بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وبابي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي ، وعدوه عدوي ، وحربه حربي ، وسلمه سلمي ، وقوله قولي ، وأمره أمري ، وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وهو سيّد الوصيين وخير اُمّتي أجمعين » (١).

٤٥ ـ قال : وبهذا الإسناد قال : حدّثنا الحسن بن محمّد الهاشمي الكوفي ، قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدّثنا محمّد بن ظهير ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين (٢) ابن أخ يونس البغدادي ، ببغداد قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب النهشلي ، قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن النبي ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن الله جلّ جلاله انّه سبحانه قال :

« أنا الله لا إله أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمّداً حبيباً وخليلاً وصفياً فبعثته رسولاً الى خلقي (٣) واصطفيت ( له ) (٤) علياً فجعلته له أخاً ووصياً ووزيراً ومؤدياً عنه من بعده إلى خلقي ( وخليفتي الى ) (٥) عبادي ، ويبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي اُؤتى منه ، وبيتي الذي من دخله كان آمناً من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ، ووجهي الّذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه ، وحجّتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي.

لا أقبل عمل عامل منهم إلاّ بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي ،

__________________

(١) عنه البحار ٣٨ : ١٢٧ ، رواه الصدوق في الأمالي : ١٦٩.

(٢) في « ط » : الحسن بن محمّد بن الحسين.

(٣) في « ط » : خلقي وخليقتي.

(٤) ليس في « ط ».

(٥) ليس في « ط ».

٦١

فمن أحببته من عبادي وتولّيته عرّفته ولايته [ ومعرفته ، ومن ابغضته من عبادي ابغضته لانصرافه عن معرفته وولايته ] (١) فبعزّتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولّى علياً عبد من عبادي إلاّ زحزحته عن النّار وأدخلته الجنّة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلاّ [ ابغضته و ] (٢) أدخلته النار وبئس المصير » (٣).

٤٦ ـ وبهذا الإسناد قال : حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن منصور بن أبي الجهم وأبو يزيد (٤) القرشي ، قالا : حدّثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدّثنا علي بن جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني [ أخي ] (٥) موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال :

« أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما واُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة » (٦).

٤٧ ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي (٧) ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن عمار الجارودي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله ، عن أبي الجارود ، عن أبي الهيثم ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ان الله تبارك وتعالى يبعث اُناساً وجوههم من نور على كراسي من نور ، عليهم ثياب من نور في ظل العرش بمنزلة الأنبياء [ وليسوا بالأنبياء ] (٨) وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء ، فقال رجل : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قال آخر : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قيل : من هم ؟ [ يارسول الله ؟ قال ] (٩) فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب وقال : هذا وشيعته » (١٠).

__________________

(١) من الأمالي والعيون.

(٢) منهما.

(٣) رواه في الأمالي : ١٨٤ ، والعيون : ٢ : ٤٩.

(٤) في « ط » : أبو زيد.

(٥) من الأمالي.

(٦) رواه في الأمالي : ١٩٠ أقول : يأتي مثله في ج ٢ : الرقم ٢٥.

(٧) في الأمالي : العبدي.

(٨ و ٩) من الأمالي.

(١٠) رواه في الأمالي : ٢٠٢.

٦٢

٤٨ ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدّثني علي بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبدالله (١) ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام :

« ( ياعلي ) (٢) أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤت المدينة إلاّ من قبل الباب ، وكذب من زعم أنّه يحبني ويبغضك لانّك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام اُمّتي وخليفتي عليها بعدي.

سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة » (٣).

٤٩ ـ وبهذا الإسناد قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن محمّد بن أحمد الأشعري ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن سيف الأزدي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبدالله بن صباح ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام ، قال :

« إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربّهم ويقولون : يا ربّ اكشف عنّا هذه الظلمة قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بأنبياء الله.

