غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

١

٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

فصل يشتمل على أبواب

في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وفضل أهل البيت :

من طريق العامّة والخاصّة والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب

الباب الأوّل : في أن عليّا عليه‌السلام خير الخلق بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخير البرية والمختار بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخير البشر وخير العرب وخير الأمّة وفيه ثلاثة وعشرون حديثا.

الأوّل : أبو المؤيد صدر الأئمّة عند العامّة موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام قال : أنبأني أبي العلاء الحسن بن أحمد المقرئ ، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، حدّثنا الحسن بن عليّ الاهوازي ، حدّثنا معمر بن سهل ، حدّثنا أبو سمرة أحمد بن سالم عن شريك بن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «عليّ خير البرية». (١)

الثاني : موفّق بن أحمد هذا قال : أنبأني سيّد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان ، أخبرنا عبدوس ابن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدّثنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد البزاز ببغداد ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمّد الضبي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ أن محمّد ابن أحمد القطواني حدّثهم قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال كنا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فاقبل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم‌السلام «قد أتاكم أخي ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده وقال والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثمّ قال إنّه أولكم ايمانا معي وأوفاكم بعهد الله تعالى وأقومكم بامر الله وأعدلكم في الرعيّة وأقسمكم بالسوية واعظمكم عند الله مزية

__________________

(١) مناقب الخوارزمي : ١١١ / ١١٩ وفيه : خير البرية عليّ.

٥

قال ونزلت فيه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (١)» قال وكان أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل قالوا قد جاء خير البريّة. (٢)

الثالث : موفّق بن أحمد هذا قال : أخبرني شهردار هذا اجازة ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله هذا كتابة ، حدّثنا أبو منصور ، حدّثنا على ، حدّثنا قاسم بن إبراهيم ، حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمّد ، حدّثنا عليّ بن هاشم عن مطير بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول : «أن أخي ووزيري وخير من اخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه». (٣)

الرابع : موفّق بن أحمد قال : أخبرني شهردار هذا إجازة ، أخبرنا عبدوس هذا كتابة ، أخبرنا أبو طالب ، حدّثنا ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم ، حدّثنا عمران بن عبد الرحيم ، حدّثنا أبو الصلت الهروي ، حدّثنا حسين بن حسن الأشقر ، حدّثنا قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيّوب أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مرض مرضة فأتته فاطمة تعوده فلمّا رأت ما برسول الله من الجهد والضعف استعبرت فبكت حتّى سالت دموعها على خديها فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة إن لكرامة الله تعالى إيّاك زوجك من هو اقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما إنّ الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا ثمّ اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحى الله إليّ أن ازوجه ايّاك واتخذه وصيّا». (٤)

الخامس : إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين : انبأني الشيخ تاج الدين عليّ بن الحبّ بن عبد الله الخازن شفاها ببغداد ، أنبأنا الشيخ أبو أحمد عبد الوهاب بن عليّ بن سكينة إجازة قال : أنبأنا شيخ الإسلام محمّد بن حمويه إجازة قال : أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز عن الشيخ الحافظ أبي بكر أحمد بن محمّد بن عليّ بن ثابت الخطيب بإسناده عن ذر عن محمّد بن كثير بن عليّ بن أبي إسحاق القرشي الكوفي عن الأعمش عن محمّد بن ثابت عن ذر عن عبد الله ابن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من لم يقل عليّ خير البشر فقد كفر». (٥)

السادس : أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال : أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي قال : حدّثنا أبو الفتح محمّد بن الحسن البغدادي حدّثهم قال : قرئ على أبي محمّد جعفر بن نصير الخلدي وأنا أسمع قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان

__________________

(١) البيّنة : ٧.

(٢) مناقب الخوارزمي : ١١١ / ١٢٠.

(٣) مناقب الخوارزمي : ١١٢ / ١٢١.

(٤) مناقب الخوارزمي : ١١٢ / ١٢٢.

(٥) فرائد السمطين : ١٥٤ / ١١٦ ـ ١١٨.

