بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أما بعد فانّي اوصيكم بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون واليه تصيرون ، فان الله تعالى يقول : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ) (١) ، ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) (٢) ، ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ ) (٣) ، ويقول : ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٤) ، فاعلموا عباد الله أنّ الله عزّ وجلّ مسائلكم عن الصغيرة والكبيرة من اعمالكم ، فان يعذّب فنحن أظلم وإن يعفو فهو ارحم الراحمين.

ياعباد الله ! انّ أقرب ما يكون العبد الى المغفرة والرحمة حين يعمل لله بطاعته وينصحه في التوبة : عليكم بتقوى الله فانّها تجمع من الخير ما لا خير غيرها (٥) ، ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها [ من ] (٦) خير الدنيا ( وخير الآخرة ) (٧) ، قال الله تعالى : ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ ) (٨).

اعلموا عباد الله انّ المؤمن يعمل لثلاث من الثواب : امّا الخير (٩) ، فانّ الله يثيبه بعمله في دنياه ، ( قال الله سبحانه لابراهيم ) (١٠) : ( وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) (١١) فمن عمل لله أعطاه أجره في الدنيا والآخرة وكفاه المهم فيهما ، وقال الله تعالى : ( يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (١٢) ، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة ، قال الله تعالى : ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ ) (١٣) ، فالحسنى هي الجنة والزيادة هي الدنيا.

__________________

(١) آل عمران : ١٨٥.

(٢) المدثر : ٣٨.

(٣) آل عمران : ٢٨.

(٤) الحجر : ٩٢ ـ ٩٣.

(٥) في « ط » : غيره ، وفي الامالي : فانها تجمع الخير ولا خير غيرها.

(٦) من الامالي.

(٧) ليس في « ط ».

(٨) النحل : ٣٠.

(٩) في امالي الصدوق : اما لخير الدنيا ، وفي « ط » : اما الخير.

(١٠) ليس في « ط ».

(١١) العنكبوت : ٢٧.

(١٢) الزمر : ١٠.

(١٣) يونس : ٢٦.

٨١

[ واما لخير الآخرة ] (١) فان الله تعالى يكفّر بكلّ حسنة سيئة ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ) (٢) ، حتّى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : ( جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ) (٣) ، وقال : ( أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) (٤) ، فارغبوا في هذا ـ يرحمكم الله ـ واعملوا له وتحاضّوا عليه.

واعلموا يا عباد الله انّ المتقين حازوا عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ، وأباحهم الله من الدنيا ما كفاهم وبه أغناهم ، قال الله عزّ وجلّ : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (٥).

سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت ، أكلوا بأفضل ما أكلت ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون ، وشربوا بأفضل ما يشربون ، ولبسوا من أفضل ما يلبسون ، وتزوجوا من افضل ما يتزوجون ، وركبوا من أفضل ما يركبون ، اصابوا لذة الدنيا [ مع اهل الدنيا ] (٦) ، وهم غداً جيران الله يتمنّون عليه فيعطيهم ما تمنّوا ، لا تردّ لهم دعوة ولا ينقص لهم نصيب من اللذة.

فإلى هذا ياعباد الله يشتاق من كان له عقل ويعمل بتقوى الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ياعباد الله إن اتّقيتم الله وحفظتم نبيّكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد وذكرتموه بأفضل ما ذكر ، وشكرتموه بأفضل ما شكر ، وأخذتم بافضل ( الصبرو ) (٧) الشكر ، واجتهدتم بأفضل الاجتهاد ،

__________________

(١) اضفناه من الغارات تتميماً للمعنى.

(٢) هود : ١١٤.

(٣) النبأ : ٣٦.

(٤) سبأ : ٣٧.

(٥) الاعراف : ٣٢.

(٦) من الامالي.

(٧) ليس في « ط ».

٨٢

وإن كان غيركم أطول منكم صلاة وأكثر منكم صياماً ، فأنتم أتقى لله عزّ وجلّ منه وأنصح لاُولي الأمر » (١).

قال محمّد بن أبي القاسم : الحديث طويل لكني اخذته الى هاهنا ، لأن غرضي كان في هذه الألفاظ لانها بشارة حسنة لمن خاف واتقى وتولى أهل المصطفى ، والخبر بكماله اوردته في كتاب الزهد والتقوى.

١٣ ـ أخبرنا الشيخ الامام المفيد أبو عليّ الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في سنة إحدى عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، قال : حدثنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان رحمهم‌الله ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا القاسم بن محمد الدلال (٢) ، عن سبرة بن زياد ، عن الحكم بن عتيبة (٣) ، عن حنش (٤) بن المعتمر ، قال :

دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقلت : السلام عليك ياأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته كيف أمسيت ؟ قال : « أمسيت محبّاً لمحبّنا ومبغضاً لمبغضنا ، وأمسى محبّنا مغتبطاً برحمة من الله كان ينتظرها ، وأمسى عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم ، وكأنّ ابواب الرحمة (٥) قد فتحت لأهلها فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم والتعس لأهل النار والنار لهم.

