بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

إبراهيم بن سعد ، حدّثنا حسين بن محمّد ، حدّثنا سليمان بن قرط ، عن محمّد بن شعيب ، عن داود بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عباس :

« انّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى بطير فقال : اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك ، فجاء علي عليه‌السلام فقال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (١).

٦٩ ـ وبالاسناد قال : حدثنا نصر بن عبدالله ( بن حفص بن عبدالله ) (٢) القرشي ، عن العيسى ، عن حماد بن سلمة ، عن زياد بن مخراق ، عن شهر بن حوشب ، عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي :

« لا تلومنّ النّاس على حبك فان حبك مخزون تحت العرش ، لا ينال حبك من يريد انما يتنزل من السماء بقدر » (٣).

٧٠ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده عبدالصمد بن محمّد التميمي ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب ، حدّثنا إبراهيم بن عبدالله بن أحمد بن حفص البختري ، حدّثنا زكريا بن يحيى بن مروان ، حدّثنا عبدالرحمان بن صالح ، حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن أبي إسحاق ، عن البراء وزيد بن أرقم قالا (٤) :

« كنّا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان (٥) الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي ، ألا وقد سمعتموني ورأيتموني ، فمن كذّب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، ألا وأني فرطكم على الحوض ومكاثر بكم الاُمم يوم القيامة ، فلا تسودوا وجهي ، ألا وان الله عزّ وجلّ وليي وأنا ولي كلّ مؤمن (٦) ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه » (٧).

__________________

(١) عنه البحار ٣٨ : ٣٥٥ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٣١.

(٢) ليس في البحار.

(٣) عنه البحار ٣٩ : ٢٨٦.

(٤) في « ط » : عن زيد بن أرقم قال.

(٥) في « ط » : ألا وأن.

(٦) في « ط » : ولي المؤمنين.

(٧) عنه البحار ٣٧ : ٢٢٣.

٢٦١

٧١ ـ حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن أبي الحسن بن عبدالصمد التميمي بنيشابور سلخ شوال سنة أربع وعشرين وخمسمائة ، عن جدّه ، قال : أخبرنا أبو الحسن الفارسي ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبدالله بن أبي حامد بن جعفر ، أخبرنا زيد بن محمّد بن جعفر بن المبارك الكوفي بها ، أخبرنا محمّد بن جعفر العباب ، أخبرنا الحسن بن سليمان ، عن محمّد بن كثير ، عن إسماعيل البزاز ، عن أبي إدريس ، عن نافع (١) مولى عائشة قال :

« كنت غلاماً أخدمها إذا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها ، فجاء جائي فدق الباب ، فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى فرجعت الى عائشة فأخبرتها فقالت : ادخل (٢) فوضعت بين يدي عائشة ، فوضعت عائشة بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأكل فقال : ليأتيني أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، فقالت له : من ذاك ؟ ثم أعادها النبي فعادت عائشة تسأله ، إذ جاء علي بن أبي طالب عليه‌السلام فدق الباب فخرجت ، فإذا علي فرجعت إلى النبي فقال : ادخليه ، فلما دخل عليه‌السلام قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحباً وأهلا تمنيتك حتى لو أبطأت عليَّ سألت الله أن تجيئني تأكل معي فأكل معه ، ثم قال (٣) رسول الله : قاتل الله من قاتلك وعادى الله من عاداك. فاعادها مرتين أو ثلاثاً » (٤).

٧٢ ـ وبالاسناد قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن حمّاد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني بالكوفة ، أخبرنا جعفر (٥) بن محمّد بن هشام ، حدّثني علي بن حسين بن أبي بردة البجلي ( أخبرنا عمر بن القاسم بن اليمان ) (٦) قال : سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : حدّثني الحارث ، عن علي عليه‌السلام قال :

__________________

(١) في الأصل : رافع ، ما أثبتناه من اليقين ، قال العسقلاني في تقريب التهذيب ٢ : ٢٩٦ ، نافع هو مولى اُمّ سلمة.

(٢) في « م » : ادخلها.

(٣) في « م » : تأكل معي منه ثم قال.

(٤) عنه البحار ٣٨ : ٣٥١ ، رواه في اليقين : ١٣ ، غاية المرام : ١٨ و ٤٥ و ٦٢٠ ، مناقب المائة : ٧٦.

(٥) في البحار : أبي جعفر.

(٦) ليس في البحار.

٢٦٢

« أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيدي يوم الغدير فقال : اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبّه وابغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله » (١).

٧٣ ـ حدثنا أبو جعفر محمّد بن أبي الحسن بن عبدالصمد التميمي سلخ شوال سنة أربع وعشرين وخمسمائة بنيشابور ، عن أبيه ، عن جدّه قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي ، قال : حدّثنا أحمد بن مروان الضبي ، حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن أبي البلخي ، حدّثنا محمّد بن علي بن خلف ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن جعفر الأحمر (٢) ، عن هلال بن مقلاص ، عن عبدالله بن اسعد بن زرارة الأنصاري ، عن أبيه قال : قال رسول الله :

« ليلة اُسري بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ ، مدائنه ذهب يتلألأ (٣) ، فأوحى إلي ربي عزّ وجلّ ـ أو قال : فأمرني ـ في علي بن أبي طالب بثلاث خصال : بأنّه سيّد الوصيين وسيّد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين » (٤).