٦

قال : حدّثنا محمّد بن مرزوق قال : حدّثنا الحسين الاشقر عن قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيّوب الأنصاري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة عليها‌السلام تعوده وهو ناقه من مرضه فلمّا رأت ما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّى جرت دمعتها فقال لها : «يا فاطمة إن الله عزوجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطلع إليها الثانية فاختار منها بعلك فأوحى إليّ فأنكحته واتخذته وصيّا أما علمت يا فاطمة أن لكرامة الله إيّاك زوجك أعظمهم حلما وأقدمهم سلما وأعلمهم علما ـ فسرت بذلك فاطمة عليها‌السلام واستبشرت ثمّ قال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يا فاطمة وله ثمانية اضراس ثواقب : إيمان بالله وبرسوله وحكمته وتزويجه فاطمة وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقضاؤه بكتاب الله عزوجل ، يا فاطمة إنّا أهل البيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا الآخرين قبلنا أو قال الأنبياء ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمك ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر عمك ومنا سبطا هذه الأمّة وهما ابناك والذي نفسي بيده منا مهدي هذه الأمّة». (١)

السابع : موفق بن أحمد بإسناده عن زادان عن عبد الله قال قرأت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. (٢)

الثامن : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا محمّد قال : حدّثنا بهلول عن معروف الشامي قال : حدّثنا موسى بن عبيدة الزهري عن عمر بن عبد العزيز الزهري (٣) عن أبي سلمة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قال لي جبرائيل يا محمّد قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد انسانا خيرا من بني هاشم». (٤)

التاسع : إبراهيم بن محمّد الحمويني : أنبأني الشيخ الإمام أبو عمر بن الموفّق الأذكاني بقراءتي عليه في صفر سنة أربع وستين وستمائة بأسفرايين وساق سنده إلى عليّ بن الهلالي عن أبيه قال دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في الحالة التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتّى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طرفه إليها فقال : «حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك فقالت اخشى الضيعة من بعدك فقال : يا حبيبتي أما علمت أن الله عزوجل اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ٨١ / ح ١٤٤.

(٢) مناقب الخوارزمي : ٩٣ / ٩٠.

(٣) في المصدر : عمرو بن عبد الله الزهري.

(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٢٨ / ح ١٠٧٣ ، وفيه : فلم أجد ولد أب خيرا من بني هاشم.

٧

وبعثه برسالته ، ثمّ اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إليّ أن أنكحك اياه يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عزوجل خصال لم يعطها أحد قبلنا ولا يعطى أحدا بعدنا ، أنا خاتم النبيّين وأكرم النبيين على الله عزوجل وأحب المخلوقين إلى الله عزوجل ، وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله عزوجل وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله عزوجل وهو حمزة بن عبد المطلب عمّ أبيك وعم بعلك ، ومنّا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ومنا سبطا هذه الأمّة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما ، يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتعطلت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يرحم كبيرا فيبعث الله عزوجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالسيف في آخر الزمان كما قمت في أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ، يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإنّ الله عزوجل أرحم بك وأرأف عليك منّي وذلك لمكانك وموقعك من قلبي قد زوجك الله زوجا وهو أعظمهم حسبا وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعيّة وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربّي عزوجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي ، قال عليّ صلوات الله عليه وسلامه فلمّا قبض رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لم تبق فاطمة بعده إلّا خمسة وسبعين يوما حتّى ألحقها الله به عليهما‌السلام». (١)

العاشر : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من علماء المعتزلة قال : إن عليّا عليه‌السلام أفضل البشر بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحق بالخلافة من جميع المسلمين ـ ثمّ قال ـ ابن أبي الحديد في مسند أحمد بن حنبل رضى الله عنه : عن مسروق قال : قالت لي عائشة رضي الله عنها : إنك من ولدي ومن أحبهم إليّ فهل عندكم علم من المخدج؟ فقلت : نعم قتله عليّ بن أبي طالب على نهر يقال لأعلاه بامرا ولأسفله النهروان بين الحاقبة وطرفها قالت : أبغي على ذلك بينة رجالا شهدوا عندها بذلك قال : فقلت لها سألتك بصاحب القبر ما الذي سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم؟ فقالت نعم سمعته يقول : أنّهم شرّ الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة ـ وقال ـ ابن أبي الحديد روى سلمة بن كهيل قال : دخلت أنا وزبيد اليامي على امرأة مسروق فحدّثتنا قالت : كان مسروق والأسود بن يزيد يفرطان في سبّ عليّعليه‌السلام ما مات مسروق حتّى سمعته يصلّي عليه وأمّا الأسود فمضى لشأنه قال : فسألناها لم ذلك قال : شيء سمعه من عائشة ترويه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيمن أصاب الخوارج (٢).

