معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

عبد الصمد بن سلمان الحموي المعروف بالشامي ، وكان من صالحي القضاة ، تفقّه على القاضي أبي الطيب الطبري ، وكان لا يخاف في الله لومة لائم ، روى عن أبي القاسم بن بشران وأبي طالب بن غيلان وغيرهما ، روى عنه عبد الواحد بن المبارك وغيره ، ومولده بحماة سنة ٤٠٠ ، ومات ببغداد في شعبان سنة ٤٨٨.

الحَمائرُ : جمع حمار ، نحو شمال وشمائل وإفال وأفائل ، وهي حجارة تجعل حول الحوض تردّ الماء إذا طغى ، وأنشد ابن الأعرابي :

كأنما الشحط ، في أعلى حمائره ،

سبائب القرّ من ريط وكتّان

وهو علم لموضع ، كذا قيل.

الحَمَائمُ : قال الحفصي : ومن قلات العارض ، يعني عارض اليمامة المشهورة ، الحمائم والحجائز.

حَمَّتَا الثُّوَير والمُنتَضَى : تثنية الحمّة ، وستفسّر معانيها بعد هذا إن شاء الله ، والثّوير ، تصغير الثّور : وهما جبلان ، والثوير : أبيرق أبيض ، وهما لبني كعب بن عبد الله بن أبي بكر.

حَمْدَانُ : فعلان من الحمد ، قال العمراني : مدينة حواليها مائة وعشرون قرية.

حَمْرَاءُ الأَسد : الأسد أحد الأسد ، بالمد والإضافة : وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة ، إليه انتهى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد في طلب المشركين. والحمراء : اسم لمدينة لبلة بالأندلس ، وهي مدينة قديمة فيها آثار عجيبة ، وهي على نهر طنتس ، وبها عين الشّبّ وعين الزّاج. والحمراء أيضا : حصن من نواحي بيت المقدس. والحمراء أيضا : موضع بفسطاط مضر. والحمراء أيضا : من قرى مصر ، وتعرف بحمراء السّنبلّاوين ، بكسر السين المهملة ، وسكون النون ، وكسر الباء الموحدة ، وفتح الواو ، وياء ساكنة ، وكسر النون ، بلفظ التثنية : من كورة الشرقية. والحمراء أيضا ، وتعرف بالحمراء الشرقية وبحمراء شروين : من كورة الغربية.

والحمراء أيضا ، وتعرف بالحمراء الغربية : من كورة الغربية ، وإلى إحدى هذه ينسب إلياس بن الفرج بن ميمون الحمراوي ، روى عن يونس بن عبد الأعلى ، ومات سنة ٣٠٧. والحمراء أيضا : من قرى سنحان باليمن.

حُمْرَانْدِز : بالضم ثم السكون ، وراء ، وألف ونون ساكنين ، وكسر الدال المهملة ، وزاي ، معناه بالفارسية قلعة حمران : وهي بخراسان ، وذكرها في الفتوح ، فتحها عبد الله بن عامر بن كريز في سنة ٣١ عنوة.

حُمْرَانُ : بالضم أيضا ، قصر حمران : في البادية بين العقبة والقاع بقرب الجادّة ، يطؤه الحاج متياسرا قليلا ، قال ربيعة بن مقروم الضبي :

أمن آل هند عرفت الرّسوما ،

بحمران قصرا ، أبت أن تريما

تخال معارفها ، بعد ما

أتت سنتان عليها ، الوشوما

وقصر حمران أيضا : قرية قرب المعشوق في غربي سامرّاء ، بينها وبين تكريت مرحلة.

وحمران أيضا : ماء في ديار الرّباب ، كان مالك ابن الريب المازني ورفيق له يقال له أبو حردب يلصّان ويقطعان الطريق ، فاستعمل رجل من الأنصار عليهم فأخذ مالكا وأبا حردب ، وتخلّف مالك مع الأنصاري فأمر غلاما له فجعل يسوق مالكا ، فتغفّل مالك غلام الأنصاري فانتزع منه سيفه فقتله به ثم

٣٠١

شدّ على الأنصاري فقتله ثم هرب إلى البحرين ومنها إلى فارس فلم يزل مقيما بها إلى أن قدم سعيد بن عثمان ابن عفّان واليا على خراسان فاستصحبه ، وقال مالك :

سرت في دجى ليل ، فأصبح دونها

مفاوز حمران الشريف وغرّب

تطالع من وادي الكلاب كأنها ،

وقد أنجدت منه ، فريدة ربرب

عليّ دماء البدن ، إن لم تفارقي

أبا حردب يوما وأصحاب حردب

وحمران أيضا : موضع بالرّقة.

حِمِرٌّ : بكسرتين ، وتشديد الراء ، بوزن حبرّ وفلزّ : موضع بالبادية.

حِمِزَّانُ : بكسرتين ، وتشديد الزاي ، وألف ، ونون : قرية بنجران اليمن.

حَمْزَةُ : بالفتح ثم السكون ، وزاي : مدينة بالمغرب ، قال البكري : الطريق من أشير إلى مرسى الدجاج ، تخرج من مدينة أشير إلى شعبة ، وهي قرية ، ومنها إلى مضيق بين جبلين ثم تفضي إلى فحص أفيح ، تجمع فيه عروق العاقر قرحا ومن هذا الموضع تحمل إلى الآفاق ، وهناك مدينة تسمّى حمزة نزلها وبناها حمزة بن الحسن بن سليمان بن الحسين بن عليّ بن الحسن ابن عليّ بن أبي طالب وأبوه الحسن بن سليمان هو الذي دخل المغرب ، وكان له من البنين حمزة هذا وعبد الله وإبراهيم وأحمد ومحمد والقاسم وكلّهم أعقب هناك ، وتسير من حمزة إلى بلياس ، وهي في جبل عظيم ، ومن بلياس إلى مرسى الدجاج ، ينسب إليها أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الحمزي المغربي ، كان فقيها صالحا ، سمع ببغداد أبا نصر الزّينبي ، وبالبصرة أبا عليّ التّستري ، روى عنه أبو القاسم الدمشقي وقال : توفي سنة ٥٢٧. وسوق حمزة : بلد آخر بالمغرب ، وهي مدينة عليها سور ينزلها صنهاجة ، منسوبة أيضا إلى حمزة بن حسن بن سليمان ، وهي أقرب من الأولى.

حِمْصُ : بالكسر ثم السكون ، والصاد مهملة : بلد مشهور قديم كبير مسوّر ، وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تلّ عال كبيرة ، وهي بين دمشق وحلب في نصف الطريق ، يذكر ويؤنث ، بناه رجل يقال له حمص بن المهر بن جان بن مكنف ، وقيل : حمص بن مكنف العمليقي ، وقال أهل الاشتقاق : حمص الجرح يحمص حموصا وانحمص ينحمص انحماصا إذا ذهب ورمه ، وقال أبو عون في زيجه : طول حمص إحدى وستون درجة ، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان ، وهي في الإقليم الرابع ، وفي كتاب الملحمة : مدينة حمص طولها تسع وستون درجة ، وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة ، من الإقليم الرابع ، ارتفاعها ثمان وسبعون درجة ، تحت ثماني درج من السرطان ، يقابلها مثلها من الجدي ، بيت ملكها مثلها من الحمل ، بيت عاقبتها مثلها من الميزان ، قال أهل السير : حمص بناها اليونانيون وزيتون فلسطين من غرسهم.

وأما فتحها فذكر أبو المنذر عن أبي مخنف أن أبا عبيدة ابن الجرّاح لما فرغ من دمشق قدم أمامه خالد بن الوليد وملحان بن زيّار الطائي ثم اتبعهما فلما توافوا بحمص قاتلهم أهلها ثم لجؤوا إلى المدينة وطلبوا الأمان والصلح ، فصالحوه على مائة ألف وسبعين ألف دينار ، وقال الواقدي وغيره : بينما المسلمون على أبواب دمشق إذ أقبلت خيل للعدوّ كثيفة فخرج إليهم جماعة من المسلمين فلقوهم بين بيت لهيا والثنيّة فولّوا منهزمين

٣٠٢

نحو حمص على طريق قارا حتى وافوا حمص وكانوا متخوفين لهرب هرقل عنهم فأعطوا ما بأيديهم وطلبوا الأمان ، فأمنهم المسلمون فأخرجوا لهم النّزل فأقاموا على الأرنط ، وهو النهر المسمى بالعاصي ، وكان على المسلمين السّمط بن الأسود الكندي ، فلما فرغ أبو عبيدة من أمر دمشق استخلف عليها يزيد بن أبي سفيان ثم قدم حمص على طريق بعلبكّ فنزل بباب الرّستن فصالحه أهل حمص على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم وأرحائهم واستثنى عليهم ربع كنيسة يوحنا للمسجد واشترط الخراج على من أقام منهم ، وقيل : بل السمط صالحهم فلما قدم أبو عبيدة أمضى الصلح ، وإن السمط قسم حمص خططا بين المسلمين وسكنوها في كل موضع جلا أهله أو ساحة متروكة ، وقال أبو مخنف : أول راية وافت للعرب حمص ونزلت حول مدينتها راية ميسرة بن مسرور العبسي ، وأول مولود ولد في الإسلام بحمص أدهم بن محرز ، وكان أدهم يقول : إن أمّه شهدت صفين وقاتلت مع معاوية وطلبت دم عثمان ، رضي الله عنه ، وما أحبّ أن لي بذلك حمر النّعم ، قالوا : ومن عجائب حمص صورة على باب مسجدها إلى جانب البيعة على حجر أبيض أعلاه صورة إنسان وأسفله صورة العقرب ، إذ أخذ من طين أرضها وختم على تلك الصورة نفع من لدغ العقرب منفعة بينة ، وهو أن يشرب الملسوع منه بماء فيبرأ لوقته ، وقال عبد الرحمن :

