معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

عليّ بن مهدي الكسروي ، ووجدت فيها أول مخرج دجلة من موضع يقال له عين دجلة على مسيرة يومين ونصف من آمد من موضع يعرف بهلورس من كهف مظلم ، وأول نهر ينصبّ إلى دجلة يخرج من فوق شمشاط بأرض الروم يقال له نهر الكلاب ، ثم أول واد ينصبّ إليه سوى السواقي والرواضع والأنهار التي ليست بعظيمة وادي صلب ، وهو واد بين ميّا فارقين وآمد ، قيل : إنه يخرج من هلورس ، وهلورس الموضع الذي استشهد فيه عليّ الأرمني ، ثم ينصبّ إليه وادي ساتيدما وهو خارج من درب الكلاب بعد أن ينصبّ إلى وادي ساتيدما وادي الزور الآخذ من الكلك ، وهو موضع ابن بقراط البطريق من ظاهر أرمينية ، وينصبّ أيضا من وادي ساتيدما نهر ميّافارقين ثم ينصب إليه وادي السّربط ، وهو الآخذ من ظهر أبيات أرزن ، وهو يخرج من خوويت وجبالها من أرض أرمينية ، ثم توافي دجلة موضعا يعرف بتلّ فافان فينصب إليها وادي الرّزم ، وهو الوادي الذي يكثر فيه ماء دجلة ، وهذا الوادي مخرجه من أرض أرمينية من الناحية التي يتولّاها موشاليق البطريق وما والى تلك النواحي ، وفي وادي الرّزم ينصب الوادي المشتق لبدليس ، وهو خارج من ناحية خلاط ، ثم تنقاد دجلة كهيئتها حتى توافي الجبال المعروفة بجبال الجزيرة فينصب إليها نهر عظيم يعرف بيرنى يخرج من دون أرمينية في تخومها ثم ينصب إليها نهر عظيم يعرف بنهر باعيناثا ثم توافي أكناف الجزيرة المعروفة بجزيرة ابن عمر فينصب إليها واد مخرجه من ظاهر أرمينية يعرف بالبويار ثم توافي ما بين باسورين والجزيرة فينصب إليها الوادي المعروف بدوشا ، ودوشا يخرج من الزوزان فيما بين أرمينية وأذربيجان ، ثم ينصب إليها وادي الخابور ، وهو أيضا خارج من الموضع المعروف بالزّوزان وهو الموضع الذي يكون فيه البطريق المعروف بجرجيز ، ثم تستقيم على حالها إلى بلد والموصل فينصب إليها ببلد من غربيها نهر ربما منع الراجل من خوضه ، ثم لا يقع فيها قطرة حتى توافي الزاب الأعظم مستنبطه من جبال أذربيجان يأخذ على زركون وبابغيش فتكون ممازجته إياها فوق الحديثة بفرسخ ، ثم تأتي السّنّ فيعترضها الزاب الأسفل مستنبطه من أرض شهرزور ، ثم توافي سرّ من رأى ، إلى هنا عن الكسروي. وقيل : إن أصل مخرجه من جبل بقرب آمد عند حصن يعرف بحصن ذي القرنين من تحته تخرج عين دجلة ، وهي هناك ساقية ، ثم كلما امتدّت انضمّ إليها مياه جبال ديار بكر حتى تصير بقرب البحر مدّ البصر ، ورأيته بآمد وهو يخاض بالدواب ، ثم يمتدّ إلى ميّافارقين ثم إلى حصن كيفا ثم إلى جزيرة ابن عمر ، وهو يحيط بها ، ثم إلى بلد والموصل ثم إلى تكريت ، وقيل : بتكريت ينصب فيه الزابان : الزاب الأعلى من موضع يقال له تلّ فافان والزاب الصغير عند السنّ ، ومنها يعظم ، ثم بغداد ثم واسط ثم البصرة ثم عبّادان ثم ينصب في بحر الهند ، فإذا انفصل عن واسط انقسم إلى خمسة أنهر عظام تحمل السّفن ، منها : نهر سياسي ونهر الغرّاف ونهر دقلة ونهر جعفر ونهر ميسان ، ثم تجتمع هذه الأنهار أيضا وما ينضاف إليها من الفرات كلها قرب مطارة ، قرية بينها وبين البصرة يوم واحد.

وروي عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، أنه قال : أوحى الله تعالى إلى دانيال ، عليه السلام ، وهو دانيال الأكبر ، أن احفر لعبادي نهرين واجعل مفيضهما البحر فقد أمرت الأرض أن تطيعك ، فأخذ خشبة وجعل يجرها في الأرض والماء يتبعه وكلما مرّ بأرض يتيم أو

٤٤١

أرملة أو شيخ كبير ناشدوه الله فيحيد عنهم ، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك ، قال في هذه الرواية : ومبتدأ دجلة من أرمينية.

ودجلة العوراء : اسم لدجلة البصرة علم لها ، وقد أسقط بعض الشعراء الهاء منه ضرورة ، قال بعض الشعراء :

روّاد أعلى دجل يهدج دونها

قربا يواصله بخمس كامل

وقال أبو العلاء المعرّي :

سقيا لدجلة ، والدنيا مفرّقة ،

حتى يعود اجتماع النجم تشتيتا

وبعدها لا أحبّ الشرب من نهر

كأنما أنا من أصحاب طالوتا

ذمّ الوليد ، ولم أذمم بلادكم ،

إذ قال ما أنصفت بغداد حوشيتا

وقال أبو القاسم عليّ بن محمد التنوخي القاضي :

أحسن بدجلة والدّجى متصوّب ،

والبدر في أفق السماء مغرّب

فكأنها فيه بساط أزرق ،

وكأنه فيها طراز مذهب

ولابن التمّار الواسطي يصف ضوء القمر على دجلة :

قم فاعتصم من صروف الدهر والنّوب ،

واجمع بكأسك شمل اللهو والطرب

أما ترى الليل قد ولّت عساكره

مهزومة ، وجيوش الصبح في الطلب

والبدر في الأفق الغربيّ تحسبه

قد مدّ جسرا ، على الشطّين ، من ذهب

ودجلة : موضع في ديار العرب بالبادية ، قال يزيد ابن الطّثرية :

خلا الفيض ممن حله فالخمائل

فدجلة ذي الأرطى فقرن الهوامل

وقد كان محتلّا ، وفي العيش غرّة ،

لأسماء مفضى ذي سليل وعاقل

فأصبح منها ذاك قفرا وسامحت

لك النفس ، فانظر ما الذي أنت فاعل

الدَّجنتَين : موضع في بلاد تيم ثم بلاد الرباب منهم.

الدَّجْنِيَّتان : قال نصر : ماءتان عظيمتان عن يسار تعشار ، وهو أعظم ماء لضبة ليس بينهما ميل ، إحداهما لبكر بن سعد بن ضبّة والأخرى لثعلبة بن سعد ، إحداهما دجنيّة والأخرى القيصومة تسميان الدجنيّتين كل واحدة أكثر من مائة ركية ، بينهما حجبة إذا علوتها رأيتهما وتعشار فوقهما أو مثلهما ، وهو ماء لبني ثعلبة بن سعد في ناحية الوشم ، والدجنيتان وراء الدهناء قريب ، هذا لفظه إلا أن الوشم موضع باليمامة في وسطها والدهناء في وسط نجد فكيف يتفق؟ دَجُوجٌ : رمل متصل بعلم السعد : جبلان من دومة على يوم. ودجوج : رمل مسيرة يومين إلى دون تيماء بيوم يخرج إلى الصحراء بينه وبين تيماء ، وهو في شعر هذيل ، قال أبو ذؤيب :

صبا قلبه بل لجّ وهو لجوج ،

ولاحت له بالأنعمين حدوج

كما زال نخل بالعراق مكمّم

أمدّ له ، من ذي الفرات ، خليج

كأنك عمري أيّ نظرة ناظر

نظرت ، وقدس دونها ودجوج

وقال الراعي :

٤٤٢

إلى ظعن كالدّوم ، فيها تزايل ،

وهزة أجمال لهن وسيج

فلما حبا ، من خلفها ، رمل عالج

وجوش بدت أعناقها ودجوج

وقال الغوري : هو رمل في بلاد كلب ، وليلة دجوج مظلمة ، قال الراجز :

أقربها البقّار من دجوجا ،

يومين ، لا نوم ولا تعريجا

وقال الأسود : دجوج رمل ، وجرع ومناة حمص بفلاة من أرض كلب.

دُجْوَةُ : بضم أوله ، وسكون ثانيه : قرية بمصر على شط النيل الشرقي على بحر رشيد ، بينها وبين الفسطاط ستة فراسخ من كورة الشرقية ، وبعضهم يقولها بكسر الدال.

دُجَيْل : اسم نهر في موضعين أحدهما مخرجه من أعلى بغداد بين تكريت وبينها مقابل القادسية دون سامرّا فيسقي كورة واسعة وبلادا كثيرة ، منها : أوانا وعكبرا والحظيرة وصريفين وغير ذلك ، ثم تصب فضلته في دجلة أيضا ، ومن دجيل هذا مسكن التي كانت عندها حرب مصعب ومقتله ، وإياها عنى علي ابن الجهم السامي بقوله ، وكان قدم الشام فلما قرب حلب خرجت عليه اللصوص وجرّحوه وأخذوا ما معه وتركوه على الطريق فقال :

أسال بالليل سيل

أم زيد في الليل ليل؟

يا إخوتي بدجيل ،

وأين مني دجيل!

