عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري
المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
٤ ـ أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ أبو طالب محمّد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مسجد النخاسين (١) على صاحبه السلام ، قال : حدّثنا الشيخ أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه ، قال : حدّثنا حمويه أبو عبدالله ابن علي بن حمويه ، قال : أخبرنا محمّد بن عبدالله بن المطلب الشيباني ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن مهدي الكندي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عمرو بن ظريف الحجري ، قال : حدّثني أبي ، عن جميل بن صالح ، عن ابي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة قال :
« دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل الحارث يتلوذ (٢) في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه (٣) وكان مريضاً ، فدخل فأقبل عليه أمير المؤمنين ـ وكانت له منزلة منه ـ فقال : كيف نجدك يا حارث ؟ فقال : نال منّي الدّهر يا أمير المؤمنين وزادني غليلاً (٤) اختصام أصحابك ببابك ، قال : وفيم خصومتهم ؟ قال : في شأنك والثّلاثة من قبلك ، فمن مفرطٍ غالٍ ومقتصدٍ والٍ (٥) ومن متردّدٍ مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم (٦) ؟ قال عليهالسلام : فحسبك يا أخا همدان ، ألا إنّ خير شيعتي النّمط (٧) الأوسط ، اليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التّالي ، فقال له الحارث : لو كشفت فداك أبي واُمّي الريب (٨) عن
__________________
(١) هو مسجد أمير المؤمنين عليهالسلام ، الّذي كان يصلّي فيه لما فتح البصرة ، وقيل : إنّه أمر ببنائه ويعرف الى الآن مسجد الإمام علي عليهالسلام.
(٢) في أمالي المفيد والتأويل : يتأود ، وفي البحار : يتّئد.
(٣) المحجن : العصا المعوج رأسها ، الخبط : الضرب الشديد.
(٤) الغليل : الحقد والضغن.
(٥) في « م » : قال : وفي البحار : مقتصد تال : أي معتدل في المحبة.
(٦) أحجم عنه : كف أو نكص هيبة. |
(٧) النمط : جماعة من الناس أمرهم واحد. |
(٨) في أمالي المفيد والبحار : الدين ، وهو الطبع والدنس.
قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.
قال : فذاك فانّه أمر ملبوس عليه (١) ، انّ دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحقّ فاعرف الحق تعرف أهله ، ياحار ! انّ الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد ، وبالحقّ اُخبرك فارعني (٢) سمعك ثمّ خبّر به من كان له حصافة (٣) من أصحابك ، ألاّ أنّي عبدالله وأخو رسول الله وصدّيقه الأكبر ، صدّقته وآدم بين الروح ، والجسد ، ثمّ إني صدّيقه الأوّل في اُمّتكم حقّاً ، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون ، ألا وإنّي خاصّته ، يا حارث وصنوه (٤) ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه ، اُوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن ، واستودعت ألف مفتاح ، يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي كلّ باب إلى ألف ألف عهد ، وايّدت ـ أو قال : وامددت ـ بليلة القدر نفلاً ، وان ذلك ليجري لي ( والمتحفظين من ذرّيتي ) (٥) كما يجري اللّيل والنهار حتّى يرث الله الأرض ومن عليها ، وانشدك (٦) يا حارث لتعرفني ووليّي وعدوّي في مواطن شتّى ، لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة.
قال الحارث : ما المقاسمة يا مولاي قال : مقاسمة النّار أقاسمها قسمة صحاحاً (٧) ، أقول : هذا وليّي [ فاتركيه ] (٨) وهذا عدوّي [ فخذيه ] (٩) ، ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله بيدي فقال لي ـ و [ قد ] (١٠) اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين ـ : انه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله أو بحجزته ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخذت أنت ياعلي
__________________
(١) في أمالي المفيد : انك امرء ملبوس عليك.
(٢) في « ط » : فاعرني ، أقول : أرعيته سمعي : أي استمعت مقالته.
(٣) حصف حصافه : إذا كان جيد الرأي محكم العقل.
(٤) الصنو : الأخ الشقيق.
(٥) ليس في « م » ، وفي الأمالي : لمن استحفظ من ذريتي.
(٦) في الأمالي : ابشرك. |
(٧) في الأمالي : صحيحة. |
(٨ و ٩ و ١٠) من الأمالي والبحار.
بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذت شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله عزّ وجلّ بنبيه وماذا يصنع نبيّه بوصيّه ، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت قالها ثلاثاً فقال الحارث : وقام يجرّ رداءه جذلاً ، لا اُبالي وربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني.