ياحنش من سرّه ان يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه فإن كان يحب

__________________

(١) رواه الشيخ في اماليه ١ : ٢٤ ، اورده في الغارات ١ : ٢٣٣ ، تحف العقول : ١٧٦ ، امالي المفيد : ١٣٧ ، النهج باب الكتب تحت الرقم : ٢٧.

(٢) في امالي المفيد : القاسم بن محمد الدلال ، قال : حدثنا اسماعيل بن محمد المزني ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا أبوالحسن التميمي.

(٣) في « ط » : عينيه.

(٤) في « ط » و « م » : الحسن ، ما اثبتناه من امالي المفيد.

(٥) في امالي المفيد : ابواب الجنة.

٨٣

ولياً لنا (١) فليس بمبغض لنا وإن كان يبغض ولياً لنا فليس بمحب لنا ، ان الله تعالى أخذ الميثاق لمحبنا بمودتنا وكتب في الذكر اسم مبغضنا ، نحن النجباء وافراطنا افراط الأنبياء » (٢).

١٤ ـ حدثنا السيد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسين الجواني سنة تسع وخمسمائة في داره بآمل ، قال : حدثنا السيد أبو عبدالله الحسين بن علي الداعي (٣) الحسيني ، قال : حدثنا السيد أبو ابراهيم جعفر بن محمد الحسيني (٤) ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ ، قال : حدثنا أبو محمد علي بن محمّد الحسيني بمرو ، قال : حدثنا محمد بن موسى الشامي ، قال : حدثنا عبدالله بن محمد التميمي (٥) قال : حدثنا اسماعيل بن عمرو البجلي ، عن الأجلح ، عن حبيب بن أبي ثابت (٦) ، عن عاصم بن ضمرة (٧) ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ان اول من يدخل الجنة انا وانت وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يارسول الله فمحبونا ؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من ورائكم ».

١٥ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابوية بقراءتي عليه في خانقانه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي رحمهم‌الله ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمان ، عن كليب بن معاوية الاسدي ، قال : سمعت ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول :

__________________

(١) في امالي المفيد : ولينا.

(٢) رواه المفيد في اماليه : ٣٣٣ ، والشيخ في اماليه ١ : ١١٢ و ٢٧٧ ، عنه البحار ٢٣ : ١٠٦.

أقول : يأتي في ج ٣ : الرقم ٢٨.

(٣) في « م » : بن الداعي.

(٤) في « م » : الحسني.

(٥) في « م » : التيمي.

(٦) في « م » : ابي ثابت.

(٧) في « م » : عاصم عن ضمرة.

٨٤

« أما والله انكم لعلى دين الله وملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد. عليكم بالصلاة والعبادة عليكم بالورع » (١).

١٦ ـ أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه مراراً بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن محمد البرسي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيدالله بن محمد بن أحمد الشيباني البزاز ، قال : أخبرنا جدي لاُمي أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي ، قال : حدثنا علي بن العبّاس البجلي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الرماني ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العابد العرمي (٢) ، قال : أخبرنا الحسين بن علوان ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال :

« ان الله تبارك وتعالى يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم (٣) على ما كان منهم من الذنوب والعيوب ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، مسكنة روعاتهم مستورة عوراتهم ، قد اُعطوا الأمن والامان يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، يحشرون على نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ قد ذلّلت من غير رياض ، أعناقها من ياقوت أحمر ، ألين من الحرير لكرامتهم على الله تعالى ».

١٧ ـ أخبرنا الشريف أبو البركات عمر بن ابراهيم بن حمزة الحسيني الكوفي بها وابو غالب سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي اجازة سنة ست عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسين بن عبدالرحمان العلوي اجازة ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين السلمي (٤) قراءة عليه ، قال : حدثنا علي بن العباس (٥) ، قال : حدثني عباد بن يعقوب ، قال : أخبرني يونس بن أبي يعقوب ، عن رجل ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام انّ رجلا سأله عن القيامة فقال :

« إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين وجمع ما خلق (٦) في صعيد

__________________

(١) رواه الشيخ في اماليه ١ : ٣١ ، والمفيد في اماليه : ٢٧٠ ، أقول : يأتي مثله في ج ٣ : الرقم ٥٠.

(٢) في « م » : العري.

