غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٤

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٤

الباب التسعون

في قوله تعالى (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)

إلى قوله تعالى (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)

من طريق الخاصة وفيه اثنا عشر حديثا

الأول : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : فإمّا نذهبنّ بك يا محمد من مكة إلى المدينة فانّا رادّوك إليها ومنتقمون منهم بعلي بن أبي طالب. (١)

الثاني : محمد بن العباس عن محمد بن عثمان عن أبي شيبة عن يحيى بن حسن بن فرات عن مصبّح بن هلقام العجلي عن أبي مريم عن المنهال بن عمرو عن زرين بن حبيش عن حذيفة بن اليمان قال : قوله تعالى (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٢) يعني بعلي بن أبي طالبعليه‌السلام.

الثالث : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن موسى النوفلي عن عيسى بن مهران عن يحيى بن حسين بن فرات بإسناده إلى حرب بن الأسود الديلمي عن عمه أنه قال : إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزلت (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) أي بعلي ، كذلك حدّثني جبرئيل.

الرابع : محمد بن العباس قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن المغيرة بن محمد عن عبد الغفار ابن محمد عن منصور بن أبي الأسود عن زياد بن المنذر عن عديّ بن ثابت قال : سمعت ابن عباس يقول : ما حسدت قريش عليا عليه‌السلام بشيء مما سبق له أشدّ مما وجدت يوما ونحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : كيف أنتم يا معشر قريش لو كفرتم بعدي ورأيتموني في كتيبة اضرب وجوهكم بالسيف ، فهبط جبرائيل عليه‌السلام فقال : قل : إن شاء الله أو علي فقال : إن شاء الله أو علي. (٣)

الخامس : محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) قال : الله انتقم بعلي يوم البصرة ، وهو الذي وعد الله رسوله. (٤)

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ٢٨٤.

(٢) الزخرف : ٤١.

(٣) بحار الأنوار : ٣٢ / ٣١٣ / ح ٢٧٩.

(٤) بحار الأنوار : ٣٢ / ٣١٣ / ح ٢٨٠.

١٤١

السادس : محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد بن علي بن هلال عن محمد بن الربيع قال : قرأت على يوسف الأزرق حتى انتهيت في الزخرف (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) قال : يا محمد أمسك فأمسكت ، فقال يوسف : قرأت على الأعمش فلمّا انتهيت إلى هذه الآية قال : يا يوسف أتدري فيمن أنزلت؟ قلت : الله أعلم ، قال: نزلت في علي بن أبي طالب (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ) بعلي (مُنْتَقِمُونَ) محيت والله من القرآن ، واختلست والله من القرآن. (١)

السابع : الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : إني لأدناهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع بمنى فقال : لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفوني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه فقال : أو عليّ أو عليّ ثلاثا ، فرأينا أنّ جبرائيل عليه‌السلام غمزه فأنزل الله عزوجل (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعلي (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) ثم نزلت (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٢) (إِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٣).

ثم نزلت (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من أمر علي بن أبي طالب عليه‌السلام (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وإنّ عليا لعلم للساعة ولك ولقومك (وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عن محبة علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٤)

الثامن : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أوحى الله إلى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) إنك على ولاية علي ، وعلي هو الصراط المستقيم. (٥)

التاسع : محمد بن الحسن الصفار في بصار الدرجات عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن خالد بن ماد ومحمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام مثل الحديث السابق.(٦)

العاشر : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ٣١٣ / ح ٢٨١.

(٢) المؤمنون : ٩٣ ، ٩٤.

(٣) المؤمنون : ٩٥ ، ٩٦.

(٤) أمالي الطوسي ٣٦٣ / مجلس ١٣ / ح ١١.

(٥) أصول الكافي : ١ / ٤١٦ / ح ٢٤.

(٦) بصائر الدرجات ٩١ / ح ٧.

١٤٢

نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله حق إذا جاءنا يعني فلانا وفلانا يقول أحدهما لصاحبه حين يراه: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين.

