بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ان أول كرامة المؤمن على الله تعالى أن يغفر لمشيعه » (١).

٢٩ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن عمه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن علي ، عن عمّه الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد ، قال : أخبرنا عمر بن أحمد (٢) بن حمدان القشيري ، قال : أخبرنا المغيرة بن محمّد بن مهلب ، قال : أخبرنا عبدالغفار بن محمّد بن كثير (٣) الكلابي الكوفي ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« حبي وحب أهل بيتي نافع في سبع مواطن (٤) أهوالهن عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط » (٥).

٣٠ ـ وبهذا الأسناد ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه ، قال : حدثنا محمّد بن علي ، عن عمّه أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن محمّد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به كافر ، والمحب له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق (٦) ، والرادّ عليه زاهق ، علي نور الله في بلاده وحجّته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ، ووارث علم أنبيائه ، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيّد الأوصياء ووصيّ سيّد الأنبياء ، علي أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجلين وإمام المسلمين ،

__________________

(١) في « ط » : المشيعيه.

(٢) في الخصال : محمّد بن أحمد.

(٣) في الخصال : بكير.

(٤) في « ط » : مواضع.

(٥) رواه الصدوق في الخصال ٢ : ٣٦ ، والامالي ٢ : ١٩ وفضائل الشيعة : ٦.

(٦) في « ط » : منافق مارق.

٤١

لا يقبل الله الايمان إلاّ بولايته وطاعته » (١).

٣١ ـ وبالإسناد قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد الحسيني قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالله بن زياد العرزمي ، قال : أخبرنا علي بن حاتم المنقري ، قال : حدثنا شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله لعلي عليه‌السلام :

« يا علي ! شيعتك هم الفائزون يوم القيامة ، فمن أهان واحداً منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله نار جهنم فيها وبئس المصير ، يا علي ! أنت منّي وأنا منك ، وروحك من روحي وطينتك من طينتي ، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا ، فمن أحبّهم فقد أحبّنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودّهم فقد ودّنا.

يا علي ! ان شيعتك مغفور لهم ، على ما كان فيهم (٢) من ذنوب وعيوب ، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غداً إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك ، يا علي شيعتك شيعة الله ، وأنصارك أنصار الله ، وأوليائك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا علي سعد من تولاّك وشقي من عاداك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرينها » (٣).

٣٢ ـ وبالإسناد قال : حدثنا محمّد بن ابراهيم ، قال : حدثنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، قال : حدثنا أبو محمّد الحسن بن عبدالواحد الخزاز ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي السدي ، عن منيع بن الحجاج ، عن عيسى بن موسى ، عن جعفر الأحمر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام قال : قال : سمعت جابر بن عبدالله الأنصاري يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة عليهما‌السلام على ناقة من نوق الجنة مدبجة

__________________

(١) رواه الصدوق في أماليه : ١٩ ، أقول : يأتي في ج ٤ : الرقم ٥٤ مثله.

(٢) في « ط » : منهم.

(٣) رواه الصدوق في أماليه : ٣٤ ، أقول : يأتي في ج ٤ : الرقم ٥٩ مثله.

٤٢

الجنبين ، خطامها من لؤلؤ رطب ، قوائمها من الزمرد الأخضر ، ذنبها من المسك الأذفر ، عيناها ياقوتتان حمراوان ، عليها قبّة من نور ، يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، داخلها عفو الله ، وخارجها رحمة الله ، وعلى رأسها تاج من نور ، للتاج سبعون ركناً ، كل ركن مرصّع بالدر والياقوت يضيء كما يضيء الكوكب (١) الدري في افق السماء. وعن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن شمالها سبعون ألف ملك وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته : غضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد ، فلا يبقى يومئذٍ نبي ( مرسل ) (٢) ولا رسول ولا صديق ولا شهيد إلاّ غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة.

فتسير حتى تحاذي عرش ربها جلّ جلاله وتروح (٣) بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيدي احكم بيني وبين من ظلمني ، اللّهم إحكم بيني وبين من قتل ولدي ، فاذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطي واشفعي تشفعي وعزتي وجلالي لا جازني (٤) ظلم ظالم.

فتقول : إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبّي ومحبّ ذريتي ، فاذا النداء من قبل الله جلّ جلاله : أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبّوها ومحبّو ذريتها ؟ فيقومون (٥) وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة ، فتقدمهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة » (٦).

٣٣ ـ قال (٧) : وحدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا عبدالله بن الحسن المؤدب ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأصفهاني ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثني

__________________

(١) في « ط » : يضيء كالكوكب.

(٢) ليس في الأمالي.

(٣) في الأمالي : فتزج ، وفي « م » : ترمي.

(٤) في « ط » : لا اجازي.

(٥) في الأمالي : فيقبلون.

(٦) رواه في الأمالي : ٢٥.

