بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمار رحمهم‌الله جميعاً ، عن إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيّد الزاهد محمّد بن حمزة الحسيني رحمه‌الله ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن بابويه رحمه‌الله ( عن أخيه الصدوق أبي جعفر بن بابويه ) (١) قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة ، قال : حدّثنا إسماعيل بن رزين ابن أخ دعبل الخزاعي ، عن أبيه ، قال : حدّثني علي بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ياعلي أنت المظلوم بعدي فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك ، ياعلي أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي فويل لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك ، ياعلي أنت سيّد هذه الاُمّة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها ، ومن فارقك فارقني يوم القيامة ومن كان معك كان معي يوم القيامة ، ياعلي أنت أول من آمن بي وصدقني وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي ، وأنت أول من صلّى معي والناس يومئذٍ في غفلة الجهالة.

ياعلي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أوّل من يبعث معي ، وأنت أوّل من يجوز الصراط معي ، وان ربي جلّ جلاله أقسم بعزته لا يجوز عقبة الصراط إلاّ من معه براءة (٢) بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك ، وأنت أول من يرد حوضي تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك ، وأنت صاحبي إذا قمتُ المقام المحمود ، تشفع لمحبنا (٣) فتشفّع فيهم ، وأنت أوّل من يدخل الجنّة ، وبيدك لوائي لواء الحمد وهو سبعون شقّة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنّة ، أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك » (٤).

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « ط » : من كان له براءة.

(٣) في البحار : لمحبينا.

(٤) عنه البحار ٣٨ : ١٤٠ ، رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦ مع اختلافات ، أقول : يأتي في ج ٧ : الرقم ٣٢ مثله.

٢٠١

٢٥ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي رحمه‌الله في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأخبرني الشيخ الفقيه الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن قراءة عليه في سنة أربع عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رضي‌الله‌عنه بالغري على ساكنه السلام سنة ست وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي ، سنة عشرة وأربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمان بن عقدة الحافظ ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن يحيى الجعفي الحازمي (١) ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا زياد بن خيثمة وزهير بن معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي عليه‌السلام قال :

« انّ فيما عهد إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق (٢) » (٣).

٢٦ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بالري وأبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرني الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن العباس ( قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين ) (٤) ، قال : حدّثنا موسى بن زياد ، عن يحيى بن يعلى ، عن أبى خالد الواسطي ، عن أبي هاشم الجولاني ، عن زاذان قال :

__________________

(١) في « ط » : الحارثي ، وفي الأمالي : الخاذمي.

(٢) في الأمالي : كافر.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٦٤ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٥١ و ٧٤ ، ويأتي في ج ٤ : الرقم ١١ و ٢٣ مثله.

(٤) ليس في أمالي الشيخ.

٢٠٢

سمعت سلمان رحمه‌الله يقول :

« لا ازال اُحب علياً عليه‌السلام ، فانّي رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يضرب فخذه ويقول : محبك ليَّ محبّ ، ومحبي لله محب ، ومبغضك ليَّ مبغض ، ومبغضي لله مبغض » (١).

٢٧ ـ حدثنا السيّد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسن الجواني الحسيني رحمه‌الله في محرم سنة ثمان أو تسع وخمسمائة بآمل في داره ونسخت من أصله وعارضته معه ، قال : حدّثنا السيّد الزاهد أبو إبراهيم جعفر بن محمّد الحسيني ، قال : حدّثنا الشيخ أبو عبدالله الحاكم محمّد بن عبدالله الحافظ ( قال : أخبرني الحسين بن محمّد بن أحمد بن الحسين الحافظ ) (٢) ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكيلاني بتنسيس ، قال : حدّثنا حمدون بن عيسى ، قال : حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : حدّثنا عباد بن عبدالصمد ، عن الحسن ، عن أنس ، قال :

« جاءت فاطمة عليها‌السلام ومعها الحسن والحسين عليهما‌السلام الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المرض الّذي قبض فيه ، فانكبت عليه فاطمة والصقت صدرها بصدره وجعلت تبكي فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يافاطمة ، ونهاها عن البكاء فانطلقت إلى البيت ، فقال : النبي ويستعبر الدموع : اللّهمّ أهل بيتي وأنا مستودعهم كلّ مؤمن (٣) ثلاث مرات » (٤).

