عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري
المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
« مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله مرضة ، فغدا إليه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في الغلس ، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، قال : فإذا هو في صحن (١) الدار رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليك ، قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما إني اُحبك ولك عندي مديحة القيها إليك ، قال له : قل ، قال : أنت أمير المؤمنين وأنت قائد الغر المحجلين وأنت سيّد ولد آدم إلى يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين لواء الحمد بيدك تزف أنت وشيعتك زفاً زفّاً إلى الجنان ، أفلح من تولاّك (٢) وخاب وخسر من تخلاك ، لحب محمّد أحبوك ولبغض محمد أبغضوك ، لن تنالهم (٣) شفاعة محمّد ، اذن إلى صفوة الله أخيك وابن عمك وأنت أحق الناس به.
فدنا علي بن أبي طالب وأخذ رأس رسول الله صلىاللهعليهوآله أخذاً رفيقاً فصيره في حجره ، فانتبه رسول الله فقال : ما هذا الهمهمة ، فأخبره علي بالحديث ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لم يكن ذلك (٤) دحية بن خليفة الكلبي ذاك جبرئيل سماك باسماء سماك الله بها وهو الّذي القى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك وخوفك في صدور الكافرين ولك عند الله أضعاف كثيرة » (٥).
١٢٥ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرني الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي ، قال : حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز ، قال :
__________________
(١) في « م » : بصحن.
(٢) في أمالي الشيخ : والاك ، خلاك.
(٣) في « م » : بحب محمّد أحبوك وبغضوك ، وفي أمالي الشيخ : محب محمّد محبوك ومبغضه مبغضوك ، لا تنالهم.
(٤) في « م » : ذاك.
(٥) عنه البحار ٣٧ : ٢٩٦ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢١ ، عنه البحار ٣٧ : ٢٩٦.
حدّثنا الحسين الأشقر ، عن قيس ، عن ليث ، عن أبي ليلى ، عن الحسين بن علي عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« إلزموا مودّتنا أهل البيت ، فانّه من لقى الله يوم القيامة وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقنا » (١).
١٢٦ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي بن الطوسي في التاريخ والموضع المقدّم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، قال : حدّثنا محمّد بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقري [ قال : حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن علي المرزباني ] (٢) ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحنفي ، قال : حدّثنا يحيى بن هاشم السماك (٣) ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، قال : حدّثنا حماد ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله بن حزام قال :
« أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : يارسول الله من وصيك ؟ قال فأمسك [ عنّي ] (٤) عشراً لا يجيبني ثمّ قال : ياجابر ألاّ أخبرك عما سألتني ، فقلت : بأبي أنت واُمّي ام والله لقد سكت عنّي حتّى ظننت انك وجدت علي ، فقال : ما وجدت عليك ياجابر ولكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء ، فأتاني جبرئيل فقال : يامحمّد ان ربّك يقول لك :
ان علي بن أبي طالب (٥) وصيك وخليفتك على أهلك واُمّتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنّة ، فقلت : يانبي الله أرأيت من لا يؤمن بهذا اقتله ؟ قال : نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلاّ ليتابع ، فمن تابعه كان معي غداً ومن خالفه لم يرد علي الحوض أبداً » (٦).
__________________
(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٩٠ ، والمفيد في أماليه : ١٣ ، ٤٤ ، ١٤٠.
(٢) من أمالي الشيخ. |
(٣) في أمالي الشيخ : السمسار. |
(٤) من الأمالي.
(٥) في « ط » : ان ربك يقرؤك السلام ويقول لك ، وفي الأمالي : يامحمّد ربك يقول : ان علي بن أبي طالب.
(٦) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٩٣.