خليليّ ، إن حانت بحمص منيّتي ،

فلا تدفناني وارفعاني إلى نجد

ومرّا على أهل الجناب بأعظمي ،

وإن لم يكن أهل الجناب على القصد

وإن أنتما لم ترفعاني ، فسلّما

على صارة فالقور فالأبلق الفرد

لكيما أرى البرق الذي أومضت له

ذرى المزن ، علويّا ، وما ذا لنا يبدي

وبحمص من المزارات والمشاهد مشهد علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فيه عمود فيه موضع إصبعه ، رآه بعضهم في المنام ، وبها دار خالد بن الوليد ، رضي الله عنه ، وقبره فيما يقال ، وبعضهم يقول إنه مات بالمدينة ودفن بها وهو الأصحّ ، وعند قبر خالد قبر عياض بن غنم القرشي ، رضي الله عنه ، الذي فتح بلاد الجزيرة ، وفيه قبر زوجة خالد بن الوليد وقبر ابنه عبد الرحمن ، وقيل : بها قبر عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، والصحيح أن عبيد الله قتل بصفين ، فإن كان نقلت جثته إلى حمص فالله أعلم ، ويقال : إن خالد بن الوليد مات بقرية على نحو ميل من حمص ، وإن هذا الذي يزار بحمص إنما هو قبر خالد بن يزيد ابن معاوية ، وهو الذي بنى القصر بحمص ، وآثار هذا القصر في غربي الطريق باقية ، وبحمص قبر سفينة مولى رسول الله ، واسم سفينة مهران ، وبها قبر قنبر مولى عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، ويقال : إن قنبر قتله الحجاج وقتل ابنه وقتل ميثما التّمّار بالكوفة ، وبها قبور لأولاد جعفر بن أبي طالب ، وهو جعفر الطّيّار ، وبها مقام كعب الأحبار ومشهد لأبي الدّرداء وأبي ذرّ ، وبها قبر يونان والحارث بن عطيف الكندي وخالد الأزرق الغاضري والحجاج بن عامر وكعب وغيرهم ، وينسب إليها جماعة من العلماء ، ومن أعيانهم : محمد بن عوف ابن سفيان أبو جعفر الطائي الحمصي الحافظ ، قال الإمام أبو القاسم الدمشقي : قدم دمشق فى سنة ٢١٧ وروى

٣٠٣

عن أبيه وعن محمد بن يوسف القبرياني وأحمد بن يونس وآدم بن أبي إياس وأبي المغيرة الحمصي وعبد السلام ابن عبد الحميد السّكوني وعليّ بن قادم وخلق كثير من هذه الطبقة ، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرزاياني وأبو داود السجستاني وابنه أبو بكر وعبد الرحمن بن أبي حاتم ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو زرعة الدمشقي وخلق كثير من هذه الطبقة ، قال عبد الصمد بن سعيد القاضي : سمعت محمد بن عوف بن سفيان يقول : كنت ألعب في الكنيسة بالكرة وأنا حدث فدخلت الكرة المسجد حتى وقعت بالقرب من المعافى بن عمران فدخلت لآخذها فقال لي : يا فتى ابن من أنت؟ قلت : أنا ابن عوف ، قال : ابن سفيان؟ قلت : نعم ، فقال : أما إنّ أباك كان من إخواننا وكان ممن يكتب معنا الحديث والعلم والذي يشبهك أن تتبع ما كان عليه والدك ، فصرت إلى أمي فأخبرتها فقالت : صدق يا بنيّ هو صديق لأبيك ، فألبستني ثوبا من ثيابه وإزارا من أزره ثم جئت إلى المعافى ابن عمران ومعي محبرة وورق فقال لي : اكتب حدثنا إسماعيل بن عبد ربه بن سليمان ، قال : كتبت إليّ أم الدرداء في لوحي فيما تعلمني اطلبوا العلم صغارا تعلموه كبارا ، قال : فإن لكل حاصد ما زرع خيرا كان أو شرّا ، فكان أول حديث سمعته ، وذكر عند يحيى بن معين حديث من حديث الشام فردّه وقال : ليس هو كذا ، قال : فقال له رجل في الحلقة : يا أبا زكرياء إن ابن عوف يذكره كما ذكرناه ، قال : فإن كان ابن عوف ذكره فإن ابن عوف أعرف بحديث بلده ، وذكر ابن عوف عند عبد الله بن أحمد بن حنبل في سنة ٢٧٣ فقال : ما كان بالشام منذ أربعين سنة مثل محمد بن عوف ، ذكر ابن قانع أنه توفي سنة ٢٦٩ ، وقال ابن المنادي : مات في وسط سنة ٢٧٢ ، ومحمد بن عبيد الله بن الفضل يعرف بابن أبي الفضل أبو الحسن الكلاعي الحمصي ، حدث عن مصيفي وجماعة كثيرة من طبقته ، وروى عنه القاضي أبو بكر الميانجي وأبو حاتم محمد ابن حبّان البستي وجماعة كثيرة من طبقتهما ، وكان من الزّهاد ، ومات في أول يوم رمضان سنة ٣٠٩ ، ومات ابنه أبو علي الحسن لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة ٣٥١.

ومن عجيب ما تأمّلته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل ، إنّ أشدّ الناس على علي ، رضي الله عنه ، بصفين مع معاوية كان أهل حمص وأكثرهم تحريضا عليه وجدّا في حربه ، فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة حتى إن في أهلها كثيرا ممن رأى مذهب النّصيرية وأصلهم الإمامية الذين يسبون السلف ، فقد التزموا الضلال أولا وأخيرا فليس لهم زمان كانوا فيه على الصواب.

وحِمْصُ أَيضاً : بالأندلس ، وهم يسمون مدينة إشبيلية حمص ، وذلك أن بني أمية لما حصلوا بالأندلس وملكوها سمّوا عدة مدن بها بأسماء مدن الشام ، وقال ابن بسّام : دخل جند من جنود حمص إلى الأندلس فسكنوا إشبيلية فسمّيت بهم ، وقال محمد بن عبدون يذكرها :

هل تذكر العهد الذي لم أنسه ،

ومودة مخدومة بصفاء

ومبيتنا في أرض حمص ، والحجى

قد حلّ عقد حباه بالصهباء

ودموع طلّ الليل تخلق أعينا

ترنو إلينا من عيون الماء

٣٠٤

حِمِّصٌ : بكسرتين وتشديد الميم ، والصاد مهملة أيضا ، دار الحمّص : بمصر عند المربغة ، ينسب إليها عبد الله بن منير الحمّصيّ المصري ، ذكره ابن يونس في تاريخ مصر وقال : كان يسكن دار الحمص التي عند المربغة فنسب إليها ، وهو مولى لبعض آل أبي غشيم مولى مسلمة بن مخلد الأنصاري ، كان موثقا عند القضاة.

حَمِصُ : بالفتح ثم الكسر والتخفيف ، والصاد مهملة : قرية قرب خلخال من أعمال الشار في طرف أذربيجان من جهة قزوين.

حَمْضٌ : بالفتح ثم السكون ، والضاد معجمة ، وهو في اللغة كل نبت فيه ملوحة ترعاه الإبل ، وادي حمض : قريب من اليمامة ، له ذكر في شعرهم.

حَمَضٌ : بفتحتين ، حمض وعريق بالتصغير : موضعان بين البصرة والبحرين ، وقال نصر : حمض منزل بين البصرة والبحرين في شرقي الدهناء ، وقيل : هو بين الدّوّ وسودة ، وهو منهل وقرية عليها نخيلات لبني مالك بن سعد ، قال الراجز :

يا ربّ بيضاء ، لها زوج حرض ،

حلّالة بين عريق وحمض ،

ترميك بالطرف كما ترمي الغرض

حَمِضة : بالفتح ثم الكسر : من قرى عثّر من أرض اليمن من جهة قبلتها.

حَمَضَى : بثلاث فتحات ، مقصور ، بوزن جمزى ، يوم حمضى : من أيام العرب ، وهو يوم قراقر.

الحَمْقَتان : قال سيف : عقد أبو بكر ، رضي الله عنه ، لخالد بن سعيد بن العاص وكان قدم من اليمن وترك عمله وبعثه إلى الحمقتين من مشارف الشام.

حُمْلانُ : موضع باليمن من أرض قدم المغرب ، قال الصّليحي يذكر خيلا :

حتى استوت رأس حملان عوائرها ،

يحملن ، من يعرب العرباء ، آسادا

حَمُلُ : بفتح أوله ، وضم ثانيه ، ولام : من قرى اليمن ثم من حازّة بني شهاب.

حَمَلٌ : بفتحتين ، بلفظ الحمل من الشاء ، قال أبو منصور : هو اسم جبل فيه جبلان يقال لهما طمرّان ، وأنشد للراجز :

كأنهما ، وقد تدلّى نسران ،

ضمّهما من حمل طمرّان

صعبان من شمائل وأيمان

وقال غيره : حمل في أرض بلقين بن جسر بالشام ، يذكر مع أعفر فيقال : حمل وأعفر ، وقال العمراني : حمل بالشام في شعر امرئ القيس ، ورواه السكري عن الكلبي بالجيم فقال :

تذكّرت أهلي الصالحين ، وقد أتت

على جمل منا الركاب وأعفرا(١)

وحمل أيضا : جبل قرب مكة عند نخلة اليمانية.

