معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

في نعمة عشنا بذاك حرسا

وهو من مياه بني عقيل بنجد ، عن أبي زياد ، وفيها يقول مزاحم العقيلي الشاعر :

نظرت بمفضي سيل حرسين ، والضحى

يلوح بأطراف المخارم آلها

قال : وهما ماءان اثنان يسمّيان حرسين ، وهناك مياه عدّة تسمّى الحروس ، قال ثعلب في قول الراعي :

رجاؤك أنساني تذكّر إخوتي ،

ومالك أنساني بحرسين ماليا

إنما هو حرس ماء بين بني عامر وغطفان بين بلديهما ، وإنما قال بحرسين لأن الاسمين إذا اجتمعا وكان أحدهما مشهورا غلب المشهور منهما ، كما قالوا العمران والزّهدمان ، وقال ابن السكّيت في قول عروة ابن الورد :

أقيموا بني أمّي صدور ركابكم ،

فكلّ منايا النفس خير من الهزل

فإنكم لن تبلغوا كلّ همتي

ولا أربي ، حتى تروا منبت الأثل

فلو كنت مثلوج الفؤاد ، إذا بدا

بلاد الأعادي ، لا أمرّ ولا أحلي

رجعت على حرسين ، إذ قال مالك :

هلكت ، وهل يلحى على بغية مثلي؟

لعلّ انطلاقي في البلاد وبغيتي ،

وشدّي حيازيم المطيّة بالرحل

سيدفعني يوما إلى ربّ هجمة ،

يدافع عنها بالعقوق وبالبخل

وحرس : واد بنجد فأضاف إليه شيئا آخر فقال حرسين ، وقال لبيد :

وبالصّفح ، من شرقيّ حرس محارب ،

شجاع وذو عقد من القوم مخبر

وقال زهير :

هم ضربوا ، عن فرجها ، بكتيبة ،

كبيضاء حرس ، في طوائفها الرّجل

قال : الحرس جبل ، وقال طفيل الغنوي :

فنحن منعنا يوم حرس نساءكم ،

غداة دعونا دعوة غير موئل

قالوا في تفسيره : حرس ماء لغنيّ.

حَرَسْتَا : بالتحريك ، وسكون السين ، وتاء فوقها نقطتان : قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص ، بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ ، منها شيخنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني ، إمام فاضل مدرس على مذهب الشافعي ، ولي القضاء بدمشق في كهولته ثم تركه ثم وليه وقد تجاوز التسعين عاما من عمره بإلزام العادل أبي بكر بن أيوب إياه ، ومات وهو قاضي القضاة بدمشق ، وكان ثقة محتاطا ، وكان فيه عسر وملل في الحديث والحكومة ، ومولده سنة ٥٢٠ ، تكثّر به والده فسمع من علي بن أحمد بن قبيس الغسّاني وعبد الكريم بن حمزة والخضر السّلمي وطاهر بن سهل الأسفراييني وعلي بن المسلم ، وتفرّد بالرواية عن هؤلاء الأربعة زمانا ، وسمع من غيرهم فأكثر ، ومات في خامس ذي الحجة سنة ٦١٤ عن ٩٤ سنة ، وينسب إليها من المتقدّمين حمّاد بن مالك بن بسطام بن درهم أبو مالك الأشجعي الحرستاني ، روى عن الأوزاعي وإسماعيل بن عبد الرحمن بن عبيد بن نفيع وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن بشير وعبد العزيز

٢٤١

ابن حصين وإسماعيل بن عيّاش ، روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وهشام بن عمار ويعقوب بن سفيان ومحمد بن عبد الصمد وهشام بن عمار ويعقوب بن سفيان ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، ومات سنة ٢٢٨. وحرستا المنظرة : من قرى دمشق أيضا بالغوطة في شرقيها.

وحرستا أيضا : قرية من أعمال رعبان من نواحي حلب ، وفيها حصن ومياه غزيرة.

حُرْشانِ : بالضم ثم السكون ، وشين معجمة ، تثنية حرش ، قال أبو سعد الضرير : يقال دراهم حرش جياد قريبة العهد بالسكة ، وأصله من الحرش وهو الخشن. وحرشان : جبلان ، قال مزاحم العقيلي :

نظرت بمفضي سيل حرشين ، والضحى

يسيل بأطراف المخارم آلها

بمنقبة الأجفان أنفد دمعها

مفارقة الألاف ، ثم زيالها

فلما نهاها اليأس أن تؤنس الحمى ،

حمى النّير ، خلّى عبرة العين جالها

وقد تقدّم هذا الشاهد في حرس بالسين المهملة وقد رواه بعضهم هكذا.

حَرْصٌ : الفتح ثم السكون ، والصاد مهملة ، والحرص في اللّغة الشق. وحرص : جبل بنجد ، وقيل : هو بالسين.

حُرُضُ : بالضم ، وثانيه يضم ويفتح ، والضاد معجمة ، فمن رواه على وزن جرذ بفتح الراء فهو معدول عن حارض أي مريض فاسد ، ومن رواه بالضم فهو الأشنان ، يقال : حرض وحرض ، وهو واد بالمدينة عند أحد له ذكر ، قال حكيم بن عكرمة الدّيلمي يتشوّق المدينة :

لعمرك! للبلاط وجانباه ،

وحرّة واقم ذات المنار ،

فجمّاء العقيق فعرصتاه ،

فمفضي السيل من تلك الحرار ،

إلى أحد فذي حرض فمبنى

قباب الحي ، من كنفي ضرار ،

أحبّ إليّ من فج ببصرى ،

بلا شكّ هناك ولا ائتمار

ومن قريات حمص وبعلبكّ ،

لو انّي كنت أجعل بالخيار

ولما استولى اليهود في الزمن القديم على المدينة وتغلبوا عليها كان لهم ملك يقال له الفطيون ، وقد سنّ فيهم سنّة أن لا تدخل امرأة على زوجها حتى يكون هو الذي يقتضّها قبله ، فبلغ ذلك أبا جبيلة أحد ملوك اليمن فقصد المدينة وأوقع باليهود بذي حرض وقتلهم ، فقالت سارة القرظيّة تذكر ذلك :

بأهلي رمّة لم تغن شيئا ،

بذي حرض تعفّيها الرياح

كهول من قريظة ، أتلفتهم

سيوف الخزرجيّة والرماح

ولو أذنوا بحربهم لحالت

هنالك ، دونهم ، حرب رداح

وقال ابن السكيت في قول كثيّر :

اربع فحيّ معارف الأطلال

بالجزع من حرض ، فهنّ بوال

حرض ههنا : واد من وادي قناة من المدينة على ميلين. وذو حرض أيضا : واد عند النّقرة لبني عبد الله بن غطفان ، بينه وبين معدل النقرة خمسة أميال ، وإياه أراد زهير فقال :

٢٤٢

أمن آل سلمى عرفت الطّلولا

بذي حرض ، ماثلات مثولا

بلين ، وتحسب آياتهن ،

عن فرط حولين ، رقّا محيلا

حَرَضُ : بفتحتين ، وهو في اللغة الذي أذابه الحزن : وهو بلد في أوائل اليمن من جهة مكة ، نزله حرض ابن خولان بن عمرو بن مالك بن حمير فسمّي به ، وهو اليوم بين خولان وهمدان.

حُرْفُ : بالضم ثم السكون ، والفاء ، وهو في اللّغة حبّ الرشاد ، والاسم من الحرفة ضد السعادة : وهو رستاق من نواحي الأنبار ، ينسب إليه أبو عمران موسى بن سهل بن كثير بن سيّار الوشّا الحرفي ، حدّث عن إسماعيل بن غلبّة ويزيد بن هارون وغيرهما ، روى عنه ابن السماك أبو بكر الشافعي ، ومات في ذي القعدة سنة ٢٧٨. والحرف أيضا : آرام سود مرتفعات ، قال نصر : أحسبها في منازل بني سليم.

الحُرُقاتُ : بضمتين ، وقاف ، وآخره تاء فوقها نقطتان : موضع.

حَرْقَمُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح القاف ، وميم ، وهو في اللغة الصوف الأحمر : موضع.

الحُرَقَةُ : بالضم ثم الفتح ، والقاف : ناحية بعمان ؛ ينسب إليها أبو الشعثاء جابر بن زيد اليحمدي الأزدي الحرقي ، أحد أئمة السّنة من أصحاب عبد الله بن عبّاس ، أصله من الحرقة ، قالوا : ويقال له الجوفي ، بالجيم والواو والفاء ، لأنه نزل البصرة في الأزد في موضع يقال له درب الجوف ، روى عن ابن عباس وابن عمرو ، روى عنه عمرو بن دينار ، وتوفي سنة ٩٣.

حَرْكٌ : بالفتح ثم السكون ، وكاف : موضع ، قال عبيد الله بن قيس الرّقيّات :

إنّ شيبا من عامر بن لؤيّ ،

وفتوّا منهم رقاق النّعال

لم يناموا ، إذ نام قوم عن الوت

ر بحرك ، فعرعر فالسّخال

حَرْلانُ : آخره نون : ناحية بدمشق بالغوطة فيها عدّة قرى ، بها قوم من أشراف بني أميّة.

