بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

محمّد ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال :

« ان أبا ذر وسلمان رحمهما الله خرجا في طلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقيل لهما : انه توجه إلى ( ناحية ) قبا ( فاتبعاه ) (١) ، فوجداه ساجداً تحت شجرة فجلسا ينتظرانه حتّى ظنا أنّه نائم فأهويا ليوقظاه فرفع رأسه إليهما ، ثم قال :

قد رأيت مكانكما وسمعت مقالتكم ولم أكن راقداً ، ان الله بعث كل نبي كان قبلي الى اُمته بلسان قومه وبعثني إلى كل اسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في اُمّتي خمس خصال لم يعطها نبياً [ كان ] (٢) قبلي نصرني بالرعب يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي وأحل لي المغنم وجعل لي الأرض مسجداً وطهوراً ، أين ما كنت منها أتيمّم من ترابها (٣) واُصلّي عليها ، وجعل لكلّ نبيّ مسألة فسألوه إياها ، فأعطاهم [ ذلك ] (٤) في الدنيا ، وأعطاني مسألة فأخّرت مسألتي لشفاعة المذنبين (٥) من اُمّتي يوم القيامة ، ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم وأعطى عليّاً مفاتيح الكلام ، ولم يعط ما أعطاني نبياً قبلي ، فمسألتي بالغة [ الى ] (٦) يوم القيامة لمن لقى الله لا يشرك به شيئاً ، فيرضى ( بي ) (٧) موالياً لوصيّي محباً لأهل بيتي » (٨).

قال محمّد بن أبي القاسم : آخر هذا الخبر يدلّ على أن بشارة المصطفى بالشفاعة للمذنبين من اُمّته إنّما تخص الشيعة الموالية المحبة لأهل بيته كما ذكره صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر الكلام.

٩٣ ـ أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) من أمالي الشيخ.

(٣) في الأمالي : تربتها.

(٤) من الأمالي.

(٥) في الأمالي والبحار : المؤمنين.

(٦) من الأمالي.

(٧) ليس في « ط » ، وفي الأمالي : لا يشرك به شيئاً مؤمناً بي.

(٨) عنه البحار ١٦ : ٣١٧ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٥٦ ، عنه البحار ١٦ : ٣١٦ ، روى ذيله الصدوق في الخصال ١ : ٢٩٢.

١٤١

عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن أحمد الدورستي بالغريّ على ساكنه السلام في شعبان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، قال : حدّثني أبو عبدالله أحمد بن عبدون بن أحمد البزاز بمدينة السلام سنة أربعمائة ، قال : حدّثني أبو المفضل محمّد بن عبدالله المطلب الشيباني ، قال : حدّثني أحمد بن الحسين العدل الأنباري ، قال :

« قدم أبو نعيم الفضل بن ذكين بغداد ، فنزل الرميلة وهي محلّة بها ، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ، ونصبوا له كرسياً صعد إليه (١) وأخذ يعظ الناس ويذكرهم ويروي لهم الأحاديث ، وكانت أياماً صعبة في التقية ، فقام إليه رجل من آخر المجلس وقال له : يا أبا نعيم أتتشيع ؟ قال : فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه بوجهه وتمثل بهذين البيتين :

وما زال بي حبيك حتى كأنني

برد جواب السائلي عنك أعجم

لا سلم من قول الوشاة وتسلمي

سلمت وهل حي من الناس يسلم

قال فلم يفطن الرجل بمراده وعاد إلى السؤال وقال : يا أبا نعيم أتتشيع ؟ فقال : يا هذا كيف بليت بك وأي ريح هبت بك أليّ ، نعم ، سمعت الحسن بن صالح بن حي يقول : سمعت جعفر بن محمّد عليه‌السلام يقول : حب علي عبادة وخير العبادة ما كتمت » (٢).

٩٤ ـ أخبرني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة : قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن

__________________

(١) في « م » : عليه.

(٢) عنه البحار ٣٩ : ٢٧٩.

