بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

محمود وأنا محمّد ، والله الأعلى (١) وهذا علي » (٢).

٤٥ ـ قال : حدّثنا إبراهيم بن بن أبي إسحاق ، عن عبدالجبار بن العباس الشبامي ، عن عمّار الدهني ، عن أبي فاخته قال :

« أقبل علي عليه‌السلام وعمر جالس في مجلسه ، فلمّا رآه عمر تضعضع وتواضع وأوسع له في المجلس ، فلمّا قام علي عليه‌السلام قال له بعض القوم : ياأمير المؤمنين إنا لنراك تصنع بعلي صنيعاً ما تصنعه بأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال عمر : وما رأيتني أصنع به ؟ قال : رأيناك كما تضعضعت وتواضعت وأوسعت له حتى يجلس ، قال : وما يمنعني فوالله انه لمولاي ومولى كلّ مؤمن » (٣).

٤٦ ـ قال : أخبرنا يوسف بن كليب ، عن هارون بن الحسن ، عن أبي سلام مولى قيس قال : خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن قال : سمت سعد بن حذيفة يقول : سمعت أبي حذيفة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

« ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّ علي عليه‌السلام إلاّ أدخله الله عزّ وجلّ الجنّة » (٤).

٤٧ ـ حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا الوليد بن بكير أبو حباب عن سلام الخزاعي عن أبي اسحاق السبيعي ، عن الحرث ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ما من دعاء إلاّ بينه وبين السماء حجاب حتى يصلي على النبي وعلى آل محمّد ، فإذا فعل ذلك خرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء ، فإذا لم يفعل رجع الدعاء ».

٤٨ ـ قال : حدّثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن إبراهيم بن حيان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

__________________

(١) في الأصل : العلى ، ما أثبتناه من الروضة.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٨٦ ، والفتال في روضة الواعظين : ١٢٨.

(٣) رواه في البحار ٣٧ : ١٩٨ ، أقول : مرّ في ج ٧ : الرقم ٣٩ مثله.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٣٩.

٣٦١

« أمر علياً أن يقضي بين رجلين فقضى بينهما ، فقال الّذي قضى عليه : هذا الذي يقضي بيننا ، فكأنه ازدرأ عليه ، فأخذ عمر بتلابيبه وقال : ويلك وما تدري من هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب هذا مولاي ومولى كل مؤمن ، فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن ».

٤٩ ـ عن جابر : « انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا علياً عليه‌السلام وهو محاصر الطائف ، فكان القوم استشرفوا لذلك وقالوا : لقد طال نجواك له منذ اليوم فقال : ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه » (١).

٥٠ ـ عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة ، وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي » (٢).

٥١ ـ أخبرنا يحيى بن العلا الرازي ، عن عمّه سعيد بن خالد ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن بريم قال :

« خطبنا الحسن بن علي عليهما‌السلام صبيحة قتل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : لقد فارقكم الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولم يدركه الآخرون بعلم ، ولقد صعد بروحه في الليلة التي صعد فيها بروح يحيى بن زكريا كان رسول الله يبعثه في البعث ، فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فلا ينثني حتّى يفتح الله عزّ وجلّ عليه ، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد ان يبتاع بها خادماً لأهله » (٣).

٥٢ ـ قال : حدّثنا المطلب بن زياد ، قال : حدّثنا السدي ، عن عبد خير ، عن

__________________

(١) رواه بهذا اللفظ وغيره : الترمذي في صحيحه ٥ : ٦٣٩ ، ابن المغازلي : ٢٤ ، والشافعي في المناقب : ١٦٤ ، والخزاعي في أربعينه ح ٢٦ ، الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ : ٢٣٠ ، والخوارزمي في المناقب : ٨٢ ، والخطيب في تاريخ بغداد ٧ : ٤٠٢ ، وابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٤٢.

(٢) رواه الصدوق في الأمالي : ٢٩٨ ، علل الشرايع ١ : ١٣٩ ، والشيخ في الأمالي ١ : ٢٨٥.

أقول : مرّ مثله في ج ٢ : الرقم ٤٣ و ج ٣ : الرقم ٣٦.

(٣) ذكر مثله في البحار ٤٣ : ٣٦١.

٣٦٢

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (١) قال :

« المنذر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه » (٢).

٥٣ ـ حدّثنا عبيدالله المسعودي وهو عبيدالله بن الزبير عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن ابن عباس قال :

« كنت على الباب يوم الشورى فسمعت علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : أنشدكم الله أيها النفر جميعاً أفيكم من قال له رسول الله : اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه غيري ؟ قالوا : اللهم لا. ».

