بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري

بشارة المصطفى صلّى الله عليه وآله لشيعة المرتضى عليه السلام

المؤلف:

عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-251-4
الصفحات: ٤٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١٨١
١٨٢

بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

١ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن ، والشيخ الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله ، قالوا (١) : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال :

« دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي عليه‌السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا ، فودعناه وقلنا له : اُوصنا يابن رسول الله ، فقال :

ليعن قويكم ضعيفكم وليعطف غنيكم على فقيركم ولينصح الرجل أخاه كنصحه (٢) لنفسه واكتموا أسرارنا (٣) ولا تحملوا النّاس على أعناقنا وانظروا أمرنا وما جاءكم عنّا ، فان وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقاً

__________________

(١) في « ط » : قال.

(٢) في « ط » : النصيحة.

(٣) في « م » : سرنا.

١٨٣

فردّوه ، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا ، وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ( ميت ) (١) قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً ، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه (٢) عدواً لنا كان له أجر عشرين شهيداً » (٣).

٢ ـ وجدت مكتوباً بخط والدي أبي القاسم الفقيه رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن عدي بجرجان ، عن أبي يعقوب الصوفي ، عن ابن عبدالرحمان الأنصاري ، عن الأعمش سليمان (٤) ، قال :

« بعث إليّ أبو جعفر أمير المؤمنين وهو نازل بطريايا ، فأتاني رسوله بالليل ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : فقلت في نفسي : ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الليلة إلاّ ليسألني عن فضائل علي ، فلعلي إن أخبرته قتلني ، قال : فكتبت وصيّتي ولبست كفني ثم خرجت ، فلمّا دخلت عليه قلت : السلام عليك ياأمير المؤمنين ، فقال : وعليك السلام ياسليمان ما هذه الريح ؟

قال : قلت : ياأمير المؤمنين أتاني رسولك بالليل (٥) ، فقلت : ما بعث إليّ أميرالمؤمنين في هذه الساعة إلاّ ليسألني عن فضائل علي عليه‌السلام ، فلعلي إن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيّتي ولبست كفني ، قال ـ وكان أبو جعفر متكئاً فاستوى قاعداً ـ ثم قال : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ، ثم قال : ياسليمان كم تروي في فضائل علي عليه‌السلام ؟ قال : قلت : كثيراً ياأمير المؤمنين ، فقال : والله لاُحدّثك بحديثين لم تسمع بمثلهما قطّ ، قال : قلت : حدّث ياأمير المؤمنين ، قال :

كنت هارباً من بني مروان وأنا في اطمار (٦) لي رثة وكنت أتقرب إلى الناس

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) في « م » : يريد به.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٣٧.

(٤) هو سلمان بن مهران الأعمش ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، راجع رجال الشيخ : ٢٠٦ ، ومعجم رجال الحديث ٨ : ٢٨٠.

(٥) في « م » : في الليل.

(٦) الأطمار : جمع الطمر ـ بالكسر ـ هو الثوب الخلق العتيق والكساء البالي من غير الصوف.

١٨٤

بحبّ علي عليه‌السلام فيطعموني ويقرّبوني حتّى مررت ذات عشية بمسجد قد اُقيمت فيه صلاة المغرب فقلت في نفسي : لو دخلت المسجد فصليت وسألت أهله عشاءً ، قال : فلمّا صليت دخل المسجد غلامان ، فلمّا نظر إليهما إمام المسجد قال : مرحباً بكما وبمن اسمكما على اسمهما ، فقلت لشابّ إلى جانبي (١) : من الغلامان من الشيخ ؟ فقال : ابنا ابنه وليس في المدينة أحد يحبّ عليّاً حبّه فلذلك سمّى أحدهما الحسن والآخر الحسين ، قال : فقمت إليه فقلت : أيّها الشيخ ألا اُحدّثك حديثاً أقرّ به عينك ؟ قال : إن أقررت عيني أقررت عينك.

قال : فقلت : أخبرني أبي ، عن جدي ، عن ابن عباس ، قال : بينا نحن قعود عند رسول الله إذ أقبلت فاطمة عليها‌السلام وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك يافاطمة ؟ فقالت : يانبي الله غاب عنّي الحسن والحسين البارحة فما أدري أين باتا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تبكي يافاطمة انّ لهما ربّاً يحفظهما ، ثم رفع صلى‌الله‌عليه‌وآله يده إلى السماء ثم قال : اللّهم إن كانا أخذا برّاً أو بحراً فاحفظهما وسلّمهما.