١٤٢

محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم التمار رحمه‌الله قال :

« وجدت في كتاب ميثم رحمه‌الله يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال لنا :

ليس من عبد امتحن الله قلبه للإيمان إلاّ أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلاّ يجد بغضنا على قلبه ، وأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطاً برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسّس بنيانه على شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم ، وكأنّ أبواب الرحمة قد فتحت لأهل الرحمة ، فهنيئاً لأهل الرحمة (١) رحمتهم وتعساً لأهل النار مثواهم.

أنّ عبداً لم يقصر في حبنا لخير جعله (٢) الله في قلبه ولن يحبنا من يحبّ مبغضنا ان ذلك لا يجتمع (٣) في قلب واحد : ( مَّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (٤) ، يحب بهذا قوماً ويحب بالآخر عدوهم (٥) ، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا (٦) ، كما يخلص الذهب الّذي لا غش فيه ، نحن النجباء وافراطنا افراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء وأنا حزب الله ورسوله والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه ، فان وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم ان الله تعالى عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين » (٧).

٩٥ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي بن الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد عيسى ، عن

__________________

(١) في « ط » : فهنيئاً لأصحاب الرحمة ، وفي أمالي الشيخ : فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئاً لأصحاب الرحمة.

(٢) في « ط » : يجعله.

(٣) في « ط » : لم يجتمع.

(٤) الأحزاب : ٤.

(٥) في « م » : يحب بهذا اعداءهم.

(٦) في « ط » : بحبنا.

(٧) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٤٧.

١٤٣

محمّد بن خالد ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه‌السلام قال :

« أنا وشيعتنا خلقنا من طينة ( من ) (١) عليين ، وخلق عدونا من طينة خبال (٢) من حمأ مسنون » (٣).

٩٦ ـ أخبرنا الشريف أبو البركات عمر بن محمّد بن حمزة العلوي بالكوفة في مسجده في صفر سنة ست عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا أبو غالب سعيد بن محمّد بن أحمد بن أحمد الثقفي الكوفي بها ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمّد بن عبدالرحمان العلوي العلاّمة ، قال : أخبرنا جعفر بن محمّد الجعفري وزيد بن جعفر بن حاجب قراءة عليهما ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم المحاربي قراءة عليه ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا حرب بن حسن الطحان ، قال : حدّثنا يحيى بن مساور ، عن بشير النبّال وكان يرمي النبل (٤) ، قال :

« اشتريت بعيراً نضواً فقال لي قوم : يحملك ، وقال قوم : لا يحملك ، فركبت ومشيت حتى وصلت المدينة وقد تشقق وجهي ويداي ورجلاي ، فأتيت باب أبي جعفر عليه‌السلام فقلت : ياغلام استأذن لي عليه ، قال : فسمع صوتي فقال : ادخل يابشير مرحباً يابشير ، ما هذا الذي أرى بك ؟ قلت : جعلت فداك اشتريت بعيراً نضواً فركبت ومشيت فتشقق (٥) وجهي ويداي ورجلاي ، فقال : فما دعاك إلى ذلك ؟ قلت : حبكم والله جعلت فداك ، قال : إذا كان يوم القيامة فزع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الله وفزعنا الى رسول الله وفزعتم إلينا فإلى أين ترون ، نذهب بكم إلى الجنّة (٦) ورب الكعبة ، ( إلى الجنّة ورب الكعبة ) (٧) ».

__________________

(١) ليس في البحار.

(٢) في النهاية : فيه « من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة » ، جاء تفسيره في الحديث : ان الخبال عصارة أهل النار والخبال في الأصل الفساد ويكون من الأفعال والأبدان والعقول.

(٣) عنه البحار ٦٧ : ١٢٩ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٤٨.

(٤) في « م » : بالنبل.

(٥) في « ط » : فشقق.

(٦) في « م » إلى الله.

(٧) ليس في « م ».

