بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

٢٨١
٢٨٢

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

١ ـ وبالاسناد عن أبي محمّد الفحام ، قال : حدّثني عمّي ، قال : حدّثني أبو العباس أحمد بن عبدالله بن عليّ الرواس ، قال : حدّثنا أبو عبدالله عبدالرحمن بن عبدالله العمري ، قال : حدّثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة ، قال : حدّثني أخي محمّد بن المغيرة ، عن محمّد بن سنان ، عن سيدنا أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، قال : قال أبي لجابر بن عبدالله : لي اليك حاجة اُريد أخلو بك فيها ، فلمّا خلا به في بعض الأيام قال له : أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي (١) اُمّي فاطمة عليها‌السلام.

قال جابر : أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاُهنئها بولدها الحسين ، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك (٢) الأذفر ، فقلت : ما هذا يابنت رسول الله ؟ فقال : هذا لوح أهداه الله عزّ وجلّ الى أبي فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي.

فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ، ففعلت ، قال له : فهل لك أن تعارضني (٣) به ؟ قال : نعم ، فمضى جابر إلى منزله فأتى بصحيفة من كاغذ فقال له : انظر في صحيفتك حتّى أقرأها عليك فكان في صحيفته مكتوب :

__________________

(١) في أمالي الشيخ : يد.

(٢) أمالي الشيخ : أطيب من رائحة المسك.

(٣) في الأمالي : تتعارضني.

٢٨٣

« بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ، أنزله الروح الأمين على محمّد خاتم النبيين ، يامحمد عظم أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ولا ترج سواي ولا تخش غيري فانه من يرجو سواى ويخشى غيري اُعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، يامحمّد اني اصطفيتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء ، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدّة أبيه ، والحسين خير أولاد الأولين والآخرين ، فيه تثبت الإِمامة ، ومنه يعقب علي زين العابدين ، ومحمّد الباقر لعلمي والدّاعي إلى سبيلي على منهاج الحقّ ، وجعفر الصادق في القول والعمل سبب (١) من بعده فتنة صماء ، فالويل كلّ الويل للمكذّب لعبدي (٢) وخيرتي في خلقي موسى ، وعليّ الرضا يقتله عفريت كافر يدفن في المدينة (٣) التي بناها العبد الصالح الى جنب شر خلق الله ، ومحمّد الهادي الى سبيلي الذابّ عن حريمي والقائم في رعيته الحسن الأغر (٤) ، يخرج منه ذو الاسمين علي ، والخلف محمّد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس ، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلان والخافقان ، وهو المهدي من آل محمّد يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً » (٥).

٢ ـ حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن [ عدي بن ] ثابت ، عن البراء قال :

« لما أقبلنا مع رسول الله في حجّة الوداع كنا بغدير خم ، فنادى [ ان ] الصلاة جامعة ، وكسح [ للنبيّ ] تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : ألست أولى بكل مؤمن بنفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال : فلقيه عمر فقال [ له ] : هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (٦).

__________________

(١) في الأمالي : في العقل والعمل ثبت.

(٢) في الأمالي : بعبدي.

(٣) في الأمالي : بالمدينة.

(٤) في الأمالي : القيم في رعيته حسن الاغر.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٩٨ ، والصدوق في اكماله ١ : ٣٠٨ ، والعيون : ٢٥.

(٦) رواه السيد في الطرائف : ١٤٧ ، عنه البحار ٣٧ : ١٧٩.

٢٨٤

٣ ـ وعن أبي محمّد الفحام ، قال : حدّثني المنصوري ، قال : عمّ أبي أبو موسى بن عيسى بن أحمد ( قال : حدّثنا عمر بن موسى بن عيسى بن أحمد ) (١) ، قال : حدثني الامام علي بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر عليهم‌السلام قال : قال سيّدنا الصادق عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ياعلي ان الله عزّ وجلّ قد غفر لك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك ، فابشر فانّك الأنزع البطين منزوع من الشرك بطين (٢) من العلم » (٣).

