معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

أثال ومسيلمة الكذاب ، كانت لمسيلمة على المسلمين ، فقال رجل من بني حنيفة :

ألم ترنا على عهد أتانا

بملهم ، والخطوب لها انتهاء

فشلّ الجمع ، جمع أبي فضيل ،

بذي دوران إذ كره اللقاء

أبو فضيل : يريد به أبا بكر ، رضي الله عنه ، فأجابه عمر بن أبي ربيعة السّلمي :

أبا حنفيّ! لا تفخر بقرء

أتانا بغتة ، ولنا العلاء

فما نلتم ، ولا نلنا كبيرا

بذي دوران ، إذ جدّ النّجاء

دَوَّرانُ : بتشديد الواو ، وفتح الراء : من قرى فم الصلح من نواحي واسط ، ينسب إليها الشيخ مصدّق ابن شبيب بن الحسين الواسطي النحوي ، مات ببغداد سنة خمس وستمائة.

الدُّورُ : بضم أوله ، وسكون ثانيه : سبعة مواضع بأرض العراق من نواحي بغداد ، أحدها دور تكريت وهو بين سامرّا وتكريت ، والثاني بين سامرّا وتكريت أيضا يعرف بدور عربايا ، وفي عمل الدّجيل قرية تعرف بدور بني أوقر وهي المعروفة بدور الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة وفيها جامع ومنبر ، وبنو أوقر كانوا مشايخها وأرباب ثروتها ، وبنى الوزير بها جامعا ومنارة ، وآثار الوزير حسنة ، وبينها وبين بغداد خمسة فراسخ ، قال هبة الله بن الحسين الأصطرلابي يهجو ابن هبيرة :

قصوى أمانيك الرجو

ع إلى المساحي والنيّر

متربّعا وسط المزا

بل ، وسط دور بني أقر

أو قائدا جمل الزبي

ديّ اللعين إلى سقر

والدّور أيضا : قرية قرب سميساط. والدّور أيضا : محلّة بنيسابور ، وقد نسب إلى كل واحد منها قوم من الرّواة ، فأما دور سامرّا فمنها : محمد بن فرّوخان بن روزبه أبو الطيب الدوري ، حدث عن أبي خليفة وغيره أحاديث منكرة ، روى عن الجنيد حكايات في التصوّف ، وأما دور بغداد فينسب إليها : أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري والهيثم بن محمد الدوري ، قال ابن المقري : حدثنا هيثم ببغداد في الدور ، وبالقرب منها قرية أخرى تسمّى دور حبيب من عمل دجيل أيضا ، وفي طرف بغداد قرب دير الروم محلة يقال لها الدور ، خربت الآن ، وأما دور نيسابور فينسب إليها : أبو عبد الله الدوري ، له ذكر في حكاية أحمد بن سلمة. ودور الراسبي : قرية من الأهواز بلد مشهور ، ينسب إلى دور بغداد : محمد بن عبد الباقي بن أبي الفرج محمد ابن أبي اليسري بن عبد العزيز بن إبراهيم بن إسحاق بن نجيب الدوري البغدادي أبو عبد الله ، حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بكران وأبي محمد الحسن ابن عليّ الجوهري ومحمد بن الفتح العشاري ، قال ابن شافع : وكان شيخا صالحا خيّرا مولده في شعبان سنة ٤٣٤ ، توفي سحرة يوم الأربعاء سابع عشر محرّم سنة ٥١٣ ، وقد خالف أبو سعد السمعاني ابن شافع في غير موضع من نسبه ، والأظهر قول ابن شافع لأنه أعرف بأهل بلده.

دُورُ الرَّاسِبيِّ :

كأنه منسوب إلى بني راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث : بين