وينسب إليه أبو العباس أحمد بن الفرج بن راشد بن محمد المدني الدجيلي الورّاق من أهل النصرية محلة ببغداد ، ولي القضاء بدجيل وسمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي ، ذكره أبو سعد في شيوخه ، وإياه عنى البحتري بقوله :

ولولاك ما أسخطت عمّى وروضها

ونهر دجيل للذي رضي الثغر

ودجيل الآخر : نهر بالأهواز حفره أردشير بن بابك أحد ملوك الفرس ، وقال حمزة : كان اسمه في أيام الفرس ديلدا كودك ومعناه دجلة الصغيرة فعرّب على دجيل ، ومخرجه من أرض أصبهان ومصبه في بحر فارس قرب عبّادان ، وكانت عند دجيل هذا وقائع للخوارج ، وفيه غرق شبيب الخارجي.

باب الدال والحاء وما يليهما

الدَّحادح : حصن من أعمال صنعاء اليمن.

الدَّحائلُ : قال أبو منصور : رأيت بالخلصاء ونواحي الدّهناء دحلانا كثيرة وقد دخلت غير دحل منها ، وهي خلائق خلقها الله عز وجلّ تحت الأرض يذهب الدحل منها سكّا في الأرض قامة أو قامتين أو أكثر من ذلك ثم يتلجّف يمينا وشمالا ، فمرة يضيق ومرة يتسع في صفاة ملساء ، ولا تحيك فيها المعاول المحدودة لصلابتها ، وقد دخلت منها دحلا فلما انتهيت إلى الماء إذا جوّ من الماء الراكد فيه لم أقف على سعته وعمقه وكثرته لإظلام الدحل تحت الأرض ، فاستقيت أنا مع أصحابي من مائه فإذا هو عذب زلال لأنه من ماء السماء يسيل إليه من فوق ويجتمع فيه ، قال : وأخبرني جماعة من الأعراب أن دحلان الخلصاء لا تخلو من الماء ولا يستقى منها إلا للشفاء من الخبل لتعذر الاستسقاء منها وبعد الماء فيها من فوهة الدحل ، وسمعتهم يقولون دحل فلان الدحل ، بالحاء ، إذا دخله ، والدحائل جمع الجمع ، وهو موضع فيما

٤٤٣

أحسب بعينه ، قال الشاعر :

ألا يا سيالات الدحائل باللوى!

عليكنّ من بين السيال سلام

ولا زال منهلّ الربيع ، إذا جرى

عليكنّ منه وابل ورهام

أرى العيس آحادا إليكنّ بالضحى ،

لهنّ إلى أطلالكنّ بغام

وإني لمجلوب لي الشوق كلما

ترنم ، في أفنانكنّ ، حمام

الدُّحْرُضُ : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وراء مضمومة ، وآخره ضاد معجمة : ماء بالقرب منه ماء يقال له وسيع فيجمع بينهما فيقال الدّحرضان كما يقال القمران للشمس والقمر والعمران لأبي بكر وعمر ، وهذان الماءان بين سعد وقشير ، وقال نصر : دحرض ووسيع ماءان عظيمان وراء الدهناء لبني مالك بن سعد يثنى الدحرضين ، ثم قال على أثر ذلك : ودحرض ماء لآل الزبرقان بن بدر بن بهدلة بن عوف بن كعب ابن سعد ، ووسيع لبني أنف الناقة واسمه قريع بن عوف بن كعب بن سعد ، فهذا كلام مختل ولكنه لو كان قال في الأول الدحرضان ماءان لبني كعب بن سعد لاستقام الكلام ، والله أعلم ، وأما مالك بن سعد فهو محل الإشكال ، وقال أبو عمرو : الدحرضان بلد ، وإياهما عنى عنترة العبسي بقوله :

شربت بماء الدحرضين ، فأصبحت

زوراء تنفر عن حياض الدّيلم

وقال الأفوه الأودي :

لنا بالدحرضين محل مجد ،

وأحساب مؤثلة طماح

دَحْلٌ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ولام ، قد ذكر تفسيره في الدحائل : وهو موضع قريب من حزن بني يربوع ، عن نصر. ودحل : ماء نجدي أظنه لغطفان ، وقال الأصمعي : الدّحل موضع ، قال لبيد :

فبيّت زرقا من سرار بسحرة ،

ومن دحل لا نخشى بهنّ الحبائلا

وقال أيضا :

حتى تهجّر بالرواح وهاجها ،

طلب المعقّب حقه المظلوم

فتصيّفا ماء بدحل ساكنا ،

يستنّ ، فوق سراته ، العلجوم

دُحْلٌ : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، جمع للذي قبله ، وقد ذكر تفسيره : وهي جزيرة بين اليمن وبلاد البجة بين الصعيد وتهامة ، تغزى البجة من هذه الناحية.

دَحْنَا : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ونون ، وألفه يروى فيها القصر والمد : وهي أرض خلق الله تعالى منها آدم ، قال ابن إسحاق : ثم خرج رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حين انصرف عن الطائف إلى دحنا حتى نزل الجعرانة فيمن معه من الناس فقسم الفيء واعتمر ثم رجع إلى المدينة ، وهي من مخاليف الطائف ، والدحن في اللغة : السمين العظيم البطن ، ودحنا مؤنثة.

دَحُوضٌ : بفتح أوله ، وآخره ضاد معجمة : موضع بالحجاز ، قال سلمى بن المقعد الهذلي :

فيوما بأذناب الدحوض ، ومرة

أنسّئها في رهوة والسوائل

وقال السكري : الدحوض موضع ، وأذنابه : مآخيره ، وأنسّئها : أسوقها ، وأصل الدّحض في كلامهم الزّلق ، والدّحوض الموضع الكثير الزلق.

٤٤٤

الدَّحُولُ : بفتح أوله : ماء بنجد في ديار بني العجلان من قيس بن عيلان ، ذكره نصر وقرنه بالدّخول هكذا ، ولم أجد لغيره ، والله أعلم بصحّته.

دَحِيضَةُ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت ، وضاد معجمة ، قال أبو منصور : ماء لبني تميم ، وقد جاء في شعر الأعشى دحيضة مصغرا ، قال :

أترحل من ليلى ولمّا تزوّد ،

وكنت كمن قضّى اللّبانة من دد

أرى سفها بالمرء تعليق قلبه

بغانية خود متى تدن تبعد

أتنسين أياما لنا بدحيضة ،

وأيامنا بذي البديّ وثهمد؟

دُحَيٌّ : وداحية : ماءان بين الجناح جبل لبني الأضبط ابن كلاب والمرّان ، وهما اللذان يقال لهما التّليّان ، والله أعلم بالصواب.

باب الدال والخاء وما يليهما

دَخْفَنْدُون : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفاء مفتوحة بعدها نون ساكنة ، ودال مهملة ، ونون : من قرى بخارى ، منها أبو إبراهيم عبد الله بن جنجه الدخفندوني ولقبه حمول ، سمّته أمه حمول وسماه أبوه عبد الله ، روى عن محمد بن سلّام وأبي جعفر السندي ، روى عنه محمد بن صابر وغيره ، ومات سنة ٢٧٣.

دَخْكَث : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح كافه ، وثاؤه مثلثة : من قرى إيلاق.

دُخَّلُ : بضم أوله ، وتشديد ثانيه وفتحه : موضع قرب المدينة بين ظلم وملحتين.

دَخْلَةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه : قرية توصف بكثرة التمر أظنها بالبحرين.

دَخْميسُ : من قرى مصر في ناحية الغربية ، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن أبي الفضل بن أبي المجد بن أبي المعالي ابن وهب الدخميسي ، مولده في إحدى الجماديين من سنة ٦٠٢ بحماة ، مات والده بحماة وهو وزير صاحبها الملك المنصور أبي المعالي محمد بن الملك المظفر ، توفي في سابع وعشرين من شهر رمضان سنة ٦١٧.