قال جميل بن صالح : فأنشدني أبو هاشم السيّد ابن محمّد (١) في كلمة له :
قول علي لحارث عجب |
|
كم ثَمَّ اعجوبة له حملا (٢) |
ياحار همدان من يمت يرني |
|
من مؤمن أو منافق قبلا |
يعرفني طرفه وأعرفه |
|
بعينه (٣) واسمه وما عملا |
وأنت عند الصراط تعرفني |
|
فلا تخف عثرة ولا زللا |
اسقيك من بارد على ظمأ |
|
تخاله (٤) في الحلاوة العسلا |
أقول للنار حين توقف لل |
|
عرض على حرّها : دعي الرجلا |
دعيه لا تقربيه انّ له |
|
حبلاً بحبل الوصي متّصلا |
هذا لنا شيعة وشيعتنا |
|
أعطاني الله فيهم الأملا » (٥) |
٥ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمهالله في جمادى الآخرة سنة عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد الوالد رضياللهعنه قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهالله ، قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل ، قال : أخبرنا محمّد بن الصلت ، قال : حدّثنا أبو كدينة (٦) ، عن عطا ، عن سعيد بن جبير ، عن
__________________
(١) هو اسماعيل بن محمّد الحميري ، لقّب بالسيد ولم يكن علوياً ولا هاشمياً ، كان كيسانياً فاستبصر وحسن ايمانه.
(٢) في البحار : أي حمل حارث هناك أعاجيب كثيرة له.
(٣) في الأمالي : بنعته. |
(٤) تخاله : تظنّه. |
(٥) عنه البحار ٦٨ : ١٢٠ ، رواه في تأويل الآيات ٢ : ٦٥٠ ، عنه البحار ٢٧ : ١٥٩ ، أخرجه الشيخ في أماليه ٢ : ٢٣٨ ، والمفيد في أماليه : ٣.
(٦) في « ط » : أبو كندة ، وهو مصحّف ، وفي التقريب : ٥٥٥ : « هو يحيى بن المهلّب البجلي ».
عبد الله بن عباس رضياللهعنه قال :
« لما نزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ، قال له علي عليهالسلام : ما هذا الكوثر يارسول الله ؟ قال : نهر أكرمني الله به ، قال : إن هذا النهر شريف فانعته لي يارسول الله ، قال : نعم يا علي ، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشد بياضاً من اللّبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزّبد ، حصباؤه (١) الزّبرجد والياقوت والمرجان ، حشيشه الزعفران ، ترابه المسك الأذفر ، قواعده تحت عرش الله تعالى.
ثمّ ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله يده على جنب أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : يا علي ! إنّ هذا النهر لي ولك ولمحبيّك من بعدي » (٢).
٦ ـ قال : أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن الحسن بن داود الخزاعي الأنماطي قراءة عليه وأنا حاضر غير مرّة ، قال : أخبرنا الشريف أبو طالب محمّد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني سنة أربع وأربعمائة ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن الفضل بن إبراهيم ، عن عرمان بن معقل ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، قال : سمعته يقول :
« لا تدعوا صلّة آل محمّد من أموالكم ، من كان غنيّاً فعلى قدر غناه ، ومن كان فقيراً فعلى قدر فقره ، فمن أراد أن يقضي الله له أهمّ الحوائج إليه (٣) فليصل آل محمّد وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله » (٤).
٧ ـ أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في الموضع المقدّس المذكور على ساكنه السلام في شوال سنة اثنتي عشرة
__________________
(١) في البحار : حصاؤه.
(٢) عنه البحار ٨ : ١٧ ، رواه الطوسي في أماليه ١ : ٦٧ ، والمفيد في أماليه : ٢٩٤.
(٣) في « ط » : إلى الله. |
(٤) عنه البحار ٩٦ : ٢١٦. |
وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد البرسي (١) المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين ، في ذي الحجّة سنة اثنتين وستين وأربعمائة ، قال : أخبرنا محمّد بن علي بن محمّد القرشي ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عمر الأحمسي من أصل خطّ أبي سعيد بيده ، قال : أخبرنا أبو عبيد بن كثير الهلالي (٢) التمار ، قال : أخبرنا يحيى بن مساور ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، عن آبائه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال :
قال يحيى بن مساور : أخبرنا أبو خالد الواسطي ، عن زيد بن علي ، عن أبيه عليهالسلام ، قالوا :
قال رسول الله : « والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتّى يأكل من ثمار الجنّة أو من شجرة الزقوم ، وحين يرى ملك الموت يراني ويرى علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فان كان يحبّنا قلت : يا ملك الموت ! ارفق به انّه كان يحبّني ويحبّ أهل بيتي ، وإن كان يبغضنا قلت : يا ملك الموت ! شدّد عليه انّه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي » (٣).