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ٨٤ / ح ٤٠٣.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٩٦.

٨

الحادي عشر : ابن أبي الحديد في الشرح قال في الخبر المشهور من رواية الكلبي : أنّ رجلا قال لعمر بن عبد العزيز يا أمير المؤمنين انشدتك بالله ألم تعلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة عليها‌السلام وهو عندها في بيتها عائد لها : «ما علتك»؟

قال : «الوعك يا أبتاه» ، وكان عليّ رضي الله عنه غائبا في بعض حوائج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقال لها : أتشتهين شيئا؟

قالت : اشتهي عنبا وأنا أعلم أنّه عزيز وليس وقت عنب.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله قادر على أن يجئنا به ، ثمّ قال : اللهم آتنا به مع أفضل أمّتي عندك منزلة فطرق عليّ الباب ودخل معه مكتل قد القى طرف ردائه عليه ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هذا يا عليّ؟

قال : عنب التمسته لفاطمة.

فقال : الله أكبر الله أكبر اللهمّ كما سررتني بأن خصّصت عليّا بدعوتي فاجعل فيه شفاء ابنتي ، ثمّ قال : كلي على اسم الله يا بنيّة ، فأكلت وما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى استقلّت وبرئت ، فقال عمر: صدقت وبررت أشهد لقد سمعته ووعيته (١).

الثاني عشر : ابن بابويه من طريق العامة قال : أخبرني يعقوب بن يوسف الفقيه شيخ لأهل الرأي قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار البغدادي قال : حدّثنا أبي عن الأعمش عن عطا قال : سألت عائشة عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقالت : «ذاك خير البشر ولا يشك فيه إلّا كافر». (٢)

الثالث عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب قال : أخبرنا عبد الرّحمن الحنطي قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الاودي قال : حدّثنا حسن بن حسين العرني قال : حدّثنا إبراهيم بن يوسف عن شريك عن منصور عن ربعي عن حذيفة إنّه سئل عن عليّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال «ذلك خير البشر ولا يشك فيه إلّا منافق» (٣).

الرابع عشر : أبو الحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة في مناقب أمير المؤمنين والأئمّة من ولده قال : فأوّل منقبة ما حدّثني بها الحسين بن سختويه بالكوفة في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بإسناده عن حبة العرني عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا سيّد الأولين والآخرين وأنت يا عليّ سيّد الخلائق بعدي». (٤)

الخامس عشر : ابن شاذان هذا من المائة بإسناده عن أبي معاوية قال : قال لي الأعمش يا أبا

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٢٥.

(٢) أمالي الصدوق : ١٣٥ / ١٣٠ ، بحار الأنوار : ٣٨ / ٥ / ٧.

(٣) أمالي الصدوق : ١٣٥ / ١٣١ ، بحار الأنوار : ٣٨ / ٥ / ٨.

(٤) المائة منقبة : ١٨ ، بحار الأنوار : ٢٥ / ٣٦٠ / ١٧.

٩

معاوية ألا أخبرك حديثا لا تختار عليه قلت بلى فديتك قال : حدّثني أبو وائل ولم يسمعه منه أحد غيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال لي جبرئيل يا محمّد عليّ خير البشر ومن أبى فقد كفر». (١)

السادس عشر : ابن شاذان هذا بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «خير هذه الأمّة من بعدي عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن قال غير هذا فعليه لعنة الله». (٢)

السابع عشر : ابن شاذان هذا بالإسناد عن الرضا عليه‌السلام عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين الشهيد قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : يا عليّ أنت خير البشر لا يشك فيك إلّا كافر». (٣)

الثامن عشر : ابن شاذان هذا بحذف الإسناد عن سعيد بن جنادة يذكر أنّه سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «إن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام سيّد العرب» فقيل له أنت سيّد العرب فقال : «أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب من أحبه وتولّاه أحبّه الله وهداه ، ومن أبغضه وعاداه اصمه الله وأعماه ، عليّ حقه كحقي وطاعته كطاعتي غير إنّه لا نبيّ بعدي ، من فارقه فارقني ومن فارقني فارق الله تعالى : أنا مدينة الحكمة وهي الجنّة وعليّ بابها فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنّة إلّا من بابها عليّ خير البشر من أبى فقد كفر» (٤).