١٢٧ ـ أخبرنا جماعة منهم أبو القاسم والدي الفقيه (١) وأبو اليقظان عمّار بن ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمّار سامحه الله ، عن الشيخ الزاهد ( الفقيه ) (٢) إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيّد الصالح محمّد بن حمزة العلوي المرعشي الطبري وكتبته من كتابه بخطه رحمهالله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا حمزة بن إسماعيل ، قال : حدّثنا أحمد بن خليل ، حدّثنا يحيى بن عبدالحميد ، حدّثنا شريك عن ليث (٣) المرادي بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال :
« لمّا فتح رسول الله مدينة (٤) خيبر قدم جعفر عليهالسلام من الحبشة فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لا أدري أنا بأيهما اُسر ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ، وكانت مع جعفر جارية فأهداها إلى علي عليهالسلام ، فدخلت فاطمة عليهاالسلام بيتها فإذا رأس علي في حجر الجارية ، فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها فتبرقعت ببرقعتها ووضعت خمارها على رأسها تريد النبي صلىاللهعليهوآله تشكو إليه عليّاً ، فنزل جبرئيل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآله فقال له : يامحمّد ان الله يقرؤك السلام ويقول لك : هذه فاطمة اتتك (٥) تشكو عليّاً فلا تقبلنّ (٦) منها.
فلما دخلت فاطمة قال لها النبي صلىاللهعليهوآله : إرجعي إلى بعلك وقولي له رغم انفي لرضاك ، فرجعت فاطمة عليهاالسلام فقالت : يابن عم رغم أنفي لرضاك ، فقال علي : يافاطمة شكوتيني إلى النبي صلىاللهعليهوآله واحياءاه من رسول الله اشهدك يافاطمة ان هذه الجارية حرّة لوجه الله في مرضاتك وكان مع علي خمسمائة درهم ، فقال : وهذه الخمسمائة درهم صدقة على (٧) فقراء المهاجرين والأنصار في مرضاتك.
فنزل جبرئيل على النبي فقال : يامحمّد الله يقرئ عليك السلام ويقول لك بشّر
__________________
(١) في « ط » : منهم والدي رحمهالله أبو القاسم الفقيه.
(٢) ليس في « ط ». |
(٣) في « ط » شريك بن ليث. |
(٤) في « ط » : فتح الله على نبيه مدينة. |
(٥) في « ط » : تأتيك. |
(٦) في « م » : تقبل. |
(٧) في « ط » : في. |
علي بن أبي طالب بأني (١) وهبت له الجنّة بحذافيرها لعتقه (٢) الجارية في مرضاة فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب الجنّة فيدخل من يشاء الجنة برحمتي ويمنع منها من يشاء بغضبي ، وقد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمسمائة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار فيدخل من يشاء النار بغضبي ويمنع من يشاء منها برحمتي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : بخٍ بخٍ مَنْ مثلك ياعلي وأنت قسيم الجنّة والنّار » (٣).
١٢٨ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : حدّثنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : أخبرني عمر بن اسلم ، قال : حدّثنا سعيد بن يوسف البصري ، عن خالد بن عبدالرحمان المدايني ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبي ذر الغفاري رحمهالله قال :
« رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب عليهالسلام بيده وقال : ياعلي من أحبّنا فهو العربي ومن أبغضنا فهو العلج ، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ، ومن كان مولده صحيحاً ، وما على ملّة إبراهيم عليهالسلام إلاّ نحن وشيعتنا وسائر النّاس منها براء ، وانّ الله وملائكته يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان » (٤).
١٢٩ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي رحمهالله في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رحمهالله ، قال : أخبرنا المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهالله ، قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ،
__________________
(١) في « م » : اني. |
(٢) في « م » : بعتقه. |
(٣) عنه البحار ٣٩ : ٢٠٨.
(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٩٤ ، المفيد في أماليه : ١٦٩ ، الديلمي في إرشاد القلوب : ٢٥٤.
قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم ، قال : حدّثني الحسن (١) بن زيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« لمّا اُسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى نوديت : يامحمّد استوص بعليّ خيراً ، فانه سيّد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين يوم القيامة » (٢).
١٣٠ ـ أخبرنا الفقيه أبو النجم محمّد بن عبدالوهاب بن عيسى الرازي بها في درب زامهران قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري (٣) ، قال : أخبرنا عبدالرزاق بن أحمد بن مدرك أبو الفتح بقراءتي عليه بعد ما كتبه لي بخطه ، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن جعفر بن الفضل المقري بفسطاط مصر ، قال : حدّثنا ابن رشيق العدل (٤) ، قال : حدّثنا محمّد بن زريق بن جامع المدني ، قال : حدّثنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي ، قال : حدّثنا علي بن هاشم ، عن محمّد بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبي رافع ، عن أبي ذر رضياللهعنه أنّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي بن أبي طالب عليهالسلام :
« أنت أول من آمن بي (٥) ، وأنت أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدِّيق الأكبر ، وأنت الفاروق الّذي تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين (٦) والمال يعسوب المنافقين » (٧).
