كشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]

كشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد

المؤلف:

الحسن بن يوسف بن علي المطّهر [ العلامة الحلّي ]


المحقق: الشيخ حسن حسن زاده الآملي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٤٦

ما يثبت الطبيعي في المقام هو محدّد الجهات الذي يعيّن الجهتين الطبيعيتين وهما فوق وسفل اللهم إلّا أن يقال ان فرض الفلك المجسّم انتشأ من تعريف الفلسفة بأنها علم بأحوال الأعيان فان الفيلسوف تفطن باختلاف الافلاك على اختلاف اوضاع الكواكب وحركاتها المختلفة فتدبر. وقد بسطنا الكلام في الفلك عند الطبيعي والرياضي في الدرس الثامن عشر من كتابنا الموسوم بدروس معرفة الوقت والقبلة فراجع.

وما قاله الشارح العلامة من أن كون الثوابت في فلك واحد غير معلوم ، فالصواب أن كونها في فلك واحد من فرض العالم الهيوي لانه لا يحتاج الى اكثر من ذلك ولا يثبت فضلا في الفلكيات. ومن فرض كونها في فلك واحد ينتظم به امر حركاتها فانّها تتحرك في كل سبعين سنة درجة واحدة فلكية. نعم ان للحكيم الرياضي الرصدي المولوي ابي القاسم غلام حسين بن المولى فتح محمد الكربلائى الجينوري صاحب الزيج البهادري بيانا على التفصيل في حركاتها المختلفة في ذلك الزيج ينجرّ نقله وشرحه الى الاطناب وان شئت فراجع إليه (ص ٥٦٥).

ثم ان الشارح كانما ناظر في قوله المذكور الى ما قاله الشيخ في الفصل السادس من الفن الثاني من طبيعيات الشفاء : على اني لم يتبيّن لي بيانا واضحا ان الكواكب الثابتة في كرة واحدة ، او في كرات ينطبق بعضها على بعض إلّا باقناعات وعسى أن يكون ذلك واضحا لغيرى. (ص ١٧٥ ج ١ ط ١).

قوله : ومركزها مركز العالم. ١٥٩ / ٥

هاهنا زيادة في النسخ المطبوعة بعد قوله ومركزها مركز العالم تقرب من ستة عشر سطرا ولكن النسخ المخطوطة كلّها خالية عنها. وانما هي تعليقة ادرجت في الكتاب بلا ارتياب. ولا بأس بنقلها هاهنا تتميما للفائدة وهي ما يلي :

ومركزها مركز العالم لا غير. بيان ذلك أن العنصريات نجد فيها قوى مهيّأة نحو الفعل أي كيفيات تجعل موضوعاتها معدة للتأثير في شيء آخر مثل الحرارة والبرودة والطعوم والروائح ، وقوى مهيّأة نحو الانفعال السريع أو البطيء أي كيفيات تجعل موضوعاتها معدة للتأثر عن الغير بحسب السرعة او البطء مثل الرطوبة واليبوسة واللين والصلابة وغير ذلك. ثم فتشنا فوجدناها قد تخلو عن جميع الكيفيات الفعلية إلا الحرارة والبرودة والمتوسطة التي تستبرد بالقياس الى الحار ، وتستسخن بالقياس الى البارد. فانا نجد جسما خاليا عن اللون ، وجسما خاليا عن الطعم ، ولم نجد جسما

٥٤١

خاليا عن الحرارة أو البرودة أو المتوسطة. وكذلك فتشنا فوجدناها خالية عن جميع الكيفيات الانفعالية إلّا الرطوبة واليبوسة والمتوسطة بينهما ، فعلم بهذا الاستقراء ان العناصر البسيطة لا تخلو عن احدي الكيفيّتين الفعليتين أي الحرارة والبرودة ، ولا عن احدى الكيفيتين الانفعاليتين اي الرطوبة واليبوسة. ولما كانت الازدواجات الممكنة الثنائية غير زائدة على أربعة : الحرارة مع اليبوسة ، والحرارة مع الرطوبة ، والبرودة مع الرطوبة ، والبرودة مع اليبوسة كانت البسائط الموضوعة لتلك المزدوجات أربعة : الموضوع للحرارة واليبوسة وهو النار ، والموضوع للحرارة والرطوبة وهو الهواء ، والموضوع للبرودة والرطوبة وهو الماء ، والموضوع للبرودة واليبوسة وهو الأرض.

والدليل على انها كرات هو انها بسائط وقد علمت أن الشكل الذي تقتضيه البساطة هو الكرى. انتهت تلك الزيادة.

قوله : ولأن خسوف القمر اذا اعتبر الخ. ١٥٩ / ٧

ولذلك كانوا بخسوف القمر يحصّلون مقادير اطوال البلاد. وهذا الطريق في تحصيل الطول قد أتى به من المتأخرين صاحب الزيج البهادري في الباب الخامس عشر من المقالة الثالثة منه (ص ٨٠) وأما في ازياج المتقدمين وصحفهم النجومية الهيوية فكثير ذكره. منها المجسطي الاسلامي قانون ابي ريحان البيروني تغمده الله برحمته فان الباب الأول من المقالة الخامسة منه في بيان تصحيح اطوال البلدان بالخسوفات وقد بسط القول فيه وأحسن وأجاد وافاد وهذا الاثر القويم العظيم لم تجد له بديلا بل عديلا في موضوعه.

واعلم أن الطريق المذكور في تحصيل اطوال الآفاق جار في خسوف القمر فقط ، ولا يمكن تحصيلها من كسوف الشمس لأن كسوفها ليس بانمحاء نورها واقعا بل بحيلولة القمر بينها وبين الأرض ولذا يختلف الكسوف باختلاف الآفاق بسبب اختلاف المنظر اختلافا يتفق في افق أن ينكسف الشمس كليا ، وفي افق آخر ان ينكسف جزئيا ، أو لم ينكسف اصلا ؛ بخلاف القمر فان انخسافه انمحاء نوره واقعا لوقوعه في ظل الأرض وعدم امكان كسبه النور من الشمس فمتى تحقق خسوف القمر في افق كانت الآفاق الاخرى على سواء في رؤيته على التفصيل الذي بيّن في محلّة. ثم ان من ادلّة ارسطو على كروية الأرض ما يرى من ظل الأرض على صفحة القمر حين الخسوف فان الظل يرى مدورا وظل الكرة فقط مدور فالأرض كرة.

