معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

ونحن منعنا الحيّ أن يتقسّموا

بدار ، وقالوا : ما لمن فرّ مقعد

قال ابن دريد في الملاحم : دار موضع بالبحرين معروف ، وإليه ينسب الداريّ العطار.

دار رزين : من نواحي سجستان ، وقال الرّهني : من نواحي كرمان.

دارَزَنْج : بعد الراء المفتوحة زاي مفتوحة أيضا بعدها نون ، وآخره جيم : من قرى الصغانيان ، منها أبو شعيب صالح بن منصور بن نصر بن الجرّاح الدارزنجي الصغاني ، يروي عن قتيبة بن سعيد ، روى عنه عبيد الله بن محمد بن يعقوب بن البخاري وغيره ، ومات قبل سنة ٣٠٠ أو حدودها ، والله أعلم.

دارُ السلام : ومدينة السلام : هي بغداد ، وسيذكر سبب تسميتها بذلك في مدينة السلام إن شاء الله تعالى ، ودار السلام : الجنة ، ولعلّ بغداد سميت بذلك على التشبيه.

دارُ سُوقِ التمرِ : وهي الدار التي قرب باب الغربة من مشرعة الإبريّين ذات الباب العالي جدّا ، وهو الآن مسدود ، وتعرف بالدار القطنية.

دارُ الشجرة : دار بالدار المعظمة الخليفية ببغداد من أبنية المقتدر بالله ، وكانت دارا فسيحة ذات بساتين مونقة ، وإنما سميت بذلك لشجرة كانت هناك من الذهب والفضة في وسط بركة كبيرة مدوّرة أمام إيوانها وبين شجر بستانها ، ولها من الذهب والفضة ثمانية عشر غصنا ، لكل غصن منها فروع كثيرة مكلّلة بأنواع الجواهر على شكل الثمار وعلى أغصانها أنواع الطيور من الذهب والفضة ، إذا مرّ الهواء عليها أبانت عن عجائب من أنواع الصفير والهدير ، وفي جانب الدار عن يمين البركة تمثال خمسة عشر فارسا على خمسة عشر فرسا ، ومثله عن يسار البركة ، قد ألبسوا أنواع الحرير المدبّج مقلّدين بالسيوف وفي أيديهم المطارد يتحرّكون على خطّ واحد فيظنّ أن كلّ واحد منهم إلى صاحبه قاصد.

دارُ شِرشِير : بكسر الشين ، وراءين مهملتين : محلّة كانت ببغداد لا تعرف اليوم ، ذكرها جحظة البرمكي في أشعاره ، ولعله كان ينزلها ، فقال :

سلام على تلك الطلول الدواثر ،

وإن أقفرت بعد الأنيس المجاور

غرائر ، ما فتّرن في صيد غافل

بألحاظهنّ الساجيات الفواتر

سقى الله أيامي برحبة هاشم

إلى دار شرشير محلّ الجآذر

سحائب يسحبن الذيول على الثّرى ،

ويضحي بهنّ الزّهر رطب المحاجر

منازل لذّاتي ، ودار صبابتي

ولهوي بأمثال النجوم الزواهر

رمتنا يد المقدور عن قوس فرقة ،

فلم يخطنا للحين سهم المقادر

ألا هل إلى فيء الجزيرة بالضحى

وطيب نسيم الروض بعد الظهائر ،

وأفنانها ، والطير تندب سجوها

بأشجارها بين المياه الزواخر ،

ورقّة ثوب الجوّ ، والريح لدنة

تساق بمبسوط الجناحين ماطر ،

سبيل وقد ضاقت بي السبل حيرة

وشوقا إلى أفيائها بالهواجر؟

٤٢١

دارُ الطَّواوِيسِ : بدار الخلافة المعظمة ببغداد من بناء المطيع لله.

دارُ عُمارةَ : في موضعين ببغداد ، إحداهما في شارع المخرّم من الجانب الشرقي منسوبة إلى عمارة بن أبي الخصيب مولى روح بن حاتم ، وقيل مولى المنصور ، وكان أبو الخصيب أحد حجّاب المنصور ، ودار عمارة أيضا بالجانب الغربي منسوبة إلى عمارة بن حمزة مولى المنصور وهو من ولد أبي لبابة مولى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إقطاع من المنصور ، وكانت من قبل أن تبنى بغداد بستانا لبعض ملوك الفرس ويتصل بها ربض أبي حنيفة ثم ربض عثمان بن نهيك ، وهو ما بين دار عمارة ومقابر قريش.

دارُ العَجَلَة : قال أحمد بن جابر : حدثني العباس ابن هشام الكلبي قال : كتب بعض الكنديين إلى أبي يسأله عن دار العجلة بمكة إلى من تنسب ، فكتب : دار العجلة هي دار سعيد بن سعد بن سهم وبنو سعد يدّعون أنها بنيت قبل دار الندوة ويقولون هي أول دار بنت قريش بمكة.

دارُ علقمة : بمكة تنسب إلى طارق بن المعقّل ، وهو علقمة بن عريج بن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة.

دارُ فرَج : محلّة كانت ببغداد بالجانب الشرقي فوق سوق يحيى ، وكان فرج مملوكا لحمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد ثم صار ولاؤه للرشيد وداره إقطاع من الرشيد ، ولم يكن على شاطئ دجلة أحكم بناء من داره ، ثم هدمت فيما هدم من منازل ابنه عمر بن فرج لما قبضت.

دارُ القَزّ : محلّة كبيرة ببغداد في طرف الصحراء ، بين البلد وبينها اليوم نحو فرسخ ، وكلّ ما حولها قد خرب ولم يبق إلا أربع محالّ متصلة : دار القزّ والعتّابيّين والنصرية وشهارسوك ، والباقي تلول قائمة ، وفيها يعمل اليوم الكاغد ، ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن المعمر بن أحمد بن يحيى ابن حسان بن طبرزد المؤدّب الدّارقزّي ، سمع الكثير بإفادة أخيه أبي البقاء محمد بن محمد بن طبرزد وعمّر حتى روى ما سمعه ، وطلبه الناس ، وحمل إلى دمشق بالقصد إلى السماع عليه ، حمله الملك المحسّن أحمد بن الملك الناصر من بغداد فسمع عليه هو وخلق كثير من أهل دمشق ، وكان قد انفرد بكثير من الكتب ، ولم يكن يعرف شيئا من أبي الحصين ومن أبي المواهب وأبي الحسن الزاغوني وغيرهم وعاد إلى بغداد ، وكان مولده في ذي الحجة سنة ٥١٦ ، ومات في تاسع رجب سنة ٦٠٧ ، ودفن بباب حرب ببغداد.

دارُ القضاء : هي دار مروان بن الحكم بالمدينة وكانت لعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فبيعت في قضاء دينه بعد موته ، وقد زعم بعضهم أنها دار الإمارة بالمدينة ، وهو محتمل لأنها صارت لأمير المدينة.

دارُ القُطْنِ : محلّة كانت ببغداد من نهر طابق بالجانب الغربي بين الكرخ ونهر عيسى بن عليّ ، ينسب إليها الحافظ الإمام أبو الحسن عليّ الدّارقطني ، رحمه الله ، وغيره الحافظ المشهور ، روى عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود وخلق لا يحصون ، وكان أديبا يحفظ عدّة من الدواوين ، منها ديوان السيد الحميري فنسب إلى التشيّع ، وتفقّه على مذهب الشافعي ، رضي الله عنه ، وأخذ الفقه عن أبي سعيد الإصطخري ، وقيل عن صاحب أبي سعيد ، ومولده في ذي القعدة سنة ٣٠٦ ، ومات في ذي القعدة سنة ٣٨٥ ، ودفن قريبا من معروف الكرخي.

٤٢٢

دارُ قُمَامَ : بالكوفة منسوبة إلى قمَام بنت الحارث ابن هانئ الكندي عند دار الأشعث بن قيس ، والله أعلم.

دَارُ القَوارير : قال أحمد بن جابر : حدثني العباس بن هشام الكلبي قال : كتب بعض الكنديّين إلى أبي يسأله عن مواضع منها دار القوارير بمكة ، فكتب : فأما دار القوارير فكانت لعتبة بن ربيعة بن عبد شمس ابن عبد مناف ثم صارت للعباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب ثم صارت لأم جعفر زبيدة بنت أبي الفضل بن المنصور فاستعملت في بنائها القوارير فنسبت إليها ، وكان حماد البربري بناها قريبا من خلافة الرشيد وأدخل بئر جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف إليها.

دَارَكان : بعد الراء كاف ، وآخره نون : قرية من قرى مرو ، بينها وبين مرو فرسخ واحد ، خرج منها طائفة من أهل العلم ، منهم : عليّ بن إبراهيم السلمي أبو الحسن المروزي الداركاني ، صحب عبد الله بن المبارك ، وحدث ببغداد عن أبي حمزة السكري وعبد الله بن المبارك والنصر بن محمد الشيباني ، روى عنه أحمد بن حنبل وعباس الدوري وأحمد بن الخليل البرجلاني وغيرهم ، وكان ثقة ، مات سنة ٢١٣.