الحَرْمَلِيّةُ : الحرمل نبت : قرية من قرى أنطاكية.

الحَرَمُ : بفتحتين ، الحرمان : مكة والمدينة ، والنسبة إلى الحرم حرميّ ، بكسر الحاء وسكون الراء ، والأنثى حرميّة على غير قياس ، ويقال : حرميّ ، بالضم ، كأنهم نظروا إلى حرمة البيت ، عن المبرد في الكامل ، وحرميّ ، بالتحريك ، على الأصل أيضا ، وأنشد راوي الكسر :

لا تأوينّ لحرميّ مررت به

يوما ، ولو ألقي الحرميّ في النار

وقال صاحب كتاب العين : إذا نسبوا غير الناس قالوا ثوب حرميّ ، بفتحتين ، فأما ما جاء في الحديث:إن فلانا كان حرميّ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فإن أشراف العرب الذين يتحمّسون كان إذا حجّ أحدهم لم يأكل إلا طعام رجل من الحرم ولم يطف إلّا في ثيابه ، فكان لكل شريف من أشراف العرب رجل من قريش ، فكل واحد منهما حرمي صاحبه ، كما يقال كري للمكري والمكتري وخصم للمخاصمين ، والحرم بمعنى الحرام مثل زمن وزمان ، فكأنه حرام انتهاكه وحرام صيده ورفثه وكذا وكذا ، وحرم مكة له حدود مضروبة المنار قديمة ، وهي التي بيّنها خليل الله إبراهيم ، عليه السلام ، وحده نحو

٢٤٣

عشرة أميال في مسيرة يوم ، وعلى كله منار مضروب يتميز به عن غيره ، وما زالت قريش تعرفها في الجاهلية والإسلام لكونهم سكان الحرم ، وقد علموا أن ما دون المنار من الحرم وما وراءها ليس منه ، ولما بعث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أقرّ قريشا على ما عرفوه من ذلك وكتب مع زيد بن مربع الأنصاري إلى قريش أن قرّوا قريشا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم ، فما دون المنار فهو حرم لا يحل صيده ولا يقطع شجره ، وما كان وراء المنار فهو حلّ إذا لم يكن صائده محرما ، فإن قال قائل من الملحدة في قول الله عز وجل : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) ، كيف يكون حرما آمنا وقد اختلفوا وقتلوا في الحرم؟ فالجواب أنه ، جل وعز ، جعله حرما آمنا أمرا وتعبدا لهم بذلك لا اختيارا ، فمن آمن بذلك كفّ عما نهي عنه اتباعا وانتهاء إلى ما أمر به ، ومن ألحد وأنكر أمر الحرم وحرمته فهو كافر مباح الدم ، ومن أقرّ وركب المنهي وصاد صيد الحرم وقتل فيه فهو فاسق وعليه الكفارة فيما قتل من الصيد ، فإن عاد فإن الله ينتقم منه ، فأما المواقيت التي سهل منها للحج فهي بعيدة من حدود الحرم ، وهي من الحل ، ومن أحرم منها للحج في أشهر الحج فهو محرم مأمور بالانتهاء ما دام محرما عن الرفث وما وراءه من أمر النساء وعن التطيب بالطيب وعن لبس الثوب المخيط وعن صيد الصيد ، وقول الأعشى :

بالأجياد غربيّ الصفا فالمحرم

هو الحرم ، تقول : أحرم الرجل فهو محرم وحرام ، والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام كله يراد به مكة ، قال البشاري : ويحدق بالحرم أعلام بيض ، وهو من طريق الغرب التنعيم ثلاثة أميال ومن طريق العراق تسعة أميال ومن طريق اليمن سبعة أميال ومن طريق الطائف عشرون ميلا ومن طريق الجادّة عشرة أميال.

وحرم أيضا : واد في عارض اليمامة من وراء أكمة هناك بينها وبين مهب الجنوب ، وقال الحازمي : يروى بكسر الراء أيضا ، وقال غيره : كان أسد ضار انحدر في حرم فحماه على أهله سنة ، وقال الراجز :

تعلّم أنّ الفاتك الغشمشما ،

واحد أمّ لم تلده توأما ،

أضحى ببطن حرم مسوّما

مسوم أي سائم. وحرم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، المدينة.

حَرِمٌ : بكسر الراء ، بوزن كبد ، وهو في اللغة مصدر حرمه الشيء يحرمه حرما مثال سرقه سرقا ، والحرم أيضا : الحرمان ، قال زهير :

يقول لا غائب مالي ولا حرم

وقال نصر : حرم ، بكسر الراء ، واد باليمامة فيه نخل وزرع ، ويقال بفتح الراء ، وقال أبو زياد : حرم فلج من أفلاج اليمامة ، ورواه ابن المعلى الأزدي حرم وحرم ، بفتح الراء وضمها ، جميع ذلك في موضع باليمامة في قول ابن مقبل :

حيّ دار الحيّ لا دار بها

بأثال ، فسخال فحرم

حِرْمٌ : بالكسر ثم السكون ، وهو في اللغة الحرام ، وقرئ : وحرم على قرية أهلكناها ، قال الكسائي : معناه واجب. والحرم : أحد الحرمين ، وهما واديان ينبتان السدر والسلم يصبان في بطن الليث في أوّل أرض اليمن.

٢٤٤

حَرْمَةُ : بالفتح ثم السكون : موضع في جانب حمى ضريّة قريب من النّسار.

حَرْنَقُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح النون ، وقاف : من مدن أرمينية.

حِرِنّةُ : بكسرتين ، وفتح النون وتشديدها ، ووجدت بخط بعض العلماء بالزاي : قرية باليمامة في وسط العارض لبني عديّ بن حنيفة نخيلات ، قال جرير :

من كل مبسمة العجان ، كأنه

جرف تقصّف من حرنّة جار(١)

حَرَوراءُ : بفتحتين ، وسكون الواو ، وراء أخرى ، وألف ممدودة ، يجوز أن يكون مشتقّا من الريح الحرور ، وهي الحارة ، وهي بالليل كالسموم بالنهار ، كأنه أنّث نظرا إلى أنه بقعة ، قيل : هي قرية بظاهر الكوفة ، وقيل : موضع على ميلين منها نزل به الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فنسبوا إليها ، وقال ابن الأنباري : حروراء كورة ، وقال أبو منصور : الحرورية منسوبون إلى موضع بظاهر الكوفة نسبت إليه الحرورية من الخوارج ، وبها كان أول تحكيمهم واجتماعهم حين خالفوا عليه ، قال : ورأيت بالدهناء رملة وعثة يقال لها رملة حروراء.

الحَرورِيّةُ : منسوب في قول النابغة الجعدي حيث قال :

أيا دار سلمى بالحروريّة اسلمي

إلى جانب الصمّان ، فالمتثلم

أقامت به البردين ثم تذكّرت

منازلها ، بين الدّخول فجرثم

حَرُوسُ : بالفتح ثم الضم ، والواو ساكنة ، والسين مهمله : موضع ، قال عبيد بن الأبرص :

لمن الديار بصاحة فحروس ،

درست من الاقعار أي دروس؟

ذكر الحرار في ديار العرب

قال صاحب كتاب العين : الحرة أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار ، والجمع الحرّات والأحرّون والحرار والحرّون ، وقال الأصمعي : الحرة الأرض التي ألبستها الحجارة السود ، فإن كان فيها نجوة الأحجار فهي الصخرة ، وجمعها صخر ، فإن استقدم منها شيء فهو كراع ، وقال النضر بن شميل : الحرة الأرض مسيرة ليلتين سريعتين أو ثلاث ، فيها حجارة أمثال الإبل البروك كأنها تشطب بالنار ، وما تحتها أرض غليظة من قاع ليس بأسود وإنما سوّدها كثرة حجارتها وتدانيها ، وقال أبو عمرو : تكون الحرة مستديرة فإذا كان فيها شيء مستطيل ليس بواسع فذلك الكراع واللّابة والحرّة بمعنى ، ويقال للطّلمة الكبيرة ، وهي الخبزة التي تنضج بالملّة : حرّة ، والحرة أيضا : البثرة الصغيرة ، والحرة أيضا : العذاب الموجع ، والحرار في بلاد العرب كثيرة ، أكثرها حوالي المدينة إلى الشام ، وأنا أذكرها مرتبة على الحروف التي في أوائل ما أضيفت الحرة إليه.

حَرَّةُ أَوْطَاسَ : قد ذكر أوطاس في موضعه ، ويوم حرة أوطاس : من أيام العرب.

حَرَّةُ تَبوكَ : وهو الموضع الذي غزاه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر أيضا.

حرَّةُ تُقْدَةَ : بضم التاء المعجمة باثنتين من فوق ، ويروى بالنون ، وسكون القاف ، والدال مهملة ،

__________________

(١) قوله : مبسمة العجان : هكذا في الأصل ، ولم نجد هذا البيت في ديوان جرير.