وحمل أيضا : اسم نقا من رمل عالج.

حُمُّ : بالضم ، الحمم في اللغة مصدر الأحمّ ، والجمع الحم ، وهو الأسود من كل شيء ، وبه سمّي هذا الموضع : وهي أجبل سود بنجد في ديار بني كلاب ، قال رجل منهم :

هل تعرف الدار عفت بالحم

قفرا كخط النقش بالقلم

لم يبق غير نؤيها الأثلم

حِمُّ : بالكسر : اسم واد في بلاد طيّء.

__________________

(١) في ديوان امرئ القيس : على خملى

٣٠٥

حُمَمُ : بالضم ثم الفتح ، يوم ذي حمم : من أيام العرب.

حَمْنان : بالفتح ثم السكون ، ونونان بينهما ألف : موضع باليمن ، والحمنان : صقعان يمانيان ، ولا أدري حمنان الذي تقدم أحدهما أم غيره ، وواحد الحمنين حمن لا حمنا ، هكذا قال نصر.

حَمُّورِيَةُ : بالفتح ، وتشديد الميم وضمها : قرية بالغوطة من دمشق ، قال ابن منير :

سقاها ، وروّى من النّيربين

إلى الغيضتين وحمّوريه ،

إلى بيت لهيا إلى برزة ،

دلاح مكفكفة الأوعية

حَمَّةُ : بالفتح ثم التشديد ، قال ابن شميل : الحمّة حجارة سوداء تراها لازقة بالأرض ، تغور في الليلة والليلتين والثلاث ، والأرض تحت الحجارة تكون جلدا وسهولة ، والحجارة تكون متدانية ومتفرقة وتكون ملساء مثل الجمع ورؤوس الرجال ، والجمع الحمام ، وحجارتها منقلعة ولازمة بالأرض تنبت نبتا لذلك ليس بالقليل ولا الكثير ، والحمّة أيضا ما يبقى من الألية بعد الذّوب ، والحمّة العين الحارة يستشفي بها الأعلّاء والمرضى ، وفي الحديث : العالم كالحمّة تأتيها البعداء ويتركها القرباء ، فبينما هي كذلك إذ غار ماؤها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يتفكنون أي يتندمون ، وفي بلاد العرب حمّات كثيرة ، منها : حمّة أكيمة في بلاد كلاب ، وحمّتا الثّوير لبني كلاب أيضا ، وحمّة البرقة ، وحمّة خنزر ، وحمة المنتضى ، وحمة الهودرى ، هذه الست في بلاد كلاب ، فأما حمة المنتضى فهي حمة فاردة ليس بقربها جبل ، قال الأصمعي : هي جبل صغير كأنه قطع من حرّة لبني كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب ، وحمة الثّوير أبيرق ، وهذا كله في مصادر المضارعة ، وقال عبد العزيز بن زرارة بن جنّ بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب :

ورحنا من الوعساء ، وعساء حمّة ،

لأجرد كنا قبله بنعيم

والحمة أيضا : جبل بين توز وسميراء عن يسار الطريق ، به قباب ومسجد. وحمة ماكسين : في ديار ربيعة ، قال نفيع بن صفّار :

فحمّة ماكسين ، إذا التقينا ،

وقد حمّ التوعّد والزّئير

والحمة أيضا : قرية في صعيد مصر. والحمة : مدينة بإفريقية من عمل قسطيلية من نواحي بلاد الجريد.

والحمة أيضا : قرية من أودية العلاة من أرض اليمامة.

والحمة أيضا : عين حارة بين إسعرت وجزيرة ابن عمر على دجلة ، تقصد من النواحي البعيدة يستشفى بمائها ، ولها موسم ، والحمة : الأسود من كل شيء ، والحمة : المنيّة ، وقال نصر : الحمة جبل أو واد بالحجاز.

حُمَّيَّان : بالضم ، وتشديد الميم وفتحها ، وياء مشدّدة : جبل من جبال سلمى على حافة وادي ركّ.

الحُمَيرَاءُ : تصغير حمراء : موضع من نواحي المدينة ذو نخل ، قال ابن هرمة :

ألا إنّ سلمى اليوم جذت قوى الحبل ،

وأرضت بنا الأعداء من غير ما دخل

كأن لم تجاورنا بأكناف مثعر

وأخزم ، أو خيف الحميراء ذي النخل

حِمْيَرُ : بالكسر ثم السكون ، وياء مفتوحة ، وراء ، قال ابن أبي الدمنة الهمذاني : حمير بن الغوث بن سعد

٣٠٦

ابن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير بن سبأ الأصغر بن لهيعة بن حمير بن سبأ بن يشجب ، وهو حمير الأكبر ، وحمير الغوث هو حمير الأدنى ، ومنازلهم باليمن بموضع يقال له حمير غربيّ صنعاء ، وهم أهل غتمة ولكنة في الكلام الحميري ، قال : ولذلك يقول أهل صنعاء إذا أرادوا غتميّا من أغتام بادية صنعاء هو حميريّ ، يريدون من حمير بن الغوث ولا يريدون حمير الأكبر ولا حمير بن سبأ الأصغر ، وهم يعلمون أنّ فيهم الفصاحة والشعر ، وإلى حمير بن الغوث هذا ينسب أكثر هذه اللغة الحميرية.

الحِميَريُّونَ : محلة بظاهر دمشق على القنوات ، لها ذكر في خبر شبيب العقيلي الذي ذكره المتنبي في مدحه لكافور ، وقال الحافظ أبو القاسم الدّمشقي : جنادة بن قضاعة الضّبّي من أهل قرية الحميريّين ، حدّث عن سليمان بن داود الخولاني الدّاراني ، روى عنه عمرو بن أبي سلمة الدمشقي ، نزل تنّيس.

حَمْيضُ : بالفتح ثم السكون ، وياء ، والضاد معجمة : ماء لعائذة بن مالك بقاعة بني سعد.

حُمَيِّطٌ : بالضم ثم الفتح ، وياء مشددة مكسورة ، وهو تصغير الحماط ، وهو شجر كبار ينبت في بلادهم تألفه الحيّات ، قال :

كأمثال العصيّ من الحماط

وهو رملة بالدهناء ، قال ذو الرّمّة :

إلى مستوى الوعساء بين حميّط

وبين جبال الأشيمين الحوادر

أي المكتنزات ، وقد ذكر ذو الرّمة في شعره حماط لعله هذا وقد صغّره ، وقد مرّ.

الحُميْلِيَّةُ : مصغر منسوب : قرية من قرى نهر الملك من نواحي بغداد ، ينسب إليها منصور بن أحمد بن أبي العزّ بن سعد المقري الضرير الحميلي ، سمع دعوان ابن علي بن حمّاد الجبّائي وعلي بن عبد العزيز بن السّمّاك ، سمع منه ابن نقطة وقال : مات سنة ٦١٢.

الحُميْمَةُ : بلفظ تصغير الحمّة ، وقد مرّ تفسيرها : بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام كان منزل بني العباس ، وأيضا قرية ببطن مرّ من نواحي مكة بين سروعة والبريراء فيها عين ونخل ، وفيها يقول محمد بن إبراهيم بن قربة العثري شاعر عصري أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي المعروف بابن الريحاني بمصر قال : أنشدني محمد بن قربة لنفسه :

مرتعي ، من بلاد نخلة ، في الصي

ف بأكناف سولة والزّيمه

وإذا ما نجعت وادي مرّ

لربيع وردت ماء الحميمه

ربّ ليل سريت يمطرنا الما

ورد ، والنّدّ فيه يعقد غيمه

بين شمّ الأنوف زرّت عليهم

جالبات السرور أطناب خيمه

الحِمَى : بالكسر ، والقصر ، وأصله في اللغة الموضع فيه كلأ يحمى من الناس أن يرعوه أي يمنعونهم ، يقال : حميت الموضع إذا منعت منه ، وأحميته إذا جعلته حمى لا يقرب ، والحمى يمدّ ويقصر ، فمن مدّه جعله من حامى يحامي محاماة وحماء ، وقال الأصمعي : الحمى من حمى ثوبه ، وحجة من مده قولهم : نفسي لك الفداء والحماء ، ويكتب المقصور منه بالياء

٣٠٧

والألف لأنه قد حكي في تثنيته حموان وهو شاذ ، وقال الأصمعي : الحمى حميان حمى ضريّة وحمى الرّبذة ، قال المؤلف : ووجدت أنا حمى فيد وحمى النير وحمى ذي الشرى وحمى النقيع ، فأما حمى ضرية فهو أشهرها وأسيرها ذكرا ، وهو كان حمى كليب بن وائل فيما زعم لي بعض أهل بادية طيّء ، قال : ذلك مشهور عندنا بالبادية يرويه كابرنا عن كابر ، قال : وفي ناحية منه قبر كليب معروف أيضا إلى اليوم ، وهو سهل الموطئ كثير الخلّة ، وأرضه صلبة ونباته مسمنة ، وبه كانت ترعى إبل الملوك ، وحمى الربذة أيضا أراده رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بقوله : لنعم المنزل الحمى ، لو لا كثرة حيّاته ، وهو غليظ الموطئ كثير الحموض ، تطول عنه الأوبار وتنفتق الخواصر ويرهل اللحم ، وحمى فيد ، قال ثعلب : الحمى حمى فيد إذا كان في أشعار أسد وطئ ، فأما في أشعار كلب فهو حمى بلادهم قريب من المدينة بينها وبين عرب ، قال أعرابيّ :