٨ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بالموضع المذكور على ساكنه السلام في السنة المذكورة ، عن أبيه ، أبي جعفر الطوسي رحمهالله ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي قدس الله روحه ، قال : أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقري ، قال : أخبرنا عمر بن محمّد الوراق ، قال : أخبرنا علي بن العباس (٤) البجلي ، قال : أخبرنا حميد بن زياد ، قال : أخبرنا محمّد بن تسنيم الوراق ، قال : أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : أخبرنا مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال :
سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ المُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) ، فقال : قال لي جبرئيل : ذاك علي وشيعته ، هم
__________________
(١) في البحار : النوسي. |
(٢) في « ط » : سعيد بن كثير. |
(٣) عنه البحار ٦ : ١٩٤. |
(٤) في « م » : علي بن الحسين. |
السابقون إلى الجنّة المقرّبون [ من الله بكرامته لهم ] (١) » (٢).
٩ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي بالموضع المذكور في السنة المذكورة قال : أخبرنا السعيد الوالد رضياللهعنه ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري ، قال : أخبرني عمّي أبو الحسين عليّ بن سليمان بن الجهم ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن خالد الطيالسي ، قال : أخبرنا العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال :
سألت أبا جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام في قول الله عزّ وجلّ : ( أُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (٣) ، قال : يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب ، فيكون الله تعالى هو الّذي يتولّى حسابه حتّى لا يطلع على حسابه أحد من النّاس ، فيعرّفه ذنوبه ، حتّى أذا أقرّ بسيئآته ، قال الله عزّوجلّ [ للكتبه ] (٤) : بدّلوها حسنات وأظهروها على النّاس (٥) ، فيقول الناس حينئذٍ ما كان لهذا العبد سيئة واحدة ، ثم يأمر ( الله ) (٦) به إلى الجنة ، فهذا تأويل الآية ( وهي ) (٧) في المذنبين من شيعتنا خاصّة » (٨).
١٠ ـ أخبرنا الرئيس الزاهد العابد العالم أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن في الري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رضياللهعنهم، قال : حدّثني عليّ بن أحمد بن موسى (٩) الدقاق ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال يزيد بن قعنب :
__________________
(١) من أمالي الشيخ.
(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٧٠ ، أقول : يأتي مثله في ج ٢ : الرقم ٩٨.
(٣) الفرقان : ٧٠. |
(٤) من البحار وأمالي الشيخ. |
(٥) فيهما : للناس. |
(٦ و ٧) ليس في « ط ». |
(٨) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٧٠ ، عنه البحار ٧ : ٢٦١ و ٦٨ : ١٠٠ ، أقول : يأتي في ج ٢ : الرقم ١٠٣ عن الصدوق.
(٩) في العلل : أحمد بن محمد.
« كنت جالساً مع العبّاس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى (١) بازاء بيت الله الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنين ، وكانت حاملاً به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت : ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل ، وأنّه بنى بيتك العتيق ، فبحقّ الّذي بنى هذا البيت ، وبحقّ المولود الّذي في بطني لمّا يسّرت عليّ ولادتي.
قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت قد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا فيه والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب ، فلم ينفتح ، فعلمنا انّ ذلك أمر من الله عزّ وجلّ ، ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
فقالت : إنّي فضّلت على من تقدّمني من النساء لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّوجلّ سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد الله فيه إلاّ اضطراراً ، وانّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطباً جنيّاً ، واني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها ، فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة ! سميّه علياً ، فهو عليّ ، والله العليّ الأعلى يقول : إنّي شققت اسمه من اسمي وأدّبته بأدبي ووقفته على غامض علمي ، وهو الّذي يكسر الأصنام في بيتي وهو الّذي يؤذّن فوق ظهر بيتي ويقدّسني ويمجّدني ، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه » (٢).
١١ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي رضي الله عنهما قال : حدّثنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهالله ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد ابن سعيد بن عقدة ، قال : أخبرنا جعفر بن عبدالله ، قال : حدّثنا سعدان بن سعيد ، قال : حدّثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي ، قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهالسلام يقول :
__________________
(١) في « ط » : بني عبد العزّى.
(٢) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٤٦ ، ومعاني الأخبار : ٦٢ ، الأمالي : ١١٤ ، عنه البحار ٣٥ : ٨.
« بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة » (١).
١٢ ـ أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأوّل سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مشهد النخاسين على صاحبه السلام ، قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن احمد (٢) بن خالد المذاري في المحرم سنة ست وثلاثين واربعمائة في مشهد النخاسين ، قال : حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري في صفر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد ، قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن مخزوم مولى بني هاشم ، قال : حدّثنا الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار الأنصاري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مالك ، قال : حدّثنا يزيد بن هارون ، عن حميد الطويل ، عن أبي زرارة ، عن ابن عباس ، قال :
سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام : تختم ( بالعقيق ) (٣) في اليمين ، فانّها فضيلة من الله للمقربين ، قال علي عليهالسلام : ومن المقربون يارسول الله ؟ قال جبرئيل وميكائيل وما بينهما من الملائكة ، قال : فبم أتختّم ؟ قال : تختم بالعقيق الأحمر فانّه جبل أقر لله عزّ وجلّ بالوحدانية ولي بالنبوة ولك ( بالوصية ولولدك ) (٤) بالإمامة ولشيعتك بالجنة ولمبغضيهم بالنار » (٥).