دَارَك : بعد الراء كاف : من قرى أصبهان ، نسب إليها قوم من أهل العلم ، منهم : أبو القاسم عبد العزيز ابن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الداركي من كبار الفقهاء الشافعية ، سكن بغداد ودرّس بها وكان أبوه محدث أصبهان في وقته ، وتوفي أبو القاسم ببغداد سنة ٣٧٥.

دَارُ المُثَمَّنَة : بدار الخلافة ، وهي من عمارة المطيع لله تعالى.

دَارُ المُرَبَّعَة : بدار الخلافة ببغداد ، وهي من بناء المطيع لله أيضا.

دَارُ النّدْوَة : بمكة أحدثها قصيّ بن كلاب بن مرة لما تملك مكة ، وهي دار كانوا يجتمعون فيها للمشاورة ، وجعلها بعد وفاته لابنه عبد الدار بن قصيّ ، ولفظه مأخوذ من لفظ النديّ والنادي والمنتدى ، وهو مجلس القوم الذين يندون حوله أي يذهبون قريبا منه ثم يرجعون ، والنادية في الجمال : أن تصرف عن الورد إلى المرعى قريبا ثم تعاد إلى الشرب وهو المندّى ، صارت هذه الدار إلى حكيم بن حزام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ فباعها من معاوية بمائة ألف درهم ، فلامه معاوية على ذلك وقال : بعت مكرمة آبائك وشرفهم ، فقال حكيم : ذهبت المكارم إلا التقوى ، والله لقد اشتريتها في الجاهلية بزقّ خمر وقد بعتها بمائة ألف درهم وأشهدكم أن ثمنها في سبيل الله تعالى ، فأيّنا المغبون؟ وقال ابن الكلبي : دار الندوة أول دار بنت قريش بمكة وانتقلت بعد موت قصيّ إلى ولده الأكبر عبد الدار ثم لم تزل في أيدي بنيه حتى باعها عكرمة بن عامر ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار من معاوية بن أبي سفيان فجعلها دار الإمارة.

دار المقَطِّعِ : بالكوفة ، تنسب إلى المقطّع الكلبي ، وله يقول عديّ بن الرقاع :

على ذي منار ، تعرف العين متنه

كما تعرف الأضياف دار المقطّع

دارُ نخلة : مضافة إلى واحد النخل ، جاء ذكرها في الحديث : وهو موضع سوق المدينة.

دارُ واشكيذان : بعد الواو والألف شين معجمة ، وآخره نون : قرية من قرى هراة ، ينسب إليها

٤٢٣

داريّ ، وفيها يقول الشاعر :

يا قرية الدار هل لي فيك من دار

دَارُوما : إحدى مدن قوم لوط بفلسطين ، ولعلها الداروم المذكورة بعد هذه.

الدَّارُومُ : قال ابن الكلبي : قال الشرقي نزل بنو حام مجرى الجنوب والدّبور ويقال لتلك الناحية الداروم فجعل الله فيهم السواد والأدمة وأعمر بلادهم وسماءهم وجرت الشمس والنجوم من فوقهم ورفع عنهم الطاعون. والداروم : قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر الواقف فيها يرى البحر إلا أن بينها وبين البحر مقدار فرسخ ، خربها صلاح الدين لما ملك الساحل في سنة ٥٨٤ ، ينسب إليها الخمر ، قال إسماعيل بن يسار :

يا ربع رامة بالعلياء من ريم ،

هل ترجعنّ ، إذا حيّيت ، تسليمي؟

ما بال حيّ غدت بزل المطيّ بهم

تحدى لفرقتهم سيرا بتقحيم

كأنني يوم ساروا شارب شملت

فؤاده قهوة من خمر داروم

إني وجدّك ما عودي بذي خور ،

عند الحفاظ ، ولا حوضي بمهدوم

وغزاها المسلمون في سنة ثلاث عشرة وملكوها ، فقال زياد بن حنظلة :

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

شدّ الخيول على جموع الروم

يضربن سيّدهم ولم يمهلنهم ،

وقتلن فلّهم إلى داروم

ويقال لها الدارون أيضا ، وينسب إليها على هذا اللفظ أبو بكر الداروني ، روى عن عبد العزيز العطار عن شقيق البلخي ، روى عنه أبو بكر الدينوري بالبيت المقدس سنة ثمان وثلاثمائة.

الدَّارَةُ : بعد الألف راء كالذي قبله : مدينة من أعمال الخابور قرب قرقيسياء.

دارَاتُ العرَب : وهي تنيّف على ستين دارة استخرجتها من كتب العلماء المتقنة وأشعار العرب المحكمة وأفواه المشايخ الثقات واستدللت عليها بالأشعار حسب جهدي وطاقتي ، والله الموفق ، ولم أر أحدا من الأئمة القدماء زاد على العشرين دارة إلا ما كان من أبي الحسين بن فارس ، فإنه أفرد له كتابا فذكر نحو الأربعين فزدت أنا عليه بحول الله وقوته نحوها ، فأقول : الدارة في أصل كلام العرب كل جوبة بين جبال في حزن كان ذلك أو سهل ، وقال أبو منصور حكاية عن الأصمعي : الدارة رمل مستدير في وسطه فجوة وهي الدورة ، وتجمع الدارة دارأت كما قال زهير :

تربّص ، فإن تقو المرورات منهم

وداراتها ، لا تقو منهم إذا نخل

قال ابن الأعرابي : الدير الدارات في الرمل ، والدارة أيضا دارة القمر ، وكل موضع يدار به شيء يحجره فاسمه دارة ، نحو الدارات التي تتخذ في المباطخ ونحوها ويجعل فيها الخمر ، وأنشد :

ترى الإوزّين في أكناف دارتها

فوضى ، وبين يديها التبر منثور

ويقال لمسكن الرجل دارة ودار ، قال أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان :

له داع بمكة مشمعل ،

وآخر فوق دارته ينادي

٤٢٤

إلى ردح من الشّيزى ملاء

لباب البرّ يلبك بالشّهاد

قال ابن دريد وقد ذكر اثنتي عشرة دارة لم يزد عليهن ، ثم قال : وجميع هذه الدارات بروث بيض تنبت النصيّ والصّلّيان وأفواه العشب ولا يكاد ينبت فيها من حرية النبت شيء ، وحرية النبت : البقل والقرّاص والمكنان ، والبرث : الأرض السهلة اللينة.

دَارَةُ : جاءت في شعر الطّرمّاح غير مضافة ، فقال :

ألا ليت شعري! هل بصحراء دارة

إلى واردات الأريمين ربوع

دَارَةُ أُجُد : عن ابن السكيت ، ولم أظفر لها بشاهد.

دَارَةُ الأَرْآم : أرآم جمع رئم : الظّبي الأبيض الخالص البياض ، قال برج بن خنزير المازني مازن بن تميم وكان الحجاج ألزمه الخروج إلى المهلب لقتال الأزارقة :

أيوعدني الحجاج ، إن لم أقم له

بسولاف حولا في قتال الأزارق

وإن لم أرد أرزاقه وعطاءه ،

وكنت امرأ صبّا بأهل الخرانق

فأبرق وأرعد لي ، إذ العيس خلّفت

بنا دارة الأرآم ذات الشقائق

وحلّف على اسمي بعد أخذك منكبي ،

وحبّس عريفي الدردقيّ المنافق

دَارَةُ الأَسوَاط : الأسواط : بظهر الأبرق بالمضجع تناوحه جمة ، وهي برقة بيضاء لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر ، والأسواط : مناقع المياه.

دَارَةُ الأَكوار : في ملتقى دار ربيعة بن عقيل ودار نهيك ، والأكوار : جبال.

دَارَةُ أَهوَى : من أرض هجر ، قال الجعدي :

تدارك عمران بن مرّة سعيهم

بدارة أهوى ، والخوالج تخلج

عن ثعلب : أهوى بفتح الهمزة وكسرها في قول الراعي :

تهانفت ، واستبكاك رسم المنازل

بدارة أهوى ، أو بسوقة حائل

وقال : أهوى ماء لبني قتيبة الباهليين.

دَارَةُ باسِلٍ : عن ابن السكيت ، ولم أظفر لها بشاهد وما أظنّها إلا دارة مأسل ، وقد ذكرت بعد هذا.

دارَةُ بُحتر : وسط أجإ أحد جبلي طيّء قرب جوّ ، وبحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن جلهمة وهو طيّء.

دَارَةُ بَدوتين : لربيعة بن عقيل ، وبدوتان : هضبتان ، وهما هضبتان بينهما ماء.

دَارَةُ البيضاءِ : تذكر مع دارة الجثوم.

دَارَةُ تَيْل : ذكرت في تيل.