الدَّخُول : بفتح أوله في شعر امرئ القيس : اسم واد من أودية العليّة بأرض اليمامة ، وقال الخارزنجي : الدّخول بئر نميرة كثيرة المياه ، وحكى نصر أن الدخول موضع في ديار بني أبي بكر بن كلاب ، وقال أبو سعيد في شرح امرئ القيس : الدخول وحومل والمقراة وتوضح مواضع ما بين إمّرة وأسود العين ، وقال : الدخول من مياه عمرو بن كلاب ، وقال أبو زياد : إذا خرج عامل بني كلاب مصدّقا من المدينة فأول منزل ينزل عليه ويصدّق عليه أريكة ثم العناقة ثم مدعى ثم المصلوق ثم الرّنية ثم الحليف ثم يرد الدخول لبني عمرو بن كلاب فيصدّق عليه بطونا من عمرو بن كلاب وحلفائهم بني دوفن ، قال أبو زياد : ومن مياه بني العجلان الدخول ، وفي شعر حذيفة بن أنس الهذلي :

فلو أسمع القوم الصّراخ لقوربت

مصارعهم بين الدخول وعرعرا

عرعر : موضع بنعمان الأراك فهو غير الأول. وذات الدخول : هضبة في ديار بني سليم ، وقال جحدر اللّصّ :

يا صاحبيّ ، وباب السجن دونكما ،

هل تونسان بصحراء اللّوى نارا؟

٤٤٥

لوى الدّخول إلى الجرعاء موقدها ،

والنار تبدي لذي الحاجات أذكارا

لو يتبع الحقّ فيما قد منيت به ،

أو يتبع العدل ما عمّرت دوّارا

إذا تحرّك باب السجن قام له

قوم يمدّون أعناقا وأبصارا

باب الدال والدال وما يليهما

دَدٌ : واد بعينه في شعر طرفة بن العبد :

كأنّ حدوج المالكية ، غدوة ،

خلايا سفين بالنواصف من دد

دَدَنُ : موضع في قول ابن مقبل :

يثنين أعناق أدم يختلين بها

حبّ الأراك وحبّ الضال من ددن

ويروى من دنن ، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.

باب الدال والراء وما يليهما

دَرابْجِرْد : كورة بفارس نفيسة عمّرها دراب بن فارس ، معناه دراب كرد ، دراب : اسم رجل ، وكرد : معناه عمل ، فعرّب بنقل الكاف إلى الجيم ، قال الإصطخري : ومن مدن كورة درابجرد فسا ، وهي أكبر من درابجرد وأعمر غير أن الكورة منسوبة إلى دار الملك ومدينته التي ابتناها لهذه الكورة درابجرد فلذلك تنسب الكورة إليها ، وبها كان المصر في القديم وكان ينزلها الملوك ، قال الزجاجي : النسبة إليها على غير قياس ، يقال في النسبة إلى درابجرد دراوردي ، وقال أبو البهاء الإيادي إياد الأزد وكان من أصحاب المهلّب في قتال الخوارج :

نقاتل عن قصور درابجرد ،

ونحمي للمغيرة والرّقاد

المغيرة بن المهلّب ، والرقاد بن عبيد العلي صاحب شرطة المهلب ، وكان من أعيان الفرس ، وهي كثيرة المعادن جليلة الخصائص طيبة الهواء قصبتها على اسمها ، ومن مدنها طمستان والكردبان كرم يزد خواست إيك ، ومن شيراز إلى دارابجرد قال الإصطخري : خمسون فرسخا ، وقال البشاري والإصطخري : بها قنّة الموميا وعليها باب حديد وقد وكل به رجل يحفظه ، فإذا كان شهر تير ماه صعد العامل والقاضي وصاحب البريد والعدول وأحضرت المفاتيح وفتح الباب ثم يدخل رجل عريان فيجمع ما ترقّى في تلك السنة ، ولا يبلغ رطلا على ما سمعته من بعض العدول ، ثم يجعل في شيء ويختم عليه ويبعث مع عدّة من المشايخ إلى شيراز ثم يغسل الموضع ، فكل ما يرى في أيدي الناس إنما هو معجون بذلك الماء ، ولا يوجد الخالص إلا في خزائن الملك ، وذكر ابن الفقيه أن هذا الكهف بأرّجان ، وقد ذكرته هناك ، وقال الإصطخري : وبناحية درابجرد جبال من الملح الأبيض والأسود والأخضر والأصفر والأحمر ، ينحت من هذه الجبال موائد وصحون وزبادي وغير ذلك وتهدى إلى سائر البلدان ، والملح الذي في سائر البلدان إنما هو باطن الأرض وماء يجمد وهذا جبل ملح ظاهر ، وقد نسب إلى درابجرد هذه جماعة من العلماء.

ودرابجرد أيضا : محلة من محالّ نيسابور بالصحراء من أعلى البلد ، منها علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة النيسابوري الدرابجردي ، روى عن سفيان بن عيينة ، روى عنه أبو حامد الشرقي ومن ولده الحسن بن علي ابن أبي عيسى المحدث ابن المحدث ابن المحدّث.

٤٤٦

الدَّرّاجُ : بفتح الدال ، وتشديد الراء ، وآخره جيم : موضع في قصيدة زهير.

الدَّرّاجيّة : رج الدّرّاجيّة : على باب توما من أبواب دمشق ، كان لعبد الرحمن ويقال لعبد الله بن درّاج مولى معاوية بن أبي سفيان وكاتبه على الرسائل في خلافته.

دَرَادِرُ : في أخبار هذيل وفهم : فسلكوا في شعب من ظهر الفرع يقال له درادر حتى تذرّوا ذنب كراث موضع ، فسلكوا ذا السمرة حتى قدموا الدار من بني قديم بالسّرو.

دَرْإِسْفِيد : ومعناه بالفارسية باب أبيض ، قال حمزة : هو اسم مدينة البيضاء التي بفارس في أيام الفرس ، وقد ذكرت في البيضاء مشبعة.

دَرَاوَرْد : قال أبو سعد : قولهم في نسب عبد العزيز ابن محمد بن عبيد بن أبي عبيد من أهل المدينة الدّراوردي فأصله درابجرد فاستثقلوه فقلبوه إلى هذا ، وقيل : إنه نسب إلى اندرابة ، وقيل : إنه أقام بالمدينة فكانوا يقولون للرجل إذا أراد أن يدخل إليه أندرون فقلب إلى هذا ، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري وعمرو بن أبي عمرو ، روى عنه أحمد ابن حنبل وابن معين ، ومات في صفر سنة ١٨٦ ، وقال أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني يعرف بابن فنجويه في كتاب شيوخ مسلمة من تصنيفه يقال : إن دراورد قرية بخراسان ، ويقال هي درابجرد ، ويقال : دراورد موضع بفارس.

دُرُبَّا : بضم أوله وثانيه ، وتشديد الباء الموحدة : ناحية في سواد العراق شرقي بغداد قريبة منها ، عن نصر ذكرها في قرينة درتا ودرنا.

دَرْباشيا : ويقال ترباسيا : قرية جليلة من قرى النهروان ببغداد.

الدَّرْبُ : بالفتح ، والدرب : الطريق الذي يسلك : موضع ببغداد ، نسب إليه عمر بن أحمد بن علي القطّان الدّربي ، حدث عن الحسن بن عرفة ومحمد ابن عثمان بن كرامة ، روى عنه الدارقطني. والدّرب أيضا : موضع بنهاوند ، نسب إليه أبو الفتح منصور ابن المظفّر المقري النهاوندي ، حدّث عنه ، وإذا أطلقت لفظ الدرب أردت به ما بين طرسوس وبلاد الروم لأنه مضيق كالدّرب ، وإياه عنى امرؤ القيس بقوله :

بكى صاحبي لما رأى الدّرب دونه ،

وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا

فقلت له : لا تبك عينك ، إنما

نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

والدرب : قرية باليمن أظنها من قرى ذمار.

دَرْبُ دَرَّاجٍ : محلة كبيرة في وسط مدينة الموصل يسكنها الخالديّان الشاعران ، وقد قال فيه أحدهما يصف دير معبد :

وقولتي والتقاني عند منصرفي ،

والشوق يزعج قلبي أيّ إزعاج ،

يا دير! يا ليت داري في فنائك ذا ،

أو ليت أنك لي في درب درّاج

دَرْبٌ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره باء موحدة : موضع كان ببغداد ، ينسب إليه أحمد بن علي بن إسماعيل القطّان الدّربي ، حدّث عن محمد ابن يحيى بن أبي عمرو العدني ، روى عنه الطبراني وعبد الصمد بن علي الطستي. والدّرب أيضا : موضع آخر بنهاوند ، ينسب إليه أبو الفتح منصور بن المظفر المقري الدربي.

٤٤٧

دَرْبُ الزَّعْفران : بكرخ بغداد ، كان يسكنه التجار وأرباب الأموال وربما يسكنه بعض الفقهاء ، قال القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن بن علي الميانجي الفقيه الشافعي ، وكان رفيقا لأبي إسحاق الشيرازي في القراءة على أبي الطيب الطبري ، يذكر هذا الدرب ويصف ماوشان همذان فقال :

إذا ذكر الحسان من الجنان ،

فحيّ هلا بوادي الماوشان

تجد شعبا تشعّب كلّ همّ ،

وملهى ملهيا عن كلّ شان

ومغنى مغنيا عن كلّ ظبي ،

وغانية تدلّ على الغواني

بروض مؤنق وخرير ماء

ألذّ من المثالث والمثاني

وتغريد الهزار على ثمار

تراها كالعقيق وكالجمان

فيا لك منزلا ، لولا اشتياقي

أصيحابي بدرب الزعفران

أنشدت هذه الأبيات بين يدي أبي إسحاق الشافعي وكان متّكئا ، فلما بلغ إلى البيت الأخير جلس مستويا وقال : المراد بأصيحاب درب الزعفران أنا ، ما أحسن عمده اشتاق إلينا من الجنّة.

دربُ السِّلْق : ببغداد ، ينسب إليه السّلقيّ.

