصاني لا أتكلّم حذرا من الشماتة.

وقال صاحب كتاب «الصراط المستقيم» عقيب ذلك : فأين هذا من قول عليّ عليه‌السلام : إنّي إلى لقاء ربّي لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر (٢).

__________________

(١) الغيبة : ٣٩ ـ ٤١ ، باب ٢ ح ١.

(٢) الصراط المستقيم : ٢ / ٣٠٠.

٣٥٩

الباب الأربعون ومائتان

في قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)

إلى قوله تعالى : (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً)

من طريق الخاصّة وفيه ثمانية أحاديث

الأوّل : محمّد بن العبّاس الثقة قال : حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمّد السيّاري عن محمّد بن خالد عن حمّاد عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : قوله عزوجل : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

الثاني : محمّد بن العبّاس بالإسناد عن محمّد بن خالد عن محمّد بن علي عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

الثالث : محمّد بن إسماعيل رحمه‌الله بإسناده عن جعفر بن محمّد الطيّار عن أبي الخطّاب عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : والله ما مكّني الله في كتابه حتّى قال : يا ويلتي ليتني لم أتّخذ الثاني خليلا ، وإنّما هي في مصحف عليّ عليه‌السلام يا ويلتي ليتني لم أتّخذ فلانا خليلا وسيظهر يوما (٣).

الرابع : عن محمّد بن جمهور عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال : (يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) قال : يقول الأوّل للثاني (٤).

الخامس : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن عليّ بن معمر عن محمّد بن عليّ بن عكاية التميمي عن حسين بن النضر الفهري عن أبي عمر الاوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث طويل يذكر فيه خطبة لعليّ عليه‌السلام قال فيها عليه‌السلام من تقدّم عليه في الخلافة وتظلّمه منهم قال عليه‌السلام : ولئن تقمّصها دوني الأشقيان ونازعاني فيما ليس لهما بحقّ وركباها ضلالة واعتقداها جهالة فلبئس ما عليه وردا ولبئس ما لأنفسهما مهّدا يتلاعنان في دورهما ويتبرّأ كلّ واحد منهما من

__________________

(١) بحار الأنوار : ٢٤ / ١٧ ح ٢٨.

(٢) بحار الأنوار : ٢٤ / ١٧ ح ٢٨.

(٣) بحار الأنوار : ٢٤ / ١٩ ح ٣١.

(٤) بحار الأنوار : ٢٤ / ١٩ ح ٣١.

٣٦٠