فقال الله لنبيه : قل لفلان وفلان وأتباعهما : لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم ، إنكم في العذاب مشتركون ثم قال الله لنبيّه (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (١) يعني من فلان وفلان وأتباعهما ثم أوحى الله إلى نبيه (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) في علي (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٢) يعني إنك على ولاية علي ، وهو على الصراط المستقيم. (٣)

الحادي عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) قال في علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٤)

الثاني عشر : محمد بن العباس قال روى علي بن عبد الله عن إبراهيم محمد عن علي بن هلال عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) فقال : في علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٥)

__________________

(١) الزخرف : ٤٠ ، ٤١.

(٢) الزخرف : ٤٣.

(٣) تفسير القمي : ٢ / ٢٨٦.

(٤) بحار الأنوار ٢٤ / ٢٤ ح ٥٦.

(٥) بحار الأنوار ٣٢ / ١٥٤ ، البرهان ٤ / ١٤٥.

١٤٣

الباب الحادي والتسعون

في قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الفندجاني قال : حدّثنا هلال بن محمد الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال : حدّثنا أبي جعفر قال : حدّثنا أبي محمد بن علي الباقر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله في حجة الوداع ، وذكر حديثا تقدّم في الباب التاسع والثمانين وفي آخره : ثم نزلت (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) من أمر علي (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١) وانّ عليا لعلم للساعة (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عن علي بن أبي طالب. (٢)

الباب الثاني والتسعون

في قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (٣)

من طريق الخاصة وفيه أربعة عشر حديثا

الأول : محمد بن خالد البرقي عن الحسين بن يوسف عن أبيه عن ابني القاسم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال : قوله : ولقومك يعني عليا أمير المؤمنين ، وسوف تسألون عن ولايته. (٤)

الثاني : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثنا يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له قوله (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) فقال : الذكر القرآن ، ونحن وقومه ونحن مسئولون. (٥)

الثالث : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٦) قال

__________________

(١) الزخرف : ٤٣.

(٢) مناقب ابن المغازلي / ١٧٧ / ح ٣٢١.

(٣) الزخرف : ٤٤.

(٤) بحار الأنوار ٢٣ / ١٨٧ ح ٦١.

(٥) تفسير القمي : ٢ / ٢٨٦.

(٦) الأنبياء : ٧.

١٤٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الذكر أنا ، والأئمة عليهم‌السلام أهل الذكر ، وقوله عزوجل (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال أبو جعفر عليه‌السلام : نحن قومه ونحن المسئولون. (١)

الرابع : ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٢) قال : الذكر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن أهله المسئولون ، قال : قلت : قوله (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال : إيّانا عنى ، ونحن أهل الذكر ونحن المسئولون. (٣)

الخامس : ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (٤) فرسول الله الذكر ، وأهل بيته عليهم‌السلام المسئولون وهم أهل الذكر (٥).

السادس : ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال : الذكر القرآن ، ونحن قومه ونحن المسئولون. (٦)

السابع : محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله. (٧)

الثامن : ابن يعقوب عن محمد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال جلّ ذكره (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٨) قال : الكتاب الذكر ، وأهله آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمر الله عزوجل بسؤالهم ولم يأمر بسؤال الجهّال ، وسمّى الله عزوجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (٩) وقال عزوجل : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ). (١٠)

التاسع : محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن عمر بن يزيد

__________________

(١) الكافي ١ / ٢١٠ ح ١.

(٢) النحل : ٤٣.

(٣) الكافي ١ / ٢١٠ ح ٢.

(٤) الزخرف : ٤٣.

(٥) الكافي ١ / ٢١١ ح ٤.

(٦) الكافي ١ / ٢١١ ح ٥.

(٧) بصائر الدرجات ٤٠ / ١٣.

(٨) الأنبياء : ٧ أو النحل : ٤٣.