٥٤ ـ قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا عبدالله بن محمّد ابن عيسى ، قال : حدّثنا أبي ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن ابن مسكان ، عن عمّار بن يزيد ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليه‌السلام قال :

« لمّا نزل رسول الله بطن قديد قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : ياعلي اني سألت الله عزّ وجلّ ان يوالي بيني وبينك ففعل ، وسألته أن يوحي بيني وبينك ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل ، فقال رجل من القوم : والله لصاع من تمرشن بال خير مما سأل محمّد ربه ، هلاّ سأله ملكاً يعضده على عدوه أو كنزاً يستعين به على حاجته ، فأنزل الله تعالى : ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) » (٣).

٥٥ ـ قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم رحمه‌الله ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال :

« قلت : جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال : نعم ياحسن أعظمها

__________________

(١) الرعد : ٧.

(٢) رواه ابن شهر آشوب في مناقبه ١ : ٥٦٧ عن الثعلبي ، عنه البحار ٣٥ : ٣٩٩.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٠٦.

٣٦٣

وأشرفها ، قال : قلت [ له ] (١) وأيّ يوم هو ؟ قال : يوم نصب أمير المؤمنين عليه‌السلام علماً للناس ، قال : [ قلت ] (٢) جعلت فداك وأي يوم هو ؟ قال : إن الأيام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة.

قال : قلت : جعلت فداك وما ينبغي [ لنا ] (٣) ان نصنع فيه ؟ قال : تصومه ياحسن وتكثر الصلاة فيه على محمّد وأهل بيته وتتبرأ إلى الله ممّن ظلمهن [ وجحدهم ] (٤) حقهم ، فان الأنبياء عليهم‌السلام كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي [ كان ] (٥) يقام فيه الوصي ان يتخذ عيداً ، قال : قلت : فما لمن صامه منّا ؟ قال : صيام ستين شهراً لكم ولا تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب ، فانه هو اليوم الذي اُنزلت فيه النبوة على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وثوابه مثل ستين شهراً [ لكم ] (٦) » (٧).

٥٦ ـ قال : حدّثنا أخي أبو الحسن عن شيخه نفطويه ، عن أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن خالويه ، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي اللغوي ، عن محمّد بن يزيد المبرد قال : سمعت يونس يحدّث عن ابن الأعرابي قال : قال الشعبي :

« بينا أنا في بعض أندية (٨) العرب أيام بني اُميّة اذا قائل يقول لصاحبه : لا وحق من خصه النبي بوصيته من بين صحبته ، قال : فناديته فأقبل نحوي فقلت له : ياأخا العرب سمعت منك كلمة غريبة في زماننا هذا فصحت بها جهلاً منك بعواقبها ، أما تخاف سيوف بني اُمية ؟ فقال لي : ياشيخ سيف الله تعالى أمضى من سيوفهم حداً ويد الله تعالى أعلا من أيديهم يدا ، فقلت له : من تفضل بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : أفضلُ واللهِ فرعُ دوحته (٩) والمخترعُ من طينتِه وسيف نبوته وحامل رايته وزوج ابنته ومن خصّه بوصيّته وجعله مولى لاُمّته ، صادمَ عنه

__________________

(١ ـ ٦) من ثواب الأعمال.

(٧) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ٦٧ ، عنه البحار ٩٧ : ١١١.

(٨) النادي : جمعه اندية ، مجلس القوم ماداموا مجتمعين فيها.

(٩) الدوحة : جمعها دوح ، الشجرة العظيمة المتسعة.

٣٦٤

الوعول (١) وناطحَ (٢) دونَه الفحول ، حتّى علت كلمته وظهرت دعوته ، ذلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقلت : أفضلَ منه من سُمّيَ صديقاً.

فقال : كذبت وربّ الكعبة فما صدّقه ، بل هرب عنه في القتال ودلّ على سوء ضميره وقد غشيه الكرب واستكلب لديه الحرب أسلمه لأسنّة الحتوف (٣) وحدّة السيوف ، انهزم والله الصديق عن صدقه ان الفارَّ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شيطان مارد ، ليس كما قلت بل والله الفاضل من نام على فراشه ووقاه بنفسه ، مفرج كربه وقاضي دينه ووارث علمه وخليفته على أُمّته ، مبايع البيعتين صاحب بدر وحنين ، أسد الله ووليه لا البلفاحة الهلباحة أين ابن أبي قحافة.