فيقول أهل الجمع أنّهم ملائكة الله فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بملائكة الله ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بشهداء ،

__________________

(١) في الأمالي : أحمد بن عبدالله.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) رواه الصدوق في أماليه : ٢٢٢ ، إكمال الدين ١ : ٢٤١ ، عنه البحار ٢٣ : ١٢٥.

٦٣

فيقولون من هم ؟ فيجيبهم النداء من عند الله : ياأهل الجمع سلوهم من أنتم.

فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟ فيقولون : نحن العلويون من ذرية محمّد رسول الله ، نحن أولاد علي ولي الله المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون ، فيجيبهم النداء من عند الله تعالى : اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون فيشفّعون » (١).

٥٠ ـ وبهذا الإسناد قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا سلمة بن الخطاب ، قال : حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الوراق ، عن عبدالرحمان بن كثير ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم لأصحابه :

« معاشر أصحابي إنّ الله تعالى جعل علياً علماً بين الايمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمناً ومن أبغضه كان منافقاً ، ان الله جلّ جلاله جعل علياً وصيي ومنار الهدى ( بعدي ) (٢) فهو موضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي ، إلى الله أشكوا ظالميه من اُمّتي » (٣).

٥١ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن عمّه محمّد بن الحسن عن أبيه الحسن بن الحسين بن عليّ ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن الحسين بن يزيد (٤) ، عن اليعفوري (٥) ، عن عيسى بن عبدالله العلوي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج الجنّة بغير حساب فليتولّ وليي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي واُمتي عليّ بن أبي طالب ،

__________________

(١) رواه في الأمالي : ٢٣٤ ، عنه البحار ٨ : ٣٦.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) رواه مفصلاً في الأمالي : ٢٣٤.

(٤) في « ط » : الحسن بن زيد.

(٥) في الأمالي : يعقوبي.

٦٤

ومن سرّه أن يلج النار فليتول غيره (١) ، فوعزّة ربّي وجلاله أنّه لباب الله الّذي لا يؤتى إلاّ منه ، وانّه الصراط المستقيم ، وانّه الّذي يسأل الله عزّ وجلّ عن ولايته يوم القيامة » (٢).

٥٢ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين في الري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر أبو الحسين الأسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمّد (٣) التميمي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا عبدالملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« أنا سيّد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبييّن والمرسلين ، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين ، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين والمرسلين ، وابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي اُمهات المؤمنين ، واُمّتي خير اُمّة اُخرجت للناس ، وأنا أكثر النبيين تبعاً يوم القيامة ، ولي حوض عرضه ما بين بصري وصنعاء ، وفيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي يومئذٍ على الحوض خليفتي في الدنيا.

قيل : يارسول الله ومن ذاك ؟ قال : إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء.

ثم قال عليه وآله السلام : من أحبّ علياً وأطاعه في دار الدنيا ورد عليّ حوضي غداً ، وكان معي في درجتي في الجنة ، ومن أبغض علياً في دار الدنيا وعصاه

__________________

(١) في الأمالي : فليترك ولايته.

(٢) رواه في الأمالي : ٢٣٧.

(٣) في « ط » : جعفر بن محمّد بن أحمد.

٦٥

لم أره ولم يرني يوم القيامة ، واختلج دوني واُخذ به ذات الشمال إلى النار » (١).

٥٣ ـ قال : وعنه ، عن عمه ، عن أبيه الحسن ، عن عمّه الشيخ المفيد أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السناني (٢) ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الأسدي الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن زيد (٣) عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي :

« ياعلي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيد الوصيين ووصي سيّد النبييّن ، ياعلي انه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها الى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربّي جلّ جلاله بمناجاته ، قال لي : يا محمّد ، قلت : لبيك يارب وسعديك تباركت وتعاليت ، قال : ان عليّاً امام أوليائي ونور لمن أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك.