١٤٤

٩٧ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمهم‌الله بالري في صفر سنة عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه‌الله في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرنا أبو عبدالله المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال : أخبرنا الحسن بن علي بن عبدالكريم ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : أخبرنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدّثنا الحكم بن ظهير ، عن أبي إسحاق ، عن رافع مولى أبي ذر ، قال :

« رأيت أبا ذر رحمه‌الله آخذاً بحلقة باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني أنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

من قاتلني في الاُولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله [ في الثالثة ] (١) مع الدجال ، انّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، ومثل باب حطّة ، من دخلها نجا ومن لم يدخلها هلك » (٢).

٩٨ ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله في السنة المذكورة والموضع والتاريخ المذكور ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين المقري ، قال : حدّثنا عمر بن محمّد الوراق ، قال : أخبرنا علي بن العبّاس البجلي قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا محمّد بن تسنيم (٣) ، قال : حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال :

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) عنه البحار ٢٣ : ١٠٥ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٥٩ ، ٢ : ٧٥ و ٩٦ و ١٢٧ و ٣٤٣.

(٣) في الأمالي : نسيم.

١٤٥

« سألت رسول الله عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ المُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) (١) ، فقال : قال لي جبرئيل : ذاك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنّة ، المقربون من الله بكرامته لهم » (٢).

٩٩ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرني أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر السلمي إجازة ، قال : حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن الحكم (٣) الكندي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن صبيح السكري ، قال : حدّثنا خالد بن العلي ، عن المنهال بن عمر قال :

« كنت جالساً مع محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام إذ جاءه رجل فسلّم عليه فرد عليه‌السلام ، فقال الرجل : كيف أنتم ؟ فقال له محمّد :

أوما آن لكم أن تعلموا كيف نحن ، إنّما مثلنا في هذه الاُمّة مثل بني إسرائيل كان يذبح ابناؤهم وتستحي نساؤهم إلاّ وأن هؤلاء يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا. زعمت العرب ان لهم فضلاً على العجم ، فقالت العجم : وبما ذاك ؟ قالوا : كان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله منّا عربياً ، قالوا : صدقتم ، وزعمت قريش ان لها فضلاً على غيرها من العرب فقالت لهم العرب من غيرهم : وبما ذاك ؟ قالوا : كان محمّد قرشياً ، قالوا لهم : صدقتم وان كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس ، لأنّا ذرية محمّد وأهل بيته خاصة وعترته لا يشركنا في ذلك غيرنا.

فقال له الرجل : والله أني لأحبكم أهل البيت ، قال عليه‌السلام : فاتخذ للبلاء جلباباً

__________________

(١) الواقعة : ٩ ـ ١٢.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٧٠ ، عنه البحار ٣٥ : ٣٣٢ ، ورواه المفيد في أماليه : ٢٩٨ ، وأخرجه في تأويل الآيات ٢ : ٦٤٣.

أقول : مرّ في ج ١ : الرقم ٨.

(٣) في « ط » : الحكيم.

١٤٦

فوالله انه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي ، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم » (١).

١٠٠ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي رحمه‌الله بالموضع المقدس على ساكنه السلام في التاريخ المؤرخ ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا محمّد بن القاسم المحاربي ، قال : حدّثنا أحمد بن صبيح ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهمداني ، عن الحسين بن مصعب ، قال :

« سمعت جعفر بن محمّد عليه‌السلام يقول : من أحبّنا وأحبّ محبّنا لا لغرض دنيا يصيبها منه ، وعادى عدوّنا لا لإحنة (٢) كانت بينه وبينه ، ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر ، غفرها الله تعالى له » (٣).

١٠١ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي في الموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن عبيد ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد ، قال : حدثني أبي ، عن محمّد بن المثنى الأزدي انه سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول :

« نحن السبب بينكم وبين الله عزّ وجلّ » (٤).

١٠٢ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد الفقيه أبو جعفر

__________________

(١) عنه البحار ٦٧ : ٢٣٨ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٥٤.