قال : فأتاه جبرئيل فقال : يارسول الله لا تحزن هذا الحسن والحسين في حضيرة بني النجّار ، وقد وكّل بهما ملكاً يحفظهما ، قد فرش أحد جناحيه لهما وأظلهما بالآخر.

قال : فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقام معه أصحابه حتّى دخل الحظيرة ، فاذا الحسن والحسين معانق أحدهما صاحبه ، قد فرش ( لهما ) (٢) الملك أحد جناحيه وأظلهما بالآخر ، فأقبل النبي حتّى عانقهما ثم بكى وأخذهما ، ثم حمل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر.

قال : فلمّا خرج من الحضيرة قال أبو بكر : يارسول الله أعطني أحد الغلامين احمله عنك ، فقال : ياأبا بكر نعم الحامل ونعم المحمولان وأبوهما أفضل منهما ، ثم قال عمر مثل ما قال أبو بكر ، فقال ( له ) (٣) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل ما قال (٤) لأبي بكر ، ثم

__________________

(١) في « ط » : لجانبي.

(٢) ليس في « م ».

(٣) ليس في « ط ».

(٤) في « م » : مقالته.

١٨٥

قال النبي : والله لأشرفكما كما شرفكما الله من فوق عرشه.

قال : فلمّا أتى المسجد قال : يابلال هلمّ عليَّ الناس ، فلمّا اجتمعوا صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر ثم قال : ياأيّها الناس ألا أخبركم اليوم بخير الناس جداً وجدة ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فانّ جدهما رسول الله وجدتهما خديجة ( الكبرى ) (١) بنت خويلد سيّدة نساء الجنّة.

ثم قال : ياأيّها الناس ألا اُخبركم اليوم بخير النّاس أباً وخيرهم اُماً ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فان أباهما شاب يحبّ الله ورسوله ( ويحبه الله ورسوله ) (٢) وامهما فاطمة بنت رسول الله (٣) سيّدة نساء العالمين.

ثم قال : يا أيّها الناس ألا اُخبركم بخير النّاس عمّاً وخيرهم عمّة قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فان عمهما ذو الجناحين الطيار في الجنّة وعمّتهما اُم هاني بنت أبي طالب.

ألا اُخبر بخير الناس خالاً وخالة ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين ، فان خالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ثم أقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علينا ثم قال :

اللّهمّ إنك تعلم إن الحسن في الجنة والحسين في الجنّة وجدهما في الجنّة وجدتهما في الجنّة وأباهما في الجنّة وامّهما في الجنّة وعمهما في الجنّة وعمّتهما في الجنّة وخالتهما في الجنّة ، اللّهمّ إنّك تعلم أن محبهما في الجنّة ومبغضهما في النار.

قال : فقال الشيخ : من أنت يافتى؟ قلت : من العراق ، قال : عربي أم مولى ؟ قال : قلت : بل عربي ، قال : فأنت تحدث ( النّاس بحديث ) (٤) مثل هذا الحديث وأنت على مثل هذا الحال ، قال : فكساني خلعة وأعطاني بغلة ، قال : فبعتها في ذلك الزمان بثلاثمائة دينار ، ثم ( قال لي : قد ) (٥) أقررت عيني ولي إليك حاجة ، قلت : ما حاجتك ؟

__________________

(١) ليس في « م ».

(٢) ليس في « ط ».

(٣) في « م » : بنت محمّد.

(٤) ليس في « م ».

(٥) ليس في « ط ».

١٨٦

قال : هاهنا أخوان أحدهما إمام والآخر يؤذن ، فأمّا الإمام فلم يزل محباً لعلي عليه‌السلام منذ خرج من بطن اُمّه ، وأمّا المؤذن فلم يزل مبغضاً لعليّ منذ خرج من بطن اُمّه فأت الإمام حتّى تحدثه ، قال : قلت : دلني على منزله. فأشار إلى منزله ، فعرفت الباب فقرعته فخرج إليّ شاب فسلّمت عليه فعرف الكسوة و ( عرف ) (١) البغلة فقال : اعلم إنّ الشيخ لم يكسك خلعته (٢) ويعطيك بغلته (٣) إلاّ وأنت تحب علياً فحدّثني في فضائل علي عليه‌السلام.

قال : قلت : أخبرني أبي ، عن جدّي ، عن عبدالله بن عباس ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبلت فاطمة عليها‌السلام وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك يافاطمة قالت : يارسول الله عيّرتني نساء قريش آنفاً زعمن أنك زوجتني رجلاً معدماً لا مال له.