قال محمّد بن أبي القاسم مصنف هذا الكتاب : هذا الخبر يدلّ على انّ المؤمن هو من تمسك بولايتهم وعرف حقهم وأطاعهم وحفظ وديعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مراعاتهم ، وان من تخلّف عنهم وتولى غيرهم وقدّم غيرهم عليهم فقد ضيع وديعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وخرج عن تناول هذا الاسم له لأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله استودعهم كلّ مؤمن وكل (٥) من حفظهم وقدمهم على سائر النّاس فهو الحافظ لوديعة رسول الله ، وما هم إلاّ الشيعة المنقادة لهم المطيعة لأمرهم المسلّمة لحكمهم الراضية بقضائهم الموالية لهم المخالفة لمن خالفهم وغيرهم عليهم قد عتوا عن الحق وأضاعوا

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٣٢ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٧١ مثله.

(٢) ليس في البحار.

(٣) في « ط » : كل مؤمن ومؤمنة.

(٤) عنه البحار ٢٢ : ٤٦.

(٥) في « م » : فكل.

٢٠٣

وديعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واتّبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً.

وإن (١) اشتغلت بشرح ما يتعلق بمعاني هذه الأخبار خرج الكتاب عن حده في كبره وربما ملّ الناظر فيه واستثقل الحامل له وعجز منه الناسخ والطالب له ؛ لأن لكل خير مما يروي معان ووجوهاً ظاهرة وخفية وغامضة وجلية ، لكن ما دلّ وقلّ خير مما كثر وملّ ، والإشارة تغني عن العبارة لمن أراد أن يذكّر أو أراد شكوراً ، وسيذّكّر من يخشى ويتجنبها الأشقى ، جعلنا الله وإياكم يا أخواني (٢) ممن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، ورزقنا وإياكم طاعة أولي الأمر والمودّة في القربى انه لطيف ( خبير ) (٣) لما يشاء.

٢٨ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عمر (٤) عبدالواحد بن محمّد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن يزيد ، قال : حدّثنا إسحاق بن يزيد النظامي ، قال : حدّثنا سعيد بن حازم ، عن الحسين بن عمر ، عن رشيد ، عن حبّة العرني قال : سمعت علياً عليه‌السلام يقول :

« نحن النجباء وأفراطنا (٥) أفراط الأنبياء ، حزبنا حزب الله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، من ساوى بيننا وبينهم فليس منا » (٦).

٢٩ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بقراءتي عليه في خانقانه بالري في شهر ربيع الأول سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله

__________________

(١) في « م » : ولو.

(٢) في « ط » : اخوتي.

(٣) ليس في « ط ».

(٤) في البحار : أبو عمرو.

(٥) أفراطنا : أي أولادنا الذين يموتون قبلنا أولاد الأنبياء ، أو شفعاؤنا شفعاء الأنبياء.

(٦) عنه البحار ٢٣ : ١٠٦ ، في ج ٢ : الرقم ١٣.

٢٠٤

محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشريف أبو محمّد الحسن ابن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا جدّي ، قال : إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى جميعاً ، قالا : حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال :

« كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهنّ بعدي ، قال لي : ياعلي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وأنت أقرب الناس منّي موقفاً يوم القيامة ، ومنزلي ومنزلك في الجنّة متواجهين كمنزل الأخوين ، وأنت الوصي وأنت الولي وأنت الوزير ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله » (١).

٣٠ ـ أخبرني الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي وأبو محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا عبدالله بن موسى ، قال : حدّثني هاني بن أيّوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد (٢) انّه سمع علياً عليه‌السلام ( يقول ) (٣) في الرحبة وينشد الناس :

« من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ، فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا » (٤).

قال محمّد بن أبي القاسم : هذا الخبر وإن تكررت ألفاظه فأسانيده مختلفة وهو أعظم البشارات للشيعة (٥) لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا لمن والى علياً عليه‌السلام ودعوة

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٣٦ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٧٧ مثله ، وبمضمونه في ج ٢ : الرقم ١٣٣ ويأتي في ج ٧ : الرقم ٢٥.

(٢) في « ط » : عمارة بن سعيد.

(٣) ليس في البحار.