قال الشعبي : فأمسكت عنه لئلا يُسمع كلامه ويُكتب بخبره وقلت له : حفظت القرآن ؟ فقال : إي والله وعلمت منه ما أخرق الظلمة إلى النور ، فقلت له : ما تقول في المسح على الخفين ؟ فقال : ياسبحان الله هل يجوز في حكم الله وعدله أن يفرض على جوارح البدن وهي أحياء فرضاً معلوماً فيشرك معها ميتة فجعل الميت شريكاً للحي في فرض معلوم وقد رفع عن الأموات أعمال الأحياء ؟ مثلك يقول هذا ! قال الشعبي : فأرد كلاماً ما سمعت قط مثله ، فقلت له : اخبرني من أنت ومن أين أنت ؟ فقال لي : إليك عنّي ما كنت لاُخبر الحتف على نفسي ، وغاب عنّي فلم أره رضي‌الله‌عنه ».

٥٧ ـ قال : حدّثنا الحسن بن علي البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن أبي صالح قال :

« لمّا حضرت عبدالله بن العبّاس الوفاة قال : اللّهمّ إنّي أتقرب اليك بولاية علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ».

__________________

(١) الوعول : تيوس الجبل ، والمراد بهم الأشراف والرؤوس ، ضَرَبَ المثلَ بها لأنها تأوي رؤوس الجبال.

(٢) نطحه : أصابه بقرنه.

(٣) الحتف : جمعه الحتوف ، الموت.

٣٦٥
٣٦٦

٣٦٧
٣٦٨

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

١ ـ بحذف الاسناد قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدّثنا عبيدالله (١) بن موسى ، قال : حدّثنا جعفر الأحمر ، [ عن الشيباني ] (٢) ، عن جميع بن عمير قال : قالت عمّتي لعائشة وأنا أسمع :

« لله أنت مسيرك (٣) إلى علي ما كان ؟ قالت : دعينا منك انّه ما كان من الرجال أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من علي ، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة » (٤).

٢ ـ قال : حدّثنا محمّد بن عمر ، عن الأحلج ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ابن بريم :

« ان علياً عليه‌السلام لما توفي قام الحسن فصعد المنبر فقال : أيها الناس انه قد قبض فيكم الليلة رجل ما سبقه الأولون والآخرون بعلم وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يبعثه المبعث فيقاتل ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما ينثني حتى يفتح الله عليه » (٥).

٣ ـ قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي الوراق ، عن سلام بن أبي عمرة ،

__________________

(١) في الأصل : عبد الله.

(٢) من الأمالي.

(٣) في الأصل : أرأيت ، وما أثبتناه من البحار ، أقول : لله أنت ، كلمة تقال عند الاشفاق.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢١١ ، البحار ٤٣ : ٢٣.

(٥) مرّ مثله في ج ٧ : الرقم ٥١.

٣٦٩

عن معروف ، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال :

« خطب الحسن بن علي بعد وفاة أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين علياً ، فقال : خاتم الأوصياء (١) ووصيّ خاتم الأنبياء وأمير الصديقين والشهداء [ والصالحين ] (٢) ، ثم قال : ياأيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ( بعلم ) (٣) ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعطيه الراية فيقاتل جبرئيل عن يمينه ومكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، والله لقد قبضه الله عزّ وجلّ في الليلة التي قبض فيها وصيّ موسى عليه‌السلام ، وعرج بروحه في الليلة التي فيها رفع عيسى عليه‌السلام ، وفي الليلة التي أنزل فيها الفرقان ، والله ما ترك ذهباً ولا فضّة إلاّ شيئاً على صبيّ له ، وما ترك في بيت المال إلاّ سبعمائة ( وخمسين ) (٤) درهماً فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لاُم كلثوم.

ثم قال : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تلا هذه الآية قول يوسف عليه‌السلام : ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) (٥). ثم أخذ في كتاب الله عزّ وجلّ فقال : أنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن ( الطهر ) (٦) الذي اُرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى ولايتهم ومودتهم ، فقال فيما أنزل على محمّد : ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) (٧) ، واقتراف الحسنة مودتنا » (٨).

__________________

(١) في البحار : خاتم الوصيين.

(٢) من البحار.

(٣) ليس في البحار.

(٤) ليس في البحار.

(٥) يوسف : ٣٨.

(٦) ليس في البحار.

(٧) الشورى : ٢٢.

(٨) رواه في البحار ٤٣ : ٣٦١ ، وأيضاً في ٤٣ : ٣٦٢ عن المفيد في إرشاده وابن أبي الحديد في شرحه.