دَرْبُ سُليمانَ : درب كان ببغداد كان يقابل الجسر في أيام المهدي والهادي والرشيد وأيام كون بغداد عامرة ، وهو درب سليمان بن جعفر بن أبي جعفر المنصور ، وفيه كانت داره ، ومات سليمان هذا سنة ١٩٩.

دَرْبُ القُلَّةِ : بضم القاف ، وتشديد اللام : أظنه في بلاد الروم ، ذكره المتنبي فقال :

لقيت بدرب القلّة ، الفجر ، لقية

شفت كمدي ، والليل فيه قتيل

دَرْبُ الكلابِ : عند جبل ساتيدما بديار بكر قرب ميّا فارقين ، سمّي بذلك لأن قيصر انهزم من أنوشروان بحيلة عملها عليه فاتبعه إياس بن قبيصة بن أبي غفر الطائي فأدركهم بساتيدما مرعوبين مفلولين من غير قتال ، فقتلوا قتل الكلاب ونجا قيصر في خواصّ من أصحابه ، فسمي ذلك الموضع بدرب الكلاب لذلك.

دَرْبُ المُجيزِينَ : قال الفرزدق وقد هرب من الحجاج :

هل الناس ، إن فارقت هندا وشفّني

فراقي هندا ، تاركيّ لما بيا؟

إذا جاوزت درب المجيزين ناقتي ،

فكاست ، أبى الحجاج إلّا تنائيا

أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي ،

وخلفي تميم والفلاة أماميا؟

دَرْبُ المُفَضَّل : محلّة كانت بشرقي بغداد منسوبة إلى المفضل بن زمام مولى المهدي.

دَرْبُ مُنيرَةَ : محلّة بشرقي بغداد في أواخر السوق المعروف بسوق السلطان مما يلي نهر المعلّى ، وهو عامر إلى الآن منسوب إلى منيرة مولاة لمحمد بن عليّ ابن عبد الله بن عباس.

درْبُ النّهرِ : ببغداد في موضعين : أحدهما بنهر المعلّى بالجانب الشرقي ، والثاني بالكرخ ، ولد فيه أبو الحسن عليّ بن المبارك النهري فنسب إليه ، وكان فقيها حنبليّا ، مات في سنة ٤٨٧.

٤٤٨

دَرْبَند : هو باب الأبواب ، وقد ذكر ، ينسب إليه الحسن بن محمد بن عليّ بن محمد الصوفي البلخي أبو الوليد المعروف بالدّربندي ، وكان قديما يكنى بأبي قتادة ، وكان ممن رحل في طلب الحديث وبالغ في جمعه وأكثر غاية الإكثار ، وكانت رحلته من ما وراء النهر إلى الإسكندرية ، وأكثر عنه أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب في التاريخ مرة يصرّح بذكره ومرة يدلّس ويقول : أخبرنا الحسن بن أبي بكر الأشقر ، وكان قرأ عليه تاريخ أبي عبد الله غنجار ، ولم يكن له كثير معرفة بالحديث غير أنه كان مكثرا رحّالا ، لم يذكره الخطيب في تاريخه وذكره أبو سعد ، سمع ببخارى أبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الحافظ غنجار ومن في طبقته في سائر البلاد ، قال أبو سعد : وروى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفزاري وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، قال أبو سعد : وذكر بعضهم أنّ أبا الوليد الدربندي توفي في شهر رمضان سنة ٤٥٦.

دُرْبِيقَانُ : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وكسر الباء الموحدة ، وياء مثناة من تحت ساكنة ، وقاف ، وآخره نون : من قرى مرو على خمسة فراسخ منها ، ينسب إليها حريب الدربيقاني ، سمع أبا غانم يونس ابن نافع المروزي ، روى عنه محمد بن عبيدة النافقاني ، مات قبل الثلاثمائة.

دُرْتا : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وتاء مثناة من فوق : موضع قرب مدينة السلام بغداد مما يلي قطربّل ، وهناك دير للنصارى نذكره في الديرة إن شاء الله تعالى ، قال الشاعر :

ألا هل إلى أكناف درتا وسكره ،

بحانة درتا ، من سبيل لنازح؟

وهل يلهينّي ، بالمعرّج ، فتية

نشاوى على عجم المثاني الفصائح

فأهتك من ستر الضمير كعادتي ،

وأمزج كأسي بالدموع السوافح

وهل أشرفن بالجوسق الفرد ناظرا

إلى الأفق ، هل ذرّ الشروق لصابح؟

وقال آخر :

يا سقى الله منزلا بين درتا

وأوانا ، وبين تلك المروج

قد عزمنا على الخروج إليه ،

إنّ ترك الخروج عين الخروج

وذكر الصابي في كتاب بغداد حدودها من أعلى الجانب الغربي فقال : من موضع بيعة درتا التي هي أوّله وأعلاه ، نقلته من خطه بالتاء ، وقول عميرة ابن طارق :

رسالة من لو طاوعوه لأصبحوا

كساة نشاوى بين درتا وبابل

قال الحازمي : وجدته في أكثر النسخ بالنون ، والله أعلم ، وقال هلال بن المحسن ، ومن خطه نقلته وضبطه في كتاب بغداد من تصنيفه ، قال : ومن نواحي الكوفة ناحية درتا ، وكان فيها من الناس الأعداد المتوافرة ومن النخل أكثر من مائة وعشرين ألف رأس ومن الشجر المختلف إليها الأصناف الجربان العظيمة ، وها هي اليوم ما بها نخلة قائمة ولا شجرة ثابتة ولا زرع ولا ضرع ولا أهل أكثر من عدد قليل من المكارية ، وينسب إليها أبو الحسن عليّ بن المبارك بن عليّ بن أحمد الدرتائي ، وبعض المحدثين يقول الدّردائي ، كان رئيسا متموّلا ، سمع أبا القاسم بن البسري البندار وغيره ، روى عنه ١ ٢٩ ـ ٢ معجم البلدان دار صادر

٤٤٩

أبو المعمّر الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي الحافظ وغيرهما ، وتوفي قبل سنة ٥٣٠ ، والله أعلم.

دُرْبيشِيَةُ : بضم أوله ، وسكون الراء ، وباء موحدة مكسورة ، وياء ساكنة ، وشين معجمة ، وياء خفيفة:قرية تحت بغداد ، ينسب إليها هلال بن أبي الهيجان ابن أبي الفضل أبو النجم المقري ، قرأ على أبي العز القلانسي وأقرأ عنه ، روى عنه أبو بكر بن نصر قاضي حرّان.

دَرْخُشْك : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وضم الخاء المعجمة ، والشين المعجمة ، وآخره كاف : باب من أبواب مدينة هراة تنسب إليه محلّة ، ومعناه الباب اليابس ، وهو بضدّ ذلك لأن أمامه نهرين جاريين ، رأيته بهذه الصفة.

دَرْخيد : موضع أظنه بما وراء النهر ، والله أعلم.

دَرْدَشْت : محلة بأصبهان ، كأنه يريد باب دشت ، ينسب إليها أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد ابن سياه الدّشتي المذكور ، سمع إبراهيم بن زهير الجلودي ، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ ، توفي سنة ٣٤٦.

دَرُّ : بفتح الدال ، وتشديد الراء : غدير في ديار بني سليم يبقى ماؤه الربيع كله ، وهو بأعلى النقيع ، وهو كثير السّلم بأسفل حرّة بني سليم ، قال كثيّر :

فأروى جنوب الدّونكين ، فضاجع

فدرّ فأبلى ، صادق الرّعد أسحما

دُرْدؤرُ : موضع في سواحل بحر عمان مضيق بين جبلين يسلكه الصغار من السّفن.

دِرِزْدَه : بكسر أوله وثانيه ثم زاي ساكنة ، ودال مفتوحة ، والنسبة إليه درزدهيّ : من قرى نسف بما وراء النهر ، منها أبو عليّ الحسين بن الحسن بن عليّ ابن الحسن بن مطاع الفقيه الدرزدهي ، سمع أبا عمرو محمد بن إسحاق بن عامر العصفري وأبا سلمة محمد بن بكر الفقيه وعليه درس الفقه ، سمع منه إبراهيم بن عليّ بن أحمد النسفي.

الدُّرْزَبينيَّةُ : من قرى نهر عيسى من أعمال بغداد ، ينسب إليها الحسن بن عليّ بن محمد أبو عليّ المقري الضرير الدّرزبيني ، سكن بغداد وقرأ القرآن على أبي الحسن عليّ بن عساكر بن مرحب البطائحي ، وكان حسن القراءة والتلاوة ، يدخل دار الخلافة ويقرأ بها ويؤمّ بمسجد الحدّادين ، وسمع الحديث ، ومات في منتصف شهر رمضان سنة ٥٩٧ ، ودفن بباب حرب.

دَرْزِيجانُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وزاي مكسورة ، وياء مثناة من تحت ، وجيم ، وآخره نون : قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي ، منها كان والد أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي ، وكان أبوه يخطب بها ، ورأيتها أنا ، وقال حمزة : كانت درزيجان إحدى المدائن السبع التي كانت للأكاسرة ، وبها سميت المدائن المدائن ، وأصلها درزيندان فعرّبت على درزيجان.