(٤) عنه البحار ٣٧ : ١٢٥ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٧٨ و ٣٤٣ ، أقول : مرّ في ج ٣ : الرقم ٢١ مثله ويأتي في ج ٥ : الرقم ٢٥ ، وج ١٠ : الرقم ١٥ مثله.

(٥) في « ط » : البشارة لشيعته.

٢٠٥

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مستجابة بلا خلاف فيه ، والشيعة إذا كانت توالي علياً حقّ الولاية فقد صارت ولية لله بدعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتكون الشيعة هم الّذين قال الله فيهم : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (١) جعلنا الله من صالحي الشيعة بحق محمّد وآله.

٣١ ـ أخبرني الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله إجازة ، ونسخت من أصله وقرأت عليه (٢) في خانقانه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي (٣) ، قال : حدّثني محمّد بن علي بن ماجيلويه ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن حكم بن أيمن ، عن محمّد الحلبي ، قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام :

« أنّه من عرف دينه من كتاب الله عزّ وجلّ زالت الجبال قبل أن يزول ، ومن دخل في أمر بجهل خرج منه بجهل قلت : وما هو في كتاب الله ؟ قال : قول الله عزّ وجلّ : ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٤).

وقوله عزّ وجلّ : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ) (٥).

وقوله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (٦).

وقوله تبارك وتعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٧).

وقوله جلّ جلاله : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٨).

__________________

(١) يونس : ٦٢.

(٢) في « م » : علي ولده.

(٣) في البحار : أبي جعفر بن بابويه.

(٤) الحشر : ٧.

(٥) النساء : ٨٠.

(٦) النساء : ٥٩.

(٧) المائدة : ٥٧.

(٨) النساء : ٦٥.

٢٠٦

وقوله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١).

ومن ذلك قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأحبّ من أحبّه وابغض من أبغضه » (٢).

٣٢ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : حدّثنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام السامري ، قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدّثنا أبو السري سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نؤاس المؤذن في المسجد المعلق في صف (٣) شنيف بسامرا ، قال المنصوري : وكان يلقّب بأبي نؤاس لأنه كان يتخالع ويطيب مع الناس ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه ، فلمّا سمع الامام علي بن محمد لقبني بأبي نؤاس ، قال : ياأبا السري أنت أبو نؤاس الحق ومن تقدّمك أبو نؤاس الباطل.

قال : وقلت له ذات يوم : ياسيدي قد وقع لي اختيارات (٤) الأيام عن سيّدنا الصادق عليه‌السلام ، مما حدّثني به الحسن بن عبدالله بن مطهر (٥) ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن سيّدنا الصادق عليه‌السلام في كلّ شهر فأعرضه عليك ، فقال لي : افعل.

فلما عرضته عليه وصححته قلت له : يا سيدي في أكثر هذه الأيّام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف ، فدلّني (٦) على الاحتراز من

__________________

(١) المائدة : ٦٧.

(٢) عنه البحار ٢٣ : ١٠٣.

(٣) في الأمالي : صفة.

(٤) في الامالي : اختيار.

(٥) في الأمالي : مظفر.

(٦) في « ط » : فدخلني ، وفي الأمالي : فتدلني.

٢٠٧

المخاوف فيها ، فانّما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها.

فقال لي : يا سهل انّ لشيعتنا بولايتنا عصمة لو سلكوا بها في لجج البحار الغامرة وسباسب البيداء الغامرة ، بين سباع وذئاب واعادي الجنّ والانس ، لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا ، فثق بالله عزّ وجلّ واخلص في الولاء لائمتك (١) الطاهرين ، وتوجه حيث شئت واقصد ما شئت ، ياسهل إذا أصبحت وقلت ثلاثاً :

اصبحت اللهم معتصماً بذمامك المنيع الّذي لا يطاول ولا يحاول ، من شر كلّ طارق وغاشم ، من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك ، الصامت والناطق في جنّة من كلّ مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيك ، في جنّة من كلّ مخوف محتجزاً من كل قاصد لي الى أذيّة بجدار حصين الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم جميعاً ، موقناً ان (٢) الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأجانب من جانبوا.

[ فصلّ على محمّد وآل محمّد ] (٣) ، فاعذني اللهم بهم من سوء شرّ كل ما اتّقيته ، ياعظيم حجزة الاعادي عنّي ببديع السماوات والأرض ، إنّا جعلنا من بين ايديهم سداً ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون.