٢٤٥

قال بعضهم : التّقدة ، بالكسر ، الكزبرة ، والنّقدة ، بكسر النون : الكروياء ، قال الراجز :

لكنّ حيّا نزلوا بذي بين ،

فما حوت تقدة ذات حرّين

حرَّةُ حَقْل : بفتح الحاء ، وسكون القاف بالمنصف ، وقد ذكر حقل في موضعه ، ويوم حرة حقل : من أيام العرب.

حَرَّةُ الحمَارَة : لا أعرف موضعها ، وقد جاءت في أخبارهم.

حرّةُ راجلٍ : بالجيم : في بلاد بني عبس بن بغيض ، عن أحمد بن فارس ، وقال الزمخشري : حرة راجل بين السرّ ومشارف حوران ، قال النابغة :

يؤمّ بربعيّ كأن زهاءه ،

إذا هبط الصحراء ، حرّة راجل

حرَّةُ راهِصٍ : قال الأصمعي : ولبني قريط بن عبد ابن كلاب راهص ، وهي حرّة سوداء ، وهي آكام منقادة متصلة تسمى نعل راهص ، وقيل : هي لفزارة.

الحرَّةُ الرَّجْلاء : قال ابن الأعرابي : الحرّة الرجلاء الصلبة الشديدة ، وقال غيره : هي التي أعلاها أسود وأسفلها أبيض ، وقال الأصمعي : يقال للطريق الخشن رجيل ، ويقال : حرة رجلاء للغليظة الخشنة : وهو علم لحرة في ديار بني القين بن جسر بين المدينة والشام ، وقد ذكرت في الرجلاء ، قال الأخنس بن شهاب :

وكلب لها خبت فرملة عالج

إلى الحرة الرجلاء ، حيث تحارب

وقال الراعي :

يا أهل! ما بال هذا الليل في صفر

يزداد طولا ، وما يزداد من قصر

في إثر من قطعت مني قرينته ،

يوم الحدالى ، بأسباب من القدر

كأنما شقّ قلبي يوم فارقهم

قسمين ، بين أخي نجد ومنحدر

هم الأحبّة أبكي اليوم إثرهم ،

وكنت أطرب نحو الحيرة الشّطر

فقلت ، والحرة الرجلاء دونهم ،

وبطن لجّان لما اعتادني ذكري :

صلّى على عزّة الرحمن وابنتها

ليلى ، وصلى على جاراتها الأخر

هنّ الحرائر لا ربّات أخمرة ،

سود المحاجر لا يقرأن بالسّور

حرَّةُ رُماحٍ : بضم الراء ، والحاء مهملة : بالدهناء ، قالت أعرابية :

سلام الذي قد ظن أن ليس رائيا

رماحا ، ولا من حرّتيه ذرّى خضرا

وقد ذكر في رماح.

حَرَّةُ سُلَيْمٍ : هو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ، قال أبو منصور : حرة النار لبني سليم وتسمى أم صبّار ، وفيها معدن الدّهنج ، وهو حجر أخضر يحفر عنه كسائر المعادن ، وقال أبو منصور : حرة ليلى وحرة شوران وحرة بني سليم في عالية نجد ، وأنشد لبشر بن أبي خازم :

معالية لا همّ إلا محجّر ،

وحرة ليلى السهل منها فلوبها

حرَّةُ شَرْجٍ : بفتح الشين ، وسكون الراء ، وجيم : ذكر في موضعه ، قال ابن مقبل :

زارتك من دونها شرج وحرّته ،

وما تجشّمت من دان ولا أون

٢٤٦

حرَّةُ شَوْرانَ : بفتح الشين المعجمة ، وسكون الواو ، وراء ، وألف ، ونون : قال عرّام : عير جبلان أحمران من عن يمينك وأنت ببطن العقيق تريد مكة وعن يسارك شوران ، وهو جبل مطل على السّد.

حرةُ ضارِجٍ : بالضاد المعجمة ، والجيم ، ذكره ابن فارس ، وضارج يذكر في موضعه ، وأنشد لبشر بن أبي خازم :

بكلّ فضاء ، بين حره ضارج

وخلّ إلى ماء القصيبة موكب

قال : ويقال إنما هو أثلة ضارج.

حرةُ ضَرْغَدَ : بفتح الضاد والغين المعجمة : في جبال طيّء ، وقال ابن الأنباري : ضرغد في بلاد غطفان ويقال ضرغد مقبرة ، فهو يصرف من الأول ولا يصرف من الثاني ، وأنشد لعامر بن الطفيل :

فلأبغينّكم قنا وعوارضا ،

ولأوردنّ الخيل لابة ضرغد

وقال النابغة في بعض الروايات :

يا عام! لم أعرفك تنكر سنّة ،

بعد الذين تتابعوا بالمرصد

لو عاينتك كماتنا بطوالة ،

بالحزورية ، أو بلابة ضرغد

لثويت في قدّ ، هنالك ، موثقا

في القوم ، أو لثويت غير موسّد

اللابة والحرّة واحد.

حَرَّةُ عَبَّادٍ : حرة : دون المدينة ، قال عبيد الله بن ربيع :

إلى الله أشكو أنّ عثمان جائر

عليّ ، ولم يعلم بذلك خالد

أبيت كأني ، من حذار قضائه

بحرّة عبّاد ، سليم الأساود

تكلّفت أجواز الفيافي وبعدها

إليك ، وعظمي ، خشية الموت ، بارد(١)

حَرَّةُ عُذْرَةَ : وتسمى كرتوم ، ذكرت في موضعها.

حَرةُ عَسْعَسَ : العسعس : اسم الذئب لأنه يعسعس بالليل أي يطوف ، وهي حرة معروفة ، قال الغامدي :

طاف الخيال وصحبتي بالأوعس ،

بين الرّفاق وبين حرة عسعس

حَرةُ غَلَّاسٍ : بفتح الغين المعجمة ، وتشديد اللام ، والسين مهملة ، قال الشاعر :

لدن غدوة ، حتى استغاث شريدهم

بحرّة غلّاس وشلو ممزّق

حَرةُ قُباءَ : قبلي المدينة ، لها ذكر في الحديث.

حَرَّةُ القَوْس : قال عرعرة النميري :

بحرّة القوس وخبتي محفل

بين ذراه ، كالحريق المشعل

حَرَّةُ لُبْنٍ : بضم اللام ، وتسكين الباء الموحدة ، واللّبن جمع اللّبون من النوق ، قال ابن الأعرابي : اللّبن الأكل الكثير والضرب الشديد ، وقد ذكر لبن في موضعه ، قال الشاعر :

بحرّة لبن يبرق جانباها ،

ركود ما تهدّ من الصياح

حَرَّةُ لَفْلَف : قال ابن الأعرابي : لفلف الرجل إذا استقصى في الأكل والعلف ، وقد ذكر لفلف.

حَرَّةُ لَيْلى : لبني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان يطؤها الحاج في طريقهم إلى المدينة ، وعن بعضهم أن حرة ليلى من وراء

__________________

(١) في هذا البيت اقواء.

٢٤٧

وادي القرى من جهة المدينة ، فيها نخل وعيون ، وقال السكّري : حرة ليلى معروفة في بلاد بني كلاب ، بعث الوليد بن يزيد بن عبد الملك إلى الرّمّاح بن يزيد وقيل ابن أبرد المرّيّ يعرف بابن ميّادة حين استخلف فمدحه فأمره بالمقام عنده ، فأقام ثم اشتاق إلى وطنه فقال :

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة

بحرّة ليلى ، حيث ربّتني أهلي

بلاد بها نيطت عليّ تمائمي ،

وقطّعن عني حين أدركني عقلي

وهل أسمعنّ ، الدهر ، أصوات هجمة

تطالع من هجل خصيب إلى هجل

تحنّ ، فأبكي كلما ذرّ شارق ،

وذاك على المشتاق قبل من القبل

فإن كنت عن تلك المواطن حابسي ،

فأفش عليّ الرزق واجمع إذا شملي

فقال الوليد : اشتاق الشيخ إلى وطنه ، فكتب له إلى مصدّق كلب أن يعطيه مائة ناقة دهماء جعداء ، فأتى المصدّق فطلب إليه أن يعفيه من الجعودة ويأخذها دهما ، فكتب الرّمّاح إلى الوليد :

ألم تعلم بأن الحيّ كلبا

أرادوا في عطيتك ارتدادا؟

فكتب الوليد إلى المصدّق أن يعطيه مائة ناقة دهماء جعداء ومائة صهباء ، فأخذ المائتين وذهب بها إلى أهله ، قال : فجعلت تضيء هذه من جانب وتظلم هذه من جانب حتى أوردها حوض البردان ، فجعل يرتجل ويقول :

ظلّت بحوض البردان تغتسل ،

تشرب منه نهلات وتعلّ

وقال بشر بن أبي خازم :

عفت من سليمى رامة فكثيبها ،

وشطّت بها عنك النوى وشعوبها

وغيّرها ما غيّر الناس بعدها ،

فباتت وحاجات النفوس نصيبها

معالية لا همّ إلا محجّر ،

وحرّة ليلى السهل منها فلوبها

أي وباتت معالية أي مرتفعة إلى أرض العالية وليس لها همّ إلا أن تأتي محجّرا بناحية اليمامة.