٤ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« إنّما سمّيت ابنتي فاطمة ، لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبها من النار » (٤).

٥ ـ حدثنا سعيد بن عثمان عن الفضيل بن الزبير ، قال : أنبأني داود قال : قلت لابن عمر : ألا اُحدثك بحديث حدثنيه زيد بن أرقم ؟ قال : بلى ، قلت : أخبرني زيد انه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم الغدير : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : أنا رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد علي عليه‌السلام حتى رأيت بياض اباطيهما ورسول الله يقول :

« من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : قلت : أسمع ذلك أبو بكر وعمر ؟ قال : إي والله لقد سمعا ».

٦ ـ عن الحسين بن الحكم قال : حدّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : أنبأني أبو الجارود حدثني يحيى بن مساور عن أبي الجارود عن بريدة الأسلمي قال :

« كنّا إذا سافرنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان علي عليه‌السلام صاحب متاعه يضمه إليه ،

__________________

(١) ليس في الأمالي.

(٢) في صحيفة الرضا عليه‌السلام : مبطون.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠٠ ، عنه البحار ٦٨ : ١٠١.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠٠ ، أقول : مرّ في ج ٣ : الرقم ١٨ و ٣٣ ، وذكرنا في ج ٣ : الرقم ١٨ مصادرها.

٢٨٥

وإذا نزلنا تعاهد متاعه ، فان كان شيء يرمه رمه أو كانت نعل خصفها ، فنزلنا يوماً منزلاً فأقبل علي بنعل رسول الله فدخل أبو بكر على رسول الله ، فقال : ياأبا بكر سلّم على أمير المؤمنين ، قال : يارسول الله وأنت حي ؟ قال : وأنا حي ، قال : ومن ذلك ؟ قال : خاصف النعل.

ثم جاء عمر حتى دخل عليه فسلم عليه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اذهب فسلّم على أمير المؤمنين ، قال : وأنت حي ؟ قال : وأنا حي ، قال : ومن ذلك : قال : خاصف النعل ».

قال بريدة : فكنت أنا فيمن دخل معهم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمرني أن اُسلم على علي صلوات الله عليه فأتيته فسلّمت كما سلموا عليه.

قال أبو الجارود : وحدثني حبيب بن مساور وعثمان بن نشيط بمثله.

٧ ـ حدثنا إسماعيل بن الغزالي ، حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان ، أخبرنا عطا بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« إذا كان يوم القيامة أقف أنا وعلي بن أبي طالب على الصراط بيد كل واحد منا سيف ، فما يمر أحد [ من خلق الله ] (١) إلاّ سألناه عن ولاية علي بن أبي طالب فمن كانت معه [ شيء منها نجا وفاز ] (٢) وإلاّ ضربنا عنقه والقيناه في النار وذلك قوله تعالى :

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ) (٣) » (٤).

٨ ـ عن أبي محمّد الفحام قال : حدّثني المنصوري ، قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري ، قال : حدّثني الامام علي بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي : قال : حدّثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي وآبائه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١ و ٢) من تأويل الآيات.

(٣) الصافات : ٢٤ ـ ٢٦.

(٤) رواه في تأويل الآيات ٢ : ٤٩٤ ، عنه البحار ٢٤ : ٢٧٣.

٢٨٦

« يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم ، فافرغ ذاك [ النور ] (١) في صلبه ، فأفضى به إلى عبدالمطلب ، ثم افترقا من عبدالمطلب أنا في عبدالله وأنت في أبي طالب ، لا تصلح النبوة إلاّ لي ولا تصلح الوصية إلاّ لك ، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي [ ومن جحد نبوتي ] (٢) أكبه الله على منخريه في النار » (٣).

٩ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« لمّا اُسري بي الى السماء كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إليّ ربي ما أوحى ، ثم قال : يامحمد اقرأ ان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، فما سمّيت بهذا الاسم أحداً قبله ولا اُسمّي بهذا أحدا بعده » (٤).