١٣ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرني عمّي أبو جعفر محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمهمالله ،
__________________
(١) روى صدره المفيد في أماليه : ٣١ ، ويأتي مثله في ج ٢ : الرقم ١١٠ عن الصدوق.
(٢) في « ط » محمد بن محمد. |
(٣) ليس في « ط ». |
(٤) ليس في « م ».
(٥) رواه الخوارزمي في مناقبه : ٢٣٣ ، المغازلي في مناقبه : ٢٨١ ، عنه العمدة : ٣٧٨ ، أقول : يأتي ما يشابهه في ج ٧ : الرقم ٢٠.
قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان العدل ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أبو الحسن العبدي ، قال : حدّثنا سليمان بن مهران ، عن عباية بن ربعي قال :
قلت لعبدالله بن عباس : لم كنّى رسول الله علياً أبا تراب ؟ قال : لأنّه صاحب الأرض وحجّة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول : انّه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة عليّ من الثواب والزلفى والكرامة قال ياليتني كنت تراباً أي ليتني كنت من شيعة علي عليهالسلام (١) ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ) (٢) » (٣).
١٤ ـ وبالإسناد عن أبي جعفر محمّد بن علي رحمهالله ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله : « من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لاُمّه ، فانها لم تخن أباه » (٤).
١٥ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي رحمهالله في السنة المذكورة بالموضع المذكور ، قال : حدّثنا السعيد الوالد ، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن الحكم ، عن المسعودي ، قال : حدّثنا الحارث بن حصيرة ، عن عمران بن الحصين ، قال : « كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبيّ وعلي جالس إلى جنبه إذ قرأ رسول الله : ( أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً
__________________
(١) في « ط » : ياليتني من شيعة علي ، وفي العلل ، يعني من شيعة علي.
(٢) النبأ : ٤٠. |
(٣) رواه في علل الشرائع ١ : ١٥٦. |
(٤) عنه البحار ٢٧ : ١٤٧ ، أخرجه الصدوق في أماليه : ٤٨٨ ، علل الشرائع : ٥٨ ، معاني الأخبار : ٥١.
مَّا تَذَكَّرُونَ ) (١) ، قال : فانتفض علي عليهالسلام انتفاض العصفور ، فقال له النبي : ما شأنك تجزع ؟ ( فقال : ومالي لا أجزع ) (٢) ، والله يقول : [ انّه ] (٣) يجعلنا خلفاء الأرض (٤) ، فقال له النبي : لا تجزع فوالله لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ ( كافر ) (٥) منافق » (٦).
١٦ ـ أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين في شوال سنة اثنتي عشر وخمسمائة ، قال : حدّثني أبو عبدالله محمّد بن الحسن الخزاعي ، قال : حدّثنا أبو الطيب عليّ بن محمّد بن بنان (٧) ، قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمّد السكري (٨) من كتابه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق ببغداد من كتابه ، قال : حدّثنا محمّد بن دينار الضبي ، قال : حدّثنا عبدالله بن الضحاك ، قال : حدّثنا هشام بن محمّد ، ( عن أبيه ) (٩) ، قال :
« اجتمع الطرماح وهشام المرادي ومحمّد بن عبدالله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان ، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه وقال (١٠) : يا معشر شعراء العرب قولوا ( قولكم ) (١١) في علي بن أبي طالب ولا تقولوا إلاّ الحقّ وأنا نفي من صخر بن حرب ان اعطيت هذه البدرة إلاّ من قال الحق في علي ، فقام الطرماح وتكلّم في علي (١٢) عليهالسلام ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلس فقد عرف الله نيّتك ورأى (١٣) مكانك ، ثم قام هشام المرادي ، فقال : أيضاً ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلس ( مع صاحبك ) (١٤) فقد عرف الله مكانكما.
__________________
(١) النمل : ٦٢. |
(٢) ليس في « ط ». |
(٣) من أمالي الشيخ. |
(٤) في « ط » : أم من يجعلكم خلفاء الأرض. |
(٥) ليس في أمالي الشيخ وأمالي المفيد.
(٦) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٧٥ ، المفيد في أماليه : ٣٠٧ ، أخرجه في البحار ٣٩ : ٢٦٦.