حَرَّةُ مَعْشَر : والمعشر : كل جماعة أمرهم واحد ، وأنشد ابن دريد :

أناموا منهم ستين صرعى

بحرّة معشر ، ذات القتاد

حَرَّةُ مَيْطانَ : جبل يقابل الشّوران من ناحية المدينة ، قال :

تذكّر قد عفا منها فمطلوب ،

فالسفح من حرّتي ميطان فاللوب

حَرَّةُ النار : بلفظ النار المحرقة : قريبة من حرة ليلى قرب المدينة ، وقيل : هي حرة لبني سليم ، وقيل : هي منازل جذام وبليّ وبلقين وعذرة ، وقال عياض : حرة النار المذكورة في حديث عمر هي من بلاد بني سليم بناحية خيبر ، قال بعضهم :

ما إن لمرّة من سهل تحلّ به ،

ولا من الحزن ، إلا حرّة النار

وفي كتاب نصر : حرة النار بين وادي القرى وتيماء من ديار غطفان ، وسكانها اليوم عنزة ، وبها معدن البورق ، وهي مسيرة أيام ، قال أبو المهنّد بن معاوية الفزاري :

٢٤٨

كانت لنا أجبال حسمى فاللّوى ،

وحرة النار ، فهذا المستوي

ومن تميم قد لقينا باللوى ،

يوم النّسار ، وسقيناهم روى

وقال النابغة :

إما عصيت ، فإني غير منفلت

مني اللصاب ، فجنبا حرة النار

تدافع الناس عنا ، حين نركبها ،

من المظالم تدعى أم صبّار

قال : وأم صبار اسم الحرة ، وفي الحديث : أن رجلا أتى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فقال له عمر : ما اسمك؟ قال : جمرة ، قال : ابن من؟ قال : ابن شهاب ، قال : ممن أنت؟ قال : من الحرقة ، قال : أين تسكن؟ قال : حرة النار ، قال : أيها؟ قال : بذات اللظى ، قال عمر : أدرك الحيّ لا تحترقوا ، ففي رواية أن الرجل رجع إلى أهله فوجد النار قد أحاطت بهم.

حَرَّةُ واقِمٍ : إحدى حرّتي المدينة ، وهي الشرقية ، سميت برجل من العماليق اسمه واقم ، وكان قد نزلها في الدهر الأول ، وقيل : وأقم اسم أطم من آطام المدينة إليه تضاف الحرة ، وهو من قولهم : وقمت الرجل عن حاجته إذا رددته ، فأنا واقم ؛ وقال المرّار :

بحرّة واقم ، والعيس صعر

ترى للحي جماجمها تبيعا

وفي هذه الحرة كانت وقعة الحرة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية في سنة ٦٣ وأمير الجيش من قبل يزيد مسلم بن عقبة المرّي ، وسموه لقبيح صنيعه مسرفا ، قدم المدينة فنزل حرّة واقم وخرج إليه أهل المدينة يحاربونه ، فكسرهم وقتل من الموالي ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل ومن الأنصار ألفا وأربعمائة ، وقيل ألفا وسبعمائة ، ومن قريش ألفا وثلاثمائة ، ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبوا الذّرية واستباحوا الفروج ، وحملت منهم ثمانمائة حرّة وولدن ، وكان يقال لأولئك الأولاد أولاد الحرّة ، ثم أحضر الأعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض إلا أن يبايعوه على أنهم عبيد يزيد بن معاوية ، فمن تلكأ أمر بضرب عنقه ، وجاءوا بعليّ بن عبد الله بن العباس ، فقال الحصين بن نمير : يا معاشر اليمن عليكم ابن أختكم ، فقام معه أربعة آلاف رجل ، فقال لهم مسرف : أخلعتم أيديكم من الطاعة؟ فقالوا : أما فيه فنعم ، فبايعه عليّ على أنه ابن عمّ يزيد بن معاوية ، ثم انصرف نحو مكة وهو مريض مدنف فمات بعد أيام وأوصى إلى الحصين بن نمير ، وفي قصة الحرة طول ، وكانت بعد قتل الحسين ، رضي الله عنه ، ورمي الكعبة بالمنجنيق من أشنع شيء جرى في أيام يزيد ؛ وقال محمد بن بحرة الساعدي :

فإن تقتلونا يوم حرّة واقم ،

فنحن على الإسلام أول من قتل

ونحن تركناكم ببدر أذلّة ،

وأبنا بأسياف لنا منكم نفل

فإن ينج منكم عائذ البيت سالما ،

فما نالنا منكم ، وإن شفّنا ، جلل

عائذ البيت : عبد الله بن الزبير ، وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات :

وقالت : لو أنّا نستطيع لزاركم

طبيبان منا عالمان بدائكا

٢٤٩

ولكنّ قومي أحدثوا بعد عهدنا

وعهدك أضعافا ، كلفن نسائكا

تذكّرني قتلى بحرّة واقم

أصبن ، وأرحاما قطعن شوائكا

وقد كان قومي ، قبل ذاك ، وقومها

قروما زوت عودا من المجد نائكا (١)

فقطّع أرحام وقصّت جماعة ،

وعادت روايا الحلم بعد ركائكا

حرَّةُ الوَبرَةِ : بثلاث فتحات مضبوط في كتاب مسلم ، وقد سكّن بعضهم الباء : وهي على ثلاثة أميال من المدينة ، ذكرها في حديث أهبان في أعلام النبوّة.

حَرَّةُ بني هِلالٍ : هو هلال بن عامر بن صعصعة : بالبريك ، والبريك : في طريق اليمن التهامي من دون ضنكان.

حُرّيَاتٌ : بالضم ، وتشديد الراء ، وياء خفيفة : موضع في قول القتّال :

وأقفر منها حريّات ، فما يرى

بها ساكن نبح ولا متنوّر

حُرَيْداء : بلفظ التصغير ، ممدود : رميلة في بلاد أبي بكر بن كلاب ؛ قال :

لياح له بطن الرويل مجنّة ،

ومنه بأبقاء الحريداء مكنس

الحُرَيْرَةُ : براءين مهملتين ، كأنه تصغير حرة : موضع بين الأبواء ومكة قرب نخلة ، وبها كانت الوقعة الرابعة من وقعات الفجار ، قال بعضهم :

أرعى الأراك قلوصي ثم أوردها

ماء الحريرة والمطلى ، فأسقيها

وقال خداش بن زهير :

وقد بلوكم ، فأبلوكم بلاءهم ،

يوم الحريرة ، ضربا غير تكذيب

حَريزٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ، وزاي ، قال أبو سعد : قرية باليمن ، ورواه الحازمي بزايين ، ونسب إليه كما نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.

الحريشُ : الشين معجمة ، وهو في اللغة دابة لها مخالب كمخالب الأسد ولها قرن واحد في هامتها ، ويسميها الناس كركدنّ ، والحريش الضب المحروش أي المصاد ، وهي قرية من كورة الفرج من أعمال الموصل وأظنها سميت بالقبيلة ، وهو الحريش ، واسمه معاوية ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.

الحرَيْضَةُ : كأنه تصغير حرضة ، بالضاد المعجمة : موضع في بلاد هذيل ، فيه قتل تأبّط شرّا فقامت أمه ترثيه فقالت :

قتيل ما قتيل بني قريم ،

إذا ضنّت جمادى بالقطار

فتى فهم جميعا غادروه

مقيما بالحريضة من نمار

حُرَيْمٌ : تصغير حرم : حصن من أعمال تعزّ باليمن.

الحَريمُ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وميم ، أصله من حريم البئر وغيرها ، وهو ما حولها من حقوقها ومرافقها ، ثم اتسع فقيل لكل ما يتحرّم به ويمنع منه حريم ، وبذلك سمي حريم دار الخلافة ببغداد ، ويكون بمقدار ثلث بغداد ، وهو في وسطها ودور العامة محيطة به ، وله سور يتحيز به ، ابتداؤه من دجلة وانتهاؤه إلى دجلة كهيئة نصف دائرة ، وله عدة أبواب ، وأولها من جهة الغرب باب

__________________

(١) هكذا ورد هذا البيت في الأصل.

