معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

الحضرمي وأبا عاصم النبيل ومكي بن إبراهيم والفضل ابن دكين وقبيصة بن عقبة وإسحاق بن منصور السلولي وأسود بن عامر شاذان وغيرهم ، روى عنه أبو حاتم الرازي ومحمد بن خلف وكيع ويحيى بن صاعد والحسين بن إبراهيم المحاملي وغيرهم ، وسئل عنه أبو داود سليمان بن الأشعث فقال ثقة.

وأما ثغر أسفيجاب فلم يزل ثغرا من جهته ، وقد ذكر أسفيجاب في موضعه ؛ نسب إليه هكذا : طالب بن القاسم الفقيه الثغري الأسفيجابي ، كان من فقهاء ما وراء النهر. وثغر فراوة قرب بلاد الدّيلم ؛ ينسب إليه محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفي الجرجاني الثغري ، وكان الإسماعيلي يدلس به في الرواية عنه ، هكذا يقول : حدثنا محمد بن أحمد الثغري. وأما ثغر الأندلس فينسب إليه أبو محمد عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم بن خلف الثغري من أهل قلعة أيوب ، سمع بتطيلة من ابن شبل وأحمد بن يوسف بن عباس ، وبمدينة الفرج من وهب بن مسرّة ، ورحل إلى المشرق سنة ٣٥٠ فسمع ببغداد من أبي علي الصوّاف وأبي بكر بن حمدان ، سمع منه مسند أحمد بن حنبل والتاريخ ، دخل البصرة والكوفة وسمع بها ، وسمع بالشام ومصر وغيرهما من جماعة يكثر تعدادهم ، وانصرف إلى الأندلس ولزم العبادة والجهاد ، واستقضاه الحكم المنتصر بموضعه ثم استعفاه منه فأعفاه ، وقدم قرطبة في سنة ٣٧٥ ، وقرأ عليه الناس ؛ قال ابن الفرضي : وقرأت عليه علما كثيرا ، فعاد إلى الثغر فأقام به إلى أن مات ، وكان يعد من الفرسان ، وتوفي سنة ٣٨٣ بالثغر من مشرق الأندلس.

ثُغْرَة : بالضم ثم التسكين : ناحية من أعراض المدينة.

الثَّغُورُ : بالفتح ثم الضم : حصن باليمن لحمير.

الثُّغَيْدُ : تصغير ثغد ، وهو مهمل في كلامهم فيكون مرتجلا : ماء لبني عقيل بنجد.

باب الثاء والقاف وما يليهما

ثَقْبَانُ : بالفتح ثم السكون ، والباء موحدة ، وألف ، ونون : قرية من أعمال اليمن ثم من أعمال الجند.

الثَّقْبُ : من قرى اليمامة ، لم تدخل في أمان خالد بن الوليد ، رضي الله عنه ، لما قتل مسيلمة الكذاب ، وهو لبني عدي بن حنيفة.

ثَقَبَةُ : بالتحريك : جبل بين حراء وثبير بمكة وتحته مزارع.

ثَقْفٌ : بالفتح ثم السكون ؛ رجل ثقف أي حاذق : وهو موضع في قول الحصين بن الحمام المرّي :

فإنّ دياركم بجنوب بسّ

إلى ثقف إلى ذات العظوم

ثِقْلٌ : بالكسر ، واحد الأثقال : موضع في قول زهير :

صحا القلب عن سلمى ، وقد كاد لا يسلو ،

وأقفر من سلمى التعانيق فالثّقل

ويروى الثّجل ، وقد مرّ.

ثُقَيْبٌ : تصغير ثقب : طريق من أعلى الثعلبية إلى الشام.

باب الثاء والكاف وما يليهما

ثُكامَة : بالضم : بلد بأرض عقيل ؛ قال مزاحم يصف ناقته :

تقلّب منها منكبين ، كأنما

خوافيهما حجريّة لم تفلّل

٨١

إلى ناعم البرديّ ، وسط عيونه ،

علاجيم جون بين صدّ ومحفل

من النخل أو من مدرك أو ثكامة ،

بطاح سقاها كلّ أوطف مسبل

ثكم الطريق : وسطه ، والثكم : مصدر ثكم بالمكان إذا أقام به ولزمه.

ثُكْدٌ : بالضم ، مرتجل : ماء لبني نمير ، وقد ضم الأخطل كافه فقال :

حلّت صبيرة أمواه العداد وقد

كانت تحلّ ، وأدنى دارها ثكد

وقيل في تفسيره : ثكد ماء لكلب ، وقال نصر : ثكد ماء بين الكوفة والشام ؛ وقال الراعي :

كأنها مقط ظلّت على قيم

من ثكد ، واغتمست في مائها الكدر

ثَكَنٌ : بالتحريك : جبل بالبادية ؛ قال عبد المسيح ابن عمرو بن حيّان بن بقيلة الغسّاني لسطيح وكان خاطبه فلم يجب لأنه كان قد مات :

أصمّ أم يسمع غطريف اليمن

تلفّه في الريح بوعاء الدّمن

كأنما حثحث من حضني ثكن

أزرق ممهى الناب صرّار الأذن

باب الثاء واللام وما يليهما

ثُلا : بالضم مقصور : من حصون اليمن ، مرتجلا.

الثلاثاءُ : ممدود بلفظ اسم اليوم : ماء لبني أسد ؛ قال مطير بن أشيم الأسدي :

فإن أنتم عورضتم ، فتقاحموا

بأسيافكم ، إن كنتم غير عزّل

فلا تعجزوا أن تشئموا أو تيمّنوا

بجرثم ، أو تأتوا الثلاثاء من عل

عليها ابن كوز نازل ببيوته ،

ومن يأته من خائف يتأوّل

وسوق الثلاثاء ببغداد محلة كبيرة ذات أسواق واسعة من نهر المعلّى ، وهي من أعمر أسواق بغداد لأن بها سوق البزازين.

ثَلاثانُ : بلفظ التثنية : ماء لبني أسد في جانب حبشة ، وقيل جبل وقيل واد.

ثُلَاثُ : بالضم ، بلفظ المعدول عن ثلاثة : موضع أراه من ديار مراد ؛ قال فروة بن مسيك المرادي :

ساروا إلينا ، كأنهم كفّة الليل

ظهارا ، والليل محتدم

لم ينظروا عورة العشيرة ، وال

نسوان فوضى كأنها غنم

سيروا إلينا فالسهل موعدكم ،

مرنا ثلاث كأنها الخدم

أو سرر الجوف أو بأذرعة ال

قصوى ، عليها الأهلون والنعم

الثَّلَبُوتُ : بفتحتين ، وضم الباء الموحدة ، وسكون الواو ، وتاء فوقها نقطتان ، قيل : هو واد بين طيء وذبيان ، وقيل : لبني نصر بن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ، وهو واد فيه مياه كثيرة ؛ قال السيد عليّ بن عيسى بن وهّاس : الثلبوت واد يدق إلى وادي الرّمة من تحت ماء الحاجر ، إذا صيّحت برفاقك أسمعتهم ؛ قال الحطيئة :

ألم تر أن ذبيانا وعبسا ،

لباغي ، الحرب قد نزلا براحا

٨٢

فقال الأحربان ، ونحن حيّ

بنو عمّ تجمّعنا صلاحا

منعنا مدفع الثلبوت ، حتى

نزلنا راكزين به الرماحا

نقاتل عن قرى غطفان ، لمّا

خشينا أن تذلّ وأن تباحا

وقال مرة بن عياش ابن عم معاوية بن خليل النصري ينوح على بني جذيمة بن نصر :

ولقد أرى الثلبوت بألف بينه ،

حتى كأنهم أولو سلطان

ولهم بلاد طال ما عرفت لهم ،

صحن الملا ومدافع السّبعان

ومن الحوادث ، لا أبا لأبيكم ،

أن الأجيفر قسمه شطران

الثَّلْماءُ : بالفتح ، والمد ، تأنيث الأثلم ، وهو الفلول في السيف والحائط وغيره ؛ قال الحفصي : الثلماء من نواحي اليمامة ، وقيل : الثلماء ماء حفره يحيى بن أبي حفصة باليمامة ؛ وقال يحيى :

حيّوا المنازل ، قد تقادم عهدها ،

بين المراخ إلى نقا ثلمائها

وقال أبو زياد : من مياه أبي بكر بن كلاب الثلماء ، وقال الأصمعي : الثلماء لبني قرة من بني أسد ، وهي في عرض القنّة في عطف الحبس أي بلزقه ، ولو انقلب لوقع عليهم ، وهي منه على فرسخين ، والحبس جبل لهم ؛ وقال في موضع آخر من كتابه : غرور جبل ماؤه الثلماء ، وهي ماءة عليها نخل كثير وأشجار ، وقال نصر : الثلماء ماءة لربيعة بن قريط بظهر نملي.