فقال علي عليه‌السلام : يارسول الله بلغ من قدري حتّى اني اُذكر هناك ، فقال : نعم ياعلي فاشكر ربك ، فخرّ علي عليه‌السلام ساجداً شكراً لله تعالى على ما أنعم به عليه [ فقال له رسول الله : ارفع راسك ياعليّ فان الله قد باهى بك ملائكته ] (٤) » (٥).

__________________

(١) رواه في الأمالي : ٢٤٥.

(٢) في الاصل : أحمد بن محمّد الشيباني.

(٣) في الأمالي : الحسين بن يزيد.

(٤) من الأمالي.

(٥) رواه في الأمالي : ٢٤٧ أقول : يأتي بمضمونه في ج ٤ : الرقم ٢١.

٦٦

٦٧
٦٨

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

١ ـ أخبرنا السيّد الإمام الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسين (١) بن عبدالله الجواني الطبري الحسيني رحمه‌الله لفظاً وقراءة في داره بآمل في المحرم سنة تسع وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو علي جامع بن أحمد الدهستاني (٢) ، بنيسابور ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن عليّ بن الحسن بن العباس الصندلي (٣) ، قال : أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري المفروضي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبدالله بن محمّد (٤) بن عقدة بن العباس بن حمزة في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدّثني أبي في سنة ستين ومائتين ، قال : حدّثنا الإمام عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) في البحار : محمّد بن الحسن.

(٢) في « ط » : الدهشاني.

(٣) في « ط » : علي بن الحسين بن عباس الصيداوي.

(٤) في « ط » : محمّد بن عبدالله بن أحمد.

٦٩

« أربعة أنا لهم شفيع (١) يوم القيامة : المكرم لذريّتي (٢) ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي [ لهم ] (٣) في اُمورهم عندما اضطرّوا إليه (٤) ، والمحب لهم بقلبه ولسانه (٥) » (٦).

٢ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمّد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري في درب زامهران (٧) بمسجد الغربي في صفر سنة عشرة وخمسمائة قراءة عليه ، حدثنا قال : الشيخ أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ، قال : أخبرنا الشريف أبو العباس عقيل بن الحسين بن محمّد بن علي بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن ( محمّد بن ) (٨) عبدالله بن جعفر بن محمّد بن علي بن أبي طالب قراءة عليه في شهور سنة ست وعشرين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو علي الحسين (٩) بن العبّاس بن محمّد الكرماني الخطيب بشيراز في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن حبشة (١٠) العبدي ، قال : حدثنا رحبة بن الحسن ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبدالله بن خالد بن فرقد النخعي البلخي ، قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد البغلاني ، قال : حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن عبد الرحمان السراج ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

« سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فغضب وقال : ما بال أقوام يذكرون منزلة من له منزلة كمنزلتي (١١) ، إلا ومن أحب عليّاً فقد أحبني ومن أحبني

__________________

(١) في « م » : شفيع لهم.

(٢) في العيون : المكرم لذريتي من بعدي.

(٣) من العيون وأمالي الشيخ.

(٤) في أمالي الشيخ : عند اضطرارهم.

(٥) في « م » زيادة : عندما اضطرّوا.

(٦) عنه البحار ٨ : ٥٠ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٧٦ ، وفي عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٥ ، و ١ : ٢٥٤.

أقول : مرّ في ج ١ : الرقم ٢٧ ويأتي في ج ٣ : الرقم ٤٦.

(٧) في « م » : زمهران.

(٨) ليس في « ط ».

(٩) في « م » : الحسن.

(١٠) في « م » : جية.

(١١) في فضائل الشيعة : ما بال أقوام يذكرون من منزلته من الله كمنزلتي.

٧٠

رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافاه بالجنّة.

ألا ومن أحبّ علياً يقبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب الله دعاءه ، ألا ومن أحبّ علياً فقد استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنّة فيدخل من أي باب يشاء بغير حساب ، إلاّ ومن أحبّ علياً لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنّة ، إلاّ ومن أحب عليّاً هون الله تبارك وتعالى عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنّة.