٣٧٠

٤ ـ عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد قال : « قيل : لأبي عبدالله عليه‌السلام للمؤمنين من الاعياد عيد غير العيدين والجمعة ؟ قال : فقال : نعم ، لهم ما هو أعظم من هذا ، يوم اُقيم أمير المؤمنين عليه‌السلام فعقد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية في أعناق الرجال [ والنساء ] (١) بغدير خم ، فقلت : وأي يوم ذلك ؟ قال : الأيام تختلف ، ثم قال : [ يوم ] (٢) ثمانية عشر من ذي الحجّة ، قال : ثم قال : والعمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهراً وينبغي أن تكثر فيه ذكر الله تعالى والصلاة على النبي ويوسع الرجل فيه على عياله » (٣).

٥ ـ عن الشعبي عن مسروق قال :

« قالت لي عائشة : يامسروق هل عندك علم من المخرج ؟ قال : قلت : نعم قتلة علي بن أبي طالب يااُمّه ، أخبرني أنس سمعت من رسول الله يقول فيه ، قالت : سمعت رسول الله يقول : هم شرّ الخلق يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة ».

٦ ـ عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« أمرني الله عزّ وجلّ بحب أربعة وأخبرني انه يحبهم ، انك ياعلي منهم ، انك ياعلي منهم ، وسلمان وأبو ذر والمقداد » (٤).

٧ ـ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه : « ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) (٥) ، وهي ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (٦).

٨ ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن خلف بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي عن عبدالله بن عباس قال :

__________________

(١) من البحار وثواب الأعمال.

(٢) من البحار وثواب الأعمال.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ٦٨ ، عنه البحار ٩٧ : ١١٢.

(٤) رواه الصدوق في عيون الأخبار ٢ : ٣٢ ، عنه البحار ٢٢ : ٣٢٢.

(٥) إبراهيم : ٢٨.

(٦) رواه في البرهان : ٢ : ٣١٥ ، عن النطنزي مع اختلاف.

٣٧١

« أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ذات يوم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله باكياً وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال له رسول الله : مه ياعلي ، فقال علي عليه‌السلام : يارسول الله ماتت اُمّي فاطمة بنت أسد.

قال : فبكى النبي ثم قال : رحمَ اللهُ اُمّك ياعلي ، أما انها [ ان كانت لك اُمّاً فقد ] (١) كانت لي اُمّاً ، خذ عمامتي هذه وخذ ثوبي هذين وكفّنها (٢) فيهما ، ومرّ النساء فليحسّن غسلها ولا تخرجها حتّى أجيء فاليّ أمرها ، قال : وأقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ساعة واُخرجت فاطمة اُمّ علي عليه‌السلام فصلّى عليها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة لم يصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ، ثم كبّر عليها أربعين تكبيرة ثمّ دخل (٣) القبر فتمدّد فيه ، فلم يسمع له أنين ولا حركة ، ثم قال : ياعلي ادخل ، ياحسن ادخل ، فدخلا القبر فلمّا فرغ ممّا إحتاج إليه قال [ له ] (٤) : ياعلي اخرج ، ياحسن اخرج ، فخرجا.

ثم زحف (٥) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى صار عند رأسها ثم قال : يافاطمة أنا محمّد سيد ولد آدم ولا فخر ، فان أتاك منكر ونكير فسألاك من ربك ؟ فقولي : الله ربي ومحمّد نبيي والاسلام ديني والقرآن كتابي وابني [ امامي و ] (٦) وليي ، ثم قال : اللهم ثبّت فاطمة بالقول الثابت ، ثمّ خرج [ من قبرها ] (٧) وحثا عليها حثيات (٨) ثمّ ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما ، ثم قال : والذي نفس محمّد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي ، فقام إليه عمّار بن ياسر فقال : فداك أبي واُمّي يارسول الله لقد صلّيت عليها صلاة لم تصلّ على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ؟

قال : ياأبا اليقظان وهل (٩) ذلك هي منّي ، لقد كان لها من أبي طالب ولد كثير

__________________

(١) من البحار.

(٢) في البحار : فكفّنها.

(٣) في البحار : دخل إلى.

(٤) رواه في البحار.

(٥) الزحف : الدبيب على الركبتين قليلاً قليلاً.

(٦ و ٧) من البحار.

(٨) حثا التراب : صبّه ، الحثى : ما غرف باليد من التراب وغيره.

(٩) في البحار : أهل.