وقلتها عشاء ثلاثاً ، حصلت في حصن (٤) من مخاوفك وأمن من محذورك.

فإذا أردت التوجّه في يوم قد حذّرت فيه فقدّم امام توجهك (٥) الحمد لله ربّ العالمين ، والمعوذتين ، وآية الكرسي ، وسورة القدر ، وآخر آية من آل عمران ، وقل :

اللهم بك يصول الصائل وبقدرتك يطول الطائل ، ولا حول لكل ذي حول إلاّ بك ، ولا قوة يمتارها ذو قوّة إلاّ منك ، بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريتك محمّد نبيك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام ، صلّ عليهم واكفني شر هذا اليوم

__________________

(١) في « ط » : بائمتك.

(٢) في الأمالي : بان.

(٣) عن الأمالي.

(٤) في « ط » : حصين.

(٥) في « ط » : توجيهك.

٢٠٨

وضرّه (١) وارزقني خيره ويمنه واقض لي (٢) في منصرفاتي بحسن العاقبة (٣) وبلوغ المحبة والظفر بالامنية وكفاية الطاغية الغوية (٤) وكل ذي قدرة لي على أذية ، حتّى أكون في جنّة وعصمة من كل بلاء ونقمة ، وابدلني من المخاوف فيه أمناً ومن العوائق فيه يسراً ، حتى لا يصدّني صادّ عن المراد ولا يحلّ بي طارق من أذى العباد ، إنك على كلّ شيء قدير والامور إليك تصير ، يامن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير » (٥).

٣٣ ـ حدّثنا السيّد الامام الزاهد أبو طالب يحيى بن الحسن بن عبيدالله الجواني الحسيني في داره بآمل لفظاً منه في محرّم سنة تسع وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهستاني في نيشابور (٦) في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسمائة قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري الفروضي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبدالله بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« انما سمّيت ابنتي فاطمة ، لأن الله فطمها وفطم من أحبها من النار » (٧).

٣٤ ـ أخبرني الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في شهر رمضان سنة

__________________

(١) في الأمالي : ضرره.

(٢) في الأمالي : من.

(٣) في الأمالي : العافية.

(٤) في « ط » : القوية.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٨٢.

(٦) في « م » : بنيشابور.

(٧) مرّ في ج ٣ : الرقم ١٨ مثله ، ويأتي في ج ٥ : الرقم ٤ مثله.

٢٠٩

إحدى عشرة وخمسمائة ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمّد ( الحسن بن محمّد بن يحيى ) (١) الفحام السر من رائي ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله (٢) المنصوري ، قال : حدّثنا عم أبي أبو موسى (٣) عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور (٤) قال :

« كنت خدناً للامام علي بن محمّد عليه‌السلام وكان يروي عنه كثيراً ، من ذلك انّه قال (٥) :

حدّثنا الامام [ علي بن محمّد ] (٦) عليه‌السلام ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال حدثني ابي الحسين بن عليّ ، قال : حدثني ابي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [ لي ] (٧) وإلاّ صمتا : ياعلي محبّك محبّي ومبغضك مبغضي » (٨).

٣٥ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمهم‌الله ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله (٩) ، قال : حدّثني سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن صفوان ، عن خيثمة الجعفي قال :

« دخلت على الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام وأنا اُريد الشخوص فقال : ابلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله وأن يعود غنيهم فقيرهم وقويهم ضعيفهم ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وأن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ،

__________________

(١) ليس في أمالي الشيخ.

(٢) في الأمالي : عبدالله.

(٣) في « م » : عمر بن موسى.

(٤) في « ط » : عيسى المنصوري.

(٥) في « م » : ويروي عنه كثيراً ، من ذلك قال ، وفي الأمالي : كان يروي منه كثيراً.

(٦) من الأمالي.

(٧) من الأمالي.

(٨) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٨٥ والسيّد ابن طاووس في اليقين : ٧٤.

(٩) في البحار : عن عمه محمّد بن الحسن عن أبيه عن عمه أبي جعفر بن بابويه عن أبيه عن سعد.

٢١٠

فانّ لقاء بعضهم بعضاً حياة لأمرنا ، رحم الله امرءاً أحيىٰ أمرنا ، ياخيثمة إنّا لا نغني عنكم من الله شيئاً إلاّ بالعمل ، وانّ ولايتنا لا تنال إلاّ بالورع ، وانّ أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه (١) إلى غيره » (٢).