(٩) النحل : ٤٤.

(١٠) الكافي ١ / ٢٩٥ ح ٣.

١٤٥

قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: أهل بيته أهل الذكر وهم المسئولون. (١)

العاشر : الصفار عن يعقوب بن بزيد عن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال : إنما عنانا بها ، نحن أهل الذكر ونحن المسئولون. (٢)

الحادي عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن القاسم عن حسين بن نصر عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن علي عليه‌السلام قال : قوله عزوجل (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) فنحن قومه ونحن المسئولون. (٣)

الثاني عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن وسلام عن أحمد بن عبد الله عن أبيه عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قوله عزوجل (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قال : إيّانا عنى ، ونحن أهل الذكر ونحن المسئولون. (٤)

الثالث عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي قال : قوله عزوجل (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذكر ، وأهل بيته صلوات الله عليهم أهل الذكر وهم المسئولون.

أمر الله الناس أن يسألوهم فهم ولاة الناس وأولاهم بهم ، فليس يحل لأحد من الناس أن يأخذ هذا الحق الذي افترضه الله لهم (٥).

الرابع عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يوسف عن صفوان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له قوله عزوجل (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (٦) من هم؟ قال : نحن هم (٧).

__________________

(١) بصائر الدرجات ٣٧ / ٥.

(٢) بصائر الدرجات ٣٨ / ٨.

(٣) بحار الأنوار ٢٣ / ١٨٧ ح ٥٨.

(٤) تأويل الآيات : ٢ / ٥٦١ ح ٢٤ ، والكافي : ١ / ٢١٠ ح ٢ بسند مغاير.

(٥) بحار الأنوار ٢٣ / ١٨٧ ح ٥٩.

(٦) الزخرف : ٤٤.

(٧) بحار الأنوار ٢٣ / ١٨٧ ح ٦٠.

١٤٦

الباب الثالث والتسعون

في قوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (١)

من طريق العامة وفيه حديثان

الأول : أبو نعيم الأصفهاني الحافظ بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعني أبا جهل (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ذكر عليا عليه‌السلام وسلمان. (٢)

الثاني : أبو نعيم أيضا عن عمرو بن علي بن رفاعة قال : سمعت علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٣)

الباب الرابع والتسعون

في قوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا

وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ).

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث

الأول : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي وجعفر بن محمد بن مسرور وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنه قالوا : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري قال : حدّثنا أبي عن محمد بن الحسين بن زياد الزيات عن محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) فقال عليه‌السلام (الْعَصْرِ) عصر خروج القائم عليه‌السلام إنّ (الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعني أعداءنا (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بآياتنا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) يعني بمواساة الأخوان (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) يعني بالإمامة (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) يعني في الفترة. (٤)

__________________

(١) العصر : ١ ، ٢ ، ٣.

(٢) بحار الأنوار ٣٢ / ١٦٦ ح ١٥١.

(٣) بحار الأنوار ٣٢ / ١٦٦ ح ١٥١.

(٤) كمال الدين ٦٥٦ / ح ١.

١٤٧

الثاني : محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن القاسم بن سلمة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل عن عمران بن عبد الله المشرقاني عن عبد الله بن عبيد عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) قال : استثنى الله سبحانه أهل صفوته من خلقه حيث قال (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بولاية أمير المؤمنين علي عليه‌السلام (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي أدّوا الفرائض (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) أي بالولاية (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) أي وصّوا ذراريهم ومن خلّفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها. (١)

الثالث : علي بن إبراهيم قال : حدّثنا محمد بن جعفر قال : حدّثني يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) فقال : استثنى أهل صفوته من خلقه حيث قال (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) يقول : آمنوا بولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية ، وتواصوا بها وصبروا عليها. (٢)

__________________

(١) بحار الأنوار ٢٤ / ٢١٥ ح ٤.

(٢) تفسير القمي : ٢ / ٤٤١.