دَرْزِيو : بوزن الذي قبله إلى الواو : قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند ، وقد ينسبون إليها درزبوني بالنون ، ينسب إليها أبو الفضل العباس بن نصر بن جري الدرزيوني ، يروي عن نعيم بن ناعم السمرقندي ، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي.

دَرْسِينانُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وسين مهملة مكسورة ، وياء ساكنة ، ونون ، وفي آخره نون

٤٥٠

أخرى : قرية بينها وبين مرو أربعة فراسخ بأعلى البلد ، ينسب إليها عبدان بن سنان الدرسيناني.

دَرْعَةُ : مدينة صغيرة بالمغرب من جنوب الغرب ، بينها وبين سجلماسة أربعة فراسخ ، ودرعة غربيّها ، أكثر تجارها اليهود ، وأكثر ثمرتها القصب اليابس جدّا ، ينسحق إذا دقّ ، ينسب إليها أبو زيد نصر ابن عليّ بن محمد الدّرعي ، سمع سعد بن عليّ بن محمد الزنجاني بمكة ، ومنها أيضا أبو الحسن الدرعي الفقيه.

دَرْغانُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وغين معجمة ، وآخره نون : مدينة على شاطئ جيحون ، وهي أول حدود خوارزم من ناحية أعلى جيحون دون آمل وعلى طريق مرو أيضا ، وهي مدينة على جرف عال ، وذلك الجرف على سنّ جبل ، بناحية البرّ منها رمال ، وبينها وبين جيحون مزارع وبساتين لأهلها ، وبينها وبين نهر جيحون نحو ميلين ، رأيتها في رمضان سنة ٦١٦ عند قصدي لخوارزم من مرو ، منها أبو بكر محمد بن أبي سعيد بن محمد الدّرغاني ، روى عن المظفّر السمعاني ، حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرّحيم بن أبي سعد.

دَرْغَمُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وغين معجمة مفتوحة : بلدة وكورة من أعمال سمرقند تشتمل على عدّة قرى متصلة بأعمال ما يمرغ سمرقند ، وقال خالد بن الربيع المالكي :

بوادي درغم شقيت كرام ،

أريق دماؤهم بيد اللّئام

بكيت لهم ، وحقّ لهم بكائي ،

بأجفان مؤرّقة دوام

فتحسبها ، وقطر الدمع فيها ،

غداة المزن ، أذيال الخيام

ينسب إليها الواعظ صابر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن إسماعيل الدّرغمي ، روى عن أبي نصر أحمد ابن الفضل بن يحيى البخاري ، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النّسفي ، توفي سنة ٥١٨.

دَرْغُوز : بالفتح ثم السكون ، وغين معجمة ، وآخره زاي : مدينة بسجستان.

دَرْغِينَةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وكسر الغين المعجمة ، وياء باثنتين من تحتها ، ونون : ما ذكر أي شيء هو.

دَرَق : بلدة قرب سمرقند ، وهي درق السفلى والعليا.

دَرْقيط : نهر درقيط : كورة ببغداد من جهة الكوفة.

دَرْكَجين : بالجيم : من قرى همذان ، وما أحسبها إلا دركزين المذكورة بعدها ، نسب إليها شيرويه ابن شهردار قاسم بن أحمد بن القاسم بن محمد بن إسحاق الدركجيني أبا أحمد الأديب وقال : دركجين من قرى همذان ، سمع من أبي منصور القومساني وروى عن أبي حميد ، سمعت منه وكنت في مكتبه ، والله أعلم.

دَرْكَزين : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح الكاف ، وزاي مكسورة ، وياء ، ونون ، قال أنوشروان بن خالد الوزير : هي بليدة من إقليم الأعلم ، ينسب إليها أبو القاسم ناصر بن علي الدركزيني وزير السلطان محمود ابن السلطان محمد السلجوقي ثم وزير أخيه طغرل ، وهو قتله في سنة ٥٢١ ، وأصله من قرية من هذا الإقليم يقال لها أنساباذ فنسب نفسه إلى دركزين لأنها أكبر قرى تلك الناحية ، قال : وأهل هذا الإقليم كلهم مزدكيّة ملاحدة ، قلت أنا : رأيت رجلا من أهل دركزين وسألته عن

٤٥١

هذه الناحية فذكر لي أنها من نواحي همذان وأنها بينها وبين زنجان ، قال : وهو رستاق المر ، تلفّظ لي به بالراء في آخره بغير عين.

الدَّرَكُ : بالتحريك ، وآخره كاف ، ويوم الدّرك : بين الأوس والخزرج ، وقال أبو أحمد العسكري : الدّرك ، بسكون الراء ، يوم كان بين الأوس والخزرج في الجاهلية. ودرك : قلعة من نواحي طوس أو قهستان. ودرك : مدينة بمكران ، بينها وبين قنزبور ثلاث مراحل وبينها وبين رأسك ثلاث مراحل.

دَرْكُوش : حصن قرب أنطاكية من أعمال العواصم.

دُرْنا : بلفظ حكاية لفظ الجمع من دار يدور : من نواحي اليمامة ، عن الحازمي فيما أحسب ، قال الأعشى :

حلّ أهلي ما بين درنا فبادو

لي ، وحلّت علويّة بالسّخال

هكذا قال الجوهري ، والصواب درتا لأن درتا وبادولي موضعان بسواد بغداد ، وبالنون روي قول عميرة بن طارق اليربوعي حيث قال :

ألا أبلغا أبا حمار رسالة ،

وأخبرا أني عنكما غير غافل

رسالة من لو طاوعوه لأصبحوا

كساة نشاوى بين درنا وبابل

وهذا يدلّ على أنها من نواحي العراق ، وقال أبو عبيدة في قول الأعشى :

فقلت للشّرب في درنا ، وقد ثملوا :

شيموا ، وكيف يشيم الشارب الثّمل!

هكذا روي بالنون ، وقيل : درنا كانت بابا من أبواب فارس ، وهي دون الحيرة بمراحل ، وكان فيها أبو ثبيت الذي قال القصيدة فيها ، وقال غيره : درنا باليمامة ، هكذا في شرح هذا البيت ، والصحيح أن درتا ، بالتاء ، في أرض بابل ودرنا ، بالنون ، باليمامة ، ومما يدل على أن درنا باليمامة قول الأعشى أيضا :

فإن تمنعوا منا المشقّر والصفا ،

فإنا وجدنا الخطّ جمّا نخيلها

وإنّ لنا درنا ، فكلّ عشيّة

يحطّ إلينا خمرها وخميلها

الخميل : كل ما كان له خمل من النبات ، وكانت منازل الأعشى اليمامة لا العراق ، وقال مالك بن نويرة:

فما شكر من أدّى إليكم نساءكم

مع القوم قد يمّمن درنا وبارقا

وقال الحفصي : درنا نخيلات لبني قيس بن ثعلبة بها قبر الأعشى ، وذكر الهمداني أن أثافت التي باليمن كان يقال لها في الجاهلية درنا ، وقد ذكر في أثافت ، ومنه قول الآخر :

أإن طحنت درنيّة لعيالها

تطبطب ثدياها ، فطار طحينها

دَرَنُ : بالتحريك : جبل من جبال البربر بالمغرب فيه عدة قبائل وبلدان وقرى.

دَرْنَةُ : موضع بالمغرب قرب انطابلس ، قتل فيه زهير بن قيس البلوي وجماعة من المسلمين وقبورهم هناك معروفة ، وذلك في سنة ٧٦ ، وهي من عمل باجة بينها وبين طبرقة.

دَرْوَازَق : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وبعد الألف زاي ، وآخره قاف ، وأصله دروازه ماسرجستان ، ودروازه بلسانهم يراد به باب المدينة : قرية على فرسخ من مرو عند الدّيوقان ، وهي قرية قديمة نزل بها المسلمون لما قدموا مرو لفتحها ، منها أبو المثيّب

٤٥٢

عيسى بن عبيد بن أبي عبيد الكندي الدّروازقي ، حدث عن عكرمة القرشي مولاهم والفرزدق بن جوّاس وغيرهما ، روى عنه الفضل بن موسى الشيباني.

دَرْوَتُ سَرَبام : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح الواو ، وتاء ، وسين مهملة ، وباء موحدة : قرية كثيرة البساتين والنخل ، أنشأ فيها الشريف بن ثعلب جامعا على فم المنهي. ودروت : من الصعيد بمصر.

دَرْوَذُ : آخره ذال معجمة ، وباقيه مثل الذي قبله : واد لبني سليم ، ويقال ذو دروذ ، قال أبو تمام :

فهم لدروذ والظلام موالي

عن العمراني ، وشعر أبي تمام يدل على أنه موضع في ثغر أذربيجان لأنه يمدح أبا سعيد الثغري فقال :

وبالهضب من أبرشتويم ودروذ

علت بك أطراف القنا ، فاعل وازدد

وأبرشتويم هناك ، والقصيدة يذكر فيها حربه مع بابك الخرّمي ، وقال في قصيدة أخرى يمدح المعتصم :

وبهضبتي أبرشتويم ودروذ

لقحت لقاح النّصر بعد حيال

يوم أضاء به الزمان ، وفتّحت

فيه الأسنّة زهرة الآمال

لولا الظلام وقلّة علقوا بها

باتت رقابهم بغير قلال

فليشكروا جنح الظلام ودروذا ،

فهم لدروذ والظلام موالي

الدَّرَوْقَرَةُ : بلد كان بالعراق خرّبه الحجاج ونقل آلته إلى عمل واسط.