ألا ومن أحبّ علياً أعطاه الله بعدد كلّ عرق في بدنه حوراء ويشفع في ثمانين من أهل بيته وله بكل شعرة في بدنه مدينة في الجنّة ، ألا ومن أحبّ علياً بعث الله إليه ملك الموت يرفق به ، ودفع الله (١) عزّ وجلّ عنه هول منكر ونكير ونوّر قلبه وبيّض وجهه ، ألا ومن أحبّ علياً أظله الله في ظل عرشه مع الشهداء والصدّيقين ، ألا ومن أحبّ علياً نجّاه الله من النار ، ألا ومن أحبّ علياً تقبّل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته وكان في الجنّة رفيق حمزة سيّد الشهداء.

ألا ومن أحبّ عليّاً أثبت الله الحكمة في قلبه (٢) وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله له أبواب الرحمة ، ألا ومن أحبّ عليّاً سمّي في السماوات أسير الله في الأرض ، ألا ومن أحبّ علياً ناداه ملك من تحت العرش : يا عبدالله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلّها ، ألا ومن أحبّ عليّاً جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، إلاّ ومن أحبّ عليّاً وضع الله على رأسه تاج الكرامة (٣) وألبسه حلّة الكرامة.

ألا ومن أحبّ عليّاً مرّ (٤) على الصراط كالبرق الخاطف ، ألا ومن أحبّ علياً وتولاه كتب الله له براءة من النار وجوازا على الصراط وأماناً من العذاب ، ألا ومن أحب علياً لا ينشر له ديوان ولا تنصب له ميزان ويقال ـ أو قيل له : ـ ادخل الجنّة بغير حساب.

__________________

(١) في « م » : ملك الموت برفق ورفع الله.

(٢) في « ط » : ثبت الحكمة ، وفي الفضائل : اثبت الله في قلبه الحكمة.

(٣) في الفضائل : تاج الملك.

(٤) الفضائل : جاز.

٧١

ألا ومن أحب آل محمّد أمن من الحساب والميزان والصراط ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد صافحته الملائكة وزاره الأنبياء وقضى الله له كلّ حاجة كانت له عند الله عزّ وجلّ ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فأنا كفيله بالجنّة ـ قالها ثلاثاً ـ.

قال قتيبة بن سعيد أبو رجاء : كان حماد بن زيد يفتخر بهذا الحديث ويقول : هو الأصل (١) لمن يقرّ به » (٢).

قال محمّد بن أبي القاسم الطبري مصنف هذا الكتاب : هذا الخبر يدلّ على وجوب الولاية لأولياء الله ، لأنّ هذه الخيرات كلّها إنّما تحصل بالولاية لأولياء الله والبراءة من أعداء الله.

٣ ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن رحمه‌الله في شوال من شهور سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن الحسين المعروف بابن البرسي ، قال : أخبرنا الشريف الزاهد أبو هاشم محمّد بن حمزة بن الحسين بن محمد بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن موسى الكاظم ، قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بالكوفة في جامعها يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين النحوي ، قال : حدّثني أبو القاسم سعد بن عبدالله الاشعري ، قال : حدّثنا عبدالله بن أحمد بن طيب (٣) ، قال : حدّثنا جعفر بن خالد ، عن صفوان بن يحيى ، عن حذيفة بن منصور ، قال :

كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجل فقال ( له ) (٤) : جعلت فداك

__________________

(١) في الفضائل : الأمل.

(٢) رواه الصدوق في فضائل الشيعة : ٢ ـ ٦ ، عنه البحار ٧ : ٢٢١ ، وتأويل الآيات ٢ : ٨٦٥.

(٣) في « م » : كليب.

(٤) ليس في « ق ».