١٤٨

الباب الخامس والتسعون

في قوله تعالى (السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ). (١)

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الأول : إبراهيم بن محمد الحمويني بإسناده المتصل إلى سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل يذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام فضائله بمشهد جمع كثير من المهاجرين والأنصار ، ويناشدهم الإقرار بفضائله عليه‌السلام التي يذكرها إلى أن قال عليه‌السلام : فأنشدكم الله ، أتعلمون أنّ الله عزوجل فضّل في كتابه السابق على المسبوق؟ وفي غير آية وإني لم يسبقني إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد من الأمة ، قالوا : اللهم نعم ، فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٢) سئل عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله ، وعلي بن أبي طالب وصيّي أفضل الأوصياء ، قالوا : اللهم نعم (٣).

والحديث طويل تقدّم بسنده في الباب الثامن والخمسين (٤) من المقصد الأول وهو حديث حسن.

الثاني : ابن شهرآشوب من طريق العامة حيث قال : الروايات في أنّ عليا أوّل الناس إسلاما فقد صنّفت فيه كتب ، ثم روى عن مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عباس قال (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام سبق الناس كلهم بالإيمان ، وصلّى الى القبلتين ، وبايع البيعتين بيعة بدر وبيعة الرضوان ، وهاجر الهجرتين مع جعفر من مكة إلى الحبشة ومن الحبشة إلى المدينة ، قال ابن شهرآشوب : وروي عن جماعة من المفسرين أنها نزلت في علي(٥).

الثالث : أبو نعيم الأصفهاني في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (٦) ذكر عليا وسلمان. (٧)

__________________

(١) التوبة : ١٠٠.

(٢) الواقعة : ١٠ ، ١١.

(٣) فرائد السمطين : ١ / ٣١٢ باب ٥٨ ح ٢٥٠.

(٤) وهو الحديث الرابع.

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٩٠.

(٦) الواقعة : ١٠.

(٧) بحار الأنوار ٣٢ / ١٦٦ ح ١٥١.

١٤٩

الباب السادس والتسعون

في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ)

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث

الأول : الشيخ في مجالسه بإسناده إلى الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهم‌السلام في خطبة الحسن عليه‌السلام بعد صلحه لمعاوية ، قال الحسن عليه‌السلام في الخطبة ، وذكر فضائل أبيه عليه‌السلام إلى أن قال عليه‌السلام : ثم لم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كل موطن يقدّمه ولكل شديدة يرسله ثقة منه به وطمأنينة إليه لعلمه بنصيحته لله عزوجل ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنه أقرب المقربين من الله ورسوله ، وقد قال الله (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) فكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل وإلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقرب الأقربين وقد قال الله تعالى (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) (١) فأبي كان أول المسلمين إسلاما ، وأولهم إلى الله وإلى رسوله هجرة ولحوقا ، وأولهم على وجده ووسعة ونفقة.

قال سبحانه (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٢) فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إياهم للإيمان صلى‌الله‌عليه‌وآله بنبيّه ، وذلك أنه لم يسبقه إلى الإيمان أحد ، وقد قال الله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) فهو سابق جميع السابقين ، فكما أنّ الله عزوجل فضّل السابقين على المتخلفين والمتأخرين، وكذلك فضّل سابق السابقين على السابقين. (٣)

الثاني : علي بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية ثم استثنى عليه فقال (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) وهم النقباء أبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ومن آمن وصدّق وثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام. (٤)

الثالث : الشيباني في تفسير نهج البيان عن الصادق عليه‌السلام أنها نزلت في علي عليه‌السلام ومن تبعه من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم. (٥)

__________________

(١) الحديد : ١٠.

(٢) الحشر : ١٠.

(٣) أمالي الطوسي ٥٦٣ / مجلس ٢١ / ح ١.

(٤) تفسير القمي : ١ / ٣٠٣.

(٥) نهج البلاغة : ٣ / ٤٥.