قال : لا تبكين يافاطمة فوالله ما زوّجتك حتّى زوّجك الله من فوق العرش وأشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل ، ألا وان الله اطلع من فوق عرشه فاختارني من خلقه وبعثني نبياً ثم اطّلع ثانية (٤) فاختار من الناس عليّاً فجعله وارثاً ووصيّاً فعلي أشجع الناس قلباً وأكثرهم علماً وأعدلهم في الرعية وأقسمهم بالسوية والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة واسمهما في توراة موسى شابير وشابور لكرامتهما (٥) على الله.

يافاطمة لا تبكينّ إذا كُسيتُ غداً كُسيَ علي معي ، وإذا حُبيت غداً حُبيَ علي معي ، يافاطمة لواء الحمد بيدي والناس تحت رايتي يوم القيامة فأناوله علياً لكرامته على الله عزّ وجلّ ، يافاطمة عليٌ عوني على مفاتيح الجنّة ، يافاطمة عليٌ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.

قال : فلمّا حدثته بهذا الحديث ، قال : يافتى من أنت (٦) ؟ قلت : من أهل العراق ،

__________________

(١) ليس في « م ».

(٢) الخلعة ـ بكسر الخاء ـ : الثوب الّذي يعطى منحة ، كلّ ثوب تخلعه عنك ، خيار المال.

(٣) في « ط » : خلعه الكسوة ويعطيك البغلة.

(٤) في « م » : الثانية.

(٥) في « ط » : بكرامتهما.

(٦) في « م » : اين أنت.

١٨٧

قال : عربي أم مولى ؟ قلت : عربي ، قال : فانت تحدّث بهذا (١) الحديث وأنت على مثل هذا الحال فكساني ثلاثين ثوباً وأمر لي بعشرة آلاف درهم ، ثم قال : قد أقررت عيني ولي إليك حاجة ، قال : ( قلت : ) (٢) ما حاجتك ؟ قال : تأتي صلاة الغداة مسجد بني فلان أو مسجد بني مروان حتّى يأتيك الأخ المبغض (٣) عليّاً قال : فطالت عليّ تلك الليلة فلمّا أصبحت غدوت إلى المسجد.

قال : فبينا أنا اُصلّي وإذا بشاب يصلّي (٤) إلى جانبي وعليه عمامة إذ سقطت العمامة عن رأسه ، فإذا رأسه رأس خنزير والله ما دريت ما أقول في صلاتي فلما انصرف قلت له : ويلك ما الّذي أرى بك من سوء الحال ؟ قال : فقال لي : لعلك صاحب أخي ، قال : قلت : نعم ، فأخذ بيدي ثمّ خرج بي من المسجد وهو يبكي بكاءً ( شديداً ) (٥) حتّى أتى بي داره ، ثم قال لي : ترى هذه الدار ؟ قال : قلت : نعم.

قال : فأنا كنت مؤذناً والعن (٦) عليّاً في كل يوم ألف مرةً ـ وفي رواية اُخرى مائة مرة ـ حتى إذا كان يوم من الأيام لعنته عشرة آلاف مرّة ـ وفي رواية اُخرى ألف مرّة ـ فخرجت من المسجد ، ثمّ انصرفت إلى داري هذه ونمت في هذا المكان فرأيت فيما يرى النائم كأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أقبل ومعه أصحابه والحسن والحسين عن يمينه ويساره ، فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه والحسن والحسين عليهم‌السلام واقفان ، وفي يد الحسن كأس وفي يد الحسين أبريق ( يسقي الناس ) (٧) فرفع النبي رأسه ، فقال ياحسن اسقني ، فمد الحسن يده بالكأس إلى الحسين ، فقال : ياحسين صبّ ، فصب من الابريق في الكأس ، فناول الحسين (٨) عليه‌السلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشرب ، ثم قال : اسق أصحابي ، فسقاهم ، ثم قال : إسق النائم على الدكّان.

__________________

(١) في « م » : بمثل هذا.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) في « م » : بني حران تأتيك أخ المبغض.

(٤) في « م » : بينما أنا اُصلّي إذ نظرت إلى شاب يصلّي.

(٥) ليس في « م ».

(٦) في « م » : كنت العن.

(٧) ليس في « م ».

(٨) في « م » : الحسن.