سقى الله حيّا بين صارة والحمى ،

حمى فيد ، صوب المدجنات المواطر

أمين ، وردّ الله من كان منهم

إليهم ، ووقّاهم صروف المقادر

كأني طريف العين ، يوم تطالعت

بنا الرّمل سلّاف القلاص الضوامر

أقول لفقّام بن زيد : أما ترى

سنا البرق يبدو للعيون النواظر؟

فإن تبك للوجد الذي هيّج الجوى

أعنك ، وإن تصبر فلست بصابر

وحمى النّير ، بكسر النون ، وقد ذكر في موضعه ، قال الخطيم العكلي :

وهل أرين بين الحفيرة والحمى ،

حمى النير ، يوما ، أو بأكثبة الشعر

جميع بني عمرو الكرام وإخوتي ،

وذلك عصر قد مضى قبل ذا العصر

ويروى حمى بن عوى ، وكلاهما بالدّهناء. حمى الشّرى ذكر في الشرى. حمى النقيع ، بالنون ، ذكر في النقيع ، قال الشافعي ، رضي الله عنه ، في تفسير قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : لا حمى إلا لله ولرسوله ، كان الشريف من العرب في الجاهلية إذا نزل بلدا في عشيرته استعوى كلبا لخاصّة به مدى عوائه فلم يرعه معه أحد وكان شريكا في سائر المرابع حوله ، قال : فنهى أن يحمى على الناس حمى كما كان في الجاهلية ، وقوله : إلا لله ولرسوله يقول إلا لخيل المرسلين وركابهم المرصدة للجهاد كما حمى عمر النقيع لنعم الصدقة والخيل المعدّة في سبيل الله ، وللعرب في الحمى أشعار كثيرة ما يعنون بها إلّا حمى ضرية ، قال أعرابيّ :

ومن كان لم يغرض ، فإني وناقتي

بنجد إلى أرض الحمى غرضان

أليفا هوى ، مثلان في سرّ بيننا ،

ولكننا في الجهر مختلفان

تحنّ فتبدي ما بها من صبابة ،

وأخفي الذي لو لا الأسى لقضاني

وقال أعرابيّ آخر :

ألا تسألان الله أن يسقي الحمى؟

بلى فسقى الله الحمى والمطاليا

فإني لأستسقي لثنتين بالحمى ،

ولو تملكان البحر ما سقتانيا

٣٠٨

وأسأل من لاقيت : هل مطر الحمى؟

وهل يسألن أهل الحمى كيف حاليا؟

وقال أعرابيّ آخر :

خليليّ! ما في العيش عيب لو اننا

وجدنا لأيام الحمى من يعيدها

ليالي أثواب الصبا جدد لنا ،

فقد أنهجت هذي عليها جديدها

باب الحاء والنون وما يليهما

الحِنَّاءَتانِ : بالكسر ، وتشديد النون ، وألف ، وهمزة ، وتاء فوقها نقطتان ، وألف ، ونون ، تثنية الحنّاءة ، وهو الذي يختضب به ، يقال : حناء ، والحنّاءة أخص منه : وهما نقوان أحمران من رمل عالج شبها بالحناءة لحمرتهما.

الحِنَّاءَةُ : واحدة الذي قبله ، قال زياد بن منقذ :

يا ليت شعري عن جنبي مكشّحة ،

وحيث تبنى من الحنّاءة الأطم

عن الأشاءة ، هل زالت مخارمها ،

وهل تغيّر من آرامها إرم؟

ويروى الحماءة.

الحَنَابِجُ : بالفتح ، وبعد الألف باء موحدة ، وجيم ، قال أبو زياد وهو يذكر مياه غني بن أعصر فقال : ولهم الحبنج والحنبج والحنيبج ثلاثة أمواه ويقال لها الحنابج.

الحَناجِرُ : جمع حنجرة ، وهو الحلقوم ، قال الله تعالى : (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ) ، وهو بلد ، قال الشاعر :

ومدفع قفّ من جنوب الحناجر

حِناذِي الشَّرَى : بالكسر ، ويقال حمى ذي الشرى ، وذو الشرى : صنم لدوس وحماه حمى حموه ، وقد بسط القول فيه في ذكر الشرى.

الحناظِلُ : بالفتح ، والظاء معجمة ، كأنه مرتجل ، ذات الحناظل : موضع.

الحِناك : بالكسر ، وآخره كاف : من قرى ذمار باليمن.

حُناكُ : بالضم ، وآخره كاف أيضا : حصن كان بمعرّة النّعمان ، وكان حصنا مكينا خرّبه عبد الله بن طاهر في سنة ٢٠٩ فيما خرّب من حصون الشام لما عصى نصر بن شبث ، فلما ظفر به خرّب الحصون لئلا يطمع غيره في مثل فعله ، وشعراء المعرّة ، يكثرون من ذكره في غزلهم ، قال ابن أبي حصينة المعرّي :

وزمان لهو بالمعرّة مونق

بسيابها وبجانبي هرماسها

أيام قلت لذي المودّة : سقّني

من خندريس حناكها أو حاسها

وقال أبو المجد محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن سليمان ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان هو أخو أبي العلاء المعرّي :

يا مغاني الصّبا بباب حناك ،

لا بباب الغضا ووادي الأراك

لا تخطّتك غاديات الثّريّا ،

إن تعدّتك رائحات السّماك

أسلفتك الأيّام فيك سرورا ،

فاستردّ السرور ما قد عراك

وعزيز عليّ ان حكم الده

ر ، على رغم ناظري ، ببلاك

٣٠٩

بك وجدي ، إذا النجوم استقلّت ،

لهمومي في كثرة واشتباك

الحَنانُ : بالفتح والتخفيف ، والحنان في اللغة الرحمة ، قال الزمخشري : الحنان كثيب كبير كالجبل ، وقال نصر : الحنّان ، بتشديد النون مع فتح أوله ، رمل بين مكة والمدينة قرب بدر ، وهو كثيب عظيم كالجبل ، قال ابن إسحاق في مسير النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إلى بدر : فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر ثم انحطّ منها إلى بلد يقال له الدّبّة وترك الحنّان يمينا ، وهو كثيب عظيم كالجبل ، ثم نزل قريبا من بدر ، فمعنى الحنّان ، بالتشديد ، إذا ذو الرحمة ، ويقال أيضا : طريق حنّان أي واضح ، وأبرق الحنّان ذكر في موضعه.

الحَنَّانَةُ : تأنيث المشدد قبله : هي ناحية من غربي الموصل ، فتحها عتبة بن فرقد صلحا.

حِنِّبا : بكسرتين وتشديد الثانية ، وباء موحدة ، مقصور ، عجمية : ناحية من نواحي راذان من سواد العراق في شرقي دجلة.

حَنْبَلُ : بالفتح ثم السكون ، وباء موحدة مفتوحة ، ولام ، وهو في اللغة الرجل القصير الضخم البطن ، والحنبل أيضا الفرو ، وحنبل : اسم روضة في بلاد بني تميم ، قال الفرزدق :

أعرفت بين رويّتين وحنبل

دمنا ، تلوح كأنها أسطار

لعب الرياح بكل منزلة لها ،

وملثّة غيثاتها مدرار

الحَنْبليُّ : منسوب ، قال الحفصي : عن يسار السّمينة لمن يريد مكة من البصرة الحنبليّ ، وهو منهل ، وأنشد :

قلت لصحبي والمطيّ رائح :

بالحنبليّ نسوة ملائح ،

بيض الوجوه خرّد صحائح

حَنْجَرٌ : بفتح الجيم : موضع بالجزيرة ، قال تميم بن الحباب أخو عمير بن الحباب السّلمي :

جزى الله خيرا قومنا من عشيرة ،

بني عامر ، لما استهلّوا بحنجر

هم خير من تحت السماء ، إذا بدت

خدام النّسا مسّته لم يتغير

في أبيات ذكرت في لبّى ، وفي كتاب نصر : حنجرة أرض بالجزيرة من أرض بني عامر ، وهي من الشام ثم من قنسرين ، سميت بذلك لتجمع القبائل واختصاصها بها ، ويقال بالخاء ، كذا قال بالجزيرة ثم قال بالشام.

حُنْدُرَةُ : بالضم ثم السكون ، وضم الدال المهملة ، وراء ، فالحندرة والحنديرة والحندورة كله الحدقة : وهي من قرى عسقلان ، ينسب إليها سلامة بن جعفر الرملي الحندري ، روى عن عبد الله بن هانئ النيسابوري ، روى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو بكر محمد بن أحمد ، سمع محمد بن الحسين بن الترجمان.

حَنْدُوثا : بالفتح ثم السكون ، ودال مهملة مضمومة ، وواو ساكنة ، وثاء مثلثة ، مقصور : من قرى معرة النعمان ، ينسب إليها أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي جعفر الحندوثاني ، قرأ على ابن خالويه كتاب الجمهرة لابن دريد ، ومحمد بن إسماعيل الحندوثاني أحد وجوه المعرة وأعيانها ، قبض عليه سيف الدولة ابن حمدان فيمن قبض عليه ممن عصى عليه من مقدمي المعرّة مع ابن الأهوازي فقال له : من أنت؟ فقال له : أنا عبدك محمد بن إسماعيل الحندوثاني ، فقال له

٣١٠

سيف الدولة : بلغا بلغا :

ذئب تراه مصليا ،

فإذا تمثل لي ركع

يدعو ، وجلّ دعائه :

ما للفريسة لا تقع؟

وذلك في قصة فيها طول.