(٣) في « م » : من قبورهم يوم القيامة.

(٤) في « ط » : السملي.

(٥) في « ط » : حدثني أبو العباس.

(٦) في « ط » : جمع الخلق.

٨٥

واحد ، ثم نزلت ملائكة سماء الدنيا فأحاطت (١) بهم صفاً ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ثم نزلت ملائكة سماء الثانية فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، ثم نزلت ملائكة السماء الثالثة فأحاطوا بالسرادق ، ثم ضرب حولهم سرادق من نار ، حتّى عدّ ملائكة سبع سماوات وسبع سرادق (٢) ، فصعق الرجل فلما أفاق قال : يابن رسول الله أين علي وشيعته ؟ قال : على كثبان المسك يؤتون بالطعام والشراب لا يحزنهم ذلك » (٣).

١٨ ـ حدثنا السيد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسين الحسني (٤) رحمه‌الله في المحرم سنة تسع وخمسمائة لفظاً وقراءة في داره بآمل ، قال : حدثنا السيد أبو عبدالله الحسين بن علي الداعي الحسيني ، قال : حدثنا السيّد أبو ابراهيم جعفر بن محمد الحسيني ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ ، قال : أخبرني أبو النصر محمد بن هارون الدوانيقي (٥) بالنهروان ، قال : حدثتنا سمانة بنت حمدان الأنبارية ، قالت : حدثني أبي ، قال : حدثنا عمر بن زياد اليوناني (٦) ، قال : حدثني عبد العزيز بن محمّد بن الدراوردي (٧) ، حدثني زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم ، قال : قال عمر بن الخطاب : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« أنا وفاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم‌السلام في حظيرة القدس في قبة بيضاء ، وهي قبة المجد وشيعتنا عن يمين الرحمان تبارك وتعالى ».

١٩ ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بقراءتي عليه بالري في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رضي الله عنهما بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جمادى الاُولى سنة خمس وخمسين وأربعمائة ،

__________________

(١) في « ط » : فأحاطوا.

(٢) في البحار : سرادقات.

(٣) عنه البحار ٧ : ١٧٥.

(٤) في « م » : الحسيني.

(٥) في « م » : الدقيقي.

(٦) في « م » : البونابي.

(٧) في « ط » : عبد العزيز محمد بن الدارودي.

٨٦

قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن الكوفي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مروان ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا مسيح بن محمد (١) ، قال : حدثني أبو علي بن أبي عمرة (٢) الخراساني ، عن اسحاق بن ابراهيم ، عن أبي اسحاق السبيعي ، قال :

« دخلنا على مسروق الأجدع ، فإذا عنده ضيف له لا نعرفه ، وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخيبر ، فلمّا قالها عرفنا انّه كانت له صحبة مع النبي ، قال : فجاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى النبي فقالت : يارسول الله ! انّي لست كأحد نسائك ، قتلت الاب والاخ والعمّ ، وإن حدث بك حدث فالى من ؟ فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الى هذا ـ وشار الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ.

ثمّ قال : ألا اُحدثكم بما حدّثني به الحارث الاعور ؟ قال : قلنا : بلى ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : ما جاء بك ياأعور ؟ قال : قلت : حبّك ياأمير المؤمنين ، قال : الله (٣) ، قلت : الله ، فناشدني ثلاثاً.

ثمّ قال عليه‌السلام : أما أنّه ليس عبد [ من عباد الله ] (٤) ممّن امتحن الله قلبه بالايمان إلاّ وهو يجد مودّتنا ( ومحبتنا ) (٥) على قلبه [ فهو يحبّنا ] (٦) ، وليس عبد من عباد الله ممّن سخط الله عليه إلاّ وهو يجد بغضنا على قلبه ( فهو يبغضنا ) (٧) ، فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هارٍ فانهار به في نار جهنم ، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم ، وتعساً (٨)

__________________

(١) في امالي الشيخ : شيح بن محمّد ، وفي البحار : شيخ بن محمد.

(٢) في الامالي : أبي عمر.

(٣) إي والله.

(٤) من الامالي والبحار.

(٥) ليس في البحار : وفي « م » : محبتنا ومودتنا.

(٦) من الامالي والبحار.

(٧) ليس في « ط ».

(٨) التعس : الهلاك ، تعساً لفلان : اي الزمه الله هلاكاً.

٨٧

لأهل النار مثواهم » (١).

٢٠ ـ أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن احمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن البرسي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد املاء من أصل كتابه ، قال : أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب (٢) من حفظه ، قال : حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن نظر ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : سمعت أبي يحدّث عن أبيه : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام :

« ياعلي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الاسلام من تبعنا نجا ومن تخلف عنا فالى النار هوى ».