٧٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : حدّثنا أبو الحسن الفارسي ، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن يزيد بن إبراهيم الفارسي ، قال : حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي ، حدّثنا محمّد بن تسنيم الحضرمي بالكوفة ، حدّثنا الحسن بن الحسين القربي (٥) ، حدّثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن حبيب بن ابي ثابت عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاُم سلمة :

« هذا علي بن أبي طالب ، لحمه من لحمي ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ، يااُم سلمة هذا علي أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ووعاء علمي وبابي الذي اُوتى منه ، وأخي في الدنيا والآخرة ومعي في السنام الأعلى ، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين » (٦).

__________________

(١) عنه البحار ٣٧ : ١٦٨.

(٢) في البحار : الأحول.

(٣) في اليقين : فراشه من ذهب يتلألأ.

(٤) عنه البحار ١٨ : ٤٠٢ ، رواه في اليقين : ١٧٧ و ١٧٩.

(٥) في البحار : العرني.

(٦) عنه البحار ٣٧ : ٣٣٧.

٢٦٣

٧٥ ـ وبالاسناد قال : أخبرني أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي ، حدّثنا علي بن المديني ، حدّثنا أبو خليفة الفضل بن حباب ، حدّثنا مسدد ، حدّثني أبو معاوية ، عن أبي الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال :

« كنت أنا وأبو ذر وبلال نسير ذات يوم مع علي بن أبي طالب فنظر علي عليه‌السلام إلى بطيخ فحل درهماً ودفعه إلى بلال ، فقال يابلال ائتني بهذا الدرهم من هذا البطيخ ، ومضى علي عليه‌السلام إلى منزله فما شعرنا إلاّ وبلال قد وافانا (١) بالبطيخ فأخذ علي عليه‌السلام بطيخة فقطعها فإذا هي مرّة فقال : يابلال أبعد بهذا البطيخ عنّي وأقبل عليّ حتى اُحدثك بحديث حدثني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويده على منكبي (٢) ، قال :

انّ الله تبارك وتعالى طرح حبّي على الحجر والمدر والبحار والجبال والشجر ، فما أجاب إلى حبّي عَذِبَ ( وطاب ) (٣) ، وما لم يجب إلى حبّي خبث ومرّ ، واني لأظن [ ان ] (٤) هذا البطيخ ممّا لم يجب إلى حبي » (٥).

٧٦ ـ عن عبدالرحمان بن أبي ليلىٰ ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه [ من نفسه وأهلي أحبّ إليه من أهله ، وعترتي أحبّ إليه ] (٦) من عترته ، وذاتي أحبّ إليه من ذاته » (٧).

٧٧ ـ عن ابن عباس قال : « خرج علينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتق وهذا على عاتق ، وهو يلثم هذا مرّة وهذا مرّة فقال جبرئيل : انك تحبهما ؟ قال : اني أحبهما وأحب من يحبهما ، فان من أحبهما فقد أحبني وان من أبغضهما فقد أبغضني (٨) ».

__________________

(١) في البحار : وافى.

(٢) في البحار : منكبه.

(٣) ليس في « م » والبحار.

(٤) من البحار.

(٥) عنه البحار ٢٧ : ٢٨٢ ، روى بمضمونه المفيد في الاختصاص : ٢٤٩ ، والطبري في الرياض النضرة ٢ : ٢١٥ ، والبحراني في مدينة المعاجز : ٢٦٣.

(٦) من أمالي الصدوق.

(٧) لا يوجد هذا الحديث في « م » ، مرّ مثله في ج ٢ : الرقم ٢٦ ، ورواه الصدوق في أماليه : ٢٧٤ ، العلل : ١٤٠.

(٨) لا يوجد هذا الحديث في « م » ، ومرّ مثله في ج ٢ : الرقم ٢٧.

٢٦٤

٧٨ ـ وبهذا الاسناد عن أبي عبدالله الصادق ( عن أبيه ) (١) ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من وصل أحداً من أهل بيتي في دار الدنيا بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار (٢) » (٣).

٧٩ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا الحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب ، قال : حدثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، قال : حدّثنا جعفر بن عثمان الأحول ، قال : حدّثنا سليمان بن مهران ، قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام وعنده نفر من الشيعة ، فسمعته يقول (٤) :

« يامعشر الشيعة كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا (٥) شيناً ، قولوا للناس حسناً ، واحفظوا السنتكم وكفّوها عن الفضول وقبيح القول » (٦).

٨٠ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني وعبدالله بن محمّد الصايغ ، قالوا : حدثنا أحمد بن زكريا القطان ، قال : حدّثنا أبو محمّد بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدّثني علي بن محمّد ، قال : حدّثنا الفضل بن عباس ، قال : حدّثنا عبدالقدوس الوراق ، قال : حدّثنا محمّد بن كثير ، عن الأعمش ، قال وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من اصبهان ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم بن مسمار (٧) الجوهري سنة ست وثمانين ومائتين ، قال : حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي ، قال : حدّثنا منذر بن علي العنزي ، عن الأعمش ، قال : وحدثنا محمّد بن

__________________

(١) ليس في « م ».