(٧) في « م » : نبات. |
(٨) في « م » : السكوني. |
(٩) ليس في « م ». |
(١٠) في « م » : ثم قال. |
(١١) ليس في « م ». |
(١٢) في « م » : فتكلم وقال في علي. |
(١٣) في « ط » : عرف. |
(١٤) ليس في « ط ». |
فقال عمرو بن العاص لمحمّد بن عبدالله الحميري وكان خاصاً به : تكلّم ولا تقل إلاّ الحقّ ، ثم قال : يامعاوية قد آليت ان لا تعطي هذه البدرة إلاّ لمن قال الحق (١) في عليّ ، قال : نعم أنا نفي بن صخر بن حرب ان أعطيتها ( منهم ) (٢) إلاّ من قال الحق في علي ، فقام محمّد بن عبدالله فتكلم ثم قال :
بحق محمّد قولوا بحقِ |
|
فانّ الافك من شيم اللئام |
أبعد محمّد بأبي واُمي |
|
رسول الله ذي الشرف الهمام |
أليس عليّ أفضل خلق ربي |
|
وأشرف عند تحصيل الأنام |
ولايته هي الايمان حقاً |
|
فذرني من أباطيل الكلام |
وطاعة ربنا فيها وفيها |
|
شفاء للقلوب من السقام |
عليٌّ إمامنا بأبي واُمي |
|
أبو الحسن المطهّر من حرام |
إمام هدى أتاه الله علماً |
|
به عرف الحلال من الحرام |
ولو انّي قتلت النفس حباً |
|
له ما كان فيها من آثام |
يحلّ النار قوماً أبغضوه |
|
وإن صلّوا وصاموا ألف عام (٣) |
ولا والله لا تزكوا صلاة |
|
بغير ولاية العدل الإمام |
أمير المؤمنين بك اعتمادي |
|
وبالغرّ الميامين إعتصامي |
( فهذا القول لي دين وهذا |
|
إلى لقياك يا ربِّ كلامي ) (٤) |
برئت من الّذي عادى عليّاً |
|
وحاربه من أولاد الحرام |
تناسوا نصبه (٥) في يوم « خم » |
|
من الباري ومن خير الأنام |
برغم الأنف من يشنأ كلامي |
|
علي فضله كالبحر طام (٦) |
وأبرء من اُناس أخّروه |
|
وكان هو المقدّم بالمقام |
__________________
(١) في « م » : قائل الحق. |
(٢) ليس في « م ». |
(٣) في « م » : وان صاموا وصلّوا. |
(٤) ليس في « م ». |
(٥) في « م » : نصّه.
(٦) في « م » : على فضله كالبحر طام برغمى أنف من يشنأ كلام.
عليٌّ مدمّر الابطال لمّا |
|
رأوا في كفّه لمع الحسام (١) |
على آل الرسول صلاة ربي |
|
صلاة بالكمال وبالتمام |
فقال معاوية : أنت أصدقهم قولاً ، فخذ هذه البدرة ».
١٧ ـ أخبرنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي رضياللهعنه بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشر وخمسمائة ، قال : حدّثنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد الحارثي ، قال : حدّثنا ابو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن سليمان أبو الفضل ، قال : حدّثنا داود بن رشيد ، قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل ، قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول :
« نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من اُمّة نبيه صلىاللهعليهوآله » (٢).
١٨ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن بابويه رحمهالله بالري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي رحمهالله ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن ( أبي ) (٣) سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهالسلام قال :
« خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بالكوفة عند (٤) منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه (٥) ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً فحمّد الله
__________________
(١) في « ط » : على هزم ، ذات الحسام.
(٢) رواه المفيد في أماليه : ٣٠٨ ، الشيخ في أماليه ١ : ٧٦ ، أقول : يأتي مثله في ج ٢ : الرقم ١١٣.
(٣) ليس في معاني الأخبار. |
(٤) في المعاني : بعد. |
(٥) في المعاني : يلعنه.
وأثنى عليه وصلّى على رسول الله صلىاللهعليهوآله وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثمّ قال :
لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عزّ وجلّ : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (١) اللّهمّ لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الّذي لا ينسى ، [ يا ] (٢) أيّها النّاس أنّه بلغني ما بلغني وانّي أراني قد أقترب أجلي ، وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري ، وانّي تارك فيكم ما تركه رسول الله : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النّجاة ، خاتم الأنبياء وسيّد النجباء والنبيّ المصطفى.