٣٧٢

ولقد كان خيرهم كثيراً و [ كان ] (١) خيرنا قليلاً ، فكانت تشبعني وتجيعهم وتكسوني وتعريهم وتدهنني وتشعثهم (٢) ، قال : فَلِمَ كبّرت عليها أربعين تكبيرة يارسول الله ؟ قال : نعم ياعمّار ، التفتُ إلى (٣) يميني ونظرت إلى أربعين صفاً الملائكة ، فكبرت لكل صف تكبيرة ، قال : فتمددت (٤) في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة ؟ قال : ان الناس يحشرون يوم القيامة عراة ، فلم أزل أطلب إلى ربّي عزّ وجلّ ان يبعثها ستيرة والذي نفس محمّد بيده ما خرجت من قبرها حتّى رأيت مصباحين من نور عند رأسها [ ومصباحين من نور عند يديها ] (٥) ومصباحين من نور عند رجليها ، وملكيها الموكّلين بقبرها يستغفران لها الى أن تقوم الساعة » (٦).

٩ ـ قال : حدّثنا عبدالله بن المسلم الملائي [ عن أبيه ] (٧) عن إبراهيم بن علقمة ، عن الأسود ، عن عائشة قالت :

« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا حضره الموت : أدعوا لي حبيبي ، فقلت : أدعوا له ابن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلمّا جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثمّ أدخله فيه ، فلم يزل محتضنه (٨) حتّى قبض ويده عليه » (٩).

١٠ ـ قال : حدّثنا ناصح ، عن زكريا ، عن أنس قال :

« اتكأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على عليٍّ فقال : ياعلي أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك ، وتكون وليي ووصيي ووارثي ، تدخل رابع أربعة الجنة ، أنا وأنت والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ، ومن تبعنا من امّتنا عن أيمانهم وشمائلهم ، قال : بلى يارسول الله ».

__________________

(١) من البحار.

(٢) الاشعث : المغبر الرأس.

(٣) في البحار : عن.

(٤) في البحار : فتمددك.

(٥) من البحار.

(٦) رواه الصدوق في أماليه : ١٨٩ ، والفتال في روضة الواعظين : ١٢٣ ، عنه البحار ٣٥ : ٧٠.

(٧) من أمالي الشيخ.

(٨) احتضن الصبي ، جعله في حضنه ، وهو ـ بالكسر ـ ما دون الإبط إلى الكشح.

(٩) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢١١ ، عنه البحار ٢٢ : ٤٥٥.

٣٧٣

١١ ـ قال : حدّثنا الحسن بن الحسين ، قال : حدّثنا أبو عيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق ، عن أبي الطفيل قال :

« كنت في البيت يوم الشورى فسمعت علياً عليه‌السلام يقول : أنشدكم الله جميعاً أفيكم أحد صلّى القبلتين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قالوا : اللهم : لا ، قال : أنشدكم الله جميعاً هل أحد وحّد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله جميعاً هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيَّ الحسن والحسين ابني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيّديَّ شباب أهل الجنّة ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد ناجاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقدّم بين يدي نجواه صدقة غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ كنت مولاه فعليٌ مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت منّي بمنزلة هارون من موسىٰ غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أنشدكم الله هل فيكم أحد أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فدخلت عليه فلم يأكل معه أحد غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم اشهد » (١).

١٢ ـ عن الشعبي عن ابن عباس : في قوله تعالى ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (٢) قال : « عن ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (٣).

١٣ ـ عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٤٢ ، والصدوق في أماليه : ٥٢١.

(٢) الصافات : ٢٤.

(٣) رواه في تأويل الآيات ٢ : ٤٩٣ ، عنه البحار ٢٤ : ٢٧٠ ، البرهان ٤ : ١٧ ، تفسير فرات : ١٣٠ ، أخرجه من شواهد التنزيل ٢ : ١٠٨.

٣٧٤

مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (١). نزلت في علي عليه‌السلام أمر الله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يبلّغ فيه فأخذ النبي بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه » (٢).

١٤ ـ حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد ، قال :

« حدّثني رجل من الأنصار انّ رجلاً من الأنصار ولد له غلام على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدعا له ووضع إبهامه بين عينيه فنبت وغرة شعره كأنها أذناب الخيل غرة من أحسن في الأرض فشب الغلام ونشأ على خير ما يُنشأ عليه واحد في الفقه والقرآن حتى إذا خرج أهل النهروان مرّ بهم فسقطت الشعرة بين عينيه.