٢٥٠

الغربة ، وهو قرب دجلة جدّا ، ثم باب سوق التمر ، وهو باب شاهق البناء أغلق في أول أيام الناصر لدين الله بن المستضيء واستمر غلقه إلى هذه الغاية ، ثم باب البدريّة ثم باب النوبي ، وعنده باب العتبة التي تقبّلها الرّسل والملوك إذا قدموا بغداد ، ثم باب العامّة ، وهو باب عمّورية أيضا ، ثم يمتد قرابة ميل ليس فيه باب إلا باب بستان قرب المنظرة التي تنحر تحتها الضحايا ، ثم باب المراتب بينه وبين دجلة نحو غلوتي سهم في شرقي الحريم ، وجميع ما يشتمل عليه هذا السور من دور العامّة ومحالّها وجامع القصر ، وهو الذي تقام فيه الجمعة ببغداد يسمى الحريم ، وبين هذا الحريم المشتمل على منازل الرعية وخاص دار الخلافة الذي لا يشركه فيه أحد سور آخر يشتمل على دور الخلافة وبساتين ومنازل نحو مدينة كبيرة ، وقرأت في كتاب بغداد تصنيف هلال بن المحسن الصابي : حدثني خواشاذه خازن عضد الدولة قال : طفت دار الخلافة عامرها وخرابها وحريمها وما يجاورها ويتاخمها فكان مثل شيراز ، قال : وسمعت هذا القول من جماعة آخرين أولي خبرة.

الحريمُ الطّاهريُّ : بأعلى مدينة السلام بغداد في الجانب الغربي ، منسوب إلى طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق ، وبه كانت منازلهم ، وكان من لجأ إليه أمن ، فلذلك سمّي الحريم ، وكان أول من جعلها حريما عبد الله بن طاهر بن حسين ، وكان عظيما في دولة بني العباس ، ولا أعلم أحدا بلغ مبلغه فيها حديثا ولا قديما ، وكان أديبا شاعرا شجاعا جوادا ممدّحا ، وكانت إليه الشرطة ببغداد وهي أجلّ ما يلي يومئذ ، وكان يلي خراسان وبها نوّابه والجبال وبها نوّابه وطبرستان وبها نوّابه والشام ومصر وبها نوّابه ، ولما أراد عمارة قصره ببغداد وهو الحريم هذا ، وقد كانت العمارات متصلة وهو في وسطها ، وأما الآن فقد خرب جميع ما حوله وبقي كالبلدة المفردة في وسط الخراب ، وهو عامر ، فيه دور وقصر مطلّ متصل به شارع دار الرفيق ، وبعضه عامر ، وفيه أسواق ، وله سور بحيزه ، بصر برجل يستغيث وبيده قصة ، فأمر من أخذها منه ، فقرأها فإذا فيها أن وكيله أخذ داره غصبا وهدمها وأدخلها في قصره ، فأحضر الوكيل وسأله عن القصة فقال : إن تربيع القصر لا يتم إلا بها وقيمتها ثلاثمائة دينار فبذلتها له فامتنع فبلغنا ألف دينار ، فأخبرت قاضي المسلمين خبره فرأى الحجر عليه ونصب أمينا فباع الدار وقبضناه المال ، وهو عنده ، فقال عبد الله : أتعرف موضع الدار؟ قال : نعم ، فإذا هي قد وقعت في شمالي حجرة ، فأمر عبد الله بهدم البنيان ، فلما رأى صاحبها الجدّ منه في الهدم قال : لا حاجة لي في ذلك وقد أذنت في البيع ، فقال : هيهات بعد الشكوى والمطالبة! ولم يزل جالسا والشمس تبلغ إليه وينفتل عنها وينفض التراب عن وجهه وموكبه واقف حتى كشف عن العرصة وجرّد الأساس القديم وأمر بردّ بناء الدار وتأديب الوكيل واستحل الرجل بماله وبقيت الدار طاعنة في داره إلى الآن ترى بروزها من البناء ، ثم رأى يوما دخانا مرتفعا كريه الرائحة فتأذّى به فسأل عنه فقيل له : إن الجيران يخبزون بالبعر والسّرجين ، فقال : إن هذا لمن اللّؤم أن نقيم بمكان يتكلف الجيران شراء الخبز ومعاناته ، اقصدوا الدور واكسروا التنانير واحصوا جميع من بها من رجل وامرأة وصبيّ وأجروا على كل واحد منهم خبزه وجميع ما يحتاج إليه ، فسمّيت أيامه الكفاية. والحريم أيضا : موضع بالحجاز كانت به وقعة بين كنانة وخزاعة. والحريم

٢٥١

أيضا : قرية لبني العنبر باليمامة. والحريم أيضا : واد في ديار بني نمير فيه مياه لهم. والحريم أيضا : موضع في ديار بني تغلب قريب من ذي بهدا.

حُرِّين : بالضم ثم الكسر والتشديد ، وآخره نون : بلد قرب آمد.

حَرِيوَيْنِ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، والواو مفتوحة ، وياء أخرى ساكنة ، ونون ، لفظة مثنّى : من حصون جبال صنعاء مما استولى عليه عبد الله بن حزة الزيدي في أيام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب.

باب الحاء والزاي وما يليهما

حَزَّاءُ : بالفتح ثم التشديد ، وألف ممدودة : موضع ذكر في الشعر.

حُزازُ : بالضم ، والتخفيف ، آخره زاي أخرى : هضاب بأرض سلول بين الضباب وعمرو بن كلاب.

الحزَّامُونَ : بالفتح ، والتشديد : محلّة في شرقي واسط واسعة كبيرة ، لها ذكر في التواريخ كثير ، كأنها منسوبة إلى الذين يحزمون الأمتعة أي يشدونها ، والله أعلم ، وبالحزّامين مشهد عليه قبّة عالية يزعمون أن بها قبر محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم ، وهناك قبر يزعمون أنه قبر عزرة بن هارون بن عمران يزوره المسلمون واليهود.

الحُزانَةُ : بالضم ثم التخفيف ، وألف ، ونون : موضع في قوله :

سقى جدثا بين الحزانة والرّبى

والحزانة في اللغة : عيال الرجل الذين يتحزّن لهم ولأمرهم ، عن الأصمعي.

حَزْرٌ : بالفتح ثم السكون ، وراء ، والحزر في اللغة اللبن الحامض والقول الحدس : وهو جبل أو واد بنجد.

حَزْرَمٌ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الراء ، وميم : جبل فوق الهضبة في ديار بني أسد ، قال الأخطل يهجو جريرا :

فلقد تجاريتم على أحسابكم ،

وبعثتم حكما من السلطان

فإذا كليب لا توازن دارما ،

حتى يوازن حزرم بأبان

حَزْرَةُ : بالهاء ، بئر حزرة : موضع وقيل واد ، والحزرة في اللغة : خيار المال ، والحزرة : النبقة المرّة.

الحزُّ : بالفتح ثم التشديد : موضع بالسراة ، قال الأصمعي : من المواضع التي يخلص إليها البرد حزّ السراة ، وهي معادن اللازورد بين تهامة واليمن ، وفي كتاب الأصمعي : أول السّروات سراة ثقيف ثم سراة فهم وعدوان ثم سراة الأزد ثم الحز آخر ذلك ، فما انحدر إلى البحر فهو تهامة ثم اليمن ، وكان بنو الحارث ابن عبد الله بن يشكر بن مبشّر من الأزد غلبوا العماليق على الحزّ فسموا الغطاريف.

حَزِمانُ : بالفتح ثم الكسر : من حصون اليمن قرب الدّملوة.

الحزْمُ : بالفتح ثم السكون ، قال صاحب كتاب العين : الحزم من الأرض ما احتزم من السيل من نجوات الأرض والظهور ، والجمع الحزوم ، وقال النضر بن شميل : الحزم ما غلظ من الأرض وكثرت حجارته وأشرف حتى صار له إقبال ، لا يعلوه الناس والإبل إلا بالجهد يعلونه من قبل قبله ، وهو طين وحجارة ، وحجارته أغلظ وأخشن وأكلب من حجارة الأكمة ، غير أن ظهره طويل عريض ببعاد الفرسخين والثلاثة ودون ذلك ، لا تعلوه الإبل إلا في طريق له قبل

٢٥٢

كقبل الجدار ، قال : وقد يكون الحزوم في القفّ لأنه جبل وقف إلا أنه ليس بمستطيل مثل الجبل ، وقال الجوهري : الحزم أرفع من الحزن ، وفي بلاد العرب حزوم كثيرة نذكر منها ما بلغنا مرتبا.

ذكر ما أضيف الحزم إليه على حروف المعجم

الحزْمُ : من غير إضافة : وهو موضع أمام خطم الحجون الذي دون سدرة آل أسيّد يسارا على طريق نخلة والحاجّ العراقي.

حَزْمٌ أبيضُ : في بلاد الضّباب.

حَزْمُ الأَنْعَمَين : قد ذكر الأنعمان في موضعه ، قال المرّار بن سعيد أنشده أبو منصور :

بحزم الأنعمين لهنّ حاد ،

معرّ ساقه غرد بسول

حَزْم حديدَا : مقصور في شعر المرّار حيث قال :

يقول صحابي ، إذ نظرت صبابة

بحزم حديدا : ما بطرفك تسمح

حزْمُ خَزَازَى : يذكر خزازى في موضعه إن شاء الله ، وأنشد الأزهري لابن الرقاع :

فقلت لها : كيف اهتديت ودوننا

دلوك وأشراف الجبال القواهر

وجيحان ، جيحان الجيوش ، وآلس

وحزم خزازى والشعوب القواسر

حَزْمُ الرَّقاشي : والرقش النقش ، وبه سميت الحية رقشاء ، قال الشاعر :

ألا ليت شعري هل ترودنّ ناقتي

بحزم الرّقاشي من مثال هوامل

حَزْمُ شَرْج : قد ذكر في شرج في موضعه ، قال الأصمعي : حزم شرج في ديار أبي بكر بن كلاب ، وهو مكان من الأرض ظاهر أبيض.