٤٨١

الطيب وجنديسابور من أرض خوزستان ، منه كان أبو الحسين عليّ بن أحمد الراسبي ، ولست أدري هل الدور منسوب إليه أو هو منسوب إلى الدور ، وكان من عظماء العمّال وأفراد الرجال ، توفي ليلة الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ٣٠١ في أيام المقتدر ووزارة عليّ بن عيسى ، ودفن بداره بدور الراسبي ، وخلّف ابنة لابنة كانت له وأخا ، وكان يتقلد من حدّ واسط إلى حدّ شهرزور وكورتين من كور الأهواز جنديسابور والسوس وبادرايا وباكسايا ، وكان مبلغ ضمانه ألف ألف وأربعمائة ألف دينار في كل سنة ، ولم يكن للسلطان معه عامل غير صاحب البريد فقط ، لأن الحرث والخراج والضياع والشجر وسائر الأعمال كان داخلا في ضمانه ، فكان ضابطا لأعماله شديد الحماية لها من الأكراد والأعراب واللصوص ، وخلّف مالا عظيما ، وورد الخبر إلى بغداد من حامد بن العباس بمنازعة وقعت بين أخي الراسبي وبين أبي عدنان زوج ابنته ، وأنّ كل واحد منهما طلب الرياسة لنفسه وصار مع كلّ واحد منهما طائفة من أصحاب الراسبي من غلمانه ، فتحاربا وقتل بينهما جماعة من أصحابهما وانهزم أخو الراسبي وهرب وحمل معه مالا جليلا ، وأنّ رجلا اجتاز بحامد بن العباس من قبل أبي عدنان ختن الراسبي ومعه كتاب إلى المعروف بأخي أبي صخرة وأنفذ إليه عشرين ألف دينار ليصلح بها أمره عند السلطان ، وأنّ حامدا أنفذ جماعة من الفرسان والرّجالة لحفظ ما خلّفه الراسبي إلى أن يوافي رسول السلطان ، فأمر المقتدر بالله مؤنسا الخادم بالخروج لحفظ تركته وتدبير أمره ، فشخص من بغداد وأصلح بين أبي عدنان وأخي الراسبي وحمل من تركته ما هذه نسخته : العين أربعمائة ألف وخمسة وأربعون ألفا وخمسمائة وسبعة وأربعون دينارا ، الورق ثلاثمائة ألف وعشرون ألفا ومائتان وسبعة وثلاثون درهما ، وزن الأواني الذهبية ثلاثة وأربعون ألفا وتسعمائة وسبعون مثقالا ، آنية الفضة ألف وتسعمائة وخمسة وسبعون رطلا ، ومما وزن بالشاهين من آنية الفضة ثلاثة عشر ألفا وستمائة وخمسة وخمسون درهما ، ومن الندّ المعمول سبعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالا ، ومن العود المطرّى أربعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالا ، ومن العنبر خمسة آلاف وعشرون مثقالا ، ومن نوافج المسك ثمانمائة وستون نافجة ، ومن المسك المنثور ألف وستمائة مثقال ، ومن السّكّ ألفا ألف وستة وأربعون مثقالا ، ومن الغالية ثلاثمائة وستة وستون مثقالا ، ومن الثياب المنسوجة بالذهب ثمانية عشر ثوبا قيمة كل واحد ثلاثمائة دينار ، ومن السروج ثلاثة عشر سرجا ، ومن الجواهر حجرا ياقوت ، ومن الخواتيم الياقوتية خمسة عشر خاتما ، خاتم فصّه زبرجد ، ومن حبّ اللؤلؤ سبعون حبّة وزنها تسعة عشر مثقالا ونصف ، ومن الخيل الفحول والإناث مائة وخمسة وسبعون رأسا ، ومن الخدم السودان مائة وأربعة عشر خادما ، ومن الغلمان البيض مائة وثمانية وعشرون غلاما ، ومن خدم الصقالبة والروم تسعة عشر خادما ، ومن الغلمان الأكابر أربعون غلاما بآلاتهم وسلاحهم ودوابهم ، ومن أصناف الكسوة ما قيمته عشرون ألف دينار ، ومن أصناف الفرش ما قيمته عشرة آلاف دينا ، ومن الدواب المهارى والبغال مائة وثمانية وعشرون رأسا ، ومن الجمّاز والجمّازات تسعة وتسعون رأسا ، ومن الحمير النقالة الكبار تسعون رأسا ، ومن قباب الخيام الكبار مائة وخمس وعشرون خيمة ، ومن الهوادج السروج أربعة عشر هودجا ،

٤٨٢

ومن الغضائر الصيني والزجاج المحكم الفاخر أربعة عشر صندوقا.

دَوْرَقُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وراء بعدها قاف : بلد بخوزستان ، وهي قصبة كورة سرّق يقال لها دورق الفرس ، قال مسعر بن المهلهل في رسالته : ومن رامهرمز إلى دورق تمرّ على بيوت نار في مفازة مقفرة فيها أبنية عجيبة ، والمعادن في أعمالها كثيرة ، وبدورق آثار قديمة لقباذ بن دارا ، وبها صيد كثير إلّا أنه يتجنب الرعي في أماكن منها لا يدخلها بوجه ولا بسبب ، ويقال إنّ خاصية ذلك من طلسم عملته أمّ قباذ لأنه كان لهجا بالصيد في تلك الأماكن ، فربما أخلّ بالنظر في أمور المملكة مدة فعملت هذا الطلسم ليتجنب تلك الأماكن ، وفيها هوامّ قتالة لا يبرأ سليمها ، وبها الكبريت الأصفر البحري ، وهو يجري الليل كله ، ولا يوجد هذا الكبريت في غيرها ، وإن حمل منها إلى غيرها لا يسرج ، وإذا أتي بالنار من غير دورق واشتعلت في ذلك الكبريت أحرقته أصلا ، وأما نارها فإنها لا تحرقه ، وهذا من طريق الأشياء وعجيبها لا يوقف على علّته ، وفي أهلها سماحة ليست في غيرهم من أهل الأهواز ، وأكثر نسائها لا يرددن كفّ لامس ، وأهلها قليلو الغيرة ، وهي مدينة وكورة واسعة ، وقد نسب إليها قوم من الرّواة ، منهم : أبو عقيل الدورقي الأزدي التاجي واسمه بشير بن عقبة يعدّ في البصريين ، سمع الحسن وقتادة وغيرهما ، روى عنه مسلمة بن إبراهيم الفراهيدي وهشيم ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم ، وأبو الفضل الدورقي ، سمع سهل بن عمارة وغيره ، وهو أخو أبي عليّ الدورقي ، وكان أبو عليّ أكبر منه ، ومحمد بن شيرويه التاجي الدورقي أبو مسلم ، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ الأصبهاني ، وقد نسب قوم إلى لبس القلانس الدّورقيّة ، منهم : أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح أبو عبد الله الدورقي أخو يعقوب ، وكان الأصغر ، وقيل : إن الإنسان كان إذا نسك في ذلك الوقت قيل له دورقيّ ، وكان أبوهما قد نسك فقيل له دورقيّ فنسب ابناه إليه ، وقيل : بل كان أصله من دورق ، روى أحمد عن إسماعيل بن عليّة ويزيد بن هارون ووكيع وأقرانهم ، روى عنه أبو يعلى الموصلي وعبد الله بن محمد البغوي ، توفي في شعبان سنة ٢٤٦.

والدورق : مكيال للشراب ، وهو فارسيّ معرّب ، وقال الأحيمر السعدي ، وكان قد أتى العراق فقطع الطريق وطلبه سليمان بن عليّ وكان أميرا على البصرة فأهدر دمه ، فهرب وذكر حنينه إلى وطنه فقال :

لئن طال ليلي بالعراق لربما

أتى لي ليل ، بالشآم ، قصير

معي فتية بيض الوجوه كأنهم

على الرحل ، فوق الناعجات ، بدور

أيا نخلات الكرم! لا زال رائحا

عليكنّ منهلّ الغمام مطير

سقيتنّ ، ما دامت بكرمان نخلة ،

عوامر تجري بينهنّ بحور

وما زالت الأيام ، حتى رأيتني

بدورق ملقى بينهنّ أدور

تذكّرني أطلالكنّ ، إذا دجت

عليّ ظلال الدّوم ، وهي هجير

وقد كنت رمليّا ، فأصبحت ثاويا

بدورق ملقى بينهنّ أدور

عوى الذئب ، فاستأنست بالذئب إذ عوى ،

وصوّت إنسان فكدت أطير

٤٨٣

رأى الله أني للأنيس لشانئ ،

وتبغضهم لي مقلة وضمير

دَوْرَقِستان : هذه بليدة رأيتها أنا ترفأ إليها سفن البحر التي تقدم من ناحية الهند ، وهي على ضفة نهر عسكر مكرم تتصل بالبحر ، لا طريق للمراكب الواردة من كيش إلا إليها ، فأما المنفصلة عن البصرة إلى كيش فتمضي على طريق أخرى وهي طريق عبّادان ، وإذا أرادوا الرجوع لا يهتدون لتلك الطريق بسبب يطول ذكره فيقصدون طريق خوزستان لأن هورها متصل بالبرّ فهو أيسر عليهم.

دورقة : مدينة من بطن سرقسطة بالأندلس ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو محمد عبد الله بن حوش الدورقي المقري النحوي ، كان آية في النحو وتعليل القراءات وله شعر حسن ، وسكن شاطبة وبها توفي سنة ٥١٢ ، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد بن سعيد ابن معاوية بن داود الأنصاري الدورقي الأطروشي ، سمع الخولاني بإشبيلية وابن عتّاب بقرطبة وابن عطية بغرناطة وابن الخيّاط القروي بالمرية وابن سكّرة السرقسطي بمرسية وآخرين من شيوخ الأندلس ، وكان من أهل المعرفة بالحديث والحفظ والمذاكرة به والرحلة فيه ، روى عنه أبو الوليد الدبّاغ اللّخمي وغيره ، ومات سنة ٥٢٤ بقرطبة ، وله تآليف من جملتها شرح الشهاب ، وكان عسرا ميّء الأخلاق قلّ ما يصبر على خدمة أحد ، وله ولد من أهل الفقه والمعرفة يقال له محمد بن عبد العزيز الدورقي ، مات قبل أبيه ، وأبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن خيرة الدّورقي المقري ، بلغ الإسكندرية وحضر عند السلفي وكتب عنه.