١٣١ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمهالله ،
__________________
(١) في أمالي الشيخ : الحسين.
(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٩٦ ، المفيد في اماليه : ١٧٣.
(٣) في « م » : أحمد بن محمّد بن الحسين النيشابوري.
(٤) في « م » : حدّثنا رشيق العدل ، وفي البحار : أبي رشيق العدل.
(٥) في اليقين : آمن بي وصدقني. |
(٦) في « ط » : يعسوب الدين. |
(٧) عنه البحار ٣٨ : ٢٢٨. أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٩٠ ، ويأتي في ج ٢ : الرقم ١٤٢ ، وج : ٤ الرقم ٢٤.
قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمد بن النعمان رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطان ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الأودي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن عبدالرحمان بن قيس الأرحبي قال :
« كنت جالساً مع علي بن أبي طالب عليهالسلام على باب القصر حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر فوثب ليدخل فقام رجل من همدان فتعلق بثوبه وقال : ياأمير المؤمنين حدّثني حديثاً جامعاً ينفعني الله به ، قال عليهالسلام : أولم يكن في حديث كثير ؟ قال : بلى ولكن حدّثني حديثاً [ جامعاً ] (١) ينفعني الله به ، قال عليهالسلام :
حدّثني خليلي رسول الله صلىاللهعليهوآله أني أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم ويرد أعداؤنا ظماء (٢) مسودة وجوههم ، خذها إليك قصيرة من طويلة أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ياأخا همدان ، ثم دخل القصر » (٣).
١٣٢ ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة في مشهد (٤) مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : حدّثني أبو علي محمّد بن محمّد بن يعقوب الكوفي قراءة ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان العلوي ، قال : حدّثنا أبو المفضل محمّد بن عبدالله الشيباني ، قال : حدّثنا عبدالله بن أحمد بن عامر ، ( قال : حدّثني أبي أحمد بن عامر ) (٥) ، قال : حدّثني علي بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى ابن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
__________________
(١) من أمالي المفيد. |
(٢) في امالي الشيخ : ظماناً. |
(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١١٥ ، والمفيد في أماليه ١ : ٣٣٩ ، أقول : مرّ مثله في ج ٢ : الرقم ٢٢.
(٤) في « م » : بمشهد. |
(٥) ليس في البحار. |
« من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره » (١).
١٣٣ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمهالله بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال : أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفراني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثني عمّار (٢) بن أبي شيبة ، عن عمرو بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام قال :
« قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام على منبر الكوفة : ياأيها الناس انه كان لي من رسول الله صلىاللهعليهوآله عشر هن أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ، قال : قال لي رسول الله : ( ياعلي ) (٣) أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلائق إلي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار ، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما تتواجه منازل الإخوان في الله عزّ وجلّ ، وأنت الوارث ( مني ) (٤) ، وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأمري (٥) ، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي ، وأنت الامام لاُمّتي والقائم بالقسط في رعيتي ، وأنت وليي ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله » (٦).
١٣٤ ـ وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي بن الطوسي رحمهالله في الموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمهالله ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ،
__________________
(١) عنه البحار ٣٧ : ٢٢٢ ، رواه الصدوق في صحيفة الرضا عليهالسلام : ١٧٢ ، والشيخ في أماليه ١ : ٢٦٠ و ٣٥٣.
(٢) في أمالي الشيخ : عثمان.
(٣ و ٤) ليس في « ط ». |
(٥) في الأمالي : اسرتي. |
(٦) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٩٦ ، والمفيد في أماليه : ١٧٤ ، أقول : في ج ١ : الرقم ٢٤ مثله ، ومرّ بمضمونه في ج ١ : الرقم ١٣ ، ويأتي بمضمونه ج ٣ : الرقم ٢٩.
قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا أحمد (١) بن عبدالحميد بن خالد ، قال : حدّثنا محمّد بن عمرو بن عتبة ، عن حسين الأشقر عن محمّد بن أبي عمارة الكوفي ، قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهالسلام يقول :
« من دمعت عينه (٢) فينا دمعة لدم سفك لنا ، أو حق [ لنا ] نقصناه (٣) ، أو عرض انتهك لنا ، أو لأحد من شيعتنا بوّأه الله تعالى بها في الجنة حقباً » (٤).
١٣٥ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمهالله بالري سنة عشرة وخمسمائة في ربيع الأوّل ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضياللهعنه ، في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهالله ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، قال : حدّثنا سليمان بن سلمة الكندي ، عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن عيسى بن أبي منصور ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهالسلام قال :
« نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله ، ثم قال أبو عبدالله : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب » (٥).
١٣٦ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمهالله ، قال : حدّثني الشيخ الفقيه المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمهالله ،
__________________
(١) في « ط » : محمّد بن عبدالحميد بن خالد ، وفي أمالي الشيخ : بن خلف.
(٢) في « ط » : عيناه ، وفي الأمالي : عينه دمعة لدم.
(٣) من الأمالي ، وفيه : انقصناه.
(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٩٧ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٤٦ بسند آخر عن الشيخ في أماليه : ١ : ١١٦.
(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١١٥ ، والمفيد في أماليه : ٣٣٨ ، أقول : يأتي مثله ج ٩ : الرقم ٦.
قال : أخبرني الشريف أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن طاهر ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، ( قال : حدّثني أحمد بن الحسين بن سعيد ) (١) ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا ظريف بن ناصح ، عن محمّد بن عبدالله الأصم الأعلم ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : سمعت أبي يقول لجماعة من أصحابه :
« والله لو أن على افواهكم أوكية ، لأخبرت كلّ رجل منكم بما لا يستوحش معه أيّ (٢) شيء ، ولكن قد سبق فيكم الاذاعة والله بالغ امره » (٣).
١٣٧ ـ أنشدني الشيخ أبو عبدالله محمّد بن شهريار الخازن في سنة اثنى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : أنشدني المفضل بن محمّد المهلبي لنفسه :
« فيارب زدني كل يوم وليلة |
|
لآل رسول الله حباً الى حبي |
اُولئك دون العالمين أئمّتي |
|
وسلمهم سلمي وحربهم حربي » |
١٣٨ ـ أخبرنا الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله بالموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع البلخي ، قال : حدّثنا سليمان بن الربيع النهدي ، قال : حدّثنا نصر بن مزاحم المنقري ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن بلال ، وحدّثني علي بن عبيدالله بن أسد بن منصور الاصفهاني ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد بن هلال الثقفي ، قال : حدّثني محمّد بن علي ، قال : حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن علي بن حزور ، عن الأصبغ بن نباتة قال :
« جاء رجل إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : ياأمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم ، الدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة الحجّ واحد فبم نسميهم ؟ قال عليهالسلام : سمهم بما سماهم الله تعالى في كتابه ، [ فقال : ما كل
__________________
(١) ليس في « ط ». |
(٢) في أمالي الشيخ : الى. |
(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٠٠.
ما في كتاب الله أعلمه ؟ قال : أما سمعت الله تعالى يقول في كتابه ] (١) :
( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ) (٢).
فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عزّ وجلّ وبالنبي صلىاللهعليهوآله وبالكتاب وبالحق فنحن الّذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء الله قتالهم بمشيته وإرادته » (٣).
١٣٩ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدّثنا أبو عبدالله إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال : حدّثنا شعيب بن أيوب ، قال : حدّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسان قال :
سمعت أبا محمّد الحسن بن علي عليهالسلام يخطب النّاس بعد البيعة له بالأمر (٤) فقال :
« نحن حزب الله الغالبون وعترة رسوله الأقربون وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلّفهما رسول الله صلىاللهعليهوآله في اُمّته والثاني كتاب الله فيه تفصيل كلّ شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره لا يتعبنا (٥) تأويله بل نتيقن حقايقه فأطيعونا ، فانّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عزّ وجلّ وبرسوله مقرونة قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (٦) ، ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٧).