دارَةُ الجأبِ : الجأب : المغرة ، والجأب : الحمار الغليظ ، دارة الجأب : لبني تميم ، قال جرير :

ما حاجة لك في الظّعن التي بكرت

من دارة الجأب كالنخل المواقير

كاد التذكر يوم البين يشعفني ،

إن الحليم بهذا غير معذور

ما ذا أردت إلى ربع وقفت به ،

هل غير شوق وأحزان وتذكير؟

هل في الغواني لمن قتّلن من قود ،

أو من ديات لقتلى الأعين الحور؟

يجمعن خلفا وموعودا بخلن به

إلى جمال وإدلال وتصوير

٤٢٥

وقال جرير :

أصاح! أليس اليوم منتظري صحبي ،

نحيّي ديار الحيّ من دارة الجأب؟

وقال أيضا :

إنّ الخليط أجدّ البين يوم غدوا

من دارة الجأب ، إذ أحداجهم زمر

لما ترفّع من هيج الجنوب لهم ،

ردّوا الجمال لإصعاد وما انحدروا

دَارَةُ الجُثوم : لبني الأضبط بن كلاب ، والجثوم : ماء لهم يصدر في دارة البيضاء.

دارَةُ جُدَّى : قال الأفوه الأودي :

بدارات جدّى أو بصارات جنبل

إلى حيث حلّت من كثيب وعزهل

دَارة جُلْجُل : قال ابن السكيت في تفسير قول امرئ القيس :

ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح ،

ولا سيّما يوم بدارة جلجل

قال : دارة جلجل بالحمى ويقال بغمر ذي كندة ، وقال عمرو بن الخثارم البجلي :

وكنّا كأنّا يوم دارة جلجل

مدلّ على أشباله يتهمهم

وقال ابن دريد في كتاب البنين والبنات : دارة جلجل بين شعبى وبين حسلات وبين وادي المياه وبين البردان ، وهي دار الضباب ممّا يواجه نخيل بني فزارة ، وفي كتاب جزيرة العرب للأصمعي : دارة جلجل من منازل حجر الكندي بنجد.

دَارَةُ الجُمْد : قال الفراء : الجماد الحجارة ، واحدها جمد ، قال عمارة :

ألا يا ديار الحيّ من دارة الجمد ،

سلمت على ما كان من قدم العهد

دَارَةُ جُهْدٍ : كذا وجدته في شعر الأفوه الأودي حيث قال :

فردّ عليهم ، والجياد كأنها

قطا سارب يهوي هويّ المحجّل

بدارات جهد ، أو بصارات جنبل

إلى حيث حلّت من كثيب وعزهل

دارةُ جَوْداتٍ : قال الجميح :

إذا حللت بجودات ودارتها ،

وحال دوني من حواء عرنين ،

عرفتم أن حقي غير منتزع ،

وأن سلمكم سلم لها حين

دارةُ الخَوْجِ : والخرج خلاف الدخل ، وهو لغة في الخراج ، ومنه : اجعل لنا خرجا ، ذكر في الخرج ، قال المخبّل :

محبّسة في دارة الخرج لم تذق

بلالا ، ولم يسمح لها بنجيل

دارة الخَلاءة : وهو الحران في الناقة كما يقال في غيرها حرن.

دارة الخنَازيرِ : ولا أبعد أن تكون التي بعدها إلّا أنّ العجير هكذا جاء بها فقال :

ويوما بدارات الخنازير لم يئل

من الغطفانيّين إلا المشرّد

دَارة خِنزَرٍ : ويقال خنزر ، بالفتح والكسر ، قال الجعدي :

ألمّ خيال من أميمة موهنا

طروقا ، وأصحابي بدارة خنزر

٤٢٦

وقال الحطيئة :

إنّ الرّزيّة ، لا أبا لك ، هالك

بين الدّماخ وبين دارة خنزر

ورواه ثعلب دارة منزر ، وقال العجير :

ويوم ادّركنا ، يوم دارة خنزر

وحمّاتها ، ضرب رحاب مسايره

دارةُ الخَنْزَرَيْن : من مياه حمل بن الضباب في الأرطاة ، ويقال دارة الخنزيرتين ، وقال ابن دريد : الخنزرتين وربما قالوا في الشعر دارة الخنزر ، وهي لبني حمل من الضباب ، والأرطاة تصدر فيها ، وهي ماءة للضباب.

دارة داثِرٍ : في أرض فزارة ، وداثر ماء لهم ، قال حجر بن عقبة الفزاري :

رأيت المطيّ ، دون دارة داثر ،

جنوحا أذاقته الهوان خزائمه

دارةُ دَمُّون : قال الشاعر :

إلى دارة الدّمون من آل مالك

دارة الدُّورِ : وضبطها الهنائي في كتاب المنضّد بتشديد الواو ، ورأيتها بخط يده ، وما أراه صنع شيئا ، وكان بين حجر بن عقبة وبين أخيه شيء فأراد أن ينتقل فأتى أخاه يسلم عليه ، فخرج إليه في السلاح ، فقال له : ليس لهذا جئت ، فبكى أخوه ، فقال حجر :

ألم يأت قيسا كلها أنّ عزّها ،

غداة غد ، من دارة الدّور ظاعن

هنالك جادت بالدموع موانع ال

عيون ، وشلّت للفراق الظعائن

دارَة الذئب : بنجد في ديار بني كلاب ، والله أعلم بالصواب.

دارة الذُّؤيْب : لبني الأضبط ، وهما دارتان.

دارة الرَّدْم : في أرض بني كلاب ، قال بعضهم :

لعن سخطة من خالقي ، أو لشقوة ،

تبدّلت قرقيساء من دارة الردم

دارة رُمْح : في ديار بني كلاب لبني عمرو بن ربيعة ابن عبد الله بن أبي بكر وعنده البتيلة ماء لهم باليمامة ، قال جران العود :

وأقبلن يمشين الهوينا تهاديا ،

قصار الخطى ، منهن راب ومزحف

كأنّ النّميريّ ، الذي يتّبعنه

بدارة رمح ، ظالع الرجل أحنف

يطفن بغطريف كأنّ حبيبه

بدارة رمح ، آخر الليل ، مصحف

ويروى دارة رمخ عن أبي زياد.

دارة رَفرَفٍ : بالفتح ويروى بالضم والتكرير ، وله عدة معان : الرفرف كسر الخباء وخرقة تخاط في أسفل الفسطاط ، والرفرف الذي في التنزيل قيل : هو رياض الجنة ، وقيل المجالس ، وقيل الفرش والبسط ، وقيل الوسائد ، والرفرف في هذا : الرفّ تجعل عليه طرائف البيت ، والرفرف : الرّوشن ، والرفرف : ضرب من السمك ، والرفرف : شجر مسترسل ينبت باليمن ، قال الراعي :

فدع عنك هندا والمنى ، إنما المنى

ولوع ، وهل ينهى لك الزجر مولعا؟

رأى ما أرته ، يوم دارة رفرف ،

لتصرعه يوما هنيدة مصرعا

قال ثعلب : رواية ابن الأعرابي رفرف ، بالضم ، وغيره رفرف ، بالفتح.

٤٢٧

دارة الرِّمْرِم : قال الغامدي :

أعد نظرا ، هل ترى ظعنهم ،

وقد جاوزت دارة الرّمرم؟

دارةُ الرُّها : قال المرّار الأسدي :

برئت من المنازل ، غير شوق

إلى الدار التي بلوى أبان

ومن وادي القنان ، وأين منّي

بدارات الرّها وادي القنان؟

دارة رَهبَى : قال جرير :

بها كلّ ذيّال الأصيل كأنه ،

بدارة رهبى ، ذو سوارين رامح

دارة سَعْرٍ : وقيل سعر بالكسر ، قال ابن دريد : دارأت الحمى ثلاث : دارة عوارم ودارة وسط ، وقد ذكرتا ، ودارة سعر ، وهي لبني وقّاص من بني أبي بكر ، بها الشّطون بئر زوراء يستسقى منها بشطنين أي بحبلين.

دارة السَّلَم : قال البكّاء بن كعب بن عامر الفزاري ، وسمّي البكّاء بقوله هذا :

ما كنت أوّل من تفرّق شمله ،

ورأى الغداة من الفراق يقينا

وبدارة السّلم التي شرقيّها

دمن ، يظلّ حمامها يبكينا

دارة شُبيْث : تصغير شبث ، وهي دويبّة كثيرة الأرجل : وهي دارة لبني الأضبط ببطن الجريب ، والله أعلم.