(٧) يوجد في « ط » و « م » هذه العبارة ، الظاهر انها من زيادات النساخ : « قال : وبالإسناد حدثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : أخبرني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معيد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ».

٤٣

جعفر بن الحسن بن عبيدالله (١) بن موسى العبسي ، عن محمّد (٢) بن علي السلمي ، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي‌الله‌عنه قال : لقد سمعت رسول الله يقول : في علي (٣) عليه‌السلام خصال لو كانت واحدة منها في جميع النّاس لأكتفوا بها فضلاً.

قوله (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، وقوله : « علي مني كهارون من موسى » وقوله : « علي مني وأنا منه » ، وقوله : « علي منّي كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي » ، وقوله : « حرب عليّ حرب الله وسلم عليّ سلم الله » ، وقوله : « ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله » ، وقوله : « علي حجة الله وخليفته على عباده » (٥) ، وقوله : « حبّ علي ايمان وبغضه كفر » ، وقوله : « حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان » ، وقوله : « عليّ مع الحق والحق مع علي لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض » ، وقول : « عليّ قسيم (٦) الجنّة والنار » ، وقوله : « من فارق علياً فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عزّ وجلّ » ، وقوله : « شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة » (٧).

٣٤ ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن في ربيع الأوّل سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : حدّثنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز المعدل ، قال : حدّثنا أبو عمير (٨) بن السماك ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن المهدي ، قال : حدّثنا عمر بن الخطّاب السجستاني ، قال : حدّثنا إسماعيل بن العباس الحمّصي ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي هريرة ، قال :

سمعت رسول الله يقول لعلي عليه‌السلام : « ألا ابشّرك ياعلي ؟ قال : بلى بأبي أنت

__________________

(١) في « ط » : عبدالله.

(٢) في « ط » : أحمد.

(٣) في « ط » : قال : قال رسول الله في علي.

(٤) في « ط » : منها قوله.

(٥) في « ط » : عليّ حجّة الله على أعدائه.

(٦) في « ط » : قاسم.

(٧) رواه في الخصال ٢ : ٤٩٦ ، الأمالي : ٨١.

(٨) في البحار : أبو عمر.

٤٤

واُمي يارسول الله ، قال : أنا وانت وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام خلقنا من طينة واحدة ، وفضّلت منها فضلة فجعل منها شيعتنا ومحبّونا ، فاذا كان يوم القيامة دعي النّاس بأسمائهم واسماء اُمّهاتهم ، ما خلا نحن وشيعتنا ومحبّونا ، فانهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم » (١).

٣٥ ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد القبطي ، قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : « أغفل الناس قول رسول الله في علي بن أبي طالب يوم مشربة امّ ابراهيم ، كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خم ، انّ رسول الله كان في مشربة امّ ابراهيم وعنده أصحابه ، إذا جاءه علي فلم يفرجوا له ، فلما رآهم لم يفرجوا (٢) قال ( لهم ) (٣) : يا معاشر الناس ! هذا أهل بيتي تستخفون بهم (٤) وأنا حيّ بين ظهرانيكم ، أما والله لئن غبت عنكم فانّ الله لا يغيب عنكم ، ان الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه ومسلم له وللاوصياء من ولده ان حقاً علي ان ادخلهم في شفاعتي ، لانهم اتباعي ، فمن تبعني فانه مني ، سنّة جرت فيّ من إبراهيم لأنّي من ابراهيم ، وابراهيم منّي ، وفضلي له فضل (٥) وفضله فضلي ، وأنا أفضل منه تصديق [ ذلك ] (٦) قول ربي : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٧) ، وكان رسول الله وُثِئَت رجله في مشربة اُم إبراهيم حتى عاده النّاس » (٨).

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ٢ : ٧١ ، عنه البحار ٦٧ : ١٢٦.

أقول : مرّ مثله في ج ١ : الرقم ٢٠ وج ٢ : ١١٤ وج ٤ : الرقم ٥٨.

(٢) في الأمالي : لا يفرجون ، وفي « م » : فلم يفرجوا.

(٣) ليس في « م ».

(٤) في « ط » : هذا علي من أهل بيتي وتستخفون بهم.

(٥) في « ط » : فضله.

(٦) من الأمالي.

(٧) آل عمران : ٣٤.

(٨) رواه في الأمالي : ٩٨.

٤٥

٣٦ ـ وعنه رحمه‌الله عن عمه عن أبيه عن عمه أبي جعفر ، قال : حدّثني أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا العبّاس بن معروف ، قال : حدّثنا أبو حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

« قال رسول الله : إذا سألتم الله عزّ وجلّ فاسألوه ليّ الوسيلة ، قال : فسألت النبي عن الوسيلة ، فقال : هي درجتي في الجنّة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهراً ، وهي ما بين مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد ، ومرقاة ياقوتة إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذٍ نبي ولا صديق ولا شهيد إلاّ قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته ، فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ يسمع النبيين وجميع الخلق : هذه درجة محمّد.