١٨٨

قال : وكان الحسن والحسين يبكيان ، فقال لهما النبي : ما يبكيكما ؟ فقالا : يارسول الله فكيف نسقيه وهو يلعن أبانا في كلّ يوم ألف مرّة وقد لعنه اليوم عشرة آلاف مرّة.

قال : فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قام مغضباً حتّى أتاني ، فقال : أتلعن علياً وأنت تعرف أنّه بالمكان الّذي هو به منّي ثم ، ضربني ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قم غيّر الله ما بك ( من ) (١) خلقة ، فقمت ورأسي ووجهي هكذا.

ثمّ قال : ياسليمان هل سمعت مثل هذين الحديثين قط ؟ ( قال : ) (٢) قلت : لا ياأمير المؤمنين ، ثم قلت : ياأمير المؤمنين الأمان (٣) ، قال : لك الأمان ، قلت : فما تقول في قاتل الحسن والحسين ؟ قال : في النار ياسليمان ، قال : قلت : فما تقول في قاتل أولاد الحسين ؟ قال : فسكت ملياً ، ثمّ قال : ياسليمان المُلك عقيم ، إذهب فحدّث في فضائل علي عليه‌السلام ما شئت » (٤).

قال محمّد بن أبي القاسم : هذا الخبر قد سمعته ورويته بأسانيد مختلفة وألفاظ تزيد وتنقص ، وقد أوردته هاهنا على هذا الوجه وفي آخره قد أدخل كلام بعض في بعض ، والله أعلم بالصواب.

٣ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رحمهم‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي رحمه‌الله ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العياشي (٥) ، قال : حدّثنا القاسم بن

__________________

(١) ليس في « ط ».

(٢) ليس في « ط ».

(٣) في « م » : الأمان ياأمير المؤمنين.

(٤) أقول : يأتي في ج ٤ : الرقم ٧٩ هذا الحديث مفصلاً.

(٥) في « ط » : أبي منصور محمّد بن مسعود العباسي.

١٨٩

محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، قال : أخبرنا علي بن صالح ، قال : حدّثنا سفيان الحريري (١) ، قال : حدّثنا عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ، قال :

« سألته من كان آثر النّاس عند رسول الله فيما رأيت ؟ قال : ما رأيت أحداً بمنزلة علي بن أبي طالب ان كان يبعث إليه في جوف الليل فيخلو به حتّى يصبح (٢) ، هذا كان له عنده حتّى (٣) فارق الدنيا ( قال : ) (٤) ولقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : ياأنس تحب علياً ؟ قلت : يارسول الله إنّي لاُحبّه (٥) لحبك إياه ، فقال : أمّا إنك إن أحببته أحبك الله تعالى وإن أبغضته أبغضك الله وإن أبغضك الله أولجك النار (٦) » (٧).

٤ ـ أخبرنا السيّد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسن الحسيني الجواني في شهر شوال سنة تسع وخمسمائة لفظاً منه وقابلته بأصله ، قال : حدّثنا السيّد الزاهد أبو عبدالله الحسين بن علي بن الداعي الحسيني ، قال : حدّثنا السيّد الجليل أبو إبراهيم جعفر بن محمّد الحسيني ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمّد بن عبدالله الحافظ ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى التميمي ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد اللخمي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمّي ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم قال :

« إنّي لعند النبي (٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا وعليّ والحسن والحسين ، فقال رسول الله : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم » (٩).

__________________

(١) في « ط » : سفيان بن الحرير ، وفي الامالي : سفيان بياع الحرير.

(٢) في الأمالي : كان يبعثني في جوف الليل إليه فيستخلي به حتّى يصبح.

(٣) في « ط » : هكذا كان له عنده منزلة حتّى.

(٤) ليس في « ط ».

(٥) في « م » : أحبه.

(٦) في الأمالي : في النار.

(٧) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٣٧.

(٨) في « ط » : لعند رسول الله.

(٩) عنه البحار ٣٧ : ٨٢ و ٣٧ : ٤٣ بإسناد آخر ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٤٥ باختلاف ما.

أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٤٤ و ٥٠ مثله.

١٩٠

٥ ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن ابن أبي جعفر الطوسي رحمه‌الله بالموضع المقدم ذكره في التاريخ المذكور ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، قال : أخبرنا المظفر بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج (١) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله الرازي ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي زكريا الموصلّي ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي عليه‌السلام :

« أنت (٢) الّذي احتجّ الله بك في ابتداء الخلق ، حيث أقامهم أشباحاً ، فقال لهم : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ومحمد رسول الله ؟ قالوا : بلى ، قال : وعلي أمير المؤمنين ؟ فابى الخلق جميعاً استكباراً وعتوّاً عن ولايتك إلاّ نفر قليل ، وهم أقل القليل ، وهم أصحاب اليمين » (٣).