دارة صَارَةَ : من بلاد غطفان ، قال ميدان ابن صخر :

عقلت شبيبا يوم دارة صارة ،

ويوم نضاد النّير أنت جنيب

دَارة الصفائح : بناحية الصّمّان ، قال الأفوه :

فسائل جمعنا عنّا وعنهم ،

غداة السيل بالأسل الطويل

ألم نترك سراتهم عيامى

جثوما ، تحت أرجاء الذّيول

تبكّيها الأرامل بالمآلي

بدارات الصفائح والنصيل

دارة صُلْصُلٍ : لعمرو بن كلاب وهي بأعلى دارها ، وصلصل ذكر في موضعه ، قال أبو ثمامة الصّبّاحي :

هم منعوا ما بين دارة صلصل

إلى الهضبات من نضاد وحائل

وقال جرير :

إذا ما حلّ أهلك ، يا سليمى ،

بدارة صلصل شحطوا المزارا

أبيت الليل أرقب كلّ نجم

تعرّض ثم أنجد ثم غارا

يحنّ فؤاده ، والعين تلقي

من العبرات حولا وانحدارا

دارة عَسْعَسٍ : لبني جعفر ، وعسعس : جبل طويل أحمر على فرسخ من وراء ضرية لبني جعفر ، وقد ذكر عسعس في موضعه ، وقال جهم بن سبل الكلابي :

تهدّدني وأوعدني مريد

بنخوته ، وأفرده الضّجاج

فلما أن رأى البزرى جميعا ،

بدارة عسعس ، سكت النباج

بمرهفة ترى السّفراء فيها

كأنّ وجوههم عصب نضاج

٤٢٨

حلفت ، لأنتجنّ نساء سلمى

نتاجا كان أكثره الخداج

دَارَةُ عَوَارِمَ : قال ابن دريد : دارأت الحمى ثلاث إحداهنّ دارة عوارم ، وعوارم : هضب وماء للضباب ولبني جعفر.

دَارَةُ عُوَيْج : تصغير عوج أو عاج ، وكله معروف.

دَارَةُ غُبيْر : بالغين معجمة ، وهو تصغير غبرة أو غبار أو غابر ، وهو الماضي والباقي ، تصغير الترخيم في الجميع : وهو لبني الأضبط ، ولهم بها ماء يقال له غبير.

دَارَةُ الغُزَيِّل : تصغير الغزال : لبني الحارث بن ربيعة بن أبي بكر بن كلاب.

دَارَةُ فَرْوَع : موضع في بلاد هذيل ، قال :

رأيت الألى يلحون في جنب مالك

قعودا لدينا ، يوم دارة فروع

ويروى راحة فروع ، وقد ذكر بقية هذه الأبيات في راحة فروع.

دارَةُ القَدَّاح : بالفتح ، وتشديد الدال : موضع في ديار بني تميم ، عن الحازمي ، ووجدته عن غيره دارة القداح ، بكسر أوله وتخفيف الدال ، كأنه جمع قدح ، عن ابن السكّيت.

دَارَةُ قُرْح : بوادي القرى ، وأنشد أبو عمرو :

حبسن ، في قرح وفي داراتها ،

سبع ليال غير معلوماتها

وقرح : هو الوادي الذي هلك فيه قوم عاد قرب وادي القرى.

دَارَةُ القَلْتَين : في ديار نمير من وراء ثهلان ، قال بشر بن أبي خازم :

ألمّ خيالها بلوى حبيّ ،

وصحبي بين أرحلهم هجوع

فهل تقضي لبانتها إلينا ،

بحيث انتابنا منها سريع

سمعت بدارة القلتين صوتا

لحنتمة ، الفؤاد به مضوع

دَارَةُ كَبد : لبني أبي بكر بن كلاب ، وكبد : هضبة حمراء بالمضجع.

دَارَةُ الكَبَشات : بالتحريك : للضباب وبني جعفر ، وكبشات : أجبل في ديار بني ذؤيبة بهنّ هراميت ، وهي ماء لهم ، وبها البكرة ، والله أعلم بالصواب.

دَارَة الكَور : بفتح الكاف في شعر الراعي ، قال :

خبّرت أن الفتى مروان يوعدني ،

فاستبق بعض وعيدي أيها الرجل

وفي تدوم إذ اغبرّت مناكبه ،

أو دارة الكور عن مروان معتزل

رواه ابن الأعرابي بفتح الكاف وغيره بضمها.

دَارَة ماسَل : في ديار بني عقيل ، ومأسل : نخل وماء لعقيل ، قال عمرو بن لجإ :

لا تهج ضبّة ، يا جرير ، فإنهم

قتلوا من الرؤساء ما لم يقتل

قتلوا شتيرا بابن غول وابنه

وابني هشيم ، يوم دارة مأسل

وقال ذو الرّمّة :

هجائن من ضرب العصافير ضربها ،

أخذنا أباها يوم دارة مأسل

العصافير : إبل كانت للنعمان بن المنذر ، ويقال كانت أولا لقيس.

٤٢٩

دَارَةُ مِحْصَرٍ : ويقال محصن : في ديار بني نمير في طرف ثهلان الأقصى ، وقد ذكر اشتقاق محصن في موضعه.

دَارَةُ المَرْدَمَة : لبني مالك بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر ، ويصدر فيها مريخة ، ومريخة ماء لهم عذب ، والمردمة : جبل لبني مالك ، وهو أسود عظيم يناوحه سواج.

دَارَةُ المَرَوراتِ : قال زهير :

تربّص فإن تقو المرورات منهم

وداراتها لا تقو منهم إذا نخل

دَارَةُ مَعْرُوف : بالحمى.

دَارَةُ المكامن : لبني نمير في ديار بني ظالم.

دَارَةُ مَكْمِنٍ : في بلاد قيس ، وقد ذكر مكمن في موضعه ، فيها يقول الراعي :

عرفت بها منازل آل حبّي ،

فلم تملك من الطّرب العيونا

بدارة مكمن ، ساقت إليها

رياح الصيف أرآما وعينا

دَارَةُ مَلْحُوبٍ : قال الشاعر :

إن تقتلوا ابن أبي بكر ، فقد قتلت

حجرا ، بدارة ملحوب ، بنو أسد

دارَةُ مَنزَرٍ : في قول الحطيئة :

إن الرّزيّة لا رزيّة مثلها ،

فاقني حياءك ، لا أبا لك ، واصبري

إن الرزية لا ، أبا لك ، هالك

بين الدّماخ وبين دارة منزر

دَارَةُ مواضيع : هكذا ضبطه العمراني ، ولم يذكر موضعها.

دَارَةُ مَوْضوع : قال الحصين بن الحمام المرّي :

جزى الله أفناء العشيرة كلّها ،

بدارة موضوع ، عقوقا ومأثما

بني عمنا الأدنين منهم ورهطنا

فزارة ، إذ أرمت من الأمر معظما

فلما رأيت الودّ ليس بنافعي ،

وإن كان يوما ذا كواكب مظلما

صبرنا ، وكان الصبر منا سجيّة

بأسيافنا يقطعن كفّا ومعصما

يفلّقن هاما من رجال أعزّة

علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

دَارَةُ النّصاب : قال الأفوه :

تركنا الأزد يبرق عارضاها

على ثجر ، فدارات النصاب

دَارةُ واسِط : قال بعضهم :

بما قد أرى الدارات ، دارأت واسط ،

فما قابلت ذات الصليل فجلجل

وقال أعرابيّ وقتل ذئبا :

أقول له ، والنبل تكوي إهابه

إلى جانب المعزاء : يا آل ثارات

قلائص أصحابي وغيري ، فلم أكن ،

إذا ما كبا ، الرّعديد ذا كبوات

فأنقذت منه أهل دارة واسط ،

وأنصله ينصلن منحدرات

دَارَةُ وَسط : وقد تحرك السين وتسكن ، قال ابن دريد : دارأت الحمى ثلاث ، إحداهن دارة عوارم ، وقد ذكرت ، ودارة وسط : وهو جبل عظيم طويل على أربعة أميال من وراء ضرية لبني جعفر ، ويقال

٤٣٠

دارة وسط ، بالتحريك ، وقال :

دعوت الله ، إذ شقيت عيالي

ليرزقني لدى وسط طعاما

فأعطاني ضريّة ، خير أرض ،

تمجّ الماء والحبّ التّؤاما

دارَةُ وشْجى : بفتح الواو وقد تضم ، قال المرّار :

حيّ المنازل! هل من أهلها خبر

بدور وشجى ، سقى داراتها المطر

وقال سماعة أو هذيل ابنه :

لعمرك! إني ، يوم أسفل عاقل

ودارة وشجيّ الهوى ، لتبوع

دَارَةُ هَضْبٍ : ويقال لها دارة هضب القليب ، قال جميل :

أشاقك عالج فإلى الكثيب

إلى الدارات من هضب القليب

وقال الأفوه الأودي :

ونحن الموردون شبا العوالي

حياض الموت بالعدد المثاب

تركنا الأزد يبرق عارضاها

على ثجر ، فدارات الهضاب

وثجر : بأرض اليمن قرب نجران لبني الحارث بن كعب.