فأقبل وأنا يومئذٍ متّزر (١) بريطة [ من نور ] (٢) وعلي تاج الملك وأكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب امامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد ، مكتوب عليه : لا إله إلاّ الله المفلحون هم الفائزون بالله ، وإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان [ كريمان ] (٣) مقربان ولم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان حتّى أعلو الدرجة وعلي يتبعني ، حتّى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل منّي بدرجة ، ولا يبقى يومئذٍ نبي ولا صديق ولا شهيد إلاّ قال : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فيأتي النداء من قبل الله عزّ وجلّ يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمّد وهذا وليي عليّ ، طوبى لمن أحبه والويل لمن أبغضه وكذب عليه.

ثم قال رسول الله : فلا يبقى يومئذٍ أحد أحبك ياعلي إلاّ استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حرباً

__________________

(١) في « ط » : مؤتز.

(٢) من الأمالي.

(٣) من الأمالي.

٤٦

[ أو جحد لك حقاً ] (١) إلاّ اسود وجهه واضطربت قدماه.

وبينا انا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إليّ أمّا أحدهما رضوان خازن الجنان ، وأمّا الآخر فمالك خازن النار (٢) ، فيأتي (٣) رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ( ايها الملك ) (٤) من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول : أنا رضوان خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنّة ، بعث بها إليك ربّ العزّة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي له الحمد على ما فضلني به ، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم يرجع فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ايّها الملك من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ! فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار ، بعث بها إليك ربّ العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما فضّلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، ثم يرجع مالك فيقبل علي بن أبي طالب ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقف على حجرة (٥) جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتدّ حرّها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول [ له جهنم ] (٦) : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : قرّي يا جهنم ، خذي هذا واتركي هذا ، خذي هذا عدوّي واتركي هذا وليي ، فجهنم يومئذٍ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه ، وإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذٍ أشدّ مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق » (٧).

٣٧ ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا عليه‌السلام :

__________________

(١) من الأمالي.

(٢) في « ط » : النيران.

(٣) في الأمالي : فيدنو.

(٤) ليس في « ط ».

(٥) في الأمالي : عجزة.

(٦) من الأمالي.

(٧) رواه في الأمالي : ١٠٢.

٤٧

« ابلغ شيعتي أنّ زيارتي عند الله تعالى تعدل ألف حجّة (١) : قال : فقلت لأبي جعفر ( ابنه ) (٢) ألف حجّة ؟ قال : إي والله ألف ألف حجّة لمن زاره عارفاً بحقه » (٣).

٣٨ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، قال : حدّثني المظفر بن محمّد الوراق ، قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن زكريا البصري ، قال : حدّثنا عمر بن المختار ، قال : حدّثنا أبو محمّد البرسي (٤) ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله : « كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقدمت (٥) الصراط وقيل للناس جوزوا وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك ، فقال علي : يا رسول الله ومن اُولئك ؟ فقال : اُولئك شيعتك معك حيث كنت » (٦).

٣٩ ـ أخبرني الشيخ أبو عبدالله الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه أبي جعفر ، عن أبيه الحسن ، عن عمّه أبي جعفر ، قال : حدّثنا أبي رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا عبدالله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الإصفهاني ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن سلمان بن عبدالله الهاشمي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت جابر بن عبدالله الأنصاري رضي‌الله‌عنه يقول : سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : « ياعلي

__________________

(١) في « ط » : تعدل ألف حجّة لمن زاره ، وفي الأمالي والعيون : تعدل عند الله.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) رواه في الأمالي : ٦١ و ١٠٤ ، والعيون ١ : ٢٥٧ ، وكامل الزيارة : ٣٠٦.

(٤) في « م » : البرنسي.

(٥) في « م » : قد مدّت.

(٦) عنه البحار ٢٩ : ١٩٨.

٤٨

أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على اُمّتي في حياتي وبعد وفاتي ، محبك محبي ومبغضك مبغضي ، وعدوك عدوّي ووليك وليّي » (١).

٤٠ ـ أخبرني الشيخ أبو محمّد الحسن بن بابويه ، عن عمّه ، عن أبيه ، عن عمه أبي جعفر رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ، قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله : « ان الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوّجه ابنتي من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك مقرّبي ملائكته وجعله لي وصياً ( وخليفة ) (٢) فعلي مني وأنا منه ، محبه محبي ومبغضه مبغضي وان الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته » (٣).