(٢) القنطار : أربعون أوقية من ذهب أو ألف ومائتا دينار.

(٣) عنه البحار ٢٦ : ٢٢٨ ، أمالي الشيخ ٢ : ٥٥.

(٤) في الامالي : وهو.

(٥) في « ط » : لنا.

(٦) رواه الصدوق في أماليه : ٣٢٧ والشيخ في أماليه ٢ : ٥٥.

(٧) في الأمالي : مساور.

٢٦٥

إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي ، قال : حدّثنا علي بن عيسى الكوفي ، قال : حدّثنا جرير بن عبدالحميد ، عن الأعمش ، وزاد بعضهم على بعض في اللفظ ، وقال بعضهم ما لم يقل بعض ، وسياق الحديث لمنذر بن علي العنزي ، عن الأعمش قال :

« بعث إليّ أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل ان أجب ، قال : فقمت متفكّراً فيما بيني وبين نفسي ، وقلت : ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلاّ ليسألني عن فضائل علي عليه‌السلام ولعلّي إن أخبرته قتلني.

قال : فكتبت وصيّتي ولبست كفني ودخلت عليه ، فقال : ادن ، فدنوت وعنده عمرو بن عبيد ، فلمّا رأيته طابت نفسي شيئاً ، ثمّ قال : ادن ، فدنوت حتّى كادت تمس ركبتي ركبته ، قال : فوجد منّي رائحة الحنوط ، فقال : والله لتصدّقني أو لأصلبنك ، قلت : ما حاجتك ياأمير المؤمنين ؟ قال : ما شأنك متحنّطاً ؟ قلت : أتاني رسولك في جوف الليل ان أجب فقلت : عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث (١) إليّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل عليّ عليه‌السلام فلعلّي إن أجبته قتلني ، فكتبت وصيّتي ولبست كفني ، قال : وكان متّكئاً فاستوى جالساً (٢) وقال : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ( العلي العظيم ) (٣) سألتك بالله ياسليمان كم تروي (٤) حديثاً في فضائل علي عليه‌السلام ؟ فقلت : يسيراً ياأمير المؤمنين ، قال : كم ؟ قلت : عشرة آلاف حديث وما زاد ، قال : ياسليمان والله لاُحدثنك بحديث في فضائل علي تنسى كل حديث سمعته ، قال : قلت : حدّثنا ياأمير المؤمنين ؟ قال : نعم.

كنت هارباً من بني اُميّة وكنت أتردّد في البلدان ، فأتقرّب الى الناس بفضائل علي عليه‌السلام ، وكانوا يطعمونني ويودّونني (٥) حتى وردت بلاد الشام وانّي لفي كساء خلق ما عليّ غيره ، فسمعت الإقامة وأنا جائع ، فدخلت المسجد لاُصلّي ، وفي

__________________

(١) في « ط » : ارسل.

(٢) في الأمالي : قاعداً.

(٣) ليس في الأمالي.

(٤) في الأمالي : كم حديثاً تروي.

(٥) في الأمالي : يزودوني.

٢٦٦

نفسي أن اكلّم النّاس في عشاء يعشونني ، فلمّا سلم الامام دخل المسجد صبيان ، فالتفت الامام إليهما وقال : مرحباً بكما ومرحباً بمن اسماكما على اسميهما ، وكان الى جنبي شابّ ، قلت : ياشاب ما (١) الصبيان من الشيخ ؟ فقال : هو جدّهما وليس في المدينة أحد يحبّ علياً غير هذا الشيخ ، فلذلك سمّى أحدهما الحسن والآخر الحسين ، فقمت فرحاً فقلت للشيخ : هل لك حديث أقرّ به عينك ، فقال : ان (٢) اقررت عيني اقررت عينيك ، قال : فقلت :

حدثني والدي ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كنّا قعوداً عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ جاءت فاطمة عليها‌السلام وهي تبكي ، فقال لها النبي : ما يبكيك يافاطمة ؟ قالت : ياأبه خرج الحسن والحسين فما أدري أين باتا ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يافاطمة لا تبكين فان الله خلقهما وهو (٣) ألطف بهما منك ، ورفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده إلى السماء فقال : اللهم إن كان أخذا براً أو بحراً فاحفظهما وسلّمهما.

ونزل جبرئيل عليه‌السلام من السماء فقال : يامحمّد ان الله يقرؤك السلام و [ هو ] (٤) يقول : لا تحزن ولا تغتم لهما فانهما فاضلان في الدنيا وفاضلان في الآخرة وأبوهما أفضل منهما ، هما نائمان في حضيرة بني النجار وقد وكل الله بهما ملكين (٥) ، قال : فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فرحاً ومعه أصحابه حتّى أتوا حضيرة بني النجار ، فإذا هم بالحسن معانق الحسين ، فاذا الملك الموكل بهما قد أفترش أحد جناحيه تحتهما وغطاهما بالآخر ، [ قال : ] (٦) فمكث النبي يقبلهما حتّى انتبها ، فلما استيقظا حمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن وحمل جبرئيل الحسين ، فخرج من الحضيرة وهو يقول : والله لأشرفنكما كما شرفكما الله عزّ وجلّ ، فقال له أبو بكر : ناولني أحد الصبيين اُخفف عنك ، فقال : ياأبا بكر نعم الحاملان (٧) ونعم الراكبان وأبوهما أفضل منهما ،

__________________

(١) في « ط » : من.