دُورْيَسْت : بضم الدال ، وسكون الواو والراء أيضا يلتقي فيه ساكنان ثم ياء مفتوحة ، وسين مهملة ساكنة ، وتاء مثناة من فوقها : من قرى الرّي ، ينسب إليها عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر أبو محمد الدوريستي ، وكان يزعم أنه من ولد حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم ، أحد فقهاء الشيعة الإمامية ، قدم بغداد سنة ٥٦٦ وأقام بها مدة وحدث بها عن جده محمد بن موسى بشيء من أخبار الأئمة من ولد عليّ ، رضي الله عنه ، وعاد إلى بلده ، وبلغنا أنه مات بعد سنة ٦٠٠ بيسير.

دَوْسَرُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وسين مهملة ، وراء : قرية قرب صفّين على الفرات ، وذكر لي من أعتمد على رأيه أنها قلعة جعبر نفسها أو ربضها ، والدّوسر في لغة العرب : الجمل الضخم ، والأنثى دوسرة. ودوسر أيضا : كتيبة كانت للنعمان بن المنذر ، قال المرّار بن منقذ العدوي :

ضربت دوسر فيهم ضربة

أثبتت أوتاد ملك فاستقرّ

دُوسَرْكان : من قرى جوزجان من أرض بلخ ، لها ذكر في مصنف يحيى بن زيد ، وتعرف بقرية غزوة السعود.

دَوْعَنُ : موضع بحضرموت ، قال ابن الحائك : وأما موضع الإمام الذي تأمّر في الإمامية بناحية حضرموت ففي مدينة دوعن.

دَوْغانُ : قرية كبيرة بين رأس عين ونصيبين ، كانت سوقا لأهل الجزيرة يجتمع إليها أهلها في كل شهر مرة ، وقد رأيتها أنا غير مرة ولم أر بها سوقا.

دَوْقَرَةُ : مدينة كانت قرب واسط خربت بعمارة واسط للحجاج.

٤٨٤

دَوْقَةُ : بأرض اليمن لغامد ، وقال نصر : دوقة واد على طريق الحاج من صنعاء إذا سلكوا تهامة ، بينه وبين يلملم ثلاثة أيام ، قال زهير الغامدي :

أعاذل منا المصلتون خلالهم

كأنّا ، وإياهم ، بدوقة لاعب

أتيناهم من أرضنا وسمائنا ،

وأنّى أتى للحجر أهل الأخاشب؟

الحجر بن الهنو بن الأزد.

دَوْلابُ : بفتح أوله ، وآخره باء موحدة ، وأكثر المحدثين يروونه بالضم وقد روي بالفتح ، وهو في عدة مواضع منها : دولاب مبارك في شرقي بغداد ، ينسب إليه أبو جعفر محمد بن الصّبّاح البزاز الدولابي ، سمع إبراهيم بن سعد وإسماعيل بن جعفر وشريكا وغيرهم ، روى عنه أحمد بن حنبل وابنه عبد الله وإبراهيم الحربي وأصله من هراة مولى لمزينة ، سكن بغداد إلى أن مات ، وابنه أحمد بن محمد بن الصباح الدولابي ، حدث عن أبيه وغيره. ودولاب : من قرى الري ، ينسب إليها قاسم الرازي من قدماء مشايخ الري ، قدم مكة ومات بها ، وحدث محمد ابن منصور الطوسي قال : جئت مرة إلى معروف الكرخي فعضّ أنامله وقال : هاه لو لحقت أبا إسحاق الدولابي كان ههنا الساعة أتى يسلم عليّ ، فذهبت أقوم فقال لي : اجلس لعله قد بلغ منزله باري ، قال : وكان أبو إسحاق الرازي من جملة الأبدال ، ذكر ذلك أبو بكر الخطيب في تاريخه. ودولاب الخازن : موضع ، نسب أبو سعد السمعاني إليه أبا محمد أحمد بن محمد بن الحسن الخرقي يعرف بأحمد جنبه الدولابي ، قال : وتوفي بهذا الدولاب في جمادى الأخرى سنة ٥٤٦ ، قال : وسمعت عليه مجلسا سمعه من أبي عبد الله الدقّاق ، قال أبو سعد في ترجمة الثابتي : أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثابتي الصوفي سمع الحديث الكثير ، قتله الغز سنة ٥٤٨ بدولاب الخازن على وادي مرو. ودولاب أيضا : قرية بينها وبين الأهواز أربعة فراسخ ، كانت بها وقعة بين أهل البصرة وأميرهم مسلم بن عبيس بن كريز بن حبيب ابن عبد شمس وبين الخوارج ، قتل فيها نافع بن الأزرق رئيس الخوارج وخلق منهم وقتل مسلم بن عبيس ، فولوا عليهم ربيعة بن الأجذم وولى الخوارج عبد الله ابن الماخور فقتلا أيضا ، وولى أهل البصرة الحجاج بن ثابت وولى الخوارج عثمان بن الماخور ثم التقوا فقتل الأميران ، فاستعمل أهل البصرة حارثة بن بدر الغداني واستعمل الخوارج عبيد الله بن الماخور ، فلما لم يقدم بهم حارثة قال لأصحابه : كرنبوا ودولبوا وحيث شئتم فاذهبوا ، وكرنبا : موضع بالأهواز أيضا ، وذلك في سنة ٦٥ ، فقال عمرو القنّاء :