٤١ ـ قال : وبهذا الإسناد عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن سعيد الهاشمي ، قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدّثنا محمّد بن ظهير ، قال : حدّثنا عبدالله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله :

« يوم غدير خم أفضل أعياد اُمّتي ، وهو اليوم الّذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لاُمّتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين وأتمّ على اُمّتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً ، ثمّ قال عليه وآله السلام : معاشر الناس ! انّ عليّ بن أبي طالب منّي وأنا من علي ، خلق علي من طينتي وهو إمام الخلق بعدي ، يبيّن لهم ما اختلفوا فيه من سنّتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين ويعسوب الدين وخير الوصيين ، وزوج سيّدة نساء العالمين ، وأبو الأئمّة المهديين ، معاشر الناس! من أحبّ علياً أحببته ومن أبغض علياً أبغضته ، ومن وصل علياً وصلته ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا

__________________

(١) رواه في الأمالي : ١٠٨.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) رواه الصدوق في أماليه : ١٠٨ و ٢٢٣.

٤٩

علياً جفوته ومن والى علياً واليته ، ومن عادى علياً عاديته ، معاشر النّاس ! أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولا تؤتىٰ المدينة إلاّ من قبل الباب ، وكذب من زعم انّه يحبني ويبغض عليّاً ، معاشر الناس ! والّذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت علياً علماً لاُمّتي حتّى نوّه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته » (١).

٤٢ ـ وبهذا الإسناد قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه جاء إليه رجل فقال له : يا أبا الحسن ! إنّك تدعا أمير المؤمنين فمن أمّرك عليهم ؟ قال : الله جل جلاله أمّرني عليهم ؛ فجاء الرجل إلى رسول الله فقال : يارسول الله ! أيصدق عليّ فيما يقول ، انّ الله أمّره على خلقه ؟ فغضب النبي ثم قال :

« انّ علياً أمير المؤمنين بولاية من الله عزّ وجلّ عقدها له فوق عرشه ، واشهد على ذلك الملائكة انّ علياً خليفة الله وحجّة الله وانه لإمام المسلمين ، طاعته مقرونة (٢) بطاعة الله ، ومعصيته مقرونة بمعصية الله ، فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي ، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد نقصني (٣) ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبّه فقد سبّني ، لأنّه منّي ، خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين ، ثم قال : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه ، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله » (٤).

٤٣ ـ أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري بقراءتي عليه في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن

__________________

(١) رواه في الأمالي : ١٠٩.

(٢) في « ط » : طاعته مفروضة مقرونة.

(٣) في الأمالي : تنقصني.

(٤) رواه في الأمالي : ١١٤.

٥٠

أبي طالب ، قال : حدّثنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن عتبة ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد ، قال : أخبرنا محمّد بن وهبان الدبيلي (١) ، قال : حدّثني عليّ بن أحمد بن بشر العسكري ، قال : حدّثني أحمد بن المفضل أبو سلمة الإصفهاني ، قال : أخبرني راشد بن عليّ بن وائل القرشي ، قال : حدّثني عبدالله بن حفص المدني ، قال : أخبرني محمّد بن إسحاق ، عن سعيد بن زيد بن أرطأة قال : لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، فقال : إلا اخبرك بوصية أوصاني بها يوماً ( هي خير لك من الدنيا بما فيها ) (٢) فقلت : بلى ، قال : قال لي عليّ عليه‌السلام :

« يا كميل بن زياد سمّ كل يوم باسم الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، وتوكل على الله ، واذكرنا وسمّ بأسمائنا وصلّ علينا ، واستعذ بالله ربنا ، وأدرء ( بذلك ) (٣) عن نفسك وما تحوطه عنايتك تكف شرّ ذلك اليوم ، يا كميل ان رسول الله أدّبه الله عزّ وجلّ وهو أدبني ، وأنا اُؤدب المؤمنين واورث الأدب المكرمين ، يا كميل ما من علم إلاّ وأنا افتحه ، وما من سرّ إلاّ والقائم عليه‌السلام يختمه ، يا كميل ذريّة بعضها من بعض والله سميع عليم.

يا كميل لا تأخذ إلاّ عنا تكن منا ، يا كميل ما من حركة إلاّ وأنت محتاج إلى معونة فيها إلى معرفة ، يا كميل إذا أكلت الطعام فسمّ باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء (٤) ، وهو الشفاء من جميع الأسواء ، يا كميل إذا أكلت الطعام فواكل به ولا تبخل به ، فانك لم ترزق النّاس ( شيئاً ) (٥) والله يجزل لك الثواب بذلك.

يا كميل احسن خلقك وابسط إلى جليسك ولا تنهرنّ خادمك ، يا كميل إذا ( أنت ) (٦) أكلت فطول أكلك ، يستوف من معك ويرزق منه غيرك ، يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك

__________________

(١) في « م » : الدنبلي.

(٢) ليس في « م ».

(٣) ليس في « ط ».

(٤) في « م » : داء.

(٥) ليس في « م ».

(٦) ليس في « ط ».

٥١

فيعظم بذلك أجرك ، يا كميل لا توقرن معدتك طعاماً ودع فيها للماء (١) موضعاً وللريح مجالاً ، ياكميل لا تنفذ طعامك فان رسول الله لم ينفذه ، يا كميل لا ترفعن يدك (٢) من الطعام إلاّ وأنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه ، يا كميل صحة الجسم (٣) من قلّة الطعام وقلة الماء ، يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلّة الأقربين وهم الأقربون ( لنا ) (٤).