__________________
(١) من الامالي. |
(٢) البقرة : ٢٥٣. |
(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٠١. |
(٤) في « ط » : بالبيعة له. |
(٥) في الأمالي : لا نتظنّا. |
(٦) النساء : ٥٩. |
(٧) النساء : ٨٣.
واحذّركم الإصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين (١) فتكونوا كاُولئك الّذين قال لهم الشيطان : ( لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لا تَرَوْنَ ) (٢) ، فتلقون (٣) إلى الرماح وزراًً (٤) وإلى السيوف جزراً وإلى العمد حطماً والسهام (٥) غرضاً ، ثمّ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً » (٦).
١٤٠ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبدالوهاب بن عيسى الرازي بها قراءة عليه في مسجد الغربي بدرب زامهران في صفر سنة عشر وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيشابوري قال : أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمّد البلخي الحافظ بقراءتي عليه ، ( قال : أخبرنا محمّد بن عوف ) (٧) ، قال : أخبرنا الحسن بن منير ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن عامر ، قال : حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي ( الرازي ) (٨) إملاء في أيام هشام بن عامر وهو يسمع منه ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن الخطاب ، قال : حدّثنا علي بن القاسم ، عن علي بن عبدالله ( عن أبي رافع ) (٩) ، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر رضياللهعنه عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« اُوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عزّوجلّ ، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله عزّوجلّ ، ( ومن أبغضه فقد أبغضني ومن ابغضني فقد أبغض الله عزّ وجلّ ) (١٠) » (١١).
__________________
(١) في « ط » : فانه عدو مبين لكم. |
(٢) الانفال : ٤٨. |
(٣) في « م » : فتلقوني. |
(٤) في « ط » : زوراً. |
(٥) في « ط » : للعمد ، للسهام. |
(٦) رواه الشيخ في أماليه ٢ : ٣٠٣. |
(٧) ليس في البحار. |
(٨) ليس في « ط ». |
(٩) ليس في « ط » ، وفي البحار : علي بن عبيدالله بن أبي رافع.
(١٠) ليس في « ط ».
(١١) عنه البحار ٣٨ : ١٣٩ و ٣٩ : ٢٨١ ، رواه الطوسي في أماليه ١ : ٢٥٣ ، وابن المغازلي في مناقبه : ٢٣١. أقول : يأتي مثله في ج ٣ : الرقم ١٠ ، وج ٤ : الرقم ٢٠ و ٢١.
١٤١ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الطوسي رحمهالله بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمهالله ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا علي بن العباس بن الوليد ، قال : حدّثنا إبراهيم بن بشر (١) بن خالد ، قال : حدّثنا منصور بن يعقوب ، قال : حدّثنا عمرو بن ميمون (٢) ، عن إبراهيم بن عبدالأعلى ، عن سويد بن غفلة قال :
« سمعت علياً عليهالسلام يقول : والله لو صببت الدنيا على المنافق صبّاً ما أحبني ، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لأحبني ، وذلك انّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ياعلي لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق » (٣).
١٤٢ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن جعفر الصولي ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا (٤) الساجي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى السدي ، قال : حدّثنا محمّد بن سعيد ، عن فضيل بن غزوان ، عن أبي سخيلة ، عن أبي ذر وسلمان الفارسي رضي الله عنهما قال :
« أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : هذا أول من آمن بي ، وهو أول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصدّيق الأكبر وفاروق هذه الاُمة ويعسوب المؤمنين » (٥).
__________________
(١) في « ط » : بشير. |
(٢) في أمالي الشيخ : عمرو بن شمر. |
(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٠٩ ، أقول : مرّ ج ٢ : الرقم ١١١ مثله.
(٤) في « م » : زكريا بن يحيى.
(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٤٧ ، أقول : مرّ مثله في ج ٢ : الرقم ٩٠ ، ومرّ أيضاً في ج ٢ : الرقم ١٣٠ ، ويأتي في ج ٤ : الرقم ٢٥ مثله.