إذا قلت يسلو القلب ، أو ينتهي المنى

أبى القلب إلّا حبّ أمّ حكيم

وأول القطعة يروى لقطريّ أيضا رواها المبرّد :

لعمرك إني في الحياة لزاهد ،

وفي العيش ما لم ألق أم حكيم

من الخفرات البيض لم ير مثلها

شفاء لذي داء ، ولا لسقيم

لعمرك! إني ، يوم ألطم وجهها

على نائبات الدهر ، جدّ لئيم

إذا قلت يسلو القلب ، أو ينتهي المنى

أبى القلب إلّا حبّ أم حكيم

منعّمة صفراء حلو دلالها ،

أبيت بها بعد الهدوّ أهيم

قطوف الخطى مخطوطة المتن زانها ،

مع الحسن ، خلق في الجمال عميم

٤٨٥

ولو شاهدتني يوم دولاب أبصرت

طعان فتى ، في الحرب ، غير ذميم

قال صاحب الأغاني : هذه الثلاثة الأبيات ليست من هذه القطعة.

غداة طفت ع الماء بكر بن وائل ،

وعجنا صدور الخيل نحو تميم

فكان لعبد القيس أوّل حدّنا ،

وولّت شيوخ الأزد ، وهي تعوم (١)

وكان لعبد القيس أوّل حدّها

وأحلافها من يحصب وسليم

وظلّت شيوخ الأزد في حومة الوغى

تعوم ، وظلنا في الجلاد نعوم (٢)

فلم أر يوما كان أكثر مقعصا

يمج دما من فائظ وكليم

وضاربة خدّا كريما على فتى

أغرّ نجيب الأمهات كريم

أصيب بدولاب ، ولم تك موطنا

له أرض دولاب ودير حميم

فلو شهدتنا يوم ذاك وخيلنا

تبيح من الكفار كل حريم

رأت فتية باعوا الإله نفوسهم

بجنات عدن عنده ونعيم

قال المبرّد : ولو شهدتنا يوم دولاب لم يصرف وإنما ذاك لأنه أراد البلد ودولاب أعجميّ معرّب ، وكل ما كان من الأسماء الأعجمية نكرة بغير ألف ولام فإذا دخلته الألف واللام فقد صار معرّبا وصار على قياس الأسماء العربية لا يمنعه من الصرف إلا ما يمنع العربي ، فدولاب فوعال مثل طومار وسولاف ، وكل شيء لا يخص واحدا من الجنس من دون غيره فهو نكرة نحو رجل ، لأن هذا الاسم يلحق كل ما كان على بنيته وكذلك جمل وجبل وما أشبهه ، فإن وقع الاسم في كلام العجم معرفة فلا سبيل إلى إدخال الألف واللام عليه لأنه معرفة ، ولا فائدة في إدخال تعريف آخر فيه فذلك غير منصرف نحو فرعون وهارون وإبراهيم وإسحاق.

دُولانُ : بضم أوله ، وآخره نون : موضع ، عن العمراني.

دَوْلَتَاباذ : موضع ظاهر شيراز قرية أو غير ذلك ، تسير إليه العساكر إذا أرادوا الأهواز.

الدَّوْلَعِيَّةُ : بفتح أوله ، وبعد الواو الساكنة لام مفتوحة ، وعين مهملة : قرية كبيرة بينها وبين الموصل يوم واحد على سير القوافل في طريق نصيبين ، منها خطيب دمشق وهو أبو القاسم عبد الملك بن زيد ابن ياسين الدّولعي ، ولد بالدولعية سنة ٥٠٧ وتفقه على أبي سعد بن أبي عصرون وسمع الحديث بالموصل من تاج الإسلام الحسين بن نصر بن خميس ، وببغداد من عبد الخالق بن يوسف والمبارك بن الشّهرزوري والكروخي ، وكان زاهدا ورعا ، وكان للناس فيه اعتقاد حسن ، مات بدمشق وهو خطيبها في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة ٥٩٨.