وفي المقام ادلة اخرى ذكرناها مع الإشارة الى مصادرها ومأخذها في كتابنا الموسوم بدروس

٥٤٢

معرفة الوقت والقبلة فراجع الى الدرس السادس عشر منه بل في عدة مواضع اخرى من سائر دروسه أيضا.

قوله : والسائر على خط نصف النهار الخ. ١٥٩ / ٩

اقول وبذلك الارتفاع والانخفاض حصّلوا مساحة الأرض على التفصيل الذي ذكرناه في الدرس المذكور آنفا (ص ١٠١ من دروس معرفة الوقت والقبلة ط ١).

قوله : والأغوار والأنجاد الخ. ١٥٩ / ١١

وذلك لأن تضاريس الأرض أوهادها وانجادها لا تخرجها عن الاستدارة حسا اذ لا نسبة محسوسة لها الى جملتها كبيضة من حديد الزقت بها حبّات شعير فلا تقدح في كونها كروية الشكل. بل قالوا ان نسبة تلك التضاريس الى كرة الأرض اصغر بكثير من نسبة الشعير الى البيضة اذ برهنوا ان نسبة ارتفاع اعظم الجبال الى قطر الأرض كنسبة سبع عرض شعيرة الى كرة قطرها ذراع كما بيّن في محلّه.

وبرهن المتأخرون أيضا الى أن ارتفاع اعظم الجبال لا يتجاوز جزء من سبعمائة جزء من نصف قطر الأرض. نعم ان المتأخرين ذهبوا الى ان الأرض ليست بكرة تامّة بل شبيهة بالكرة شكلها في الحقيقة شلجميّ بسبب تطامن طرفيها. والمباحث عن ذلك بطولها تطلب في الدرس المذكور من دروس معرفة الوقت والقبلة.

قوله : كما يعقد اهل الحيل الخ. ١٦٠ / ٢

اهل الحيل هم ارباب الاكسير اي طلّاب الكيمياء والأجساد هي الاجسام الذائبة بحسب مصطلحات اصحاب الحيل أي الفلزّات. وانما يعبّرون عنها بالاجساد لا الأجسام لأنّ الجسد هو برزخ بين الطرفين ليس بغلاظة ما دونه ، ولا بلطافة ما فوقه ، كما يعبر ارباب المعقول عن التمثلات في الخيال المتصل والمنفصل بالأجساد ، وبعضهم يعبرون عن الأبدان الاخروية مطلقا بالاجساد ، وبعضهم قائلون بان معراج الخاتم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان جسدانيا. وبالجملة لما كانت الفلزات ممّا تكوّنت من العناصر وهي مركبات معدنية ذوات أمزجة ، ولها أيضا استحالات ألطف ممّا هي بالفعل عبروا عنها بالاجساد فهي ذائبة بالنسبة الى بعدها كما هي ذائبة بالنسبة الى قبلها.

٥٤٣

والاكسير هو الكيمياء واهل العصر يقولون الشيمي. وهي كلمة فرنسية اصلهاChimic ولها فروع لغوية كثيرة وحرف C يتلفظ كثيرا بالكاف وان كان مع حرف h بعدها يتلفظ بالشين.

وما تذاب بها تلك الأجساد من الزيبق والكبريت والنوشادر وغيرها تسمى في اصطلاح اهل الكيمياء ارواحا. صرّح بذلك ابن الفناري في مصباح الانس (ص ٢٠٩ ط ١) والشارح العلامة ناظر في اغلب هذه المباحث الى كلمات الماتن في شرحه على كتاب الاشارات. فراجع الى شرحه على الفصل العشرين من النمط الثاني منه في المقام.

قوله : هي الفلك الاثير. ١٦٠ / ١٠

الاثير هي النار الخالصة الصرفة. وقد يطلق على الفلك أيضا بل اكثر استعماله في الفلكيات. والشارح قد اطلق الفلك على كرة الاثير ، وقد اطلقه عليها غيره أيضا.

قوله : كما في اصول الشعل ، ١٦٠ / ١٥

ناظر الى عبارة الشيخ في الفصل الخامس والعشرين من النمط الثاني من الاشارات قال : اعلم ان النار الساترة لما وراءها انما يكون ذلك لها اذا علقت شيئا ارضيا ينفعل بالضوء عنها ولذلك اصول الشعل وحيث النار قوية هي شفافة لا يقع لها ظل ويقع لما فوقها ظل عن مصباح آخر.

وقوله : لانهم لما رأوا الشهب الخ. ١٦٠ / ١٦

الشهب والنيازك ليستا بمتحركتين بل يظن من نحو حدوثهما أنهما متحركتان وبيان حدوثهما هو كما حرّره الماتن في شرحه على الفصل المذكور اخيرا من الاشارات أن المتخلّل اليابس المتصعّد لاكتساب الحرارة اعني الدخان المرتفع من الأرض انما يعلو البخار لأنّ اليابس اكثر حفظا للكيفيّة الفعليّة وأشدّ إفراطا فيها لذلك ، فاذا بلغ الجوّ الأقصى الحارّ بالفعل لبعده عن مجاورة الماء والأرض ومخالطة ابخرتهما وقربه من الأثير اشتعل طرفه العالي أولا ثم ذهب الاشتعال فيه إلى آخره فرأى الاشتعال ممتدا على سمت الدخان الى طرفه الآخر وهو المسمى بالشهاب فاذا استحالت الأجزاء الأرضيّة نارا صرفة صارت غير مرئيّة لعدم الاستضاءة فظنّ انها طفئت فليس ذلك بطفوء.

نعم ان حدوث النيازك والشهب عند القطبين يدلّ على أن النار كروية الشكل صحيحة الاستدارة تحديبا وتقعيرا فتأمّل.