دَرَوْقَةُ : بفتح أوله وثانيه ، وسكون الواو ، وقاف : بلدة أو قرية بالأندلس ، ينسب إليها أبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن خيرة الدروقي المقري ، قال السلفي : قدم علينا الإسكندرية سنة ٥٢٩ ، وسألته عن مولده فقال : سنة ٤٦٤ بدروقة ، وقرأت القرآن على أبي الحسين يحيى بن إبراهيم البسار القرطبي بمرسية وسمعت الحديث على أبي محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل القاضي بسرقسطة ، ومات بقفط من الصعيد سنة ٥٣٠.

دَرَولِيَّةُ : بفتح أوله وثانيه ، وسكون الواو ، وكسر اللام ، وتشدّد ياؤه وتخفف : مدينة في أرض الروم ، عن الأزهري ، قال أبو تمّام :

ثم ألقى على دروليّة البر

ك محلّا باليمن والتوفيق

فحوى سوقها ، وغادر فيها

سوق مزن مرت على كل سوق

دَرَه : بلد بين هراة وسجستان ، وهي آخر عمل هراة ، ومن هراة إلى أسفزار ثلاث مراحل ، ومن أسفزار إلى دره مرحلتان ، ومن دره إلى سجستان سبعة أيام.

الدَّرْهَمَةُ : أرض باليمامة ، عن ابن أبي حفصة.

دُرَيْجَةُ : تصغير درجة في شعر كثيّر :

ولقد لقيت ، على الدريجة ، ليلة

كانت عليك أيامنا وسعودا

دَرِيجَه : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت ، وجيم : قرية كبيرة ، بينها وبين مرو ميلان أو أقل ، والنسبة إليها دريجقي بزيادة القاف ، نزل بها عبد العزيز بن حبيب الأسدي الدريجقي فنسب إليها ، وكان من التابعين ، روى عن ابن عباس وابن عمرو وأبي سعيد الخدري وغيرهم.

٤٥٣

دُرَيْراتُ : موضع في قول القتّال الكلابي :

سقى الله ما بين الشّطون وغمرة

وبئر دريرات وهضب دثين

الدُّرَيْعَاءُ : قرية من قرى زبيد باليمن ، والله أعلم.

باب الدال والزاي وما يليهما

دِزاه : من مشاهير قرى الري كالمدينة كبرا ، وهما دزاه قصران ودزاه ورامين.

دزباز : ربما كانت دزبار : قرية خارجة من نيسابور على طريق هراة.

دزبز : اسم قلعة مدينة سابور خواست دزبز ، ومنها أخذ فخر الملك أبو غالب أموال بدر بن حسنويه المشهورة.

دِزَقُ : أصله دزه يزيدون فيه القاف إذا أرادوا النسبة : وهي قرى في عدة مواضع ، منها : دزق حفص بمرو ، ينسب إليها علي بن خشرم ، ودزق شيرازاد : بمرو أيضا ، ودزق باران ، ودزق مسكين ، كل هذه بمرو الشاهجان ، ودزق العليا : من قرى مرو الروذ ، وإلى هذه ينسب أبو المعالي الحسن بن محمد ابن أبي جعفر البلخي الدزقي القاضي بها ، ذكره أبو سعد في التحبير ، ومات في سنة ٥٤٨ ، ودزق السفلى : من قرى پنج ده ، ودزق أيضا : قرية كبيرة على طريق الشاش بما وراء النهر بين زامين وسمرقند ، يقال لها دزق وساباط ، نسب إليها جماعة ، منهم : أبو بكر أحمد بن خلف الدزقي يعرف بابن أبي شعيب.

دِزَّمار : بكسر أوله ، وتشديد ثانيه : قلعة حصينة من نواحي أذربيجان قرب تبريز.

باب الدال والسين وما يليهما

دسبندس : من قرى مصر القديمة ، لها ذكر في الفتوح.

دَسْتَبى : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة المقصورة ، وقد ذكرت لما سميت دستبى في دنباوند : كورة كبيرة كانت مقسومة بين الري وهمذان ، فقسم منها يسمّى دستبى الرازي وهو يقارب التسعين قرية ، وقسم منها يسمى دستبى همذان وهو عدة قرى ، وربما أضيف إلى قزوين في بعض الأوقات لاتصاله بعملها ، قال ابن الفقيه : ولم تزل دستبى على قسميها بعضها للري وبعضها لهمذان إلى أن سعى رجل من سكان قزوين من بني تميم يقال له حنظلة بن خالد ويكنى أبا مالك في أمرها حتى صيرت كلها إلى قزوين ، فسمعه رجل من أهل بلده يقول : كوّرتها وأنا أبو مالك ، فقال : بل أتلفتها وأنت أبو هالك.

دَسْتَجِرْد : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح التاء المثناة من فوق ثم جيم مكسورة بعدها راء ساكنة ، ودال مهملة ، قال السمعاني : عدة قرى في أماكن شتى ، منها : بمرو قريتان وبطوس قريتان وبسرخس دستجرد لقمان وببلخ دستجرد جموكيان ، قال أبو موسى الحافظ : دستجرد جموكيان ببلخ ، منها أبو بكر محمد بن الحسن الدستجردي ، حدث عنه أبو إسحاق المستملي ، قال أبو إسحاق المستملي أيضا : سمعت أبا عمرو محمد ابن حامد الدستجردي ، قال أبو موسى : وبأصبهان عدة قرى تسمى كل واحدة دستجرد ، رأينا غير واحد منهم يطلبون العلم والسماع ، قال البشاري : دستجرد مدينة بالصغانيان ، وقال مسعر : نسير من قنطرة النعمان قرب نهاوند إلى قرية تعرف بدستجرد كسرويّة ، فيها أبنية عجيبة من جواسق وإيوانات كلها من الصخر المهندم ، لا يشك الناظر إليها أنها من صخرة واحدة منقورة ، وينسب إلى دستجرد مرو أبو محمد سعد بن محمد بن أبي عبيد الدستجردي ، قرية

٤٥٤

عند الرمل من نواحي مرو ، روى الحديث وسمعه ، ومات بدستجرد في شهر رمضان سنة ٥٥٢ ، ومولده سنة ٤٧٧ ، كان صوفيّا فقيها صالحا ، ولي الخطابة والوعظ بقريته ، سمع أبا الفتح عبد الله بن محمد بن أردشير الهشامي وأبا منصور محمد بن إسماعيل اليعقوبي وأبا منصور محمد بن عليّ بن محمود الكراعي ، سمع منه أبو سعد.

دَستُمِيسَانُ : بفتح الدال ، وسين مهملة ساكنة ، وتاء مثناة من فوقها ، وميم مكسورة ، وياء مثناة من تحت ، وسين أخرى مهملة ، وآخره نون : كورة جليلة بين واسط والبصرة والأهواز وهي إلى الأهواز أقرب ، قصبتها بسامتى ، وليست ميسان لكنها متصلة بها ، وقيل : دستيمسان كورة قصبتها الأبلّة فتكون البصرة من هذه الكورة.

دَسْتَوَا : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وتاء مثناة من فوق : بلدة بفارس ، عن العمراني ، وقال حمزة : المنسوب إلى دستبى دستفائي ويعرّب على الدستوائي ، وفي أخبار نافع بن الأزرق لما خرج إليه مسلم بن عبيس : نزل نافع رستقباذ من أرض دستوا من نواحي الأهواز ، وقال السمعاني : بلدة بالأهواز ، وقد نسب إليها قوما من العلماء ، وإليها تنسب الثياب الدّستوائية ، منها أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن الحسن الدستوائي الحافظ ، سكن تستر ، روى عن الحسن بن عليّ بن عثمان ، روى عنه أبو بكر بن المقري الأصبهاني ، وأما أبو بكر هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري البكري فهو بصريّ ، كان يبيع الثياب الدستوائية فنسب إليها ، روى عن قتادة ، روى عنه يحيى القطّان ، ومات سنة ١٥٢.

الدَّسْكَرَةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح كافه : قرية كبيرة ذات منبر بنواحي نهر الملك من غربي بغداد ، ينسب إليها أبو منصور منصور بن أحمد بن الحسين بن منصور الدسكري أحد الرؤساء ، روى عنه أبو سعد شيئا من الشعر. والدّسكرة أيضا : قرية في طريق خراسان قريبة من شهرابان ، وهي دسكرة الملك ، كان هرمز بن سابور بن أردشير ابن بابك يكثر المقام بها فسميت بذلك ، ينسب إليها الحافظ النّشتبري ثم الدسكري ، وذكر في بابه ، والحافظ لقب له وليس لحفظه الحديث ، وينسب إليها أبو العباس أحمد بن بكرون بن عبد الله العطار الدسكري ، سمع أبا طاهر المخلص ، روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب ، وتوفي سنة ٤٣١.

والدسكرة : قرية مقابل جبّل ، منها كان أبان بن أبي حمزة جدّ محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة ابن الزيات الوزير ، وفي أخبار نافع بن الأزرق أنه من نواحي الأهواز. والدسكرة أيضا : قرية بخوزستان ، عن البشاري ، والدسكرة في اللغة : الأرض المستوية.