٦ ـ أخبرنا الفقيه الرئيس الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله إجازة سنة عشرة وخمسمائة ونسخت من أصله وقابلت من كتابه مع ولده الموفق أبي القاسم (٤) بالري ، قال : أخبرني عمّي أبو جعفر محمّد بن الحسن ( عن أبيه الحسن ) (٥) بن الحسين ، عن عمّه : الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمهم‌الله ، عن أبيه رحمه‌الله قال : حدّثني ( محمّد بن ) (٦) يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عبدالحميد العطار الكوفي ، عن منصور بن يونس ، عن بشير الدهان ، عن كامل التمار قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام :

« قد أفلح المؤمنون أتدري من هم ؟ قلت : أنت أعلم ، قال : قد أفلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء والمؤمن غريب ، ثم قال : طوبى للغرباء » (٧).

__________________

(١) في « م وط » : أبي الفلج ، وما أثبتناه من البحار والأمالي.

(٢) في « ط » : إنك أنت.

(٣) عنه البحار : ٦٧ : ١٢٧ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٣٧ ، عنه البحار ٢٦ : ٢٧٢ ، و ٢٤ : ٢.

(٤) في « م » : قابلت به مع ولده أبي القاسم.

(٥ و ٦) ليس في « ط ».

(٧) رواه في البرهان ٣ : ١٠٧ عن البرقي ، رواه أيضاً فيه عن سعد بن عبدالله باختلاف.

١٩١

٧ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر رحمهم‌الله ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد ، قال : أخبرني المظفر بن محمّد البلخي ، قال : حدّثنا محمّد بن جرير ، قال : حدّثنا عيسى ، قال : أخبرنا محول بن إبراهيم ، قال : حدّثنا عبدالرحمان بن الأسود ، عن محمّد بن عبدالله ، عن عمر بن علي ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ان الله عهد إليّ عهداً فقلت : يارب (١) بيّنه لي ، قال : اسمع ، قلت : سمعت ، قال : يامحمّد ان علياً راية الهدى بعدك وإمام أوليائي ونور من أطاعني ، وهي الكلمة التي ألزمتها المتقين ، فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك » (٢).

٨ ـ أخبرني والدي أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفقيه رحمهم‌الله ، وعمّار بن ياسر رحمه‌الله ، وابنه أبو القاسم بن عمار جميعاً ، عن الشيخ الزاهد ابراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيّد الزاهد محمّد بن حمزة الحسيني (٣) المرعشي رحمه‌الله ، قال : حدّثني الشيخ أبو عبدالله الحسين بن علي بن بابويه ، عن أخيه الشيخ السعيد الفقيه أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه رحمهم‌الله ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة ، قال : حدّثنا إسماعيل بن علي بن رزين ابن أخ دعبل بن علي الخزاعي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، قال :

__________________

(١) في « ط » : ربي.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥١ ، والصدوق في أماليه : ٣٨٦ ، والشيخ منتجب الدين في أربعينه : ٥٨ ، أخرجه أبو نعيم في حليّة الأولياء ١ : ٦٦ ، والحافظ أبو بكر في تاريخ بغداد ١٤ : ٩٨ أقول : يأتي مثله في ج ٤ : الرقم ٢١ ، وج ٦ : الرقم ٨.

(٣) في « م » : الحسني.

١٩٢

حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال :

« ان (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلا هذه الآية : ( لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) ، فقال : أصحاب الجنّة من أطاعني وسلّم لعلي بن أبي طالب بعدي وأقرّ بولايته ، وأصحاب النار من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي » (٢).

٩ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي في التاريخ والموضع المقدّم ذكرهما ، عن أبيه رحمهم‌الله ، قال : أخبرني أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان الكندي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير (٣) ، قال : حدّثني أبي ، عن منصور بن مسلم بن سابور ، عن عبدالله بن عطا ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه قال :

« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي بن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، وهو وليكم [ من ] (٤) بعدي » (٥).

١٠ ـ وبهذا الإسناد عن أبي العباس بن سعيد بن عقدة الحافظ ، قال : حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي ، عن محمّد بن عبدالله (٦) ، عن أبي عبيدة ، عن محمّد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

« اُوصي من آمن بي وصدّقني بالولاية لعليّ ، فانّه من تولاه تولاّني ، ومن تولاّني تولى الله ، ومن أحبّه أحبني ومن أحبني أحب الله ، ومن أبغضه أبغضني (٧) ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّ وجلّ » (٨).