دَارَةُ اليَعْضيدِ : قال بعضهم :

أو ما ترى أظعانهم مجرورة

بين الدّخول ، فدارة اليعضيد؟

وقال آخر :

واحتثّها الحادي بهيد هيد ،

كذا لقرب قسقس كؤود

فصبّحت من دارة اليعضيد ،

قبل هتاف الطائر الغرّيد

دارَةُ يَمْعونَ : بالنون وقد يروى بالزاي ، وهو جيّد ، قال :

بدارة يمعون إلى جنب خشرم

داريّا : قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة ، والنسبة إليها داراني على غير قياس ، وبها قبر أبي سليمان الداراني وهو عبد الرحمن بن أحمد بن عطيّة الزاهد ، ويقال أصله من واسط ، روى عن الربيع ابن صبيح وأهل العراق ، روى عنه صاحبه أحمد بن أبي الحواري والقاسم الجوعي وغيرهما ، وتوفي بداريّا سنة ٢٣٥ ، وقبره بها معروف يزار ، وابنه سليمان من العبّاد والزهاد أيضا ، مات بعد أبيه بسنتين وشهر في سنة ٢٣٧ ، قال أحمد بن أبي الحواري : اجتمعت أنا وأبو سليمان الداراني ومضينا في المسجد فتذاكرنا الشّهوات من أصابها عوقب ومن تركها أثيب ، قال : وسليمان بن أبي سليمان ساكت ، ثم قال لنا : لقد أكثرتم منذ العشية ذكر الشهوات أما أنا فأزعم أن من لم يكن في قلبه من الآخرة ما يشغله عن الشهوات لم يغن عنه تركها ، وأيضا من داريّا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أبو عتبة الأزدي الداراني ، روى عن أبي الأشعث الصنعاني وأبي كبشة السلولي والزهري ومكحول وغيرهم كثير ، روى عنه ابنه عبد الله بن عبد الرحمن وعبد الله بن المبارك والوليد بن مسلم وعبد الله بن كثير العاقل الطويل وخلق كثير سواهم ، وكان يعدّ في الطبقة الثانية من فقهاء الشام من الصحابة ، وكان من الأعيان المشهورين ، وسليمان بن حبيب أبو بكر ، وقيل أبو ثابت ، وقيل أبو أيوب المحاربي الداراني قاضي دمشق

٤٣١

لعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام ابني عبد الملك قضى لهم ثلاثين سنة ، روى عن أنس بن مالك وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وأبي أسامة الباهلي وغيرهم ، روى عنه عمر بن عبد العزيز ، وهو من رواة الأوزاعي ، وبرد بن سنان وعثمان بن أبي العاتكة وغيرهم ، وكان ثقة مأمونا ، ومن داريّا عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم ، ويقال عبد الرحمن بن داود أبو علي الخولاني الداراني يعرف بابن مهنّا ، له تاريخ داريّا ، روى عن الحسن بن حبيب وأحمد ابن سليمان بن جزلة ومحمد بن جعفر الخرائطي وأحمد ابن عمير بن جوصا وأبي الجهم بن طلّاب وغيرهم ، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني وتمام بن محمد وأبو نصر المبارك وغيرهم ولم يذكر وفاته.

دارِينُ : فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند ، والنسبة إليها داريّ ، قال الفرزدق :

كأنّ تريكة من ماء مزن

وداريّ الذكيّ من المدام

وفي كتاب سيف : أن المسلمين اقتحموا إلى دارين البحر مع العلاء بن الحضرمي فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعا يمشون على مثل رملة ميثاء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل ، وإن ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة لسفر البحر في بعض الحالات ، فالتقوا وقتلوا وسبوا فبلغ منهم الفارس ستة آلاف والراجل ألفين ، فقال في ذلك عفيف بن المنذر :

ألم تر أن الله ذلّل بحره ،

وأنزل بالكفّار إحدى الجلائل؟

دعونا الذي شق البحار ، فجاءنا

بأعجب من فلق البحار الأوائل

قلت أنا : وهذه صفة أوال أشهر مدن البحرين اليوم ، ولعل اسمها أوال ودارين ، والله أعلم ، فتحت في أيام أبي بكر ، رضي الله عنه ، سنة ١٢ ، وقال محمد ابن حبيب : هي الداروم ، وهي بليدة بينها وبين غزة أربعة فراسخ ، فتكون غير التي بالبحرين.

الدَّارَين : هو ربض الدارين بحلب ، ذكر في ربض الدارين ، وقد ذكره عيسى بن سعدان الحلبي في مواضع من شعره فقال :

يا سرحة الدارين! أيّة سرحة

مالت ذوائبها عليّ تحنّنا

أرسى بواديك الغمام ، ولا غدا

نفس الخزامى الحارثيّ وحوشنا

أمنفّرين الوحش من أبياتكم

حبّا لظبيكم أسا ، أو أحسنا

أشتاقه ، والأعوجيّة دونه ،

ويصدّني عنه الصوارم والقنا

وقال الأعشى :

وكأس كعين الديك باكرت خدرها

بفتيان صدق ، والنواقيس تضرب

سلاف كأن الزعفران وعند ما

يصفّق في ناجودها ثم يقطب

لها أرج في البيت عال كأنه

ألمّ به من بحر دارين أركب

دَاسِرُ : مدينة بينها ، بين زبيد اليمن ليلة ، كان بها عليّ بن مهدي الحميري الخارجي على زبيد والمتملّك لها وهي بخولان.

دَاسِنُ : بالنون : اسم جبل عظيم في شمالي الموصل من جانب دجلة الشرقي ، فيه خلق كثير من طوائف الأكراد يقال لهم الداسنية.

٤٣٢

داشيلوا : قرية بينها وبين الريّ اثنا عشر فرسخا ، بها كان مقتل تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان في صفر سنة ٤٨٨ ، والله أعلم.

داعِيَةُ : في كتاب دمشق : عثمان بن عنبسة بن أبي محمد ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان من ساكني كفر بطنا من إقليم داعية ، ذكره ابن أبي العجائز فيمن كان يسكن الغوطة من بني أمية.

الدّالِيَةُ : واحدة الدوالي التي يستقى بها الماء للزرع : مدينة على شاطئ الفرات في غربيه بين عانة والرحبة صغيرة ، بها قبض على صاحب الخال القرمطي الخارجي بالشام ، لعنه الله.

دَامانُ : قرية قرب الرافقة بينهما خمسة فراسخ ، وهي بإزاء فوهة نهر النّهيا ، وإليها ينسب التفّاح الداماني الذي يضرب بحمرته المثل ، يكون ببغداد ، قال الصريع :

وحياتي ما آلف الداماني ،

لا ولا كان في قديم الزمان

ينسب إليها أحمد بن فهر بن بشير الداماني مولى بني سليم يقال له فهر الرّقّي ، روى عن جعفر بن رفال ، روى عنه أيوب الوزّان وأهل الجزيرة ، وتوفي بعد المائتين.

دَامَغانُ : بلد كبير بين الريّ ونيسابور ، وهو قصبة قومس ، قال مسعر بن مهلهل : الدامغان مدينة كثيرة الفواكه وفاكهتها نهاية ، والرياح لا تنقطع بها ليلا ولا نهارا ، وبها مقسم للماء كسرويّ عجيب ، يخرج ماؤه من مغارة في الجبل ثم ينقسم إذا انحدر عنه على مائة وعشرين قسما لمائة وعشرين رستاقا لا يزيد قسم على صاحبه ، ولا يمكن تأليفه على غير هذه القسمة ، وهو مستطرف جدّا ما رأيت في سائر البلدان مثله ولا شاهدت أحسن منه ، قال : وهناك قرية تعرف بقرية الجمّالين فيها عين تنبع دما لا يشك فيه لأنه جامع لأوصاف الدم كلها ، إذا ألقي فيه الزيبق صار لوقته حجرا يابسا صلبا متفننا ، وتعرف هذه القرية أيضا بغنجان وبالدامغان ، فيها تفاح يقال له القومسي ، جيد حسن أحمر يحمل إلى العراق ، وبها معادن زاجات وأملاح ولا كباريت فيها ، وفيها معادن الذهب الصالح ، وبينها وبين بسطام مرحلتان ، قلت أنا : جئت إلى هذه المدينة في سنة ٦١٣ مجتازا بها إلى خراسان ، ولم أر فيها شيئا مما ذكره لأني لم أقم بها ، وبينها وبين كردكوه قلعة الملاحدة يوم واحد ، والواقف بالدامغان يراها في وسط الجبال ، وقد نسب إلى الدامغان جماعة وافرة من أهل العلم ، منهم : إبراهيم ابن إسحاق الزّرّاد الدامغاني ، روى عن ابن عيينة ، روى عنه أحمد بن سيار ، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن عليّ بن محمد بن الدامغاني حنفيّ المذهب ، تفقه على أبي عبد الله الضميري ببغداد وسمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن عليّ الصوريّ ، روى عنه عبد الله الأنماطي وغيره ، وكانت ولادته بالدامغان سنة ٤٠٠ ، وقد ولي قضاء القضاة ببغداد غير واحد من ولده.