٢١ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي رحمة الله عليه بها في صفر سنة عشرة وخمسمائة قراءة عليه في درب زمهران ، قال : حدثنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب الدينوري بقراءتي عليه ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد البزار بسامراء في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ، قال : حدثني أحمد بن عبدالله بن المروز الهاشمي الحلبي ، قال : حدثنا علي بن عاذل القطان بنصيبين ، قال : حدثنا محمد بن تميم الواسطي ، حدثنا الحماني ، عن شريك ، قال :

__________________

(١) عنه البحار : ٢٧ : ٨١ ، رواه المفيد في مجالسه : ٢٧١ ، والشيخ في اماليه : ٣٢ ، عنهما البحار ٢٧ : ٧٩.

(٢) في « م » : علي بن محمد بن علي بن قاسم بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن عبدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب.

٨٨

« كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الّذي قبض فيه ، إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش ، وقال : يا سليمان الاعمش اتق الله وحده لا شريك له واعلم انك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل.

فقال سليمان الأعمش : لمثلي يقال هذا ! اقعدوني اسندوني ، ثم أقبل على أبي حنيفة فقال : يا أبا حنيفة حدثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله عزّ وجلّ لي ولعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : أدخلا الجنة كل من أحبكما والنار من أبغضكما وهو قول الله عزّ وجلّ : ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) (١) ، فقال أبو حنيفة : قوموا بنا لا يأتي بشيء هو أعظم (٢) من هذا.

قال الفضل : سألت الحسن فقلت : من الكافر ؟ قال : الكافر بجدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت : ومن العنيد ؟ قال : الجاحد حقّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (٣).

٢٢ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المومنين علي بن أبي طالب في شهر الله الأصم رجب سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان رحمهم‌الله ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطان ، قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي (٤) ، قال : حدثنا اسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا

__________________

(١) ق : ٤٤.

(٢) في أربعين لمنتجب الدين : اطمّ ، أقول : طم الشيء : اذا عظم.

(٣) عنه البحار : ٤٧ : ٣٥٧ ، رواه الشيخ في اماليه ٢ : ٢٤١ ، عنه البحار ٣٩ : ١٩٦ ، و ٤٧ : ٤١٢ ، اخرجه منتجب الدين في أربعينه : ٥٢ أقول : يأتي في ج ٣ : الرقم ٥٣ مثله.

(٤) في امالي المفيد : احمد بن يحيى الاودي.

٨٩

علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن عبد الرحمان بن قيس الأرحبي (١) ، قال :

« كنت جالساً مع علي بن أبي طالب على باب القصر حتّى ألجأته الشمس إلى حائط القصر ، فوثب ليدخل ، فقام رجل من همدان فتعلّق بثوبه ، وقال : ياأمير المؤمنين حدّثني حديثاً جامعاً ينفعني الله به ، قال : أولم تكن في حديث كثير ؟ قال : بلى ولكن حدّثني حديثاً جامعاً ينفعني الله به ، قال عليه‌السلام : حدّثني خليلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

انّي أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مروييّن ، مبيضّة وجوههم ، ويرد عدوّنا ظماء (٢) مظمئنين ، مسودّة وجوههم ، خذها إليك قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت ، أرسلني يا أخا همدان ، ثم دخل القصر » (٣).

٢٣ ـ أخبرنا الشريف أبو البركات عمر بن ابراهيم بن حمزة العلوي وأبو غالب سعيد بن محمد الثقفي الكوفيان بها سنة عشرة وخمسمائة ، قالا : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي ، قال : أخبرنا أبي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن علي المرهبي النحوي ، قال : حدثنا علي بن مخالد الجعفي ، قال : حدثنا جعفر بن حفص الملطي (٤) ببغداد ، قال : حدثنا سوادة بن محمد بن سوادة أصله كوفي ، قال : حدثنا أبو العباس الضرير الدمشقي ، عن أبي الصباح ، عن همام بن أبي علي ، قال : قلت لكعب الحبر : ما تقول في هذه الشيعة شيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ؟ قال :

« ياهمام اني لأجد صفتهم في كتاب الله المنزل انهم حزب الله ( ورسوله ) (٥) وأنصار دينه وشيعة وليه ، وهم خاصة الله من عباده ونجبائه من خلقه ،

__________________

(١) في « م » : عبدالله بن قيس الرحبي ، وفي المفيد : عبد الرزاق ، وما في المتن صحيح ، قال في اللسان ٣ : ٣٢٦ : « عبد الرحمان بن قيس الارحبي يروي عنه هاشم بن بريد ».