يا أيّها النّاس لعلّكم لا تسمعون قائلاً يقول مثل قولي بعدي إلاّ مفتر ، أنا أخو رسول الله وابن عمّه وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدّته ، أنا رحى جهنّم الدائرة وأضراسها الطاحنة ، أنا مؤتم البنين والبنات ، وقابض الأرواح ، وبأس الله الّذي لا يردّه عن القوم المجرمين ، أنا مجدّل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام ، أنا سيّد الأوصياء ووصيّ خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين ، فاطمة التقيّة النقيّة ، الزكيّة البرّة (٣) المهدية ، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله ، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد ، هل ينكر أحد ما أقول ، أين مسلمو أهل الكتاب ؟
أنا اسمي في الإنجيل « إليا » ، وفي التوراة « بريا » ، وفي الزبور « اري » (٤) ، وعند الهند « كابر » (٥) ، وعند الروم « بطريسا » ، وعند الفرس « جبير » (٦) وعند الترك «تبير» (٧)، وعند الزنج « حيتر » (٨) وعند الكهنة « بوسي »، وعند الحبشة « بتريك » (٩)،
__________________
(١) الضحى : ١١. |
(٢) من المعاني. |
(٣) في المعاني : الميرة ، وفي « م » : البرية. |
(٤) في « ط » : اريا. |
(٥) في « م » كابن ، وفي المعاني : كبكر. |
(٦) في « م » : جبير ، وفي المعاني : حيثر. |
(٧) في « م » : بتير ، وفي المعاني : بثير. |
(٨) في « ط » : خبير. |
(٩) في المعاني : بثريك.
وعند اُمّي « حيدرة » ، وعند ظئري « ميمون » ، وعند العرب « علي » ، وعند الأرمن « فريق » ، وعند أبي « ظهيرا ».
ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم ، يقول الله عزّ وجلّ : ( إنّ الله معَ الصادقين ) (١) أنا ذلك الصادق ، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى : ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٢) أنا ذلك المؤذن ، وقال الله تعالى : ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ) (٣) فانا ذلك الأذان ، وأنا المحسن يقول الله عزّ وجلّ : ( وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) (٤) ، وأنا ذو القلب يقول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) (٥) ، وأنا الذاكر (٦) يقول الله عزّ وجلّ : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ ) (٧) ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمّي وأخي وابن عمّي ، والله فالق الحبّ والنوى ، لا يلج النار لنا محبّ ولا يدخل الجنّة ( لنا ) (٨) مبغض يقول الله عزّ وجلّ : ( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ) (٩).
وأنا الصهر يقول الله عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ) (١٠) ، وأنا الاذن الواعية يقول الله عزّ وجلّ : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) (١١) وأنا السلم (١٢) لرسول الله يقول الله عزّ وجلّ : ( وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ ) (١٣) ، ومن ولدي مهدي هذه الاُمّة.
ألا وقد جُعِلت محنتكم ، ببغضي يعرف المنافقون وبمحبّتي امتحن الله
__________________
(١) ليس في المصحف هكذا. |
(٢) الأعراف : ٤٤. |
(٣) التوبة : ٣. |
(٤) العنكبوت : ٦٩. |
(٥) ق : ٣٧. |
(٦) في « ط » : الذكر. |
(٧) آل عمران : ١٩١. |
(٨) ليس في « ط ». |
(٩) الأعراف : ٤٤. |
(١٠) الفرقان : ٥٤. |
(١١) الحاقة : ١٢.
(١٢) في « ط وم » : السالم ، ما أثبتناه من المعاني.
(١٣) الزمر : ٢٩.
المؤمنين ، هذا عهد النبي الاُمّي إلي ، أنّه لا يحبّك يا علي إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ، وأنا صاحب لواء رسول الله في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش محبّي ولا خاف والله مواليّ (١) ، أنا ولي المؤمنين والله وليّي (٢) ، يحب (٣) محبّي أن يحبّوا من أحب الله ويحبّ (٤) مبغضي أن يبغضوا من أحبّ الله ، إلاّ وانّه قد بلغني أنّ معاوية سبني ولعنني ، اللّهم اشدد وطأتك عليه وإنزل اللعنة على المستحق آمين ربّ العالمين ، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد ، ثمّ نزل عليهالسلام عن أعواده ، فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله » (٥).
١٩ ـ أخبرنا الشيخ أبو البقاء البصري إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الوفا المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه قال : حدّثنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن عتبة بالبصرة في مشهد النخاسين ، على صاحبه السلام ، سنة ثلاث وستّين وأربعمائة ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن وهبان ، قال : أخبرني عليّ بن حبشي بن قوني الكاتب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمان ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ، قال : حدّثني نصر بن مزاحم ، قال : حدّثني محمّد بن عمران بن عبدالكريم (٦) ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد عليهالسلام قال :
« دخل أبي المسجد فإذا هو باُناس من شيعتنا ، فدنا منهم فسلّم عليهم ، ثم قال لهم : والله إنّي لاُحب ريحكم وأرواحكم ، وانّكم لعلىٰ دين الله وما بين أحدكم وبين أن يغتبط بما هو فيه إلاّ أن يبلغ نفسه هاهنا ـ وأشار بيده إلى حنجرته ـ فأعينونا بورع واجتهاد ، ومن يأتم منكم بإمام فليعمل بعمله.