الثلَمُ : بالتحريك : موضع بالصمان ؛ قاله الأزهري وأنشد :

تربّعت جوّ جويّ فالثلم

وروي الثلم ، بكسر اللام ، في قول عديّ بن الرقاع العاملي :

فنكّبوا الصّوّة اليسرى ، فمال بهم

على الفراض فراض الحامل الثّلم

وثلم الوادي ما تثلّم من جرفه

ثُلَّيْثُ : بضم أوله ، وفتح ثانيه والتشديد ، وياء ساكنة ، وثاء أخرى مثلثة : على طريق طيء إلى الشام.

باب الثاء والميم وما يليهما

ثَمَا : بالفتح ، والتخفيف ، والقصر : موضع بالحجاز.

ثَمَادُ : بالفتح : حصن باليمن في جبل جحاف.

ثِمادُ : بكسر أوله : موضع في ديار بني تميم قرب المروّت ، أقطعه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، حصين ابن مشمّت. وثماد الطير : موضع باليمن ؛ والثّماد جمع ثمد ، وهو الماء القليل الذي لا مادة له ؛ وأنشد أبو محمد الأسود لأبي زيد العبشمي ، وكان ابنه زيد قد هاجر إلى اليمن ، فقال :

أرى أمّ زيد ، كلما جنّ ليلها ،

تحنّ إلى زيد ولست بأصبرا

إذا القوم ساروا ستّ عشرة ليلة

وراء ثماد الطير من أرض حميرا

هنا لك تنسين الصبابة والصّبا ،

ولا تجد التالي المغير مغيّرا

وما ضمّ زيد ، من خليط يريده ،

أحنّ إليه من أبيه وأفقرا

٨٣

وقد كان في زيد خلائق زينة ،

كما زيّن الصّبغ الرّداء المحبّرا

وما غيّرتني بعد زيد خليقتي ،

ولكن زيدا بعدنا قد تغيّرا

وقد كان زيد ، والقعود بأرضه ،

كراعي أناس أرسلوه فبيقرا

فما زال يسقي بين ناب وداره

بنجران ، حتى خفت أن يتنصّرا

الثُّمامَةُ : بضم أوله ، صخيرات الثمامة : إحدى مراحل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إلى بدر ، وهي بين السيالة وفرش ؛ كذا ضبطه أبو الحسن بن الفرات وقيده ، وأكثرهم يقول : صخيرات الثمام ، وقد ذكر في صخيرات الثمام ، ورواه المغاربة صخيرات اليمام ، بالياء آخر الحروف.

ثماني : بلفظ الثماني من العدد المؤنث ، قيل : هي أجبال وغارات بالصمان ، وقال نصر : الثماني هضبات ثمان في أرض بني تميم ، وقيل : هي من بلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم ؛ وأنشدوا لذي الرّمة : ولم يبق مما في الثماني بقية

وقال سوّار بن المضرّب المازني في أبيات ذكرت في شنظب :

أمن أهل النّقا طرقت سليمى

طريدا بين شنظب فالثماني؟

ثمَانينَ : بلفظ العقد بعد السبعين من العدد : بليدة عند جبل الجوديّ قرب جزيرة ابن عمر التغلبي فوق الموصل ، كان أول من نزله نوح ، عليه السلام ، لما خرج من السفينة ومعه ثمانون إنسانا ، فبنوا لهم مساكن بهذا الموضع وأقاموا به ، فسمي الموضع بهم ، ثم أصابهم وباء فمات الثمانون غير نوح ، عليه السلام ، وولده ، فهو أبو البشر كلهم ، ومنها كان عمر بن ثابت الضريري الثمانيني صاحب التصانيف ، يكنى أبا القاسم ، أخذ عن ابن جني ، ومات في سنة ٤٨٢ ؛ وعمر بن الخضر بن محمد أبو حفص يعرف بالثمانيني ، سمع بدمشق القاسم بن الفرج بن إبراهيم النصيبيني ، وبمصر أبا محمد الحسن بن رشيق ، روى عنه أبو عبد الله الأهوازي وأبو الحسن عليّ بن محمد بن شجاع المالكي.

ثمانيَةُ : موضع ؛ عن الجوهري.

ثَمَدُ الرُّومِ : الثمد كما ذكرنا الماء القليل : وهو موضع بين الشام والمدينة ، كان في بعض الدهر قد ورد طائفة من بني إسرائيل إلى الحجاز ليلحقوا بمن فيها منهم فأتبعهم ملك الروم طائفة من جيشه ، فلما وصلوا إلى ذاك الثمد ماتوا عن آخرهم ، فسمي ثمد الروم إلى الآن. والثمد أيضا : موضع في بطن مليحة يقال له روضة الثمد. والثمد أيضا : ماء لبني حويرث بطن من التيم ؛ وأنشد الفرّاء :

يا عمرو أحسن بداك الله بالرّشد ،

واقرأ سلاما على الأنقاء والثّمد

وابكنّ عيشا تولّى بعد جدته ،

طابت أصائله في ذلك البلد

وأبارق الثّمدين ، بالتثنية ، ذكر.

الثَّمْرَاءُ : بالمد ، ويروى الثبراء ، بالباء الموحدة ، وقد تقدم ذكره.

ثَمْرُ : بالفتح ثم السكون : واد بالبادية.

ثَمَرُ : بالتحريك : من قرى ذمار باليمن.

ثَمْغٌ : بالفتح ثم السكون ، والغين معجمة : موضع مال لعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، حبسه أي

٨٤

وقفه ، جاء ذكره في الحديث الصحيح ، وقيده بعض المغاربة بالتحريك ، والثمغ ، بالتسكين ، مصدر ثمغت رأسه أي شدخته ، وثمغت الثوب أي أشبعت صبغه.

الثمينَةُ : بالفتح ثم الكسر ، كقولهم سلعة ثمينة أي مرتفعة الثمن : بلد ؛ وأنشدوا :

بأصدق بأسا من خليل ثمينة

وأوفى ، إذا ما خالط القائم اليد

باب الثاء والنون وما يليهما

ثَنيَّةُ أُمِّ قردان : الثنية في الأصل كلّ عقبة في الجبل مسلوكة ، وقردان ، بكسر القاف ، جمع قراد : وهي بمكة عند بئر الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي.

الثنيّة البيضَاءُ : عقبة قرب مكة تهبطك إلى فخّ وأنت مقبل من المدينة تريد مكة ، أسفل مكة من قبل ذي طوى.

ثنيّةُ الرِّكابِ : بكسر الراء ؛ والركاب الإبل التي يسار عليها ، الواحدة راحلة ، لا واحد لها من لفظها ، والجمع الرّكب : وهي ثنية على فراسخ من نهاوند أرض الجبل ؛ قال سيف : ازدحمت ركاب المسلمين أيام نهاوند على ثنية من ثناياه فسميت بذلك ثنية الركاب ، وذكر غير واحد من الأطباء أن أصل قصب الذريرة من غيضة في أرض نهاوند ، وأنه إذا قطع منها ومرّوا على عقبة الركاب كانت ذريرة خالصة ، وإن مروا به على غيرها لم ينتفع به ويصير لا فرق بينه وبين سائر القصب ، وهذه إن صحت خاصيّة عجيبة غريبة ، وقد ذكرت هذا بأبسط منه في نهاوند.

ثنيّةُ العُقابِ : بالضم : وهي ثنية مشرفة على غوطة دمشق ، يطؤها القاصد من دمشق إلى حمص ؛ قال أحمد بن يحيى بن جابر وغيره من أهل السير : سار خالد بن الوليد من العراق حتى أتى مرج راهط فأغار على غسان في يوم فصحهم ، ثم سار إلى الثنية التي تعرف بثنية العقاب المطلة على غوطة دمشق ، فوقف عليها ساعة ناشرا رايته ، وهي راية كانت لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كانت تسمى العقاب علما لها ، ويقال : إنما سميت ثنية العقاب بعقاب من الطير كان ساقطا عليها بعشه وفراخه ، والله أعلم. وثنية العقاب أيضا :بالثغور الشامية قرب المصيصة.

ثنيةُ مِدْرَانَ : بكسر الميم : موضع في طريق تبوك من المدينة ، بنى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فيه مسجدا في مسيره إلى تبوك.

ثنيةُ المذَابِيح : كأنه جمع مذبوح : جبل ثهلان ، وفيها قصبة لحيان الكلابي وصاحب له.

ثنية المُرَارِ : بضم الميم ، وتخفيف الراء ؛ وهو حشيشة مرّة إذا أكلتها الإبل قلصت مشافرها ، ذكر مسلم ابن الحجاج هذه الثنية في صحيحه في حديث أبي معاذ بضم الميم ، وشك في ضمها وكسرها في حديث ابن حبيب الحارثي.

ثنيةُ المَرَة : بفتح الميم ، وتخفيف الراء ؛ كأنه تخفيف المرأة من النساء نحو تخفيفهم المسألة مسلة ، نقلوا حركة الهمزة إلى الحرف قبله ليدلّ على المحذوف ؛ وفي حديث الهجرة : أن دليلهما ، يعني النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر ، رضي الله عنه ، سلك بهما أمج ثم الخرّار ثم ثنية المرة ثم لقفا ؛ وفي حديث سريّة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف : أنه سار في ثمانين راكبا من المهاجرين حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة.