التاسع عشر : أبو نعيم الأصفهاني بالإسناد عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من سيّد العرب؟ فقال : «أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب» صلّى الله عليهما وآلهما(٥).

العشرون : كتاب الصراط المستقيم عن جماعة من العامّة قال : روي عن عائشة وقيس بن حازم والأصفهاني والشيرازي وابن مردويه والخوارزمي وابن حنبل والبلاذري وابن عبدوس والطبراني «أن عليّا خير البشر من أبى فقد كفر وخير البرية وخير الخليقة وخير من أخلف وخير الناس» (٦).

الحادي والعشرون : ابن أبي الحديد في الشرح قال في كتاب صفين للمدائني عن مسروق أن عائشة قالت له لمّا عرفت من قتل ذي الثدية : لعن الله عمرو بن العاص فإنّه كتب إليّ يخبرني أنّه قتله بالاسكندرية إلّا أنّه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سمعته

__________________

(١) المائة منقبة : ١٢٩ ، بحار الأنوار : ٢٦ / ٣٠٦ / ٦٦.

(٢) المائة منقبة : ١٢٦ ، كنز الفوائد : ١ / ٦٣ ، بحار الأنوار : ٢٧ / ٢٢٨ / ٣١.

(٣) المائة منقبة : ١٣٥ ، بحار الأنوار : ٢٦ / ٣٠٦ / ٦٧.

(٤) المائة منقبة : ١٧٠ ، أمالي الطوسي : ٢ / ٤٥ / ٢١ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٢٠٠ / ٢.

(٥) أنظر أحاديث سيّد العرب في : شرح النهج لابن أبي الحديد : ٩ / ١٧٠ ، كنز العمال : ١١ / ٦١٨ وما بعدها ، المستدرك : ٣ / ١٢٤.

(٦) الصراط المستقيم : ٣ / ١٤٣.

١٠

يقول : «يقتله خير الناس من بعدي». (١)

الثاني والعشرون : ابن أبي الحديد في الشرح قال : روى مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي عن ابن أبي سيف قال : خطب مروان والحسن عليه‌السلام جالس فنال من عليّ عليه‌السلام فقال الحسن عليه‌السلام : «ويلك يا مروان هذا الذي تشتم شر الناس» قال : لا ولكنه خير الناس. (٢)

الثالث والعشرون : ابن أبي الحديد قال شيخنا أبو جعفر الاسكافي : قد روى محمّد بن عبيد الله ابن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال : أتيت أبا ذر في الربذة أودّعه فلمّا اردت الانصراف قال لي ولا ناس معي ستكون فتنة فاتقوا الله وعليكم بالشيخ عليّ بن أبي طالب فاتبعوه فاني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول له : «أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الاكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين وأنت أخي ووزيري وخير من اترك بعدي تقضي ديني وتنجز موعودي» (٣).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٦٨ ، وفيه أمتي بدل الناس.

(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٠.

(٣) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٦.

١١

الباب الثاني

في أن عليّا عليه‌السلام خير الخلق بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخير البرية

والمختار بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخير البشر وخير العرب وخير الأمّة

وخير الوصيّين وأن الأئمّة بعد عليّ خير الخلق

من طريق الخاصّة وفيه عشرون حديثا.