١٤٣ ـ أخبرنا الشيخ ( الأمين ) (١) أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن عامر بن علان العدل بالكوفة قراءة عليه في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وستين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التميمي الاشناني قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين الاشناني قراءة عليه ، قال : حدّثنا عبّاد (٢) بن يعقوب الاسدي ، قال : أخبرنا حسين بن زيد ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين بن علي عليهالسلام قال :
« ان الله افترض خمساً ولم يفترض إلاّ حسناً جميلاً : الصلاة والزكاة والحج والصيام وولايتنا أهل البيت ، فعمل الناس بأربع واستخفوا بالخامسة ، والله لا يستكملوا الأربع حتّى يستكملوها بالخامسة » (٣).
١٤٤ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد رحمهالله ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال :
« ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة ، وانّه لينزل كلّ يوم (٤) سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فاذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة فاذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلىاللهعليهوآله فسلّموا عليه ، ثم أتوا قبر (٥) أمير المؤمنين علي بن
__________________
(١) ليس في « ط ». |
(٢) في البحار : عبدالله. |
(٣) عنه البحار ٢٣ : ١٠٥. |
(٤) في « ط » : كل يوم وليلة. |
(٥) في « ط » : إلى قبر.
أبي طالب فسلموا عليه ، ثم أتوا قبر الحسين عليهالسلام فسلّموا عليه ثم عرجوا وينزل مثلهم أبداً إلى (١) يوم القيامة.
وقال عليهالسلام : من زار قبر أمير المؤمنين عليهالسلام عارفاً بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وبعث من الآمنين وهون عليه الحساب واستقبلته الملائكة فإذا انصرف شيعوه إلى منزله فإذا مرض عادوه وإن مات تبعوه بالاستغفار الى قبره.
قال : ومن زار قبر الحسين عليهالسلام عارفاً بحقه كتب الله له ثواب ألف حجّة مقبولة ، وألف عمرة مقبولة ، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر » (٢).
١٤٥ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ابن الطوسي ، عن أبيه رحمهالله ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن المغيرة ، قال : حدّثنا أبو أحمد حيدر بن محمّد (٣) ، قال : حدّثنا أبو عمرو محمّد بن عمر الكشي ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن أيوب بن نوح بن دراج ، عن إبراهيم المخارقي قال :
« وصفت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهالسلام ديني فقلت : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (٤) ، وأن علياً إمام عدل بعده ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمّد بن علي ثم أنت ، فقال عليهالسلام : رحمك الله ثمّ قال : اتقوا الله ، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن والفرج ، تكونوا معنا في الرفيق الأعلى » (٥).
١٤٦ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله في الموضع والتاريخ المذكور ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال :
__________________
(١) في « ط » : أبدا هكذا الى.
(٢) عنه البحار ١٠٠ : ١٢٢ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢١٨ ، وابن قولويه في كامل الزيارات : ١١٤ ، ثواب الأعمال : ٨٧ ، والسيد في كشف اليقين : ٦٧ ، أورده المزار الكبير : ١٠٩.
(٣) في « ط » : حميد بن محمد. |
(٤) في الامالي : محمّد رسول الله. |
(٥) رواه الشيخ في اماليه ١ : ٢٢٦.
حدّثنا أبو الحسن علي بن سعيد المقري ، قال : حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن أبي هاشم ، قال : حدّثنا يحيى بن الحسين ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن سلمان الفارسي رضياللهعنه قال :
« سمعت رسول الله يقول : يامعشر المهاجرين والانصار إلاّ أدلكم على ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال : هذا علي أخي [ ووصيي ] (١) ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم ، فأحبوه لحبّي وأكرموه لكرامتي ، فان جبرئيل أمرني أن أقول لكم ما قلت » (٢).
١٤٧ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رحمهالله ، قال : أخبرني محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثني القاسم بن محمّد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عبدالله بن حماد الأنصاري ، عن جميل بن دراج ، عن معتب مولى أبي عبدالله عليهالسلام قال : سمعته يقول لداود بن سرحان :
« ياداود ابلغ مواليّ عنّي السلام وانّي أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكرا (٣) أمرنا ، فانّ ثالثهما ملك يستغفر لهما ، إن (٤) إجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فانّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء لأمرنا (٥) ، وخير النّاس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا » (٦).