حَزْمُ شَعَبعَب : يذكر شعبعب في موضعه ؛ قال امرؤ القيس :

تبصّر خليلي ، هل ترى من ظعائن

سوالك نصّا بين حزمي شعبعب

فريقان منهم جازع بطن نخلة ،

وآخر منهم قاطع حدّ كبكب

حزْمُ الضِّبابِ : وهم ولد عمرو بن معاوية بن كلاب ، سموا بذلك لأن فيهم ضبّا ومضبّا وحسلا وحسيلا.

حَزْمُ عُنَيزَةَ : قال الشاعر :

ليالي ترعى الحزم ، حزم عنيزة ،

إلى الصّلب يندى روضه ، فهو بارح

حَزْمُ بَني عُوَالٍ : بضم العين : جبل بأكناف الحجاز على طريق من أمّ المدينة لغطفان ، ويذكر عوال في موضعه إن شاء الله تعالى.

حَزْمُ عيصان : موضع قرب حزم النّميرة من بلاد الضباب.

حَزْمُ فَيْدَةَ : قال كثيّر :

حزيت لي بحزم فيدة تحدى ،

كاليهوديّ من نطاة الرقال

حزْمُ النُّميْرَةِ : تصغير نمرة ؛ قال الأصمعي : هو حزم قرب ضريّة أبيض ظاهر ، وبه ماءة يقال لها نميرة ، وقال في موضع آخر : حزم النميرة قرية كانت لعمرو بن كلاب ولباهلة.

حزْمُ وَاهِبٍ : في شعر ابن أبي خازم قال :

كأنها ، بعد عهد العاهدين بها

بين الذّنوب وحزمي واهب ، صحف

٢٥٣

الحِزْمِرِيَّة : بالكسر : منسوب إلى قوم الحزمرية من أيام العرب.

حَزْنٌ : بالنون ، قال صاحب كتاب العين : الحزن من الأرض والدوابّ ما فيه خشونة ، والفعل حزن يحزن حزونة ، وقال أبو عمرو : الحزن والحزم الغليظ من الأرض ، وقال ابن شميل : الحزن أول حزون الأرض وقفافها وجبالها وقوافيها وخشنها ورضمها ، ولا تعدّ أرض طيبة وإن جلدت حزنا ، وجمعه حزون ، قال : ويقال حزنة وحزن ، وقد أحزن الرجل إذا صار إلى الحزن ، وفي الصحاح : الحزم أرفع من الحزن.

حَزْنٌ : هكذا غير مضاف : طريق بين المدينة وخيبر ، ذكره في مغازي الواقدي في غزوة خيبر وخبره في مرحب.

حَزْنُ بني جَعْدَةَ : قال أبو سعيد الضرير : الحزون في بلاد العرب ثلاثة ، حزن جعدة وهم من ربيعة ، قلت أنا : جعدة القبيلة المشهورة التي ينسب إليها النابغة الجعدي وغيره ، فهم من قيس عيلان ، وهو جعدة ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وإن أراد ربيعة جدّ جعدة صح ، ولا يعلم في العرب قبيلة يقال لها جعدة ينسب إليها أحد غير هذه ، قال : وبين حزن جعدة وحزن بني يربوع حزن غاضرة ، وقال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب : الحزون في جزيرة العرب ثلاثة : حزن بني يربوع وحزن غاضرة من بني أسد وحزن كلب من قضاعة ، وقال أبو منصور : قال أبو عبيدة حزن زبالة وهو ما بين زبالة فما فوق ذلك مصعّدا إلى بلاد نجد ، وفيه غلظ وارتفاع ، وحزن بني يربوع ، فاتفقوا على حزن بني يربوع واختلفوا في الآخرين.

حَزنُ غاضرَةَ : غاضرة بالغين المعجمة ، والضاد المعجمة ، فاعلة من الغضارة ، وهو الخصب والخير ، وغاضرة ابن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ، وفي صعصعة غاضرة بن صعصعة ، وفي ثقيف غاضرة ، والحزن منسوب إلى غاضرة أسد ، وهو يوالي حزن بني يربوع.

حَزْنُ كَلْبٍ : وهو كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وقد تقدّم ذكرنا عن الأصمعي أنه أحد ثلاثة الحزون في بلاد العرب.

حَزْنُ مُلَيْحَةَ : تصغير ملحة ، وقد ذكرت في موضعا ، قال جرير :

ولو ضاف أحياء ، بحزن مليحة ،

للاقى جوارا صافيا غير أكدرا

فهم ضربوا آل الملوك وعجّلوا

بورد غداة الحوفزان فبكّرا ،

حَزْنُ يَرْبُوع : هو يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قبيلة جرير ، وهو قرب فيد ، وهو من جهة الكوفة ، وهو من أجل مرابع العرب ، فيه قيعان ، وكانت العرب تقول : من تربّع الحزن وتشتّى الصّمّان وتقيّظ الشرف فقد أخصب ، وقيل : حزن بني يربوع ما شرع من طريق الحاجّ المصعّد ، وهو يبدو للناظرين ، ولا يطأ الطريق من شيء ، قال جرير :

ساروا إليك من السّهبا ، ودونهم

فيحان فالحزن فالصّمّان فالوكف

وقال القتّال الكلابي أنشده السّكّري :

وما روضة بالحزن قفر مجودة ،

يمجّ الندى ريحانها وصبيبها

٢٥٤

بأطيب ، بعد النوم ، من أم طارق ،

ولا طعم عنقود عقار زبيبها

وقال : الحزن بلاد يربوع ، وهي أطيب البادية مرعى ، ثم الصمان ، وقال محمد بن زياد الأعرابي : سئلت بنت الخس أي بلاد أحسن مرعى؟ فقالت : خياشيم الحزن وجواء الصّمّان ، وقال : الخياشيم أول شيء منه ، قيل لها : ثم ما ذا؟ قالت : أراها أجلى أنّى شئت أي متى شئت بعد هذا ، قال : ويقال إن أجلى موضع في طريق البصرة ، والحزن مائل من طريق الكوفة إلى مكة وهو لبني يربوع ، والدّهناء والصّمان لبني حنظلة ، وبيرين لبني سعد ، وحكى الأصمعي خبر بنت الخس في كتابه وفسره فقال : الحزن حزن بني يربوع ، وهو قفّ غليظ مسيرة ثلاث ليال في مثلها ، وخياشيمه أطرافه ، وإنما جعلته امرأ البلاد لبعده من المياه فليس ترعاه الشاء ولا الحمير ولا به دمن ولا أرواث الحمير فهي أغذى وامرأ ، وواحد الجواء جوّ ، وهو المطمئن من الأرض ، وقال ابن الأعرابي : سرق رجل بعيرا فأخذ به وكان في الحزن فجحد سرقته ؛ وقال :

وما لي ذنب إن جنوب تنفّست

بنفحة حزنيّ ، من النبت ، أخضرا

أي ما ذنبي إن شمّ بعيركم حين هاجت الريح الجنوب ريح الحزن فنزع نحوه ، أي لم أسرقه وإنما جاء هو حين شمّ ريح الحزن.

حُزَنٌ : بالضم ثم الفتح ، ونون : موضع ، قال وليعة ، وهو رجل من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة :

قتلت بهم بني ليث بن بكر

بقتلي أهل ذي حزن وعقل

حُزْنَةُ : بالضم ثم السكون ، ونون : جبل في ديار شكر إخوة بارق من الأزد باليمن.

حَزوَاءُ : بالفتح ، والمد ، ويقصر : موضع ، عن ابن دريد ، قيل هو باليمن.

حَزْوَرَةُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الواو ، وراء ، وهاء ، وهو في اللغة الرابية الصغيرة ، وجمعها حزاور ، وقال الدارقطني : كذا صوابه والمحدّثون يفتحون الزاي ويشددون الواو وهو تصحيف ، وكانت الحزورة سوق مكة وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه ، وفي الحديث : وقف النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بالحزورة فقال : يا بطحاء مكة ما أطيبك من بلدة وأحبّك إليّ ولو لا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك.