٥٤٤

قوله : بشيء من النار. ١٦١ / ١١

في النسخ المطبوعة زيادة اسطر هاهنا وهي تعليقة ادرجت في المتن نأتي بها تتميما للفائدة وهي هذه :

الطبقة الاولى المجاور للارض ، المتسخن لمجاورة الأرض ، المشعشعة بشعاع النير. وهي بخارية حارة. والبخار هو المتخلل الرطب وهو اجزاء مائية اكتسب حرارة فتصاعدت لأجلها وخالطت الهواء الملاصق للارض. الطبقة الثانية وهي الهواء المتباعد عن الأرض الذي انقطع عنه تأثير الشعاع لبعده عن الأرض وهي بخارية باردة ، ويقال لها الطبقة الزمهريرية وذلك بسبب ما يخالطها من الابخرة. الطبقة الثالثة : الهواء الصرف. الطبقة الرابعة : طبقة دخانية فان البخار وإن صعد في الهواء لكن الدخان يجاوزه ويعلوه لأنه اخف حركة واقوى نفوذا لشدّة الحرارة ، والدخان هو المتخلل اليابس. انتهت الزيادة.

قوله : لانهم جعلوا العناصر متعادلة. ١٦٢ / ٥

اي متعادلة في الحجم.

قوله : فوق الأرض او تحتها. ١٦٢ / ٧

المراد من التحت جوفها وباطنها ولذا كان اصغر من الأرض لأن ما في بطن الجسم أقل منه.

قوله : ولما سقط على الاستقامة الخ. ١٦٢ / ١٧

بل هو كذلك لا يسقط عليها على الاستقامة على نقطة رمي الحجر منها الى فوق. وقريب من هذا المنهج حركة الفاندول على الوجه الذي انتقل به فوكولة وعمل به في مرصد باريس وبيان تفصيله يطلب من تحفة الافلاك (ص ٢٧ ـ ٣٠ ط ١) وغيره من كتب الفن منها كتاب السماء بالفرنسية تأليف الفنس برژت (ص ١٣ ـ ١٦ ط باريس).

قوله : الخامس في طبقاتها وهي ثلاث. ١٦٣ / ٢

عبارة الشفاء في المقام هكذا : فيشبه لذلك أن تكون الأرض ثلاث طبقات : طبقة تميل إلى محوضة الأرضية ، وتغشيها طبقة مختلطة من الأرضية والمائية وهو طين ، وطبقة منكشفة عن الماء

٥٤٥

جفّف وجهها الشمس وهو البر والجبل وما ليس بمنكشف فقد ساح عليه البحر (ج ١ ط ١ ص ٢٢٧).

وعبارة الفاضل الرومي في شرحه على الملخص في الهيئة للجغميني هكذا :

انحصار العناصر في الأربعة مستفاد من ازدواجات الكيفيّات الفعلية والانفعاليّة على ما ذكر في الطبيعي لكن التعويل على الاستقراء. وهي تسع طبقات في المشهور عند الجمهور كالافلاك : طبقة الأرض الصرفة المحيطة بالمركز ، ثم الطبقة الطينيّة ، ثم طبقة الأرض المخالطة التي تتكوّن فيها المعادن وكثير من النباتات والحيوانات ، ثم طبقة الماء ، ثم طبقة الهواء المجاور للأرض والماء ، ثم الطبقة الزمهريريّة الباردة بسبب ما تخالط الهواء من الأبخرة وعدم ارتقاء انعكاس الأشعة إليها وهي منشأ السحب والرعد والبرق والصواعق ، ثم طبقة الهواء الغالب القريب من الخلوص ، ثم الطبقة الدخانية التي يتلاشى فيها الأدخنة المرتفعة من السفل ويتكوّن فيها ذوات الأذناب والنيازك وما يشبههما من الأعمدة ونحوها وربما توجد متحركة بحركة الفلك تشييعا له ، ثم طبقة النار.

ومنهم من قسم الهواء باعتبار مخالطة الأبخرة وعدمها بقسمين : احدهما الهواء اللطيف الصافي من الأبخرة لأنّها تنتهي في ارتفاعها الى حدّ لا يتجاوزه وهو قريب من سبعة عشر فرسخا.

وثانيهما الهواء الكثيف المخلوط بالأبخرة ويسمى كرة البخار وعالم النسيم وكرة الليل والنهار إذ هي مهبّ الرياح والقابلة للظلمة والنور. والزرقة التي يظن انها لون السماء انما يتخيل فيها. وبهذا الاعتبار يمكن ان يؤخذ الطبقات سبعا كالسماوات. (ص ١٨ ط ١).

قوله : واجزاء هي حنطة. ١٦٣ / ١٩

وفي غير واحدة من النسخ المعتبرة أيضا واجزاء هي شحمة بدل قوله واجزاء هي حنطة. وقد ذهب اصحاب الخليط الى أن مادة هذه المحسوسات اي اعيان الموجودات هي تلك الأجزاء المختلفة بالنوع كما قاله الخواجة في شرحه على الثاني عشر من خامس الاشارات. وقال أيضا في شرحه على الفصل الثالث والعشرين من ثاني الاشارات : إن انكساغورس واصحابه القائلين بالخليط كانوا ينكرون التغير في الكيفية وفي الصورة ـ اي كانوا ينكرون الاستحالة والكون ـ ويزعمون ان الاركان الاربعة لا يوجد شيء منها صرفا بل هي مختلطة من تلك الطبائع ومن سائر الطبائع النوعية. وانما تسمى بالغالب الظاهر منها ويعرض لها عند ملاقاة الغير أن يبرز منها ما كان كامنا فيها فيغلب ويظهر للحس بعد ما كان مغلوبا غائبا عنه لا على انه حدث بل على انه برز ويكمن فيها ما كان

٥٤٦

بارزا فيصير مغلوبا وغائبا بعد ما كان غالبا وظاهرا.

وبإزائهم قوم زعموا ان الظاهر ليس على سبيل بروز بل على سبيل نفوذ من غيره فيه كالماء مثلا فانّه انما يتسخن بنفوذ اجزاء نارية فيه من النار المجاورة له.

والمذهبان متقاربان فانهما يشتركان في أن الماء مثلا لم يستحل حارا لكن الحار نار تخالطه ويفترقان بأن أحدهما يرى ان النار برزت من داخل الماء ، والثاني يرى انها وردت عليه من خارجه.