١٥٠

الباب السابع والتسعون

في قوله تعالى (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ). (١)

من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث

الأول : الثعلبي في تفسيره قال : أخبرني أبو عبد الله ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي ، حدّثنا الحرب بن عبد الله الحارثي ، حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله تعالى (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٢) فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير من أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ، فذلك قوله تعالى (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣)(٤).

الثاني : الثعلبي قال : أخبرني أبو عبد الله ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي ، حدّثنا الحرث بن عبد الله الحارثي ، حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قسّم الخلق قسمين ، مثل الحديث السابق. (٥)

الثالث : الثعلبي يرفعه إلى عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله سبحانه وتعالى قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٦) فأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسم أثلاثا فجعلني في خيرها قسما ، فذلك قوله تعالى (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ

__________________

(١) الواقعة : ١٠ ، ١١.

(٢) الواقعة : ٢٧.

(٣) الاحزاب : ٣٣.

(٤) الدر المنثور ٥ / ١٩٩.

(٥) الدر المنثور : ٥ / ١٩٩.

(٦) الواقعة : ٢٧.

١٥١

السَّابِقُونَ) (١) فأنا من السابقين وأنا من خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢).

الرابع : الفقيه ابن المغازلي الشافعي في المناقب في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) يرفعه إلى ابن عباس قال : السابقون ثلاثة : سبق يوشع بن نون إلى موسى عليه‌السلام ، وسبق صاحب يس إلى عيسى ، وسبق علي إلى محمد وهو أفضلهم. (٣)

الخامس : أبو نعيم الحافظ عن رجاله مرفوعا إلى ابن عباس رضي الله عنه قال : سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٤)

السادس : أبو المؤيد موفق بن أحمد بإسناده إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون ، حدّثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر : أمّا علي فسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن تكون لي واحدة منهن فكان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده على منكب علي رضي الله عنه وقال له : يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأوّل المسلمين إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى. (٥)

السابع : موفق بن أحمد بإسناده إلى مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب. (٦)

الثامن : إبراهيم بن محمد الحمويني بإسناده إلى سليم بن قيس الهلالي في حديث المناشدة في فضائله بمشهد جماعة من المهاجرين والأنصار وقد تقدم عن قريب ، قال علي عليه‌السلام : فأنشدكم الله أتعلمون أنّ الله عزوجل فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وإني لم يسبقني إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد من هذه الأمة؟ قالوا : اللهم نعم ، فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) سئل عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله ، وعلي بن أبي طالب وصيّي وأفضل الأوصياء ، قالوا : اللهم نعم. (٧)

__________________

(١) الواقعة : ٨ ، ٩ ، ١٠.

(٢) العمدة عن الثعلبي : ٨ ـ ٩.

(٣) مناقب ابن المغازلي / ١٩٧ / ح ٣٦٥.

(٤) بحار الأنوار ٣١ / ٣٣٢ ح ٤.

(٥) المناقب ٥٥ / ح ١٩.

(٦) المناقب ٥٥ / ح ٢٠.

(٧) فرائد السمطين : ج ١ / ٣١٤.

١٥٢

الباب الثامن والتسعون

في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا

الأول : علي بن إبراهيم في تفسيره ، أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن الحسين بن علي العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أرسل إلى بلال فأمره أن ينادي بالصلاة قبل كل يوم في رجب لثلاث عشرة خلت منه ، قال : فلمّا نادى بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا وقالوا : رسول الله بين أظهرنا لم يغب عنا ولم يمت ، فاجتمعوا وحشدوا فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمشي حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادتيه ، وفي المسجد مكان يسمى السدة فسلّم ثم قال : هل تسمعون يا أهل السدة؟ فقالوا سمعنا وأطعنا ، فقال : هل تبلّغوه؟ قالوا : ضمنّا ذلك لك يا رسول الله ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبركم أنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما وذلك قوله (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (١) فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرها ثلثا وذلك قوله (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (٢) فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٣) فقبيلتي خير القبائل ، وأنا سيد ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا وذلك قوله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٤).