قال علي بن زيد : أنا والله ممن رآها حين طلعت وحين سقطت وحين عادت. قال أبوه : شرّ وربّ الكعبة ، سقط أثر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من وجهك لا والله ما سقط إلاّ من شيء أحدثته ، قال : ثم أخذه فقيده ، فلمّا أقبل أهل النهروان عرف ضلالتهم واستبان له أمرهم تاب إلى الله عزّ وجلّ ، فجعل يبكي ويدعو الله أن يتوب عليه ، فقال لأبيه : جزاك الله من أبٍ خيراً فبك الذي حبسني الله فأطلقني رحمك الله ، قال : كذّبت وربّ الكعبة لا أطلقك أبداً حتى تموت فيها أو يرجع أثر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وجهك. قال : فجعل يدعو ويبكي اللهم اللهم حتّى أطلع الله عزّ وجلّ الشعر ، فأطلقه أبوه فلم يزل في عبادة حتى مات ».

١٥ ـ قال : حدّثنا محمّد بن زكريا بن دينار الغلاني الجوهري ، قال : حدّثنا عبيدالله بن محمّد ، يعني ابن عائشة ، قال : حدّثني أبي وغيره عشية الجمعة لإحدىٰ عشرة ليلة بقيت من رجب سنة أربع وخمسين قالوا :

« حجّ هشام بن عبدالملك في زمن عبدالملك فطاف بالبيت فحيد (٣) أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه ، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس

__________________

(١) المائدة : ٦٧.

(٢) رواه في البرهان ١ : ٤٩٠.

(٣) حِيدَ عن الطريق : مال عنه وعدل.

٣٧٥

ومعه أهل الشام ، إذ أقبل علي بن الحسين بن أبي طالب عليهم‌السلام من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً (١) فطاف بالبيت ، فلمّا بلغَ إلى الحجر تنحى الناس حتى يستلمه ، فقال رجل من أهل الشام : مَن هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه ـ مخافة ان يرغب فيه أهل الشام ـ وكان الفرزدق حاضراً فقال : لكني أعرفه ، فقال الشامي من هو ياأبا فراس ؟ فقال :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التقيّ النقيّ الطاهر العَلم

إذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

ينمى إلى ذروة العزّ التي قصرت

عن نيلها عرب الإسلام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته (٢)

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي (٣) حياءً ويغضىٰ من مهابته

ولا يكلم إلاّ حين يبتسم

من جدّه دان فضل الأنبياء له

وفضل اُمّته دانت له الاُمم

ينشقّ نور الهدى عن نور غرّته

كالشمس ينجاب (٤) عن إشراقها الظلم (٥)

مشتقة من رسول الله نبعته

طابت عناصره والخيم (٦) والشيم (٧)

فقال : فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكّة والمدينة وبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إلى الفرزدق بأثني عشر ألف درهم وقال : اعذرنا ياأبا فراس فلو كان عندنا أكثر من ذلك لوصلناك به ، فردّها الفرزدق وقال : يابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلاّ غضباً لله ولرسوله وما كنت لارزأ عليه شيئاً ، فقال : شكر الله لك ذلك إلاّ إنا أهل البيت إذا أنفذنا أمراً لم نعد فيه ، فقبلها وجعل يهجو هشاماً

__________________

(١) أرج أرجاً : فاحت منه رائحة طيبة.

(٢) عرفان راحته مفعول لأجله.

(٣) الاغضاء : إدناء الجفون ، وأغضىٰ على الشيء : سكت.

(٤) ينجاب ، انجابت السحاب : انكشفت.

(٥) في الأصل : القتم ، وما أثبتناه من البحار ، والقتم : الغبار.

(٦) الخيم ـ بالكسر ـ السجية والطبيعة.

(٧) الشيم ـ بالكسر ـ وهي الطبيعة.

٣٧٦

وهو في الحبس وكان ممّا هجاه :

أتحبسني بين المدينة والتي

إليها قلوب الناس يهوى منيبها

يقلب رأساً لم يكن رأس سيّد

وعينٌ له حولاء بانَ عيوبها

فبعث فأخرجه.

وبعد البيت الذي أوله : هذا ابن فاطمة ... برواية ، وهو :

فليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم » (١)

٤٩٥ ـ قال : حدّثني عثمان بن عيسى ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال :

« قال الحسن بن علي عليهما‌السلام لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياأبة ما جزاء من زارك ؟ فقال : من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك ، كان حقاً علي أن أزوره يوم القيامة حتى اخلصه من ذنوبه » (٢).

١٦ ـ عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « صوم يوم غدير خمّ كفارة ستين سنة » (٣).