دُومَا : بالكوفة والنجف محلة منها ، ويقال : اسمها دومة لأن عمر لما أجلى أكيدر صاحب دومة الجندل قدم الحيرة فبنى بها حصنا وسماه دومة أيضا.

دُومانُ : بضم أوله ، وآخره نون : موضع ، عن العمراني.

دُومَةُ : بالضم : من قرى غوطة دمشق غير دومة الجندل ، كذا حدثني المحب عن الدمشقيين ، منها عبد الله بن هلال بن الفرات أبو عبد الله الرّبعي الدومي

__________________

(١) في هذين البيتين إقواء.

(٢) في هذين البيتين إقواء.

٤٨٦

الدمشقي ، سكن بيروت وكان أحد الزهاد ، حدث عن إبراهيم بن أيوب الحوراني وأحمد بن عاصم الأنطاكي وأحمد بن أبي الحوارى وهشام بن عمار ، روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو العباس الأصم ومحمد ابن المنذر شكّر الهروي وأبو نعيم الأستراباذي وعبد الرحمن بن داود بن منصور ، ذكره أبو القاسم ، وينسب إلى دومة جماعة من رواة الحديث ، منهم : شجاع بن بكر بن محمد أبو محمد التميمي الدومي ، حدث عن أبي محمد هشام بن محمد الكوفي ، روى عنه عبد العزيز الكناني.

دَوْمَ الإيادِ : بفتح أوله ، والإياد بالياء المثناة من تحت وكسر الهمزة ، والدّوم عند العرب : شجر المقل ، والدوم أيضا الظل الدائم : وهو موضع في شعر ابن مقبل :

قوم محاضرهم شتى ، ومجمعهم

دوم الإياد وفاثور ، إذا اجتمعوا

دُومَةُ الجندَل : بضم أوله وفتحه ، وقد أنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين ، وقد جاء في حديث الواقدي دوماء الجندل ، وعدّها ابن الفقيه من أعمال المدينة ، سمّيت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم ، وقال الزّجاجي : دومان بن إسماعيل ، وقيل : كان لإسماعيل ولد اسمه دما ولعله مغير منه ، وقال ابن الكلبي : دوماء بن إسماعيل ، قال : ولما كثر ولد إسماعيل ، عليه السلام ، بتهامة خرج دوماء بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة وبنى به حصنا فقيل دوماء ونسب الحصن إليه ، وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول ، صلى الله عليه وسلّم ، وقال أبو سعد : دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ ، قال : ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقي ما به من النخل والزرع ، وحصنها مارد ، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنيّ بالجندل ، وقال أبو عبيد السكوني : دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيّء كانت به بنو كنانة من كلب ، قال : ودومة من القريات ، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال ، والقريات : دومة وسكاكة وذو القارة ، فأما دومة فعليها سور يتحصن به ، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد ، وهو حصن أكيدر الملك بن عبد الملك بن عبد الحيّ بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير وهو كندة السكوني الكندي ، وكان النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، وجّه إليه خالد بن الوليد من تبوك وقال له ستلقاه يصيد الوحش ، وجاءت بقرة وحشية فحكّكت قرونها بحصنه فنزل إليها ليلا ليصيدها فهجم عليه خالد فأسره وقتل أخاه حسان بن عبد الملك وافتتحها خالد عنوة ، وذلك في سنة تسع للهجرة ، ثم إن النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، صالح أكيدر على دومة وآمنه وقرّر عليه وعلى أهله الجزية ، وكان نصرانيّا فأسلم أخوه حريث فأقرّه النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، على ما في يده ونقض أكيدر الصلح بعد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فأجلاه عمر ، رضي الله عنه ، من دومة فيمن أجلى من مخالفي دين الإسلام إلى الحيرة فنزل في موضع منها قرب عين التمر وبنى به منازل وسمّاها دومة ، وقيل : دوماء باسم حصنه بوادي القرى ، فهو قائم يعرف إلا أنه خراب ، قال : وفي إجلاء عمر ، رضي الله عنه ، أكيدر يقول الشاعر :