__________________

(١) في « ط وم » : قال ، ما أثبتناه من الأمالي.

(٢) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٣٧٤.

(٣) في أمالي الشيخ : ظهير.

(٤) من الامالي.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٣.

(٦) في الأمالي : عبيد الله.

(٧) في « ط » : فقد تولاني ، فقد تولى الله ، فقد أحبني ، فقد أحب الله ، فقد أبغضني.

(٨) عنه البحار ٣٩ : ٢٨١ ، رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٤.

١٩٣

١١ ـ أخبرني الشيخ الزاهد الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمهم‌الله إجازة ونسخت من أصله وعارضت به مع ولده أبي القاسم في سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسن ، عن عمّه الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه ، قال : حدّثني محمّد بن علي ماجيلويه رحمهم‌الله ، قال : حدّثني محمّد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن نفر بن سويد (١) ، عن خالد بن ماد ، عن القندي ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال :

« جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يارسول الله أكلّ من قال : لا إله إلاّ الله مؤمن ؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان عداوتنا تلحق باليهودي والنصراني ، انكم لا تدخلوا الجنّة حتى تحبوني وكذب من زعم انّه يحبني ويبغض هذا ، يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (٢).

١٢ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن أبيه ، قال : أخبرني أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدّثنا الحسن ـ يعني ابن عطية ـ ، قال : حدّثنا سعاد ( عن عبدالله بن عطا ) (٣) ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه ، قال :

« بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام وخالد بن الوليد ، كل واحد منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم بعلي ، فأخذنا يميناً ويساراً ، قال فأخذ علي عليه‌السلام فأبعد فأصاب شيئاً (٤) فأخذ جارية من الخمس ، قال بريدة : وكنت أشد الناس بغضاً لعلي بن أبي طالب وقد علم ذلك خالد بن الوليد ، فأتى رجل

__________________

أقول : مرّ مثله في ج ٢ : الرقم ١٤٠ ، ويأتي في ج ٤ : الرقم ٢٠ ، وج ٦ : الرقم ٨ مثله.

(١) في الأمالي : نضر بن شعيب.

(٢) رواه الصدوق في الأمالي ١ : ٢٢٢.

(٣) ليس في « ط ».

(٤) في أمالي الشيخ : سبياً.

١٩٤

خالداً فاخبره انه أخذ جارية من الخمس ، فقال : ما هذا ؟ ثم جاء آخر ثم تتابعت الأخبار على ذلك ، فدعاني خالد فقال : يابريدة قد عرفت الّذي صنع فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله ، فأخبره وكتب إليه.

فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله ، فأخذ صلى‌الله‌عليه‌وآله الكتاب فأمسكه بشماله وكان كما قال الله عزّ وجلّ : لا يكتب ولا يقرأ وكنت رجلاً إذا تكلّمت تطأطأت (١) رأسي حتّى افرغ من حاجتي ( فطأطأت أو ) (٢) فتكلّمت فوقعت في عليّ حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد غضب غضباً [ شديداً ] (٣) لم أره يغضب مثله قطّ إلاّ يوم قريظة والنضير ، فنظر إليّ فقال : يابريدة ان عليّاً وليكم بعدي فأحب علياً فانما يفعل ما يؤمر به ، قال : فقمت وما أحد من الناس أحبّ إلي منه.

وقال عبدالله بن عطا : حدّثت أبا حرث (٤) سويد بن غفلة فقال : كتمك عبدالله ابن بريدة بعض الحديث ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : أنافقت بعدي يابريدة » (٥).

١٣ ـ حدّثنا الامام الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسين الجواني لفظاً وقراءة في محرم سنة تسع وخمسمائة بآمل في داره ، قال : أخبرنا أبو علي جامع ابن أحمد الدهستاني بنيشابور في ربيع الآخر (٦) سنة ثلاث وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس ، قال : حدّثنا الشيخ أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم (٧) الثعالبي ، قال : حدّثنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن محمّد بن عقدة بن العباس ، قال : حدّثنا أبو سعيد عبيد بن كثير العامري الكوفي بالكوفة ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : حدّثنا محمّد بن الفضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال (٨).

__________________

(١) في الأمالي : طأطأت.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) من الأمالي.