(٢) في « ط » : إذا.

(٣) في « ط » : لا تبكي فان الله الذي خلقهما هو ، وفي الأمالي : لا تبكين فالله الذي خلقهما هو.

(٤) من الامالي.

(٥) في الأمالي : ملكا.

(٦) من الأمالي.

(٧) في « ط » : الحملان.

٢٦٧

فخرج [ منها ] (١) ، حتّى أتى باب المسجد فقال : يابلال هلم عليّ بالناس ، فنادى منادي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة ، فاجتمع الناس عند رسول الله في المسجد ، فقام على قدميه وقال :

يامعاشر النّاس ألا أدلكم على خير النّاس جدّاً وجدّة ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين فانّ جدهما محمّد وجدتهما خديجة بنت خويلد ، يامعاشر الناس ألا أدلكم على خير الناس أباً واُمّاً ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين فان أباهما [ عليّ ] (٢) يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، واُمهما فاطمة بنت محمّد رسول الله.

يامعشر النّاس ألا أدلكم على خير الناس عماً وعمّة ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : الحسن والحسين فان عمهما جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنّة [ مع الملائكة ] (٣) وعمتهما اُم هاني بنت أبي طالب ، يامعشر النّاس ألا أدلكم على خير الناس خالاً وخالة ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين ، فان خالهما القاسم بن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ثم أشار (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده هكذا يحشرنا الله ، ثم قال :

اللهم إنك تعلم ان الحسن في الجنّة والحسين في الجنّة وجدهما في الجنّة وجدتهما في الجنّة وأباهما في الجنّة واُمهما في الجنّة وعمّهما في الجنّة وعمّتهما في الجنّة ، وخالهما في الجنّة وخالتهما في الجنّة. اللهم إنك تعلم ان من يحبهما في الجنّة ومن يبغضهما في النار. قال : فلمّا قلت ذلك للشيخ قال : من أنت يافتى ؟ قلت : من أهل العراق من الكوفة (٥) قال : أعربي أنت أم مولىٰ ؟ قلت : عربي (٦) ، قال : فأنت تحدث بهذا الحديث وأنت في هذا الكساء ، فكساني خلعة (٧) وحملني على

__________________

(١) من الأمالي.

(٢) من الأمالي.

(٣) من الأمالي.

(٤) في « ط » و « م » : قال ، ما اثبتناه من الأمالي.

(٥) في الأمالي : من أهل الكوفة.

(٦) في الأمالي : قال : قلت : بل عربي.

(٧) في الأمالي : خلعته.

٢٦٨

بغلته فبعتها بمائة دينار ، وقال لي : ياشاب أقررت عيني فوالله لأقرن عينك ولأرشدنك إلى شاب يقرّ عينك اليوم ، قال : فقلت : إرشدني ، فقال :

لي أخوان أحدهما امام والآخر مؤذن ، أما الامام فانّه يحبّ علياً عليه‌السلام منذ خرج من بطن اُمّه ( وأمّا المؤذن فانه يبغض عليّاً منذ خرج من بطن اُمّه ) (١) ، قال : فقلت : أرشدني ، فأخذ بيدي حتّى أتى بي باب الامام (٢) ، فإذا [ انا ] (٣) برجل قد خرج إليّ ، فقال : أمّا البغلة والكسوة فاعرفهما والله ما كان فلان يحملك ويكسوك إلاّ لأنّك تحبّ الله عزّ وجلّ ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فحدثني بحديث في فضائل علي بن أبي طالب عليه‌السلام :

قال : فقلت له : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كنّا قعوداً عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا جاءت فاطمة عليها‌السلام تبكي بكاء شديداً ، فقال لها رسول الله : ما يبكيك يافاطمة ؟ قالت : يا أبه عيّرتني نساء قريش وقلن (٤) انّ أباك قد زوّجك من معدم لا مال له.

فقال [ لها ] (٥) النبي : لا تبكين (٦) فوالله ما زوجتك حتّى زوّجك الله من فوق عرشه ، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل ، وانّ الله عزّ وجلّ اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق علياً فزوّجك إياه واتخذته (٧) وصيّاً ، فعليّ أشجع الناس قلباً وأحلم الناس حلماً ، وأسمح النّاس كفّاً وأقدم النّاس سلماً ، وأعلم النّاس علماً ، والحسن والحسين أبناه وهما سيّدا شباب أهل الجنة واسمهما في التوراة : شبر وشبير لكرامتهما على الله عزّ وجلّ ، يافاطمة لا تبكين فوالله انه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلّتين وعلي حلّتين ، ولواء الحمد بيدي ، فأناوله علياً لكرامته على الله عزّ وجلّ ، يافاطمة لا تبكين (٨) فانّي إذا دعيت إلى ربّ العالمين يجيء عليّ معي ، فإذا شفعني الله عزّ

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « ط » : أتاني ، وفي الأمالي : دار الامام.

(٣) من الامالي.

(٤) في « ط » : يا أبه ان نساء قريش قلن.

(٥) من الأمالي.