(٢) الاحنة : الحقد.

(٣) عنه البحار ٢٧ : ١٠٦ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٥٦.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٥٧.

١٤٧

محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن عبيدالله القطان ، قال : حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسين ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن بسام ، عن علي بن الحكم ، عن الليث بن سعد ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« أحبّوا عليّاً فان لحمه من لحمي ودمه من دمي ، لعن الله أقواماً من اُمّتي ضيّعوا فيه عهدي ونسوا فيه وصيتي ، ما لهم عند الله من خلاق » (١).

١٠٣ ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه الله تعالى بالموضع المذكور في التاريخ المذكور المكتوب ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري (٢) ، قال : أخبرني عمّي أبو الحسن ، عن سليمان بن الجهم ، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن خالد الطيالسي ، قال : حدّثنا العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم الثقفي قال :

« سألت أبا جعفر محمّد بن علي عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (٣) ، قال عليه‌السلام :

يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب ، فيكون الله تعالى هو يتولى حسابه ، لا يطلع على حسابه أحداً من الناس فيعرفه ذنوبه ، حتّى إذا أقرّ بسيئاته قال الله تعالى للكتبة : بدّلوها حسنات وأظهروها للناس ، فيقول النّاس حينئذٍ : ما كان لهذا العبد سيئة واحد ، ثم يأمر الله به الى الجنّة ، فهذا تأويل الآية ، وهي للمذنبين (٤) من شيعتنا خاصّة » (٥).

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٦٧.

(٢) في « ط » : الرازي.

(٣) الفرقان : ٧٠.

(٤) في أمالي الشيخ : في المذنبين.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٧٠. أقول : مرّ في ج ١ : الرقم ٩ مثله.

١٤٨

١٠٤ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبد الوهاب الرازي بها في صفر عشرة وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين ، قال : أخبرني القاضي أبو علي الحسن بن علي الصفار بقراءتي عليه ، قال : أخبرني أبو عمران مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس بن عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر ، عن عبدالله بن مسلم ، عن أبي الزبير (١) عن جابر بن عبدالله قال :

« كنّا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده وقال : والذي نفس محمّد بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم (٢) بأمر الله عزّ وجلّ ، وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزبة (٣) ، قال : ونزلت : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٤) » (٥).

١٠٥ ـ وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو عليّ الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا الحسين بن عتبة ، قال : حدّثنا أحمد بن النصر ، قال : حدّثنا محمّد بن الصامت الجعفي ، قال :

__________________

(١) في « م » : ابن الزبير.

(٢) في « ط » : اقواكم.

(٣) في « م » : مرتبة.

(٤) البينة : ٧.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٧ ، والخوارزمي في مناقبه : ٦٢ ، والمفيد في أماليه : ٦٢ ، وتفسير فرات : ٢١٩ ، عنه البحار ٣٥ : ٢٤٦.

أقول : يأتي مثله في ج ٣ : الرقم ١٥ ، وج ٥ : الرقم ٣٣.

١٤٩

كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام جماعة من البصريين فحدثهم بحديث أبيه عن جابر بن عبدالله رحمه‌الله في الحج املاء عليهم ، فلما قاموا قال أبو عبدالله :

« ان النّاس أخذوا يميناً وشمالاً ، وانكم لزمتم صاحبكم فالى أين ترون ، يرد بكم إلى الجنة والله ، إلى الجنة والله ، إلى الجنة والله » (١).

١٠٦ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرني الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهم‌الله ، قال : أخبرني الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضل بن عمر الجعفي قال :

« قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد عليه‌السلام : ان الله تعالى ضمن للمؤمن ضماناً ، قال : قلت : وما هو ؟ قال : ضمن له ان أقر لله تعالى بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولعلي بالإمامة وأدى ما افترض عليه ، ان يسكنه في جواره ، قال : فقلت : هذه والله هي الكرامة التي لا تشبهها كرامة الآدميين ، ثم قال أبو عبدالله عليه‌السلام : اعملوا قليلاً تنعموا كثيراً » (٢).

