معجم البلدان - ج ٣

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٣

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٠

١
٢

ذ

باب الذال والألف وما يليهما

ذَاتُ أبواب : قالوا في قول زهير :

عهدي بهم يوم باب القريتين وقد

زال الهماليج بالفرسان واللّجم

باب القريتين التي بطريق مكّة فيها ذات أبواب : وهي قرية كانت لطسم وجديس ، قال الأصمعي : حدّثني أبو عمرو بن العلاء قال : وجدوا في ذات أبواب دراهم في كلّ درهم ستة دراهم من دراهمنا ودانقان ، فقلت : خذوا منّي بوزنها وأعطونيها ، فقالوا : نخاف السلطان لأنّا نريد أن ندفعها إليهم ، والله أعلم.

ذَاتُ المَنَار : موضع في أول أرض الشام من جهة الحجاز نزله أبو عبيدة في مسيره إلى الشام.

ذَاذِيخُ : بذالين معجمتين ، وياء باثنتين من تحت ، وآخره خاء معجمة : قرية قرب سرمين من أعمال حلب ، كانت بها وقعة لسيف الدولة بيونس المؤنسي.

ذَاقن : بعد الألف قاف ، وآخره نون : موضع ، وذقن الإنسان : مجمع اللحيين.

ذَاقِنَةُ : موضع في قول عمرو بن الأهتم :

محاربيّين حلّوا بين ذاقنة ،

منهم جميع ومنهم حولها فرق

باب الذال والباء وما يليهما

ذِباب : ذكره الحازمي بكسر أوّله وباءين وقال : جبل بالمدينة له ذكر في المغازي والأخبار ، وعن العمراني : ذباب بوزن الذّباب الطائر جبل بالمدينة.

وروضات الذباب : موضع آخر.

الذُّبابَة : بلفظ واحدة الذباب : موضع بأجإ.

ذَبْذَبُ : ركيّة في موضع يقال له مطلوب في ديار أبي بكر بن كلاب ، قال بعضهم :

لو لا الجذوب ما وردت ذبذبا

ولا رأيت خيمها المنصّبا

ولا تهنّيت عليه حوشبا

قال : حوشب ربّ الركيّة ، وتهنيت. ترفّقت.

٣

ذَبْل : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه : جبل ، قال : إلى مؤنق من جنبه الذّبل راهن راهن أي دائم.

ذَبُوب : حصن باليمن من عمل عليّ بن أمين.

ذِبْيانُ : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، بلفظ القبيلة بلد قاطع الأردنّ ممّا يلي البلقاء.

باب الذال والحاء وما يليهما

الذَّحْلُ : بلفظ الوتر : موضع ، قال الشاعر :

عفا الذّحل من ميّ فعفّت منازله

وفي رواية عليّ بن عيسى قال مالك بن الريب :

أتجزع أن عرفت ببطن قوّ

وصحراء الأديم رسم دار

وأن حلّ الخليط ، ولست فيهم ،

مراتع بين ذحل إلى سرار

إذا حلّوا بعائجة خلاء

يقطّف نور حنوتها العرار

باب الذال والخاء وما يليهما

ذَخيرة : بلفظ واحدة الذخائر : موضع ينسب إليه التمر.

ذَخْكَث : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه : من قرى أسفيجاب ، قال أبو سعد : هي قرية بالروذبار وراء نهر سيحون وراء بلاد الشاش ، منها أبو نصر أحمد ابن عثمان بن أحمد المستوفي الذخكثي أحد الأئمة ، سكن بسمرقند ، حدث بها عن الشريف محمد بن محمد الزينبي البغدادي ، روى عنه أبو حفص عمر ابن محمد بن أحمد النسفي الحافظ ، مات سنة ٥٠٦ بسمرقند.

ذَخِينَوَى : بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، وبعد الياء المثناة من تحت نون وواو ، مقصور : قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند ، منها أبو محمد عبد الوهاب بن الأشعث بن نصر بن سورة بن عرفة الحنفي الذخينوي ، رحل وروى عن أبي حاتم الرازي والحسين بن عرفة ، ومات قبيل الثلاثمائة.

باب الذال والراء وما يليهما

ذَرّاحٌ : بفتح أوّله : حصن من صنعاء اليمن.

ذِرَاعانِ : بلفظ تثنية الذراع : هضبتان ، وقالت امرأة من بني عامر بن صعصعة :

سقيا ورعيا لأيّام تشوّقنا

من حيث تأتي رياح الهيف أحيانا

تبدو لنا من ثنايا الضّمر طالعة

كأنّ أعلامها جلّلن سيجانا

هيف يلذّ لها جسمي إذا نسمت

كالحضرميّ هفا مسكا وريحانا

يا حبّذا طارق وهنا ألمّ بنا

بين الذّراعين والأخراب من كانا

شبّهت لي مالكا ، يا حبّذا شبها

إمّا من الإنس أو ما كان جنّانا!

ما ذا تذكّر من أرض يمانية

ولا تذكّر من أمسى بجوزانا

عمدا أخادع نفسي عن تذكّركم ،

كما يخادع صاحي العقل سكرانا

الذَّرَانِحُ : بعد الألف نون ، وآخره حاء مهملة ، أظنّه مرتجلا : موضع بين كاظمة والبحرين ، قال المثقّب العبدي :

٤

لمن ظعن تطالع من صبيب

كما خرجت من الوادي لجين

مررن على شراف فذات رجل ،

ونكّبن الذّرانح باليمين

هكذا وجدته وأنا شاكّ فيه ، ولعلّ الذرايح جمع ذريحة وهي الهضبة.

ذَراةُ : حصن في جبل جحاف باليمن.

الذَّرَائِبُ : جمع ذريبة أو جمع ذريب ، وهو الحادّ : وهو موضع بالبحرين.

ذَرْبانُ : بفتح الذال ، وسكون الراء ، والباء موحدة ، وألف ، ونون : موضع في قوله :

أجل لو رأى دهماء يوم رأيتها

بذربان وعل الحالق المتألّس

أخو حلب لا يبرح الدّهر عاقلا

على رأس نيق عارد القرن أحلس

يحكّ بروقيه البشام كأنّما

قفاه وذفراه بدهن مدنّس

لأقبل يمشي مطرقا لا يردّه

ضراء ولا ذو وفرة متحلّس

الضراء : الكلاب ، والمتحلس : الشهوانيّ للصيد ، والمتألّس : الخائف.

الذَّرَبّةُ : من مياه بني عقيل بنجد ، عن أبي زياد.

ذَرْعَيْنَةُ : فتح أوّله ، وسكون ثانيه ، والعين مهملة : من قرى بخارى ، منها أبو زيد عمران بن موسى بن غرامش الذرعيني البخاري ، روى عن إبراهيم بن فهد روى عنه أبو بكر بن أحمد بن سعد بن نصر الزاهد.

ذَرْوَانُ : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وواو ، وآخره نون : بئر لبني زريق بالمدينة يقال لها ذروان ، وفي الحديث : سحر النبيّ ، صلى الله عليه وسلم ، بمشاطة رأسه وعدّة أسنان من مشطه ثمّ دسّ في بئر لبني زريق يقال لها ذروان ، وكان الذي تولّى ذلك لبيد ابن الأعصم اليهودي ، قال القاضي عياض : ذروان بئر في بني زريق ، كذا جاء في الدّعوات عن البخاري ، وفي غير موضع : بئر أروان ، وعند مسلم : بئر ذي أروان ، وقال الأصمعي : هو الصّواب وقد صحّف بذي أوان ، وقد ذكر في بابه ، وذو ذروان في شعر كثيّر :

طاف الخيال لآل عزّة موهنا

بعد الهدوّ فهاج لي أحزاني

فألمّ من أهل البويب خيالها

بمعرّس من أهل ذي ذروان

وذروان أيضا : حصن باليمن من حصون الحقل قريب من صنعاء.