(٦) في « ط » : لا تبكي.

(٧) في الأمالي : فاتخذه.

(٨) في « ط » : لا تبكي.

٢٦٩

وجلّ شفّع علياً معي ، يافاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ في أهوال ذلك اليوم : يامحمد نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرحمان ، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب ، يافاطمة عليّ يعينني على مفاتيح الجنّة وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غداً في الجنّة.

فلمّا قلت ذلك : قال : يا بنيّ ممّن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أعربي أم مولى (١) ؟ قلت : بل عربي ، قال : فكساني ثلاثين ثوباً وأعطاني عشرة آلاف درهم ، ثم قال : ياشاب قد أقررت عيني ولي إليك حاجة ، قلت : قضيت إن شاء الله ، قال : فإذا كان غداً فأت مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي عليه‌السلام.

قال : فطالت تلك الليلة عليّ ، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي ، فقمت في الصف ، فإذا الى جانبي شابّ متعمّم ، فذهب ليركع فسقطت عمامته ، فنظرت في وجه ، فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه وجه خنزير ، فوالله ما علمت ما تكلمت [ به ] (٢) في صلاتي (٣) حتّى سلّم الامام ، فقلت : [ يا ] (٤) ويحك ماالذي أرى بك ؟ فبكى وقال لي : انظر إلى هذا الدكان (٥) ، فنظرت فقال لي : أدخل فدخلت ، فقال لي :

كنت مؤذناً لآل فلان ، كلّما أصبحت لعنت علياً صلوات الله عليه ألف مرّة في (٦) الأذان والإقامة ، ولمّا (٧) كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرّة ، فخرجت من منزلي فأتيت داري ، فاتكيت على هذا الدكان الذي ترى فرأيت في منامي كأنّي في الجنّة وفيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ فرحين ، ورأيت كأن النبي عن يمينه الحسن وعن يساره الحسين ومعه كأس (٨) فقال : ياحسن اسقني فسقاه ، ثم قال : اسق الجماعة فشربوا ، ثم رأيته كأنه قال : اسق المتكئ على هذا الدكان فقال له الحسن

__________________

(١) في « ط » : اعرابي أنت أم مولى.

(٢) من الأمالي.

(٣) في الأمالي : صلاته.

(٤) من الامالي.

(٥) في الأمالي : الدار.

(٦) في الأمالي : بين.

(٧) في الأمالي : كلما.

(٨) في « ط » : الكأس.

٢٧٠

ياجداه أتأمرني أن اسقي هذا وهو يلعن والدي في كل يوم ألف مرّة بين الأذان والإقامة ، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة.

فأتاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : مالك عليك لعنة الله تلعن علياً وعليّ مني ، وتشتم علياً وعلي مني ، فرأيته كأنه تفل في وجهي وضربني برجله ، وقال : قم غيّر الله ما بك من نعمة ، فانتبهت من نومي فإذا كأن رأسي رأس خنزير ووجهي وجه خنزير.

ثم قال لي أبو جعفر أمير المؤمنين : أهذان الخبران في يديك ؟ فقلت : لا ، فقال : ياسليمان حب علي ايمان وبغضه نفاق والله لا يحبه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق.

قال : قلت : الأمان ياأمير المؤمنين ، قال : لك الأمان.

قلت : فما تقول في قاتل الحسين عليه‌السلام ؟ قال : الى النار وفي النار ، قلت : وكذلك من قتل ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى النار وفي النار ، قال : الملك عقيم ياسليمان ، اخرج وحدّث بما سمعت » (١).

٨١ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين ين يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من سرّه ان يجمع الله تعالى له الخير كلّه ، فليوال عليّاً بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعداءه » (٢).

٨٢ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا العباس بن الفضل ، قال : حدثنا أبو زرعة ، قال : حدثنا عثمان بن محمّد ، عن أبي شيبة العبسي ، قال : حدثني عبدالله بن نمير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي سلمان زيد بن وهب ، عن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله :

__________________

(١) رواه الصدوق في أماليه : ٨ و ٣٥٤ ، الخوارزمي في مناقبه : ٢٠٠ ، عنه احقاق الحق ١٥ : ١٢. أقول : مرّ مثله في ج ٣ : الرقم ٢.

(٢) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٢ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ١٥.

٢٧١

« ولايتي وولاية أهل بيتي ( براءة ) (١) أمان من النار » (٢).

٨٣ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ، قال : حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد الفزاري ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن منصور بن أبي نويرة ، عن أبي بكر بن عياش ، عن أبي قدامة الفدائي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« مَنْ مَنّ الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم ، فقد جمع الله له الخير كلّه » (٣).

٨٤ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قال الصادق عليه‌السلام :

« من أقام فرائض الله ، واجتنب محارم الله ، وأحسن الولاية لأهل بيت نبيّ الله ، وتبرّأ من أعداء الله عزّ وجلّ ، فليدخل من أيّ أبواب الجنّة الثمانية شاء » (٤).

٨٥ ـ وبهذا الاسناد قال أبي ومحمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبدالرحمان الكوفي وأبو يوسف يعقوب [ بن يزيد ] (٥) الأنباري الكاتب ، عن أبي محمّد عبدالله بن محمّد الغفاري ، عن الحسين بن يزيد ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من أحبّنا أهل البيت فليحمد الله على أوّل النعم ، قيل : وما أوّل النّعم ؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : طيب الولادة ، ولا يحبّنا إلاّ من طابت ولادته » (٦).