٨٥

ثنيةُ الوَدَاعِ : بفتح الواو ؛ وهو اسم من التوديع عند الرحيل : وهي ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة ، واختلف في تسميتها بذلك ، فقيل لأنها موضع وداع المسافرين من المدينة إلى مكة ، وقيل لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ودّع بها بعض من خلّفه بالمدينة في آخر خرجاته ، وقيل في بعض ثراياه المبعوثة عنه ، وقيل الوداع اسم واد بالمدينة ، والصحيح أنه اسم قديم جاهليّ ، سمي لتوديع المسافرين.

الثِّنْيُ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وياء مخففة ؛ والثّني من كل نهر أو جبل منعطفه ، ويقال : الثني اسم لكل نهر ، ويوم الثني لخالد بن الوليد على الفرس قرب البصرة مشهور ؛ وفيه قال القعقاع بن عمرو :

سقى الله قتلى بالفرات مقيمة ،

وأخرى بأثباج النجاف الكوانف

فنحن وطئنا بالكواظم هرمزا ،

وبالثّني قرني قارن بالجوارف

الثَّنيُّ : بالفتح ثم الكسر ، وياء مشددة ، بلفظ الثنيّ من الدوابّ ، وهو الذي بلغ ثنيّه : وهو علم لموضع بالجزيرة قرب الشرقيّ شرقيّ الرّصافة ، تجمّعت فيه بنو تغلب وبنو بجير لحرب خالد بن الوليد ، رضي الله عنه ، فأوقع بهم بالثنيّ وقتلهم كل قتلة في سنة ١٢ في أيام أبي بكر الصديق ؛ فقال أبو مقرّر :

طرقنا بالثّنيّ بني بجير

بياتا ، قبل تصدية الدّبوك

فلم نترك بها ارما وعجما

مع النضر المؤزّر بالسهوك

وقال أيضا :

لعمر أبي بجير حيث صاروا ،

ومن آواهم يوم الثّنيّ

لقد لاقت سراتهم فضاحا

وفينا بالنساء على المطيّ

ألا ما للرجال؟ فإن جهلا

بكم أن تفعلوا فعل الصبيّ

والثني أيضا : ماء بالقرب من أدم قرب ذي قار ، به قلب وآبار.

باب الثاء والواو وما يليهما

ثَوَابَةُ : بالفتح : درب ثوابة ببغداد ؛ ينسب إليه أبو جعفر محمد بن إبراهيم البرتي الأطروش الكاتب الثوابي ، سمع القاضي يحيى بن أكثم ، روى عنه أبو بكر الجعابي ، ومات في سنة ٣١٣ ؛ من كتاب النسب.

ثَوْرا : بالفتح ، والقصر : اسم نهر عظيم بدمشق ، وقد وصف في بردى ، وقد جاء في شعر بعضهم ثورة ، بالهاء ، وهو ضرورة.

ثَوْرٌ : لفظ الثور فحل البقر : اسم جبل بمكة فيه الغار الذي اختفى فيه النبيّ ، صلى الله عليه وسلم : وقال أبو طالب عمّ النبيّ ، صلى الله عليه وسلم :

أعوذ برب الناس من كل طاعن

علينا بشرّ ، أو مخلّق باطل

ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة ،

ومن مفتر في الدين ما لم يحاول

وثور ، ومن أرسى ثبيرا مكانه ،

وعير وراق في حراء ونازل

وقال الجوهري : ثور جبل بمكة وفيه الغار المذكور في القرآن ، يقال له أطحل ، وقال الزمخشري : ثور أطحل من جبال مكة بالمفجر من خلف مكة على طريق اليمن ، وقال عبيد الله : إضافة ثور إذا أريد

٨٦

به اسم الجبل إلى أطحل غلط فاحش ، إنما هو ثور أطحل ، وهو ثور بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة ، وأطحل فيما زعم ابن الكلبي وغيره جبل بمكة ، ولد ثور بن عبد مناة عنده فنسب ثور بن عبد مناة إليه ، فإن اعتقد أن اطحل يسمى ثورا باسم ثور بن عبد مناة لم يجز لأنه يكون من إضافة الشيء إلى نفسه ، ولا يسوغه إلا أن يقال إن ثورا المسمى بثور بن عبد مناة شعبة من شعب أطحل أو قنّة من قننه ، ولم يبلغنا عن أحد من أهل العلم قاطبة أنه اسم رجل ، وأما اسم الجبل الذي بمكة وفيه الغار فهو ثور ، غير مضاف إلى شيء ؛ وفي حديث المدينة : أنه ، صلى الله عليه وسلم ، حرم ما بين عير إلى ثور ؛ قال أبو عبيد : أهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلا يقال له ثور وإنما ثور بمكة ، قال : فيرى أهل الحديث أنه حرم ما بين عير إلى أحد ، وقال غيره : إلى بمعنى مع ، كأنه جعل المدينة مضافة إلى مكة في التحريم ، وقد ترك بعض الرواة موضع ثور بياضا ليبين الوهم ، وضرب آخرون عليه. وقال بعض الرواة : من عير إلى كدى ، وفي رواية ابن سلام : من عير إلى أحد ، والأول أشهر وأشدّ ، وقد قيل : إن بمكة أيضا جبلا اسمه عير ، ويشهد بذلك بيت أبي طالب المذكور آنفا ، فإنه ذكر جبال مكة وذكر فيها عيرا ، فيكون المعنى أن حرم المدينة مقدار ما بين عير إلى ثور اللذين بمكة ، أو حرم المدينة تحريما مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، ووصف المصدر المحذوف ، ولا يجوز أن يعتقد أنه حرم ما بين عير الجبل الذي بالمدينة وثور الجبل الذي بمكة ، فإن ذلك بالإجماع مباح. وثور الشّباك : موضع آخر. وثور أيضا : واد ببلاد مزينة ؛ قال مغن بن أوس :

أعاذل من يحتلّ فيفا وفيحة

وثورا ، ومن يحمي الأكاحل بعدنا؟

وبرقة الثور : تقدم ذكرها في البرق.

الثُّومَةُ : بلفظ واحدة الثوم : حصن باليمن.

الثُّوَيرُ : تصغير ثور : أبيرق أبيض لبني أبي بكر بن كلاب ، قريب من سواج من جبال حمى ضريّة ؛ قال مضرّس بن ربعيّ :

رأى القوم ، في ديمومة مدلهمّة ،

شخاصا تمنوا أن تكون فحالا

فقالوا سيالات يرين ، ولم نكن

عهدنا بصحراء الثّوير سيالا

والثّوير أيضا : ماء بالجزيرة من منازل تغلب.

الثوِيّةُ : بالفتح ثم الكسر ، وياء مشددة ، ويقال الثوية بلفظ التصغير : موضع قريب من الكوفة ، وقيل بالكوفة ، وقيل خريبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها ، ذكر العلماء أنها كانت سجنا للنعمان بن المنذر ، كان يحبس بها من أراد قتله ، فكان يقال لمن حبس بها ثوى أي أقام ، فسميت الثوية بذلك ، وقال ابن حبّان : دفن المغيرة بن شعبة بالكوفة بموضع يقال له الثوية ، وهناك دفن أبو موسى الأشعري في سنة خمسين ؛ وقال عقال يذكر الثوية :

سقينا عقالا بالثوية شربة ،

فمال بلبّ الكاهليّ عقال

ولما مات زياد بن أبي سفيان دفن بالثوية ، فقال حارثة ابن بدر الغداني يرثيه :

صلى الإله على قبر وطهّره

عند الثويّة ، يسفي فوقه المور

أدّت إليه قريش نعش سيّدها ،

ففيه ما في النّدى ، والحزم مقبور

٨٧

أبا المغيرة والدّنيا مغيّرة ،

وإنّ من غرّ بالدنيا لمغرور

قد كان عندك للمعروف معرفة ،

وكان عندك للنّكراء تنكير

لم يعرف الناس ، مذ كفّنت ، سيّدهم ،

ولم يجلّ ظلاما عنهم نور

والناس بعدك قد خفّت حلومهم ،

كأنما نفخت فيها الأعاصير

لا لوم على من استخفّه حسن هذا الشعر فأطال من كتبه ؛ وقال أبو بكر محمد بن عمر العنبري :

سل الركب عن ليل الثويّة : من سرى

أمامهم يحدو بهم وبهم حادي

وقد ذكرها المتنبي في شعره.