يا كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين ، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف وتصدق على المساكين ، يا كميل لا تردنّ سائلاً ولو بشق تمرة أو من شطر عنب ، يا كميل الصدقة تنمى عند الله ، يا كميل حسن خلق المؤمن التواضع وجماله التعطف وشرفه الشفقة (٥) ، وعزّه ترك القال والقيل ، يا كميل إيّاك والمراء فانّك تغري بنفسك السفهاء إذا فعلت وتفسد الاخاء. ياكميل إذا جادلت في الله تعالى فلا تخاطب إلاّ من يشبه العقلاء ، وهذا ضرورة ، يا كميل هم على كل حال سفهاء ما قال الله تعالى : ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ) (٦) ، يا كميل في كل صنف قوم أرفع من قوم فاياك ومناظرة الخسيس منهم إذا شتموك (٧) فاحتمل ، وكن من الذين وصفهم الله تعالى ( بقوله ) (٨) : ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا ) (٩).

ياكميل قل الحقّ على كلّ حال ، ووازر المتقين واهجر الفاسقين ، ياكميل جانب المنافقين ولا تصاحب الخائنين ، ياكميل إيّاك إيّاك والتطرق الى أبواب (١٠) الظالمين والاختلاط بهم والاكتساب منهم ، وإيّاك أن تطيعهم وأن تشهد (١١) في

__________________

(١) في « م » : للماء فيها.

(٢) في « م » : يديك.

(٣) في « م » : الجسد.

(٤) ليس في « م ».

(٥) في « م » : الفقه.

(٦) البقرة : ١٣.

(٧) في « ط » : ان اسمعوك.

(٨) ليس في « م ».

(٩) الفرقان : ٦٣.

(١٠) في « ط » : الى ابواب ، أقول : لا تطرق أي لا تقرع واطرق الرجل : سكت ولم يتكلم.

(١١) في « م » : أو تشهد.

٥٢

مجالسهم بما يسخط الله ( عليك ) (١).

يا كميل إن (٢) اضطررت الى حضورهم (٣) فداوم ذكر الله تعالى والتوكل عليه ، واستعذ بالله من شرهم واطرق عنهم ، وانكر بقلبك فعلهم واجهر بتعظيم الله عزّ وجلّ لتسمعهم (٤) ، فانهم يهابوك وتكفي شرهم ، يا كميل ان احبّ ما امت العباد الى الله تعالى بعد الاقرار به وبأوليائه التجمل والتعفف والاصطبار ، يا كميل لا بأس بأن لا يُعلم سرّك.

يا كميل لا ترِ (٥) النّاس افتقارك ( واضطرارك ) (٦) ، واصبر (٧) عليه احتساباً تعرف بستر ، ياكميل ومن أخوك ؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدّة ، ولا يقعد (٨) عنك عند الجريرة (٩) ، ولا يخدعك حين تسأله ، ولا يتركك وأمرك حتى يعلمه فان كان مميلا (١٠) أصلحه.

ياكميل المؤمن مرآة المؤمن يتأمله ( ويسدّ فاقته ) (١١) ويجمل حالته ، ياكميل المؤمنون اُخوة ولا شيء آثر عند كل أخ من أخيه ، يا كميل ان (١٢) لم تحبّ أخاك فلست أخاه ، يا كميل انما المؤمن (١٣) من قال بقولنا ، فمن تخلّف عنا قصر عنا ، ومن قصر عنا لم يلحق بنا ، ومن لم يكن معنا ففي الدرك الأسفل من النار.

يا كميل كلّ مصدور (١٤) ينفث فمن نفث إليك منا بأمر وأمرك بستره فاياك (١٥)

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « م » : إذا.

(٣) في « ط » : حضورها.

(٤) في « ط » : واسمعهم.

(٥) في « ط » : ترين.

(٦) ليس في « م ».

(٧) في « ط » : اصطبر.

(٨) في « ط » : لا يغفل.

(٩) الجريرة : الجناية ، لانها تجرّ العقوبة الى الجاني.

(١٠) المميل : اسم فاعل من امال ، أي أن كان ضالاً يدعوك أي ضلاله فاصلحه.

(١١) ليس في « م ».

(١٢) في « ط » : إذا.

(١٣) في « ط » : المؤمنون.

(١٤) المصدور : الّذي يشتكي من صدره ، ينفث المصدور أي رمى بالنفاثة ، والمراد ان من ملأ صدره من محبتنا وأمرنا لا يمكن له أن يقيها ولا يبرزها فإذا أبرزها أمر بسترها.

(١٥) في « م » : بامر فاستره واياك.