٨٦ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبدالله ( بن أحمد بن أبي عبدالله ) (٧) البرقي ، قال : حدّثنا أبي ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن

__________________

(١) ليس في الأمالي ، وفي « م » لا يوجد : « أمان ».

(٢) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٢.

(٣) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٣.

(٤) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٣.

(٥) من الامالي.

(٦) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٣ ، علل الشرائع : ١٤١ ، والشيخ في أماليه ٢ : ٧١.

(٧) ليس في الأمالي.

٢٧٢

عيسى بن عبدالله (١) ، عن أبي محمّد الأنصاري ، عن غير واحد ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال :

« من أصبح يجد بَرد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادىء النعم ، قيل : وما بادي النعم ؟ قال : طيب المولد » (٢).

٨٧ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه ، قال : حدّثنا علي بن ابراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي زياد النهدي ، عن (٣) عبيدالله بن صالح ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ياعلي من أحبني وأحبك وأحب الأئمّة من ولدك فليحمد الله تعالى على طيب مولده فانه لا يحبنا إلاّ من طابت ولادته ولا يبغضنا إلاّ من خبثت ولادته » (٤).

٨٨ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدّثنا أحمد بن علوية ، عن إبراهيم بن محمّد ، قال : حدّثنا مسعودي ، قال : حدّثنا علي بن القاسم الكندي ، عن سعد بن ( أبي ) (٥) طالب ، عن عثمان بن القاسم الأنصاري ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ألا أدلكم على ما إن استدللتم به لم تهلكوا ولم تضلوا ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : إنّ أمامكم ووليكم عليّ بن أبي طالب فوازروه وناصحوه وصدقوه ، فان جبرئيل عليه‌السلام أمرني بذلك » (٦).

__________________

(١) في الأمالي : عبيدالله.

(٢) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٤ ، وعلل الشرائع : ١٤١.

(٣) في الاصل : ابن عبيدالله ، ما اثبتناه من الامالي.

(٤) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٤ ، علل الشرائع : ١٤١ ، أقول : مرّ مثله في ج ٤ : ١ الرقم ١٨.

(٥) ليس في الأمالي.

(٦) رواه الصدوق في أماليه : ٣٨٦ ، أقول : يأتي مثله في ج ٧ : الرقم ٣ ، وبمضمونه في ج ٢ : الرقم ١٤٦ ، وج ٤ : الرقم ٦٦ عن سلمان.

٢٧٣

٨٩ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا جعفر بن سلمة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن إبراهيم بن موسى بن اخت (١) الواقدي ، قال : حدثنا أبو قتادة الحراني ، عن عبدالرحمان بن العلا الحضرمي ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس قال :

« ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالساً ذات يوم (٢) وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فقال : اللهم إنك تعلم ان هؤلاء أهل بيتي وأكرم النّاس علي ، فاحبب (٣) من يحبهم وابغض من يبغضهم ووال من والاهم وعاد من عاداهم واعن من أعانهم ، واجعلهم مطهرين من كلّ رجس معصومين من كل ذنب وأيدهم بروح القدس منك.

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي أنت إمام اُمّتي وخليفتي عليها بعدي وأنت قائد المؤمنين إلى الجنّة ، وكأني أنظر الى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور ، عن يمينها سبعون ألف ملك وعن شمالها سبعون ألف ملك وبين يديها سبعون ألف ملك وخلفها سبعون ألف ملك ، تقود مؤمنات اُمّتي إلى الجنّة ، فأيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان ، وحجّت بيت الحرام وزكّت مالها وأطاعت زوجها ووالت عليّاً بعدي دخلت الجنّة بشفاعة ابنتي فاطمة ، وانها سيّدة نساء العالمين ، فقيل : يارسول الله هي سيدة (٤) نساء عالمها ؟

فقال عليه وآله السلام : ذاك لمريم بنت عمران ، فأمّا ابنتي فهي سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وانّها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ( ملك ) (٥) من الملائكة المقربين ، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون : يافاطمة ! انّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين.

__________________

(١) في « ط » : بن أخيه.

(٢) في البحار : يوماً.

(٣) في البحار : فاحب.

(٤) في « ط » : لسيدة.

(٥) ليس في « ط ».

٢٧٤

ثم التفت إلى علي عليه‌السلام فقال : ياعلي ! انّ فاطمة بضعة منّي ، ونور عيني (١) وثمرة فؤادي ، يسوؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها ، وانّها أوّل لحوق يلحقني (٢) من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي ، واما الحسن (٣) والحسين فهما ابناي وريحانتاي وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، فليكونا عليك كسمعك وبصرك.

ثم رفع صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه إلى السماء فقال : اللّهمّ انّي اُشهد(ك) (٤) أنّي محبّ لمن أحبّهم ومبغض لمن أبغضهم ، وسلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم ، وعدو لمن عاداهم وولي لمن والاهم » (٥).