الأول : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال : حدّثني أبو الفضل العبّاس بن عبد الله البخاري قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر قال : حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي عن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما خلق الله خلقا أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي قال عليّ عليه‌السلام فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله يا عليّ إن الله تبارك وتعالى فضل انبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمة من بعدك ، فإن الملائكة لخدّامنا وخدّام محبينا ، يا عليّ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ، يا عليّ لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوّى ولا الجنّة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ، وكيف لا تكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عزوجل خلق أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده ، ثمّ خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنّا خلق مخلوقون وإنّه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلمّا شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا الله وإنّا عبيد ولسنا بآلهة نحب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلّا ، الله فلمّا شاهدوا كبر محلّنا اكبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من ينال عظم المحل إلّا به ، فلمّا شاهدوا ما جعله الله لنا من العز والقوّة قلنا ، لا حول ولا قوّة إلّا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلّا بالله ، فلمّا شاهدوا ما أنعم

١٢

الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا : الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته فقالت الملائكة : الحمد لله فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده ، ثمّ إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فاودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما له واكراما وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون وأنّه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرائيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ثمّ قال : تقدّم يا محمّد فقلت له : يا جبرائيل تقدّم عليك فقال : نعم إن الله تبارك وتعالى فضل انبياءه على ملائكته اجمعين وفضلك خاصة فتقدّمت فصلّيت بهم ولا فخر ، فلمّا انتهيت إلى حجب النور قال جبرائيل ، تقدّم يا محمّد وتخلف عنّي فقلت يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال : يا محمّد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عزوجل فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزتها احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربّي جل جلاله ، فزج بي في النور زجة حتّى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علوه فنوديت يا محمّد أنت عبدي وأنا ربّك فإياي فاعبد وعليّ فتوكّل وإنّك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي لك ومن اتبعك تخلقت جنتي ولمن خالقك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي ، فقلت : يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمّد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدي ربّي جلّ جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كلّ نور سطر اخضر عليه اسم وصيّ من أوصيائي أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم مهدي امتي فقلت يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمّد هؤلاء أوليائي وأحبائي واصفيائي وحججي بعدك ، على بريق وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلينّ بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأمكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الاسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتّى تعلو دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثمّ لأديمنّ ملكه ولأدولنّ الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة». (١)

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن آبان بن أبي عياش عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان الفارسي يقول كنت جالسا

__________________

(١) علل الشرائع : ١ / ٥ / ١.

١٣

بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضته الذي توفّى فيها فدخلت فاطمة عليها‌السلام ورأيت ما بأبيها من الضعف بكت حتّى جرت دمعتها على خديها فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «وما يبكيك يا فاطمة قالت : يا رسول الله اخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك فاغرورقت عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالبكاء ثمّ قال : يا فاطمة ما علمت إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإنّه ختم الفناء على جميع خلقه ، وإن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه ثمّ اطلع اطلاعة ثانية واختار زوجك فأوحى الله إليّ أن أزوجك إيّاه وأن أتخذه وليا ووزيرا وأن اجعله خليفتي في أمّتي ، فابوك خير أنبياء الله ورسله وبعلك خير الأوصياء وانت أول من يلحق بي من أهلي ، ثمّ اطلع إلى الأرض ثالثة فاختارك وولدك فأنت خير نساء أهل الجنّة وابناك حسن وحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأنا وبعلك وأوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هاديون مهديون أول الأوصياء بعدي أخي ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ تسعة من ولد الحسين في درجتي وليس في الجنّة درجة أقرب إلى الله من درجتي ودرجة أخي.

أما تعلمين يا بني أن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي وخير أهل بيتي وأقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما ، فاستبشرت فاطمة عليها‌السلام وفرحت بما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال : يا بنيّة إن لبعلك مناقب إيمانه بالله ورسوله قبل كلّ أحد لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي وعلمه بكتاب الله عزوجل وسنّتي فليس أحد من أمّتي يعلم جميع علمي غير عليّ عليه‌السلام وأن الله عزوجل علّمه علما لا يعلّمه غيره وعلّم ملائكته ورسله علما فكلّما علمه ملائكته ورسله فأنا أعلمه وأمرني الله أن أعلّمه ايّاه فقلت : فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي وفهمي وحكمي غيره وإنّك يا بنيّة زوجته وابناه سبطاي حسن وحسين وهما سبطا أمّتي وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، فإن الله آتاه الحكمة وفصل الخطاب.