وانما دعاهم الى ذلك الحكم بامتناع كون الشيء عن لا شيء ، وامتناع صيرورة الشيء شيئا آخر.

قوله : فتكسر صرافة كيفيتها. ١٦٤ / ٣

وفي (ت) : فتكسر ما فيه كيفيتها. والباقية كلّها : فتكسر صرافة كيفيتها ، كما اخترناه. والضمير في كيفيتها راجع الى الأسطقسات. وان كان راجعا الى المادة فبالاضمار اي تكسر هذه الكيفية صرافة كيفية الصورة التي حالّة في المادة.

قوله : نقل الشيخ الخ. ١٦٤ / ٢٠

نقله في الفصل السابع من الفن الثالث من طبيعيات الشفاء (ص ٢٠٥ ج ١ ط ١).

وقد ذهب صاحب الأسفار الى ذلك المذهب الذي استغربه الشيخ فراجع الى الفصل الاول من الباب الثاني من كتاب النفس منه (ص ٦ ج ٤ ط ١). وكذلك الى الفصل التاسع من الفن السادس من الجواهر والاعراض منه (ج ٢ ط ١ ص ١٩٤) وكذلك الى الفصل الرابع عشر من الفن السادس منه (ج ٢ ص ٢٠٢). وتفصيل ذلك يطلب في الفصل الخامس عشر من ذلك الفن (ج ٢ ص ٢٠٦).

وخلاصة كلام الشيخ في الشفاء وغيره من طائفة المشاء ما ذكره بهمنيار في التحصيل من أن الجواهر العنصرية ثابتة في الممتزج بصورها متغيرة في كيفياتها فقط وكيف لا تكون ثابتة فيه والمركب انما هو مركب عن اجزاء فيه مختلفة وإلّا لكان بسيطا لا يقبل الأشدّ والأضعف. وأما كيفياتها ولواحقها فتكون قد توسّطت ونقصت عن حدّ الصرافة (ص ٦٩٣ ط ١).

وقوله : وابطله الشيخ بان ذلك يكون كونا وفسادا لا مزاجا. ١٦٥ / ٤

وفي (م ق) : لا امتزاجا. ومفادهما في المقام واحد. وعنوان الفصل في الشفاء كان : في ابطال

٥٤٧

مذهب محدث في المزاج. وما في الفصل من عبارات الشيخ تارة يناسب المزاج ، واخرى الامتزاج. وتعبير الخواجة في شرح الاشارات والقوشجى وصاحب الشوارق في شرح التجريد هو المزاج.

قوله : وكل من كان مزاجه اقرب الخ. ١٦٥ / ١٦

واتمّ منه ما افاد الخواجة في شرحه على الفصل الأخير من النمط الثاني من الاشارات ونأتي بكلامه السامي تبرّكا ثم نتبعه بما نشير إليه في المقام لنفاسة البحث عن ذلك المطلب الأسنى. قال قدس سرّه :

اعلم أن انكسار تضاد الكيفيات واستقرارها علي كيفيّة متوسطة وحدانيّة نسبة ما لها الى مبدئها الواحد. وبسببها تستحق لأن يفيض عليها صورة أو نفسا تحفظها فكلّما كان الانكسار اتم كانت النسبة اكمل والنفس الفائضة بمبدئها اشبه. انتهي.

اقول : كلامه السامي في اعتدال المزاج حكم محكم واصل رصين في النفس المكتفية التي هي المركز والقطب وما سواها من النفوس وغيرها تدور حولها فما كان اقرب منها فهو ذو مزاج اعدل فهكذا الاقرب فالاقرب ، وعلى خلافه الابعد فالأبعد. وبهذا المطلب الأسنى تقدر أن تفهم اسرارا في علم الإنسان الكامل الامام وما جاء في الجوامع الروائية من أن النفوس المكتفية إذا شاءوا أن يعلموا علموا فتدبّر حق التدبر.

ثم اعلم ان التوحّد أيضا هو ملاك تعقلنا الحقائق لأن التعقل هو التوحّد والتعلّق هو التفرق ، والتعقل لا يتحقق مع التعلق ولذا قال اصحاب التوحيد أن حقائق الأشياء في الحضرة العلمية بسيطة فلا ندركها علي نحو تعيّنها فيها إلّا من حيث أحديّتنا كما افاده في مصباح الانس (ص ٩ ط ١).

قوله : ذلك المزاج الخاص ، ١٦٥ / ٢٢

اي ذلك المزاج الخاصّ النوعي.

قوله : في تناهي الأجسام. ١٦٧ / ٨

اقول أما تناهي الابعاد الجزئية اي الأجسام الجزئية فهو قريب من الأوليات كتناهي كرة الأرض وغيرها من العناصر والكواكب. وأما تناهي الابعاد بمعنى أن العالم الجسماني ينتهي في

٥٤٨

جميع الجهات الى محدّب محدّد الجهات وبعده لا خلاء ولا ملاء فدون اثباته خرط القتاد. والادلّة التي ذكروها كلّها مدخولة. وتلك الادلة هي البرهان السلمي ، والترسي ، وبرهان التطبيق ، والبرهان الذي اقامه السيد السمرقندي ، والبرهان اللام الفي ، والذي اقامه صاحب التلويحات ، وبرهان التخليص ، وبرهان المسامتة. وقد حرّرتها وبيّنت وجوه عدم تماميّتها في المدعى في كتابنا الموسوم بالف نكتة ونكتة فاطلبها من النكتة الثالثة والثمانين والستمائة منه.

قوله : بالتناهي. ١٦٨ / ٢

صلة لقوله اتصاف الخط ، وهو بيان به في قول الماتن.

قوله : وقيل أن النظام الخ. ١٦٩ / ١٣

اقول ذهب النظام الى أن الأجسام متجددة آنا فآنا كالأعراض كما في شرح المواقف (ص ٤٤٧ ط قسطنطنية). فقد تفوه النظام بالقول الحق أعني القول بحركة الجوهر لأن الأعراض هي المرتبة النازلة للجوهر فاذا كانت متجددة آنا فآنا كانت موضوعاتها متجدّدة أيضا وهذه حجّة من حجج اثبات الحركة في الجوهر كما قال الحكيم السبزواري في الحكمة المنظومة.