٩٠ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان ، قال : حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدّثنا عمر بن عبدالله ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسين بن عاصم ، قال : حدّثنا [ عيسى بن ] (٦) عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي [ عن أبيه ] (٧) عن جدّه ، عن علي عليه‌السلام قال : حدّثنا سلمان الخير رضي‌الله‌عنه فقال :

« ياأبا الحسن ! قلّما أقبلت أنت وأنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ قال : ياسلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة » (٨).

٩١ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدّثنا علي بن ( أحمد بن أبي عبدالله بن ) (٩) أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، قال : حدّثنا أبي ، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، قال : حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي ، قال : حدّثنا محمّد بن منصور ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن الفيض بن المختار ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال :

« خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهو راكب وخرج علي عليه‌السلام وهو يمشي ،

__________________

(١) في « ط » : هي نور عيني.

(٢) في البحار : أول من تلحقني.

(٣) في « ط » : فاحسن إليها من بعدي والحسن.

(٤) ليس في « ط ».

(٥) عنه البحار ٣٧ : ٨٥.

(٦ و ٧) من الأمالي.

(٨) رواه الصدوق في أماليه : ٣٩٧ ، عنه البحار ٤٠ : ٧.

(٩) ليس في « ط ».

٢٧٥

فقال له : ياأبا الحسن اما أن تركب واما أن تنصرف ، فان الله أمرني أن تركب إذا ركبتُ وتمشي إذا مشيتُ وتجلس إذا جلستُ إلاّ أن يكون حداً من حدود الله لابد لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلاّ وقد أكرمك بمثلها ، وخصني بالنبوة والرسالة وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب اُموره.

والذي بعث محمداً بالحق نبياً ما آمن بي من أنكرك ، ولا أقرّ بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك ، وان فضلك لمن فضلي وان فضلي لك فضل ، وهو قول ربي عزّ وجلّ : ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) (١) ، ففضل الله نبوة نبيكم و « رحمته » ولاية علي بن أبي طالب ، « فبذلك » قال بالنبوة والولاية ، « فليفرحوا » يعني الشيعة ، « هو خير مما يجمعون » يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا.

والله ياعلي ما خلقت إلاّ لتعبد ربك وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ، ولقد ضلّ من ضلّ عنك ولن يهتد (٢) الى الله عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) (٣) ، يعني الى ولايتك ، ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن افترض من حقك ما افترضه من حقي ، وان حقك لمفروض على من آمن بي ولولاك لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدو الله ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء.

ولقد أنزل الله عزّ وجلّ إلي : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) يعني في ولايتك ياعلي ، ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) (٤) ، ولو لم ابلغ ما اُمرت به من ولايتك لحبط عملي ، ومن لقي الله عزّ وجلّ بغير ولايتك فقد حبط عمله وغداً ينجز لي ، وما أقول إلاّ قول ربي تبارك وتعالى ، وان الذي أقول لمن الله عزّ وجلّ أنزله فيك » (٥).

__________________

(١) يونس : ٥٨.

(٢) في « ط » : لم يهتد ، وفي الأمالي : لم يهدي.

(٣) طه : ٨٢.

(٤) المائدة : ٦٧.

(٥) رواه الصدوق في أماليه : ٤٠٠ ، عنه البحار ٣٨ : ١٠٥.

٢٧٦

٩٢ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، قال : حدّثنا أبي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن خلف (١) بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمش عن [ سالم ] (٢) أبي الجعد قال : سئل جابر بن عبدالله الأنصاري عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال :

« ذلك خير خلق الله من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين ان الله عزّ وجلّ لم يخلق خلقاً بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب والائمّة من ولده بعده.

قلت : فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه ؟ فقال : لا يبغضه إلاّ كافر ولا ينتقصه إلاّ منافق ، قلت : فما تقول فيمن يتولاّه ويتولّىٰ الأئمّة من ولده بعده ؟ فقال : انّ شيعة علي والأئمّة من ولده بعده هم الفائزون والآمنون يوم القيامة ، ثم قال : ما ترون لو أنّ رجلاً يدعو الناس إلى ضلالة من كان أقرب النّاس منه ؟ قالوا : شيعته وأنصاره ( قال : إن خرج (٣) يدعو إلى هدى من كان أقرب الناس منه ؟ قالوا : شيعته وأنصاره ) (٤) ، قال : فكذلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، بيده لواء الحمد يوم القيامة ، أقرب الناس منه شيعته وأنصاره » (٥).

٩٣ ـ وبهذا الاسناد قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه وعلى آله السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال :

« قال رسول الله على منبره : يا علي ! انّ الله عزّ وجلّ وهب لك (٦) حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخواناً ورضوا بك إماماً ، فطوبىٰ لمن أحبك وصدّق عليك (٧) ، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك ، ياعلي أنت

__________________

(١) في الأمالي : خالد.

(٢) من الأمالي.

(٣) في الأمالي : فلو ان رجلاً.

(٤) ليس في « م ».

(٥) رواه الصدوق في أماليه : ٤٠١.

(٦) في « ط » : وهبك.

(٧) بك ( خ ل ).

٢٧٧

العَلم لهذه الاُمّة ، من أحبّك فاز ومن أبغضك هلك.