١٧ ـ ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال :

« لمّا نزل قول الله : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : ياعلي أنا المنذر وأنت الهادي ، بك ياعلي يهتدي المهتدون ـ تمام الخبر (٤) ».

١٨ ـ قال : حدّثنا عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : حدّثني عمر بن مرو قال :

« كنت بالشام وعمر بن عبدالعزيز يعطي النّاس ، قال : فتعرفت إليه ، فقال : فمن أنت ؟ فقلت : من قريش ، قال : من أيّ قريش ؟ قلت : من بني هاشم ، قال : من

__________________

(١) ديوان الفرزدق ٢ : ٨٤٨.

(٢) رواه الصدوق في العلل : ٤٦ وابن قولويه في الكامل : ١١ ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤٠.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ٦٨ ، عنه البحار ٩٧ : ١١٢.

(٤) رواه ابن شهرآشوب في مناقبه ١ : ٥٦٦ ، عن الثعلبي ، والإربلي في كشف الغمة : ٩٢ ، والعياشي في تفسيره ، عنه البحار ٣٥ : ٤٠٣ ، وفي مفاتيح الغيب ٥ : ١٩٠.

٣٧٧

أيّ بني هاشم ؟ فسكت ، فقال : من أيّ بني هاشم ؟ فقلت : مولى علي بن أبي طالب ، فقال عمر : حدّثني عدّة أنهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثم قال : يامزاحم كم تعطي أمثاله قال : مائة درهم أو مائتين درهم قال : إعطه خمسين ديناراً لولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام ».

١٩ ـ حدّثنا شريك بن عبدالله ، عن أبي إسحاق ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

« عليٌ خير البشر ، فمن أبىٰ فقد كفر » (١).

٢٠ ـ قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عثمان بن سعيد الأحول ، قال : هذا كتاب جدّي عثمان بن سعيد ، فقرأت فيه : حدّثني زياد بن رستم أبو معاذ الخراز ، قال : عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام :

« انّ فاطمة بنت محمّد نبي الله صلى الله عليها وعلى ذريتها مرضت في عهد رسول الله ، فأتاها نبي الله عائداً لها في نفر من أصحابه فاستأذن فقالت : ياأبة لا تقدر على الدخول ان عليَّ عباءة إذا غطيت بها رأسي انكشف رجلاي وإذا غطيت بها رجلاي انكشف رأسي ، فلفّ رسول الله ثوبه والقاه إليها فتسترت به ، ثم دخل فقال : كيف نجدك يابنيّة ؟ قالت : ما هدني يارسول الله وجعه وما بي من الوجع أشدّ عليَّ من الوجع.

قال : لا تقولي ذلك يابنية ، فان الله تعالى لم يرضَ الدنيا لأحد من أنبيائه ولا من أوليائه ، أما ترضين انّه زوجتك أقدم اُمّتي سلماً وأعلمهم علماً وأعظمهم حلماً ان الله اطلع على خلقه واختار منهم أباك فبعثه رحمة للعالمين ثم أشرف الثانية فاصطفى زوجك على العالمين وأوصى إليّ فزوجتك ثم أشرف الثالثة فاصطفاك على نساء العالمين ، ثم أشرف الرابعة فاصطفى بنيك على شباب العالمين ، فاهتز العرش وسأل الله ان يزيّنه بهما فهما يوم القيامة جنبتي العرش كقرطي الذهب ،

__________________

(١) رواه الصدوق في أماليه : ٧٢ ، عيون الأخبار ٢ : ٥٩ ، عنهما البحار ٣٨ : ٤ ، رواه الطوسي في أماليه : ٢١٣ ، والإربلي في كشف الغمة ١ : ١٥٦ ، عنه البحار ٣٨ : ١٢.

٣٧٨

قالت : رضيت عن الله ورسوله واستبشرت ، فوضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يديها بين كتفيها ثم قال : اللهم رافع الوصية وكافل الضائعة اذهب عن فاطمة بنت نبيك ، فكانت فاطمة تقول : ما وجدت سمعة سغب بعد دعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (١).

٢١ ـ قال : حدّثنا عمر بن قيس (٢) عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، قال : أخبرني رجل من تميم قال :

« كنا مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام بذي قار ونحن نرى إنا سنختطف في يومنا ( هذا ) (٣) فسمعته يقول : والله لنظهرنّ على هذه (٤) الفرقة ولنقتلنّ هذين الرجلين ـ يعني طلحة والزبير ـ ولنستبيحن عسكرهما.