٥٣

أن تبديه ، فليس لك من إبدائه توبة ، وإذا لم تكن (١) لك توبة فالمصير الى لظى ، ياكميل اذاعة سر آل محمّد عليهم‌السلام لا يقبل (٢) الله تعالى منها ولا يحتمل أحد عليها (٣).

ياكميل وما قالوه لك مطلقاً فلا تعلمه إلاّ مؤمناً موفقاً (٤) ، ياكميل لا تعلم الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها ، ياكميل لابد لماضيكم من اوبة ولا بد لباقيكم من غلبة (٥) ، ياكميل سيجمع الله لكم خير البدء والعاقبة.

ياكميل أنتم ممتّعون بأعدائكم تطربون بطربهم وتشربون بشربهم وتأكلون بأكلهم وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم ، إي والله على إكراه منهم لذلك ، ولكن الله عز وجلّ ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم وظهر صاحبكم ، لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ولم يقرعوا أبوابكم ولم ينالوا نعمتكم أذلّة خاسئين ، اينما ثقفوا اخذوا وقتّلوا تقتيلاً.

ياكميل احمد الله تعالى والمؤمنون على ذلك وعلى كل نعمة ، ياكميل قل عند كل شدّة : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله (٦)، تُكْفها ، وقل عند كل نعمة : الحمد لله نزد (٧) منها وإذا أبطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يوسّع عليك فيها.

ياكميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمّد الرضي من شر ما قدر وقضي ، وأعوذ بإله النّاس من شر الجنّة والناس أجمعين وسلم ، تكف مؤونة ابليس والشياطين معه ، ولو انّهم كلّهم أبالسة مثله ياكميل ان لهم خداعاً (٨) وشقاشق وزخاريف ووساوس وخيلاء على كل أحد ( على ) (٩) قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فيحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة (١٠).

__________________

(١) في « ط » : فإذا لم يكن.

(٢) في « م » : يقبل.

(٣) في « ط » : عليها أحد.

(٤) في تحف العقول : موقناً.

(٥) في « ط » : لماضيكم خير من اوبة ولابد لنا فيكم من غلبة.

(٦) في « ط » : زيادة : العليّ العظيم.

(٧) في « م » : تزاد ، وفي التحف : تزدد.

(٨) في « م » : خدعاً.

(٩) ليس في « ط ».

(١٠) في « م » : في الغلبة.

٥٤

ياكميل لا عدو أعدى منهم ولا ضارّ أضرّ ( بك ) (١) منهم ، أمنيّتهم أن تكون معهم غداً إذا اجتثوا (٢) في العذاب ( الأليم ) (٣) ، لا يفتر عنهم شرره ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبداً ، ياكميل سخط الله تعالى محيط بمن لم يحترز منهم باسمه واسم نبيه وجميع عزائمه وعوذه جلّ وعزّ وصلوات الله على نبيه وآله وسلم.

ياكميل انّهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم يجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم اليك شهواتك ، وأعطائك أمانيك وارادتك ، ويسولون لك وينسونك وينهونك ويأمرونك ، ويحسنون ظنك بالله عزّ وجلّ حتى ترجوه فتغتر بذلك وتعصيه وجزاء العاصي لظى.

يا كميل احفظ قول الله عزّ وجلّ : ( الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ) (٤) ، والمسوِّل الشيطان والمملي الله تعالى ، ياكميل اذكر قول الله تعالى لأبليس لعنه الله : ( وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ) (٥) ، ياكميل ان ابليس لايعد عن نفسه وانما يعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم ، ياكميل انه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك (٦) بما يعلم انك قد الفته من طاعة لا تدعها فتحسب (٧) ان ذلك ملك كريم وانما هو شيطان رجيم فإذا سكنت إليه واطمأننت ( حملك ) (٨) على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها ، ياكميل ان له فخاخاً ينصبها فاحذر ان يوقعك فيها.

يا كميل انّ الأرض مملوءة من فخاخهم فلن ينجو منها إلاّ من تشبّث بنا ، وقد أعلمك الله عزّ وجلّ انه لن ينجو منها إلاّ عباده وعباده أولياؤنا ، يا كميل وهو قول الله (٩) عزّ وجلّ : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) (١٠)

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « م » : جثوا.

(٣) ليس في « م ».

(٤) محمّد (ص) : ٢٥.

(٥) الإسراء : ٦٤.

(٦) في « م » : ويأمرك.

(٧) في « م » : لتحسب.

(٨) ليس في « ط ».

(٩) في « م » : قوله.

(١٠) الحجر : ٤٢.

٥٥

وقوله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) (١) ، ياكميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر.

ياكميل لا تغترّ بأقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيداومون ويتصدقون فيحسبون أنهم موفقون (٢) ، ياكميل اقسم بالله لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ان الشيطان إذا حمل قوماً على الفواحش ، مثل الزنا وشرب الخمر والربا ، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الائمة الّذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون.