ذِرْوَةُ : بفتح أوّله ويكسر ، وذروة كل شيء : أعلاه ، قال نصر : ذروة مكان حجازيّ في ديار غطفان ، وقيل : ماء لبني مرّة بن عوف ، وعن الأزهري : ذروة ، بكسر أوّله ، اسم أرض بالبادية ، وعن بعضهم : ذروة اسم جبل ، وأنشد لصخر بن الجعد :

بليت كما يبلى الرّداء ولا أرى

جنانا ولا أكناف ذروة تخلق

وذروة : بلد باليمن من أرض الصّيد ، قال الصليحي من قصيدة يصف خيله :

وطالعت ذروة منهنّ عادية ،

وانصاعت الشيعة الشنعاء شرّادا

ذَرْوٌ : قال ابن الفقيه : ذات ذرو ، من غير هاء ، من أودية العلاة باليمامة ، وقال الصّمّة بن عبد الله القشيري :

٥

خليليّ قوما اشرفا القصر فانظرا

بأعيانكم هل تونسان لنا نجدا

وإنّي لأخشى إن علونا علوّه

ونشرف أن نزداد ، ويحكما! بعدا

نظرت وأصحابي بذروة نظرة ،

فلو لم تفض عيناي أبصرتا نجدا

إذا مرّ ركب مصعدين فليتني

مع الرّائحين المصعدين لهم عبدا

ذِرْوَد : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، وفتح الواو ، وآخره دال مهملة : اسم جبل ، عن الجوهري ، قال ابن القطّاع : ولم يأت على هذا الوزن إلّا ذرود اسم جبل ، وعتود اسم واد ، وخروع اسم نبت.

ذَرَةُ : بفتح أوّله ، وتخفيف ثانيه ، قال عرّام بن الأصبغ السّلمي : ثم يتصل بخلص آرة ذرة ، وهي جبال كثيرة متصلة ضعاضع ليست بشوامخ ، في ذراها المزارع والقرى ، وهي لبني الحارث بن بهثة ابن سليم ، وزروعها أعذاء ، ويسمّون الأعذاء العشريّ ، وهو الذي لا يسقى ، وفيها مدر ، وأكثرها عمود ، ولهم عيون في صخور لا يمكنهم أن يجروها إلى حيث ينتفعون بها ، ولهم من الشجر العفار والقرظ والطلح ، والسدر بها كثير ، وتطيف بذرة قرية من القرى يقال لها جبلة في غربيّه والستارة قرية تتصل بجبلة واديهما واحد يقال له لحف ، ويزعمون أن جبلة أوّل قرية اتخذت بتهامة ، وبجبلة حصون منكرة مبنية بالصخر لا يرومها أحد.

ذِرّيحٌ : اسم لصنم كان بالنّجير من ناحية اليمن قرب حضرموت.

باب الذال والعين وما يليهما

ذُعاط : بضم أوّله : موضع ، والذعط : الذبح.

باب الذال والفاء وما يليهما

ذَفِرَانُ : بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ثمّ راء مهملة ، وآخره نون : واد قرب وادي الصفراء ، قال ابن إسحاق في مسير النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، إلى بدر : استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين ، ترك الصفراء يسارا وسلك ذات اليمين على واد يقال له ذفران. والذّفر : كل ريح ذكية من طيب أو نتن.

باب الذال والقاف وما يليهما

ذِقَانٌ : بكسر أوّله : موضع ، وقيل : جبل ، والذّقن : أصل اللحية ، وقال أبو زياد : ذقانان جبلان في بلاد بني كعب ، وإيّاهما عنى الشاعر حيث قال :

أللبرق بالمطلا تهبّ وتبرق ،

ودونك نيق من ذقانين أعنق؟

قال أبو حفص الكلابي :

ولو لا بنو قيس بن جزء لما مشت

بجنبي ذقان صرمتي وأدلّت

فأشهد ما حلّت به من ظعينة

من الناس إلّا أومنت حين حلّت

باب الذال واللام وما يليهما

ذَلْقَامَان : واديان باليمامة إذا التقى سيلهما فصارا واحدا سمّي ملتقاهما الرّيب.

باب الذال والميم وما يليهما

ذَمَّى : بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه والفتح والقصر : من قرى سمرقند ، ينسب إليها أحمد بن محمد السقر الدهقان ، يروي عن محمد بن الفضل البلخي ، روى عنه محمد بن مكي الفقيه.

٦

ذِمارِ : بكسر أوّله وفتحه ، وبناؤه على الكسر وإجراؤه على إعراب ما لا ينصرف ، والذمار : ما وراء الرجل ممّا يحقّ عليه أن يحميه ، فيقال : فلان حامي الذمار ، بالكسر والفتح ، مثل نزال بمعنى انزل وكذلك ذمار أي احفظ ذمارك ، قال البخاري : هو اسم قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء ، ينسب إليها نفر من أهل العلم ، منهم : أبو هشام عبد الملك ابن عبد الرحمن الذماري ويقال عبد الملك بن محمد ، سمع الثوري وغيره ، وقال أبو القاسم الدمشقي : مروان أبو عبد الملك الذماري القاري يلقب مزنة ، زاهد دمشق ، قرأ القرآن على زيد بن واقد ويحيى ابن الحارث وحدّث عنهما وولي قضاء دمشق ، روى عنه محمد بن حسان الأسدي وسليمان بن عبد الرحمن ونمران بن عتبة الذماري ، قال ابن مندة : هو دمشقيّ ، روى عن أمّ الدّرداء ، روى عنه ابن أخيه رباح بن الوليد الذماري ، وقيل الوليد بن رباح ، وقال قوم : ذمار اسم لصنعاء ، وصنعاء كلمة حبشيّة أي حصين وثيق ، قاله الحبش لما رأوا صنعاء حيث قدموا اليمن مع أبرهة وارياط ، وقال قوم : بينها وبين صنعاء ستة عشر فرسخا ، وأكثر ما يقوله أصحاب الحديث بالكسر ، وذكره ابن دريد بالفتح ، وقال : وجد في أساس الكعبة لما هدمتها قريش في الجاهليّة حجر مكتوب عليه بالمسند : لمن ملك ذمار لحمير الأخيار ، لمن ملك ذمار للحبشة الأشرار ، لمن ملك ذمار لفارس الأحرار ، لمن ملك ذمار لقريش التجار ، ثمّ حار محار ، أي رجع مرجعا.

ذَمَرْمَر : من حصون صنعاء اليمن.

ذَمُوران : قرية باليمن لها خبر ذكر مع دلان.

ذَمُّون : بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، وسكون الواو ، وآخره نون : هو الموضع الذي كان فيه امرؤ القيس يشرب فجاءه الوصّاف رجل بنعي أبيه ، فقال امرؤ القيس :

تطاول اللّيل عليّ ذمّون

ذمّون إنّا معشر يمانون

وإنّنا لأهلنا محبّون

ثم قال : ضيّعني صغيرا وحمّلني دمه كبيرا ، لا صحو اليوم ولا سكر غدا ، اليوم خمر وغدا أمر ، فذهبت مثلا.