(٢) الرواء ـ بالكسر ـ جمع الريان وهو العطشان ، الظماء ـ بالكسر ـ ظمآن وهو العطشان.

(٣) رواه الشيخ في اماليه ١ : ١١٥ ، والمفيد في اماليه : ٣٣٩. أقول : يأتي مثله في ج ٢ : الرقم ١٣١.

(٤) في « ط » : حفظ الملطي.

(٥) ليس في « م ».

٩٠

اصطفاهم لدينه وخلقهم لجنته مسكنهم الجنّة في الفردوس الأعلى (١) في خيام الدر وغرف اللؤلؤ.

وهم في المقربين الأبرار يشربون من الرحيق المختوم وتلك عين يقال لها تسنيم لا يشرب منها غيرهم ، فان التسنيم عين وهبها الله تعالى لفاطمة بنت محمّد زوجة علي بن أبي طالب ، تخرج من تحت قائمة قبتها على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك ثم تسيل فيشرب منها شيعتها وأحباؤها.

وان لقبتها أربع (٢) قوائم : قائمة من لؤلؤة بيضاء تخرج من تحتها عين تسيل في سبل أهل الجنّة يقال لها : السلسبيل ، وقائمة من درة صفراء تخرج من تحتها عين (٣) يقال لها طهوراً ، وهي التي قال الله تعالى في كتابه : ( وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ) (٤) ، وقائمة من زمردة خضراء تخرج من تحتها عينان نضاختان من خمر وعسل.

فكل عين منها تسيل إلى أسفل الجنان إلاّ التسنيم فانها تسيل إلى عليين فيشرب منها خاصة أهل الجنة وهم شيعة علي وأحباؤه ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه ( يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا المُقَرَّبُونَ ) (٥) فهنيئاً لهم ، ثم قال كعب : والله لا يحبّهم إلاّ من أخذ الله عزّ وجلّ منه الميثاق » (٦).

قال محمد بن أبي القاسم : لحريّ (٧) أن يكتب الشيعة هذا الخبر بالذهب لايمانهم (٨) وتحفظه وتعمل بما فيه وبما تدرك به هذه الدرجات العظيمة ، لا سيما رواته رواة العامة ، فيكون أبلغ في الحجّة واوضح في الصحة ، رزقنا الله العلم والعمل بما أدّى إلينا الهداة الأئمّة عليهم‌السلام.

__________________

(١) في « م » : مسكنهم الى في الفردوس ، وفي التأويل : مسكنهم جنة الفردوس.

(٢) في « م » : لا ربع.

(٣) في « م » : تخرج منها عين.

(٤) الدهر : ٢١.

(٥) المطففين : ٢٩ ـ ٣٦.

(٦) عنه البحار ٦٨ : ١٢٨ ، رواه في تأويل الآيات ٢ : ٧٧٨.

(٧) في « م » : حرى.

(٨) في « م » : لايمانه.

٩١

٢٤ ـ أخبرنا الشيخ الأديب أبو علي محمّد بن علي بن قرواش التميمي بقراءتي عليه في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( قال أخبرني أبو الحسين محمّد بن محمّد النقاد الحميري ) (١) ، عن الشيخين أبي طالب محمّد بن محمّد بن الحسين الصباغ القرشي وأبي القاسم الحسن بن زيد بن حمزة البزاز جميعاً ، عن علي بن عبدالرحمان بن ماني الكاتب ، عن أبي جعفر محمّد بن منصور ، قال : حدّثني علي بن الحسن (٢) بن عمر بن علي بن الحسين ، عن إبراهيم بن رجاء الشيباني ، قال :

قيل لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام : ما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله لعلي يوم الغدير : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ؟ قال : فاستوى جعفر بن محمّد عليهما‌السلام قاعداً ثم قال : سئل والله عنها رسول الله فقال :

الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر معي لهم ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه » (٣).

٢٥ ـ أخبرنا أبو محمّد الجبار (٤) بن علي بن جعفر المعروف بحدقة الرازي بها بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبدالرحمان بن أحمد بن الحسين النيشابوري بالري في مسجده (٥) ، قال : حدثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن حيرون الباقلاني العدل بمدينة السلام بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو الطيب (٦) عمر بن إبراهيم الزهري ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن زنجي الكاتب ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر ، قال : حدّثنا علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه

__________________

(١) ليس في البحار.

(٢) في البحار : الحسين.

(٣) عنه البحار ٣٧ : ٢٢٢.

(٤) في « م » : الحباب.

(٥) في « م » : في الري بمسجده.

(٦) في « م » : أبو غالب.

٩٢

علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال :

« أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما واُمهما ، فهو معي في درجتي يوم القيامة » (١).