ياكميل انه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، ياكميل انما تستحقّ أن تكون مستقرّاً إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك الى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و ( ما ) (٣) هديناك إليه ، ياكميل لا رخصة في فرض ولا شدّة في نافلة ، ياكميل ان الله عزّ وجلّ لا يسائل إلاّ على ما فرض ، وانما (٤) قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للاهوال العظام والطامة يوم المقام ، ياكميل ان الله أعظم (٥) من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ، ولكن من تطوع خيراً فهو خير له ، ياكميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعمة الله عليك أكثر من كلّ عملك (٦).

ياكميل انّه لا تخلو من نعمة الله عزّ وجلّ عندك وعافيته ، فلا تخل من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كلّ حال ، ياكميل لا تكوننّ من الّذين قال الله عزّ وجلّ : ( نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) (٧) ونسبهم الى الفسق ( أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (٨).

__________________

(١) النحل : ١٠٠.

(٢) في « م » : موقنون.

(٣) ليس في « ط ».

(٤) في « ط » : لا يسألك إلاّ عما فرض وانا.

(٥) في « م » : ان الواجب لله أعظم.

(٦) في « ط » : عمل.

(٧) الحشر : ١٩.

(٨) النور : ٤.

٥٦

ياكميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدّق ، ( انّما ) (١) الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقيّ وعمل عند الله مرضيّ وخشوع سويّ ابقاء للحد (٢) فيها ، ياكميل عند الركوع والسجود وما بينهما تبتلت العروق ( فيها ) (٣) والمفاصل حتّى تستوفي ( ولا ) (٤) الى ما تأنى به من جميع صلواتك ، ياكميل انظر فيم تصلي وعلام تصلي ان لم يكن من وجهه وحلّه فلا قبول.

ياكميل اللسان (٥) يبوح (٦) من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذي قلبك وجسمك ، فان لم يكن ذلك حلالاً لم يقبل الله تسبيحك ولا شكرك ، ياكميل افهم واعلم انا لا نرخص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق فمن روى عنّي في ذلك رخصه فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب ، اقسم لسمعت رسول الله يقول لي قبل وفاته بساعة مراراً ثلاثاً : يا أبا الحسن أدّ الأمانة الى البر والفاجر فيما قلّ وجلّ في الخيط والمخيط.

ياكميل لا غزو إلاّ مع إمام عادل ، ونفل (٧) إلاّ مع إمام فاضل ، يا كميل أرأيت لو ( ان الله ) (٨) لم يظهر نبياً وكان في الارض مؤمن تقي أكان في دعائه الى الله مخطئاً أو مصيباً ؟ بل والله مخطئاً حتّى ينصبه الله عزّ وجلّ ويؤهله.

ياكميل الدين لله فلا تغترن بأقوال الاُمة (٩) المخدوعة التي ضلّت بعد ما أهتدت وأنكرت وجحدت بعد ما قبلت ، ياكميل الدين لله فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلاّ رسولاً أو نبياً أو وصياً ، ياكميل هي نبوة ورسالة وإمامة وما (١٠) بعد ذلك إلاّ متولين ومتغلّبين وضالين ومعتدين.

ياكميل انّ النصارى لم تعطل الله تعالى ولا اليهود ولا جحدت موسى

__________________

(١) ليس في « م ».

(٢) في « م » : واتقا للحد.

(٣) ليس في « ط ».

(٤) ليس في « ط ».

(٥) في « ط » : ان اللسان.

(٦) في التحف : ينزح ، المراد منها هاهنا الترشّح.

(٧) النفل ـ محركة ـ الغنيمة.

(٨) ليس في « م ».

(٩) في « م » : الأئمة.

(١٠) في « م » : لا ، وفي التحف : ليس.

٥٧

ولا عيسى ، ولكنهم زادوا ونقصوا وحرّفوا وألحدوا فلعنوا ومقتوا ولم يتوبوا ولم يقبلوا ( يا كميل انما يتقبل الله من المتقين ) (١).

ياكميل ان أبانا آدم لم يلد يهودياً ولا نصرانياً ولا كان ابنه إلاّ حنيفاً مسلماً ، فلم يقم بالواجب عليه ، فأداه الى أن لم يقبل قربانه (٢) ، بل قبل من أخيه فحسده وقتله وهو من المسجونين في الفلق الذين (٣) عدتهم اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين والفلق الأسفل من النار ومن بخاره حرّ جهنم وحسبك فيما حرّ جهنم من بخاره (٤).

ياكميل نحن والله الّذين اتّقوا والذين هم محسنون ، ياكميل ان الله عزّ وجلّ كريم رحيم عظيم حليم (٥) ، دلّنا على الخلافة وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها ، فقد أديناها غير مختلفين وأرسلناها غير منافقين ، وصدّقناها غير مكذبين وقبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا والله شياطين نوحي إليها وتوحي الينا كما وصف الله تعالى قوماً ذكرهم الله عزّ وجلّ ( باسمائهم ) (٦) في كتابه فاقرأ (٧) كما أنزل : ( شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ) (٨) ، ياكميل الويل لهم فسوف يلقون غيّاً.