يا من رأى ظعنا تحمّل غدوة

من ال أكدر ، شجوه يعنيني

٤٨٧

قد بدّلت ظعنا بدار إقامة ،

والسير من حصن أشمّ حصين

وأهل كتب الفتوح مجمعون على أن خالد بن الوليد ، رضي الله عنه ، غزا دومة أيام أبي بكر ، رضي الله عنه ، عند كونه بالعراق في سنة ١٢ ، وقتل أكيدر لأنه كان نقض وارتدّ ، وعلى هذا لا يصح أن عمر ، رضي الله عنه ، أجلاه وقد غزي وقتل في أيام أبي بكر ، رضي الله عنه ، وأحسن ما ورد في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر في كتاب الفتوح له وأنا حاك جميع ما قاله على الوجه ، قال : بعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم ، خالد بن الوليد ، رضي الله عنه ، سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل فأخذه أسيرا وقتل أخاه وقدم بأكيدر على النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، وعليه قباء ديباج بالذهب ، فأسلم أكيدر وصالح النبي ، صلى الله عليه وسلّم ، على أرضه وكتب له ولأهل دومة كتابا ، وهو : بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام ، ولأهل دومة. إن لنا الضاحية من الضّحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن ، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور لا تعدل سارحتكم ولا تعدّ فاردتكم ولا يحظر النبات ، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة لحقها ، عليكم بذلك عهد الله والميثاق ولكم به الصدق والوفاء ، شهد الله ومن حضر من المسلمين ، قيل : الضاحي البارز ، والضّحل الماء القليل ، والبور الأرض التي لم تستخرج ، والمعامي الأرض المجهولة ، والأغفال التي لا آثار فيها ، والحلقة الدروع ، والحافر الخيل والبراذين والبغال والحمير ، والحصن دومة الجندل ، والضامنة النخل الذي معهم في الحصن ، والمعين الظاهر من الماء الدائم ، وقوله : لا تعدل سارحتكم أي لا يصدّقها المصدّق إلا في مراعيها ومواضعها ولا يحشرها ، وقوله : لا تعد فاردتكم أي لا تضم الفاردة إلى غيرها ثم يصدق الجميع فيجمع بين متفرّق الصدقة ، ثم عاد أكيدر إلى دومة ، فلما مات رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم ، منع أكيدر الصدقة وخرج من دومة الجندل ولحق بنواحي الحيرة وابتنى قرب عين التمر بناء وسماه دومة ، وأسلم حريث بن عبد الملك أخوه على ما في يده فسلم له ذلك ، فقال سويد بن الكلبي :

فلا يأمنن قوم زوال جدودهم

كما زال عن خبث ظعائن أكدرا

وتزوّج يزيد بن معاوية ابنة حريث ، وقيل إن خالدا لما انصرف من العراق إلى الشام مرّ بدومة الجندل التي غزاها أولا بعينها وفتحها وقتل أكيدر ، قال : وقد روي أن أكيدر كان منزله أولا بدومة الحيرة ، وهي كانت منازله ، وكان يزورون أخوالهم من كلب ، وإنه لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لهم مدينة متهدّمة لم يبق إلا حيطانها وهي مبنية بالجندل فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وغيره وسموها دومة الجندل تفرقة بينها وبين دومة الحيرة ، وكان أكيدر يتردد بينها وبين دومة الحيرة ، فهذا يزيل الاختلاف ، وقد ذهب بعض الرواة إلى أن التحكيم بين عليّ ومعاوية كان بدومة الجندل ، وأكثر الرواة على أنه كان بأذرح ، وقد أكثر الشعراء في ذكر أذرح وأن التحكيم كان بها ، ولم يبلغني شيء من الشعر في دومة إلا قول الأعور الشنّيّ وإن كان الوزن يستقيم بأذرح ، وهو هذا :

رضينا بحكم الله في كل موطن ،

وعمرو وعبد الله مختلفان

٤٨٨

وليس بهادي أمّة من ضلالة ،

بدومة ، شيخا فتنة عميان

بكت عين من يبكى ابن عفّان ، بعد ما

نفا ورق الفرقان كلّ مكان

ثوى تاركا للحقّ متّبع الهوى ،

وأورث حزنا لاحقا بطعان

كلا الفتنتين كان حيّا وميّتا ،

يكادان لو لا القتل يشتبهان

وقال أعشى بني ضور من عنزة :

أباح لنا ، ما بين بصرى ودومة ،

كتائب منا يلبسون السّنورا

إذا هو سامانا ، من الناس ، واحد

له الملك خلّا ملكه وتفطّرا

نفت مضر الحمراء عنا سيوفنا ،

كما طرد الليل النهار فأدبرا

وقال ضرار بن الأزور يذكر أهل الرّدة :

عصيتم ذوي ألبابكم وأطعتم

ضجيما ، وأمر ابن اللّقيطة أشأم

وقد يمّموا جيشا إلى أرض دومة ،

فقبّح من وفد وما قد تيمّموا

وقرأت في كتاب الخوارج : قال حدثنا محمد بن قلامة بن إسماعيل عن محمد بن زياد قال حدثنا محمد ابن عون قال حدثنا عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال مررت مع أبي موسى بدومة الجندل فقال : حدثني حبيبي أنه حكم في بني إسرائيل في هذا الموضع حكمان بالجور وأنه يحكم في أمتي في هذا المكان حكمان بالجور ، قال : فما ذهبت إلا أيام حتى حكم هو وعمرو بن العاص بما حكما ، قال : فلقيته فقلت له يا أبا موسى قد حدثتني عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم ، بما حدثتني ، فقال : والله المستعان.