ألا وإنّ الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي وأنا سيد الثلاثة وأتقاهم لله ولا فخر ، اختارني وعليا وجعفرا ابني أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب كنّا رقودا بالأبطح ليس منّا إلّا مسجّى بثوبه على وجهه ، علي بن أبي طالب عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي فما نبهتني عن رقدتي

__________________

(١) الواقعة : ٢٧.

(٢) الواقعة : ٨ ، ٩ ، ١٠.

(٣) الحجرات : ١٣.

(٤) الاحزاب : ٣٣.

١٥٣

غير حفيف أجنحة الملائكة وبرد ذراع علي بن أبي طالب في صدري ، فانتبهت من رقدتي وجبرائيل في ثلاثة أملاك يقول له أحد الأملاك الثلاثة : إلى أي هؤلاء الاربعة أرسلت ، فرفسني برجله فقال : إلى هذا ، قال : ومن هذا؟ يستفهم فقال : هذا محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد النبيين: وهذا علي بن أبي طالب سيد الوصيين ، وهذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة ، وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء عليهم الصلاة والسلام. (١)

الثاني : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري قال : حدّثنا عمر بن محمد الوراق قال : حدّثنا علي بن عباس النخعي قال : حدّثنا حميد بن زياد قال : حدّثنا محمد بن تسنيم الوراق قال : حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدّثنا مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله عزوجل (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (٢) فقال : قال لي جبرائيل عليه‌السلام ذلك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة المقربون من الله بكرامته لهم(٣).

الثالث : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا جابر إنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف وهو قوله عزوجل (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٤) فالسابقون هم رسل الله وخاصته من خلقه ، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء ، وأيدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله عزوجل ، وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله ، وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزوجل ، وكرهوا معصيته ، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون ، وجعل في المؤمنين وأصحاب الميمنة روح الإيمان فبه خافوا الله ، وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا على طاعة الله ، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزوجل ، وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس ويجيئون (٥).

الرابع : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ٣٤.

(٢) الواقعة : ١٠ ، ١١ ، ١٢.

(٣) أمالي الطوسي ٧٢ / مجلس ٣ / ١٣ ح.

(٤) الواقعة : ٧ ، ٨ ، ٩ ، ١٠ ، ١١.

(٥) الكافي ١ / ٢٧٢ ح ١.

١٥٤

المؤمنين إنّ أناسا زعموا أنّ العبد لا يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ، ولا يأكل الربا وهو مؤمن ، ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن ، فقد ثقل عليّ هذا وجرح منه صدري حين أزعم أنّ العبد يصلي صلواتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه وقد خرج من الإيمان لأجل ذنب يسير أصابه ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : صدقت ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول والدليل عليه كتاب الله عزوجل خلق الله الناس على ثلاث طبقات ، وأنزلهم ثلاث منازل وذلك قول الله عزوجل في الكتاب أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة والسابقون السابقون.

فأما ما ذكره من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين ، جعل الله فيهم خمسة أرواح : روح القدس وروح الإيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن ، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وبها عملوا الأشياء ، وبروح الإيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا ، وبروح القوة جاهدوا عدوّهم وعالجوا معاشهم ، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء ، وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ، ثم قال الله عزوجل (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (١) ثم قال في جماعتهم : وأيّدهم بروح منه ، يقول : أكرمهم بها ففضّلهم على من سواهم ، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ، ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم ، ثم جعل الله فيهم أربعة أرواح : روح الإيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن ، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتى تأتي عليه حالات.

فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال : أما أولهنّ فهو كما قال الله عزوجل (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) (٢) فهذا ينتقص منه جميع الأرواح وليس يخرج من دين الله لأنّ الفاعل به ردّه إلى أرذل العمر ، فهو لا يعرف للصلاة وقتا ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار والقيام في الصف مع الناس ، فهذا نقصان من روح الإيمان وليس يضره شيء.