٣٦ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بالموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن يحيى الفحام ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدّثنا عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور ، قال : كنت خدناً للامام علي بن محمّد عليهما‌السلام وكان يروي عنه (٣) كثيراً ، من ذلك انّه قال :

حدّثنا الإمام علي بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمد بن علي عليهما‌السلام ، قال : حدّثني أبي علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين عليهما‌السلام ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« أحبوا الله لما (٤) يغدوكم به من نعمة ، وأحبّوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي » (٥).

٣٧ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بايويه بقراءتي عليه بالري في ربيع الأوّل سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن محمّد الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني ، قال :

__________________

(١) في « ط » : يخالفه.

(٢) عنه البحار ٧١ : ١٨٧ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٧٦ مثله.

(٣) في الأمالي : منه.

(٤) في الأمالي : بما.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٨٥ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٤٣ ، ويأتي في ج ٧ : الرقم ٥٠ مثله.

٢١١

حدّثنا سلام بن أبي عمرة (١) الخراساني ، عن سعد بن سعيد ، عن يونس بن الحباب ، عن علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام قال :

« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا واستبشروا ، وإذا ذكر عندهم آل محمّد عليهم‌السلام اشمأزت قلوبهم ، والذي نفس محمّد بيده لو أن عبداً جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبياً ، ما قبل الله ذلك منه حتّى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي (٢) » (٣).

٣٨ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام السامري ببغداد ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله الهاشمي المنصوري ، قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري ، قال : حدّثنا الامام علي بن محمّد العسكري ، قال : حدّثني أبي محمد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر قال : أبو محمّد بن الفحام : وحدّثني عمي عمر بن يحيى ، قال : حدّثني إبراهيم بن عبدالله البلخي ، قال : حدّثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، قال :

« سمعت الصادق عليه‌السلام يقول : حدّثني أبي محمّد بن علي عليهما‌السلام عن جابر بن عبدالله قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين من جانب ، إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل قد تلبب [ به ] (٤) ، قال : ما باله ؟ قال : حكي عنك يارسول الله إنك قلت : من قال لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله دخل الجنة ، وهذا إذا سمعه الناس فرّطوا في الأعمال ، أفأنت قلت ذاك يارسول الله ؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم

__________________

(١) في الأمالي : أبا عمرة.

(٢) في « ط » : أهل بيتي عند الله.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٤٠ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٨٥ ، ويأتي في ج ٦ : الرقم ٢٧ مثله.

(٤) من الأمالي.

٢١٢

إذا تمسك بمحبّة هذا وولايته » (١).

٣٩ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عبدالله بن الوليد قال :

« دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام في زمن بني مروان قال : ممّن أنتم ؟ قلنا : من أهل الكوفة ، قال : ما في البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل الكوفة ، لا سيّما هذه العصابة ، انّ الله تعالى هداكم لأمر جهله الناس ، فاجبتمونا (٢) وأبغضنا الناس ، [ وبايعتمونا وخالفنا الناس ] (٣) وصدقتمونا وكذبنا النّاس ، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي انّه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه أو يغتبط إلاّ أن تبلغ نفسه هكذا ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وقد قال الله عزّ وجلّ في كتابه :

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ) (٤) ، فنحن ذريّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٥).

٤٠ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في الموضع والتاريخ المقدّم ذكرهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن يحيى الفحام ، قال : حدّثني عمّي عمر بن يحيى ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن عاصم قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد العبدي ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن جعفر الأموي (٦) ، عن العباس بن عبيدالله (٧) ، عن سعد بن

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٨٨.

(٢) في « ط » فأَجبتمونا.

(٣) من الامالي.

(٤) الرعد : ٣٨.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٤٣ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٨٦ مثله.

(٦) في « م » : علي بن الحسين ، وفي الأمالي : عن جعفر الأموي.

(٧) في الأمالي : عبدالله.

٢١٣

طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي مريم ، عن سلمان قال :

« كنّا جلوساً عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فناوله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحصاة ، فلمّا استقرّت ( الحصاة ) (١) في كفّ (٢) علي عليه‌السلام نطقت وهي تقول : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله رضيت بالله ربّاً وبمحمّد نبياً وبعليّ بن أبي طالب وليّاً (٣).

ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصبح منكم راضياً بالله وبولاية علي بن أبي طالب فقد امن من خوف الله وعقابه » (٤).

٤١ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، وأبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن قراءة عليهما ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قالا : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام ، قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى قال :

« قصدت الامام علي بن محمّد عليه‌السلام يوماً فقلت له : ياسيدي ان هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي وملّني وما اتهم في ذلك إلاّ علمه بملازمتي لك ، وإذا سألته فسياسته تلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضل عليّ بمسألته ، فقال : تفكى إن شاء الله.

فلما كان في الليل طرقني رسول (٥) المتوكل ، رسول يتلو رسولاً ، فجئت والفتح على الباب قائم (٦) ، فقال : يارجل ما تأوي في منزلك بالليل ، ( كدني ) (٧) هذا الرجل ممّا يطلبك.

فدخلت ، فإذا المتوكل جالس على فراشه ، فقال : ياأبا موسى نشتغل عنك

__________________

(١) في الأمالي : حصاة ، فما نطقت الحصاة في كف.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) في « ط » : اماماً وولياً.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٨٩.

(٥) في الأمالي : رسل.

(٦) في « م » : قائم على الباب.

(٧) من الأمالي.

٢١٤

وتنسينا نفسك أي شيء لك عندي ؟ فقلت : الصلة الفلانية والرزق الفلاني ـ وذكرت أشياء ـ فأمر لي بها وضعفها ، فقلت للفتح : وافى علي بن محمّد الى هاهنا ، فقال : لا فقلت : كتب رقعة ، فقال لا ، فولّيت منصرفاً فتبعني ، فقال لي : لست أشك انك سألته دعاء لك فالتمس لي منه دعا.

فلما دخلت عليه قال لي : ياأبا موسى هذا وجه الرضا ، قلت : ببركتك ياسيّدي ولكن قالوا لي : أنك ما مضت إليه ولا سألته.

قال عليه‌السلام : ان الله تعالى علم منّا إنا لا نلجأ في المهمات إلاّ عليه (١) ( ولا نتوكل في الملمّات إلاّ عليه ) (٢) ، وعودنا إذا سألناه الاجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا ، فقلت : إنّ الفتح قال لي كيت وكيت ، فقال عليه‌السلام لي : انه يوالينا بظاهره ويجانبنا بباطنه ، الدعاء لمن يدعو به إذا خلصت في طاعة الله واعترفت برسول الله وبحقنا أهل البيت ، وسألت الله تبارك وتعالى شيئاً لم يمنعك ، قلت : يا سيّدي فعلّمني دعاء أختص به من الأدعية ، فقال : هذا الدعاء كثيراً ما ادعوا الله به وقد سألت الله أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو :

ياعدتي عند العدو ، ويارجائي والمعتمد ، ياكهفي والسند ، ياواحد ياأحد ياقل هو الله أحد ، أسألك اللّهمّ بحق من خلقته (٣) من خلقك ولم تجعل في خلقك مثله أن تصلي عليهم ، وان تفعل بي كيت وكيت » (٤).

٤٢ ـ حدّثنا السيّد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسن الجواني الحسيني بآمل في محرّم سنة تسع وخمسمائة لفظاً منه وقراءة عليه بعد ذلك ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهستاني بنيشابور ، قال : أخبرنا الشيخ الامام أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس (٥) ، قال : أخبرنا أبو إسحاق

__________________

(١) في الأمالي : إليه.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) في « م » : خلقت.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٩١ ، عنه مستدرك الوسائل ١٠ : ٣٦٣ ، البحار ٩٥ : ١٥٦ و ١٠٢ : ٥٩ في دعواته.

(٥) في « م » : الحسن بن العباس.

٢١٥

أحمد (١) بن محمّد بن إبراهيم الثعالبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبدالله بن محمّد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، قال : حدّثني أبي في سنة ستين ومائتين ، قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر ( سنة أربع وتسعين ) (٢) ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال :

« قال رسول الله : ياعلي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله ، وأخذت أنت بحجزتي ، وأخذ ولدك بحجزتك ، وأخذ شيعة ولدك بحجزتهم فترى أين يؤمر بنا.