١٠ ـ قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن عبدالله بن الحسن ، عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبي رافع :

« انّ راية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم اُحد كانت مع علي بن أبي طالب ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة ، وكان لواء المشركين مع ابن أبي طلحة الجهني من بني عبدالدار ، فقال له علي عليه‌السلام : أنا القاصم ، وحمل عليّ على طلحة فقتله ووقع اللواء ، فأخذه أبو سعيد بن أبي طلحة الجهني فحمله ، ثم قال : هل لك ياقاصم ؟ قال علي : نعم.

وحمل عليه ثم قتله ، ووقع اللواء ، فأخذه عثمان بن عبدالله الجهني ، فحمل علي عليه‌السلام فقتله ووقع اللواء ، فأخذه كلدة بن طلحة ، فحمل عليه علي فقتله ، ووقع اللواء ، فأخذه المحالس بن طلحة ، فحمل عليه علي فقتله ووقع اللواء ، فأخذه مولاهم ضرار فحمل عليه علي فضرب يده اليمنى فطرح اللواء فأَخذه ضرار بشماله فنصبه ، فحمل علي عليه فضرب شماله فانابها ، فأخذ ضرار اللواء بذراعيه فنصبه على صدره ، فحمل عليه علي فقتله ، فوقع اللواء ، فأخذته عمرة ابنة الحارث بن علقمة من بني عبدالدار فنصبته لقريش ، فقال حسان بن ثابت :

__________________

(١ و ٢) من أمالي الشيخ.

(٣ و ٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠١.

٢٨٧

فخرتم باللواء وشر فخر

لواء حين رد الى ضرار

وقال أيضاً :

ولولا لواء الحارثية أصبحوا

يباعون في الأسواق بالثمن الوكس

فقتل عليّ عليه‌السلام أصحاب الألوية كلّهم من بني عبدالدار بن قصي ، ثم أبصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جماعة من المشركين ، فقال : ياعلي احمل فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل هشام بن اُميّة المخزومي ، ثم رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جماعة اُخرى ، فقال : ياعلي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك من بني عامر بن لوي.

ثم رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جماعة اُخرى فقال : ياعلي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل عمرة بن عبدالله.

فقال جبرئيل : يامحمّد هذه المواساة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انه منّي وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما.

ثم صاح من السماء : « لا سيف إلاّ ذو الفقار ، ولا فتى إلاّ علي ».

فلما رجعوا إلى المدينة رجع بسيفه مختضباً بالدماء منحنياً فقال :

أفاطم هاك السيف غير ذميم

فلست برعديدٍ ولا بلئيم

لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد

وطاعة ربٍّ بالعبادِ عليم

أُريد ثواب الله لا شيء غيره

ورضوانه في جنةٍ ونعيم

١١ ـ قال : حدّثنا الإمام علي بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي عليّ بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي عليهم‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من أحب أن يجاوز الخليل في داره ويأمن حر ناره ، فليتول علي بن أبي طالب » (١).

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠١.

٢٨٨

١٢ ـ وبالاسناد عن أبي محمّد الفحام قال :

« دخل سماعة بن مهران على الصادق عليه‌السلام فقال : ياسماعة من شر الناس ؟ قال : نحن يابن رسول الله ، قال : فغضب عليه‌السلام حتّى احمرت وجنتاه ، ثم استوى جالساً وكان متكئاً وقال : ياسماعة من شرّ الناس ( عند الناس ) (١) ؟ فقلت : والله لا (٢) كذبتك يابن رسول الله نحن شرّ الناس عند الناس ؛ لأنّهم سمّونا كفاراً ورافضة (٣) ، فنظر إلي ثم قال :

كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنّة وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون : مالنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الاشرار ، ياسماعة بن مهران انه والله من أساء منكم اساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فيشفّعنا (٤) والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال والله لا يدخل النار منكم رجل واحد فتنافسوا في الدرجات وأكمدوا عدوكم بالورع » (٥).