٢٦ ـ حدّثني الشيخ الفقيه أبو محمّد ، قال : حدّثنا أبو سهل محمّد بن أحمد بن إبراهيم الفلفلي ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن إدريس الحنظلي ، قال : أخبرنا الحسن بن عبدالرحيم ، قال : حدّثنا سعيد بن أبي النصر السكوني ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن عبدالرحمان (٢) بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« لا يؤمن عبد حتّى أكون أحب إليه من نفسه ، وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته » (٣).

٢٧ ـ بالإسناد قال : حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن أحمد الصفار الحافظ الهروي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالرحيم ، قال : أخبرنا أبو معشر أحمد بن حفص الهروي ، ( قال : أخبرنا أبو معاوية ) (٤) ، قال : أخبرنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ، ( قال : أخبرنا أبو أيوب ) (٥) الافراقي ، عن صفوان بن أبي سليم ، عن عطاء بن يشكر ، عن ابن عباس ، قال :

« خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتق وهذا على عاتق، وهو يلثم مرّة وهذا مرّة ، فقال له جبرئيل عليه‌السلام : انّك تحبّهما ؟ قال : انّي اُحبّهما (٦) واحبّ من يحبهما (٧) ، فانّ من أحبّهما فقد أحبني ، ومن ابغضهما فقد أبغضني » (٨).

__________________

(١) رواه الصدوق في أماليه : ١٩٠ أقول : مرّ في ج ١ : الرقم ٤٦ مثله.

(٢) في البحار : الحكم بن عبدالرحمان.

(٣) عنه البحار ٢٧ : ٨٦ ، أخرجه الصدوق في علل الشرائع : ٥٨ و ١٣٣ ، الأمالي : ٢٧٤.

أقول : يأتي مثله في ج ٤ : الرقم ٧٦.

(٤) ليس في البحار.

(٥) ليس في البحار.

(٦) في « م » : لاحبهما.

(٧) في « ط » : احبهما.

(٨) عنه البحار ٢٧ : ١٠٦.

أقول : يأتي مثله في ج ٤ : الرقم ٧٧.

٩٣

٢٨ ـ حدثنا أبو جعفر محمّد بن أبي الحسن بن عبدالصمد في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة بن يشابور ، عن أبيه عن جده عبد الصمد بن محمّد التميمي قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي ، قال : حدّثنا ( إسحاق بن ) (١) إبراهيم بن منصور البغدادي الخيزراني ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن حبيب البخاري ، قال : حدّثنا أبو جعفر ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عيسى التنوخي ، قال : حدّثنا يحيى بن يعلى ، عن عمّار بن زريق (٢) ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن مطرف قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من أراد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويدخل الجنّة التي وعدني ربي ، فليتول علي بن أبي طالب عليه‌السلام وذريته ، فإنهم لم يخرجوكم (٣) من باب هدى ولم يدخلوكم في باب ضلالة » (٤).

٢٩ ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، عن أبي جعفر الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو عبدالله محمّد بن عمران (٥) المرزباني ، قال أخبرني محمّد بن يحيى ، قال : حدّثني جبلة بن محمّد بن جبلة الكوفي ، قال : حدّثني أبي قال :

« اجتمع عندنا السيّد ابن محمد الحميري وجعفر بن عفاف الطائي فقال له السيّد : ويحك أتقول في آل محمّد عليهم‌السلام :

ما بآل بيتكم يخرب سقفه .... وثيابكم من ارذل الاثواب ؟

فقال له جعفر : فما أنكرت من ذلك ؟ قال له السيّد رحمه‌الله : إذا لم تحسن المدح فاسكت ، أيوصف آل محمّد بمثل هذا ولكني أعذرك هذا طبعك وعلمك ومنتهاك ، وقد قلت ما أمحو عنهم عار مدحك :

__________________

(١) ليس في البحار ، وفي « م » : أبو إسحاق محمّد بن إبراهيم البغدادي.

(٢) في البحار : رزيق.

(٣) في البحار : لن يخرجوكم.

(٤) عنه البحار ٢٧ : ١٠٦.

(٥) في « ط » : عبدالله بن محمّد بن عمران.

٩٤

أقسم بالله وآلائه

والمرء عما قال مسؤول

ان علي بن أبي طالب

على التقى والبر مجبول

وانه ذاك الامام الذي

له على الاُمّة تفضيل

يقول بالحق ويفتي به

ولا تلهيه الأباطيل

كان إذا الحرب مرتها القنا

وأحجمت عنها البهاليل

يمشي إلى القرن وفي كفه

أبيض ماضي الحد مصقول

مشي العفرني بين أشباله

أبرزه (١) للقنص الغيل

ذاك الّذي سلم في ليلة

عليه ميكال وجبريل

ميكال في ألف وجبريل في

ألف ويتلوهم سرافيل

ليلة بدر مدداً أنزلوا

كأنهم طير أبابيل

فسلّموا لما أتوا حذوه

وذاك إعظام وتبجيل

هكذا يقال فيهم ياجعفر وشعرك يقال لأهل الخصاصة والضعف ، فقبّل جعفر رأسه ، وقال : أنت والله الرأس ياأبا هاشم ونحن الأذناب » (٢).