يا بنتي إنّا أهل بيت أعطانا الله ستّ خصال لم يعطها أحد من الأوّلين كان قبلكم ولا أحدا من الآخرين غيرنا : نبيّنا سيّد الأنبياء وهو أبوك ووصيّنا سيّد الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا سيّد الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك قالت : يا رسول الله هو سيّد الشهداء الذين قتلوا معك. قال : لا بل سيّد الشهداء الأوّلين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنّة مع الملائكة وابناك حسن وحسين سبطا أمّتي وسيّدا شباب أهل الجنّة منّا ، والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمّة الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قالت : وأيّ هؤلاء الذين سمّيتهم أفضل قال : عليّ بعدي أفضل أمّتي وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد

١٤

عليّ وبعدك وبعد ابنيّ وسبطيّ حسن وحسين وبعد الأوصياء من ولد ابنيّ هذا وأشار بيده إلى الحسين منهم المهدي ، وإنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ثمّ نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إليها وإلى بعلها وإلى ابنيها فقال : يا سلمان أشهد الله إنّي سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم ، أمّا إنّهم في الجنّة معي ثمّ أقبل على عليّ فقال : يا أخي أنت سيفي بعدي وستلقى من قريش شدّة من تظاهرهم عليك وظلمهم فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك فإنّ لم تجد أعوانا فأصبر وكفّ يدك ولا تلق بها إلى التهلكة فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون اسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه فأصبر لظلم قريش وتظاهرهم عليك فإنّك بمنزلة هارون ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه ، يا عليّ إن الله تبارك وتعالى قد قضى الفرقة والاختلاف على هذه الامّة فلو شاء الله لجمعهم على الهدى حتّى لا يختلف اثنان من هذه الأمّة ولا ينازع في شيء أمره ولا يجحد المفضول لذوي الفضل فضله ، ولو شاء الله لعجل النقمة وكان منه التغيير حتّى يكذّب الظالم ويعلم الحق إلى مصيره ولكنّه جعل الدنيا دار الأعمار وجعل الآخرة دار القرار ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى فقال عليه‌السلام: الحمد لله شكرا على نعمائه وصبرا على بلائه» (١).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ذات يوم في منزل أمّ إبراهيم وعنده نفر من أصحابه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فلمّا بصر به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يا معشر الناس أقبل إليكم خير الناس بعدي وهو مولاكم طاعته مفروضة كطاعتي ومعصيته محرمة كمعصيتي ، معاشر الناس أنا دار الحكمة وعليّ مفتاحها ولن يوصل إلى الدار إلّا بالمفتاح وكذب من زعم أنّه يحبني ويبغض عليّا» (٢).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الصيرفي وكان من أصحاب الحديث قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن العبّاس بن بشام مولى بني هاشم قال : حدّثنا محمّد بن يونس البصري قال : حدّثنا أبو بكير النخعي عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «عليّ بن أبي طالب خير البشر ومن أبى فقد كفر» (٣).

__________________

(١) كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٣ / ١٠.

(٢) أمالي الصدوق : ٤٣٤ / ٥٧٤ ، وبحار الأنوار : ٣٨ / ١٠٢ ح ٢٤.

(٣) أمالي الصدوق : ١٣٥ ح ١٣٢ ، وبحار الأنوار : ٣٨ / ٦ ح ٩.

١٥

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمّد بن يحيى السندي عن عليّ بن السندي عن عليّ بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير المكي قال : رأيت جابرا متوكّئا على عصا وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول : عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر ، يا معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم على حبّ عليّ فمن أبى فانظروا في شأنه أمّه (١).

السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدّثني أبو محمّد الحسن ابن عبد الله بن محمّد بن عليّ بن العبّاس الرازي قال : حدّثنا أبي عبد الله بن محمّد بن عليّ بن العباس بن هارون التميمي قال : حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : حدّثني أبي موسى ابن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي محمد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ ابن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثني أخي الحسن بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت خير البشر ولا يشك فيه إلّا كافر» (٢).

السابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثني أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا عبد الله بن صالح بن سلمة النّصيبي قال : حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاقبل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : «هذا سيّد العرب» قلت يا رسول الله الست سيّد العرب قال : «أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب» فقلت : وما السيد؟ قال : «من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي» (٣).