حُزْوى : بضم أوله ، وتسكين ثانيه ، مقصور : موضع بنجد في ديار تميم ، وقال الأزهري : جبل من جبال الدّهناء مررت به ، وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة : حزوى باليمامة ، وهي نخل بحذاء قرية بني سدوس ، وقال في موضع آخر : حزوى من رمال الدّهناء ، وأنشد لذي الرّمّة :

خليليّ عوجا من صور الرواحل ،

بجمهور حزوى ، فابكيا في المنازل

لعلّ انحدار الدمع يعقب راحة

إلى القلب ، أو يشفي نجيّ البلابل

وقال أعرابيّ :

مررت على دار لظمياء ، باللّوى ،

ودار لليلى ، إنهنّ قفار

فقلت لها : يا دار غيّرك البلى ،

وعصران : ليل مرّة ونهار

فقالت : نعم أفني القرون التي مضت ،

وأنت ستفنى والشباب معار

٢٥٥

لئن طلن أيّام بحزوى ، لقد أنت

عليّ ليال بالعقيق قصار

وقال أعرابيّ آخر :

ألا ليت شعري! هل أبيتنّ ليلة

بجمهور حزوى ، حيث ربتني أهلي؟

لصوت شمال ، زعزعت بعد هجمة

ألاء وأسباطا وأرطى من الحثل

أحبّ إلينا من صياح دجاجة

وديك ، وصوت الريح في سعف النخل

حَزَّةُ : بالفتح ثم التشديد ، وهو الفرض في الشيء : موضع بين نصيبين ورأس عين على الخابور ، وكانت عنده وقعة بين تغلب وقيس. وحزّة أيضا : بليدة قرب إربل من أرض الموصل ، ينسب إليها النصافي الحزّيّة ، وهي ثياب قطن رديئة ، وهي كانت قصبة كورة إربل قبل وكان أول من بناها أردشير بن بابك ، قال الأخطل :

وأقفرت الفراشة والحبيّا ،

وأقفر بعد فاطمة الشفير

تنقّلت الديار بها ، فحلّت

بحزّة حيث ينتسع البعير

قالوا في تفسيره : حزة من أرض الموصل ، قلت : أرى أنه أراد الأولى. وحزّة أيضا : موضع بالحجاز ، قال كثّير عزّة :

غدت من خصوص الطفّ ثم تمرّست

بجنب الرحا من يومها ، وهو عاصف

ومرّت بقاع الرّوضتين ، وطرفها

إلى الشرف الأعلى بها متشارف

فما زال إسآدي على الأين والسّرى

بحزّة ، حتى أسلمتها العجارف

قال ابن السكيت في تفسيره : وحزّة موضع ، قلت : والظاهر أنّ حزّة اسم ناقته.

حَزِيزٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وزاي أخرى ، وهو في اللغة المكان الغليظ المنقاد ، وجمعه حزّان وأحزّة ، ومنه قول لبيد :

بأحزّة الثّلبوت يربأ ، فوقها ،

قفر المراقب ، خوفها آرامها

وهو في مواضع كثيرة من بلاد العرب ، منها حزيز الثّلبوت في شعر لبيد ، وقد ذكر ثلبوت في موضعه ، وحزيز محارب ، قيل : هو ماء عن يسار سميراء للمصعد إلى مكة ، وقال أيمن بن الهمّاز العقيلي اللّصّ :

ومن يرني يوم الحزيز وسيرتي ،

يقل رجل نائي العشيرة جانب

دعا ، ويحه الحضريّ حين اختطفتها ،

أجل ، وهو أن الحضر حضر محارب

يقول لي الحضريّ : هل أنت مشتر

أديما؟ نعم ان أستطيع تقارب

ظللت أراعيها بعين بصيرة ،

وظل يراعي الانس عند الكواكب

وقال أعرابيّ آخر :

يا ربّ خال لك بالحزيز ،

خبّ على لقمته جروز ،

مهتضم في ليلة الأزيز ،

كل كثير اللحم جلفزيز ،

بين سميراء وبين توز

حزيز غنيّ : فيما بين جبلة وشرقي الحمى إلى أضاخ أرض واسعة. وحزيز عكل : موضع فيه روضة.

٢٥٦

وحزيز تلعة ، قال أبو محمد الأعرابي : أنشد أبو عبد الله بن الأعرابي :

ولقد نظرت فردّ نظرتك الهوى

بحزيز رامة ، والحمول غوادي

وقال أبو محمد الأعرابي : صوابه ههنا بحزيز تلعة ، والبيت للشّمردل بن شريك اليربوعي ، وبعده :

والآل يتّضع الحداب ويعتلي

بزل الجمال ، إذا ترنم حادي

كالزنبريّ تقاذفته لجة ،

ويصدّ عنها بكلكل وهوادي

في موج ذي حدب كأن سفينه ،

دون السماء ، على ذرى أطواد

وقال : والبيت الذي فيه حزيز رامة هو لجرير في ميميته التي يقول فيها :

ولقد نظرت فردّ نظرتك الهوى

بحزيز رامة ، والمطيّ سوام

وحزيز غول ، بالغين معجمة ، وقد ذكر غول في موضعه ، قال جارية بن مشمّت بن حميريّ بن ربيعة ابن زهرة بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم :

كررت الورد ، يوم حزيز غول ،

أحاذر بالمغيبة أن تلاموا

كأنّ النبل ، بالصفحات منه

وبالليتين ، كرّات تؤام

فلو لا الدّرع ، إذ وارت هنيئا ،

لظلّ عليه أنواح قيام

وحزيز صفيّة : ماءة لبني أسد. وحزيز أضاخ ، بضم الهمزة وإعجام الضاد والخاء : لغنيّ ونمير إلى سواج النّتاءة ، وهو حدّهم ، وهو جبل لغنيّ إلى النّميرة ، وأحسبه الذي تقدم ذكره. وحزيز الحوأب ، ويذكر الحوأب في موضعه ، إن شاء الله تعالى. وحزيز كلب : في بلادهم. وحزيز ضبّة : موضع في ديار بني ضبّة بن أدّ. والحزيز ، غير مضاف : موضع بالبصرة.

حِزْيَزُ : بكسر الحاء ، وسكون الزاي ، وياء مفتوحة ، وزاي أخرى : قرية باليمن ، ينسب إليها يزيد بن مسلم الحزيزي الجرتي ، كان من أهل جرت ثم انتقل إلى حزيز فنسب إلى القريتين ، وقد تقدم ذكره ، وقال أبو سعد : حزيز ، بفتح الحاء وكسر الزاي والياء ساكنة وزاي أخرى ، حزيز محارب باليمن ، ونسب إليه يزيد بن مسلم ، قلت : والصواب هو الأول ، فإن أبا الربيع سليمان الريحاني المكي خبّرني أنه شاهد هذه البلدة باليمن وقال : بينها وبين صنعاء نصف يوم ، وأسمعنيها من لفظه مبتدئا كما ضبطناه ، وكذلك ضبطه الحازمي ونصر.

الحَزينُ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، ونون ، وهو ضد المسرور : اسم ماء بنجد.

باب الحاء والسين وما يليهما

الحِساءُ : بكسر أوله ، ومدّ آخره ، وهو لغة ، جمع حسي ، ويجمع على أحساء أيضا ، وقد مرّ تفسيره في الأحساء ، وقال ثعلب : الحساء الماء القليل ، والحساء : مياه لبني فزارة بين الرّبذة ونخل يقال لمكانها ذو حساء ، قال عبد الله بن رواحة الأنصاري :

إذا بلّغتني ، وحملت رحلي

مسيرة أربع بعد الحساء

وحساء ريث ، قال الأصمعي : فوق فرتاج ماء يقال له الحساء حساء ريث ، وذلك حيث تلتقي طيّء وأسد بأرض نجد.

٢٥٧

الحَسا : بالفتح ، والقصر ، وهو في اللغة طعام معروف : وهو موضع.

حُساً : بالضم ، والقصر ، كأنه جمع حسوة ، ذو حسا : واد بأرض الشّربة من ديار عبس وغطفان ، قال لبيد :

ويوم أجازت قلّة الحزن منهم

مواكب ، تعلو ذا حسا ، وقنابل

على الصّرصرانيّات ، في كل رحلة ،

وسوق عدال ، ليس فيهن مائل

وقال كنانة بن عبد ياليل :

سقى منزلي سعدى ، بدمخ وذي حسا ،

من الدّلو نوء مستهلّ ورائح

على ما عفا منه الزمان ، وربما

رعينا به الأيام ، والدهر صالح

سقاط العذارى الوحي ، إلا نميمة

من الطرف ، مغلوبا عليه الجوانح

وقال أبو زياد : ولبني عجلان الحسا في جوف جبل يسمّى دفاقا.

حَسَّانُ : بالفتح ، وتشديد السين ، قرية حسّان : بين دير العاقول وواسط ، ويقال لها قرنا أم حسّان أيضا.

الحَسَّانِيَّاتُ : وهو جمع لمياه مضافة إلى حسان ، وهي غربي طريق الحاجّ بقرب من العقبة أو فيد.

الحَسَبَةُ : بالتحريك : واد بينه وبين السّرّين سرى ليلة من جهة اليمن.

حَسَلاتُ : بالتحريك أيضا ، وآخره تاء فوقها نقطتان : وهي جبال بيض إلى جنب رمل الغضا ، كأنه جمع حسلة مثل ضربة وضربات ، وهو الشّوق الشديد ، وقال ابن دريد في كتاب البنين والبنات : الحسلات هضبات في ديار الضباب.