(٤) في الأمالي : حديث بذلك أبا حرث.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٦.

(٦) في « م » : ربيع الأوّل.

(٧) في « ط » : أحمد بن عبدالله بن محمّد بن إبراهيم.

(٨) قال : قال رسول الله ( ظ ).

١٩٥

« إذا كان يوم القيامة أقعد الله (١) جبرئيل ومحمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله [ على الصراط ] (٢) لا يجوز أحد إلاّ من كان معه براءة من علي بن أبي طالب » (٣).

١٤ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي بقراءتي عليه في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، عن أبيه رحمه‌الله ، قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد (٤) بن محمّد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ، قال : حدّثنا أرطأة بن حبيب ، قال : حدّثنا أيوب بن واقد ، عن يونس بن حباب ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

« من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني » (٥).

١٥ ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر عن عبدالله بن محمّد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال :

« كنّا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده انّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.

ثم قال : انّه أولكم إيماناً معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية وأَقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية ، قال : ونزلت : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٦) ، ثم قال : وكان

__________________

(١) في إرشاد القلوب : أقام الله.

(٢) من الإرشاد.

(٣) عنه البحار ٣٩ : ٢٠٨ ، رواه الديلمي في إرشاد القلوب ٢ : ٢٥٧.

أقول : يأتي بمضمونه في ج ٤ : الرقم ١ ، وج ٦ : الرقم ٩ و ١٨ ، وج ١٠ : الرقم ٢٦.

(٤) في « ط » : عبد الله.

(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٦.

(٦) البينة : ٧.

١٩٦

أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل عليّ قالوا : قد جاء خير البرية » (١).

١٦ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه‌الله بقراءتي عليه بالري في ربيع الأوّل سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي رضي‌الله‌عنه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في شعبان سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : حدّثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، قال : حدّثني المظفر ابن محمّد الوراق ، قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن زكريا البصري قال : حدّثنا عمر بن المختار ، قال : حدّثنا أبو محمّد البرسي ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال :

« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف بك ياعلي إذا وقفت على شفير جهنم وقد مدّ (٢) الصراط وقيل للناس : جوزوا ، وقلت : لجنهم هذا لي وهذا لك ، فقال علي عليه‌السلام : يارسول الله ومن اُولئك ؟ فقال : اُولئك شيعتك معك حيث كنت » (٣).

١٧ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : أخبرني السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسن بن عتبة الكندي ، قال : حدّثنا بكار بن بشر ، قال : حدّثنا حمزة الزيات ، عن عبدالله بن شريك ، عن بشر بن غالب ، عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال :

« من أحبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله هكذا ـ وضم اصبعيه (٤) ـ ،

__________________

(١) رواه الشيخ في اماليه ١ : ٢٥٧ ، أقول : مر في ج ٢ : الرقم ١٠٤ ، ويأتي في ج ٥ : الرقم ٢٣.

(٢) في « ط » و « م » : قدمت ، ما أثبتناه من أمالي المفيد والشيخ.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٩٣ ، والمفيد في أماليه : ٣٢٨.

(٤) في « ط » : أصابعه.

١٩٧

ومن أحبنا للدنيا فان الدنيا تسع البر والفاجر » (١).

١٨ ـ حدّثنا السيّد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمّد بن الحسن الحسيني الجواني لفظاً منه وقراءة عليه في المحرم سنة تسع وخمسمائة في داره بآمل ، قال : حدّثنا السيّد أبو عبدالله الحسين بن علي بن الداعي الحسيني ، قال : حدّثنا السيّد العالم أبو إبراهيم جعفر بن محمّد الحسيني ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبدالله محمّد بن عبدالله الحافظ ، قال : حدّثنا عبدالباقي بن نافع الحافظ ببغداد والحسن بن محمّد الأزهري بنيشابور ، قالا : حدّثنا محمّد بن زكريا بن دينار ، قال : حدّثنا أبو زيد يحيى بن كثير ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال :

« إنّما سميت فاطمة (٢) لأن الله فطم (٣) من أحبها عن النار » (٤).

١٩ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، في الموضع والتاريخ المقدّم ذكرهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن مدرار (٥) [ قال : حدّثني عمّي طاهر بن مدرار ] (٦) ، قال : حدّثنا معاوية بن ميسرة بن شريح ، قال : حدّثنا الحكم بن عتبة (٧) وسلمة بن كهيل ، قال : حدّثنا حبيب ـ وكان اسكافاً في بني بدي واثنى عليه خيراً ـ انه سمع زيد بن أرقم يقول :

« خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعلي (٨) مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » (٩).