باب الذال والنون وما يليهما

الذِّنَاب : بكسر أوّله ، وهو في اللغة عقب كل شيء ، وذنابة الوادي : الموضع الذي ينتهي إليه سيله ، وكذلك ذنبة ، وذنابة أكثر من ذنبة ، وقيل : هو واد لبني مرّة بن عوف كثير النخل غزير الماء ، وهو اسم مكان في قول بعضهم :

إذا حلّوا الذناب فصرخدا

الذِّنابة : بكسر أوّله أيضا : موضع باليمن.

الذُّنابة : بالضم : موضع بالبطائح بين البصرة وواسط ، بالضم سمعتهم يقولونه ، والله أعلم.

الذنائِبُ : جمع أذنبة ، وأذنبة جمع ذنوب ، وهي الدلو الملأى ماء ، وقيل قريبة من الملء : ثلاث هضبات بنجد ، قال : وهي عن يسار فلجة مصعدا إلى مكّة ، وفي شرح قول كثيّر :

أمن آل سلمى دمنة بالذّنائب

إلى الميث من ريعان ذات المطارب

الذنائب : في أرض بني البكّاء على طريق البصرة إلى مكّة ، والمطارب : الطرق الصغار.

يلوح بأطراف الأجدّة رسمها

بذي سلم أطلالها كالمذاهب

٧

ذو سلم : واد ينحدر على الذنائب. وسوق الذنائب : قرية دون زبيد من أرض اليمن وبه قبر كليب وائل ، قال مهلهل يرثي أخاه كليبا :

أليلتنا بذي حسم أنيري ،

إذا أنت انقضيت فلا تحوري

فإن يك بالذنائب طال ليلي ،

فقد أبكي من اللّيل القصير

فلو نبش المقابر عن كليب

فتخبر بالذّنائب أيّ زير

بيوم الشّعثمين أقرّ عينا ،

وكيف لقاء من تحت القبور

وإني قد تركت بواردات

بجيرا في دم مثل العبير

فلو لا الرّيح أسمع من بحجر

صليل البيض تقرع بالذكور

وقال أبو زياد : الذنائب من الحمى حمى ضرية من غربي الحمى ، والله أعلم.

ذَنَبَان : بفتح أوّله وثانيه ثمّ باء موحدة ، بلفظ تثنية الذنب إلّا أنّه أعرب إعراب ما لا ينصرف : ماء بالعيص ، وقد ذكر العيص.

ذَنَبُ الحُلَيف : من مياه بني عقيل.

ذَنَبُ سحل : يوم ذنب سحل : من أيّام العرب.

الذَّنَبَةُ : بالتحريك : ماءة بين إمّرة وأضاخ لبني أسد ، وعن نصر : كانت لغنيّ ثمّ لتميم. وذنبة أيضا : موضع بعينه من أعمال دمشق. وفي البلقاء ذنبة أيضا.

الذَّنُوبُ : بفتح أوّله ، الدلو الملأى : وهي موضع بعينه ، قال عبيد :

أقفر من أهله ملحوب

فالقطّبيّات فالذّنوب

وقال بشر بن أبي خازم :

أيّ المنازل بعد الحيّ تعترف ،

أم هل صباك وقد حكّمت مطرّف

كأنّها بعد عهد العاهدين بها

بين الذّنوب وحزمي واهب صحف

باب الذال والواو وما يليهما

ذُوال : وادي ذوال : باليمن ، أمّ بلاده القحمة بليد شامي وزبيد ، بينهما يوم وفشال بينهما.

ذَوْرَةُ : بفتح الذال ، وسكون الواو : موضع ، عن ابن دريد وصاحب التكملة ، وأنشدا لمزرّد :

فيوم بأرمام ويوم بذورة ،

كذاك النّوى حوساؤها وعنودها

أي ما استقام منها وما جار ، كذا ذكره العمراني ، وقال نصر : ذورة ، بتقديم الواو على الراء ، ناحية من شمنصير ، وهو جبل بناحية حرة بني سليم ، وقيل : واد يفرغ في نخل ويخرج من حرة النار مشرقا تلقاء الحرة فينحدر على وادي نخل ، وقال ابن الأعرابي : ذورة ثماد لبني بدر وبني مازن بن فزارة ، وقال ابن السكيت : ذورة واد ينحدر من حرة النار على نخل فإذا خالط الوادي شدخا سقط اسم ذورة وصار الاسم لشدخ ، قال كثير :

كأنّ فاها لمن توسّمها ،

أو هكذا موهنا ولم تنم ،

بيضاء من عسل ذورة ضرب

شجّت بما في الفلاة من عرم

ذُوفَةُ : بالضم ، والفاء ، قال نصر : موضع في شعر اللص.

٨

الذُّؤيْبَان : تثنية ذؤيب : ماءان لبني الأضبط حذاء الجثوم ، وهو ماء يصدر في دارة بيضاء ينبت الصّلّيان والنّصيّ ، والله أعلم.

الذُّؤيب : ماء بنجد لبني دهمان بن نصر بن معاوية ، قال عدي بن الرقاع :

ألمم على طلل عفا متقادم

بين الذؤيب وبين غيب الناعم

بمجرّ غزلان الكناس تلفّعت

بعدي بمنكر تربها المتراكم

باب الذال والهاء وما يليهما

الذُّهَابُ : بضم أوّله ، وآخره باء موحدة ، وقرأت بخط ابن نباتة السعدي الشاعر في شعر لبيد : الذّهاب ، بكسر أوّله ، والضم أكثر : وهو غائط من أرض بني الحارث بن كعب أغار عليهم فيه عامر بن الطفيل وعلى أحلافهم من اليمن ، قال لبيد :

حتى نهجّر في الرواح وهاجها

طلب المعقّب حقّه المظلوم

إني امرؤ منعت أرومة عامر

ضيمي وقد حنقت عليّ خصوم

منها حويّ والذّهاب وقبله

يوم ببرقة رحرحان كريم

ذَهْبَانُ : بالفتح ثمّ السكون ، وباء موحدة ، وآخره نون ، قال ابن السكيت : ذهبان جبل لجهينة أسفل من ذي المروة بينه وبين السّقيا ، قال : وذهبان أيضا قرية بالساحل بين جدّة وبين قديد ، قال كثير :

وأعرض من ذهبان معروف الذرى ،

تربّع منه بالنّطاف الحواجر

وذهبان أيضا : قرية من قرى الجند باليمن.

ذَهَبَانُ : بالتحريك : موضع قريب من البحرين قريب من الراحة ، والراحة : قرية بينها وبين حرض يوم ، وهي من نواحي زبيد باليمن ، وقد جاء في شعرهم مسكّنا ، قال :

القائد الخيل من صنعاء مقربة ،

يقطعن للطعن أغوارا وأنجادا

يخالها ناظروها حين ما جزعت

ذهبان والغرّة السوداء أطوادا

الذَّهْبَانِيّةُ : موضع قرب الرقّة فيه مشهد يزار وينذر له وعليه وقوف ، وعنده عين نهر البليخ الذي يجري في بساتين الرافقة.

الذُّهْلُولُ : بضم أوّله ، وتكرير اللام : اسم جبل أسود ، وأنشد الأصمعي :

إذا جبل الذّهلول زال كأنّه

من البعد زنجيّ عليه جوالق

والذهلول : موضع يقال له معدن الشجرتين ماؤه البردان وهو ملح.

ذَهْوَطُ : بوزن قسور : موضع ، عن ابن دريد.