٣٠ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن ، عن عمّه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدّثنا عبدالرحمان بن أبي حاتم ، قال : حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني ، قال : حدثني عبيدة بن سليمان ، قال : حدثنا كامل بن العلاء ، قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام :

« ياعلي ! أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجّة الله على رعيته (٣) ، وأنت ركن الايمان ، وأنت مصباح الدّجى ، وأنت منار

__________________

(١) أقول : يأتي مثله في ج ٥ : الرقم ١٤. في « م » : أخرجه.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٠١.

(٣) في الأمالي : بريته.

٩٥

الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ومن تخلّف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم.

وأنت قائد الغر المحجلين وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت مولى من أنا مولاه وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة [ ولا يبغضك إلاّ خبيث الولادة ] (١) ، وما عرج بي ربّي إلى السماء قطّ ، وكلّمني ربّي إلاّ قال [ لي ] (٢) : يامحمد اقرء علياً منّي السلام وعرّفه أنّه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي ، فهنيئاً لك هذه الكرامة ( ياعلي ) (٣) » (٤).

٣١ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، قال : حدّثني أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدّثنا علي بن اسباط ، قال : حدّثني علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انّه قال :

« ياأبا بصير ! نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبي ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ومن تخلّف عنّا هلك حقاً على الله عزّ وجلّ » (٥).

٣٢ ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن محبوب ، قال : حدّثني علي بن رئاب ، قال : حدّثنا موسى بن بكر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، ( عن أبيه ) (٦) ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« لا تستخفوا بفقراء شيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام وعترته من بعده ، فانّ الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر » (٧).

__________________

(١ و ٢) من الأمالي.

(٣) ليس في « ط » ، وفي الأمالي : لك ياعلي هذه الكرامة.

(٤) عنه البحار : ٤٠ : ٥٣ ، رواه الصدوق في أماليه : ٢٥٢.

(٥) رواه الصدوق في أماليه : ٢٥٢.

(٦) ليس في « ط ».

(٧) رواه الصدوق في أماليه : ٢٥٢ ، الشيخ في الأمالي ٢ : ٢٨٣.

٩٦

٣٣ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن بابويه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمهم‌الله تعالى ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني (١) ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال : حدّثنا محمد بن اسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا عبدالله بن احمد ، قال : حدثنا القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعد بن غلابة (٢) ، عن أبي سعيد عقيصا ، عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ياعلي أنت أخي وأنا أخوك أنا المصطفى للنبوة وانت المجتبى للإمامة وأنا صاحب التنزيل وانت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الاُمة ، ياعلي أنت وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي ، شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي ، ياعلي أنت صاحبي على الحوض غداً ، وأنت صاحبي في المقام المحمود ، وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وان الملائكة لتتقرّب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، والله أن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض.

ياعلي أنت أمين اُمتي وحجّة الله عليها بعدي ، قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري ، ونهيك نهيي ، ومعصيتك معصيتي ، وحزبك حزبي وحزبي حزب الله ، ( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٣) » (٤).

٣٤ ـ وعنه ، عن عمه ، عن أبيه ، عن عمه أبي جعفر ، قال : حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ،

__________________

(١) أمالي الصدوق : السناني.

(٢) في الأمالي : سعيد بن علاقة.

(٣) المائدة : ٥٦.

(٤) عنه البحار ٤٠ : ٥٣ ، رواه الصدوق في أماليه : ٢٧٢.

٩٧

قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، عن حمران بن أَعين ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : قال سلمان الفارسي رحمه‌الله :

« كنت ذات يوم جالساً عند رسول الله إذ اقبل علي بن أبي طالب فقال [ له ] (١) ألا ابشرك ياعلي ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله عزّ وجلّ انّه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والانس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنّة قبل سائر النّاس من الاُمم بثمانين عاماً » (٢).