١٣ ـ وذكر بعضهم : قال : حدّثنا أبو القاسم عيسى بن الأزهر ، حدّثنا مسنة بن عبد ربه ، حدّثنا أبي ، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، حدثنا أبي موسى وحدثنا سلمان القمي عن مسروق مولى عائشة قال :

« دخل على عائشة نسوة من أهل العراق ونسوة من أهل الشام فسألوا عائشة عن علي عليه‌السلام فقالت أين مثل علي بن أبي طالب كان والله للقرآن تالياً وبالنهار صائماً وبالليل قائماً وللسر غالباً وعن المنكر ناهياً وللدين ناصراً ، وعلي والله أقعدكن في البيوت آمنات وسماكن مؤمنات ، وتنفست صعداء ثم قالت : آه سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : ياأبا الحسن حبك حسنة لا يضر معها سيئة وبغضك سيئة لا ينفع معها حسنة وان محبك يدخل الجنّة مدلاً ».

__________________

(١) ليس في أمالي الشيخ.

(٢) في الأمالي : ما.

(٣) في الأمالي : رفضه.

(٤) في الأمالي : فنشفع.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠١.

٢٨٩

١٤ ـ عن زيد بن أرقم : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربي عزّ وجلّ ، فانّ ربي غرس قضبانها بيده ، فليتولّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فانّه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة » (١).

١٥ ـ الحسين بن علي بن عمرة ، عن زرارة بن أوفى ، قال عبدالله بن عباس :

« بينا أنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجده بعد العشاء الآخرة وعنده جماعة من أصحابه إذ انقض نجم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من انقض هذا في حجرته فهو الوصيّ من بعدي ، قال : فوثب الجماعة وإذا النجم قد انقض في حجرة علي عليه‌السلام ، فقالوا : لقد ضلّ محمّد في حبّ علي ، فأنزل الله تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (٢) » (٣).

١٦ ـ أبو سعيد الخدري : « أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل على ابنته فاطمة وابناها الى جنبها وعلي نائم فاستسقى الحسن فأتى بناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتّى بكى فقال : يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة : كأنه آثر عندك منه ، فقال : ما هو عندي وأنهما عندي بمنزلة واحدة وانك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد في القيامة ».

١٧ ـ قال الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة ٥١١ بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام السر من رأى قال : حدّثني عمي محمّد بن جعفر ، قال : حدّثني محمّد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : « خدمت

__________________

(١) عنه البحار ٢٧ : ١٠٦ ، أقول : مرّ في ج ٣ : الرقم ٢٨.

(٢) النجم : ١ ـ ٤.

(٣) رواه الصدوق مفصلاً في أماليه : ٤٥٣ ، عنه البحار ٣٥ : ٢٧٢ ، أخرجه في تأويل الآيات ٢ : ٦٢٢ ، تفسير فرات الكوفي : ١٧٤.

٢٩٠

سيدنا الامام أبا جعفر محمّد بن علي عليه‌السلام ثمانية عشر سنة ، فلمّا أردت الخروج ودعته وقلت له : أفدني : فقال : بعد ثمانية عشر سنة ياجابر ، قلت : نعم انكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره ، قال :

ياجابر بلغ شيعتي منّي السلام واعلمهم انه لا قرابة بيننا وبين الله عزّ وجلّ ، ولا يتقرب إليه إلاّ بالطاعة ، ياجابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ومن عصى الله لم ينفعه حبنا ، ياجابر من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه ، أو توكل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه ، ياجابر انزل الدنيا كمنزل نزلته تريد التحويل عنه وهل الدنيا إلاّ دابة ركبتها في منامك فاستيقظت فأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها أو كثوب لبسته أو كجارية وطأتها.

ياجابر الدنيا عند ذوي الألباب كفي الضلال ، لا إله إلاّ الله أعوان لأهل دعوته ، والصلاة تثبيت للاخلاص وتبرية عن الكبر ، والزكاة تزيد في الرزق ، والصيام والحج تسكين القلوب ، والقصاص والحدود حقن الدماء ، وحقنا أهل البيت نظام الدين جعلنا الله وإياكم من الّذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون » (١).