وجوهرية لدينا واقعة

إذ كانت الأعراض كلّا تابعة

فالأجسام ليست بباقية بالبرهان فهي متجدّدة آنا فآنا فلا بدّلها من جامع حافظ يجمع أجزاءها ويحفظ صورها على الاتصال والدوام كما يقوله القائل بتجدد الأمثال أيضا وذلك الجامع الحافظ ليس إلّا اصلا مفارقا ولولاه لاضمحلّت الأجسام وتفرّقت الصور والهيئات لاقتضاء الحركة ذلك. وادعاء الضرورة في بقائها ليس إلّا من شهادة الحس باستمرار الأجسام ولا يصلح الحس وشهادته بالبقاء للتعويل عليه والوثوق به.

وقال الآمدي كما في شرح المواقف : نحن نعلم بالضرورة العقلية ما ان شاهدناه بالأمس من الجبال الراسيات والارضين والسماوات هو عين ما نشاهده اليوم ، وكذا نعلم بالاضطرار ان من فاتحناه بالكلام هو عين من ختمناه معه ، وان اولادنا ورفقاءنا الآن هم الذين كانوا معنا من قبل. انتهى.

واقول : التعبير بالضرورة العقلية محض ادعاء والحق أن يقال نحن نعلم بالضرورة الحسية.

٥٤٩

قوله : وعليها مبنى القواعد الاسلامية. ١٧٠ / ١٨

اي وهو مبنى قواعد جميع الأديان الالهية لان الدين عند الله الاسلام ولا شكّ في حدوثها آنا فآنا لأنه سبحانه وتعالى دائم الفضل على ما سواه بشئون جميع اسمائه الحسنى وصفاته العليا كما أخبر عن نفسه بانه كل يوم هو في شأن. فلا تعطيل في اسم من اسمائه ازلا وابدا لانه الحق الأحدي الصمدي الغني المغني فلا حالة انتظار له في فعل من افعاله وايفاء حكم اسم من اسمائه المنتشئة من ذاته بل الاسماء عين المسمّى كما انها غيره وكلّ يوم هو في شأن واذا كان هو في شأن فأسماؤه غير المتناهية ازلا وابدا في شئونهم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.

قوله : واما تناهي جزئياتها. ١٧٢ / ١

كما في (ت ، ق ، ز) والضمير راجع الى الأجسام وذلك لان المصنف بين حدوث الأجسام من جهة عدم انفكاكها من جزئيات متصفة بوصفين احدهما كونها متناهية ، وثانيهما كونها حادثة. فما لم يتبين تناهي الجزئيات وحدوثها لم يتبين حدوث الاجسام فأخذ المصنّف في بيانهما فبدأ بحدوث الجزئيات مع ان ترتيب العبارة يوجب تقديم بيان تناهيها لأن الحدوث مأخوذ في بيان التناهي ، فقال : فانها ـ يعني الجزئيات ـ لا تخلو من الحركة والسكون وكل منهما حادث. ثم تصدّى لبيان تناهي الجزئيات فقال : واما تناهي جزئياتها الخ. فكان ينبغى في الشرح أن يقال : لما بين حدوث الجزئيات شرع الآن في بيان تناهيها. ألا ان الشارح قرأ جزئياتها على التثنية فارجع الضمير الى الحركة والسكون والنساخ كتبوا المتن على منواله على صورة التثنية وهو كما ترى.

ثم المراد من قوله : فيجب زيادة المتصف بإحداهما ، هو الّذي اتصف بالإضافتين اي السبوق واللحوق او العلية والمعلولية كليهما ، والناقص هو الّذي اتصف بالسبق مثلا وحده ، والزائد ما اتصف بالسبق واللحوق معا.

قوله : فان الاولى أزيد من الثانية. ١٧٢ / ١٠

الحق ان معلوماته تعالى ومقدوراته غير متناهيتين بالفعل لأنه صمد غير متناه فكذلك معلوماته ومقدوراته فلا تجرى النسبة فيهما فلا تتطرق الزيادة والنقصان فيهما فتبصّر.

٥٥٠

قوله : الثالث التطبيق وهو الخ. ١٧٢ / ١١

اقول : الأمر المهمّ في التناهي هو أن جميع اعيان الموجودات المتحققة في الخارج مستندة في وجوداتها الى الغني الواجب بالذات بالفعل وهذا معنى انتهاؤها. واستنادها الوجودي الى الواجب كان على وزان قوله سبحانه لكليمه : انا بدّك اللازم يا موسى. والحركات الماضية ليست عللا فاعلية لوجودها والأمر ارفع من المباحث العادية. قالت المتكلمة ان دوام الشيء مع الشيء يقتضي مساواتهما وعدم اولوية احدهما بالعليّة وهو ممنوع فان الشعاع المحسوس من النيّر لا النّير منه وهو معه يدوم بدوامه ، وكذا حركة الخاتم مع حركة الاصبع فلأن يدوم أثر اقوى المؤثرات وما له كل التأثير في الحقيقة كان اولى. والخلوّ عن التأثير تعطيل. ثم كون الحركات دائمة ازلية لا يلزم منه أن يكون كلّ حادث متوقفا على حصول ما لا يتناهى فيقال ان كل ما كان كذلك فلا يحصل. وذلك أعني عدم اللزوم لأن المتوقف على غير المتناهي وجودا يلزم منه عدم حصوله ، لا على غير المتناهي إعدادا له. والأهم من ذلك الأمر هو النيل بمعنى توحيده سبحانه. ورأينا التعرض بواحدة واحدة من شبههم والرد عليها موجبا للاسهاب فالأعراض عنها انسب بالتعليقة على الكتاب.

قوله : احد مقدوريه لا لأمر عند بعضهم ١٧٣ / ١٤

كما في (ت ، ق ، ش ، ز ، د) وذلك الأمر هو الداعي والمرجّح. وفي بعض النسخ : أحد مقدوريه بلا داع ومرجّح عند بعضهم والمظنون أن تفسير الأمر جعل موضعه في المتن. وفي (ص) : احد مقدوريه لا لمرجّح عند بعضهم ، وفي هامشه لا لأمر ـ خ ل. وقوله : لان عند وجود المؤثر التام يجب وجود الأثر ، باتفاق النسخ كلّها.