ياكميل لست والله متعلقاً حتّى أطاع وممتناً حتّى اعصى ، ولا مهاناً لطغام الأعراب حتّى انتحل إمرة المؤمنين أو ادعي بها ، ياكميل نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله وقد جمعهم فنادى ( فيهم ) (٩) الصلاة جامعة يوم كذا وكذا وأياماً سبعة وقت كذا وكذا (١٠) ، فلم يتخلف أحد.

فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر النّاس إنّي مُودٍّ

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « ط » : فاداه ذلك الى أن يقبل الله له قرباناً.

(٣) في « م » : الذي.

(٤) في « م » : فيما من بخاره حر جهنم.

(٥) في « م » : كريم حليم عظيم رحيم.

(٦) ليس في « ط ».

(٧) في « م » : لو قرأ.

(٨) الأنعام : ١١٢.

(٩) ليس في « م ».

(١٠) في « م » : أيام سبعة يوم كذا كذا.

٥٨

عن ربي عزّ وجلّ ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فللّه صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عزّ وجلّ ، ومن كذب الله أعقبه النيران.

ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي الى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله تعالى ، انّه ربي وربكم أن أعلمكم ان القران ( هو ) (١) الثقل الأكبر وأن وصيي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم هم الثقل الأصغر (٢) ( يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر ) (٣) للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازمة لصاحبه غير مفارق له حتّى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد.

ياكميل فإذا كنّا كذلك فعلام تقدمنا (٤) من تقدّم وتأخر عنّا من تأخّر ، ياكميل قد ابلغهم (٥) رسول الله رسالة ربه ونصح لهم ولكن لا يحبون الناصحين ، ياكميل قال رسول الله لي قولاً ( اعلنه ) (٦) والمهاجرين والأنصار متوافرون يوماً بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائماً على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيبون منّي وأنا منهم وهم الطيبون بعد اُمهم وهم سفينة (٧) من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى الناجي في الجنة والهاوي في لظى.

ياكميل الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، ياكميل علام يحسدوننا والله أنشأنا ( من ) (٨) قبل أن يعرفونا أفتراهم بحسدهم إيانا عن ربنا يزيلوننا ؟

ياكميل من لا يسكن الجنّة فبشّره بعذاب أليم وخزي مقيم وأكبال ومقامع وسلاسل طوال ومقطعات النيران ومقارنة كل شيطان ، الشراب صديد واللباس

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « ط » من أصلابهم حاملاً وصاياهم الثقل الأصغر.

(٣) ليس في « م ».

(٤) في « م » : يتقدّمنا.

(٥) في « ط » : بلغهم.

(٦) ليس في « ط ».

(٧) في « م » : عليّ وابناي منه والطيبون منّي وأنا منهم وهم الطيبون بعد اُمهم وهم السفينة.

(٨) ليس في « م ».

٥٩

حديد والخزنة فضضة والنار ملتهبة والأبواب موثقة مطبقة ينادون فلا يجابون ويستغيثون فلا يرحمون ، نداؤهم : ( يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (١).

ياكميل نحن والله الحق الّذي قال الله عزّ وجلّ : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ) (٢) ، ياكميل ثم ينادون الله تقدست أسماؤه بعد أن يمكثوا أحقاباً اجعلنا على الرجا فيجيبهم : ( اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ) (٣).

ياكميل فعندها ييأسون من الكرة واشتدت الحسرة وأيقنوا بالهلكة والمكث جزاء بما كسبوا عذبوا ، ( ياكميل قل الحمد لله الّذي نجانا من القوم الظالمين ) (٤) ، ياكميل أنا أحمد الله على توفيقه إياي والمؤمنين وعلى كل حال ، ( ياكميل ) (٥) انما حظا من حظا بدنيا زايلة مدبرة فافهم تحظى بآخرة باقية ثابتة ، ياكميل كلّ يصير الى الآخرة والذي يرغب منها رضا الله تعالى (٦) والدرجات العلى من الجنة التي لا يورثها إلاّ من كان تقياً ، ياكميل إن شئت فقم » (٧).

٤٤ ـ أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، قال : حدثني عمّي محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن علي بن عثمان ، عن محمّد ابن الفرات ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ان عليّ بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي وحجّة الله وحجّتي ، وباب الله

__________________

(١) الزخرف : ٧٧ و ٧٨.

(٢) المؤمنون : ٧١.

(٣) المؤمنون : ١٠٨.

(٤) ليس في « م ».

(٥) ليس في « م ».

(٦) في « م » : يرغب فيه منها ثواب الله عزّ وجلّ.

(٧) رواه مختصراً في تحف العقول : ١٧١ ـ ١٧٦ ، عنه البحار ٨٣ : ٢٨٤ و ٨٤ : ٢٣٠.

٦٠