١٨ ـ قال : حدّثنا أبو أحمد إسحاق بن محمّد المنصوري ، قال : حدّثنا عبيد بن كثير قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق العمي ، عن جرير بن عبدالحميد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبيه عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من شك في عليّ فهو كافر ».

١٩ ـ قال حدّثني محمّد بن أحمد بن داود ، قال : روى الى الحسين بن أحمد بن علي الرياحي قال :

« كنّا بحضرة المتوكل وعنده أربعة من ولد علي بن أبي طالب عليه‌السلام منهم الحسن وجعفر أخوه ومحمّد بن جعفر وعبيدالله بن القاسم ، فقال المتوكل للحسن : يابن رسول الله روي بأنه كان لأبيكم ستة لم تكن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فما هي الستة ؟

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠٢.

٢٩١

قال : نعم ، رويته مسنداً عن أبي علي بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي عليهم‌السلام ، عن عبدالله بن العباس ، وكانوا هم أعلم وأحكم وإنما أردت به تأكيداً عليك وعلى الناس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انّه قال :

أعطى الله علياً ستا لم تكن لي ولا للنبيين من الأولين : حموه مثلي وليس لي حمو مثله وحماة مثل خديجة الكبرى وليست لي حماة مثلها ، وزوجة مثل فاطمة وليس لي زوجة مثلها ، وولدان مثل الحسن والحسين وليس لي ولدان مثلهما ، وولادته في بيت الله الحرام وأنا ولدت في دار جدي عبدالمطلب ».

٢٠ ـ حدّثني العمركي الخراساني ، عن علي بن جعفر ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من أحسن وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله ، وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه ، فقد استكمل حقائق الايمان وأبواب الجنّة مفتحة له ».

٢١ ـ إبراهيم بن ظريف السلمي ، حدّثنا يوسف ، عن الصقر ، عن الأوزاعي ، عن محمّد بن المنذر ، عن جابر بن عبدالله قال : قلت : يارسول الله ما تقول في علي بن أبي طالب قال :

« ياجابر خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام نقلنا إلى صلبه ولم نزل نسير في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة حتى افترقنا إلى صلب عبدالمطلب فجعل فيَّ النبوة والرسالة وفيه الخلافة والسؤدد.

ياجابر ان علياً لم يعبد صنماً ولا وثناً ولم يشرب خمراً ولم يرتكب معصية قط ، ولا عرف له خطيئة ولا إثما فمن أراد أن يبرأ من النفاق فليحب أهل بيتي فانهم أصلي وورثة علمي مثلهم في الجنّة كمثل الفردوس في الجنان ألا ان جبرئيل أخبرني بما قلت ياجابر ».

٢٩٢

٢٢ ـ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد ، قال : حدثني الامام علي بن محمّد عليه‌السلام ، قال : حدثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر عليهم‌السلام قال :

« ان رجلاً جاء إلى سيدنا الصادق عليه‌السلام فشكا إليه الفقر فقال : ليس الأمر كما ذكرت وما أعرفك فقيراً ، قال : والله ياسيدي ما كذبت ، وذكر من الفقر قطعة والصادق عليه‌السلام يكذبه إلى أن قال له : أخبرني لو اُعطيت بالبراءة منّا مائة دينار كنت تأخذ ؟ قال : لا إلى أن ذكر له اُلوف الدنانير والرجل يحلف انّه لا يفعل ، فقال : من معه يعطى بها هذا المال لا يبيعها ، هو فقير ».

فهذه بشارة عظيمة لفقراء الشيعة أغناهم الله.

٢٣ ـ حدّثنا عبدالملك بن أبي سليمان العزرمي ، عن عبدالرحيم ، عن زاذان ، قال :

« سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام في الرحبة وهو يقول : اُنشد الله رجلاً سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم يقول ما قال إلاّ قام ، فقام ثلاثة عشر رجلاً فقالوا : نشهد إنا سمعنا رسول الله يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه (١) ».