قال أبو القاسم الطائي : سألت أبا العباس ثعلباً عن الحجزة فقال : هي السبب ، وسألت نفطويه النحوي عن ذلك فقال : هي السبب » (٣).

قال محمّد بن أبي القاسم الطبري : وهي العصمة من الله تعالى وذمته التي لا تخفر وحبله الذي من تمسك به لم ينقطع عنه وقد أمر الله تعالى بالتمسك به ، فقال : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ) (٤) يعني بولاية علي بن أبي طالب وولاية الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، وفقنا الله وإياكم لطاعته وطاعة اُولي الأمر ومحبته ومحبتهم بحق محمّد وآله.

٤٣ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله فيما أجاز لي وكتب لي بخطّه بالري في خانقانه سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا السيّد الزاهد أبو عبدالله الحسين بن الحسن (٥) بن زيد الحسيني الجرجاني القاضي ، قال :

__________________

(١) في « ط » : إسحاق بن محمّد.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) رواه الصدوق في صحيفة الرضا عليه‌السلام : ٩٢ ، عنه البحار ٦٨ : ١٠٤ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ١ : ١٢٦ ، معاني الأخبار : ١٦.

أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ١١ مختصراً.

(٤) آل عمران : ١٠٣.

(٥) في « ط » : الحسن بن الحسين.

٢١٦

حدّثنا والدي رحمه‌الله ، عن جدّي زيد بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو الطيب الحسن بن أحمد السبيعي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالعزيز ، قال : حدّثنا إبراهيم بن ميمون ، قال : حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، قال : سمعت البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا :

« كنا مع (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم ونحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه ، فقال : لعن الله من ادّعى إلى غير أبيه ، ولعن الله من توالى إلى غير مواليه ، والولد للفراش وليس للوارث وصية ، ألا وقد سمعتم منّي ورأيتموني ألا من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ، ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، أنا فرطكم على الحوض فمكاثر بكم الاُمم يوم القيامة فلا تسوّدوا (٢) وجهي.

ألا لأستنقذنّ رجالاً من النار وليستفقدنّ من يدي آخرون ولأقولن : يارب أصحابي فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، ألا وأن الله وليي وأنا ولي كل مؤمن ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي طرفه بيدي وطرفه بأيديكم فاسألوهم ولا تسألوا غيرهم فتضلّوا » (٣).

٤٤ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله فيما أجاز لي روايته عنه وكتب لي بخطه سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن الحسين المعروف بابن الصقال ، قال : حدّثنا أبو المفضل محمّد بن معقل العجلي القرميسيني بشهرزور ، قال : حدّثني محمّد بن أبي الصهبان الباهلي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي‌الله‌عنه قال :

__________________

(١) في « ط » : عند.

(٢) في « ط » : تسود.

(٣) عنه البحار ٣٧ : ١٦٨.

٢١٧

« صلّى بنا رسول الله صلاة العصر ، فلمّا : انفتل جلس في قبلته والناس حوله فبينما هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب [ عليه ] (١) سمل قد تهلل (٢) واخلق (٣) ، وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعفاً (٤).

فأقبل عليه رسول الله يستجليه (٥) الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله أنا جائع الكبد فاطعمني وعاري الجسد فاكسني وفقير فارشيني ، فقال : ما أجد لك شيئاً ولكن الدالّ على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة ، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الّذي ينفرد به لنفسه من أزواجه.

و [ قال ] (٦) : يابلال قم فقف به على منزل فاطمة ، فانطلق الاعرابي مع بلال فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلىٰ صوته :

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل عن عند رب العالمين ، فقالت فاطمة : وعليك السلام ، من أنت يا هذا ؟ قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيّد البشر مهاجراً من شقّة بعيدة ، وأنا يابنت محمّد عاري الجسد جائع الكبد فواسيني رحمك الله.

وكان لفاطمة وعلي ورسول الله (٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً ، وقد علم رسول الله ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ (٨) كان ينام عليه الحسن والحسين : فقالت : خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك (٩) ما هو خير منه.

__________________

(١) من البحار.

(٢) السمل ـ بالتحريك ـ الثوب الخلق ، قوله : قد تهلل أي الرجل ، من قولهم : تهلل وجهه إذا استنار وظهر فيه آثار السرور ، أو الثوب كناية عن انخراقه ـ البحار.