ومنهم من ينتقص منه روح القوة فلا يستطيع جهاد عدوه ولا يستطيع طلب المعيشة ، ومنهم من ينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يخر (٣) إليها ولم يقم ، وتبقى روح البدن فيه ، فهو يدبّ ويدرج حتى يأتيه ملك الموت ، فهذا الحال خير لأن الله عزوجل هو الفاعل به ،

__________________

(١) البقرة : ٢٥٣.

(٢) الحج : ٥.

(٣) في المصدر : يحن.

١٥٥

وقد يأتي عليه حالات في قوته وشبابه فيهمّ بالخطيئة فيشجعه روح القوة ويزين له روح الشهوة ويقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة فإذا لامسها نقص من الإيمان وتقضى منه ، فليس يعود فيه حتى يتوب ، فإذا تاب تاب الله عليه ، فإن عاد أدخله نار جهنم.

فأما أصحاب المشئمة فمنهم اليهود والنصارى ، يقول الله عزوجل (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) (١) يعرفون محمدا والولاية في التوراة والإنجيل (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) في منازلهم (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (٢) ، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الإيمان وأسكن أبدانهم ثلاثة أرواح : روح القوة وروح الشهوة وروح البدن ، ثم أضافهم إلى الأنعام فقال (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ) (٣) لأن الدابة إنما تعمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة وتسير بروح البدن ، فقال السائل : أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين. (٤)

الخامس : ابن بابويه بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله تعالى ذكره في (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٥) وأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ، ثم قسم القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا لقوله عزوجل (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (٦) وأنا من السابقين وأنا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله عزوجل (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٧) فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله جل ثناؤه ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قول الله عزوجل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٨) (٩).

السادس : محمد بن إبراهيم النعماني قال : أخبرنا علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل (السَّابِقُونَ

__________________

(١) البقرة : ١٤٦.

(٢) البقرة : ١٤٧.

(٣) الفرقان : ٤٤.

(٤) الكافي ٢ / ٢٨٣ ح ١٦.

(٥) الواقعة : ٢٧.

(٦) الواقعة : ٨ ، ٩ ، ١٠.

(٧) الحجرات : ١٣.

(٨) الاحزاب : ٣٣.

(٩) أمالي الصدوق : ٧٣ / ح ٩٩٩.

١٥٦

السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ).

قال : نطق الله بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة ، فقلت : فسّر لي ذلك فقال : إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا وقال لهم : ادخلوها ، فكان أول من دخلها محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمة إماما بعد إمام ، ثم اتبعهم شيعتهم ، فهم والله السابقون. (١)

السابع : الشيخ الطوسي في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال : حدّثنا محمد بن المفضل ابن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه‌السلام عن الحسن عليه‌السلام في حديث صلحه ومعاوية ، فقال الحسن عليه‌السلام في خطبة له : فصدّق أبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سابقا ووقاه بنفسه ، ثم لم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كلّ موطن يقدّمه ، ولكل شديدة يرسله ثقة منه به وطمأنينة إليه لعلمه بنصيحته لله عزوجل ورسوله وأنّه أقرب المقرّبين من الله ورسوله ، وقد قال الله (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) فكان أبي أسبق السابقين إلى الله عزوجل ، وإلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقرب الأقربين ... والخطبة طويلة. (٢)

الثامن : محمد بن العباس عن أحمد الكاتب عن حميد بن الربيع عن الحسين بن الحسن الأشعري عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عامر عن ابن عباس رحمه‌الله ، قال : سبق الناس ثلاثة : يوشع صاحب موسى عليه‌السلام إلى موسى عليه‌السلام ، وصاحب يس إلى عيسى عليه‌السلام ، وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو أفضلهم صلوات الله عليهم أجمعين. (٣)

التاسع : محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن الحسين بن علي المقرئ عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الجواني عن محمد بن عمرو الكوفي عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال : السبّاق ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون إلى موسى عليه‌السلام ، وحبيب صاحب يس إلى عيسى عليه‌السلام ، وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو أفضلهم صلوات الله عليهم أجمعين. (٤)

العاشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بإسناده عن سليمان بن قيس

__________________

(١) الغيبة ٩٠ / ٢٠.