ذِهْيَوْط : بوزن عذيوط : موضع ، قال النابغة :

فداء ما تقلّ النّعل مني

لما أعلى الذؤابة للهمام

ومغزاه قبائل غائظات

على الذّهيوط في لجب لهام

باب الذال والياء وما يليهما

ذِيادٌ : ماء بدمخ لبني عمرو بن كلاب يلي مهب الشمال ، وهو وشل ، وروي أنّه من خيار مياه هذا الجبل.

٩

ذَيَالٌ : آخره لام في شعر عبيد بن الأبرص حيث قال :

تغيرت الديار بذي الدفين

فأودية اللّوى فرمال لين

فخرجي ذروة فلوى ذيال

يعفّي آيه سلف السّنين

ذَيالة : أنشد أبو عبد الله بن الأعرابي في نوادره :

ألا إن سلمى مغزل بتبالة

وردّ عليه أبو محمد الأسود وقال : إنّما هو بذيالة ، وقال : ذيالة خلاه من خلاء الحرة بين نخل وخيبر لبني ثعلبة ، وأعيار أيضا خليات لهم ، والخلاة أضخم من القنّة ، وأنشد باقي الشعر :

ألا إن سلمى مغزل بذيالة

خذول تراعي شادنا غير توأم

متى تستثره من منام ينامه

لترضعه تنعم إليه وتنغم

هي الأم ذات الودّ أو يستزيدها

من الودّ والرّئمان بالأنف والفم

الذّئْبُ : موضع في بلاد كلاب ، قال القتال :

فأوحش بعدنا منها حبرّ

ولم توقد لها بالذّئب نار

ذِيبَدْوان : بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ثمّ باء موحدة مفتوحة ، ودال مهملة ، وآخره نون : من قرى بخارى ، منها أبو أحمد عبد الوهّاب بن عبد الواحد ابن أحمد بن أبي نوش الذيبدواني ، سمع أبا عمرو عثمان ابن إبراهيم بن محمد الفضلي ، ذكره أبو سعد في شيوخه.

الذّئبَة : تأنيث الذئب : ماء لبني ربيعة بن عبد الله ، وقال أبو زياد : هي ماء من مياه أبي بكر بن كلاب ، وهي في رملة ينزلها بنو ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر.

الذّئبَين : بلفظ تثنية الذئب من السباع ، قال النابغة الجعدي :

أنامت بذي الذئبين في الصيف جؤذرا

ذَيْمون : بفتح أوّله ، وآخره نون : قرية على فرسخين ونصف من بخارى ، ينسب إليها أبو القاسم عبد العزيز ابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن زيد بن محمد بن عبد الله بن مرثد بن مقاتل بن حيان النبطي البخاري الذيموني الفقيه الشافعي ، كان فاضلا ، سمع أبا عمرو محمد بن صابر وجماعة ، سمع منه أبو محمد النخشبي وغيره ، والله أعلم.

١٠

ر

باب الراء والألف وما يليهما

رابِخٌ : بعد الألف باء موحدة مكسورة ، وآخره خاء معجمة : موضع بنجد في حسبان ابن دريد ، ويقال : مشى حتى تربّخ أي استرخى.

رابِغٌ : بعد الألف باء موحّدة ، وآخره غين معجمة : واد يقطعه الحاج بين البزواء والجحفة دون عزور ، قال كثير :

أقول وقد جاوزن من صدر رابغ

مهامه غبرا يفرع الأكم آلها :

أألحيّ أم صيران دوم تناوحت

بتريم قصرا واستحثت شمالها

أرى حين زالت عير سلمى برابغ

وهاج القلوب السّاكنات زوالها

كأنّ دموع العين لما تخلّلت

مخارم بيضا ، من تمنّي ، جمالها

تمنّي : موضع ، وقال ابن السكيت : رابغ بين الجحفة وودّان ، وقال في موضع آخر : رابغ واد من دون الجحفة يقطعه طريق الحاجّ من دون عزور ، وقال الحازميّ : بطن رابغ واد من الجحفة له ذكر في المغازي وفي أيّام العرب ، وقال الواقدي : هو على عشرة أميال من الجحفة فيما بين الأبواء والجحفة ، قال كثير :

ونحن منعنا يوم مرّ ورابغ

من النّاس أن يغزى وأن يتكنّفا

يقال : أربغ فلان إبله إذا تركها ترد أيّ وقت شاءت من غير أن يجعل لها ظمأ معلوما ، وهي إبل مربغة أي هاملة ، والرابغ : الذي يقيم على أمر ممكن له ، والرابغ : العيش الناعم.

رابِغَةُ : بعد الألف باء موحدة مكسورة ، وغين معجمة : من منازل حاجّ البصرة ، وهو متعشّى بين إمّرة وطخفة ، وقيل : رابغة ماء لبني الحليف من بجيلة جيران بني سلول. ورابغة أيضا : جبل لغنيّ ، وقد ذكرت لغته في الذي قبله ، وروي رايغة ، بالياء تحتها نقطتان وغين معجمة.

رابَةُ :بعد الألف باء موحدة مخفّفة : بلدة في وسط جزيرة صقلية.

١١

راتِجٌ : بعد الألف تاء مثناة من فوق مكسورة ، وجيم : أطم من آطام اليهود بالمدينة وتسمى الناحية به ، له ذكر في كتب المغازي والأحاديث ، قال قيس بن الخطيم :

ألا إنّ بين الشّرعبيّ وراتج

ضرابا كتجذيم السّيال المصعّد

قال ابن حبيب : الشرعبي وراتج ومزاحم آطام بالمدينة وهو لبني زعورا بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس.

والمراتج : الطرق الضيقة ، وأرتجت الباب أي أغلقته ، والرتاج : الباب المغلق.

راجِلٌ : بلفظ واحد الرّجّالة : واد بنجد ، وقيل : حرّة راجل بين السرّ ومشارف حوران. وراجل : واد ينحدر من حرّة راجل حتى يدفع في السرّ.

الرّاحَةُ : موضع في أوائل أرض اليمن أظنّها قرية.

وراحة فروع : موضع في بلاد خزاعة لبني المصطلق منهم كان فيه وقعة لهم مع هذيل ، فقال الجموح ، رجل من بني سليم :

رأيت الألى يلحون في جنب مالك

قعودا لدينا يوم راحة فروع

تخوت قلوب القوم من كل جانب

كما خات طير الماء ورد ملمّع

فإن تزعموا أنّي جبئت فإنّكم

صدقتم ، فهلّا جئتم يوم ندّعي

عجبت لمن يلحاك في جنب مالك

وأصحابه حين المنيّة تلمع (١)

راحٌ : قاع في طريق اليمامة إلى البصرة بين بنبان والجرباء ، والجرباء : ماءة لبني سعد بن زيد مناة بن تميم.

راخٌ : حصن باليمن من عمل الجند.

رادِس : قال أبو عبيد البكري : البحر الذي على ساحله تونس بإفريقية يقال له رادس ، وبذلك سمي ميناؤها ميناء رادس ، وخبّرني رجل من أهل تونس أن رادس اسم موضع كالقرية يتعبّد فيه قوم.

رَارانُ : بتكرير الراء المهملة ، وآخره نون : قرية من قرى أصبهان ، ينسب إليها جماعة من الرواة ، منهم : أبو الحسين وقيل أبو الخير أحمد بن محمد بن عبد الله الراراني ، حدث عن عبد الله بن جعفر وأبي القاسم الطبراني ، روى عنه سعيد بن محمد بن عبدان ، ومن المتأخرين أبو الرجاء بدر بن ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد الصوفي الراراني من بيت الحديث ، سمع الحديث ورواه ، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال : مات سنة ٥٣٢ ، وميلاده في نيف وستين وأربعمائة.