الدَّامُ : والأدمى والرّوحان : من بلاد بني سعد ، قاله السكري في شرح قول جرير :

يا حبذا الخرج ، بين الدام والأدمى ،

فالرّمث من برقة الرّوحان فالغرف

وقال أيضا :

قد غيّر الرّبع بعد الحيّ إقفار ،

كأنه مصحف يتلوه أحبار

ما كنت جرّبت من صدق ولا صلة

للغانيات ، ولا عنهنّ إقصار

٤٣٣

أسقى المنازل ، بين الدام والأدمى ،

عين تحلّب بالسعدين مدرار

قال الحفصي : الدام والأدمى من نواحي اليمامة.

دَاموس : بلد بالمغرب من بلاد البربر من البرّ الأعظم قرب جزائر بني مزغنّاي ، منه أبو عمران موسى بن سليمان اللخمي الداموسي ، سكن المريّة وكان من القراء ، قرأ على أبي جعفر أحمد بن سليمان الكاتب المعروف بابن الربيع.

دَانَا : قرية قرب حلب بالعواصم في لحف جبل لبنان قديمة ، وفي طرفها دكّة عظيمة سعتها سعة ميدان منحوتة في طرف الجبل على تربيع مستقيم وتسطيح مستو ، وفي وسط ذلك التسطيح قبة فيها قبر عاديّ لا يدرى من فيه.

دانيث : بلد من أعمال حلب بين حلب وكفر طاب.

دانِيةُ : بعد الألف نون مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت مفتوحة : مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية على ضفة البحر شرقا مرساها عجيب يسمى السّمّان ، ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز ، وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مجاهد العامري ، وأهلها أقرأ أهل الأندلس لأن مجاهدا كان يستجلب القراء ويفضل عليهم وينفق عليهم الأموال ، فكانوا يقصدونه ويقيمون عنده فكثروا في بلاده ، ومنها شيخ القراء أبو عمرو

عثمان بن سعيد الداني صاحب التصانيف في القراءات والقرآن ، قال عليّ بن عبد الغني الحصري يرثي ولديه :

أستودع الله لي ، بدانية

وسيّة ، فلذتين من كبدي

خير ثواب ذخرته لهما

توكّلي فيهما على الصّمد

داوَرُ : وأهل تلك الناحية يسمونها زمنداور ومعناه أرض الداور : وهي ولاية واسعة ذات بلدان وقرى مجاورة لولاية رخّج وبست والغور ، قال الإصطخري : الداور اسم إقليم خصيب وهو ثغر الغور من ناحية سجستان ومدينة الداورتل ودرغور ، وهما على نهر هندمند ، ولما غلب عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب على ناحية سجستان في أيام عثمان سار إلى الداور على طريق الرّخّج فحصرهم في جبل الزّون ثم صالحهم على أن عدة من معه من المسلمين ثمانية آلاف ، ودخل على الزّون وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان فقطع يديه وأخذ الياقوتتين ، ثم قال للمرزبان : دونكم الذهب والجواهر وإنما أردت أن أعلمك أنه لا ينفع ولا يضرّ ، وينسب إليه عبد الله بن محمد الداوري ، سمع أبا بكر الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن الزيات ، وأبو المعالي الحسن بن عليّ بن الحسن الداوري ، له كتاب سماه منهاج العابدين ، وكان كبيرا في المذهب فصيحا له شعر مليح ، فأخذه من لا يخاف الله ونسبه إلى أبي حامد الغزّالي فكثر في أيدي الناس لرغبتهم في كلامه ، وليس للغزّالي في شيء من تصانيفه شعر ، وهذا من أدل الدليل على أنه كتاب من تصنيف غيره ، وما حكي في المصنف عن عبد الله بن كرّام فقد أسقط منه لئلا يظهر للمتصفح كتبه في سنة ٤٤٥ بالقدس ، قال ذلك السلفي.

داوردَانُ : بفتح الواو ، وسكون الراء ، وآخره نون : من نواحي شرقي واسط بينهما فرسخ ، قال ابن عباس في قوله عز وجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) ، قال : كانت قرية يقال لها داوردان وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية منها فهلك بعض من أقام في

٤٣٤

القرية وسلم الآخرون ، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين ، فقال من بقي ولم يمت في القرية : أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا ، لو صنعنا كما صنعوا سلمنا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن ، فوقع الطاعون فيها قابلا فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان ، وهو واد أفيح ، فناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه أن موتوا فماتوا ، فأحياهم الله تعالى بحزقيل في ثيابهم التي ماتوا فيها ، فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى حتى ماتوا بآجالهم التي كتبت عليهم ، وبني في ذلك الموضع الذي حيوا فيه دير يعرف بدير هزقل ، وإنما هو حزقيل ، وينسب إلى داوردان من المتأخرين أحمد بن محمد ابن عليّ بن الحسين الطائي أبو العباس يعرف بابن طلامي ، شيخ صالح من أهل القرآن ، قدم بغداد وسمع بها من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي وغيره ، ورجع إلى بلده فأقام به مشتغلا بالرياضة والمجاهدة ، مات في سابع شهر رمضان سنة ٥٥٤ ، وحضر جنازته أكثر أهل واسط.

داوُودَان : بلدة من نواحي البصرة ، يكثر فيها هذا الوزن كزيادان وعبد اللان بأن ينسبوا إليها بالألف والنون ، منها محمد بن عبد العزيز الداووداني ، روى عن عيسى بن يونس الرملي ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الرّصافي.

الدَّاهِرِيّة : قرية ببغداد يضرب بها المثل في الخصب والرّيع ، لأن عامة بغداد كثيرا ما يقول بعضهم لبعض إذا بالغ : لو أن لك عندي الداهرية ما زاد! وأيش لك عندي خراج الداهرية! وما ناسب ذلك القول ، وهي ما بين المحوّل والسندية من أعمال بادوريا ، قال ابن الصابي في كتاب بغداد : كنت أعرف مما بين المحوّل والسندية والمسافة خمسة فراسخ أكثر من عشرة آلاف رأس نخلا ، منها بالداهرية وحدها ألفان وثمانمائة ، ولم يبق الآن إلا شيء يسير متفرق متبدد لا يجمع منه مائتا رأس ، وقد نسب إليها من المتأخرين عبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري ، روى عن سعيد بن البنّاء وأبي بكر الزاغوني وأبي الوقت وهو حيّ في وقتنا هذا سنة ٦٢٠ ، وأبوه عبد الله يروي أيضا عن أبي محمد عبد الله بن عليّ المقري المعروف بابن بنت الشيخ وغيره ، ومات في محرم سنة ٥٧٥.

دَايانُ : حصن من أعمال صنعاء باليمن.

باب الدال والباء وما يليهما

دَبا : بفتح أوله ، والقصر ، والدّبا : الجراد قبل أن يطير ، قال الأصمعي : سوق من أسواق العرب بعمان وهي غير دما ، ودما أيضا من أسواق العرب ، كلاهما عن الأصمعي ، وبعمان مدينة قديمة مشهورة لها ذكر في أيام العرب وأخبارها وأشعارها ، وكانت قديما قصبة عمان ، ولعلّ هذه السوق المذكورة فتحها المسلمون في أيام أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، عنوة سنة ١١ وأميرهم حذيفة بن محصن فقتل وسبى ، قال الواقدي : قدم وفد الأزد من دبا مقرّين بالإسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فبعث عليهم مصدقا منهم يقال له حذيفة بن محصن البارقي ثم الأزدي من أهل دبا ، فكان يأخذ صدقات أغنيائهم ويردها إلى فقرائهم ، وبعث إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بفرائض لم يجد لها موضعا ، فلما مات رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ارتدّوا فدعاهم إلى النزوع فأبوا وأسمعوه شتما لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، فكتب حذيفة بذلك إلى أبي بكر ، رضي الله عنه ، فكتب أبو بكر إلى

٤٣٥

عكرمة بن أبي جهل وكان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، استعمله على صدقات عامر ، فلما مات النبي ، صلى الله عليه وسلم ، انحاز عكرمة إلى تبالة أن سر فيمن قبلك من المسلمين ، وكان رئيس أهل الردّة لقيط بن مالك الأزدي ، فجهز لقيط إليهم جيشا فالتقوا فهزمهم الله وقتل منهم نحو مائة حتى دخلوا مدينة دبا فتحصنوا بها وحاصرهم المسلمون شهرا أو نحوه ولم يكونوا استعدوا للحصار ، فأرسلوا إلى حذيفة يسألونه الصلح ، فقال : لا أصالح إلا على حكمي ، فاضطروا إلى النزول على حكمه ، فقال : اخرجوا من مدينتكم عزلا لا سلاح معكم ، فدخل المسلمون حصنهم ، فقال : إني قد حكمت فيكم أن أقتل أشرافكم وأسبي ذراريكم ، فقتل من أشرافهم مائة رجل وسبى ذراريهم وقدم بسبيهم المدينة فاختلف المسلمون فيهم ، وكان فيهم أبو صفرة أبو المهلّب غلام لم يبلغ ، فأراد أبو بكر ، رضي الله عنه ، قتل من بقي من المقاتلة ، فقال عمر ، رضي الله عنه : يا خليفة رسول الله هم مسلمون إنما شحّوا بأموالهم والقوم يقولون ما رجعنا عن الإسلام ، فلم يزالوا موقوفين حتى توفي أبو بكر فأطلقهم عمر ، رضي الله عنه ، فرجع بعضهم إلى بلاده وخرج أبو المهلّب حتى نزل البصرة وأقام عكرمة بدبا عاملا لأبي بكر ، رضي الله عنه.