ياعلي أنا المدينة وأنت بابها وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها ، ياعلي أهل مودّتك كلّ أواب حفيظ وكل ذي طمر لو أقسم على الله لأبرّ قسمه ، ياعلي اخوانك كلّ طاهر زكي (١) مجتهد [ يحب فيك ويبغض فيك محتقر ] (٢) عند الخلق عظيم المنزلة عند الله عزّ وجلّ.

ياعلي محبّوك جيران الله في دار الفردوس لا يأسفون على ما فاتهم (٣) من الدنيا ، ياعلي أنا وليّ لمن واليت وأنا عدوّ لمن عاديت ، ياعلي من أحبّك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ، ياعلي إخوانك ذبل الشفاه تعرف الرهبانية في وجوههم ، ياعلي إخوانك يفرحون في ثلاث مواطن : عند خروج انفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض [ الاكبر ] (٤) ، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن ايمانهم فلم يجيبوا.

ياعلي حربك حربي وسلمك سلمي ، وحربي حرب الله وسلّمي سلم الله ، ومن سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم الله عزّ وجلّ ، ياعلي بشّر إخوانك فانّ الله عزّ وجلّ قد رضي عنهم إذ رضيت لهم قائداً ورضوا بك ولياً.

ياعلي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، ياعلي شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عزّ وجلّ دين ولولا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها ، ياعلي لك كنز في الجنة ، وأنت ذو قرنيها شيعتك تعرف بحزب الله عزّ وجلّ ، ياعلي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه.

ياعلي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق ، ياعلي وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية :

( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) (٥) ، وفيكم نزلت :

__________________

(١) في « ط » : زاك.

(٢ و ٣) من الأمالي.

(٤) في الأمالي : على ما خلفوا.

(٥) الانبياء : ٣.

٢٧٨

( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (١).

ياعلي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون ، ياعلي ان الملائكة والخزان يشتاقون اليكم ، وان حملة العرش والملائكة المقربون ليخصونكم بالدعاء ويسألون الله لمحبيكم ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغايب القادم بعد طول الغيبة ، ياعلي شيعتك الذين يخافون الله في السر وينصحونه في العلانية ، ياعلي شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله عزّ وجلّ وما عليهم ذنب ، ياعلي ان اعمال شيعتك ستعرض عليّ في كلّ جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم واستغفر لسيئاتهم.

ياعلي ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير وكذلك في الإنجيل ، فسل أهل الانجيل وأهل الكتاب عن « اليا » يخبرونك (٢) مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عزّ وجل من علم الكتاب ، وان أهل الانجيل ليتعاظمون « اليا » وما يعرفونه شيعته وانما يعرفونهم بما يحدثونهم في كتبهم ، ياعلي ان أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهاداً.

ياعلي ان أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم فتنظر الملائكة إليه كما ينظر النّاس إلى الهلال شوقاً إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عزّ وجلّ ، ياعلي قل لأصحابك العارفين بك يتنزّهون عن الأعمال التي يقارفها عدوهم ، فما من يوم ولا ليلة إلاّ ورحمة [ من ] (٣) الله تبارك وتعالى تغشاهم فليجتنبوا الدنس.

ياعلي اشتدّ غضب الله عزّ وجلّ على من قلاهم وبرئ منك ومنهم واستبدل بك وبهم ومال إلى عدوك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونصب لك الحرب (٤) ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته

__________________

(١) الانبياء : ١٠١.

(٢) في الأمالي : يخبروك.

(٣) من الأمالي.

(٤) في الأمالي : نصب الحرب لك.

٢٧٩

وماله فينا ، ياعلي اقرئهم منّي السلام من رآني منهم ومن لم يرني ، واعلمهم انّهم اخواني الذين اشتاق إليهم فليلقوا علمي (١) إلى من يبلغ القرون من بعدي وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به ، وليجتهدوا في العمل ، فانّا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم انّ الله عزّ وجلّ راض عنهم ، وانّه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كلّ جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم.

ياعلي لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون انّي احبّك فاحبّوك لحبّي إياك ودانوا الله عزّ وجلّ بذلك وأعطوك سفو المودّة من قلوبهم (٢) واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلاّ نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول ، وما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيماً واقنع بهم ، فانّ الله عزّ وجلّ اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرّنا وألزم قلوبهم معرفة حقّنا وشرح صدورهم (٣) [ وجعلهم ] (٤) متمسكين (٥) بحبلنا ، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم أيّدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به ، والنّاس في غمّة الضلال متحيّرون في الأهواء ، عموا عن الحجّة وما جاء من عند الله عزّ وجلّ ، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم وليست الدّنيا منهم ، وليسوا منها ، اُولئك مصابيح الدجى ، [ اُولئك مصابيح الدجى ، اُولئك مصابيح الدجى ] (٦) » (٧).

__________________

(١) في « ط » و « م » : عملي ، وما أثبتناه من الامالي.

(٢) في الأمالي : في قلوبهم.

(٣) في « م » : صدورنا.

(٤) من الأمالي.

(٥) في الأمالي : مستمسكين.

(٦) من الامالي.

(٧) عنه البحار ٦٨ : ٤٦ ، رواه الصدوق في أماليه : ٢ ـ ٤٥٠ ، فضائل الشيعة : ١٤ ـ ١٧ عنه ٣٩ : ٣٠٦.

٢٨٠