رَاذانُ : بعد الألف ذال معجمة ، وآخره نون ، راذان الأسفل وراذان الأعلى : كورتان بسواد بغداد تشتمل على قرى كثيرة ، وقد نسب إليها قوم من المتأخرين ، وقال عبيد الله بن الحرّ :

أقول لأصحابي بأكناف جازر

وراذانها : هل تأملون رجوعا؟

وقال مرّة بن عبد الله النهدي في راذان المدينة فيما أحسب :

أيا بيت ليلى إنّ ليلى مريضة

براذان لا خال لديها ولا عمم

ويا بيت ليلى لو شهدتك أعولت

عليك رجال من فصيح ومن عجم

ويا بيت ليلى لا بئست ولا تزل

بلادك يسقيها من الواكف الديم

__________________

(١) في هذا البيت إقواء.

١٢

وراذان أيضا : قرية بنواحي المدينة جاءت في حديث عبد الله بن مسعود ، وينسب إلى راذان العراق جماعة ، منهم : أبو عبد الله بن محمد بن الحسن الراذاني الزاهد ، مات سنة ٤٨٠ ، وإلى راذان المدينة ينسب : أبو سعيد الوليد بن كثير بن سنان المدني الراذاني ، سكن الكوفة وهو مدنيّ الأصل ، روى عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن ، روى عنه زكرياء بن عدي.

راذَكانُ : قرية من قرى طوس ، وقيل : بليدة ، بعد الألف ذال معجمة ، وآخره نون ، خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم ، ويقال : إن الوزير نظام الملك كان منها ، ينسب إليها أبو محمد عبد الله ابن هاشم الطوسي الراذكاني ، سكن نيسابور ، روى عن يحيى بن سعيد القطان ووكيع وغيرهما ، روى عنه عبد الله بن محمد بن شيرويه وكان ثقة ، والحسن بن أحمد بن محمد الراذكاني أبو الأزهر الطوسي من أهل الطابران قصبة طوس ، كان فقيها فاضلا عفيفا منقطعا ، سمع أبا الفضل محمد بن أحمد ابن الحسن العارف وأبا عليّ الفضل بن محمد بن علي الفارمذي ، قرأ عليه أبو سعد في داره بالطابران ، قال : وصلت إليه بعد جهد جهيد ، وكانت ولادته قبل سنة ٤٧٠ ، ووفاته في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.

رَازَانُ : بعد الألف زاي ، وآخره نون : قرية من قرى أصبهان بحومة التجار ، ينسب إليها أبو عمرو خالد بن محمد الرازاني ، حدث عن الحسن بن عرفة وغيره ، روى عنه أبو الشيخ الحافظ. ورازان أيضا : محلّة ببروجرد ، ينسب إليها أبو النجم زيد بن صالح بن عبد الله الرازاني من أهل الفقه ، سمع أبا نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ وغيره ، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال : مات غرّة المحرم سنة ٥٤٧.

رَأسُ الإنسان : قال الأصمعي : الجبل الذي بين أجياد الصغير وبين أبي قبيس.

رأسُ الحمارِ : مدينة بحضرموت قريبة منها ، والله الموفق للصواب.

رَاسِبُ : أرض في شعر القطامي ، ومعناه رسب الشيء في الماء إذا سفل فيه ، فهو راسب ، وقال عرّام : بين مكّة والطائف قرية يقال لها راسب لخثعم.

رَأسُ صَليع : بفتح الصاد ، وكسر اللام ، وآخره عين مهملة : لعلّه موضع كان فيه يوم من أيّام العرب ، والله أعلم.

رَأسُ عَيْنٍ : ويقال رأس العين ، والعامة تقوله هكذا ، ووجدتهم قاطبة يمنعون من القول به ، وجاء في شعر لهم قديم قاله بعض العرب في يوم كان برأس العين بين تميم وبكر بن وائل ، قتل فيه فارس بكر بن وائل معاوية بن فراس ، قتله أبو كابة جزء ابن سعد ، فقال شاعرهم :

هم قتلوا عميد بني فراس

برأس العين في الحجج الخوالي

روى ذلك أبو أحمد ، وقال الأسود بن يعفر :

فإن يك يومي قد دنا وإخاله

لوارده يوما إلى ظلّ منهل

فقبلي مات الخالدان كلاهما

عميد بني جحوان وابن المضلّل

وعمرو بن مسعود وقيس بن خالد

وفارس رأس العين سلمى بن جندل

١٣

وأسبابه أهلكن عادا وأنزلت

عزيزا يغنّي فوق غرفة موكل

وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حرّان ونصيبين ودنيسر ، وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حرّان ، وهي إلى دنيسر أقرب ، بينهما نحو عشرة فراسخ ، وفي رأس عين عيون كثيرة عجيبة صافية تجتمع كلّها في موضع فتصير نهر الخابور ، وأشهر هذه العيون أربع : عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية ، وفيها عين يقال لها خسفة سلامة ، فيها سمك كبار ينظره الناظر كأنّ بينه وبينه شبرا ويكون بينه وبينه مقدار عشر قامات ، وعين الصرار : هي التي نثر فيها المتوكل عشرة آلاف درهم ونزل أهل المدينة فأخذوها لصفاء الماء ولم يفقد منها شيء ، فإنّه يبين مع عمقها ما في قعرها للناظر من فوقها ، وعمقها نحو عشرة أذرع ، وربّما أخذ منها الشيء اللطيف لصفائها ، كذا قال أحمد بن الطيب لكنّي اجتزت أنا برأس عين ولم أر هذه الصفة ، وتجتمع هذه العيون فتسقي بساتين المدينة وتدير رحيّها ثمّ تصبّ في الخابور ، وقال أحمد بن الطيب أيضا : وفيها عين ممّا يلي حرّان تسمّى الزاهرية ، كان المتوكل نزلها وبنى بها بناء ، وكانت الزواريق الصغار تدخل إلى عين الزاهرية وإلى عين الهاشمية ، وكان الناس يركبون فيها إلى بساتينهم وإلى قرقيسياء إن شاءوا ، قلت أنا : أمّا الآن فليس هناك سفينة ولا يعرفها أهل رأس عين ولا أدري ما سبب ذلك ، فإن الماء كثير وهو يحمل سفينة صغيرة كما ذكروا ، ولعل الهمم قصرت فعدم ذلك ، قال : وبالقرب من عين الزاهرية عين كبريت يظهر ماؤها أخضر ليس له رائحة فيجري في نهر صغير وتدور به ناعورة يجتمع مع عين الزاهرية في موضع واحد فيصبان جميعا من موضع واحد في نهر الخابور ، والمشهور في النسبة إليها الرّسعني ، وقد نسب إليها الراسي ، فممن اشتهر بذلك أبو الفضل جعفر بن محمد بن الفضل الراسي ، يروي عن أبي نعيم ، روى عنه أبو يعلى الموصلي وغيره ، وهو مستقيم الحديث ، وقال أبو القاسم الحافظ : جعفر بن محمد بن الفضل أبو الفضل الرّسعني ، سمع بدمشق أبا الجماهير محمد بن عثمان التّنوخي وسليم بن عبد الرحمن الحمصي ومحمد بن حميد وعلي بن عياش وأبا المغيرة الحمصيّين وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ومحمد بن كثير المصيصي وسعيد بن أبي مريم المصري ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني وعبد الله بن يوسف التنيسي وجماعة سواهم ، روى عنه عبد الله ابن أحمد بن حنبل وأبو بكر الباغندي وزكرياء بن يحيى السجزي وأبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول وأبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى الورّاق الرسعني ومحمد بن العبّاس بن أيوب الأصبهاني الحافظ وغيرهم ، قال علي بن الحسن بن علّان الحرّاني الحافظ : هو ثقة ، وقال البشاري : لبّس القول.