باب الثاء والهاء وما يليهما

ثَهْلانُ : بالفتح ، إن لم يكن مأخوذا من قولهم هو الضلال بن ثهلل ، يراد به الباطل ، فهو علم مرتجل :

وهو جبل ضخم بالعالية ؛ عن أبي عبيدة ؛ وقال أبو زياد : ومن مياه بني نمير العويند ببطن الكلاب ، والكلاب : واد يسلك بين ظهري ثهلان ، وثهلان : جبل في بلاد بني نمير ، طوله في الأرض مسيرة ليلتين ؛ وقال نصر : ثهلان جبل لبني نمير بن عامر بن صعصعة بناحية الشّريف ، به ماء ونخيل ، وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة : دمخ ثم العرج ثم يذبل ثم ثهلان كلّ هذه جبال بنجد ، وأنشد لنفسه :

ولقد دعانا الخثعميّ ، فلم يزل

يشوي لديه لنا العبيط وينشل

من لحم تامكة السّنام ، كأنها

بالسيف حين عدا عليها مجدل

ظلّ الطّهاة بلحمها ، وكأنهم

مستوثبون قطار نمل ينقل

وكأنّ دمخ كبيرة ، وكأنّما

ثهلان أصغر ريدتيه ويذبل

وكأنّ أصغر ما يدهدى منهما ،

في الجوّ ، أصغر ما لديه الجندل

وقال الفرزدق :

إنّ الذي سمك السماء بنى لنا

بيتا ، دعائمه أعزّ وأطول

بيتا زرارة محتب بفنائه ،

ومجاشع وأبو الفوارس نهشل

فادفع بكفك ، إن أردت بناءنا ،

ثهلان ذا الهضبات ، هل يتحلحل؟

وقال جحدر اللّصّ :

ذكرت هندا ، وما يغني تذكّرها ،

والقوم قد جاوزوا ثهلان والنّيرا

على ، قلائص ، قد أفنى عرائكها

تكليفناها عريضات الفلا زورا

ويقولون : جلس ثهلان يعنون ، والله أعلم ، أنه من جبال نجد.

ثَهْلَلُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح اللام : قرية بالريف ؛ قال مزاحم العقيلي :

فليت ليالينا بطخفة فاللّوى

رجعن ، وأيّاما قصارا بمأسل

فإن تؤثري بالودّ مولاك لا أقل

أسأت ، وإن تستبدلي أتبدّل

عذاريّ لم يأكلن بطّيخ قرية ،

ولم يتجنّبن العرار بثهلل

٨٨

ثَهْمَدُ : بالفتح ، مرتجل ؛ قال نصر : ثهمد جبل أحمر فارد من أخيلة الحمى ، حوله أبارق كثيرة في ديار غني ، وقال غيره : ثهمد موضع في ديار بني عامر ؛ قال طرفة بن العبد :

لخولة أطلال ببرقة ثهمد

وقال الأعشى :

هل تذكرين العهد يا ابنة مالك ،

أيّام نرتبع السّتار فثهمدا؟

باب الثاء والياء وما يليهما

ثَيْتَلُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح التاء فوقها نقطتان ، ولام ، منقول عن الثّيتل وهو اسم جنس للوعل :

وهو ماء قرب النباج ، كانت به وقعة مشهورة ؛ قال الحفصي : ثيتل قرية ، وقال نصر : ثيتل بلد لبني حمّان ، وبين النباج وثيتل روحة للقاصد من البصرة ، وقال ربيعة بن ظريف بن تميم العنبري يذكر يوما أغار فيه قيس بن عاصم على بكر بن وائل فاستباحهم :

ولا يبعدنك الله قيس بن عاصم ،

فأنت لنا عزّ عزيز ومعقل

وأنت الذي صوّبت بكر بن وائل

وقد صوّبت فيها النّباج وثيتل

وقال قرّة بن قيس بن عاصم :

أنا ابن الذي شقّ المزاد ، وقد رأى

بثيتل أحياء اللهازم حضّرا

فصبّحهم بالجيش قيس بن عاصم

فلم يجدوا إلا الأسنّة مصدرا

سقاهم بها الذّيفان قيس بن عاصم ،

وكان إذا ما أورد الأمر أصدرا

الثَّيِّلَةُ : بالفتح ثم التشديد : اسم ماء بقطن ، وهو في الأصل نبت في الأراضي المخصبة يمتد على وجه الأرض ، وكلما امتدّ ضرب عرقا في الأرض ، وهو ذو عروق كثيرة.

٨٩

ج

باب الجيم والألف وما يليهما

جَابَانُ : بالباء الموحدة : مخلاف باليمن. وجابان أيضا : من قرى واسط ثم من نهر جعفر ؛ منها كان أبو الغنائم محمد بن علي بن فارس بن علي بن عبد الله بن الحسين بن قاسم المعروف بابن المعلم الجاباني الهرثي الشاعر. وجابان : قريتان كان أكثرهما أملاكه ، سئل عن مولده فقال : ولدت في سابع عشر جمادى الآخرة سنة ٥٠١ ، ومات في رابع رجب سنة ٥٩٢ ، وكان جيد الشعر رقيقه ، سهل اللفظ دقيقه ، وقد ذكر الهرث وجابان في غير موضع من شعره ، ومنه :

وإذا ارتحلت ، فكل دار بعدنا

هرث ، وكل محلة جابان

الجَابُ : والجاب : الغليظ من حمر الوحش ، يهمز ولا يهمز ، سأل شيخ قديم من الأعراب قوما فقال لهم في سؤالات : فهل وجدتم الجاب؟ قالوا : نعم ، قال : أين؟ قالوا : على الشقيقة حيث تقطّعت ، قال : أخطأتم ليس ذلك الجاب تلك المريرة ، ولكن الجاب التربة المغرة الحمراء بين عقدة الجبل ، قاتل الله عنترة حيث يقول :

وكأنّ مهري ظلّ منغمسا

بين الشقيق وبين مغرة جابا

فوجد الجاب بعد ذلك حيث نعت.

الجَابَتَان : تثنية جابة ، وهي الدقيقة : موضع في شعر الأخطل :

وما خفت بين الحي ، حتى رأيتهم ،

لهم بأعالي الجابتين حمول

وقال أبو صخر الهذلي :

لمن الديار تلوح كالوشم

بالجابتين ، فروضة الحزم؟

جَابِر : رحا جابر : منسوبة إلى رجل اسمه جابر ؛ والرحا : قطعة من الأرض تستدير به وترفع ؛ قال :

زار الجبال بها من بعد ما رحلت

عنا رحا جابر والصبح قد جشرا

جَابْرَوَان : مدينة بأذربيجان قرب تبريز.

جَابَرْس : مدينة بأقصى المشرق ، يقول اليهود : إن أولاد موسى ، عليه السلام ، هربوا إما في حرب طالوت أو في حرب بخت نصّر ، فسيرهم الله وأنزلهم بهذا الموضع ، فلا يصل إليهم أحد ، وإنهم بقايا

٩٠

المسلمين ، وإن الأرض طويت لهم وجعل الليل والنهار عليهم سواء حتى انتهوا إلى جابرس ، فهم سكانها ، ولا يحصي عددهم إلّا الله ، فإذا قصدهم أحد من اليهود قتلوه ، وقالوا : لم تصل إلينا حتى أفسدت سنتك ، فيستحلون دمه بذلك ، وذكر غير اليهود أنهم بقايا المؤمنين من ثمود ، وبجابلق بقايا المؤمنين من ولد عاد.

الجابريُّ : وضع باليمامة ، كأنه منسوب إلى جابر.

جابَقُ : بفتح الباء ، والقاف : أظنها من قرى طوس ؛ قال أبو القاسم الحافظ الدمشقي : محمد بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن أبو عبد الله الطوسي المقري من أهل قرية جابق ، سكن دمشق وحدّث بها عن أبي علي الأهوازي ، روى عنه عمر الدهستاني وطاهر بن بركات الخشوعي وعبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي.

جابَلْقُ : الباء الموحدة المفتوحة ، وسكون اللام ؛ روى أبو روح عن الضحاك عن ابن عباس أن جابلق مدينة بأقصى المغرب ، وأهلها من ولد عاد ، وأهل جابرس من ولد ثمود ، ففي كل واحدة منهما بقايا ولد موسى ، عليه السلام ، كل واحدة من الأمّتين ، ولما بايع الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية قال عمرو ابن العاص لمعاوية : قد اجتمع أهل الشام والعراق فلو أمرت الحسن أن يخطب فلعلّه يحصر فيسقط من أعين الناس ، فقال : يا ابن أخي لو صعدت وخطبت وأخبرت الناس بالصلح ، قال : فصعد المنبر وقال بعد حمد الله والصلاة على رسوله ، صلى الله عليه وسلم : أيها الناس إنكم لو نظرتم ما بين جابرس وجابلق ، وفي رواية جابلص ، ما وجدتم ابن نبيّ غيري وغير أخي ، وإني رأيت أن أصلح بين أمة محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وكنت أحقهم بذلك ، ألا إنا بايعنا معاوية ، وجعل يقول : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ، فجعل معاوية يقول : انزل انزل.

وجابلق أيضا : رستاق بأصبهان ، له ذكر في التواريخ في حرب كانت بين قحطبة وداود بن عمر ابن هبيرة لقتال عبد الله بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب ، وكان قد غلب على فارس فنفاه منها ، وغلب على فارس وأصبهان حتى قدم قحطبة بن شبيب في جيش من أهل خراسان فاقتتلوا فقتل عامر بن ضبارة لسبع بقين من رجب سنة ١٣١. وجابلق : من رستاق أصبهان.