(٣) في « ط » : اختلق.

(٤) في « ط » : ضعفاً وكبراً.

(٥) في البحار : يستحثه ، وهو بمعنى يسأله الخير ويحثه ويرغّبه على ذكر أحواله.

(٦) عنه البحار.

(٧) في « ط » : وعلى في تلك الحال ورسول الله.

(٨) القرظ : ورق السلم يدبغ به.

(٩) في « م » : فعسى ان يتاح لك ، أقول : أرتاح الله لفلان : أي رحمه.

٢١٨

فقال الأعرابي : يابنت محمّد شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب (١).

قال : فعمدت عليها‌السلام لمّا سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبدالمطلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي ، فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوّضك به ما هو خير منه.

فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله ، والنبي جالس في أصحابه ، فقال : يارسول الله أعطتني فاطمة بنت محمّد هذا العقد وقالت : بعه فعسى أن يصنع الله لك ، قال : فبكى النبي وقال : وكيف لا يصنع الله (٢) لك وقد أعطتك (٣) فاطمة بنت محمّد سيّدة بنات آدم.

فقام عمّار بن ياسر رحمه‌الله فقال : يارسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟ قال : اشتره ياعمّار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم الله بالنار ، فقال عمّار : بكم هذا العقد ياأعرابي ؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانية استر بها عورتي واُصلّي فيها لربّي ودينار يبلّغني إلى أهلي ، وكان عمّار قد باع سهمه الّذي نقله رسول الله من خيبر ولم يبق منه شيئاً ، فقال : لك عشرون ديناراً ومائتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلّغك ( إلى ) (٤) أهلك وشبعة من خبز البر واللحم ، فقال الأعرابي : ما اسخاك بالمال [ ايّها الرجل ] (٥) ، وانطلق به عمّار فوفّاه ما ضمن له.

وعاد الأعرابي إلى رسول الله فقال له رسول الله : أشبعت واكتسيت ؟ قال الأعرابي : نعم واستغنيت (٦) بأبي أنت واُمّي ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فأجز فاطمة بصنيعها ، فقال الأعرابي :

اللهم انك إله ما استحدثناك ولا إله لنا نعبده سواك ، وأنت رازقنا على كلّ الجهات ، اللّهم إعط فاطمة ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت ، فأمن النبي على

__________________

(١) السغب : الجوع.

(٢) في « ط » : قال : لا كيف يصنع الله.

(٣) في البحار : اعطيتك.

(٤) ليس في البحار.

(٥) عنه البحار.

(٦) في « ط » : نعم يارسول الله واستغنيت.

٢١٩

دعائه (١) وأقبل على أصحابه فقال :

ان الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك : أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي ، وعلي بعلها ولولا علي ما كان لفاطمة كفواً أبداً ، واعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا أهل الجنّة ـ وكان بازائه مقداد وعمّار وسلمان رضي الله عنهم ـ فقال : وأزيدكم ؟ فقالوا : نعم يارسول الله.

قال : أتاني الروح الأمين ـ يعني جبرئيل ـ إنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها : من ربك فتقول : الله ربي ، فيقولان : من نبيك فتقول : أبي ، فيقولان : فمن وليك فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب ، ألا وأزيدكم من فضلها ان الله قد وكل بها رعيلاً (٢) من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن زار فاطمة فكأنّما زارني ، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنّما زار علياً ، ومن زار ذرّيتهما فكأنما زارهما.

فعمد عمّار إلى العقد وطيّبه بالمسك ولفّه في بردة يمانية وكان له عبد اسمه سهم ، ابتاعه من ذلك السهم الّذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت له ، فأخذ ( المملوك ) (٣) العقد فأتى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره بقول عمّار رحمه‌الله فقال النبي : انطلق الى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله ، فأخذت فاطمة العقد وأعتقت المملوك فضحك الغلام فقالت فاطمة عليها‌السلام : ما يضحكك ياغلام ؟

__________________

(١) في « م » : دعاء الأعرابي.

(٢) قال الجزري : يقال للقطعة من الفرسان : الرعلة ، ولجماعة الخيل : الرعيل ، ومنه حديث علي : سراعا أي مره رعيلاً ، أي ركاباً على الخيل.

(٣) ليس في « ط ».

٢٢٠