رَأسُ ضَان : بالضاد المعجمة : جبل في بلاد دوس له ذكر في حديث أبي هريرة.

رَأسُ القنطرة : قد ذكر في القنطرة لأن النسبة إليه قنطريّ.

رَأس الكلب : جبل باليمامة ، ويقال : إنّما هي قارات تسمى رأس الكلب وقلعة بقومس أيضا تسمّى رأس الكلب على يسار القاصد إلى نيسابور.

رَأس كيفا : من ديار مضر بالجزيرة قرب حرّان ، كان عبرته على السلطان ثلاثمائة ألف وخمسين ألف درهم ، فتحها عياض بن غنم على مثل صلح الرّها بعد

١٤

أن غلب على أرضها في أيّام عمر بن الخطّاب ، رضي الله عنه ، وكان هشام بن عبد الملك قد أقطع ابنته عائشة قطيعة برأس كيفا تعرف بها قبضت أيّام بني العبّاس.

رَأس وريسان : حصن في جبل وصاب من أعمال زبيد باليمن.

رَاسِك : مدينة من أشهر مدن مكران ولها رستاق يقال له الخروج ، وهي جروم حارّة.

رَاسَةُ : من قرى اليمن.

رَاشْت : بالشين المعجمة ، وآخره تاء : بلد بأقصى خراسان ، وهو آخر حدود خراسان ، بينه وبين ترمذ ثمانون فرسخا ، وهي بين جبلين ، وكان منها مدخل الترك إلى بلاد الإسلام للغارة عليهم فعمل الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك هناك بابا محكما.

رَاشْتِيْنان : الشين معجمة ثمّ التاء المثناة من فوقها ، وياء آخر الحروف ساكنة ، ونون ، وآخره نون : من قرى أصبهان ، ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد ابن جعفر بن أحمد بن إسحاق بن حمّاد ، سمع أبا القاسم الحسن بن موسى الطبري بتستر وله أمالي ، ومنها أيضا أبو طاهر إسحاق بن أبي بكر أحمد بن محمد بن جعفر الراشتيناني ولعلّه ولد الذي قبله ، والله أعلم ، روى عنه الحافظ أبو موسى الأصبهاني.

الرّاشديّة : قرية من قرى بغداد.

راطية : موضع ، إن كان مأخوذا من الأرطى فهو نبت وإلّا فهو مرتجل.

راعب : تنسب إليها الحمام الراعبيّة.

راغسرسنة : بعد الألف غين معجمة ، والسين مهملة مكررة ، وراء ، ونون : من قرى نسف.

رَاغَن : بعد الألف غين معجمة مفتوحة ، وآخره نون : من قرى صغد سمرقند من الدّبوسية ، والله أعلم.

الرّافِدان : تثنية الرافد ، وهو العطيّة والحباء : دجلة والفرات ، وقيل البصرة والكوفة.

رَافٌ : بعد الألف فاء : اسم رملة ، قال بعضهم :

وتنظور من عيني لياح تصيّفت

مخارم من أجواز أعفر أو رأفا

أي تنظر فأشبع الضمّ فتولد منه واو ، والرّأف والرّأفة في لغتهم الرحمة.

الرّافِقَةُ : الفاء قبل القاف ، قال أحمد بن الطيب : الرافقة بلد متصل البناء بالرقّة وهما على ضفة الفرات وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع ، قال : وعلى الرافقة سوران بينهما فصيل ، وهي على هيئة مدينة السلام ، ولها ربض بينها وبين الرقّة وبه أسواقها ، وقد خرب بعض أسوار الرقة ، قلت : هكذا كانت أوّلا فأما الآن فإن الرقة خربت وغلب اسمها على الرافقة وصار اسم المدينة الرقة ، وهي من أعمال الجزيرة مدينة كبيرة كثيرة الخير ، قال أحمد بن يحيى : لم يكن للرافقة أثر قديم إنّما بناها المنصور في سنة ١٥٥ على بناء مدينة بغداد ، ورتب بها جندا من أهل خراسان ، وجرى ذلك على يد المهدي وهو ولي عهده ، ثمّ إن الرشيد بنى قصورها ، وكان فيما بين الرقة والرافقة فضاء وأرض مزارع ، فلمّا قام علي بن سليمان بن علي واليا على الجزيرة نقل أسواق الرقة إلى تلك الأرض ، وكان سوق الرقة الأعظم فيما مضى يعرف بسوق هشام العتيق ، فلمّا قدم الرشيد الرقة استزاد في تلك الأسواق ، وكان يأتيها ويقيم بها فعمرت مدة طويلة.

والرافقة : من قرى البحرين ، عن نصر ، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم ولهم تاريخ ، منهم : محمد

١٥

ابن خالد بن بجيلة الرافقي كان ينزلها ، ويقال : إن محمد بن إسماعيل البخاري روى عن الرافقي هذا في الصحيح ، روى عنه عبد الله بن موسى.

راكسة : من مياه عمرو بن كلاب ، عن أبي زياد.

رَاكِسٌ : واد ، وقال العبّاس بن مرداس السلمي :

لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا ،

وأوحش إلّا رحرحان فراكسا

وقال داود بن عوف أخو بني عامر بن ربيعة :

وإنّا ذممنا الأعلم بن خويلد

وحلم عقال إذ فقدنا أبا حرب

إذا ما حللتم بالوحيد وراكس

فذلك نصر طائش عن بني وهب

راكَةُ : موضع أغارت فيه خثعم ومسلية على بني عكّ فهزمتهم عكّ ، فقال حوذان العكّيّ :

صبرنا يوم راكة حين شالت

علينا خثعم ركنا صليبا

لقيناهم بكلّ أفلّ عضب

تخال شهابه قبسا ثقيبا

رَالانُ : اسم جبل ، وأنشدوا فيه :

أو ما أقام مكانه رالان

قال أبو الفتح : من همز رألان فهو فعلان من لفظ الرّأل ، ومن لم يهمز احتمل أمرين : أحدهما أن يكون تخفيف رألان كقولك في تخفيف رأس راس ، والآخر أن يكون فعلان من روّلت الخبز في السمن ونحوه إذا أشبعته منه ، وكان قياسه رولان كالجولان غير أنّه أعلّ على ما جاء من نحو داران وماهان.

رَام أرْدَشير : قال حمزة : هي مدينة ت ج التي بين أصبهان وخوزستان في الجبال.

رَاماشَاه : من قرى مرو الشاهجان.

رَامَان : آخره نون : ناحية من بلاد الفرس بالأهواز.

رَامَتَيْن : هو تثنية رامة يثنّى كما قيل عمايتين وهو واحد ، وهو رامة بعينه ، وقد ذكرناه بعد ، قال جرير :

يجعلن مدفع عاقلين أيامنا ،

وجعلن أمعز رامتين شمالا

وعاقلين أيضا أراد به عاقلا ، وفي هذا الموضع جاء : تسألني برامتين سلجما

رَامَجِرْد : بعد الميم جيم مكسورة ، وآخره دال مهملة : قرية من قرى فارس قتل بها عبد الله بن معمر ، وكان قدمها غازيا مع عبد الله بن عامر بن كريز فدفن في بستان من بساتينها.