٢٤ ـ عن الأصبغ بن نباتة بعد حذف الاسناد انه قال أمير المؤمنين في بعض خطبه :

« أيّها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عنّي ، فان الفراق قريب ، أنا خير البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيّدة نساء [ هذه ] (٢) الاُمّة وأبو العترة الطاهرة والأئمة الهادية أخو رسول الله ووصيه ووليه وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيّد الوصيين حربي حرب الله وسلمي سلم الله

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه : ١٦٠ ، عنه البحار ٣٧ : ١٢٥ ، أقول : مرّ في ج ٣ : الرقم ٢٢ ، ٣٢ ، ويأتي في ج ١٠ : الرقم ١٥.

(٢) من أمالي الشيخ.

٢٩٣

وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله والذي خلقني ولم أك شيئاً ، لقد علم المستحفظون من أصحاب [ رسول الله ] (١) محمّد ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الاُمّي ، وقد خاب من افترىٰ » (٢).

٢٥ ـ قال : وكتب أمير المؤمنين عليه‌السلام فيما كتب إلى سهل بن حنيف :

« والله ما قلعت باب خيبر وقذفت بها أربعين ذراعاً لم يحس به أعضائي بقوة جسدية ولا حركة غذائية ولكني اُيدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضية ، فأنا من أحمد كالضوء من الضوء ، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت ولو أمكنتني الفرصة من الفرار ، ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط » (٣).

٢٦ ـ زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عزّ وجلّ في جنّة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب » (٤).

٢٧ ـ عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنّة عدن التي غرسها ربي فليتول علي بن أبي طالب ولياً ثم الأوصياء من ولده ، فانهم عترتي خلقوا من طينتي ، إلى الله أشكوا أعداءهم من اُمّتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي وايم الله لتقتلن ابني بعدي الحسين لا أنالهم الله شفاعتي » (٥).

٢٨ ـ جابر رضي‌الله‌عنه عنه قال :

« دخل علي بن أبي طالب عليه‌السلام على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : ياعلي عدّ عمران

__________________

(١) من أمالي الشيخ.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٤٨٥.

(٣) رواه في عيون المعجزات : ١٢ ، عنه مدينة المعاجز : ١٠١.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٤٦٧ مع اختلاف.

(٥) عنه البحار ٣٦ : ٢٢٧ ، أقول : مرّ في ج ٤ : الرقم ٢٥ ، ويأتي في ج ٩ : الرقم ٢١.

٢٩٤

ابن حصين فانّه مريض ، قال : فعاده وعنده معاذ بن جبل وأبو هريرة فجعل عمران يحدّ النظر الى علي عليه‌السلام ، فقال له معاذ : مالك ياعمران تحدّ النظر الى عليّ ؟ قال : لأنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : النظر الى علي عبادة ، قال معاذ : وأنا أيضاً سمعت من رسول الله ، فقال أبو هريرة وأنا أيضاً سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ».

٢٩ ـ علي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من قال : رضيت بالله ربّاً وبالاسلام ديناً وبمحمد رسولاً وبأهل بيته أولياءً كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة ».

٣٠ ـ حدّثني الامام علي بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي عليّ بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد الباقر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي‌الله‌عنه قال :

« كنت اُماشي أمير المؤمنين عليه‌السلام على الفرات ، إذ خرجت موجة عظيمة فغطّته حتّى استتر عنّي ثم انحسرتْ عنه ولا رطوبة عليه ، فوجمت لذلك وتعجّبت وسألته عنه فقال : ورأيت ذلك ؟ قلت : نعم ، قال : إنّما الملك الموكّل بالماء خرج فسلّم علي واعتنقني » (٢).

٣١ ـ الاسناد قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

« إذا حشر النّاس يوم القيامة نادى مناد : يارسول الله ! انّ الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبي أهل بيتك ، الموالين لهم والمعادين من عاداهم فيك (٣) ، فكافهم بما شئت ، فأقول : يارب الجنّة ، واُنادي : بوّئهم (٤) منها حيث شئت ،

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٦٠ والصدوق في أماليه : ٢٩٦.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠٤ ، عنه مدينة المعاجز : ٤٤٠ ، إثبات الهداة ٤ : ٤٩٦.