١٠٧ ـ أخبرنا الشيخ الرئيس الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو نصر محمّد بن الحسين البصير ، قال : حدّثنا أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، قال : حدّثنا عبدالله بن حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال :

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه : ١ : ١٥٨.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٥٩.

١٥٠

« لمّا قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مناسكه من حجة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول : لا يدخل الجنّة إلاّ من كان مسلماً ، فقام إليه أبو ذر الغفاري رحمه‌الله فقال : يارسول الله وما الاسلام ؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الاسلام عريان ، ولباسه التقوى ، وزينته الحياء ، وملاكه الورع ، وجماله الوقار ، وثمره العمل الصالح ، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت » (١).

١٠٨ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن مسعدة ، قال : حدّثني جدي مسعدة بن صدقة ، قال :

« سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد عليه‌السلام يقول : والله لا يهلك هالك على حب علي بن أبي طالب إلاّ رآه في أحب المواطن إليه ، ولا يهلك هالك على بغض علي بن أبي طالب عليه‌السلام إلاّ رآه في أبغض المواطن إليه » (٢).

١٠٩ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي ابن الطوسي رحمه‌الله، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد ( أبو عبدالله محمّد بن محمّد ) (٣) ، قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر المعروف بابن الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد بن يوسف بن إبراهيم الورداني ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا وهيب بن حفص ، عن أبي حسان العجلي قال :

« لقيت أمة الله بنت راشد (٤) الهجري فقلت لها : أخبريني بما (٥) سمعت من أبيك

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٨٢ ، والصدوق في أماليه : ٢٢١ مع اختلاف.

(٢) عنه البحار ٣٩ : ٢٨٠ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٦٦.

(٣) ليس في « م ».

(٤) في « ط » في جميع المواضع : رشيد.

(٥) في « م » : حدّثيني لما.

١٥١

قالت : سمعته يقول : قال لي حبيبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : يا راشد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيّ بني اُميّة فقطع يديك ورجلك ولسانك ، فقلت : ياأمير المؤمنين أيكون آخر ذلك الى الجنة ؟ قال عليه‌السلام : نعم يا راشد وأنت معي في الدنيا والآخرة.

قالت : فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعيّ عبيدالله بن زياد عليهما لعائن الله ، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأبى أن يتبرّأ منه ، فقال له ( ابن زياد ) : فبأيّ ميتة قال لك صاحبك تموت ؟ قال : أخبرني خليلي عليه‌السلام انّك تدعوني إلى البراءة منه فلا اتبرّأ فتقدمني وتقطع يدي ورجلي ولساني ، فقال : والله لأكذبن صاحبك ، قدموه فاقطعوا يده ورجله واتركوا لسانه ، فقطعوه ثم حملوه الى منزلنا فقلت له : ياأبة جعلت فداك هل تجد لما أصابك ألماً ؟ قال : لا والله يابنيّة إلاّ كالزحام بين الناس.

ودخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له ، فقال : ايتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون ممّا علّمنيه مولاي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأتوه بصحيفة ودواة ، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام.

فبلغ ذلك ابن زياد لعنه الله ، فأرسل إليه الحجّام حتّى قطع لسانه فمات من ليلته تلك رحمه‌الله ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يسميه راشد المبتلى ، وكان قد القى إليه علم المنايا والبلايا ، وكان يلقى الرجل فيقول له : يافلان بن فلان تموت ميتة كذا وكذا ، وأنت يافلان تقتل قتلة كذا (٣) ، فيكون الأمر كما قاله راشد رحمه‌الله » (٤).

١١٠ ـ أخبرنا الشيخ المفيد الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بالري في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين

__________________

(١) في « م » : لعنه الله.

(٢) ليس في « ط » ، وفيه : بأيّ.