الجابيَةُ : بكسر الباء ، وياء مخففة ؛ وأصله في اللغة الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل ؛ قال الأعشى :

كجابية الشيخ العراقي تفهق

فهو على ذا منقول ، وهي قرية من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفّر في شمالي حوران ، إذا وقف الإنسان في الصنمين واستقبل الشمال ظهرت له ، وتظهر من نوى أيضا ، وبالقرب منها تلّ يسمى تلّ الجابية ، فيه حيّات صغار نحو الشبر ، عظيمة النكاية ، يسمّونها أمّ الصّويت ، يعنون أنها إذا نهشت إنسانا صوّت صوتا صغيرا ثم يموت لوقته ؛ وفي هذا الموضع خطب عمر ابن الخطاب ، رضي الله عنه ، خطبته المشهورة ؛ وباب الجابية بدمشق منسوب إلى هذا الموضع ، ويقال لها جابية الجولان أيضا ؛ قال الجواس بن القعطل :

أعبد المليك ما شكرت بلاءنا ،

فكل في رخاء الأمن ما أنت آكل

بجابية الجولان ، لو لا ابن بحدل

هلكت ، ولم ينطق لقومك قائل

٩١

وكنت إذا أشرفت في رأس رامة

تضاءلت ، إنّ الخائف المتضائل

فلما علوت الشام في رأس باذخ

من العزّ لا يسطيعه المتناول

نفحت لنا سجل العداوة معرضا ،

كأنك عما يحدث الدهر غافل

فلو طاوعوني يوم بطنان أسلمت

لقيس فروج منكم ومقاتل

وقال حسان بن ثابت الأنصاري :

منعنا رسول الله ، إذ حلّ وسطنا ،

على أنف راض من معدّ وراغم

منعناه ، لما حلّ بين بيوتنا ،

بأسيافنا من كلّ باغ وظالم

ببيت حريد عزّه وثراؤه ،

بجابية الجولان بين الأعاجم

هل المجد إلا السّودد العود والندى ،

وجاه الملوك واحتمال العظائم؟

وروي عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، أنه قال : أرواح المؤمنين بالجابية من أرض الشام وأرواح الكفار في برهوت من أرض حضرموت.

جاجَرْمُ : بعد الألف جيم أخرى مفتوحة ، وراء ساكنة ، وميم : بلدة لها كورة واقعة بين نيسابور وجوين وجرجان ، تشتمل على قرى كثيرة ، وبلد حسن ، وبعض قراها في الجبل المشرف على آزادوار قصبة جوين ، رأيت بعض قراها ؛ وينسب إليها جماعة من أهل العلم في كل فنّ ، منهم : أبو القاسم عبد العزيز بن عمر بن محمد الجاجرمي ، سمع بنيسابور أبا سعد محمد بن الفضل الصّيرفي ، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن أبي بكر النّخشبي ، ومات سنة ٤٤٠ ؛ وإبراهيم بن محمد بن أحمد بن إسماعيل أبو إسحاق الجاجرمي ، ساكن نيسابور ، وكان فقيها ورعا منزويا في الجامع الجديد يصلي إماما في الصلاة ، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن المديني وأبا سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري سنة ٥٤٤ ؛ ذكره في التحبير.

جاجَنُ : آخره نون : قرية من قرى بخارى ؛ ينسب إليها الفقيه أبو نصر أحمد بن محمد بن الحارث ، سمع الحديث ببخارى والعراق والحجاز ، روى عنه الفقيه طاهر الحريثي.

جَادُوا : مدينة كبيرة في جبل نفوسة من ناحية إفريقية ، لها أسواق ، وبها يهود كثيرة.

جَاديَةُ : الياء تحتها نقطتان خفيفة : قرية من عمل البلقاء من أرض الشام ؛ عن أبي سعيد الضرير ، وإليها ينسب الجاديّ ، وهو الزعفران ؛ قال :

ويشرق جاديّ بهنّ مديف

أي مدوف.

جَاذَرُ : بفتح الذال المعجمة ، والراء مهملة : من قرى واسط ؛ ينسب إليها أبو الحسن علي بن الحسن بن علي ابن معاذ يعرف بالجاذري ، روى عنه أبو غالب بن بشران ، روى عن محمد بن عثمان بن سمعان تاريخ بحشل.

الجارُ : بتخفيف الراء ، وهو الذي تجيره أن يضام : مدينة على ساحل بحر القلزم ، بينها وبين المدينة يوم وليلة ، وبينها وبين أيلة نحو من عشر مراحل ، وإلى ساحل الجحفة نحو ثلاث مراحل ، وهي في الإقليم الثاني ، طولها من جهة المغرب أربع وستون درجة وعشرون دقيقة ، وعرضها أربع وعشرون درجة ، وهي فرضة ترفأ إليها السفن من أرض

٩٢

الحبشة ومصر وعدن والصين وسائر بلاد الهند ، ولها منبر ، وهي آهلة ، وشرب أهلها من البحيرة ، وهي عين يليل ، وبالجار قصور كثيرة ، ونصف الجار في جزيرة من البحر ونصفها على الساحل ، وبحذاء الجار جزيرة في البحر تكون ميلا في ميل ، لا يعبر إليها إلا بالسفن ، وهي مرسى الحبشة خاصة ، يقال لها قراف ، وسكانها تجار كنحو أهل الجار يؤتون بالماء من فرسخين ؛ ذكر ذلك كله أبو الأشعث الكندي عن عرّام بن الأصبغ السلمي ، وقد سمي ذلك البحر كله الجار ، وهو من جدّة إلى قرب مدينة القلزم ؛ قال بعض الأعراب :

وليلتنا بالجار ، والعيس بالفلا

معلّقة أعضادها بالجنائب

سمعت كلاما من ورا سجف محمل ،

كما طلّ مزن صيّب من سحائب

وقائلة لاح الصباح ونوره ،

عسى الركب أن يحظى بسير الركائب

عسى يدرك التعريف والموقف الذي

شغلنا به عن ذكر فقد الحبائب

وينسب إلى الجار جماعة من المحدّثين ، منهم : سعد الجاري وفي حديثه اختلاف ، وهو سعد بن نوفل مولى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، كان استعمله على الجار ، روى عنه ابنه عبد الله ، قال أبو عبد الله : أراه الذي روى أبو أسامة عن هشام بن عروة عن سعد مولى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، أوصى أسيد بن حضير إلى عمر أراه والد عبد الرحمن بن عمر ، وروى أيضا العقدي عن عبد الملك بن حسن أنه سمع عمرو بن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب ؛ وعبد الله بن سعد الجاري ، سمع أبا هريرة ، روى عنه عبد الملك بن حسن ؛ قال البخاري : إن لم يكن أخا عمرو بن سعد فلا أدري ، وعبد الرحمن بن سعد الجاري ، كان بالكوفة ، سمع ابن غرّة ، روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان ؛ قاله وكيع ، قال البخاري : أحسبه أخا عمرو ؛ ويحيى بن محمد الجاري : قال البخاري : يتكلم فيه ؛ وعمر بن راشد الجاري ، روى عن ابن أبي ذئب ، روى عنه يعقوب ابن سفيان النّسوي ، وقال أحمد بن صالح في تاريخه : يحيى بن أحمد المديني يقال له الجاري من موالي بني الدّؤل من الفرس ، وذكر من فضله ، وهو من أهل المدينة ، كان بالجار زمانا يتّجر ثم سار إلى المدينة ، فقال : لقّبوني بالجاري ؛ وعيسى بن عبد الرحمن الجاري ضعيف ؛ وعبد الملك بن الحسن الجاري الأحول مولى مروان بن الحكم ، يروي المراسيل ، سمع عمر بن سعد الجاري ، روى عنه أبو عامر العقدي. والجار أيضا : من قرى أصبهان إلى جانب لاذان ، طيّبة ذات بساتين جمّة ، كتب بها الحافظ أبو عبد الله محمد ابن النجّار البغدادي صديقنا وأفادنيها ، وعامتهم يقولون كار بالكاف ، والمحصلون منهم يكتبونه بالجيم ؛ منها أبو الطيّب عبد الجبار بن الفضل بن محمد ابن أحمد الجاري ، روى عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني ؛ قاله يحيى بن مندة ؛ وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن عيسى الجاري ، حدث عن أبي بكر العنّاب ، كتب عنه علي بن سعد البقّال ؛ وأحمد بن محمد بن علي بن مهران المعروف بالجاري المديني ، من مدينة أصبهان ، سمع محمد بن عبد الله ابن أبي بكر بن زيد وطبقته ، روى عنه جماعة من أهل بلده ؛ وأخوه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن مهران ، روى عنه اللفتواني ؛ والذاكر أبو بكر ذاكر بن محمد بن عمر بن سهل الجاري البراءاني ،

٩٣

وهما من قرى أصبهان ، مات سنة ٥٥١ ، وكان سمع أبا مطيع الصّحّاف ؛ وأم عمرو سعيدة بنت بكران بن محمد بن أحمد الجاري ، سمعت أبا مطيع البصري أيضا ؛ وأبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر الجاري ، سمع أبا مطيع أيضا ؛ والجار : من قرى أصبهان ، ولعلّ بعض المذكورين قيل منها. والجار أيضا : قرية بالبحرين لبني عبد القيس ثم لبني عامر منهم. والجار أيضا : جبل من أعمال شرقيّ الموصل.