__________________

(١) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٥٩.

(٢) في « م » : سميت فاطمة فاطمة.

(٣) في أكثر المصادر : فطمها وفطم من أحبها.

(٤) عنه البحار ٦٨ : ١٣٣ ، أقول : يأتي في ج ٣ : الرقم ٣٣ ، وج ٥ : الرقم ٤ مثله.

(٥) في « ط » : مداد ، وفي أمالي الشيخ : حسن بن جعفر بن مدرار.

(٦) من الأمالي.

(٧) في « ط » : عتيبة.

(٨) في الأمالي : فهذا علي.

(٩) رواه الشيخ في اماليه ١ : ٢٦٠ أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ١٣٢ مثله ، ويأتي ايضاً في ج ٤ : الرقم ٦٣.

١٩٨

٢٠ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه في خانقانه بالري بقراءتي عليه في ربيع الأوّل سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمهم‌الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : حدّثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد الباقر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« لا تزل قدم عبد يوم القيامة بين يدي الله عزّ وجلّ حتّى يسأله عن أربع خصال : عمرك فيما أفنيته ، وجسدك فيما أبليته ، ومالك من أين أكتسبته وأين وضعته ، وعن حبّنا أهل البيت ، فقال رجل من القوم : وما علامة حبّكم يارسول الله ؟ فقال : محبة هذا ـ ووضع يده على رأس علي بن أبي طالب عليه‌السلام » (١).

٢١ ـ وبهذا الإسناد عن محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدّثنا القاسم بن محمّد الدلال ( قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني ) (٢) ، قال : حدّثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا علي بن غراب (٣) ، عن موسى ابن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه قال :

« مرّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام بملأ فيهم سلمان رحمه‌الله ، فقال لهم سلمان : قوموا فخذوا بحجزة هذا ، والله لا يخبركم بسرّ نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد غيره » (٤).

٢٢ ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه رضي الله تعالى عنهما ، قال : أخبرني أبو عمر عبدالواحد بن محمّد بن مهدي ،

__________________

(١) رواه المفيد في أماليه : ٣٥٣ ، والشيخ في أماليه ١ : ١٢٤ ، أقول : مر في ج ٢ : الرقم ٥٩ ويأتي في ج ٤ : الرقم ٤٩ مثله.

(٢) ليس في « ط ».

(٣) في « ط » : عذار.

(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٢٤ ، والمفيد في أماليه : ١٣٨ و ٣٥٤ ، والصدوق في أماليه : ٤٤٠ ، أقول : يأتي في ج ٩ : الرقم ٣١ مثله.

١٩٩

قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدّثنا عبدالله ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مرو سعيد بن وهب ، وعن يزيد (١) بن نقيع قالوا : سمعنا علياً عليه‌السلام يقول في الرحبة :

« أنشد الله من سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم ما قال إلاّ قام ، فقام ثلاثة عشر فشهدوا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى يارسول الله ، فأخذ بيد علي عليه‌السلام وقال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وقال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث : أي اشياخ لهم (٢) » (٣).

٢٣ ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه في خانقانه بالري في شهر ربيع الأوّل سنة عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد وأبو عبدالله محمّد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن محمّد الطوسي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا الشيخ المفيد محمّد بن محمّد ، قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا أبو حاتم ، قال : حدّثنا محمّد بن فرات ، قال : حدّثنا حنان بن سدير ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه‌السلام قال :

« ما ثبت الله تعالى حب عليّ في قلب أحد فزلت له قدم ، إلاّ ثبت الله له قدماً اُخرى » (٤).

٢٤ ـ أخبرنا والدي أبو القاسم علي بن محمّد بن عليّ الفقيه رحمه‌الله وعمار بن

__________________

(١) في أمالي الشيخ : زيد.

(٢) في « ط » : أشياخ هم ، وفي الأمالي : يا أبا بكر في اشياء آخر.

(٣) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٢٦١ ، أقول : يأتي بألفاظ اُخر في ج ٣ : الرقم ٣٠ ، وج ٥ : الرقم ٢٣ ، وج ١٠ : الرقم ١٤.

(٤) رواه الصدوق في أماليه : ٤٦٧ مع اختلاف ، والشيخ في أماليه ١ : ١٣٢ ، أقول : مرّ في ج ٢ : الرقم ٦٥ مثله.

٢٠٠