حَسْلَةُ : بسكون السين : وهو الذي قبله يقال له حسلة وحسلات ، قال :

أكلّ الدهر قلبك مستعار ،

تهيج لك المعارف والديار

على أني أرقت وهاج شوقي ،

بحسلة ، موقد ليلا ونار

فلما أن تضجّع موقدوها ،

وريح المندليّ لهم شعار

حُسَمُ : بالضم ثم الفتح ، مثل جرذ وصرد ، كأنه معدول عن حاسم وهو المانع ، ويروى حسم ، بضمتين : وهو اسم موضع في شعر النابغة ، وقال لبيد :

ليبك على النّعمان شرب وقينة

ومختبطات ، كالسّعالي ، أرامل

له الملك في ضاحي معدّ ، وأسلمت

إليه العباد كلّها ما يحاول

فيوما عناة في الحديد يكفّهم ،

ويوما جياد ملجمات قوافل

بذي حسم قد عرّيت ، ويزينها

دماث فليج : رهوها والمحافل

حِسْمَى : بالكسر ثم السكون ، مقصور ، يجوز أن يكون أصله من الحسم وهو المنع : وهو أرض ببادية الشام ، بينها وبين وادي القرى ليلتان ، وأهل تبوك يرون جبل حسمى في غربيّهم وفي شرقيهم شرورى ، وبين وادي القرى والمدينة ست ليال ، قال الراجز :

جاوزن رمل أيلة الدّهّاسا ،

وبطن حسمى بلدا هرماسا

أي واسعا ، وأيلة قريبة من وادي القرى ، وحسمى أرض غليظة وماؤها كذلك لا خير فيها ، تنزلها

٢٥٨

جذام ، وقال ابن السكيت : حسمى لجذام جبال وأرض بين أيلة وجانب تيه بني إسرائيل الذي يلي أيلة وبين أرض بني عذرة من ظهر حرّة نهيا ، فذلك كلّه حسمى ، قال كثيّر :

سيأتي أمير المؤمنين ، ودونه

جماهير حسمى : قورها وحزونها

تجاوب أصدائي بكلّ قصيدة ،

من الشعر ، مهداة لمن لا يهينها

ويقال : آخر ماء نضب من ماء الطوفان حسمى فبقيت منه هذه البقية إلى اليوم ، فلذلك هو أخبث ماء ، وفي أخبار المتنبي وحكاية مسيره من مصر إلى العراق قال : حسمى أرض طيبة تؤدّى لين النخلة من لينها وتنبت جميع النبات ، مملوءة جبالا في كبد السماء متناوحة ملس الجوانب ، إذا أراد الناظر النظر إلى قلة أحدها فتل عنقه حتى يراها بشدّة ، ومنها ما لا يقدر أحد أن يراه ولا يصعده ، ولا يكاد القتام يفارقها ، ولهذا قال النابغة :

فأصبح عاقلا بجبال حسمى

دقاق التّرب محتزم القتام

واختلف الناس في تفسيره ولم يعلموه ، ويكون مسيرة ثلاثة أيام في يومين ، يعرفها من رآها من حيث يراها لأنها لا مثل لها في الدنيا ، ومن جبال حسمى جبل يعرف بإرم ، عظيم العلوّ تزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا ، وفي حديث أبي هريرة : تخرجكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض ، قيل له : وما ذلك السنبك؟ قال : حسمى جذام ، وقرأت في بعض الكتب أن بعض العرب قال : إن الله اجتبى ماء إرم والبديعة ونعمان وعللان بعباده المؤمنين ، وهذه المياه كلّها بحسمى ، في كتب السير وأخبار نوح أن حسمى جبل مشرف على حرّان قرب الجودي وأن نوحا نزل منه فبنى حرّان ، وهذا بعيد من جهتين : إحداهما أن الجودي بعيد من حرّان بينهما أكثر من عشرة أيام ، والثانية أنه لا يعرف بالجزيرة جبل اسمه حسمى.

حَسْنَا : بالفتح ثم السكون ، ونون ، وألف مقصورة ، وكتابته بالياء أولى لأنه رباعيّ ، قال ابن حبيب : حسنا جبل قرب ينبع ، قال كثيّر :

عفا ميث كلفا بعدنا فالأجاول

فأثماد حسنا فالبراق القوابل

كأن لم تكن سعدى بأعناء غيقة ،

ولم تر من سعدى لهنّ منازل

وقال أيضا :

عفت غيقة من أهلها فحريمها ،

فبرقة حسنا : قاعها فصريمها

ويروى ههنا حسمى ، وقال الأسلمي : بل حسنا ، وقال : إذا ذكرت غيقة فليس معها إلا حسنا ، وإذا ذكرت طريق الشام فهي حسمى ، قال : وحسنا صحراء بين العذيبة وبين الجار تنبت الجيهل.

حَسَنَاباذ : بفتحتين ، ونون ، وبين الألفين باء موحدة ، وآخره ذال معجمة : من قرى أصبهان ، خرج منها طائفة من أهل العلم ، منهم : أبو مسلم حبيب بن وكيع بن عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد ابن محمد بن سليمان الحسناباذي الأصبهاني من بيت الحديث ، سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري ، سمع منه أبو سعد السمعاني ، وأبو العلاء سليمان بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن سليمان الرّفاء الحسناباذي ، روى عن أبي عبد الله بن مندة ، وكان فاضلا ، مات في سنة ٤٦٩ ،

٢٥٩

وأبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد ابن محمد الحسناباذي من بيت التصوّف والحديث ، روى عن أبي بكر بن مردويه ، روى عنه الحافظ إسماعيل بن الفضل ، وكان سمع بالعراق وغيره ، وكان مكثرا ، مات سنة ٤٨٤ ؛ وابنه أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي ، سمع أباه وأبا بكر الباطرقاني وغيرهما من الأصبهانيين والعراقيين ، روى عنه جماعة كثيرة ، مات بعد سنة ٥٠٠.

وحسناباذ أيضا : بلدة بكرمان بينها وبين السيرجان ثلاثة أيام.

الحَسَنَانِ : تثنية الحسن ضد القبيح : كثيبان معروفان في بلاد بني ضبة ، يقال لأحدهما الحسن وللآخر الحسين ، وقال الكسائي : الحسن شجر ألاء مصطفّا بكثيب رمل ، فالحسن هو الشجر وإنما سمي بذلك لحسنه ونسب الكثيب إليه فقيل نقا الحسن ، وقال عبد الله ابن عنمة الضبي في الحسن :

لأمّ الأرض ويل ما أجنّت ،

بحيث أضرّ بالحسن السبيل

وقال آخر في الحسين :

تركنا ، بالنواصف من حسين ،

نساء الحيّ يلقطن الجمانا

وقال شمعلة بن الأخضر الضبي وجمعهما :

ويوم شقيقة الحسنين لاقت

بنو شيبان أعمارا قصارا

شككنا بالأسنّة ، وهي زور ،

صماخي كبشهم حتى استدارا

وهي زور يعني الخيل.

الحَسَنُ : في ديار ضبّة ، وقد ذكر في الحسنان قبله ، وقيل : الحسن جبل ، وقيل : رملة لبني سعد قتل عندها بسطام بن قيس الشيباني ، قتله عاصم بن خليفة الضبي ، وقال السكري في قول جرير :

أبت عيناك بالحسن الرّقادا ،

وأنكرت الأصادق والبلادا

لعمرك! إنّ نفع سعاد عنّي

لمصروف ، ونفعي عن سعادا

الحسن : نقا في بلاد بني ضبة ، سمّي الحسن لحسن شجره. والحسن أيضا : حصن بالأندلس مشرف على البحر من أعمال ريّة ، وهو حصن مكين جدّا.

حَسَنَةُ : بالهاء : من قرى إصطخر ، ينسب إليها الحسن ابن مكرّم الإصطخري الحسني أحد مشاهير المحدثين ، ومولده ببغداد وأصله من هناك ، مات سنة ٢٧٤.

وحسنة أيضا : جبال بين صعدة وعثّر من أرض اليمن في الطريق ، عن نصر.

حِسْنَةُ : بالكسر ثم السكون : ركن من أركان أجإ أحد الجبلين ، عن نصر ، وأنشد :

وما نطفة من ماء مزن تقاذفت

بها حسن الجوديّ ، والليل دامس

فإن حسن ههنا جمع حسنة ، وهي مجاري الماء.

الحَسَنيَّةُ : منسوب إلى الحسن : بلد في شرق الموصل على يومين ، بينها وبين جزيرة ابن عمر.

الحَسَنِيُّ : بئر على ستة أميال من قرورى قرب معدن النقرة ، وهي لأمّ جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور. والحسنيّ : قصر في دار الخلافة منسوب إلى الحسن بن سهل ، وهو المعروف اليوم بالتاج ، وبه منازل الخلفاء ببغداد.

الحِسْيانِ : هو تثنية الحسي ، جاء في شعرهم فيجوز أن يكون علما فذكر لذلك ، قال أعرابيّ :

٢٦٠