٣٥ ـ قال : وبهذا الاسناد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر ، قال : حدّثني أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ذات يوم وهو في مسجد قبا والأنصار مجتمعون : « ياعلي ! أنت أخي وأنا أخوك ، ياعلي أنت وصيي (٣) وخليفتي وإمام اُمّتي بعدي ، والى الله من والاك وعادى الله من عاداك ، وأبغض من أبغضك ، ونصر من نصرك وخذل من خذلك ، ياعلي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي ، ياعلي انّه لما عرج بي إلىّ السماء عهد إليّ ربي فيك ثلاث كلمات ، فقال : يامحمّد ! فقلت : لبيك ربّي وسعديك تباركت وتعاليت ، فقال انّ علياً إمام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين ويعسوب المؤمنين » (٤).

٣٦ ـ أخبرنا أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه

__________________

(١) من الأمالي.

(٢) رواه في الخصال : ٢ : ٤٠٢ و ٤١٣ ، عنه البحار ٦٨ : ١١ ، البرهان ٤ : ٢٨٩ ، أورده في أمالي الصدوق : ٢٧٦.

(٣) في « ط » : وليي.

(٤) رواه الصدوق في أماليه : ٢٨٩ و ٣٨٩ أقول : يأتي ذيله في ج ٤ : الرقم ٦٥.

٩٨

الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه (١) ، قال : حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه [ عن علي ] (٢) عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة » (٣).

٣٧ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله ، قال : حدثنا عبدالله بن الحسن (٤) المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصفهاني ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد ، عن حمّاد بن زيد ، عن عبدالرحمان السراج ، عن نافع ، عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله لعليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام :

« إذا كان يوم القيامة يؤتى بك ياعلي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمّد رسول الله ؟ فيقول علي : هاأنا ذا ، قال : فينادي المنادي : ياعلي أدخل الجنّة من أحبّك ، ومن عاداك النار وأنت قسيم الجنة والنار » (٥).

٣٨ ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الاسترابادي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا عبد الملك بن أحمد بن هارون ، قال : حدّثنا حمّاد بن رجا ، قال : حدّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدّثنا محمّد بن عمر ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :

انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جاءه رجل فقال : يارسول الله أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة الى الصين فأسرع (٦) الكرة وأعظم الغنيمة (٧) حتّى حسده أهل ودّه وأوسع قراباته وجيرانه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) في « ط » : عن آبائه.

(٢) من الأمالي والعيون.

(٣) رواه في العيون ٢ : ٥٢ ، الأمالي : ٢٩٥ أقول : يأتي مثله في ج ٤ : الرقم ٥٥.

(٤) في « ط » : الحسين.

(٥) رواه في الامالي : ٢٩٥ ، عنه البحار ٧ : ٢٣٢ ، ٣٩ : ١٩٩.

(٦) في الأمالي : بيضاء يسيره وخرج الى فاسرع.

(٧) في « ط » : الفنية.

٩٩

« ان مال الدنيا كلّما ازداد كثرة وعظمة ازداد صاحبه بلاء ، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلاّ بمن جاء بماله في سبيل الله ، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقلّ من صاحبكم بضاعة وأسرع منه كرة [ وأعظم منه غنيمة وما أعد له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ] (١)؟ قالوا : بلى يارسول الله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انظروا إلى هذا المقبل [ إليكم ] (٢).

فنظرنا فاذا رجل من الأنصار رث الهيئة فقال رسول الله : ان هذا الرجل لقد صعد له في هذا اليوم الى العلو من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلهم منه غفران ذنوبه ووجوب الجنّة له قالوا : بماذا يارسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم بما صنع في هذا اليوم.

فأقبل إليه أصحاب رسول الله وقالوا له : هنيئا لك ما بشرك به رسول الله فماذا صنعت في يومك هذا حتى كتب لك ما كتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم أني صنعت شيئاً غير أني خرجت من بيتي وأردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت ان تكون فاتتني ، فقلت في نفسي لأعتاض منها بالنظر الى وجه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : النظر الى وجه علي بن أبي طالب عبادة.

فقال رسول الله : إي والله عبادة وأي عبادة انك ياعبد الله ذهبت تبتغي ان تكسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك فاعتضت منه بالنظر الى وجه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وانت محب له ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من ان لو كانت الدنيا كلّها [ لك ] (٣) ذهبة حمراء فانفقتها في سبيل الله ولتشفعن بعدد كل نفس تنفسته في مسيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم الله من النار بشفاعتك » (٤).

٣٩ ـ أخبرني أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمّه ، عن أبيه ، عن عمّه ، عن أبي جعفر ، قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (٥) ، قال : حدّثنا

__________________

(١) من الأمالي.

(٢ و ٣) من الامالي.

(٤) رواه الصدوق في أماليه : ٢٩٦ ، عنه البحار ٣٨ : ١٩٧ ، تأويل الآيات ٢ : ٨٦٨.

(٥) في « ط » : القاضي.

١٠٠