(٣) في « م » : كذا وكذا.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٦٧ ، عنه البحار ٤٢ : ١٢١.

١٥٢

وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا جعفر بن عبدالله قال : حدّثنا سعدان بن سعيد قال : حدّثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي ، قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهما‌السلام يقول :

« بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة » (١).

١١١ ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في ذي القعدة سنة اثني عشر وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ أبو صالح عبدالرحمان بن يعقوب الحنفي الصندلي قدم علينا حاجاً من نيشابور ، قال : حدّثني والدي أبو يوسف يعقوب بن طاهر ، قال : حدّثني أحمد بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالله بن سابور الدقيقي ، قال : حدّثنا عبيد بن هاشم (٢) ، قال : حدّثنا إسماعيل بن جعفر ، قال : حدّثنا العلاء بن عبدالرحمان ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ياعلي لو أن عبداً عبدالله مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل اُحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ومدّ في عمره حتّى حج ألف حجّة ثم قُتل بين الصفا والمروة ثم لم يوالك ياعلي ، لم يشم رائحة الجنّة ولم يدخلها ، أما علمت يا علي ان حبك حسنة لا يضرّ معها سيئة وبغضك سيئة لا ينفع معها طاعة ، ياعلي لو نثرت الدرّ على المنافق ما أحبك ولو ضربت خيشوم المؤمن ما أبغضك ، لأن حبك إيمان وبغضك نفاق ، لا يحبك إلاّ مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلاّ منافق شقي » (٣).

١١٢ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي في

__________________

(١) روى صدره المفيد في أماليه : ٣١ ، أقول : مرّ مثله في ج ١ : الرقم ١١.

(٢) في « م » : هشام.

(٣) عنه البحار ٣٩ : ٢٠٨ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٠٩ ، ويأتي عنه في ج ٢ : الرقم ١٤١.

١٥٣

مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : أخبرنا الحسن بن القاسم ، قال : حدّثنا علي بن ابراهيم بن يعلى التميمي (١) ، قال : حدّثنا علي بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمان بن سيابة ، عن حمران بن أعين ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول :

« والله لأذودن بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعداءنا ولأوردنّه أحباءنا » (٢).

١١٣ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بالري بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام إملاء في رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن سليمان أبو الفضل ، قال : حدّثنا داود بن رشيد ، قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل قال : سمعت جعفر بن محمّد عليه‌السلام يقول :

« نحن خيرة الله من خلقه ، وشيعتنا خيرة الله من اُمّة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٣).

١١٤ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في

__________________

(١) في أمالي الشيخ : التيمي.

(٢) رواه الشيخ في أماليه : ١ : ١٧٥.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٧٦ ، والمفيد في أماليه : ٣٠٨ ، أقول : مرّ مثله في ج ١ : الرقم ١٧.

١٥٤

رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة إملاء من لفظه ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثني أبو عبدالله جعفر بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم ، قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد الفزاري ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهم‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال :

« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : ألا ابشّرك ألا أمنحك ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : فاني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء اُمّهاتهم إلاّ شيعتك فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم (١) » (٢).

١١٥ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبدالوهاب بن عيسى الرازي بالري في درب زامهران بالمشهد (٣) المعروف بالغري قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو علي محمّد بن محمّد المقري بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا السيّد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون العلوي الحسيني إملاء ، قال : حدّثنا أبو أحمد محمد بن علي العبدي ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر القمي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن صفوان بن يحيى ، قال : قال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام :

« من اعتصم بالله عزّ وجلّ هدى ، ومن توكّل على الله عزّ وجلّ كفى ، ومن قنع بما رزقه الله عزّ وجلّ أغنى ، ومن اتّقى الله عزّ وجلّ نجا ، فاتقوا الله عباد الله ما استطعتم وأطيعوا الله وسلّموا الأمر لأهله تفلحوا ، واصبروا ان الله مع الصابرين :

__________________

(١) في « ط » : ولادتهم.