دُسْمانُ : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره نون : موضع.

دَسْمٌ : بفتح أوله ثم السكون : موضع قرب مكة به قبر ابن سريج المغني ، قال فيه عبد الله بن سعيد ابن عبد الملك بن مروان وهو يرثيه :

وقفنا على قبر بدسم فهاجنا ،

وذكّرنا بالعيش ، إذ هو مصحب

فجالت بأرجاء الجفون سوافح

من الدمع ، تستتلي التي تتعقّب

إذا أبطأت عن ساحة الخدّ ساقها

دم بعد دمع إثره يتصبب

فإن تسعدا نندب عبيدا بعولة ،

وقلّ له منّا البكا والتحوّب

٤٥٥

باب الدال والشين وما يليهما

الدَّشْتُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره تاء مثناة من فوق : قرية من قرى أصبهان ، منها القاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن جرير بن سويد الدشتي ، روى عن أبي بكر عبد الرحيم وغيره.

والدشت أيضا : بليدة في وسط الجبال بين إربل وتبريز ، رأيتها عامرة كثيرة الخير ، أهلها كلهم أكراد. ودردشت : محلة بأصبهان ، ينسب إليها أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سياه الدشتي المذكّر ، روى عنه أبو بكر بن مردويه ، مات سنة ٣٧٦ ، وأما أبو بكر محمد بن أحمد بن شعيب الدشتي الكرابيسي النيسابوري فإنما نسب بهذه النسبة لسكناه خان الدشت ، سمع أبا بكر بن خزيمة ، سمع منه الحاكم أبو عبد الله وقال : توفي في محرم سنة ٣٤٩.

دَشْتُ الأَرْزَن : بأرض فارس ، ذكره المتنبي في قوله :

سقيا لدشت الأرزن الطّوال

وهو قريب من شيراز فيه هذه العصيّ الأرزن التي تعمل نصبا للدبابيس ، كان عضد الدولة خرج إليه يتصيد وأمر المتنبي أن يقول فيه شعرا فقال هذه القصيدة.

دَشْتُ بارِين : مدينة من أعمال فارس لها رستاق ، ولكن ليس بها بساتين ولا نهر ، شربهم من مياه رديئة ، قال البشاري : وكان فيه وقعة للمهلب بالأزارقة ، وذكر كعب الأشقري فقال :

بدشت بارين يوم الشعب ، إذ لحقت

أسد بسفك دماء الناس قد دبروا

لاقوا فوارس ما يخلون ثغرهم ،

فيهم على من يقاسي حربهم صعر

المقدمين ، إذا ما خيلهم وردت ،

والطاعنين ، إذا ما ضيّع الدّبر

وقال النعمان بن عقبة العتكي :

وبدشت بارين شددنا شدة

مذكورة كانت تسمّى الفيصلا

إذ لا ترى إلّا صريع كتيبة

لا يتقي قصد القنا والجندلا

دَشْتَك : مثل الذي قبله وزيادة كاف ، قال ابن طاهر : قرية من قرى أصبهان ، منها أحمد بن جعفر بن محمد المدني مدينة أصبهان يعرف بالدّشتكي ، روى عنه أبو بكر بن مردويه ، قال أبو موسى الحافظ الأصبهاني رادّا على المقدسي : لا يعرف دشتك في قرى أصبهان وإنما هو الدشتي المذكور آنفا ، وقال الحازمي : قال البخاري دشتك قرية بالريّ ، ينسب إليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن سعيد الدشتكي الرازي الأصل ، روى عن مقاتل بن حيّان وغيره ، يروي عنه محمد ابن حميد الرازي. ودشتك أيضا : محلة بأستراباذ ، منها زكرياء بن ريحان الدشتكي ، يروي عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني وينزل محلة دشتك.

دَشْتِيه : بعد الشين الساكنة تاء فوقها نقطتان ، وياء ساكنة ، وهاء : من قرى أصبهان ، كذا قرأته بخط يحيى بن مندة.

دِشِنْتَة : بكسر أوله وثانيه ، ونون ساكنة ، وتاء : حصن بالأندلس من أعمال شنتمرية.

دِشْنى : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، ونون مفتوحة ، مقصور : بلد بصعيد مصر بشرقي النيل ذو بساتين ومعاصر للسكر ، ودشنى بلغة القفط : معناها المبقلة.

٤٥٦

باب الدال والعين وما يليهما

دَعانُ : بالفتح ، قال يعقوب : دعان واد به عين للعثمانيين بين المدينة وينبع على ليلة ، قال كثيّر عزّة :

ثم احتملن غديّة وصرمنه ،

والقلب رهن ، عند عزّة ، عان

ولقد شأتك حمولها ، يوم استوت

بالفرع بين حفيتن ودعان

فالقلب أصور عندهن كأنما

يجذبنه بنوازع الأشطان

دَعانيم : ماء لبني الحليس من خثعم ، وهم جيران لبني سلول بن صعصعة بالحجاز.

دَعْتب : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وتاء مثناة من فوق ، وباء موحدة : موضع في قوله :

حلّت بدعتب أم بكر

أنشده عثمان.

الدَّعجاءُ : من قولهم عين دعجاء أي سوداء : هضبة في بلادهم.

دُعمانُ : موضع في قول الشاعر ، أنشده اللحياني :

هيهات مسكنها من حيث مسكننا ،

إذا تضمّنها دعمان فالدور

دُعْمَةُ : ماء بأجإ أحد جبلي طيّء ، وهو ملح ، بين مليحة والعبد.

دَعْنَجُ : ساحل من سواحل بحر اليمن ، جاء في حديث عبد الله بن مروان الحمار لما هرب من عبد الله بن عليّ ، قرأته بخط السكري مضبوطا كذا مفسرا ، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.

باب الدال والغين وما يليهما

دَغانين : هضبات من بلاد عمرو بن كلاب ، وقيل : أبي بكر بن كلاب ، وقال الأصمعي : دغانين في طرف البتر ، وفيه جبال كثيرة ، وهي بلاد بني عمرو بن كلاب.

دَغْنانُ : بنونين : جبيل بحمى ضرية لبني وقّاص من بني أبي بكر بن كلاب ، وهناك هضبات يقال لها دغانين المذكورة قبل ، قال سرية الفزاري ، وقيل ابن ميّادة :

يا صاحب الرّحل توطّأ واكتفل ،

واحذر بدغنان مجانين الإبل

كلّ مطار طامح الطرف رهل

ألزمه الراعي صرارا لا يحلّ

أي غرزها حتى سمنت ، وقال أبو زياد : ومن ثهلان ركن يسمى دغنان وركن يسمى مخمّرا الذي يقول فيه القائل يذكر عنزا من الأروى رماها :

من الأعنز اللائي رعين مخمّرا

ودغنان لم يقدر عليهنّ قانص

دَغُوثُ : بلد بنواحي الشحر من أرض عمان ، والله أعلم بالصواب.

باب الدال والفاء وما يليهما

دُفاقٌ : موضع قرب مكة ، قال الفضل اللهبي :

ألم يأت سلمى نأينا ومقامنا

ببطن دفاق في ظلال سلالم؟

فدلّ على أنه بخيبر لأن سلالم من حصونها المشهورة كان ، ولعله موضعان لأن ساعدة بن جؤية الهذلي يقول :

٤٥٧

وما ضرب بيضاء يسقي دبوبها

دفاق فعروان الكراث فضيمها

وقال السكري : هذه أودية كلها.

دَفَا : بلد باليمن من بلاد خولان ، قال بعضهم :

ويسنم رأس العزّ من ذمّتي دفا

إلى أسفل العشّار فرع الدعائم

الدُّفُّ : بلفظ الدُّفّ الذي ينقر به : موضع في جمدان من نواحي المدينة من ناحية عسفان.

الدَّفَنُ : قال السمعاني في قولهم فلان الدفني : منسوب إلى موضع بالشام ، منها محارف بن عبد الرحمن الشامي الدّفني ، كان ينزل هذا الموضع ، وقيل : هو منسوب إلى الدفينة وهي المذكورة بعده ، روى عن حبّان بن جزي ، روى عنه أبو سلمة موسى بن إسماعيل.

الدَّفِينُ : موضع في قول عبيد بن الأبرص :

تغيّرت الديار بذي الدفين ،

فأودية اللّوى فرمال لين

وقال أيضا :

ليس رسم من الدفين ببالي ،

فلوى ذروة فجنبي ذيال

دفون : موضع ، عن الحازمي.