(٢) أمالي الطوسي ٥٦٣ / مجلس ٢١ / ح ١.

(٣) بحار الأنوار ٣١ / ٣٣٢ ح ٥.

(٤) بحار الأنوار ٢٤ / ٨ ح ٢١.

١٥٧

عن الحسن في قوله عزوجل (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (١) قال : أبي سبق السابقين إلى الله عزوجل وإلى رسوله ، وأقرب المقربين إلى الله وإلى رسوله. (٢)

الحادي عشر : الطبرسي بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : السابقون أربعة : ابن آدم المقتول ، والسابق في أمّة موسى وهو مؤمن آل فرعون ، والسابق في أمة عيسى وهو حبيب النجار، والسابق في أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (٣)

__________________

(١) الواقعة : ١٠ ، ١١.

(٢) بحار الأنوار ٢٤ / ٨ ح ٢٢.

(٣) مجمع البيان ٩ : ٢١٥.

١٥٨

الباب التاسع والتسعون

في قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى

وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ). (١)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

الثعلبي قال : أخبرني أبو عبد الله ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك ، حدّثنا محمد ابن إبراهيم بن زياد الرازي ، حدّثنا الحرث بن عبد الله الحارثي ، حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله تعالى (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٢) فأنا خير أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا ، فذلك قوله تعالى (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) وأنا من السابقين ، وأنا من خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل وجعلني من خيرها قبيلة ، وذلك قوله عزوجل (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عزوجل ثناؤه ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا ، فذلك قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣) (٤).

__________________

(١) الحجرات : ١٣.

(٢) الواقعة : ٢٧.

(٣) الاحزاب : ٣٣.

(٤) الدر المنثور ٥ / ١٩٩.

١٥٩

الباب المائة

في قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى

وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ).

من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث

الأول : الشيخ الطوسي في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا محمد بن فيروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب قال : حدّثنا محمد بن الفضل بن مختار الباني ويعرف بفضلان صاحب الجار قال : حدّثني أبو الفضل بن مختار عن الحكم عن ظهير الفزاري الكوفي عن ثابت بن أبي صفية عن أبي حمزة الثمالي قال : حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة قال : حدّثني سلمان الفارسي رحمه‌الله ، قال دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قبض فيه ، فجلست بين يديه وسألته عما يجد وقمت لأخرج ، فقال لي : اجلس يا سلمان فسيشهدك الله عزوجل أمرا إنه لمن خير الأمور ، فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته ورجال من أصحابه ، ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل ، فلمّا رأت ما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدّها ، فأبصر ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما يبكيك يا بنيّة أقر الله عينيك ولا أبكاك؟

قالت : وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف؟ قال لها : يا فاطمة توكلي على الله واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء وأمهاتك من أزواجهم ، ألا أبشّرك يا فاطمة؟

قالت : بلى يا نبي الله ، أو قالت : يا أبت ، فقال : أما علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا وبعثه إلى كافة الخلق رسولا ، ثم اختار عليا فأمرني فزوّجتك إيّاه واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا ، يا فاطمة إنّ عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا ، وأقدمهم سلما وأعظمهم علما وأحلمهم حلما ، وأثبتهم في الميزان قدرا ، فاستبشرت فاطمة عليها‌السلام فأقبل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هل سررتك يا فاطمة؟ قالت : نعم يا أبت ، قال : أفلا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله؟

قالت : بلى يا نبي الله.

١٦٠