جارف : بالراء : موضع ، وقيل : هو ساحل تهامة.

جَازَانُ : بالزاي : موضع في طريق حاجّ صنعاء.

جَازِرُ : بتقديم الزاي المكسورة على الراء ، من جزر الماء يجزر فهو جازر إذا انصبّ : قرية من نواحي النهروان من أعمال بغداد قرب المدائن ، وهي قصبة طسّوج الجازر ؛ منها أبو علي محمد بن الحسين بن علي بن بكران ، روى عن القاضي أبي الفرج المعافى ابن زكرياء النهرواني كتاب الجليس والأنيس ، روى عنه أبو نصر بن ماكولا وأبو بكر الخطيب ، ومولده سنة ٣٦٤ ، ومات سنة ٤٥٢ ؛ قال عبيد الله بن الحرّ الجعفي :

أقول لأصحابي بأكناف جازر

وراذانها : هل تأملون رجوعا؟

فقال امرؤ : هيهات لست براجع

ولم تك للتقنيط منه بديعا

فعمّمته سيفي ، وذلك حالتي

لمن لم أجده سامعا ومطيعا

والجازر أيضا : من قبليّات حلب من قرى السهول.

جأزُ : ثانيه همزة ساكنة ؛ يقال جئز بالماء جأزا إذا غصّ به : هو جبل شامخ في ديار بلقين بن جسر ، وهو أصمّ طويل لا تكاد العين تبلغ قلّته.

جَاسُ : السين مهملة ، كأنه مرتجل : موضع ؛ قال طرفة :

أتعرف رسم الدار قفرا منازله ،

كجفن اليماني زخرف الوشي ماثله

بتثليث أو نجران أو حيث يلتقي ،

من النجد في قيعان جاس ، مسايله

ديار سليمى ، إذ تصيدك بالمنى ،

وإذ حبل سلمى منك دان تواصله

جاسِمٌ : بالسين المهملة ؛ كأنه من تجسّمت الأمر إذا وكبت أجسمه أي معظمة ، أو تجسّمت الأرض إذا أخذت نحوها تريدها فأنا جاسم : وهو اسم قرية ، بينها وبين دمشق ثمانية فراسخ ، على يمين الطريق الأعظم إلى طبرية ، انتقل إليها جاسم بن إرم بن سام بن نوح ، عليه السلام ، أيام تبلبلت الألسن ببابل فسميت به ، وقيل : إن طسما وعمليق وجاسما وأميم بنو يلمع بن عامر بن أشيخا بن لوذان بن سام ابن نوح ، عليه السلام ؛ قال حسان بن ثابت :

فقفا جاسم فأودية الصف

ر مغنى قنابل وهجان

وقد نسب إليها عدي بن الرقاع العاملي الطائي فقال :

لو لا الحياء ، وأنّ رأسي قد عسا

فيه المشيب ، لزرت أمّ القاسم

وكأنها ، بين النساء ، أعارها

عينيه أحور من جآذر جاسم

وسنان أقصده النّعاس ، فرنّقت

في عينه سنة وليس بنائم

ومنها كان أبو تمّام حبيب بن أوس الطائي ، ومات فيما ذكره نفطويه في سنة ٢٢٨ ، وقال ابن أبي تمام:ولد أبي سنة ١٨٨ ، ومات سنة ٢٣١ بالموصل ، وكان

٩٤

الحسن بن وهب قد عني بن حتى ولاه بريدها ، أقام بها أقلّ من سنتين ثم مات ، ودفن بها ، وقيل مات في أول سنة ٢٣٢ ؛ ومنها أيضا نعمة الله بن هبة الله بن محمد أبو الخير الجاسمي الفقيه ، قال أبو القاسم : هو من أهل قرية جاسم ، سمع بدمشق أبا الحسن عليّ ابن محمد بن إبراهيم الحنّائي وأبا الحسين سعيد بن عبد الله النّوائي من قرية نوى ، حكى عنه أبو الحسين أحمد بن عبد الواحد بن البري وأبو الحسن عليّ بن محمد بن إبراهيم الحنّائي.

جَاسَك : بفتح السين المهملة ، وآخره كاف : جزيرة كبيرة بين جزيرة قيس ، هي المعروفة بكيش ، وعمان قبالة مدينة هرمز ، بينها وبين قيس ثلاثة أيام ، وفيها مساكن وعمارات ، يسكنها جند ملك جزيرة قيس ، وهم رجال أجلاد أكفاء لهم صبر وخبرة بالحرب في البحر وعلاج للسفن والمراكب ليس لغيرهم ، وسمعت غير واحد من جزيرة قيس يقول : أهدي إلى بعض الملوك جوار من الهند في مراكب فرفأت تلك المراكب إلى هذه الجزيرة ، فخرجت الجواري يتفسّحن فاختطفهن الجنّ وافترشهنّ ، فولدن هؤلاء الذين بها ، يقولون هذا لما يرون فيهم من الجلد الذي يعجز عنه غيرهم ، ولقد حدّثت أن الرجل منهم يسبح في البحر أياما وأنه يجالد بالسيف وهو يسبح مجالدة من هو على الأرض.

جَاكَرْدِيزه : بفتح الكاف ، وسكون الراء ، وكسر الدال المهملة ، وياء ساكنة ، وزاي : محلة كبيرة بسمرقند ؛ وقد نسب إليها أبو الفضل محمد بن إسحاق ابن إبراهيم بن عبد الله الجاكرديزي السمرقندي ، رحل في طلب الحديث إلى العراق والحجاز وديار مصر ، وروى عن جعفر بن محمد الفرياني ، روى عنه أبو جعفر محمد بن فضلان بن سويد وغيره.

جاكَه : جيمه عجمية غير خالصة بين الجيم والشين ، وبعد الألف كاف : ناحية من بلاد الأهواز.

جَالِصُهْ : بضم الصاد المهملة ، وتسكين الهاء ، كذا يتلفظ بها : وهي مدينة في وسط جزيرة صقلية.

جَالَطَةُ : بفتح اللام : من قرى قنبانية قرطبة ، قال ابن بشكوال : قنبانية قرطبة الأندلس ؛ ينسب إليها محمد بن القاسم بن محمد الأموي القرطبي يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الجالطي ، سمع من أبي بكر محمد ابن مغرم القرشي ، وله رحلة سمع فيها من غير واحد ، وله مع محمد بن أبي زيد قصة مذكورة في بعض التواريخ ، وكان بصيرا بالفقه والأدب ، وولي الصلاة والخطبة بجامع مدينة الزّهراء ، وقتلته البرابرة يوم دخلوا قرطبة في سنة ٤٠٣.

جَالِقَانُ : بالقاف : مدينة من نواحي سجستان ، وقيل بل من نواحي بست ، ذات أسواق عامرة وخيرات ظاهرة.

الجَالُ : باللام : موضع بأذربيجان ؛ والجال ممال : قرية كبيرة تحت المدائن نحو أربعة فراسخ ، وهي التي سمّاها ابن الحجاج الكال فقال :

لعن الله ليلتي بالكال!

إنها ليلة تعرّ الليالي

والعامة تقول الكيل ، كأنهم يقصدون الإمالة ؛ وقد نسب إليها بعض من ذكرناه في الكاف.

الجالية : قرية من قرى الأندلس.

الجامِدَةُ : بكسر الميم : قرية كبيرة جامعة من أعمال واسط بينها وبين البصرة ، رأيتها غير مرّة ؛ منها أبو يعلى محمد بن عليّ بن الحسين الجامدي الواسطي يعرف بابن القاري ، حدث عن سعيد بن أبي سعيد

٩٥

ابن عبد العزيز أبي سعد الجامدي ثم القيلوي ، سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ومحمد بن ناصر السلامي ، وكان شيخا صالحا ، توفي سنة ٦٠٣ ، وكان أبوه من الزّهّاد الأعيان.

الجامعُ : من قرى الغوطة ، سكنها قوم من بني أمية ؛ منهم الوليد بن تمام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم ؛ قال ابن أبي العجائز : كان يسكن الجامع من قرى المرج ، وذكر غيره ممن سكنها منهم ؛ وجامع الجار فرضة لأهل المدينة كجدّة لأهل مكة وأظنها الجار بنفسه المقدم ذكره.