رامحٌ : من منازل إياد بالعراق ، قال أبو دؤاد الإيادي :

أقفر الدير فالأجارع ، من قو

مي ، فروق فرامح فخفيّه

كلّها نحو الحيرة من أرض العراق.

رامَران : بفتح الميم ثمّ راء مهملة ، وآخره نون : قرية على فرسخ من نسا من خراسان.

رَأمٌ : مهموز ويخفف ، والرأم في الأصل البوّ أو ولد ظأرت عليه غير أمّه ، قال بعضهم :

كأمّهات الرأم أو مطافلا

وهو جبل باليمامة تقطع منه الأرحاء ، قال الشاعر :

كأن حفيف الخصيتين على استها

حفيف رحى راميّة ضاع بوقها

وهذا الجبل معترض مطلع اليمامة يحول بينها وبين

١٦

يبرين والبحرين والدهناء.

رامسٌ : بالسين المهملة : موضع في ديار محارب ، ورامس ، فاعل من الرمس : وهو التراب تحمله الريح فترمس به الآثار أي تعفوها.

حدث عبد الملك ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جدّه عمرو بن حزم قال : كتب رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم : هذا كتاب من محمد رسول الله لعظيم بن الحارث المحاربي أن له الجمعة من رامس لا يحاقّه أحد ، وكتب الأرقم.

رَامُش : بضم الميم ، وآخره شين : قرية من أعمال بخارى ، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم الرامشي ، يروي عن أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري وغيره ، روى عنه أبو محمد النخشبي.

رامَشَهْرِستان : قال الإصطخري : ويقال إن المدينة القديمة بسجستان في أيّام العجم الأول كانت فيما بين كرمان إلى ثلاث مراحل من زرنج وأبنيتها وبعض بيوتها قائمة إلى هذه الغاية ، واسم هذه المدينة رام شهرستان ، ويقال إن نهر سجستان كان يجري عليها فانقطع ثبق كان سكر من هندمند فانخفض الماء عنها ومال فتعطّلت فتحول الناس عنها وبنوا زرنج ، فهي اليوم مدينة سجستان.

رَامَشِين : أظنّها من قرى همذان ، قال شيرويه : مظفّر بن الحسن بن الحسين بن منصور الرامشيني الشافعي ، روى عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد الأبهري الصفّار ، سمع منه المعداني ، وكان صدوقا ، وأميري بن محمد بن منصور بن أبي أحمد ابن جيك بن بكير بن أخرم بن قيصر بن يزيد بن عبد الله بن مسرور أبو المعالي الرامشيني ، قال شيرويه : قدم علينا مرارا ، روى عن أبي منصور المقوّمي وأبي الفضائل عبد السلام الأبهري وأبي محمد الحسن ابن محمد بن كاكا الأبهري المقري ، وكان فقيها أديبا فاضلا فهما متورّعا صائما ، وكان خادم الفقراء برامشين صدوقا اسمه أميري.

رَامَن : بليدة بينها وبين همذان سبعة فراسخ وبينها وبين بروجرد أحد عشر فرسخا.

رَامَني : بعد الميم المفتوحة نون مكسورة ، بلفظ نسبة اللفظ إلى نفسك من رام يروم : قرية على فرسخين من بخارى عند خنبون ، وقد خربت الآن ، وقد نسب إليها قوم من العلماء ، منهم : أبو أحمد بن حكيم بن لقمان الرامني ، روى عن أبي عبد الله بن حفص البخاري وغيره ، روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحيم القاضي.

رامُوسَة : من ضياع حلب على فرسخين تلقاء قنّسرين.

رامَهُرْمُز : ومعنى رام بالفارسيّة المراد والمقصود ، وهرمز أحد الأكاسرة ، فكأنّ هذه اللفظة مركبة معناها : مقصود هرمز أو مراد هرمز ، وقال حمزة : رامهرمز اسم مختصر من رامهرمز أردشير ، وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان ، والعامّة يسمونها رامز كسلا منهم عن تتمة اللفظة بكمالها واختصارا ، ورامهرمز من بين مدن خوزستان تجمع النخل والجوز والأترنج ، وليس ذلك يجتمع بغيرها من مدن خوزستان ، وقد ذكرها الشعراء فقال ورد بن الورد الجعدي :

أمغتربا أصبحت في رامهرمز؟

ألا كلّ كعبيّ هناك غريب

إذا راح ركب مصعدون فقلبه

مع المصعدين الرائحين جنيب

١٧

وإن القليب الفرد من أيمن الحمى

إليّ ، وإن لم آته ، لحبيب

ولا خير في الدنيا إذا لم تزر بها

حبيبا ولم يطرب إليك حبيب

وقال كعب الأشقري يذكر وفاة بشر بن مروان :

حتى إذا خلّفوا الأهواز واجتمعوا

برامهرمز من وافى به الخبر

نعيّ بشر فحال القوم وانصدعوا

إلّا بقايا إذا ما ذكّروا ذكروا

رامَةُ : قد ذكرت لغتها في رام : وهي منزل بينه وبين الرّمّادة ليلة في طريق البصرة إلى مكّة ومنه إلى إمّرة ، وهي آخر بلاد بني تميم ، وبين رامة وبين البصرة اثنتا عشرة مرحلة ، وفيها جاء المثل : تسألني برامتين سلجما وقيل : رامة هضبة ، وقيل : جبل لبني دارم ، قال جرير :

حيّ الغداة برامة الأطلالا

رسما تحمّل أهله فأحالا

إنّ السّواري والغوادي غادرت

للريح مخترقا به ومجالا

لم ألق مثلك بعد عهدك منزلا ،

فسقيت من سبل السّماك سجالا

أصبحت بعد جميع أهلك دمنة

قفرا وكنت مربّة محلالا

ورامة أيضا : من قرى البيت المقدس ، بها مقام إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، وقال بشر بن أبي خازم :

عفت من سليمى رامة فكثيبها ،

وشطّت بها عنك النّوى وشعوبها

وغيّرها ما غيّر النّاس قبلها ،

فبانت وحاجات النّفوس نصيبها

وقال الحرمازي : سألت امرأة من أهل البادية زوجها فقالت : أطعمني سلجما ، فقال : من أين سلجم هناك؟ وأنشأ يقول :

تسألني برامتين سلجما

يا هند لو سألت شيئا أمما

جاء به الكريّ أو تيمّما

فنمى هذا الكلام إلى محمد بن سليمان فأمر بالرامتين فزرعتا عن آخرهما سلجما.

رامِيشَن : بكسر الميم ، وسكون الياء ، وثاء مثلثة ، وآخره نون : قرية ببخارى ، ينسب إليها روح بن المستنير أبو إبراهيم الراميثني البخاري ، روى عن المختار بن سابق وغيره ، روى عنه محمد بن هاشم بن نعيم ، وذكرها العمراني بالزاي.

رامِي : بلفظ واحد الرماة : جزيرة في بحر شلاهط في أقصى بلاد الهند عظيمة ، يقولون إنّها ثمانمائة فرسخ وبها عدّة ملوك لا يدين بعضهم لبعض ، ولعلّها الجزيرة المعروفة بسيلان ، فإن سيلان خبّرت بمثل هذه الصفة.