(٢) عنه البحار ٧ : ٢٣٩ ، رواه الشيخ في أماليه ٢ : ٧١ و ٧٧ ، عنه البحار ٧ : ٢٣٨.

أقول : مرّ مثله في ج ١ : الرقم ٢٠ ، ويأتي في ج ٤ : الرقم ٣١٦.

(٣) في « م » : بمشهد.

١٥٥

( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) (١) الآية ، ( لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) (٢) ، وهم شيعة علي عليه‌السلام (٣).

حدّثني بذلك أبي عن أبيه ، عن اُم سلمة زوجة النبي [ انها ] (٤) قالت : أقرأني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) [ فقلت : يارسول الله من أصحاب النار ؟ قال : مبغضي علي وذريته ومنقّصوهم ، فقلت يارسول الله ! فمن الفائزون منهم ؟ قال : وهم شيعة علي عليه‌السلام ] (٥) » (٦).

١١٦ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : حدّثني القاضي أبو بكر محمّد بن عمر ، عن أبي العباس أحمد بن يحيى بن زكريا بن شيبان ، عن الحسين بن سفيان ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، قال : حدّثنا أبو حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين ، قال عليه‌السلام :

« من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك » (٧).

١١٧ ـ وأخبرنا الشيخ المفيد أبو علي بن الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدالحميد ، قال : حدّثنا محمّد بن عمرو بن عتبة ، قال : حدّثنا الحسن بن مبارك ، قال : حدّثنا العباس بن عامر ، عن مالك الأحمسي ، عن سعد بن طريف ،

__________________

(١) الحشر : ١٩.

(٢) الحشر : ٢٠.

(٣) من البرهان.

(٤) ليس من هناك الى آخر الحديث في « م ».

(٥) من البرهان.

(٦) رواه في البرهان ٤ : ٣٢٠ عن الأربعين.

(٧) عنه البحار ٢٣ : ١٠٢ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٧٥.

١٥٦

عن الأصبغ بن نباتة قال :

« كنت أركع عند باب أمير المؤمنين عليه‌السلام وأنا ادعو إذ خرج أمير المؤمنين ، فقال صلوات الله عليه : ياأصبغ ، قلت : لبيك ، قال : أيّ شيء كنت تصنع ؟ قلت : ركعت وأنا أدعو ، قال : أفلا اعلمك دعاء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت : بلى ، قال : قل : الحمد لله على ما كان والحمد لله على كلّ حال.

ثم ضرب عليه‌السلام بيده اليمنى على منكبي (١) الأيسر وقال : يا أصبغ لئن ثبتت قدمك وتمت ولايتك وأنبسط (٢) يدك ، الله أرحم بك من نفسك » (٣).

١١٨ ـ أخبرنا الشيخ الرئيس الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بالري بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله في رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الاسكافي ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال : حدّثنا علي بن حديد ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن زهير قال :

« قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد عليه‌السلام : يامدرك ان أمرنا ليس بقبوله فقط ولكنه (٤) بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته ، وقل لهم : رحم الله امرءاً (٥) اجترّ مودة الناس إلينا وحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون » (٦).

١١٩ ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن رحمه‌الله

__________________

(١) في البحار منكبه.

(٢) في البحار والأمالي : انبسطت.

(٣) عنه البحار ٩٥ : ٣٦١ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٧٦.

(٤) في « م » : لكن.

(٥) في أمالي الصدوق : عبداً.

(٦) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٨٤ ، والصدوق في أماليه : ٨٨ باسناد آخر ومختصراً.

أقول : مرّ مثله في ج ١ : الرقم ٢١.

١٥٧

بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن ميمون بن إسحاق المعدلّ الواسطي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا الشريف أحمد بن القاسم بن علي المحمدي ، قال : حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا أخي دعبل ، قال : حدّثنا عبدالله بن سعيد الزهري ، قال : حدّثني ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ( يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (١) انّه قال :

« من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين شهراً ، وذلك يوم غدير خم لمّا أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، فقال له عمر بن الخطاب : بخٍّ بخٍّ [ يابن أبي طالب ] (٢) أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة » (٣).