قوله : اما العقل فلم يثبت دليل على امتناعه. ١٧٦ / ٣

بل الادلّة الرصينة العقلية والنقلية قائمة على تحقّقه وجودا.

قوله : ان المعلول الاول هو العقل الاول. ١٧٧ / ٣

المعلول هو المخلوق وقد اعتبر في الخلق التقدير فينبغي أن يفرق ويميز في هذا المقام بين اوّل

٥٥١

ما صدر وبين اوّل ما خلق. اما الصادر الاول فهو نور مرشوش ورق منشور عليها جميع الكلمات النورية الخلقية من العقل الأوّل الى آخر الخلق. والبحث عن ذلك بالتفصيل والاستيفاء موكول الى محلّه. ولعل ما في رسالتنا الفارسية الموسومة بالوحدة في نظر الحكيم والعارف يجديك في المقام.

قوله : مشروطة بأسرها. ١٧٨ / ٥

كما في (م ، د) وفي (ص ، ق ، ز ، ش) : مشروط تأثيرها.

قوله : حركات السماوات ارادية. ١٧٨ / ٢٠

قال عز من قائل : اذ قال يوسف لأبيه يا ابت اني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (يوسف ٦) والساجدون صيغة جمع لذوي العقول. وفي الدعاء الثالث والاربعين من الصحيفة الكاملة السجادية وهو دعائه عليه‌السلام اذا نظر الى الهلال : ايها الخلق المطيع الدائب السريع المتردد في منازل التقدير المتصرف في فلك التدبير الخ.

قوله : الحركات في الجهة. ١٧٩ / ١٣

وفي (م) : الحركات والجهة وفي غيرها : في الجهة. وهذا هو الصواب المختار.

قوله : بل الايون ١٨٠ / ٥

كما في غير (م) وأما في (م) ـ وهي اقدم النسخ ـ فالعبارة : بل الالوان. والمراد من الايون امكنة الافلاك التي هي غير امكنتها الفعلية. وقال الشيخ في التعليقات : هذه الاوضاع والأيون كلها طبيعية للفلك. وقال في إلهيات الشفاء (ج ٢ ط ١ ص ٦١٥) : فهذه الحركة لا تشبه سائر الحركات الى قوله : لانها نفس استبقاء الاوضاع والأيون على التعاقب الخ ، ونحوه في طبيعيات الشفاء (ج ١ ط ١ ص ٤٦) فكلماته فيهما يؤيّد الأيون في الكشف ، بل المحقق هو الأيون لا الالوان.

قوله : كمال مقصود له. ١٨٠ / ٧

وفي غير واحدة من النسخ المعتبرة : كمال مفقود له.

٥٥٢

قوله : قال وقولهم لا علية بين المتضائفين. ١٨٠ / ٢١

وفي (م) : قال لا علية بين المتضائفين. وظاهر الشرح يوافقها.

قوله : والاول وهو ان يكون الحاوى علة في المحوى. ١٨١ / ٤

باتفاق النسخ كلها ، واسلوب الكلام يقتضي أن يقال. علة للمحوى.

قوله : واما النفس فهي الكمال. ١٨١ / ٢١

اقول يناسب المقام الرجوع الى رسالتنا الموسومة بعيون مسائل النفس ممّا برز من قلم الراقم. وهي تنشعب الى ستة وستين عينا في كل عين تنهمر حقائق نوريّة في معرفة النفس ونرجو أن تكون تامة الفائدة لأهل التحقيق وأن تقع موقع قبول ارباب البحث والتنقيب والله سبحانه ولي التوفيق.

قوله : الذي يحصل من اجتماعهما. ١٨٢ / ٣

هكذا بافراد الموصول باطباق النسخ وكأن الصواب الذين على التثنية اي الجسم والنفس الذين يحصل من اجتماعها الخ (الشفاء ج ١ ط ١ ص ٢٧٨).

قوله : وغير توسطها. ١٨٢ / ١٠

وذلك كعلم النفس بنفسها وبآلاتها من القوى ومحالّها ، وادراكها الحقائق المرسلة والكليات المطلقة.

قوله : وعليه ثلاثة أوجه. ١٨٢ / ١٥

باتفاق النسخ كلّها. أي يستدلّ عليه ، او يدلّ عليه ، أو نحوهما.

قوله : وفي هذا الوجه نظر الخ. ١٨٢ / ١٩

والماتن في شرحه على الفصل الخامس من نفس الاشارات اورد هذا النظر ثم اجابه على

٥٥٣

اسلوب الحكمة المشائية. والشارح العلامة ناظر الى كلامه هناك فراجع الى العين الخامسة عشر من عيون مسائل النفس.

قوله : فان اللامس اذا ادرك شيئا لا بد وان ينفعل عن الملموس. ١٨٣ / ١٠

هكذا جاءت العبارة في جميع النسخ وكان الصواب : فلا بدّ وأن ينفعل لأن في إذا معنى الشرط.

قوله : ان الإنسان قد يغفل الخ. ١٨٣ / ١٩

ان شئت فراجع في ذلك الى الدرس الرابع والخمسين من كتابنا الموسوم بدروس معرفة النفس (ص ١٧٢ ط ١) بل يجديك ذلك الكتاب في مسائل النفس الموردة في هذه المباحث من التجريد وشرحه غاية الجدوى.

قوله : والحليمي. ١٨٤ / ١٨

هذا الرجل يذكر في البحث عن المعاد الجسماني من هذا الكتاب أيضا والنسخ المطبوعة عارية عن اسمه وغير واحدة من المخطوطة الموثوق بها واجدة اياه وكذلك الراغب في الموضعين لكن لم نظفر بالحليمي في غير واحد من تراجم الرجال.

ولعل الحليمى هو الحكيمى وفي الفهرست لابن النديم (ص ١٦٨ ط تجدد) : ابو عبد الله محمد بن احمد بن ابراهيم بن قريش الحكيمى. وكان أخباريا قد سمع من جماعة. الخ.