قال التميمي : فأتيت [ إلى ] (٥) عبدالله بن العباس ، فقلت : أما ترى إلى ابن عمّك وما يقول ؟ فقال : لا تعجل حتّى ننظر ما يكون ، فلمّا كان من أمر البصرة ما كان أتيته ، فقلت : لا أرى ابن عمّك إلاّ صادقاً في مقاله ، فقال : ويحك إنّا كنّا نتحدث أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله انّ النبي عهد إليه ثمانين عهداً لم يعهد شيئاً منها إلى أحد غيره ، فلعل هذا مما عهد إليه » (٦).

٢٢ ـ قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال : أخبرني الحسن ابن علي الزعفراني ، قال : حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عمر ، قال : حدّثني أبي ، عن أخيه ، عن بكر بن عيسى قال :

« لمّا اصطفّ النّاس للحرب بالبصرة خرج طلحة والزبير في صفّ ( من ) (٧) أصحابهما ، فنادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام الزبير بن العوام فقال له : ياأبا عبدالله اُدن منّي لأفضي إليك بسرّ عندي ، فدنا منه حتّى اختلف أعناق

__________________

(١) أورده الراوندي مع اختلاف واختصار في الخرائج : ١ : ٥٢ ، عنه البحار ٨١ : ١٢ ، وفي الخصائص الكبرى ٣ : ٧٤ ، عن ابن أبي شيبة في مسنده ، وفي البحار ٤٣ : ٦٢ ، ٤٣ : ٧٧ عن مصباح الأنوار.

(٢) في الأمالي : عمر بن أبي قيس.

(٣) ليس في الأمالي.

(٤) في الأصل : هذين ، وما أثبتناه من الأمالي.

(٥) من الأمالي.

(٦) رواه الشيخ في أماليه : ١ : ١١٢.

(٧) ليس في الأمالي.

٣٧٩

فرسيهما ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنشدتك الله ان ذكرتك شيئاً فذكرته أما تعترف به ؟ فقال : نعم ، فقال : أما تذكر يوماً كنت مقبلاً عليّ بالمدينة تحدّثني ، إذ خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرآك [ معي ] (١) وأنت تبسم إليّ ، فقال لك : يازبير أتحب علياً ؟ فقلت : وكيف لا اُحبّه وبيني وبينه من النسب والمودّة في الله ما ليس لغيره ، فقال : إنّك ستقاتله وأنت ظالم له (٢) ، فقلت : أعوذ بالله من ذلك ؟ فنكس الزبير رأسه ثم قال : إنّي انسيت هذا المقام.

فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : دعْ هذا فلست بايعتني طوعاً (٣) ؟ قال : بلى ، قال : فوجدت منّي حدثاً يوجب مفارقتي ، فسكت ، ثمّ قال : لا جرم والله ما قاتلتك ، ورجع متوجّهاً نحو البصرة.

فقال [ له ] (٤) طلحة : مالك يازبير تنصرف عنّا سحرك ابن أبي طالب ، فقال : لا ولكن ذكرني ما كان انسانية الدهر واحتجّ عليَّ ببيعتي له ، فقال طلحة : لا ولكن جبنت وانتفخ سحرك ، فقال الزبير : لم أجبن لكن اُذكرت فذكرت ، فقال له عبدالله : يا أبة جئت بهذين العسكرين العظيمين حتّى إذا اصطفّا للحرب ، قلت : اتركهما وانصرف ، فما تقول قريش غداً بالمدينة ، الله الله يا أبة لا تشمت بنا الأعداء ولا تشمتن (٥) نفسك بالهزيمة قبل القتال ، قال : يابني ما أصنع ، وقد حلفت له بالله إلاّ اُقاتله ؟ قال [ له ] (٦) : فكفّر عن يمينك ولا تفسد أمرنا ، فقال الزبير : عبدي مكحول حرّ لوجه الله كفارة ليميني (٧) ، ثم عاد معهم للقتال. فقال همّام الثقفي في فعل الزبير وما فعل وعتقه عبده في قتال علي عليه‌السلام :

أيعتق مكحولاً ويعصي نبيّه

لقد تاه عن قصد الهدى ثمّ عوق

أينوي بهذا الصدق والبر والتّقى

سيعلم يوماً من يبر ويصدق

__________________

(١) من الأمالي.

(٢) في الأمالي : له ظالم.

(٣) في الأمالي : طائعاً.

(٤) من الأمالي.

(٥) في الأمالي : لا تشمر.

(٦) من الأمالي.

(٧) في الأمالي : يميني.

٣٨٠