أنتم شرط الله ، وأنتم أعوان الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأولون ،
__________________
(١) في المعاني : ولا خاف وليي. |
(٢) في « ط » : وليه. |
(٣ و ٤) في المعاني : حبّ. |
(٥) رواه في معاني الأخبار : ٥٩ مع توضيحات. |
(٦) في بشارات الشيعة : عبدالله بن عبدالله بن محمّد بن عمران.
وأنتم السابقون الآخرون ، وأنتم السابقون إلى الجنّة ، قد ضمّنا لكم الجنان بأمر الله ورسوله كأنكم في الجنّة تتنافسون في فضائل الدرجات ، كلّ مؤمن منكم صدّيق وكلّ مؤمنة منكم حوراء.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا قنبر ! قم فاستبشر ، فالله ساخط على الاُمّة ما خلا شيعتنا ، ألا وانّ لكلّ شيء شرفاً وشرف الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شيء عماداً وعماد الدين الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء سيّداً وسيّد المجالس مجلس شيعتنا ، ألا وإن لكلّ شيء شهوداً وشهود الأرض سكّان شيعتنا فيها ، ألا وإنّ من خالفكم منسوب إلى هذه الآية : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً ) (١) ألا وانّ من دعا منكم فدعاؤه مستجاب ، ألا وانّ من سأل منكم حاجة فله بها مائة ، ياحبذا حسن صنع الله اليكم ، نخرج شيعتنا من قبورهم يوم القيامة مشرقة ألوانهم ووجوههم قد اُعطوا الأمان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، والله أشد حباً لشيعتنا منا لهم » (٢).
٢٠ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي ، قال : حدثنا السعيد الوالد رضياللهعنه ، قال : حدّثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي البغدادي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الحسيني ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم ، قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد الفزاري ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر.
قال : وحدثني جعفر بن محمّد الحسيني ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالمنعم ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي بن أبي طالب عليهالسلام :
« ألا ابشرك ألا أمنحك ، قال : بلى يارسول الله ، قال : فاني خُلقت أنا وأنت من
__________________
(١) الغاشية : ٢ ـ ٤.
(٢) رواه الصدوق في بشارات الشيعة ، عنه البرهان ٤ : ٤٥٤ ، أخرجه الصدوق في أماليه : ٥٠٠ ، والشيخ في أماليه ٢ : ٣٣٢ مع إختلافات.
طينة واحدة ، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا فإذا كان يوم القيامة دعي النّاس بأسماء اُمهاتهم إلاّ شيعتك ، فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم » (١).
٢١ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ، عن أبيه رحمة الله عليه قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان رحمة الله عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن قولويه ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الاسكافي ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا الحسن بن سعيد الأهوازي ، قال : حدّثنا علي بن حديد ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن زهير (٢) قال :
قال أبو عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام : « يامدرك ان أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءاً (٣) اجتر مودة النّاس الينا ، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون » (٤).
٢٢ ـ أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن محمّد بن شهريار الخازن بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في ربيع الأوّل سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز المعدل من لفظه وكتابه بمدينة السلام في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمائة ، قال : حدثنا العكبرى أبو الحسن بن رزقويه ، قال : حدّثنا أبو عمير بن السماك ، قال : حدّثني علي بن محمّد القزويني ، قال : حدّثنا داود بن سليمان بن وهب بن أحمد القزويني الثغري سنة ست وستين ومائتين ، قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدّثنا أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد بن علي ، عن أبيه محمّد عن أبيه علي بن الحسين ،
__________________
(١) عنه البحار ٦٧ : ١٢٦ ، ورواه الشيخ في أماليه ١ : ٧١ و ٧٧. أقول : يأتي مثله في ج ١ : الرقم ٣٤ وج ٢ : الرقم ١٠٣ وج ٤ : الرقم ٥٨.
(٢) في أمالي الصدوق : مدرك بن الهزهاز.
(٣) في أمالي الصدوق : عبداً.
(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٨٤ ، الصدوق في أماليه : ٨٨ باسناد آخر مختصراً.
أقول : يأتي مثله ج ٢ : الرقم ١٠٧.
عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله :
« من أحبّ ان يركب سفينة النجاة ويتمسّك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّاً عليهالسلام بعدي ، وليعاد عدوه ، وليأتم بالهداة الميامين من ولده ، فانهم خلفائي وأحبائي وحجج الله على الخلق بعدي ، وسادات اُمتي وقادة الأتقياء إلى الجنّة ، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان » (١).
٢٣ ـ قال : وبالإسناد عن الصدوق ، قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن سنان ، قال : حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله ، وحبه عبادة الله ، وأتباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله ، وحزبه حزب الله ، وسلمه سلم الله » (٢).