دُبَّا : بضم أوله ، وتشديد ثانيه : من نواحي البصرة فيها أنهار وقرى ، ونهرها الأعظم الذي يأخذ من دجلة حفره الرشيد ، والدّبّاء : القثّاء ، ممدود ، وبالقصر : الشاة تحبس في البيت للّبن.

دَبابُ : بفتح أوله ، وتخفيف ثانيه ، وآخره باء موحدة أيضا : جبل في ديار طيّء لبني شيعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل ، وفيهم المثل : عمل عمل شيعة. ودباب أيضا : ماء بأجإ ، والدّبّة : الكثيب من الرمل ، ولعله منه.

دِبابٌ : بكسر أوله ، وبعد الألف باء موحدة : موضع بالحجاز كثير الرمل ، والدّبّة : الكثيب من الرمل ، والدّباب جمعه فيما أحسب ، قال أبو محمد الأعرابي في قول الرّاجز :

يا عمرو! قارب بينها تقرّب ،

وارفع لها صوت قويّ صلّب

واعص عليها بالقطيع تغضب ،

ألا ترى ما حال دون المقرب

من نعف فلّا فدباب المعتب

قال : فلّا من دون الشام ، والمعتب واد دون مآب بالشام ، ومآب كورة من كور الشام ، ودباب ثنايا يأخذها الطريق ، والله أعلم.

دَبَّابُ : بالتشديد في شعر الراعي : موضع ، عن نصر.

دَبالَةُ : بفتح أوله : موضع بالحجاز ، قال الحازمي : وقد يختلف في لفظه.

دَباوَنْد : بفتح أوله ويضم ، وبعد الواو المفتوحة نون ساكنة ، وآخره دال ، ويقال دنباوند أيضا بنون قبل الباء ، ويقال دماوند بالميم أيضا : كورة من كور الري بينها وبين طبرستان ، فيها فواكه وبساتين وعدّة قرى عامرة وعيون كثيرة ، وهي بين الجبال ، وفي وسط هذه الكورة جبل عال جدّا مستدير كأنه قبة ، رأيته ولم أر في الدنيا كلها جبلا أعلى منه يشرف على الجبال التي حوله كإشراف الجبال العالية على الوطاء ، يظهر للناظر إليه من مسيرة عدّة أيام ، والثلج عليه ملتبس في الصيف والشتاء كأنه البيضة ، وللفرس فيه خرافات عجيبة وحكايات غريبة ، هممت بسطر شيء منها ههنا فتحاشيت من القدح في

٤٣٦

رأيي فتركتها ، وجملتها أنهم يزعمون أن أفريدون الملك لما قبض على بيوراسف الجبار سجنه في السلاسل على صفة عجيبة وأنه حبسه في هذا الجبل وقيده وأنه إلى الآن حيّ موجود فيه لا يقدر أحد أن يصعد إلى الجبل فيراه وأنه يصعد من ذلك الجبل دخان يضرب إلى عنان السماء وأنه أنفاس بيوراسف وأنه رتب عليه حرّاسا يضربون حوله بالمطارق على السنادين إلى الآن وأشياء من هذا الجنس ما أوردته بأسره وتركت الباقي تحاشيا ، وسنذكر شيئا من خبره في دنباوند ، وقال : ولد بها تابعيّ مشهور رأى أنس بن مالك ولم يسمع منه وسمع من التابعين الكبار.

دَبَاها : قرية من نواحي بغداد من طسّوج نهر الملك ، لها ذكر في أخبار الخوارج ، قال الشاعر :

إن القباع سار سيرا ملسا ،

بين دبيرا ودباها خمسا

دِبْثَا : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وثاء مثلثة ، مقصور : قرب واسط ، يقال دبيثا أيضا ، نسبوا إليها أبا بكر محمد بن يحيى بن محمد بن روزبهان يعرف بابن الدّبثاني ، سمع أبا بكر القطيعي وغيره ، روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب ، ومات في صفر سنة ٤٣٢ ، ومولده في محرم سنة ٣٤٨.

الدَّبْرُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وراء ، ذات الدّبر : ثنية ، قال ابن الأعرابي : وصحّفه الأصمعي فقال ذات الدّير بنقطتين من تحت. ودبر أيضا : جبل جاء ذكره في الحديث ، قال السكوني : هو بين تيماء وجبلي طيّء.

دَبَرُ : بفتح أوله وثانيه : قرية من نواحي صنعاء باليمن ، عن الجوهري ، ينسب إليها أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري الصنعاني ، حدث عن عبد الرزاق بن همام ، روى عنه أبو بكر بن المنذر والطبراني وجماعة.

دُبْزَنُ : بضم أوله ، وسكون ثانيه ثم زاي مفتوحة ، وآخره نون ، والصحيح دبزند : من قرى مرو عند كمسان على خمسة فراسخ من البلد ، ينسب إليها أبو عثمان قريش بن محمّد الدّبزني ، كان أديبا فاضلا ، حدث عن عمّار بن مجاهد الكمساني ، وتوفي سنة ٢٤٨.

دُبزَنْدُ : مثل الذي قبلها بزيادة دال : وهي القرية التي قبلها بعينها من أعمال مرو.

دَبْقا : من قرى مصر قرب تنّيس ، تنسب إليها الثياب الدّبيقية على غير قياس ، كذا ذكره حمزة الأصبهاني ، وسألت المصريّين عنها فقالوا : ديبق بلد قرب تنّيس بينها وبين الفرما خرب الآن.

دُبُّلُ : بضم أوله ، وتشديد ثانيه : موضع في شعر العجّاج.

دَبُوبُ : آخره مثل ثانيه ، وأوله مفتوح : موضع في جبال هذيل ، قال ساعدة بن جؤيّة الهذلي :

وما ضرب بيضاء يسقي دبوبها

دفاق فعروان الكراث فضيمها

ويروى دبورها جمع دبر وهو النحل ، رواهما السكّري.

دَبُّورِيَةُ : بليد قرب طبرية من أعمال الأردنّ ، قال أحمد بن منير :

لئن كنت في حلب ثاويا ،

فنجني الغبير بدبّوريه

دَبُوسِيَةُ : بليد من أعمال الصّغد من ما وراء النهر ، منها أبو زيد الدّبوسي ، وهو عبيد الله بن عمر بن عيسى صاحب كتاب الأسرار وتقويم الأدلة ، وكان من كبار فقهاء أبي حنيفة وممن يضرب به المثل ،

٤٣٧

مات ببخارى سنة ٤٠٣ ، ومنها أبو الفتح ميمون بن محمد بن عبد الله بن بكر مجّ الدّبوسي ، سكن مرو ، كان شيخا صالحا من فقهاء الشافعية ، تفقه على أبي المظفر السمعاني ، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة بمرو ، وابنه أبو القاسم محمود بن ميمون ، تفقه هو وأبو زيد السمعاني مشتركين في الدرس ، وسمع الحديث من أبي عبد الله الفراوي وأبي المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري ، ومنها أبو القاسم علي ابن أبي يعلى بن زيد بن حمزة بن محمد بن عبد الله الحسيني العلوي الدبوسي الفقيه الشافعي ، ولي التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد ، وكان إماما في الفقه والأصول والأدب ، وكان من فحول المناظرين ، سمع أبا عمرو القنطري وأبا سهل أحمد بن علي الأبيوردي وغيرهما ، روى عنه أبو الفضل محمد بن أبي الفضل المسعودي وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهما ، توفي ببغداد سنة ٤٣٢ ، وأما أحمد بن عمر بن نصير ابن حامد بن أحيد بن دبوسة الدّبوسي فمنسوب إلى جده ، أسلم دبوسة على يد قتيبة بن مسلم الباهلي سنة ٩٣.

الدَّبَةُ : بفتح أوله ، وتخفيف ثانيه : بلد بين الأصافر وبدر ، وعليه سلك النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لما سار إلى بدر ، قاله ابن إسحاق وضبطه ابن الفرات في غير موضع ، وقال قوم : الدّبة بين الرّوحاء والصفراء ، وقال نصر : كذا يقوله أصحاب الحديث ، والصواب الدّبّة لأن معناه مجتمع الرمل ، وقد جاء دباب ودبّاب في أسماء مواضع ، قلت أنا : قال الجوهري الدّبّة التي يحط فيها الدّهن ، والدّبّة أيضا الكثيب من الرمل ، والدّبّة ، بالضم ، الطريق.

دَبَيثا : بفتح أوله وثانيه ، وياء مثناة من تحت ساكنة ، وثاء مثلثة ، مقصور : من قرى النهروان قرب باكسايا ، خرج منها جماعة من أهل العلم ، ينسب إليها دبيثاي ودبيثي ، وربما ضمّ أوله.