الحُنْدورَةُ : بالضم ثم السكون ، وهي الحدقة في اللغة : وهي من مياه بني عقيل بنجد ، عن أبي زياد الكلابي.

حَنَذُ : بالتحريك ، والذال معجمة ، قال نصر : حنذ ماء لبني سليم ومزينة ، وهو المنصف بينهما بالحجاز ، وحنذ أيضا : قرية لأحيحة بن الجلاح من أعراض المدينة فيها نخل ، وأنشد ابن السكيت لأحيحة بن الجلاح يصف النخل فإنه بحذاء حنذ وإنه يتأبر منها دون أن يؤبر ، فقال :

تأبّري يا خيرة الفسيل ،

تأبّري من حنذ وشولي ،

إذ ضن أهل النخل بالفحول

حَنَشُ : بالتحريك ، والشين معجمة ، والحنش في اللغة ما أشبه رؤوسه رؤوس الحيات من الحرابيّ وسوامّ أبرص ونحوها ، وقيل الحنش الحية ، وقيل الأفعى ، وقيل الحنش دوابّ الأرض من الحيات وغيرها ، وقيل الحنش كل ما يصطاد من الطير والهوامّ ، يقال : حنشت الصيد أحنشه وأحنشه إذا صدته. وحنش : موضع.

حُنُصُ : بضمتين ، وصاد مهملة : من نواحي ذمار باليمن.

حَنْظَلةُ : واحدة الحنظل ، وقال أبو الفضل بن طاهر : درب حنظلة بالريّ ، ينسب إليه أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي ، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، وداره ومسجده في هذا الدرب رأيته ودخلته ، ثم ذكر بإسناد له ، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أبي : نحن من موالي تميم بن حنظلة بن غطفان ، قال المؤلف : وهذا وهم ولعله أراد حنظلة بن تميم ، وأما غطفان فإنه لا شك في أنه غلط لأن حنظلة هو حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وليس في ولده من اسمه تميم ولا في ولد غطفان ابن سعد بن قيس بن عيلان من اسمه تميم بن حنظلة البتة على ما أجمع عليه النسابون إلا حنظلة بن رواحة ابن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عنس بن بغيض بن ريث بن غطفان ، وليس له ولد غير غطفان وليس في ولد غطفان من اسمه تميم ، والله أعلم ، وقد ذكرت خبر عبد الرحمن بن أبي حاتم ووفاته في الريّ.

الحَنْفاءُ : بالفتح ثم السكون ، والفاء ، والمد ، والحنف : ميل في صدر القدم ، والرّجل أحنف والقدم حنفاء : وهو ماء لبني معاوية بن عامر بن ربيعة ، قال الضحاك بن أبي عقيل :

أيا سدرتي وادي نخيل عليكما ،

وإن لم تزارا ، نضرة وسلام

يفيء حمام الواديين إليكما ،

وإن كان من سدر أعمّ ركام

وإني لأهوى ، من هوى بعض أهله ،

براما وأجراعا بهن برام

وأن أرد الماء الذي نضبت به

بسمراء ، من حرّ المقيظ ، صيام

ألمّا نسلّم أو نزر أرض واسط ،

فكيف بتسليم وأنت حرام؟

٣١١

ألا حبّذا الحنفاء والحاضر الذي

به محضر ، من أهلها ، ومقام

أقام به قلبي ، وراحت مطيّتي

بأشلاء جسم ناعم ، وعظام

الحِنْوُ : بالكسر ثم السكون ، والواو معرّبة ، وهو في اللغة كل شيء فيه اعوجاج ، والجمع أحناء ، تقول : حنو الحجاج وحنو الأضلاع ، وكذلك في الأكاف والقتب والسّرج والجبال والأودية وكل منعرج فهو حنو. ويوم الحنو : من أيام العرب.

وحنو ذي قار وحنو قراقر واحد ، قال الأعشى يفتخر بيوم ذي قار :

فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي

وراكبها يوم اللقاء ، وقلّت

كفوا ، إذ أتى الهامرز يخفق فوقه

كظل العقاب إذ هوت فتدلت

أذاقوهم كأسا من الموت مرّة ،

وقد بذخت فرسانهم وأدلّت

فصبّحهم بالحنو ، حنو قراقر ،

وذي قارها منها الجنود ، ففلّت

على كل محبوك السراة كأنه

عقاب سرت من مرقب ، إذ تدلت

فجادت على الهامرز ، وسط بيوتهم ،

شآبيب موت أسبلت فاستهلّت

تناهت بنو الأحزاب ، إذ صبرت لهم

فوارس من شيبان غلب ، فولت

الحُنيبجُ : مصغر ، وآخره جيم : ماء لغني بن يعصر ، قال أبو منصور : الحنيبج الضخم الممتلئ من كل شيء ، ورمل حنيبج : سفح عظيم.

حَنِيذٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وذال معجمة ، قال ابن حمدويه : الحنيذ الماء المسخن ، وأنشد لابن ميادة :

إذا باكرته بالحنيذ غواسله

قال : والحنيذ من الشاء النضيج ، وهو أن تدسّه في النار ، وقال أبو منصور : وقد رأيت بوادي الستار من ديار بني سعد عين ماء عليه نخل زين عامر وقصور من قصور مياه العرب يقال لذلك الماء الحنيذ ، وكنا نشيله حارّا فإذا حقن في السقاء وعلّق في الهواء حتى تضربه الريح عذب وطاب.

الحُنيْظِلةُ : تصغير حنظلة : ماءة لبني سلول يردها حاج اليمامة ، وإياها عنى ابن أبي حفصة ، وكان نعت ما كان بين اليمامة ومكة ماء السلوليين ذات الحمات ، وفي كتاب الأصمعي : الحنيظلة في الطريق يأخذ عليها ، وهي لربيعة بن عبد الملك.

حَنيفٌ : بالفتح ثم الكسر ، قال أبو عمرو : الحنف الميل من خير إلى شر ، ومنه أخذ الحنيف ، وقال أبو زيد : الحنيف المستقيم. وحنيف : اسم واد.

حَنِينَاء : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، ونون أخرى ، وألف ممدودة ، قال ابن القطاع في كتاب الأبنية : موضع ، وقال غيره : دير حنيناء من أعمال دمشق ، وقال نصر : حنيناء ، ممدود ، من قرى قنسرين ، وقال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي يمدح خالد بن يزيد بن مزيد وهو بقنسرين :

يقول أناس في حنيناء عاينوا

عمارة رحلي من طريف وتالد :

أصادفت كنزا أم صبحت بغارة

ذوي غرّة ، حاميهم غير شاهد؟

٣١٢

فقلت لهم : لا ذا ولا ذاك ديدني ،

ولكنني أقبلت من عند خالد

جذبت نداه ، ليلة السبت ، جذبة ،

فخرّ صريعا بين أيدي القصائد

حُنَينٌ : يجوز أن يكون تصغير الحنان ، وهو الرحمة ، تصغير ترخيم ، ويجوز أن يكون تصغير الحنّ ، وهو حيّ من الجن ، وقال السّهيلي : سمي بحنين بن قانية بن مهلائيل ، قال : وأظنه من العماليق ، حكاه عن أبي عبيد البكري ، وهو اليوم الذي ذكره جلّ وعز في كتابه الكريم : وهو قريب من مكة ، وقيل : هو واد قبل الطائف ، وقيل : واد بجنب ذي المجاز ، وقال الواقدي : بينه وبين مكة ثلاث ليال ، وقيل : بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا ، وهو يذكر ويؤنث ، فإن قصدت به البلد ذكّرته وصرفته كقوله عزّ وجل : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) ، وإن قصدت به البلدة والبقعة أنّثته ولم تصرفه كقول الشاعر :

نصروا نبيّهم وشدوا أزره

بحنين ، يوم تواكل الأبطال

وقال خديج بن العوجاء النصري :

ولما دنونا من حنين ومائه

رأينا سوادا منكر اللون أخصفا

بملمومة عمياء لو قذفوا بها

شماريخ من عروى ، إذا عاد صفصفا

ولو أنّ قومي طاوعتني سراتهم ،

إذا ما لقينا العارض المتكشّفا

إذا ما لقينا جند آل محمد

ثمانين ألفا ، واستمدوا بخندفا

كأنه تصغير حنّ عليه إذا أشفق ، وهي لغة في أحنى ، موضع عند مكة يذكر مع الولج ، وقال بشر بن أبي خازم :

لعمرك ما طلابك أمّ عمرو ،

ولا ذكراكها إلّا ولوع

أليس طلاب ما قد فات جهلا ،

وذكر المرء ما لا يستطيع؟

أجدّك ما تزال تحنّ همّا ،

وصحبي بين أرحلهم هجوع

وسائدهم مرافق يعملات ،

عليها دون أرجلها قطوع

الحَنِيُّ : بالفتح ثم الكسر ، وتشديد الياء : من الأماكن النجدية ، عن نصر ذكره مقترنا مع الذي بعده.

الحِنْيُ : بالكسر ثم السكون ، وياء معربة : موضع بين العراق والشام بالسماوة.