١٢٠ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد ، قال : حدّثنا علي بن الحكم الأزدي ، قال : أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن فضيل بن غزوان ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال :

« من أحبني رآني يوم القيامة حيث يحبّ ، ومن أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره » (٤).

__________________

(١) ليس في « م ».

(٢) من الأمالي.

(٣) عنه البحار ٩٨ : ٣٢١ ، رواه الصدوق في أماليه : ١٢ بسند آخر مع اضافات ، رواه السيّد في الطرائف : ١٤٧ عن مناقب ابن المغازلي : ١٩.

أقول : يأتي في ج ٩ : الرقم ٢٠ مثله.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٨٣.

١٥٨

١٢١ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله تعالى في التاريخ والموضع المقدّم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح ، قال : حدّثنا عبدالأعلى بن واصل الأسدي ، عن مخول بن إبراهيم ، عن علي بن حزور ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت عمّار بن ياسر رحمه‌الله يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي :

« ياعلي ان الله قد زيّنك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب الى الله منها ، زيّنك بالزهد في الدنيا وجعلك لا تزرء منها شيئا ولا تزرء منك شيئاً ، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك اماماً ، فطوبى لمن أحبّك وصدق فيك ( وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فأمّا من أحبّك وصدق فيك ) (١) ، فاُولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في جنتك ، وأمّا من أبغضك وكذب عليك فحق على الله أن يوقفه موقف الكذابين » (٢).

١٢٢ ـ أخبرنا الشيخ أبو عليّ الطوسي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رحمه‌الله قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عدّة من أصحابه (٣) ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سنان ، عن حمّاد بن أبي طلحة ، عن معاذ بن كثير قال :

« نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير ، فدنوت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت : ان أهل الموقف لكثير (٤) قال : فضرب ببصره فأداره فيهم ، ثم قال : ادن منّي ياعبدالله فدنوت منه فقال : غثاء يأتي به (٥) الموج من كل مكان ، ما الحج إلاّ لكم ، ولا والله ما يقبل الله إلاّ منكم (٦) » (٧).

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٨٤.

(٣) في « ط » : أصحابنا.

(٤) في « ط » : كثير.

(٥) في « ط » : بها.

(٦) في « ط » : والله لا يقبل إلاّ منكم ، وفي أمالي الشيخ : ما يتقبل الله.

(٧) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٨٨.

١٥٩

١٢٣ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بالري بقراءتي عليه في صفر سنة ست عشرة وخمسمائة قال : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن عليّ الطوسي رحمهم‌الله في رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن العباس بن معروف ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ما قبض الله نبياً حتّى أمره ان يوصي الى أفضل عشيرته من عصبته ، وأمرني ان اُوصي فقلت : الى من يارب (١) فقال : اُوص يامحمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فاني قد اثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها انه وصيك ، وعلى ذلك أخذت ميثاق (٢) الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي ، وأخذت ميثاقهم لي بالربوبية ولك يامحمّد بالنبوة ولعلي بالولاية » (٣).

١٢٤ ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : حدّثنا الشيخ الصدوق أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز العكبري المعدل قراءة عليه بمدينة السلام من كتابه ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن زرقويه البغدادي ، قال : حدّثنا أبو عمر عثمان بن أحمد السماك الدقاق ، قال : حدّثنا شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبدالله ، قال :

__________________

(١) في « م » : يارب الى من.

(٢) في « م » : مواثيق.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٠٢ ، عنه البحار ١٥ : ١٨ ، و ٢٦ : ٢٧١ ، و ٣٨ : ١١١ ، وتأويل الآيات ٢ : ٥٦٦.

أقول : يأتي مثله في ج ٢ : الرقم ٥ عن الشيخ.

١٦٠