دَبيرا : قرية من سواد بغداد ، قال بعضهم :

إن القباع سار سيرا ملسا ،

بين دبيرا ودباها خمسا

دَبِيرٌ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت ، وراء : قرية بينها وبين نيسابور فرسخ ، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف ابن خرشيد الدبيري ، سمع قتيبة بن سعيد ومحمد بن أبان وإسحاق بن راهويه وجماعة ، روى عنه أبو حامد والشيوخ ، توفي سنة ٣٠٧.

الدَّبيرة : قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس.

دبيق : بليدة كانت بين الفرما وتنّيس من أعمال مصر ، تنسب إليها الثياب الدبيقية ، والله أعلم.

الدَّبِيقيَّة : بالفتح ثم الكسر ، وياء مثناة من تحتها ساكنة ، وقاف ، وياء نسبة : من قرى بغداد من نواحي نهر عيسى ، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة بن محفوظ الدّبيقي البزّاز البغدادي من دار القزّ ، كان كثير السماع والرواية ، سمع قاضي المارستان محمد بن عبد الباقي وغيره ، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ٦١٢ ، تكلموا فيه أنه كان يثبت اسمه فيما لم يسمع مع كثرة مسموعاته.

دَبِيلٌ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، بوزن زبيل ، قال أبو زياد الكلابي : وفي الرمل الدّبيل وهو ما قابلك من أطول شيء يكون من الرمل إذا واجه الصّحراء التي ليس فيها رمل فذلك الدّبيل ، وجمعها الدّبل ، وهو الكثيب الذي يقال له كثيب الرمل ، قال الشاعر :

وفحل ، لا يديّثه برحل

أخو الجعدات كالأجم الطويل

٤٣٨

ضربت مجامع الأنساء منه ،

فخرّ الساق آدم ذا فضول

كأنّ سنامه ، إذ جرّدوه ،

نقا العزّاف قاد له دبيل

موضع يتاخم أعراض اليمامة ، قال مروان بن أبي حفصة يمدح معن بن زائدة وكان قد قصده من اليمامة إلى اليمن :

لولا رجاؤك ما تخطّت ناقتي

عرض الدبيل ، ولا قرى نجران

وقيل : هو رمل بين اليمامة واليمن ، وقال أبو الشليل النّفاثي :

كأنّ سنامه ، إذ جرّدوه

نقا العزّاف قاد له دبيل

قال السكري : العزّاف رمل معروف يسمع فيه عزيف الجن ، والنّقا : جبيل من الرمل أبيض.

ودبيل : اسم رمل معروف يقال اتصل هذا بهذا.

ودبيل أيضا : مدينة بأرمينية تتاخم أرّان ، كان ثغرا فتحه حبيب بن مسلمة في أيام عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، في إمارة معاوية على الشام ففتح ما مرّ به إلى أن وصل إلى دبيل فغلب عليها وعلى قراها وصالح أهلها وكتب لهم كتابا ، نسخته : هذا كتاب من حبيب بن مسلمة الفهري لنصارى أهل دبيل ومجوسها ويهودها شاهدهم وغائبهم. إني أمنتكم على أنفسكم وأموالكم وكنائسكم وبيعكم وسور مدينتكم فأنتم آمنون وعلينا الوفاء لكم بالعهد ما وفيتم وأديتم الجزية والخراج ، شهد الله (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) ، وختم حبيب بن مسلمة ، قال الشاعر :

سيصبح فوقي أقتم الريش كاسرا

بقاليقلا ، أو من وراء دبيل

ينسب إليها عبد الرحمن بن يحيى الدبيلي ، يروي عن الصبّاح بن محارب وجدار بن بكر الدبيلي ، روى عن جده ، روى عنه أبو بكر محمد بن جعفر الكناني البغدادي ، وقال أبو يعقوب الخريمي يذكرها :

شقّت عليك بواكر الأظعان ،

لا بل شجاك تشتّت الجيران

وهم الألى كانوا هواك ، فأصبحوا

قطعوا ببينهم قوى الأقران

ورأيت ، يوم دبيل ، أمرا مفظعا

لا يستطيع حواره الشفتان

ودبيل من قرى الرملة ، ينسب إليها أبو القاسم شعيب ابن محمد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سنان ، ويقال له ابن سوّار العبدي البزّاز الدبيلي الفقيه المعروف بابن أبي قطران ، روى عن أبي زهير أزهر بن المرزبان المقري ، حدث بدمشق ومصر عن عبد الرحمن بن يحيى الأرمني صاحب سفيان بن عيينة وسهل بن سفيان الخلاطي وأبي زكرياء يحيى بن عثمان بن صالح السهمي المصري ، روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن يونس بن عبد الأعلى الحافظ ومحمد بن علي الذهبي وأبو هاشم المؤدّب والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي ومحمد بن جعفر بن يوسف الأصبهاني وأبو أحمد محمد ابن أحمد بن إبراهيم الغسّاني وأسد بن سليمان بن حبيب الطهراني والحسن بن رشيق العسكري وأبو بكر محمد ابن أحمد المفيد.

باب الدال والثاء وما يليهما

دَثَرُ : بالتحريك : من حصون مشارق ذمار باليمن.

دَثِينٌ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت ، وآخره نون : اسم جبل ، يقال : دثّن الطائر تدثينا

٤٣٩

إذا طار وأسرع السقوط في مواضع متقاربة ، قال القتال الكلابي :

سقى الله ما بين الشّطون وغمرة

وبئر دريرات وهضب دثين

الدَّثِينَة : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت ، ونون : ناحية بين الجند وعدن ، وفي حديث أبي سبرة النخعي قال : أقبل رجل من اليمن فلما كان ببعض الطريق نفق حماره فقام وتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال : اللهم إني جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك وأنا أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور ، لا تجعل اليوم لأحد عليّ منّة ، أطلب إليك اليوم أن تحيي لي حماري ، قال : فقام الحمار ينفض أذنيه ، وقال الزمخشري : الدثينة والدفينة منزل لبني سليم ، وقال أبو عبيد السكوني : الدثينة منزل بعد فلجة من البصرة إلى مكة ، وهي لبني سليم ثم وجرة ثم نخلة ثم بستان ابن عامر ثم مكة ، وقال الجوهري : الدثينة ماء لبني سيار بن عمرو ، وأنشد للنابغة :

وعلى الرّميثة من سكين حاضر ،

وعلى الدثينة من بني سيار

قال : ويقال كانت تسمّى في الجاهلية الدفينة فتطيروا منها فسموها الدثينة ، وذكرها ابن الفقيه في أعمال المدينة ، وقد نسبوا إليها عروة بن غزيّة الدثيني ، روى عن الضحاك بن فيروز.

الدُّثَينَةُ : بالتصغير ، هكذا ذكره الحازمي وجعله غير الذي قبله وقال : الدثينة ماء لبعض بني فزارة ، وأنشد بيت النابغة :

وعلى الدثينة من بني سيار

قال : هكذا هو في رواية الأصمعي ، وفي رواية أبي عبيدة الرميثة ، قال : هي ماء لبني سيار بن عمرو بن جابر من بني مازن بني فزارة ، والله أعلم بالصواب.

باب الدال والجيم وما يليهما

دُجاكَنُ : بضم أوله ، وفتح الكاف : من قرى نسف بما وراء النهر ، منها إسماعيل بن يعقوب المقري الدجاكني النسفي ، روى عن القاضي أبي نصر أحمد ابن محمد بن حبيب الكشاني ، توفي بنسف في شعبان سنة ٤٨٢.

دَجِرْجَا : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وبعد الراء الساكنة جيم أخرى ، مقصور : بليدة بالصعيد الأدنى عليها سور ، وهي في غربي النيل ، قد خرج منها شاعر متأخر يعرفه المصريون يقال له المشرف ، وله شعر جيد ، منه :

قاض ، إذا انفصل الخصمان ردّهما ،

إلى الخصام ، بحكم غير منفصل

يبدي الزهادة في الدنيا وزخرفها

جهرا ، ويقبل سرّا بعرة الجمل

دِجْلَةُ : نهر بغداد ، لا تدخله الألف واللام ، قال حمزة : دجلة معرّبة على ديلد ، ولها اسمان آخران وهما : آرنك روذ وكودك دريا أي البحر الصغير ، أخبرنا الشيخ مسمار بن عمر بن محمد أبو بكر المقري البغدادي بالموصل أنبأنا الشيخ الحافظ أبو الفضل محمد ابن ناصر بن محمد بن عليّ السّلامي أنبأنا الشيخ العالم أبو محمد جعفر بن أبي طالب أحمد بن الحسين السّرّاج القارئ أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن عليّ بن الحسين التّوّزي في شهر ربيع الآخر سنة ٤٤٠ ، قال أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال : دفع إليّ أبو الحسن عليّ بن هارون ورقة ذكر أنها بخط

٤٤٠