٧٢

ان لي أخاً لا يؤتي (١) من محبتكم واجلالكم وتعظيمكم غير أنّه يشرب الخمر فقال الصادق عليه‌السلام :

« أما ) (٢) انه لعظيم ان يكون محبنا بهذه الحالة ولكن ألا انبئكم بشرٍّ من هذا ؟ الناصب لنا شر منه وان ادنى المؤمنين (٣) وليس فيهم دني ليشفع في مائتي انسان ولو ان أهل السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع تشفعوا (٤) في ناصبي ما شفعوا فيه ، ألا إنّ هذا لا يخرج من الدنيا حتّى يتوب أو يبتليه الله ببلاء في جسده فيكون تحبيطاً لخطاياه حتّى يلقى الله عزّ وجلّ ولا ذنب عليه ان شيعتنا على خير ، ان شيعتنا عى السبيل الأقوم.

ثم قال : ان أبي كان ( كثيراً ما ) (٥) يقول : احبب حبيب آل محمّد وان كان مرقفاً زبالاً (٦) وابغض بغيض آل محمّد وان كان صوّاماً قوّاماً » (٧).

٤ ـ أخبرنا الشريف الإمام أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن حمزة الحسيني الزبدي قراءة عليه بالكوفة في مسجده بالقلعة في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرني الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عبدالله ابن الثغور ، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر السكري الحري ، قال : حدّثنا أبو عبدالله أحمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي ، قال : حدّثنا أبو زكريا يحيى (٨) ابن معن في شعبان سنة سبع وعشرين ومائتين ، قال : حدّثنا قريش بن أنس ، عن محمّد بن عمرو ، عن أبي اُسامة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« خيركم خيركم لأهلي من بعدي » (٩).

__________________

(١) في « ط » : يؤلي.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) في « ط » : المؤمن.

(٤) في « م » شفعوا.

(٥) ليس في « م ».

(٦) في « ط » : موقفاً زبالاً ، وفي ارشاد القلوب : فاسقاً جانياً.

(٧) روى عجزه في ارشاد القلوب : ٢٥٦.

(٨) في « ط » : أبو يحيي زكريا بن معن.

(٩) عنه البحار ٢ : ٢٧.

٧٣

قال محمّد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدلّ على ان شيعة آل محمّد عليهم‌السلام خيار اُمّة محمّد لأنهم أكثر خيراً لأهل بيته ورواة هذا الخبر كلّهم ثقات العامّة (١).

٥ ـ أخبرنا الشيخ المفيد علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي قراءة عليه في جمادي الاُولى لسنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : حدّثنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدثني أبي عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن العبّاس بن معروف ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ما قبض الله نبياً حتّى أمره أن يوصي الى أفضل عترته من عصبته وأمرني أن اُوصي فقلت : إلى من يارب ؟ فقال : اوص يا محمّد الى ابن عمك علي بن أبي طالب فاني قد أثبّته في الكتب السابقة وكتبت فيها انه وصيك وعلى هذا (٢) أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي أخذت مواثيقهم ( لي ) (٣) بالربوبية ولك يا محمّد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية (٤) » (٥).

قال محمّد بن أبي القاسم : فشيعة علي عليه‌السلام هم الموفون بعهد الله لولايتهم ولي الله دون غيرهم (٦) فتخصيصهم بشارة الله في قوله : ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٧) والنجاة والفوز العظيم لهم دون غيرهم.

__________________

(١) في « م » : روى هذه الخبر ثقات العامة.

(٢) في التأويل على ذلك.

(٣) ليس في « ط ».

(٤) في « ط » : بالوصية.

(٥) رواه الطوسي في أماليه ١ : ١٠٢ ، عنه البحار ١٥ : ١٨ و ٢٦ : ٢٧١ و ٣٨ : ١١١ ، أخرجه في تأويل الآيات ٢ : ٥٦٦ أقول : يأتي مثله في ج ٢ : الرقم ٢٤ عن الصدوق.

(٦) في « م » : غيره.

(٧) التوبة : ١١١.