باب الحاء والواو وما يليهما

حَوَّاءُ : بلفظ حوّاء أمّ البشر ، والحوّة : حمرة تضرب إلى السواد ، والحوّة : سمرة الشّفة ، رجل أحوى وامرأة حوّاء ، ويقال لصاحب الحيات حواء عند من يقول إن اشتقاق الحية من حوّيت لأنها تتحوّى أي تتلوّى ، ومن قال أصله حيوة فيقول حائي على مثل فاعل ، ومنهم من يقول حاو على مثل فاعل أيضا ، قال أبو منصور : كل ذلك تقول العرب.

وحواء : ماء من نواحي اليمامة في جهة المغرب من الوشم ، وقيل : لضبة وعكل ، وقيل : حواء ماء ببطن السرّ قرب الشّريف بين اليمامة وضريّة ، ويقال لأضاخ حواء الذهاب ، قال عوف بن الجزع :

نقود الجياد بأرسانها ،

يضعن بوادي الرّشاء المهارا

٣١٣

تشقّ الأحزّة سلّافنا ،

كما شقّق الهاجريّ الديارا

شر بن بحوّاء من ناجر ،

وسرن ثلاثا ، فأين الجفارا (١)

وجلّلن دمخا دماغ العرو

س أدنت على حاجبيها الخمارا

فكادت فزارة تصلى بنا ،

فأولى فزارة أولى فزارا

الحَوْأَبُ : بالفتح ثم السكون ، وهمزة مفتوحة ، وباء موحدة ، وأصله في اللغة ، يقال : حافر حوأب وأب صعب ، والحوأبة : العلبة الضخمة ، والحوأب : الوادي الوسيع في هذه. والحوأب : موضع في طريق البصرة محاذي البقرة ماءة أيضا من مياههم ، قال أبو زياد : ومن مياه أبي بكر بن كلاب الحوأب ، وهو من المياه الأعداد وقديم جاهليّ ، وقال نصر : الحوأب من مياه العرب على طريق البصرة ، والحوأب والعناب والحزيز : جبال سود أظنها في ديار عوف ابن عبد بن أبي بكر بن كلاب أخي قريط بن عبد ، وقيل : سمي الحوأب بالحوأب بنت كلب بن وبرة ، وهي أم تميم وبكر المعروف بالشعيراء والغوث وهو الربيط ، وهو صوفة وثعلبة ، وهو ظاعنة وغيرهم من ولد مرّ بن أد بن طابخة ، وبالحوأب حصن لعبد العزيز بن زرارة الكلبي ، وقال أبو منصور : الحوأب موضع بئر نبحت كلابه على عائشة أم المؤمنين عند مقبلها إلى البصرة ، ثم أنشد :

ما هي إلّا شربة بالحوأب ،

فصعّدي من بعدها أو صوّبي

وفي الحديث : أن عائشة لما أرادت المضي إلى البصرة في وقعة الجمل مرّت بهذا الموضع فسمعت نباح الكلاب فقالت : ما هذا الموضع؟ فقيل لها : هذا موضع يقال له الحوأب ، فقالت : إنا لله ما أراني إلا صاحبة لقصة ، فقيل لها : وأيّ قصة؟ قالت : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول وعنده نساؤه : ليت شعري أيّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب سائرة إلى الشرق في كتيبة! وهمّت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها أنه ليس بالحوأب ، وفي كتاب سيف : أن فلال يوم بزاخة الذين كانوا مع طليحة المتنبي أجمعت إلى ظفر وبها أم زمل سلمى بنت مالك ابن حذيفة بن بدر الفزارية ، وكانت عزيزة في أهلها مثل أمّها أم قرفة ، فنزلوا إليها فذمرتهم وأقرّتهم بالحرب ، وكانت أم زمل قد سبيت أيام أمّ قرفة فوهبت لعائشة فأعتقتها ، فكانت تكون عندها ، وقد كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، دخل عليهن فقال : إن إحداكن تستنبح كلاب أهل الحوأب ، ثم رجعت سلمى إلى قومها وارتدّت فيمن ارتدّ ، فلما رجع إليها الفلال طلبت بذلك الثأر فسيّرت ما بين ظفر والحوأب حتى تجمع لها خلق كثير من غطفان وهوازن وسليم وأسد وطئ ، فبلغ ذلك خالدا ، فسار إليها واقتتل الفريقان قتالا شديدا وهي راكبة على جمل أمها حتى اجتمع على الجمل أناس من المسلمين فعقروه وقتلوها وقتلوا حولها مائة رجل ، فكانوا يروون أنها التي عناها النبي ، صلى الله عليه وسلم.

والحوأب في أخبار الردّة : مخلاف بالطائف. والحوأب أيضا : جبل أسود تقدم ذكره.

حُوَارُ : الضم والكسر ، وتخفيف الواو ، وهو بالضم ولد الناقة ، ولا يزال حوارا حتى يفصل عن أمه ، فإذا فصل فهو الفصيل ، والحوار فيمن كسره المحاورة ، وهو مراجعة الكلام. وحوار : ناحية

__________________

(١) قوله : فأين الجفارا ، هكذا في الأصل.

٣١٤

من نواحي هجر ، ويقال لها حوارين أيضا كما نذكره بعد.

حَوَّارُ : بالفتح ، وتشديد الواو : كورة بحلب بين عزاز والجومة. وحوّار أيضا : من قرى منبج.

حُوَّارُ : بالضم ، وتشديد الواو ، وهو الأبيض ، ومنه الخبز الحوّارى. والحوّار والبشر : موضعان بالجزيرة ، عن أبي منصور ، وأنشد لابن أحمر :

لعبت بها هوج يمانية

فترى معارفها ، ولا تدري

إن تغد من عدن فأبنية ،

فمقيلها الحوّار والبشر

وذكر أحمد بن الطيب في رحلة المعتضد إلى الطواحين : حوّار جبل في غربي جيحان من ثغور الشام ، قال : سمّي بذلك لبياض تربتها ، وبذلك سمّي الدقيق الحوّارى ، وأخبرني من أثق به من أهل حلب أن الحوّار كورة كبيرة مدينتها البلاط ، وهي الآن خراب ، ويقولونه حوّار ، بفتح الحاء.

حَوَارَةُ : بالفتح ، وتخفيف الواو ، وراء ، وهاء : أرض في شعر الراعي رواية ثعلب مقروءة عليه :

سما لك من أسماء همّ مؤرّق ،

ومن أين ينتاب الخيال فيطرق؟

وأرحلها بالجوّ عند حوارة ،

بحيث يلاقي الآبدات العسلّق

العسلّق : الظليم.

حِوارِين : بضم أوله ويكسر ، وتخفيف الواو ، وكسر الراء ، وياء ساكنة ، ونون : بلدة بالبحرين افتتحها زياد فكان يقال له زياد حوارين ، وهو زياد ابن عمرو بن المنذر بن عصر وأخوه خلاس بن عمرو ، وكان فقيها من أصحاب عليّ ، رضي الله عنه ، قاله السمعاني ، وقال الحفصي : حوارين ، بلفظ التثنية وكسر أوله ، والجيّار قريتان بالبحرين ، كأنه ضم الجيّار إلى حوار وسماهما حوارين نحو قولهم القمران ، قال عمارة بن عقيل :

واسأل حوار غداة قتل محلّم ،

فليخبرنّك ، إن سألت ، حوار

عن عامر وبني جذيمة ، إذ هوى

للحين حدّ جذيمة العشّار

واختلفوا في قول الحارث بن حلّزة :

وهو الربّ والشهيد على يو

م الحوارين والبلاء بلاء

فروى ابن الأعرابي الحوارين بلفظ التثنية وكسر الحاء وروى غيره الحيارين بالياء ، قال : هما بلدان ، وقال آخرون : الحيارين ، بكسر الحاء والراء ، وهو يوم من أيام العرب مشهور.

حُوَّاريْن : بالضم ، وتشديد الواو ، ويختلف في الراء فمنهم من يكسرها ومنهم من يفتحها ، وياء ساكنة ، ونون ، وحوّارين : من قرى حلب معروفة ، وحوّارين : حصن من ناحية حمص ، قال بعضهم :

يا ليلة لي بحوّارين ساهرة ،

حتى تكلّم في الصبح العصافير

وقال أحمد بن جابر : مرّ خالد بن الوليد في مسيره من العراق إلى الشام بتدمر والقريتين ثم أتى حوّارين من سنير فأغار على مواشي أهلها ، فقاتلوه وقد جاءهم مدد من أهل بعلبكّ ، ثم أتى مرج راهط ، وفي كتاب الفتوح لأبي حذيفة إسحاق بن

٣١٥

بشير : وسار خالد بن الوليد من تدمر حتى مرّ بالقريتين ، وهي التي تدعى حوّارين ، وهي من تدمر على مرحلتين ، وبها مات يزيد بن معاوية في سنة ٦٤ ، وقال زفر بن الحارث يهجو عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان أشار على عبد الملك بقتل زفر :

نبّئت عمرو بن الوليد يسبني ،

وعمرو استها للصالحين سبوب (١)

وكل معيطيّ ، إذا بات ليلة ،

إلى شربة بالرّقمتين طروب

عليك بحوّارين ناسب نبيطها ،

فما لك في أهل الحجاز نسيب

وقال الراعي :

أنحن بحوّارين في مشمخرّة

يبيت ضباب فوقها وثلوج

حُوَاطب : بالضم : موضع.