١٤٨ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمهالله بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله في شهر الله المبارك شهر رمضان منه سنة خمس وخمسين
__________________
(١) من أمالي الصدوق.
(٢) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٦ ، وفيه : أمرني أن أقوله لكم ، والشيخ في أماليه ١ : ٢٢٦ أقول : يأتي مثله في ج ٤ : الرقم ٦٦ ، وبمضمونه عن زيد بن ارقم في ج ٤ : الرقم ٨٨ ، وج ٧ : الرقم ٣.
(٣) في « ط » : فتذاكر. |
(٤) في « م » : وما ، وفي أمالي الشيخ : فإذا. |
(٥) في الأمالي : احياءنا. |
(٦) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٢٨. |
وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمهالله ، قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد بن سعيد بن زياد من كتابه (١) ، قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي ، قال : حدّثنا نصر بن حمّاد ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهالسلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضياللهعنه ، قال :
« قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ان جبرئيل نزل عليَّ وقال : انّ الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب عليهالسلام خطيباً على أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك ، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما نذكره ، والله يوحي إليك يامحمّد انّ من خالفك في أمره فله النار (٢) ومن أطاعك فله الجنّة (٣) ، فأمر النبي صلىاللهعليهوآله منادياً فنادى بالصلاة (٤) جامعة ، فاجتمع الناس وخرج حتّى علا (٥) المنبر فكان أول ما تكلم به : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قال : أيها الناس أنا البشير ( وانا ) (٦) النذير ، وأنا النبي الاُمّي ، انّي مبلّغكم عن الله عزّ وجلّ في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي ، وهو عيبة العلم ، وهو الذي انتجبه الله من هذه الاُمّة واصطفاه وهداه وتولاّه ، وخلقني وإياه ، وفضّلني بالرسالة وفضله بالتبليغ عنّي ، وجعلني مدينة العلم [ وجعله الباب ] (٧) وجعله خازن العلم المقتبس منه الأحكام ، وخصه بالوصية وأبان أمره وخوف من عداوته وازلف من والاه وغفر لشيعته وأمر الناس جميعاً بطاعته.
وانه عزّ وجلّ يقول : من عاداه عاداني ومن والاه والاني ، ومن ناصبه
__________________
(١) في الأمالي : من كنانه. |
(٢) في الأمالي : في أمره دخل النار. |
(٣) في « ط » : في أمره فله الجنة. |
(٤) في « ط » : ينادي الصلاة. |
(٥) في الأمالي : رقى. |
(٦) ليس في « ط ». |
(٧) من أمالي الشيخ.
ناصبني ، ومن خالفه خالفني ، ومن عصاه عصاني (١) ، ومن آذاه آذاني ، ومن أبغضه أبغضني ، ومن أحبه أحبني ومن أراده أرادني ، ومن كاده كادني ومن نصره نصرني.
ياأيّها النّاس اسمعوا لما آمركم به وأطيعوا (٢) فاني أخوفكم عقاب الله ، ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ [ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ ] (٣) ) (٤).
ثم أخذ بيد أمير المؤمنين علي عليهالسلام فقال : ( يا ) (٥) معاشر الناس هذا مولى المؤمنين وحجّة الله على الخلق (٦) أجمعين والمجاهد للكافرين ، اللهم اني قد بلغت وهم عبادك وأنت القادر على إصلاحهم فاصلحهم برحمتك ياأرحم الراحمين ، استغفر الله لي ولكم.
ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال : يامحمد [ ان ] (٧) الله يقرؤك السلام ويقول لك : جزاك الله عن تبليغك خيراً فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لاُمّتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين ، يامحمّد ان ابن عمك مبتلى ومبتلى به ، يامحمّد قل في كل أوقاتك : الحمد لله ربّ العالمين وسيعلم الّذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » (٨).
١٤٩ ـ أخبرني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي ، قال :
__________________
(١) في « ط » : عاداه فقد عاداني ، والاه فقد والاني ، ناصبه فقد ناصبني ، خالفه فقد خالفني ، عصاه فقد عصاني.