٢٤ ـ وبالإسناد قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أبي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن العباس بن معروف ، عن محمّد بن يحيى الخزاز ، عن طلحة بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« أتاني جبرئيل من قبل ربّي جلّ جلاله ، فقال : يامحمد ! انّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : بشّر أخاك علياً بأنّي لا اُعذّب من تولاه ولا أرحم من عاداه » (٣).
٢٥ ـ وبالإسناد قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، عن جعفر بن سليمان ،
__________________
(١) رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢٩٢ ، وفي أماليه : ٢٦ مع اختلاف.
(٢) رواه الصدوق في أماليه : ٣٦ ، أقول : يأتي مثله في ج ٤ : الرقم ٢٩.
(٣) رواه الصدوق في أماليه : ٤٢ ، أقول : يأتي مثله في ج ٤ : الرقم ٣١.
عن عبدالله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« انّ عليّاً وصيّي وخليفتي ، وزوجته سيدة نساء العالمين فاطمة ابنتي ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ولداي ، من والهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن ناواهم فقد ناواني ، ومن جفاهم فقد جفاني ، ومن برّهم فقد برّني ، وصل الله من وصلهم ، وقطع من قطعهم ، ونصر من أعانهم ، وخذل من خذلهم.
اللّهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت ، علي (١) وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ، فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » (٢).
٢٦ ـ وبالإسناد قال : حدّثنا محمّد بن عمر الجعابي الحافظ البغدادي ، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة ، قال : حدّثنا محمّد [ بن الحسن ] (٣) بن العباس أبو جعفر الخزاعي ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني (٤) ، قال : حدثنا عمر (٥) بن ثابت ، عن عطاء بن السايب ، عن ابن يحيى (٦) ، عن ابن عباس قال :
« صعد رسول الله المنبر فخطب واجتمع الناس اليه فقال : يامعشر (٧) المؤمنين انّ الله عزّ وجلّ أوحى اليّ انّي مقبوض ، وانّ ابن عمّي علياً مقتول ، وانّي ايّها النّاس ، أخبركم خبراً ، إن عملتم به سلمتم وان تركتموه هلكتم ، ان ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلّغ عني ، وهو امام المتقين وقائد الغرّ المحجلين ، ان استرشدتموه أرشدكم وان اتبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ،
__________________
(١) في « م » : فعلي.
(٢) رواه الصدوق في أماليه : ٥٦ ، وبسند آخر : ٣٨٢.
(٣) من الأمالي. |
(٤) في « ط » : القربى ، وفي الأمالي : العرنى. |
(٥) في الأمالي : عمرو. |
(٦) في الأمالي : أبي يحيى. |
(٧) في الأمالي : مجموعون.
وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، ان الله عزّ وجلّ أنزل عليّ القرآن وهو الّذي من خالفه ضلّ ، ومن ابتغى علمه عند غير علي عليهالسلام هلك.
أيّها النّاس اسمعوا قولي ، واعرفوا حق نصيحتي ، ولا تخالفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي اُمرتم به ، ومن حفظهم فقد حفظني ، فانِّهم حامّتي وقرابتي واخواني وأولادي ، فانّكم مجمعون (١) ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (٢) فانّهم أهل بيتي ، فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن اذلهم فقد اذلّني ، ومن اعزّهم فقد اعزّني ، ومن اكرمهم اكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني ، ايّها النّاس اتقوا الله وانظروا ما انتم قائلون إذا لقيتموني ، فاني خصم لمن آذاهم (٣) ، ومن كنت خصمه فقد خصمته ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم » (٤).
٢٧ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض : الضارب بسيفه أمام ذرّيتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي في حوائجهم عندما اضطرّوا ( اليه ) (٥) والمحبّ لهم بقلبه ولسانه » (٦).
٢٨ ـ قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن ، قال : أخبرنا الشريف النقيب أبو الحسن زيد بن الناصر العلوي ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمّد بن عبد الرحمان العلوي ، قال : حدّثنا عمر بن إبراهيم الكناني المقري ومحمّد بن عبد الرحمان المخلص ، قال : حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي ، أخبرنا علي بن شعيب السمسار ، أخبرنا عبد الرحمان بن قيس بن معاوية (٧) البصري الزعفراني ، أخبرنا محمّد بن عمر عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة
__________________
(١) في الأمالي : مجموعون. |
(٢) في « ط » : فيهم. |
(٣) في « ط » : عاداهم وآذاهم. |
(٤) رواه الصدوق في أماليه : ٦٢. |
(٥) ليس في « ط ».
(٦) عنه البحار ٦٨ : ١٢٣ ، ويأتي في ج ٢ : الرقم ١ وج ٣ : الرقم ٤٦ بألفاظ اُخر.
(٧) في « م » : أبو معاوية.