(٣) في تأويل الآيات : المعادين لهم فيك.

(٤) في الامالي : فولهم.

٢٩٥

فذلك المقام المحمود الذي وعدت [ به ] (١) » (٢).

٣٢ ـ حذف الاسناد فيه عن جابر بن سمرة العامري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يمضي اثنا عشر إماماً كلهم من قريش » (٣).

٣٣ ـ وذكر بعضهم عن جابر بن عبدالله قال :

« كنّا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ جاءه علي فقال : قد جاءكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضرب بيده وقال : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انه أولكم ايماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية ، قال : ونزلت الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٤) قال : فكان أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علي عليه‌السلام قالوا : قد جاء خير البرية » (٥).

٣٤ ـ الاسناد عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي :

« ياعلي ان عن يمين العرش لمنابر من نور ومواسيد من نور فإذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك تجلسون على تلك المنابر تأكلون وتشربون والناس في الموقف يحاسبون ».

٣٥ ـ الاسناد قال : حدثنا يحيى بن سابق ، عن أبي حازم قال :

« سمعت سهلاً يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر : لاُعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله تعالى على يديه ، قال : فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها ، قال : فلما أصبح الناس غدو على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلهم يرجون أن يعطوها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا : يشتكى عينيه ، قال : ارسلوا إليه ، قال :

__________________

(١) من التأويل.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٠٤ ، عنه البحار ٨ : ٣٩ ، ٦٨ : ١١٧ ، رواه في البرهان ٢ : ٤٣٨ ، تأويل الآيات ١ : ٢٨٦.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٥ مع اختلاف.

(٤) البينة : ٧.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٧ ، أقول : مرّ مثله في ج ٢ : الرقم ١٠٤ وج ٣ : الرقم ١٥.

٢٩٦

فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع ، قال : فأعطى الراية.

قال : فقال علي عليه‌السلام : يارسول الله اقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا ؟ قال : فقال : انفذ أحسنه على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام واخبرهم بما عليهم فيه ، فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم » (١).

٣٦ ـ الاسناد عن محمّد بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام :

« من قال في ركوعه وسجوده وقيامه : اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد كتب له بمثل الركوع والسجود والقيام » (٢).

٣٧ ـ قال : حدّثنا أبو أحمد يحيى بن يحيى المقري الفتى الظريف قال : وجدت في كتاب عمّي الفضل فيما كتبه عن أبي منصور أحمد بن العباس عن أبيه الفضل بن يحيى ، قال سئل أبو جعفر محمّد بن علي عن قول الله عزّ وجلّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ] (٣) ) فكان جوابه أن قال : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ـ فلان وفلان (٤) ـ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَن يَلْعَنِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ المُلْكِ ـ يعني من الإِمامة والخلافة ـ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ) (٥).

قال أبو جعفر : والنقير النقطة التي تكون في وسط النواة.

( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ـ [ نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من ] (٦) الإمامة دون خلق الله جميعاً ـ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (٧) [ يقول ] (٨) فجعلنا منهم الرسل والأنبياء

__________________

(١) رواه السيّد في الطرائف : ١٥١ ، عن مسند أحمد بن حنبل : ١ : ٨٤ ، عنه البحار ٣٧ : ١٨٨ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٤١٥.

(٢) رواه الصدوق في ثواب الاعمال : ٣٢ ، والكليني في الكافي ٣ : ٣٢٤ ، عنه البحار ٨٥ : ١٠٨.

(٣ و ٤) من المصادر.

(٥) النساء : ٥١ ـ ٥٣.

(٦) من المصادر.

(٧) النساء : ٥٤.

(٨) من المصادر.

٢٩٧

والأئمّة ، فكيف يقرون [ به ] (١) في آل عمران وينكرون في آل محمد ، ( فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً ) (٢).