الجامِعَين : كذا يقولونه بلفظ المجرور المثنى : هو حلّة بني مزيد التي بأرض بابل على الفرات بين بغداد والكوفة ، وهي الآن مدينة كبيرة آهلة ، قد ذكرت تاريخ عمارتها وكيفيتها في الحلّة ، وقد أخرجت خلقا كثيرا من أهل العلم والأدب ينسبون الحلّيّ ؛ وقال زائدة بن نعمة بن نعيم المعروف بالمحفحف القشيري يمدح دبيسا :

وقد حكمت كلّ الملاحم أنه ،

على الجانب السّعديّ ، قابلك السّعد

وقلنا بأرض الجامعين وبابل ،

وقد أفسدت فيها الأعاريب والكرد

ألا فتنحّوا عن دبيس وداره ،

فلا بدّ من أن يظهر الملك الجعد

جَاوَرْسانُ : بفتح الواو ، وسكون الراء ، والسين مهملة : محلّة بهمذان أو قرية ؛ قال شيرويه بن شهردار : حسين بن جعفر بن عبد الوهاب الكرخي الصوفي أبو المعالي المقيم بجاورسان ، روى عن ابن عبدان وأبي سعد بن زيرك وأبي بكر الزاذقاني وأبي ثابت بندار بن موسى بن يعقوب الأبهري ، سمعت منه وكان ثقة صدوقا ، وكان شيخ الصوفية في الجبل ومقدّمهم ، ودفن بالخانجاه.

جَاوَرْسَة : قرية على ثلاثة فراسخ من مرو ، بها قبر عبد الله بن بريدة بن الخصيب ؛ منها سالم الجاورسي مولى عبد الله بن بريدة.

الجاهليُّ : ضدّ العاقلي : من حصون اليمن من مخلاف مشرف جهران.

الجايِرِيَّة : كذا هو مضبوط فيما كتبت عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله النّجيرمي ، أنشدتني أمّ الحسن لابن لها يقال له الحسن :

ألا يا حمام الجايرية : هجت لي

سقاما وزفرات يضيق بها صدري

فقالت حمام الجايرية : ما أرى

عليّ ، إذا ما متّ ، يا ربّ من وزر

جَائِفُ : جائف الجبل ، وجمعه جيفان : مواضع باليمامة ، منها جائف الضّوأة وجائف السقطة وجائف الرّحيل وجائف الوشل وجائف الشجر ، كلها لبني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم ؛ عن الحفصي.

باب الجيم والباء وما يليهما

جَبَأٌ : بالتحريك بوزن جبل ، وما أراه إلا مرتجلا إن لم يكن منقولا عن الفعل الماضي ، من قولهم جبأ عليه الأسود إذا خرج عليه حيّة من جحره : وهو جبل باليمن قرب الجند ، وقيل هو قرية باليمن ، وقال ابن الحائك : جبأ مدينة أو قرية للمعافر ؛ كذا في كتابه ، وهي لآل الكرندي من بني ثمامة آل حمير الأصغر ، وهي في نجوة من جبل صبر وجبل ذخر ، وطريقها في وادي الضباب ؛ ينسب إليها شعيب الجبائي من أقران طاووس ، حدث عنه

٩٦

سلمة بن وهرام ومحمد بن إسحاق ؛ وقال العمراني :

جباء ، ممدود ، جبل باليمن ، والنسبة على ذا جبائي ، وقد روي بالقصر ، والأول أكثر.

جباً : مقصور : شعبة من وادي الجيّ عند الرّويثة بين مكة والمدينة ؛ وقال الشنفري :

خرجنا من الوادي الذي بين مشعل

وبين الجبا ، هيهات أنسأت سربتي!

وقال تأبط شرّا يرثي الشنفري :

على الشنفري ساري الغمام ورائح

غزير الكلى ، أو صيّب الماء باكر

عليك جزاء مثل يومك بالجبا ،

وقد رعفت منك السيوف البواتر

ويومك يوم العيكتين ، وعطفة

عطفت ، وقد مسّ القلوب الحناجر

تحاول دفع الموت فيهم ، كأنهم

لشوكتك الحذّا ضئين عواثر

وفرش الجبا في شعر كثيّر قال :

أهاجك برق آخر الليل واصب ،

تضمّنه فرش الجبا فالمسارب؟

جُبِّى : بالضم ثم التشديد ، والقصر : بلد أو كورة من عمل خوزستان ، ومن الناس من جعل عبّادان من هذه الكورة ، وهي في طرف من البصرة والأهواز ، حتى جعل من لا خبرة له جبّى من أعمال البصرة ، وليس الأمر كذلك ؛ ومن جبّى هذه أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الجبّائي المتكلم المعتزلي صاحب التصانيف ، مات سنة ٣٠٣ ، ومولده سنة ٢٣٥ ؛ وابنه أبو هاشم عبد السلام ، كان كأبيه في علم الكلام وفضل عليه بعلم الأدب ، فإنه كان إماما في العربية ، مات سنة ٣٢١ ببغداد ؛ وجبّى في الأصل أعجمي ، وكان القياس أن ينسب إليها جبّوي فنسبوا إليها جبّائي على غير قياس ، مثل نسبتهم إلى الممدود وليس في كلام العجم ممدود. وجبّى أيضا : قرية من أعمال النهروان ؛ ينسب إليها أبو محمد دعوان بن عليّ بن حمّاد الجبّائي المقري الضرير ، روى عن أبي الخطّاب ابن البطر وأبي عبد الله النعالي. وجبّى أيضا : قرية قرب هيت ؛ قال أبو عبد الله الدّبيثي : منها أبو عبد الله محمد بن أبي العزّ بن جميل ، ولد بقرية تعرف بجبّى من نواحي هيت ، وقدم بغداد صبيّا واستوطنها ، وقرأ بها القرآن المجيد والفرائض والأدب والحساب ، وسمع الحديث من جماعة ، منهم : أبو الفرج بن كليب وطبقته ، وقال الشعر وأجاده ، وخدم في عدّة خدم ديوانية ، ثم تولّى صدريّة المخزن المعمور بعد عزل أبي الفتوح بن عضد الدين ابن رئيس الرؤساء في عاشر ذي القعدة سنة ٦٠٥ مضافا إلى أعمال أخر ، ثم عزل في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ٦١١ ، وتوفي في النصف من شعبان سنة ٦١٦.

الجُبابَاتُ : بالضم ، وبعد الألف الأولى باء أخرى ، وآخره تاء فوقها نقطتان : موضع قريب من ذي قار ، كانت به إحدى الوقائع بين بكر بن وائل والفرس ؛ قال الأغلب :

أما الجبابات فقد غشينا

بفاقرات تحت فاقرينا ،

يتركن من ناهبنه رهينا

وقال أبو أحمد : وهو أيضا يوم الجبابة ، موضع جبّ في ديار أود بن صعب بن سعد العشيرة ، كانت فيه وقعة بينهم وبين الأزد. والجبابات أيضا. ماء بنجد قرب اليمامة.

٩٧

الجُبَابُ : بالضم ؛ ذكر أبو الندي أنه في ديار بني سعد ابن زيد مناة بن تميم ، وهو منقول عن الجباب ، وهو شيء يعلو ألبان الإبل كالزّبد ولا زبد لها.

جَبَا البِرَاقِ : الفتح ؛ والجبا في كلام العرب تراب البئر الذي يكون حولها ، وبراق جمع برقة ، وقد تقدّم ذكره : وهو موضع بالجزيرة قتل فيه عمير ابن الحباب السلمي. وجبا براق أيضا : موضع بالشام ؛ عن أبي عبيدة ذكرهما معا نصر.

الجُبابَةُ : بالضم ، وقد تقدّم اشتقاقه في الجباب : وهو موضع عند ذي قار كان به يوم الجبابات ، وقد تقدّم ؛ قال أبو زياد : الجبابة من مياه أبي بكر بن كلاب.

الجَبابَيْن : بالفتح ، وبعد الألف باء أخرى ، وياء ساكنة ، ونون : من قرى دجيل من أعمال بغداد ؛ منها أحمد بن أبي غالب بن سمجون الأبرودي أبو العباس المقري يعرف بالجبابيني ، قرأ القرآن على الشيخ أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وسمع منه ومن سعد الخير بن محمد الأنصاري وغيرهما ، وتفقّه على مذهب أحمد بن كروّس وخلفه بعد وفاته على مجلسه بدرب القيّار ، وتوفي شابّا في عاشر رجب سنة ٥٥٤ عن نيف وأربعين سنة.

الجَبَاجِبُ : جمع جبجبة ؛ وهي الكرش يجعل فيها الخليع أو تذاب الإهالة فتحقن فيها ، والجبجبة أيضا : زنبيل من جلود ينقل فيه التّراب ، والخليع : لحم يطبخ بالتّوابل ؛ وهي جبال بمكة ؛ قال الزبير : الجباجب والأخاشب جبال بمكة ، يقال : ما بين جبجبيها وأخشبيها أكرم من فلان ؛ قال كثيّر :

إذا النصر وافتها على الخيل مالك

وعبد مناف ، والتقوا بالجباجب

وقيل : الجباجب أسواق بمكة ، وقال العمراني :

الجباجب شجر معروف بمنّى ، سمّي بذلك لأنه كان يلقى به الجباجب ، وهي الكروش ، وقال نصر : الجباجب مجمع الناس من منى ، وقيل : الجباجب الأسواق.

الجُبَاجِبَةُ : بالضم ، كأنه مرتجل : ماءة في ديار بني كلاب لربيعة بن قرط ، عليها نخل ، وليس على شيء من مياههم نخل غيرها وغير الجرولة.