٧٤

٦ ـ حدّثنا الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسين الجواني الحسيني رحمه‌الله في داره بآمل لفظاً وقراءة سنة ثمان أو تسع وخمسمائة ، قال : حدّثنا السيّد الزاهد أبو عبدالله الحسين بن عليّ بن الداعي الحسيني ، قال : حدّثنا السيّد الجليل أبو إبراهيم جعفر بن محمّد الحسيني ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمّد بن عبدالله الحافظ ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن عبدالملك الأموي ، قال : حدّثنا سليمان بن أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمّد بن الربيع العامري ، قال : حدّثنا حمّاد بن عيسى ، غريق الجحفة ، قال : حدثتنا طاهرة بنت عمرو بن دينار ، قالت : حدثني أبي ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« انّ لكلّ نبي عصبة ينتمون إليها ، إلاّ ولد فاطمة فأنا وليّهم وأنا عصبتهم وهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ويل للمكذّبين بفضلهم من أحبّهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله » (١).

قال محمّد بن أبي القاسم : فهذا الخبر دليل على ان عترة محمّد هم أولاد فاطمة عليها‌السلام دون غيرهم لأنه خصهم بذلك عليه وعليهم السلام.

٧ ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه رحمه‌الله بقراءتي عليه في خانقانه بالري في المحرم سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمهم‌الله في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وأربعمائة املاء من لفظه بالمشهد المقدّس بالغري على ساكنه أفضل السلام ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهم‌الله ، قال : أخبرني أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأبهري ، قال : حدّثنا علي بن أحمد الصباح ، قال : حدّثني إبراهيم بن عبدالله ابن أخ عبدالرزاق ، قال : حدّثني [ عمي ] (٢) عبدالرزاق بن همام ، قال : حدّثني أبي همام بن نافع ، قال : حدّثني مينا مولى عبد الرحمن بن عوف الزهري قال : قال لي عبدالرحمان : يامينا ألا احدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قلت : بلى قال : سمعته يقول :

__________________

(١) عنه البحار : ٢٣ : ١٠٤ ، ٤٣ : ٢٣٠.

(٢) من أمالي الشيخ.

٧٥

« أنا شجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ومحبوهم من اُمتي ورقها » (١).

٨ ـ وجدت في كتاب أبي الفقيه أبي القاسم بن محمّد رحمة الله عليه مكتوباً بخطه : حدثني الشيخ الحسن المتكلم ، قال : حدّثنا أبو عمر أحمد بن محمّد السناني (٢) ، أخبرنا عبدالله بن عدي بجرجان ، حدثنا المفضّل بن عبدالله بن محمّد (٣) ، حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس الكوفي بفيد ، حدثنا إسماعيل بن سهل ، عن محمّد بن علي ، عن قتادة ، عن سفيان الثوري. عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال النبي (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« خلق الناس من أشجار شتّى وخلقت أنا وعلي بن أبي طالب (٥) من شجرة واحدة ، فما قولكم في شجرة أنا أصلها ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، والحسن والحسين ثمارها ، وشيعتنا أوراقها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها ساقه إلى الجنّة ومن تركها هوى في النار ».

وقد نظم هذا الخبر ( في الشيعة ) (٦) أبو يعقوب البَصراني (٧) فقال :

ياحبّذا دوحة في الخلد نابتة

ما مثلها أبداً نبتت في الخلد من شجر

المصطفى أصلها والفرع فاطمة

ثم اللقاح علي سيّد البشر

والهاشميان سبطاه لها ثمر

والشيعة الورق الملتف بالثمر (٨)

هذا مقال رسول الله جاء به

أهل الرواية في العالي من الخبر (٩)

إنّي بحبّهم أرجو النجاة غداً

والفوز في زمرة من أفضل الزمر (١٠)

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٨ ، والمفيد في أماليه : ٢٤٥.

أقول : يأتي في ج ٤ : الرقم ١٧ مثله.

(٢) في « ط » : الساني.

(٣) في « م » : الفضل بن عبدالله بن مخلد.

(٤) في « م » : قال رسول الله.

(٥) في « م » : خلقت انا وانت.

(٦) ليس في « ط ».

(٧) في « ط » : البصري.

(٨) في « م » : سبطاها ، بالشجر.