الثامن : الشيخ في مجالسه بإسناده عن أحمد بن رزق عن يحيى بن العلاء الرازي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «دخل عليّ عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في بيت أمّ سلمة فلمّا رآه قال كيف أنت يا عليّ إذا اجتمعت الامم ووضعت الموازين وبرز لعرض خلقه ودعي الناس إلى ما لا بدّ منه ، قال : فدمعت عين أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يبكيك يا عليّ تدعى والله أنت وشيعتك غرا محجلين رواء مرويين مبيضة وجوهكم ويدعى بعدوك مسودة وجوههم اشقياء معذبين أما سمعت قول الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) وكذبوا بآياتنا (أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) عدوّك يا عليّ» (٤).

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٣٦ ح ١٣٣ ، وعلل الشرائع : ١٤٢ ح ٤ ، والبحار : ٣٩ / ٢٠٠ ح ١٠٨.

(٢) أمالي الصدوق : ١٣٦ ح ١٣٤.

(٣) المصدر السابق : ٩٣ ح ٧١.

(٤) أمالي الصدوق : ٦٧١ ح ١٤١٤.

١٦

التاسع : الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص يرفعه إلى عليّ بن سويد الثاني عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام قال : «ما خلق الله خلقا أفضل من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا خلق خلقا بعد محمّد أفضل من عليّعليه‌السلام» (١).

العاشر : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله قال : حدّثنا أبو نصر محمّد بن الحسين البصير السهروردي قال : حدّثنا الحسين بن محمّد الأسدي قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمّدي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني قال : حدّثنا محمّد بن مروان قال : حدّثني جويبر بن سعد عن الضّحاك بن مزاحم قال : سمعت عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يقول : «اتاني أبو بكر وعمر فقالا لو أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت له فاطمة قال فأتيته فلمّا رآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضحك ثمّ قال : ما جاء بك يا أبا الحسن وما حاجتك؟ قال : فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي فقال : يا عليّ صدقت فأنت أفضل ممّا تذكر ، فقلت يا رسول الله فاطمة تزوجنيها فقال : يا عليّ إنّه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها ورأيت الكراهة في وجهها ولكن على رسلك حتّى أخرج إليك ، فدخل عليها فقامت إليه فأخذت ردائه ونزعت نعليه واتته بالوضوء فوضأته وغسلت رجليه ثمّ قعدت فقال لها يا فاطمة فقالت : لبيك لبيك ما حاجتك يا رسول الله فقال : إن عليّ بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإني قد سألت ربّي أن يزوجك خير خلقه وأحبّهم إليه وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين ، فسكتت ولم تول وجهها عنه ولم ير فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كراهة ، فقام وهو يقول الله أكبر سكوتها اقرارها فأتاه جبرائيل عليه‌السلام فقال : يا محمّد زوّجها عليّ بن أبي طالب فإن الله قد رضيها له ورضيه لها.

قال : فزوّجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ أتاني فأخذ بيدي فقال : قم بسم الله وقل : على بركة الله وما شاء الله لا قوّة إلّا بالله توكّلت على الله ثمّ جاءني حتّى أقعدني عندها عليها‌السلام ثمّ قال اللهمّ انّهما أحبّ خلقك إليّ فاحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا وإنّي أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم (٢).

الحادي عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعاني قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن سليمان بن الفضل قال : حدّثنا داود بن رشده قال : حدّثني محمّد بن إسحاق الثّعلبي الموصلي أبو نوفل قال : سمعت جعفر بن

__________________

(١) الاختصاص : ١٨ ط. جامعة المدرسين.

(٢) أمالي الطوسي : ٤٠ ح ٤٤ المجلس الثاني ح ١٣.

١٧

محمّد عليه‌السلام يقول : «نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من أمّة نبيّه» (١).

الثاني عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي عن سعد بن الله بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن العرزمي قال : حدّثنا المعلى بن هلال عن الكلبيّ عن أبي صالح عن عبد الله بن العبّاس قال : قلت يا رسول الله : أوصني فقال : «عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب والذي بعثني بالحق نبيّا لا يقبل الله من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب وهو تعالى أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثمّ أمر به إلى النار.

يا ابن عبّاس والّذي بعثني بالحق نبيا إنّ النار لأشدّ غضبا على مبغض عليّ منها على من زعم أن لله ولدا ، يا ابن عبّاس لو أن الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنّار.

