نعم .. ومن اجل ان تطيب رائحة الفم اكثر ، لان السواك مطيبة للفم ايضا ، نجد : ان الحسن عليهالسلام كان يستاك بماء الورد (١).
هذا .. ولعل من الامور الذي لا تحتاج الى بيان : ان السواك في الحمام غير صحي ، لان السواك عبارة عن تنظيف الخلايا والفجوات من الفضلات ، فاذا تعرضت تلك الخلايا والفجوات لجو الحمام المزدحم بالميكروبات ، فلسوف تتعرض لغزو عنيف منها. ولن يمكن التخلص منها بعد بسهولة ويسر ، لا سيما وانه وهو في ذلك الجو كلما اخرج منها فوجا استقر في مكانه فوج آخر ، واتخذ مواقعه ..
نعم .. ولايوجد ثمة اي شيء يحجزها عن الوصول الا الامكنة الحساسة ، لمباشرة اعمالها التخريبية رأسا ..
اما في غير جو الحمام ، فان اللعاب يمنعها الى حد ما من الوصول بهذه السرعة الى الامكنة الحساسة ، وذلك بسبب تغطيته لها ولزوجته ، التي يحتاج اختراقها من قبل الجراثيم الى بعض الوقت ، مضافا الى تبدل اللعاب وتغيره باستمرار ، ولو بقى منها شيء مع هذا التبدل ، فان النوبة الثانية لاستعمال السواك تكون قد ازفت .. وأما اثناء السواك في الحمام ، فان اللعاب لا يصل الى المناطق التي عليها المسواك ، بل تبقى مكشوفة معرضة للعطب بأسرع ما يكون .. هذا .. مع ملاحظة ان جو الحمام يكون اغنى بهذه الميكروبات ، وتكون اكثر حيوية فيه ..
وهذا .. ما يفسر لنا ما ورد عن ابي عبد الله عليهالسلام في حديث : واياك والسواك
__________________
(١) البحار ج ٨٠ ص ٣٤٦ عن الهداية ص ١٨.