جَبَاخانُ : بالفتح ، وبعد الألف خاء معجمة ، وآخره نون ؛ قال أبو سعد : قرية على باب بلخ ؛ خرج منها جماعة ، منهم : أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسين ابن الفرج الجباخاني البلخي الحافظ ، رحل إلى خراسان والجبال والعراق والشام ، وكان حافظا ، تكلّموا فيه ، حدث عن أبي يعلى الموصلي وخلق كثير ، روى عنه جماعة ، وتوفي ببلخ في شهر ربيع الأول سنة ٣٥٧ ، وقيل سنة ٣٥٦ ، وكان يروي المناكير.

جُبَارُ : بالضم ؛ وهو في كلام العرب الهدر ، ذهب دمه جبارا كما تقول هدرا : وهو ماء لبني حميس ابن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بين المدينة وفيد ؛ قال :

ألا من مبلغ أسماء عني ،

إذا حلّت بيمن أو جبار

وقال ابن ميّادة :

نظرنا فهاجتنا على الشوق والهوى

لزينب نار ، أوقدت بجبار

كأنّ سناها لاح لي من خصاصة

على غير قصد ، والمطيّ سوار

٩٨

حميسيّة بالرّملتين محلها ،

تمرّ بحلف بيننا وجوار

وفي كتاب سيف بخط ابن الخاضبة في حديث العنسي : جار غير مضبب ، وفي الحاشية قال أبو بكر بن سيف : الصواب في جار جبار وفي غير عثر ، بالثاء المثلثة ، وهو بلد باليمن.

جَبَّارُ : بالفتح ، وتشديد ثانيه : من قرى اليمن.

الجبالُ : جمع جبل : اسم علم للبلاد المعروفة اليوم باصطلاح العجم بالعراق ، وهي ما بين أصبهان إلى زنجان وقزوين وهمذان والدينور وقرميسين والرّيّ وما بين ذلك من البلاد الجليلة والكور العظيمة ، وتسمية العجم له بالعراق غلط لا أعرف سببه ، وهو اصطلاح محدث لا يعرف في القديم ، وقد حدّدنا العراق في موضعه وذكرنا اختلاف العلماء فيه ، فلم يرد لأحدهم فيه قول مشهور ولا شاذّ ولا يحتمله الاشتقاق ، وقد ظننت أن السبب فيه أن ملوك السلجوقية كان أحدهم إذا ملك العراق دخلت هذه البلاد في ملكه فكانوا يسمّونه سلطان العراق ، وهذا أكثر مقامه بالجبال ، فظنّوا أن العراق الذي منسوب إليه ملكه ، هو الجبال ، والله أعلم ، ألا ترى أبا دلف العجلي كيف فرّق بينهما فقال :

وإني امرؤ كسرويّ الفعال ،

أصيف الجبال وأشتو العراقا

وألبس للحرب أثوابها ،

وأعتنق الدارعين اعتناقا

وإنما اختار أبو دلف ذلك ليسلم في الصيف من سمائم العراق وذبابه وهوامّه وحشراته وسخونة مائه وهوائه ، واختار أن يشتو بالعراق ليسلم من زمهرير الجبال وكثرة ثلوجه ؛ وبلغ هذان البيتان إلى عبد الله ابن طاهر وكان سيء الرأي في أبي دلف فقال :

ألم تر أنّا جلبنا الخيول ،

إلى أرض بابل ، قبّا عتاقا

فما زلن يسعفن بالدارعين

طورا حزونا ، وطورا رقاقا

إلى أن ورين بأذنابها

قلوب رجال أرادوا النفاقا

وأنت أبا دلف ناعم ،

تصيف الجبال وتشتو العراقا

فلما وقف أبو دلف على هذه الأبيات آلى على نفسه لا يصيف إلا بالعراق ولا يشتو إلا بالجبال ، وقال:

ألم ترني ، حين حال الزمان ،

أصيف العراق وأشتو الجبالا

سموم المصيف وبرد الشتاء ،

حنانيك حالا أزالتك حالا

فصبرا على حدث النائبات ،

فإن الخطوب تذلّ الرجالا

جَبَانَا : بالفتح ، وبعد الألف نون : ناحية بالسواد بين الأنبار وبغداد.

جِبَّانُ : بالكسر ثم التشديد : ناحية من أعمال الأهواز ، فارسيّ معرب ؛ عن نصر.

جَبَّانَةُ : بالفتح ثم التشديد ؛ والجبّان في الأصل الصحراء ، وأهل الكوفة يسمّون المقابر جبّانة كما يسميها أهل البصرة المقبرة ، وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل ، منها : جبانة كندة مشهورة ، وجبانة السبيع ، كان بها يوم للمختار بن عبيد ، وجبّانة ميمون منسوبة إلى أبي بشير ميمون مولى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس صاحب الطاقات

٩٩

ببغداد بالقرب من باب الشام ، وجبّانة عرزم نسب إليها بعض أهل العلم عرزميّا ، وجبانة سالم تنسب إلى سالم بن عمارة بن عبد الحارث بن ملكان بن نهار ابن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وغير هذه وجميعها بالكوفة.

الجبَاةُ : بالفتح ، وآخره تاء مثناة ، والجبا في اللغة ما حول البئر ، والجباة واحده أو تأنيثه ، ويحتمل أن يكون مخفّف الهمزة ، من قولهم : جبأ عن الشيء إذا توارى عنه ، وأجبأته أنا إذا واريته ؛ والأكمة ، والموضع الذي يختفى فيه : جبأة ، ثم خفّفت همزته لكثرة الاستعمال ، والخراسانيّون يروونه الجباه ، بكسر الجيم وآخره هاء محضة ، كأنه جمع جبهة : وهو ماء بالشام بين حلب وتدمر ، أوقع سيف الدولة بالعرب فيه وقعة مشهورة ، فقال المتنبي :

ومرّوا بالجباة يضمّ فيها ،

كلا الجيشين من نقع ، إزار

جُبَّاةُ : بالضم ، والتشديد ، قالوا : موضع من كور فارس ، وأخاف أن تكون جبّى التي تقدم ذكرها ونسبنا إليها الجبّائي.

الجِبَايَةُ : بكسر الجيم ، وبعد الألف ياء ، وهاء ، من جبيت الشيء إذا جمعته من جهات متفرّقة ، ويوم الجباية من أيام العرب ، ولا أدري أهو اسم موضع أو سمّي بجباية كانت فيه.

الجُبُّ : واحد الجباب ، وهي البئر التي لم تطو : مدينة قرب بلاد الزنج في أرض بربرة ، يجلب منها الزرافة ، وجلودها يتخذها أهل فارس نعالا. والجبّ أيضا : أحد محاضر طيء بسلمى أحد جبليهم وبه نخل ومياه. والجبّ أيضا : ماء في ديار بني عامر. والجبّ أيضا : ماء معروف لبني ضبينة بن جعدة بن غني بن يعصر ؛ قال لبيد :

أبني كلاب كيف ينفى جعفر ،

وبنو ضبينة حاضرو الأجباب؟

قتلوا ابن عروة ثم لطّوا دونه ،

حتى يحاكمهم إلى جوّاب

والجب أيضا ، ذكر الأصمعي في كتاب جزيرة العرب مياه جعفر بن كلاب بنجد قال : ثم الجب بيار في وسط واد ، وهو الذي يقال له جب يوسف ، عليه السلام ؛ كذا قال. والجب أيضا : داخل في بلاد الضّباب وبلاد عبس ثم بلاد أبي بكر. وجب عميرة : ينسب إلى عميرة بن تميم بن جزء التجيبي ، قريب من القاهرة ، يبرز إليه الحاج والعساكر وجب الكلب : من قرى حلب ، حدثني مالك هذه القرية ابن الإسكافي ، وسألته عما يحكى عن هذا الجب وأن الذي نهشه الكلب الكلب إذا شرب منه برأ فقال : هذا صحيح لا شك فيه ، قال : وقد جاءنا منذ شهور ثلاث أنفس مكلوبين يسألون عن القرية فدلوا عليها ، فلما حصلوا في صحرائها اضطرب أحدهم وجعل يقول لمن معه : اربطوني لئلا يصل إلى أحدكم منّي أذى! وذلك أنه كان قد تجاوز أربعين يوما منذ نهش ، فربط ، فلما وصل إلى الجب وشرب من مائه مات ، وأما الآخران فلم يكونا بلغا أربعين يوما فشربا من ماء الجب فبرآ ، قال : وهذه عادته إذا تجاوز المنهوش أربعين يوما لم تكن فيه حيلة ، بل إذا شرب منه تعجل موته ، وإذا شرب منه من لم يبلغ أربعين يوما برأ ، قال : وهذه البئر هي بئر القرية التي يشرب منها أهلها ، قال : وعلى هذا الجب حوض رخام سرق مرارا ، فإذا حمل إلى موضع رجم أهل هذا الموضع أو يردّ إلى موضعه من رأس هذا الجب. وجب يوسف الصدّيق ، عليه السلام ، الذي ألقاه فيه إخوته

١٠٠