ثم قال : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) (٣) إذا ظفرنا وظهرنا ، ثم قال للناس ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (٤).

قال : قلت : فذاك ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٥) ، قال : إيانا عنى ، قلت : فقوله : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ ) (٦) قال : إيانا عنى ، قلت : فقوله : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (٧) قال : نحن الاُمّة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه ، قلت : فقوله : ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (٨) قال : الملك العظيم ان جعل منهم أئمّة ، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم.

قلت : فقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ ) (٩) قال : إيانا عنى نحن

__________________

(١) من المصادر.

(٢) النساء : ٥٥ ـ ٥٧.

(٣) النساء : ٥٨.

(٤) النساء : ٥٩.

(٥) المائدة : ٥٥.

(٦) التوبة : ١٠٥.

(٧) البقرة : ١٤٣.

(٨) النساء : ٥٤.

(٩) الحج : ٧٧ ـ ٧٨.

٢٩٨

مجتبون ، ولم يجعل علينا في الدين من ضيق ، والحرج أشد من الضيق ، ( مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) ، قال : إيانا عنى خاصة ، هو سمّاكُمْ المسلمين من قبل ـ في الكتب التي مضت ـ وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم ـ فرسول الله شهيد علينا فيما بلغنا عن الله عزّ وجلّ ونحن الشهداء على النّاس فمن صدقنا يوم القيامة صدقناه ومن كذبنا يوم القيامة كذبناه.

قال : فقوله : ( قُلْ كَفَىٰ بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) ، قال : إيانا عنى وعلي أقضانا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت : فقوله : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (١) ، قال : إيانا عنى نحن المسئولون ونحن أهل الذكر ، فقلت : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٢) ، قال : المنذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي كل زمان منا إمام يهدي الى ما جاء به نبي الله ثم الهداة من بعده علي بن أبي طالب والأوصياء ، قلت : فقوله : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٣) ، قال : فرسول الله أفضل الراسخين قد علم جميع ما اُنزل عليه وما كاد لينزل عليه شيئاً لم يعلمه ، وأوصياؤنا من بعده يعلمون ذلك كلّه ، فقال : الّذين لا يعلمون ما يقول إذا لم يعلم تأويله نادى بهم الله يقولون آمنا به كلّ من عند ربّنا ، والقرآن له خاص وعام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه والراسخون في العلم يعلمونه.

قلت : فقوله : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) (٤) قال : إيانا عنى فالسابق الامام ، والمقتصد العارف ، والظالم الشاك الواقف منهم (٥) ».

٣٨ ـ قال : حدّثنا عبيد بن يحيى بن مهران ، عن محمّد ، عن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن آبائه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال :

__________________

(١) الزخرف : ٤٤.

(٢) الرعد : ٧.

(٣) آل عمران : ٧.

(٤) فاطر : ٣٢.

(٥) رواه مع اختلافات في الكافي ١ : ٢٠٥ ، العياشي : ١ : ٢٤٦ ، الامامة والتبصرة : ٤٠ ، البحار ٢٣ : ٢٨٩ ، إرشاد القلوب ٢ : ٢٩٨.

٢٩٩

« زارنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا اُم ايمن قعباً من لبن وزبداً وصفحة تمر ، فتوضأ رسول الله ثم قام واستقبل القبلة فدعا الله ما شاء ثم أكب إلى الأرض بدموع غزيرة مثل المطر فهبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسأله ، فوثب الحسن عليه‌السلام فقال : يا أبه رأيتك تصنع شيئاً ما صنعت مثله ؟

قال : يا بني إني سررت بكم اليوم سروراً لم اُسر بكم مثله ، وان حبيبي جبرئيل أتاني وأخبرني انكم قتلى وان مصارعكم شتىٰ ، فدعوت الله لكم فأخبرني ذلك ، قال الحسين عليه‌السلام : يارسول الله فمن يزورنا على تشتتنا ويتعاهد قبورنا ؟ فقال : طائفة من اُمّتي يريدون بري وصلتي إذا كان يوم القيامة زرتها فأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده ».

٣٠٠