قوله : واستدل على تجردها بوجوه الخ. ١٨٤ / ١٩

قد جمعنا ادلة تجردها العقلية من مصادرها العلمية تنتهي الى اكثر من سبعين دليلا عدة منها ناطقة في تجردها البرزخي ، وطائفة منها في تجردها العقلي ، وبعضها في فوق طور تجردها. ثم قوله لاستحالة حلول المجرد في المادي ، كان على ممشى المشاء والمتكلمة والأمر اشمخ من الحلول وارفع منه كما حقق في الحكمة المتعالية. وهكذا كثير من التعبيرات الآتية من الحال والمحل والعروض والعارض والمعروض أو القبول والقابل والمقبول ونظائرها.

قوله : وفيه نظر للمنع الخ. ١٨٥ / ١٨

وفي نظره نظر لان الحكم لم يجر على صرف التعلق حتى يرد اعتراضه بل التعلق الذي يكون

٥٥٤

العلم بالجزء علما بكل ذلك المعلوم فيلزم على هذا ان يكون الجزء مساويا للكل بلا كلام.

قوله : لان التعقل قبول ١٨٦ / ٢

وفي (م) : لأن التعقل قبول الفعل. والنسخ الاخرى : لان التعقل قبول لا فعل. ثم ان نظر الشارح منظور فيه فتدبر.

قوله : متوسطة ١٨٦ / ٢٠

كما في (م ، ش) والنسخ الاخرى تتوسط وقوله الآتي : التي يعرض لها التعقل ، جاءت العبارة في (م). يحصل ، مكان يعرض. ولكن سياق الكلام في المتن والشرح بقرينة العارض والمعروض يوافق المختار.

قوله : متحدة في النوع ، ١٨٧ / ١٥

بل التحقيق ان النفس في النشأة الاولى نوع وتحتها افراد ، وفي النشأة الاخرى جنس وتحتها انواع فتبصر.

قوله : يصحّ جعلها. ١٨٨ / ٣

كما في (م). وفي غيرها : يصحّ جمعها.

قوله : النفوس البشرية حادثة. ١٨٨ / ٢٠

التحقيق انها حادثة بحدوث الأبدان لا مع حدوثها.

قوله : وقال افلاطون انها قديمة. ١٨٩ / ٣

والحق ان مراده من قدمها قدم مبدعها ومنشئها الذي ستعود إليه بعد انقطاعها عن الدنيا كما في الفصل السابع من الطرف الثاني من المرحلة العاشرة من الأسفار (ط ١ ج ١ ص ٣١٩) وراجع في ذلك الى الدرس الثالث من كتابنا اتحاد العاقل بالمعقول (ص ٤٢ ط ١).

قوله : فان كل انسان يجد ذاته ذاتا واحدة. ١٩٠ / ٥

كما قال سبحانه وتعالى : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (الأحزاب ٥).

٥٥٥

قوله : النفس لا تفنى بفناء البدن. ١٩٠ / ١٠

هذا الحكم المحكم نتيجة ادلة تجردها مطلقا.

قوله : والّا بطل. ١٩١ / ٨

وفي (ت) وحدها : وإلا لبطل. والنسخ الاخرى كما اخترناه.

قوله : الى جواز التناسخ. ١٩١ / ٩

القول الحق المحقق في التناسخ هو ما حرّرناه بعون الفيّاض على الاطلاق في كتابنا المسمى بالف نكتة ونكتة فراجع الى النكتتين ٦٣٧ و ٨٤٩ منه.

قوله : في كيفية تعقل النفس وادراكها ١٩١ / ١٩

هذه المسألة من أغمض المسائل الحكمية. وقد حرّرنا البحث عنها والفحص عن مبانيها في الدرس التاسع عشر من كتابنا الموسوم باتحاد العاقل بالمعقول.

قوله : على تناسب في اقطاره. ١٩٣ / ٤

اي في ابعاده الثلاثة من الطول والعرض والعمق على تناسبه الطبيعي.

قوله : وسيأتي بيانه. ١٩٣ / ١١

وهو قوله الآتي بعيد هذا والمصورة عندي باطلة.

قوله : ليتم الاغتذاء ، ١٩٣ / ١٨

كما في غير (م) من النسخ الخمس ، وأما (م) ففيها : ليتم الغذاء.

قوله : مداخله ، ١٩٤ / ٧

جمع المدخل والضمير راجع الى جسم آخر. والكلمة حرفت تارة بمداخلة ، واخرى بمتداخلة.

٥٥٦

قوله : والمصورة عندي باطلة. ١٩٤ / ١٠

التحقيق التام في هذه المسألة مذكور في العين الثانية والثلاثين من عيون مسائل النفس فراجع.

قوله : وفي تعدده نظر. ١٩٥ / ٥

وفي (ت) كتب في هامشها على صورة النسخة : وهي متعددة. وفي (د) بالعكس أعني جعل قوله : وفي تعدده نظر ، نسخة ، وكأن ما في الشرح يستشم منه صحة قوله : وهي متعددة.

قوله : الى وصول الهواء المنفعل ، أو ذى الرائحة. ١٩٥ / ١٥

باتفاق النسخ كلّها كما هو صريح الشرح أيضا. وما في المطبوعة : «المنفعل من ذي الرائحة» فهو وهم.

قوله : يهيّج الرائحة. ١٩٥ / ٢١

كما في (م) ، والباقية : يفتح.

قوله : عند تأدي الهواء. ١٩٦ / ٥

النسخ كلّها إلا (م) ففيها : عند بادي الهواء. وفي النسخ المطبوعة عند تعدي الهواء.

قوله : مع امتناع بقاء الشكل. ١٩٦ / ٨

اي شكل تموج الهواء وهيئة الصوت. وقوله : لهذا تدرك الجهة ويتأخر السماع عن الابصار ، استدلال على أن الصوت له وجود في الخارج. وفي المباحث المشرقية للفخر الرازي لمعتقد أن يعتقد أن الصوت لا وجود له في الخارج بل انما يحدث في الحس من ملامسة الهواء المتموج ؛ وهذا باطل لانّا كما ادركنا الصوت ادركنا مع ذلك جهته الخ (ج ١ ط ١ ص ٣٠٦).