(٢) في الأمالي : ما ، اطيعوه.
(٣) من الأمالي. |
(٤) آل عمران : ٣٠. |
(٥) ليس في الأمالي. |
(٦) في الأمالي : خلقه. |
(٧) عن الأمالي.
(٨) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١١٨ ، والمفيد في أماليه : ٧٦ و ٣٤٦ ، أقول : مرّ مثله في ج ٢ : الرقم ٥٢.
أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثني أبي ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن كليب بن معاوية الصيداوي قال : قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد عليهماالسلام :
« ما يمنعكم إذا كلّمكم النّاس ان تقولوا [ لهم ](١) : ذهبنا [ من ](٢) حيث ذهب الله واخترنا من حيث اختار الله ، ان الله اختار محمداً واخترنا (٣) آل محمّد ، فنحن متمسّكون بالخيرة من الله عزّ وجلّ » (٤).
١٥٠ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ابن الطوسي رحمهالله بالموضع والتاريخ المذكور المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رحمهالله ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني ، عن ابراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثنا أبو جعفر السعدي ، قال : حدّثنا يحيى بن عبدالحميد الجماني ، قال : حدّثنا قيس بن الربيع ، قال : حدّثنا سعد بن ظريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الأنصاري ، ان رسول الله صلىاللهعليهوآله سئل عن الحوض فقال :
« أما إذا سألتموني عنه فأخبركم ، ان الحوض أكرمني الله به وفضلني على من كان قبلي من الأنبياء وهو ما بين ايلة وصنعاء ، فيه من الآنية عدد (٥) نجوم السماء ، تسيل فيه خلجان (٦) من الماء [ ماؤه ] (٧) أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، حصاؤه (٨) الزمرد والياقوت ، بطحاؤه مسك اذفر.
شرط مشروط من ربّي لا يرده أحد من اُمتي إلاّ النقية قلوبهم الصحيحة نياتهم ، المسلمون للوصي [ من ] (٩) بعدي ، الّذين يعطون ما عليهم في يسر ولا
__________________
(١ و ٢) من الأمالي. |
(٣) في الأمالي : اخترنا. |
(٤) رواه الشيخ في أماليه : ١ : ٢٣١. |
(٥) في « ط » : من عدد. |
(٦) في الأمالي : خليجان. |
(٧) من الأمالي. |
(٨) في « ط » : حصباؤه. |
(٩) من الأمالي. |
يأخذون ما لهم (١) في عسر ، يذود عنه يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب ( من إبله ) (٢) من شرب الماء (٣) لم يظمأ أبداً » (٤).
١٥١ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبدالوهاب بن عيسى قراءة عليه في درب زامهران بالري في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه ، قال : حدّثني الشريف أبو عبدالله الحسين بن الحسن الحسيني الجرجاني القاضي قدم علينا من بغداد ، قال : حدّثني الشريف أبو محمّد الحسن بن أحمد المحمدي النقيب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عباس الجوهري ، قال : حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني قال :
« رأيت صبياً صغيراً يكون سباعياً أو ثمانياً بالمدينة على ساكنها أفضل السلام ينشد :
لنحن على الحوض روّاده (٥) |
|
نذود وتسعد وراده (٦) |
وما فاز من فاز إلاّ بنا |
|
وما خاب من حبّنا زاده |
ومن سرّنا نال منّا السرور |
|
ومن ساءنا ساء ميلاده |
ومن كان ظالماً حقّنا |
|
فان القيامة ميعاده |
فقلت : يافتى لمن هذه الأبيات ؟ فقال : لمنشدها ، فقلت : من الفتى ؟ فقال : علوي فاطمي إيهاً عنك » (٧).
__________________
(١) في الأمالي : عليهم. |
(٢) ليس في « ط ». |
(٣) في الأمالي : منه. |
(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٣٢. |
(٥) في الأصل : ذوّاده ، ما أثبتناه من البحار.
(٦) ذاده : دفعه وطرده.
(٧) رواه مع اختلافٍ في البحار ٤٦ : ٩٢ ، عن مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٩٤.