الدَّفينَةُ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت ، ونون : مكان لبني سليم ، ويروى بالقاف ، قال السكري في قول جرير :

ورّعت ركبي بالدفينة بعد ما

ناقلن ، من وسط الكراع ، نقيلا

من كل يعملة النّجاء تكلّفت

جوز الفلاة تأوّها وذميلا

قال : الدفينة ، بالفاء ، ماء لبني سليم على خمس مراحل من مكة إلى البصرة ، نقلته من خط ابن أخي الشافعي ، وكان فيه يوم من أيامهم ، وقال أنس ابن عباس الرّعلي في يوم الدفينة وكان لبني مازن بن عمرو بن تميم على بني سليم :

أغرّك مني أن رأيت فوارسي

ثوى منهم ، أعلى الدفينة ، حاضر

أتاني برجل فوق أخرى يعدّنا

عديد الحصى ما إن يزال يكاثر

وأمّكم تزجي التّؤام لبعلها ،

وأمّ أبيكم كزّة الرحم عاقر

باب الدال والقاف وما يليهما

دُقاتِش : بالضم ، وبعد القاف ألف ، وتاء مثناة من فوقها ، وآخره شين معجمة : موضع بصعيد مصر من كورة البهنسا ، كان فيه وقعة بين معاوية بن حديج وأصحاب محمد بن أبي حذيفة في مقتل عثمان ، رضي الله عنه.

دَقَانِيَةُ : من قرى دمشق ، قال أبو القاسم بن عساكر : يحيى بن عبد الرحمن بن عمارة بن معلّى بن زكرياء الهمداني الدّقاني من أهل قرية دقانية من قرى دمشق ، حدث عن محمد بن إسحاق الأشعري الصيني وإسماعيل ابن حصن الجبيلي وشعيب بن شعيب بن إسحاق بن أسلم بن يحيى الجخراوي خال شعيب بن عمر البزّاز والحصين بن نصر بن المبارك ومحمد بن عبد الرحمن بن الحسن الجعفي والعباس بن الوليد بن مزيد وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان ابن يوسف الربعي ، مات في شعبان سنة ٣١٥.

دَقَدُوس : بوزن قربوس : بليدة من نواحي مصر في كورة الشرقية.

٤٥٨

دَقْرانُ : بفتح أوله ، وآخره نون : واد بالصفراء ، وقيل : شعب ببدر ، والدّقرة : الروضة ، وتفسيرها في دقرى بأتمّ من هذا ، والدّقران ، بالضم : الخشب التي تنصب في الأرض تعرش عليها الكروم.

دَقَرَى : بفتح أوله وثانيه والراء المهملة ، والقصر : اسم روضة بعينها ، قال أبو منصور : قال ابن الأعرابي الدّقر الروضة الحسناء وهي الدّقرى :

وكأنها دقرى تخيّل نبتها

أنف يغمّ الضال نبت بحارها

وقيل : هي روضة بعينها ، وقوله تخيّل أي تلوّن أي تربّل ألوانا ، وقال أبو عمرو : هي الدّقرى والدّقرة والدقيرة الروضة ، وفعلى بناء يختص بالمؤنث ، وقد ذكر في أجلى.

دَقَلَةُ : اسم موضع فيه نخل لبني غبر باليمامة ، عن الحفصي.

دَقَهْلةُ : بلدة بمصر على شعبة من النيل ، بينها وبين دمياط أربعة فراسخ ، وبينها وبين دميرة ستة فراسخ ، ذات سوق وعمارة ، ويضاف إليها كورة فيقال كورة الدقهلية.

دَقُوقاءُ : بفتح أوله ، وضم ثانيه ، وبعد الواو قاف أخرى ، وألف ممدودة ومقصورة : مدينة بين إربل وبغداد معروفة ، لها ذكر في الأخبار والفتوح ، كان بها وقعة للخوارج فقال الجعدي بن أبي صمام الذهلي يرثيهم :

شباب أطاعوا الله حتى أحبّهم ،

وكلهم شار يخاف ويطمع

فلما تبوّوا من دقوقا بمنزل

لميعاد إخوان تداعوا فأجمعوا

دعوا خصمهم بالمحكمات وبيّنوا

ضلالتهم ، والله ذو العرش يسمع

بنفسي قتلى في دقوقاء غودرت ،

وقد قطعت منها رؤوس وأذرع

لتبك نساء المسلمين عليهم ،

وفي دون ما لاقين مبكّى ومجزع

باب الدال والكاف وما يليهما

دَكّالَةُ : بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : بلد بالمغرب يسكنه البربر.

الدُّكّان : قرية قرب همذان ، ذكرت في قرية أخرى يقال لها با أيوب فيما تقدم.

دَكْمَةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه : بلدة بالمغرب من أعمال بني حمّاد.

الدَّكَّةُ : موضع بظاهر دمشق في الغوطة ، والله أعلم بالصواب.

باب الدال واللام وما يليهما

دَلاصُ : بفتح أوله ، وآخره صاد مهملة : كورة بصعيد مصر على غربي النيل أخذت من البر تشتمل على قرى وولاية واسعة ، ودلاص مدينتها معدودة في كورة البهنسا ، منها أبو القاسم حسان بن غالب بن نجيح الدلاصي ، يروي عن مالك بن أنس والليث بن سعد ، وكان ثقة ، توفي بدلاص سنة ٢٢٣.

أَبو دُلامَةَ : بضم أوله : جبل مطلّ على الحجون بمكة ، والأدلم من الرجال : الطويل الأسود ، ومن الجبال كذلك في ملوسة الصخر غير حدّ السواد ، وأبو دلامة : اسم شاعر.

دلاميس : ماء باليمامة في ناحية البياض.

٤٥٩

دَلانُ وذَمُورانُ : قريتان قرب ذمار من أرض اليمن يقال إنه ليس في أرض اليمن أحسن وجوها من نسائهما ، والزنا بهما كثير ، يقصدهما الناس من الأماكن البعيدة للفجور ، ويقال : إن دلان وذموران كانا ملكين وكانا أخوين وكل واحد منهما في القرية المسماة به ، وكانا يختاران النساء وينافسان في الجمال ويستحضرانهن من البلاد البعيدة ، فمن هناك أتاهنّ الجمال.

دلايَةُ : بلد قريب من المرية من سواحل بحر الأندلس ، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلهدان بن عمران بن منيب بن زغبة ابن قطبة العذري المري ، وزغبة هو الداخل إلى الأندلس وأحد من قام بدعوة اليمانية أيام العصبية ، وعمران أحد القائمين على الحكم بالربض من قرطبة سنة ٢٠٢ ، رحل مع أبويه إلى المشرق سنة ٤٠٧ فوصل إلى مكة في رمضان سنة ثمان وجاور بمكة إلى سنة ٤١٦ ، فسمع بالحجاز سماعا كثيرا من أبي العباس الرازي وأبي الحسن بن جهضم وأبي بكر بن نوح الأصبهاني وجماعة من أهل العراق وخراسان والشام الواردين مكة ، وصحب الشيخ أبا ذرّ ، ولم يكن له بمصر سماع ، وعاد إلى الأندلس ، وكان له من الأندلسيين سماع من ابن عبد البرّ وغيره ، وكان شيخا ثقة واسع الرواية عالي السند عنده غرائب وفوائد ، سمع منه الناس بالأندلس قديما وحديثا وطال عمره حتى شارك الأصاغر فيه الأكابر ، وتدبج مع بعض من سمع منه أبو عمر بن عبد البرّ الحافظ ، وحدّث عنه في كتاب الصحابة وغيره من تصانيفه وأبو محمد ابن حزم الطاهري ، وقد سمع هو منهما ، وسمع منه أبو عبد الله الحميدي وأبو عبيد البكري وجماعة من الأعيان ، وألّف كتابه المسمّى بأعلام النبوة ونظام المرجان في المسالك والممالك ، كان مولده فيما ذكر الحيّاني في ذي القعدة سنة ٣٩٣ ، ومات فيما قال القاضي أبو علي الحسين بن محمد بن فيره الصدفي سنة ٤٧٨.

دَلْجَةُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وجيم : قرية بصعيد مصر من غربي النيل في الجبل بعيدة عن الشاطئ.

دَلْغاطانُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وغين معجمة ، وطاء مهملة ، وآخره نون : قرية من قرى مرو ، ويقال دلغاتان ، على أربعة فراسخ من البلد ، ينسب إليها الزاهد أبو بكر محمد بن الفضل بن أحمد الدلغاطاني ، ويسمى أيضا أحمد ، روى عن أبيه أبي العباس الفضل ، روى عنه جماعة ، منهم : أبو المظفر محمد بن أحمد الصابري الواعظ بهراة ، مات بقريته سنة ٤٨٨ ، وفضل الله بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي عبد الله أبو بكر الدلغاطاني ، كان فقيها فاضلا عارفا بالأدب والحساب ، حسن السيرة متابعا في الاحتياط حريصا على جمع العلوم من الحديث والتفسير والفقه ، كانت له إجازة من أبي عمرو عثمان بن إبراهيم ابن الفضل وأبي بكر محمد بن علي الزّرنجري ، سمع منه أبو سعد ، وكانت ولادته بدلغاطان في سنة ٤٨٥ ، ومات بمرو في الحادي والعشرين من محرم سنة ٥٥٧.

دُلُوثُ : قال سيف عن رجل من عبد القيس يدعى صحارا قال : قدمت على هرم بن حيّان أيام حرب الهرمزان بنواحي الأهواز ، وهو فيما بين دلوث ودجيل بخلال من تمر ، وذكر خبرا ، وسماها في موضع آخر دلث ، وقال الحصين بن نيار الحنظلي :

ألا هل أتاها أن أهل مناذر

شفوا غللا لو كان للنفس زاجر

٤٦٠