الحَوَاطب : جمع حاطبة : جبال باليمامة ، عن الحفصي.

حُوَاقُ : والحوق الكنس ، والحواقة الكناسة : موضع.

الحَوَامض : جمع حامض : مياه ملحة.

حُوَّانُ : بالضم ، وتشديد الواو ، كأنه جمع أحوى نحو أسود وسودان ، وهو لون تخالطه الكمتة : وهو اسم جبل.

حَوَايا : جمع حويّة ، وهو كساء محشوّ حول سنام البعير ، والحوايا الأمعاء : وهو ماء من نواحي اليمامة لضبّة وعكل ، وقيل الحاء فيه مكسورة ، قاله الحازمي ، وقال نصر : حوايا موضع من دون الثعلبية بقرب أود ، وهو بناء بالصخر يمسك الماء كهيئة البركة في مسيل الأرض.

حُوَايَةُ : بالضم ، يوم حواية : من أيام العرب.

حَوْتَنَانانِ : بالفتح ثم السكون ، وتاء فوقها نقطتان ، وثلاث نونات بينها ألفان : واديان في بلاد قيس ، كل واحد منهما يقال له حوتنان ، قال تميم بن أبيّ ابن مقبل :

ثم استغاثوا بماء لا رشاء له ،

من حوتنانين ، لا ملح ولا رنق

ويروى : لا ملح ولا دمن ، ويروى : ولا زمن أي لا ضيق ولا قليل.

حوْراءُ : بالفتح ، والمدّ ، يقال : امرأة حوراء إذا اشتد بياض العين مع شدة سوادها ، وقال الأصمعي : لا أدري ما الحور في العين ، وقال أبو عمرو : الحور أن تسودّ العين كلّها مثل أعين الظباء والبقر ، قال : وليس في بني آدم حور. والحوراء ، قال القضاعي : كورة من كور مصر القبلية في آخر حدودها من جهة الحجاز ، وهو على البحر في شرقي القلزم ، وقيل : الحوراء منهل ، وقيل : الحوراء مرفأ سفن مصر إلى المدينة ، وقد خبرني من رآها في سنة ٦٢٦ وقد ذكر أنها ماءة ملحة ، وبها أثر قصر مبني بعظام الجمال ، وليس بها أحد ولا زرع ولا ضرع. والحوراء في قول الأصمعي : ماء لبني نبهان من طيء قرب ماء يقال له القلب لبني ربيعة من بني نمير.

حَوْدُ حُوِّرَ : ويقال : حيد عوّر ، ويقال : حود قوّر ، بفتح الحاء من حود ، وسكون الواو ، ودال مهملة ، وضم الحاء من حوّر ، وكسر الواو في الثلاث الروايات وتشديدها ، والراء ، والرواية الثانية : عين مهملة ، والثالثة : قاف ، وهما مضمومان كالأولى : جبل بين حضرموت وعمان ، فيه كهف

__________________

(١) قوله : وعمرو استها إلخ ، هكذا في الأصل.

٣١٦

يقال إن على بابه رجلا أعور إذا أراد إنسان أن يتعلم السحر مضى إلى ذلك الكهف وخاطب ذلك الأعور في ذلك فيقول : إنه لا يمكن ذلك حتى تكفر بمحمد ، فإذا كفر أدخله الغار ، وفي الغار جماعة ، وفي صدر الغار كرسي عليه شيخ ، فيقول الشيخ : أي طريقة تحب من السحر؟ ولا يعلمه إلا طريقة واحدة ولا يجاوزه إلى غيرها ، ذكر ذلك عثمان البلطي النحوي نزيل مصر وقال : حدثني به حسين اليمني وأسعد بن سالم اليمني ، قال المؤلف : وقد حدثني القاضي المفضّل ابن أبي الحجاج العارض بمصر قال : حدثني أحمد بن يحيى بن الورد باليمن لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ٦١٣ وكان يلي حصن منيف ذيحان من أعمال الدّملوة على جبل يسمّى قورشق يقال له حود قوّر ليس غوره ببعيد ، طوله مقدار خمسة أرماح وعرضه قليل ، وقد بنيت فيه دكّة ، فمن أراد أن يتعلم شيئا من السحر عمد إلى ماعز أسود وليس فيه شعرة بيضاء فذبحه وسلخه وقسمه سبعة أجزاء ينزلها إلى الغار ثم يأخذ الكرش فيشقّها ويطّلي بما فيها ويلبس جلد الماعز مقلوبا ويدخل الغار ليلا ، ومن شرطه أن لا يكون له أب ولا أمّ حيّين ، فإذا دخل الغار لم ير أحدا فينام ، فإذا أصبح ووجد بدنه نقيّا مما كان عليه مغسولا دلّ على القبول ، ويضمر عند دخوله مهما أراد ، وإن أصبح بحاله دلّ على أنه لم يقبل ، وإذا خرج من الغار بعد القبول لم يحدّث أحدا من الناس ثلاثة أيام بل يبقى صامتا ساكتا تلك المدة ثم يصير ساحرا ، قال : وحدثني أنه استدعى رجلا من المعافر من أهل وادي أديم يعرف بسليمان ابن يحيى الأحدوثي وله شهرة في السحر واستحلفه على أن يصدقه عن حديث السحر ، فحلف له يمينا مغلّظة أنهم لا يقدرون على نقل الماء من بئر إلى بئر ولا على نقل اللبن من ضرع إلى ضرع ولا على نقل صورة الإنسان إلى غيرها بل يقدرون على تفريق السحاب وعلى المحبة وتأليف القلوب وعلى البغضاء وعلى إيلام أعضاء الناس مثل الصّداع والرّمد وإيجاع القلب.

حَوْرانُ : بالفتح ، يجوز أن يكون من حار يحور حررا ، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من النّقصان بعد الزيادة ، وحوران : كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة ، ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار ، وما زالت منازل العرب ، وذكرها في أشعارهم كثير ، وقصبتها بصرى ، قال امرؤ القيس :

ولما بدت حوران والآل دونها ،

نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا

وقال جرير :

هبّت شمالا ، فذكرى ما ذكرتكم

عند الصفاة التي شرقيّ حورانا

هل يرجعنّ ، وليس الدهر مرتجعا ،

عيش بها طال ما احلولى وما لانا؟

وكان عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قد ولّى علقمة بن علاثة حوران ، فقصده الحطيئة الشاعر فوصل إليه وقد انصرفوا عن قبره ، فقال عند ذلك

لعمري! لنعم المرء من آل جعفر

بحوران أمسى أقصدته الحبائل!

لقد أقصدت جودا ومجدا وسؤددا

وحلما أصيلا ، خالفته المجاهل

وما كان بيني ، لو لقيتك سالما ،

وبين الغنى إلّا ليال قلائل

فإن تحي لم أملل حياتي ، وإن تمت

فما في حياتي بعد موتك طائل

٣١٧

وقال ثعلب في قول الحطيئة :

ألا طرقت هند الهنود وصحبتي ،

بحوران حوران الجنود ، هجود

قال : أهل الشام يسمون كل كورة جندا ، وقال : حوران الجنود أي بها جنود ، ويقال : أنا من أبعدها جنودا أي بلدا ، وفتحت حوران قبل دمشق ، وكان اجتمع المسلمون عند قدوم خالد على بصرى ففتحوها صلحا وانبثوا إلى أرض حوران جميعا وجاءهم صاحب أذرعات فطلب الصلح على مثل ما صولح عليه أهل بصرى ، وقد نسب إلى حوران قوم من أهل العلم ، منهم : إبراهيم بن أيوب الشامي الحوراني الزاهد ، وكان من الصالحين ، روى عن الوليد بن مسلم ومضاء ابن عيسى وغيرهما. وحوران أيضا : ماء بنجد ، قال نصر : أظنّه بين اليمامة ومكة.

حَوَرُ : بالتحريك ، وقد مرّ تفسيره : وهو ماء بالبادية ، قال عديّ بن الرقاع :

بشبيكة الحور التي غربيّها

فقدت رسوم حياضها ورّادها

حَوْرَةُ : بالفتح ثم السكون ، وراء : قرية بين الرّقّة وبالس ، نسب إليها صالح الحوريّ جد الحوريّين ، حدّث عن أبي المهاجر سالم بن عبد الله الرّقّي الكلابي ، روى عنه عمرو بن عثمان الكلابي ، ذكره محمد بن سعيد في تاريخ الرّقّة. وحورة أيضا فيما ذكره العمراني : واد من أودية القبلية ، عن جار الله عن عليّ العلويّ.

حَوْرَى : قرية من قرى دجيل ببغداد ، ينسب إليها سليم بن عيسى بن عبد الله الحوريّ الزاهد صاحب أبي الحسن القزويني الحربي ، حكى عنه ، وكان من الصالحين صاحب كرامات ، قال هبة الله بن المحلّي : حدثني سليم بن عيسى الحوري ولم أر مثله في معناه ، يعني في الزهد والعبادة ، وأبو علي الحسن بن مسلم بن الحسن بن أبي الجود الفارسي ثم الحوري من هذه القرية وانتقل إلى قرية من قرى نهر عيسى يقال لها الفارسية ، وكان من الزّهاد ، وذكر في الفارسية.

حَوْزَانُ : بالفتح ثم السكون ، وبالزاي ، والنون : ناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان ، ينسب إليها الرحالة الحوزانية ، عن الحازمي.