واعلم أن صفتي القرب والبعد في الأصوات امران معنويان فادراك النفس اياهما تدلّ على

٥٥٧

تجردها عن الاحياز وسائر اوصاف المادة كما حررناه في رسالتنا المصنوعة في براهين تجردها ، وجملة الأمر في المقام ما افادها صدر المتألهين في الفصل الثاني من الباب الرابع من الجواهر والاعراض من الأسفار (ج ٢ ط ١ ص ٣٢) من أن التحقيق أن يقال أن تعلق النفس بالبدن يوجب تعلّقها بما اتّصل به كالهواء المجاور بحيث كأنهما شيء تعلقت به النفس تعلقا ولو بالعرض فكلّما حدث فيه شيء مما يمكن للنفس ادراكه بشيء من الحواس من الهيئات والمقادير والابعاد بينها والجهة التي لها وغيرها فادركت النفس له كما هو عليه.

اقول : هذا التحقيق الانيق هو أحد البراهين على أن النفس الناطقة تصير بعد تكاملها الجوهري عارية عن المواد وهو كلام سام سامك يعقله من كان له قلب. وقد حررناه بالتقرير الأبين في الدرس الثمانين من دروس معرفة النفس واما نظر الشارح العلامة ففيه أن الصوت المسموع من وراء الجدار يدل على بقاء الشكل على حاله.

قوله : ومنه البصر. ١٩٦ / ٩

في النسخ المطبوعة زيادة كانت تعليقة ادرجت في المتن على هذه الصورة ومنه البصر وهي قوة مودعة في العصبتين المجوفتين اللتين تتلاقيان وتتفارقان الى العينين بعد تلاقيهما بتلك ويتعلق بالذات بالضوء واللون.

قوله : وهو راجع فينا الى تأثّر الحدقة. ١٩٦ / ١٣

وفي (ت) وهو راجع فيهما الى تأثر الحدقة.

قوله : ولهذا قيده المصنف ـ رحمه‌الله ـ بقوله فينا. ١٩٦ / ١٥

اقول : بل لا يصح فينا على الاطلاق أيضا لانّا نبصر في منامنا بل في يقظتنا في احوالنا الأخرى ابصارا ارفع واشد مما في يقظتنا مع انه لا يتحقق بتأثر الحدقة فعلى هذا اقرأ وارقه.

قوله : شروط الادراك سبعة. ١٩٦ / ١٩

اي الادراك البصري ولكن الابصار في الرؤيا بل في كثير من احوالنا حالة اليقظة أيضا لا يشترط فيه واحدة من تلك الشرائط.

٥٥٨

ثم جاءت النسخ كلها هكذا : شرائط الادراك سبعة : الاول ... الثاني .. الثالث. والصواب : شروط الادراك سبعة : الاول الخ. أو شرائط الادراك سبع : الاولى ... الثانية ... الثالثة الخ.

قوله : بخروج الشعاع. ١٩٧ / ١٢

الأمر الأهم في الابصار ان تعلم ان المقصود من خروج الشعاع عند قائليه خروج الشعاع من المرئي الى البصر لا بالعكس كما اشتهر في صحف المتأخرين وراجع في ذلك الى العين الثلاثين من عيون مسائل النفس.

قوله : في الرطوبة الجليديّة. ١٩٧ / ١٥

الرطوبة الجليديّة هي رطوبة نيّرة تشبه الجليد ، مستديرة غير صحيحة الاستدارة وبها يكون البصر.

قوله : الشعاع اذا خرج. ١٩٧ / ٢٣

عبارة القوشجى في المقام هكذا : الشعاع اذا وقع على صقيل كالمرآة مثلا ينعكس منه الى شيء آخر وضعه من ذلك الصقيل كوضعه مما خرج عنه الشعاع فزاوية الانعكاس كزاوية الشعاع على ما ذكر في المناظر.

قوله : بالمرآة. ١٩٨ / ١

كما في (ز). والباقية : في المرآة. ولكن الاولى انسب بكلام اصحاب الشعاع من الثانية.

قوله : بنطاسيا. ١٩٨ / ٢١

ويقال لها الخيال أيضا. والاطبّاء يسمونها المصوّرة : تفصيل البحث يطلب في عيون مسائل النفس.

قوله : لذلك فلا بد ، ١٩٩ / ٩

كما في (ص). والباقية : كذلك فلا بد.

٥٥٩

قوله : متفكرة ، ١٩٩ / ٥

كما في (ش) وفي (ق ص د ز) مفكرة. المفكرة صفة للقوة الناطقة من حيث انها استعملت القوة المتصرفة ، والمتفكرة صفة للمتصرفة من تلك الحيثية كالمتخيلة.

ثم ان المتذكرة في المقام قد جاءت في غير واحدة من النسخ المذكرة ، فراجع الى العين ٢٢ من عيون مسائل النفس.

قوله : والمبرسم ما لا تحقق له. ١٩٩ / ١٩

المبرسم على هيئة المفعول معرّب من كلمتين فارسيتين إحداهما بر بمعنى الجنب والاخرى سام بمعنى المرض. وفي البرسام من بحر الجواهر للهروي قال نفيس انه قد خالف جمهور القوم في تعريف هذا المرض فانهم اتفقوا على انه ورم في الحجاب الحاجز نفسه وهو الحجاب المعترض الذي بين القلب والمعدة. وفي بعض النسخ المخطوطة المسرسم مكان المبرسم واصله من السرسام كالبرسام.

قوله : والوهم المدرك للمعاني الجزئية. ٢٠٠ / ٩

والحق أن الأمر في الادراك تثليث لا تربيع. والوهم عقل ساقط. والبحث عن تحقيق هذا المطلب الاسنى يطلب في كتابنا الألف نكتة ونكتة فراجع الى النكتة ٥١٥ منه.

قوله : والحس يدرك الصور المحسوسة.

أي الحس المشترك يدركها.

قوله : بعضها مع بعض. ٢٠٠ / ١٩

وفي بعض النسخ بعضها ببعض ، ولكن الصواب هو ما اخترناه لان التركيب ليس بمزجي بل انضمامي فتدبّر.

قوله : وامكان وجود العاد. ٢٠٣ / ١٨

والعاد يطلق على الكمّ المنفصل ، والمقدّر على المتصل والعدد الاوّل هو الذي لا يعدّه غير الواحد ،

٥٦٠