قلت : يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟

قال : يا ابن عبّاس نعم يبغضه قوم يذكرون انّهم من أمّتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا ، يا ابن عبّاس إنّ من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه والذي بعثني بالحق نبيّا ما بعث الله نبيّا أكرم عليه منّي ولا وصيّا أكرم عليه من وصيّي عليّ» قال ابن عباس : فلم ازل كما أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووصاني بمودّته وإنّه لأكبر عملي عندي (٢).

الثالث عشر : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطّبري الحسني رحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد بن الفضل بن حاتم المعروف بابي بكر النجار الطبري الفقيه قال : حدّثنا محمّد بن عبد الحميد قال : حدّثنا داهر ابن محمّد بن يحيى الأحمري قال : حدّثنا المنذر بن الزبير عن أبي ذر الغفاري رحمه‌الله قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تضادّوا بعليّ أحدا فتكفروا ، ولا تفضّلوا عليه أحدا فترتدّوا» (٣).

الرابع عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال : حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوزاميني قال : حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي قال : حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشهاب الصيرفي مولى بني هاشم قال : حدّثنا سعيد الاعرج قال : دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبد الله جعفر بن

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٧٨ ح ١١٣ مجلس ٢ ح ٢٢.

(٢) أمالي الطوسي : ١٠٦ ، ح ١٦١.

(٣) أمالي الطوسي : ١٥٤ ح ٢٥٥.

١٨

محمّد عليه‌السلام فابتدأني فقال : «يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يؤخذ به وما نهى عنه ينتهى عنه جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولرسوله الفضل على جميع من خلق الله» (١).

الخامس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن محمّد بن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن عمر ابن أبي سلمة عن أمّ سلمة قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغرّ المحجّلين يوم القيامة» (٢).

السادس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا عبد الله بن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال : حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أنا سيّد الأولين والآخرين وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين وهو أخي ووارثي وخليفتي على أمّتي ولايته فريضة واتباعه فضيلة ومحبته إلى الله وسيلة فحزبه حزب الله وشيعته انصار الله وأوليائه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله وإمام المسلمين ووليّ المؤمنين وأميرهم بعدي» (٣).

السابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ؛ حدّثنا عليّ بن إبراهيم ابن هاشم عن جعفر بن سلمة الاهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : أخبرني محمّد بن عليّ قال : أخبرنا العبّاس بن عبد الله عن عبد الرحمن بن الاسود عن عبد الرّحمن بن مسعود قال : قال عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أحبّ أهل بيتي إليّ وأفضل من أترك بعدي عليّ بن أبي طالب» (٤).

الثامن عشر : ابن بابويه بهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمّد الثّقفي قال : حدّثنا الحكم بن سليمان قال : حدّثنا عليّ بن هاشم عن عمرو بن حريث الأشجعي عن بردة بن عبد الرّحمن عن أبي الخليل عن سلمان ؛ قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند الموت فقال : «عليّ بن أبي طالب أفضل من تركت بعدي» (٥).

التاسع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد الصّانع ؛ قال : حدّثنا أبو حاتم محمّد بن

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٠٦ ح ٣٥٢ ، وللحديث تتمة اختصرها البحراني.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٤٧.

(٣) أمالي الصدوق : ٣٤٧ ، والبحار : ٣٨ / ١٠٧.

(٤) أمالي الصدوق : ٢٨٥ ، والبحار : ٣٨ / ١٦.

(٥) المصدر السابق.

١٩

عيسى بن محمّد الوسقندي قال : أخبرنا أبي قال : حدّثنا إبراهيم ديزيل قال : حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمّد قال : حدّثنا عليّ بن هاشم عن مطير بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول أن سلمان الفارسي سمع نبي الله يقول : «إنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

العشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي ؛ قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب قال : حدّثني أحمد بن عليّ الأصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد عن حمّاد بن زيد عن عبد الرحمن بن السّراج عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من فضّل أحدا من أصحابي على عليّ فقد كفر» (٢).

أقول : نافع خارجي وابن عمر ناصبي والرّوايات من طريق الفريقين في هذا الباب يطول الكتاب بذكرها.

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٠٩ والبحار : ٤٠ / ٦.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٩٠ ، والبحار : ٣٨ / ١٤.

٢٠