(٩) في « م » : حديث رسول الله ، أهل الرويات.

(١٠) في « م » : مع زمرة ، أحسن الزمر.

٧٦

٩ ـ أخبرنا الشيخ المؤيّد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بمشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقراءتي عليه في سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا السعيد الوالد رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله بن موسى ، قال : حدثنا محمّد بن عبدالله العزرمي ، قال : حدّثنا المعلّى بن هلال ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن عبدالله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

« أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى علياً خمساً ، اعطاني جوامع الكلم وأعطى علياً جوامع العلم ، وجعلني نبياً وجعله وصياً ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إليّ ونظرت إليه.

قال : ثمّ بكى رسول الله ، فقلت له : ما يبكيك فداك أبي واُمّي ؟ قال : يابن عباس انّ أول ما كلمني به ربي عزّ وجلّ ، فقال (١) : يامحمّد انظر [ الى ] (٢) تحتك فنظرت الى الحجب قد انخرقت والى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى علي وهو رافع [ إليّ ] (٣) فكلّمني وكلّمته ( وكلمني ربي ) (٤).

فقلت : يارسول الله ! بم كلّمك ربك ؟ فقال : قال لي : يامحمّد إنّي جعلت علياً وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فاعلمه فهاهو يسمع كلامك ، فاعلمته وأنا بين يدي ربي عزّ وجلّ ، قال [ لي ] (٥) : قد قبلت واطعت ، فأمر الله الملائكة أن تسلّم عليه ففعلت ، فردّ عليهم السلام ، ورأيت الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلاّ هنؤوني وقالوا : يامحمد ! والّذي بعثك بالحقّ لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزّ وجلّ لك ابن عمك ، ورأيت حملة

__________________

(١) في أمالي الشيخ والبحار : ان قال.

(٢) من التأويل.

(٣) من الأمالي والتأويل.

(٤) ليس في « م » ، وفي التأويل : بما كلّمني.

(٥) من الأمالي.

٧٧

العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت : ياجبرئيل ! لمَ نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يامحمّد ! ما من ملك من الملائكة إلاّ وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش ، فانّهم استأذنوا الله عزّ اسمه في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فنظروا إليه ، فلمّا هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ، فعلمت اني لم أطأ موطناً إلاّ وقد كشف ( لعلي ) (١) عنه حتّى نظر اليه ، قال ابن عباس : فقلت يارسول الله ! أوصيني ، فقال : يابن عباس عليك بحبّ علي بن أبي طالب.

قلت : يارسول الله أوصني ، قال : عليك بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبياً لا يقبل الله من عبد حسنة حتّى يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب وهو تعالى اعلم ، فان جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وان (٢) لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ، ثم امر به إلى النار ، يابن عباس ! والّذي بعثني بالحق نبياً انّ النار لأشد غضباً علىّ مبغضي (٣) عليّ منها على من زعم انّ لله ولداً ، يابن عباس لو أنّ الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ، ولن يفعلوا ، لعذّبهم الله تعالى بالنار.

قلت : يارسول الله ! وهل يبغضه أحد ؟ قال : يابن عباس نعم ، يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيباً ، يابن عباس انّ من علامات بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحقّ نبياً ما بعث الله نبياً اكرم عليه منّي ولا وصياً اكرم عليه من وصيّي عليّ ، قال ابن عباس : فلم أزل محبّاً له كما أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصّاني (٤) بمودته وانّه لاكبر (٥) عملي عندي.

قال ابن عباس : ثمّ مضى من الزمان ما مضى ، وحضرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة فحضرته ، فقلت : فداك أبي واُمي يارسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « م » : من.

(٣) في « ط » : مبغضي.

(٤) في البحار : اوصاني.

(٥) في « ط » : لاكرم.