الرّانُ : مدينة بين مراغة وزنجان ، قيل : فيها معدن ذهب ومعدن الأسرب ، قال مسعر : واستعملت منه مرداسنجا فحصل لي من كلّ منا دانق ونصف فضّة ، ووجدت فيه اليبروح كثيرا عظيم الخلقة يكون الواحد منه عشرة أذرع وأكثر من ذلك ، وفي هذه المدينة نهر من شرب منه أمن الحصاة أبدا ، وبها حشيشة تضحك من تكون معه حتى يخرج به الضحك إلى الرّعونة وإن سقطت منه أو شيء منها اعتراه حزن لذلك وبكاء ، وبها حجارة بيض غير

١٨

شفافة تقيم الرصاص ، ويقع بها من السحاب دويبّة تنفع من داء الثعلب باللّطوخ ، هكذا ذكره مسعر ابن مهلهل ، والذي عندي أن الرّان وأرّان واحد ، وهي ولاية واسعة من نواحي أرمينية ، قال عمر بن محمد الحنفي يمدح محمد بن عبد الواحد اليمامي :

حتى أتى بجبال الرّان منتجعا

من وابل غيث جود ينعش البشرا

وأحكم الرّان حتى نام صاحبها

أمنا وشرّد عنها من بغى أشرا

وقال أيضا :

يا ويح نفس سرت طوارقها

بالهمّ فالهمّ لا يفارقها

وويح نجديّة منعّمة

أضحى مقيما بالرّان وامقها

فكم أتى الآن دون مطلبها

من عرض قد بدت مهارقها

ومن جبال بالرّان قد قرنت

إلى جبال اخرى تساوقها

فليت عيني ترى ، إذا نظرت ،

نجدا وقد أينعت حدائقها

والرّانُ : حصن ببلاد الروم في الثغر قرب ملطية ، وبالقرب منه حصن كركر ، ذكره المتنبي في مدح سيف الدولة حيث قال :

وبتن بحصن الرّان رزحى من ال جى ،

وكلّ عزيز للأمير ذليل

وقال أيضا :

فكأنّ أرجلها بتربة منبج

يطرحن أيديها بحصن الرّان

رانني : بنونين : اسم موضع.

رانُوناءُ : بعد الألف نون ، وواو ساكنة ، ونون أخرى ، وهو ممدود ، قال ابن إسحاق في السيرة : لما قدم النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم ، المدينة أقام بقباء أربعة أيّام وأسس مسجده على التقوى وخرج منها يوم الجمعة فأدركت رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، الجمعة في بني سالم بن عوف وصلّاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانوناء ، فكانت أوّل جمعة صلّاها بالمدينة ، وهذا لم أجده في غير كتاب ابن إسحاق الذي لخّصه ابن هشام ، وكلّ يقول صلّى بهم في بطن الوادي في بني سالم ، ورانوناء بوزن عاشوراء وخابوراء.

راوَر : بتكرير الراء ، وفتح الواو : مدينة كبيرة بالسند من فتوح محمد بن القاسم الثقفي.

راوَسان : بسين مهملة ، وآخره نون : من قرى نيسابور.

رُؤوس الشياطين : قال ابن قتيبة في المشكل : هو جبل بالحجاز متشعّب شنع الخلقة.

راوَنج : ويقال ريونج ، وقد ذكرت هناك.

الرّاوَنْدَان : قلعة حصينة وكورة طيبة معشبة مشجرة من نواحي حلب.

راوَنْد : بفتح الواو ، ونون ساكنة ، وآخره دال مهملة : بليدة قرب قاشان وأصبهان ، قال حمزة : وأصلها راهاوند ، ومعناه الخير المضاعف ، قال بعضهم : وراوند مدينة بالموصل قديمة بناها راوند الأكبر بن بيوراسف الضحاك ، وذكر أن رجلين من بني أسد خرجا إلى أصبهان فآخيا دهقانا بها في موضع يقال له راوند ونادماه فمات أحدهما وبقي الأسدي الآخر والدهقان ، فكانا ينادمان قبره ويشربان كأسين

١٩

ويصبّان على قبره كأسا ، ثمّ مات الدهقان فكان الأسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بهذا الشعر ، وقال بعضهم : إن هذا الشعر لقسّ بن ساعدة الإيادي في خليلين كانا له وماتا ، وقال آخرون : هذا الشعر لنصر بن غالب يرثي أوس بن خالد وأنيسا :

نديميّ هبّا طالما قد رقدتما ،

أجدّكما لا تقضيان كراكما

أجدّكما ما ترثيان لموجع

حزين على قبريكما قد رثاكما

ألم تعلما ما لي براوند كلّها

ولا بخزاق من صديق سواكما

جرى النوم بين العظم والجلد منكما

كأنّكما ساقي عقار سقاكما

أصبّ على قبريكما من مدامة ،

فإلّا تذوقاها تروّ ثراكما

ألم ترحماني أنّني صرت مفردا

وأنّي مشتاق إلى أن أراكما

فإن كنتما لا تسمعان فما الذي

خليليّ عن سمع الدّعاء نهاكما؟

أقيم على قبريكما لست بارحا

طوال اللّيالي أو يجيب صداكما

وأبكيكما طول الحياة ، وما الذي

يردّ على ذي عولة إن بكاكما؟

وينسب إلى راوند زيد بن عليّ بن منصور بن عليّ بن منصور الراوندي أبو العلاء المعدّل من أهل الريّ ، سمع أبا القاسم إسماعيل بن حمدون بن إبراهيم المزكّي الرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد القاضي وأبا محمد عبد الواحد بن الحسن بن الصفّار وأجازه السمعاني ، وكان مولده في سنة ٤٧٢.

راوَن : بفتح الواو ، وآخره نون : بليدة من نواحي طخارستان شرقي بلخ ليست بالكبيرة ، كانت ليحيى ابن خالد بن برمك ، كثيرة الخير ، ليس يسلم على أهلها وال ، قال الكعبي أبو القاسم البلخي : ونحن ممّن ابتلي بهم ولكن سلّم الله منهم ، ينسب إليها عبد السلام بن الراوني ، ولي القضاء براون ، وكان فقيها مناظرا ، سمع أبا سعد أسعد بن الظهير ، ذكره أبو سعد في شيوخه.

راوَنْسَر : بفتح الواو ، وسكون النون ، وسين مهملة مفتوحة ، وآخره راء : من قرى أرغيان ، ينسب إليها محمد بن عبد الله الراونسري.

راوَنِير : الواو مفتوحة ، وآخره راء مهملة : من قرى أرغيان كبيرة ، وقد نسب إليها قوم من العلماء ، منهم : عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله الخطيب الأرغياني أبو العباس من أهل راونير إحدى قرى أرغيان أخو الإمام أبي نصر الأرغياني الأكبر منه ، كان فقيها صالحا سديدا حسن السيرة كثير الخير ، ورد نيسابور وتفقّه على الإمام أبي المعالي الجويني وأقام بها مدّة ثمّ رجع إلى الناحية وسمع الأستاذ أبا القاسم القشيري وأبا الحسن عليّ بن أحمد الواحدي وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري وأبا نصر أحمد بن محمد بن محمد بن المسيب الارغياني وأبا القاسم المطهر بن محمد البحيري وأبا بكر محمد بن القاسم الصفّار ، كتب عنه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي ، وتوفي بنيسابور في الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة ٥٣٤.

راوِيَةُ : بكسر الواو ، وياء مثناة من تحت مفتوحة ، بلفظ راوية الماء : قرية من غوطة دمشق بها قبر أمّ كلثوم وقبر مدرك بن زياد الفزاري صحابي ، قدم

٢٠