الحَوْزُ : بالفتح ثم السكون ، وزاي ، من حزت الشيء حوزا إذا حصلته : وهي قرية من شرقي مدينة واسط قبالتها متصلة بالحزّامين ، وهي محلة تقابل واسطا من الجانب الشرقي ويقال له حوز برقة ، ينسب إليها الأديب أبو الكرم خميس بن علي الحوزي ، حدث عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وأبي منصور محمد النديم العكبري وأبي القاسم علي بن أحمد البسري وغيرهم من البغداديّين والواسطيين ، قال أبو طاهر السلفي : كان خميس من حفّاظ الحديث المحققين بمعرفة رجاله ومن أهل الأدب البارع ، وله من الشعر الغاية في الجودة ، وفي شيوخه كثرة ، وقد علقت عنه فوائد وسألته عن رجال من الرواة فأجاب بما أثبتّه في جزء ضخم وهو عندي ، وقد أملى عليّ نسبه ، وهو : خميس بن علي بن أحمد ابن علي بن إبراهيم بن الحسن بن سلامويه الحوزي ، ومولده سنة ٤٤٧ ، وكان إتقانه مما يعول عليه ، وفي كتاب ابن نقطة : مولده سنة ٤٤٢ في شعبان ، ومات في شعبان أيضا سنة ٥١٠ بواسط. والحوز أيضا : موضع بالكوفة ، ينسب إليه أبو علي الحسن بن علي ابن زيد بن الهيثم الحوزي ، حدث عن محمد بن الحسن النحاس ، حدث عنه أبيّ النّرسي ومحمد بن علي بن

٣١٨

ميمون ، وابنه أبو محمد يحيى بن الحسن بن علي بن زيد الحوزي ، حدث عن محمد بن عبد الله بن هشام التيملي ، حدث عنه أبيّ. والجوز أيضا : محلة بأعلى بعقوبا ، ينسب إليها أبو محمد عبد الحق بن محمود بن أبي طاهر الفرّاش ، سمع من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن مثاقيل ، سمع منه ابن نقطة وذكره وقال : كان فقيها صالحا فاضلا.

حَوْزَةُ : كأنه مصدر حاز يحوز حوزة واحدة ، وحوزة الملك بيضته ، والحوزة الناحية : وهو واد بالحجاز كانت عنده وقعة لعمرو بن معدي كرب مع بني سليم ، وقال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب :

وإذ هي كالمهاة غدت تباري

بحوزة في جواز آمنات

جواز ، بالزاي ، اجتزت بالرّطب عن المياه.

حَوْشَبُ : بفتح الشين المعجمة ، والباء الموحدة ، والحوشب في اللغة : موصل الوظيف في رسغ الدّابة ، قال الأصمعي : الحوشب عظيم كالسّلامى صغير في طرف الوظيف ومستقر الحافر يدخل في الجبّة.

وحوشب : من مخاليف اليمن.

الحُوشُ : بالضم ، رمال الحوش : من وراء رمال يبرين لبني سعد ، ويقال : إن الإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش ، وهي فحول جنّ تزعم العرب أنها ضربت في نعم بعضهم فنسبت إليها. والحوش : بلاد الجن من وراء يبرين لا يسكنها أحد من الناس ، قال مالك بن الريب :

من الرمل ، رمل الحوش ، أو غاف راسب

وعهدي برمل الحوش ، وهو بعيد

الحَوْشُ : بالفتح ، حشت الصيد أحوشه حوشا إذا حبسته من حواليه لتصرفه إلى الحبالة ، وقال ابو سعد:حوش قرية من أعمال أسفرايين من نواحي نيسابور ، ينسب إليها بدل بن محمد بن أحمد الحوشي ، سمع أباه وإسحاق بن راهويه ، روى عنه أبو عوانة الأسفراييني.

حُوشِيٌّ : بالضم ، منسوب ، والحوشيّ من كل شيء : وحشيّه من الكلام والناس وغيرهما ، وقال السيرافي : حوشيّ رمل بالدّهناء ، وأنشد للعجّاج :

حتى إذا ما قصّر العشيّ

عنه ، وقد قابله حوشيّ

حَوْصاءُ : بالفتح ، والمد ، والحوص : ضيق في مؤخر العين ، والرجل أحوص والمرأة حوصاء : موضع بين وادي القرى وتبوك ، نزله رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حين سار إلى تبوك ، وهناك مسجد في مكان مصلاه في ذنب حوصاء ومسجد آخر بذي الجيفة من صدر حوصاء ، وقال ابن إسحاق : اسم الموضع حوضا ، بالضاد المعجمة والقصر ، كذلك وجدته مضبوطا بخط ابن الفرات ، وقال : بنى به مسجدا ، قاله الحازمي.

حَوْصَلاءُ : قال الزبيدي في شرح الأبنية : هو حوصلة الطائر. وحوصلاء : موضع.

حَوْضاءُ : بالضاد معجمة ، والمدّ : جبل في ديار بني كلاب يقال له حوضاء الماء ، وهناك آخر يقال له حوضاء الظّمء لطهمان بن عمرو بن سلمة بن سكن بن قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب ، وقيل : حوضاء اسم ماء لهم يضيفون إليه الهضب.

حَوْضُ الثَّعْلَبِ : والحوض معروف ، وهو من التحويض ، يقال : أنا أحوّض هذا الأمر أي أدور حوله ، وأحوّض وأحوّط بمعنى واحد. وحوض

٣١٩

الثعلب : مكان خلف عمان ، ويوم الحوض : من أيام العرب من معدن البياض ، قال ابن الأعرابي : وكان الأصمعي يقول : خوض الثعلب ، بالخاء المعجمة ، وما سمعت قط إلا حوض ، وأنشد لبعض اللّصوص :

إذا أخذت إبلا من تغلب ،

فلا تشرّق بي ولكن غرّب ،

وبع بقرحى أو بحوض الثعلب

حَوْضُ حِمَارٍ : حمار : اسم رجل ، لم يبلغني أنه علم ولكن قد جاء في قول الشاعر :

لو كان حوض حمار ما شربت به

إلا بإذن حمار ، آخر الأبد

لكنه حوض من أودى بإخوته

ريب الزمان ، فأضحى بيضة البلد

قيل : حمار اسم رجل ضعيف ، وكانوا يتمثلون بضعفه ، وقيل : بل أراد الحمار بنفسه ، يقول : لو كان حوضي حوض حمار ما شربت منه إلا بإذن الحمار لضعفك وذلّك وقلّتك ولكان الحمار أعزّ منك ، ولكنك وجدت حوضي حوض رجل أهلك الدهر قومه ونظراءه فطمعت فيه ، فليس ما فعلته دليلا على عزّك ولكنه دليل على ضعفي ، كأنه يحرّض قومه بذلك.

حَوْضُ داوُدَ : محلّة كانت ببغداد قرب سوق العطش في شرقي بغداد إلى جنب الرّصافة ، خربت الآن ، وهذا الحوض منسوب إلى داود بن المهدي بن المنصور ، وقيل : هو منسوب إلى داود مولى المهدي ، وقيل : إن داود مولى نصير ونصير مولى المهدي ، ولداود هذا قطيعة من سوق العطش.

حوْضُ رِزام : بمرو ، يذكر في رزام إن شاء الله.

حوْضُ عمرو : بالمدينة ، قال مصعب بن الزبير : هو منسوب إلى عمرو بن الزبير بن العوّام. والحوض : موضع بالبصرة فيما يقال ، ينسب إليه أبو عمر حفص ابن عمر بن الحارث بن سحيرة الحوضي ، حدّث عن شعبة وهشام بن أبي عبد الله الدّستواني وهمام ، روى عنه البخاري في صحيحه وأحمد بن محمد الخزاعي الأصبهاني.

حَوْضُ هَيْلانَةَ : هيلانة ، بفتح الهاء ، وياء ساكنة ، وبعد الألف نون : وهو اسم قهرمانة المنصور أمير المؤمنين ، وكانت ذات منزلة كبيرة عنده ، وقيل : إنها سمّيت هيلانة لأنها كانت تكثر من قول هي الآن إذا استعجلت أحدا في شيء تأمره به ، وسمّيت هيلانة لذلك ، وحفرت هذا الحوض بالجانب الشرقي وسبّلته فنسب إليها ، وبباب المحوّل من الجانب الشرقي أقطاع لهيلانة أقطعها إياها المنصور ، وذكر بعضهم أن هيلانة هذه كانت من حظايا الرشيد وأنها حين ماتت حزن عليها كلّ الحزن حتى امتنع من الأكل والشرب ، فدخل عليه بعض النّدماء وجعل يسلّيه عنها وهو لا يزداد إلّا غمّا ، فقال له : يا أمير المؤمنين وما قدر هذه الجارية حتى تحزن عليها هذا الحزن العظيم والنساء كلّهنّ إماؤك ، فقال : ويحك! إنني قد أصبت ببليّة لم يصب بها أحد ، ما أحببت أحدا إلّا ومات ، فقال : يا أمير المؤمنين هذا اتفاق وإلّا فأحبّني لأريك أن قياسك غير مطّرد ، فقال : ويحك! إن المحبّة لا تكون بالاختيار ، قال : فقل قد أحببتك ، فقال : اذهب فقد أحببتك ، فلم تمض أيام حتى مات ، فعجب الناس من هذا الاتفاق ، وفيها يقول الرشيد ويرثيها :

أفّ للدّنيا وللزى

نة فيها والأثاث

إذ حثى الترب على هي

لانة في الحفر حاث

٣٢٠