٧٨

فقال : يابن عباس ! خالف من خالف علياً ولا تكونن لهم ظهيراً ولا ولياً ، فقلت : يارسول الله ! فلم لا تأمر النّاس بترك مخالفته ؟

قال : فبكى صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى اُغمي عليه ، ثم قال : يابن عباس ! سبق فيهم علم ربّي ، والذي بعثني بالحق نبياً لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وانكر حقّه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ، يابن عباس ! إذا اردت ان تلقى الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ومل معه حيثما مال وارض به إماماً وعاد من عاداه ووال من والاه ، يابن عباس احذر أن يدخلك شك فيه فان الشك في علي كفر بالله تعالى » (١).

قال محمّد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدلّ على أن من يقدّم على علي غيره ويفضّل عليه أحدا فهو عدو لعلي وإن ادّعى انه يحبه ويقول به فليس الأمر على ما يدّعي ، ويدل أيضاً على أن من شك في تقديمه وتفضيله (٢) ووجوب طاعته وولايته محكوم بكفره ، وإن أظهر الاسلام واجري (٣) عليه أحكامه ، ويدل أيضاً على اشياء كثيرة لا يحتمل ذكرها هذا الموضع.

١٠ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الطوسي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا محمّد بن محمّد رحمه‌الله ، قال : حدثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة الحسيني الطبري ، قال : حدثنا محمّد بن الفضل بن حاتم المعروف بأبي بكر النجار الطبري الفقيه ، قال : حدثنا محمّد بن عبد الحميد (٤) ، قال : حدثنا داهر (٥) بن محمد بن يحيى الأحمري ، قال : حدثنا المنذر بن الزبير ، عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« لا تضادوا بعلي أحداً فتكفروا (٦) ، ولا تفضّلوا عليه أحداً فترتدّوا » (٧).

__________________

(١) رواه الشيخ في اماليه ١ : ١٠٤ ، عنه البحار ١٦ : ٣٧٠ و ٣٨ : ١٥٧ ، تأويل الآيات ١ : ٢٧٧.

(٢) في « م » : تفضيله وتقديمه.

(٣) في « ط » : جرى.

(٤) في « ط » : محمّد بن عبدالله الفقيه الحميد.

(٥) في « ط » : زاهر.

(٦) في « ط » : فتكفروا وتضلوا.

(٧) رواه الشيخ في اماليه ١ : ١٥٣.

٧٩

١١ ـ حدّثني الشريف أبو البركات عمر بن ابراهيم بن حمزة الحسيني املاء من لفظه واصله بالكوفة سنة ست عشرة وخمسمائة ، واخبرني أبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي اجازة ، قالا : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسين (١) بن عبد الرحمان العلوي فيما اجازه ان يرويه عنه ، قال : أخبرنا (٢) أبو الطيب محمد بن الحجاج الجعفي ، قال : حدثنا زيد بن محمد بن جعفر العامري ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن عبيد القرشي ، قال : حدّثنا اسماعيل بن ابان الازدي ، عن عمرو بن ثابت ، عن ميسرة بن حبيب ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال :

« إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا ، وان شيعتنا آخذون بحجزتنا » (٣).

١٢ ـ أخبرنا الشيخ الامام أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابوية قراءة عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ، قال : أخبرني الحسن بن علي الزعفراني ، قال : أخبرني أبو اسحاق ابراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان ، قال ، حدثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد ، عن أبي اسحاق الهمداني ، قال :

لمّا ولّى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام محمّد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتاباً وأمره أن يقرأه على اهل مصر وأن يعمل بما (٤) وصّاه به فيه ، وكان الكتاب (٥) :

بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى اهل مصر ومحمّد بن أبي بكر ، ( سلام عليكم ) (٦) فانّي احمد إليكم الله الّذي لا اله إلاّ هو :

__________________

(١) في « م » : الحسن.

(٢) في « م » : حدثنا.

(٣) يأتي في ج ٣ : الرقم ٤٢ ، وذكرنا هناك تخريجات الحديث.

(٤) في « ط » : اوصاه.

(٥) في « ط » : وكان الكتاب فيه.

(٦) ليس في « ط ».

٨٠