دُومَةُ خَبْتٍ : موضع آخر ، قال الأخطل :

ألا يا أسلما على التقادم والبلى

بدومة خبت ، أيها الطّلان!

فلو كنت محصوبا ، بدومة ، مدنفا

أداوى بريق من سعاد شفاني

دَوْمَرِيّةُ : بفتح أوله ، وبعد الميم راء مهملة وياء النسبة : جزيرة في وسط نيل مصر ، فيها قرية غنّاء شجراء تلقاء الصعيد ، والله أعلم.

دوميس : ناحية بأرّان بين برذعة ودبيل.

دَوْمين : بصيغة الجمع وقد روي بصيغة التثنية ، وقع في قصر الصلاة من حديث مسلم : وهي قرية على ستة فراسخ من حمص ، عن القاضي عياض.

دَوْنَقُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ونون مفتوحة : قرية بنهاوند ذات بساتين ، بينها وبين نهاوند ميلان ، منها عمير بن مرداس الدّونقي ، حدث عن عبد الله ابن نافع صاحب مالك بن أنس ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عيسى بن ديزك البروجردي وغيره ، وبدونق رباط للصوفية بناه أبو القاسم نصر بن منصور بن الحسن الدونقي ، لقيه السلفي ، وهو صاحب عبد الله بن علي ابن موسى الحنفي الزّزّي ، وكان بمصر من أبناء النعم والحال الواسعة.

الدَّوْنَكان : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره نون : بلدان من وراء فلج ، ذكرهما ابن مقبل في قوله :

يكادان ، بين الدّونكين وألوة

وذات القتاد الخضر ، يعتلجان

قال ابن السكّيت : الدونكان واديان في بلاد بني سليم ، وقال الأزدي : الدونكان اسم لموضع واحد.

٤٨٩

دُونُ : بضم أوله ، وآخره نون : قرية من أعمال دينور ، ينسب إليها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد ابن الحسن بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن إسحاق ابن وشية الدوني الصوفي رواية كتب أبي بكر السنّي الدينوري ، حدث عنه أبو طاهر بن سلفة وقال : سألته عن مولده فقال سنة ٤٢٧ في رمضان ، وهو آخر من حدث في الدنيا بكتاب أبي عبد الرحمن النسوي بجلّق ، وإليه كان الرحلة ، قال : وقرأته أنا عليه سنة ٥٠٠ بالدون ، وتوفي في رجب سنة ٥٠١.

دُونَة : بضم أوله ، وبعد الواو الساكنة نون : قرية من قرى نهاوند ، وقد نسب إليها بعض الصالحين ، ذكره والذي قبله الحازمي كما كتبناه سواء. ودونة أيضا : بهمذان قرية والنسبة إليها دونيّ ، وقد نسب إلى التي بنهاوند دونقي كما ذكرنا قبل ، وقال أبو زكرياء بن مندة : دونة قرية بين همذان ودينور على عشرة فراسخ من همذان ، وقيل : على خمسة عشر فرسخا ، ومنها إلى الدينور عشرة فراسخ ، وقيل : هي من رستاق همذان ، وقال شيرويه : أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الصوفي أبو الفرج الدوني قدم علينا في رجب سنة ٤٥٩ ، روى عن أبي السكار من كتب أبي بكر السنّي ، لم أزرق منه السماع ، وكان صدوقا فاضلا ، وعمر بن الحسين بن عيسى بن إبراهيم أبو حفص الدوني الصوفي ، سكن صور وسمع أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع بصيداء وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان العرّاف بصور ، حدث عنه غيث بن علي ، وسئل عن مولده فقال في سنة ٤٠٠ ، ومات سنة ٤٨١ ، وكان يذهب مذهب سفيان ، ومنها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن علي ابن أحمد بن إسحاق الدوني الصوفي الزاهد ، قال أبو زكرياء : وكان من بيت الزهد والستر والعبادة ، مولده في سنة ٤٢٧ ، ومات سنة ٥٠١ ، وروى الكثير وسمع كتبا كثيرة.

الدَّوُّ : بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : أرض ملساء بين مكة والبصرة على الجادّة مسيرة أربع ليال ، ليس فيها جبل ولا رمل ولا شيء ، هكذا قال نصر ، وأنا أرى أنه صفة وليس بعلم ، فإنّ الدّوّ فيما حكاه الأزهري عن الأصمعي الأرض المستوية وإليها تنسب الدّوّيّة ، فإنما سميت دوية لدويّ الصوت أي يسمع فيها ، وقال الأزهري عن بعضهم : الدّوّ أرض مسيرة أربع ليال شبه ترس خاوية يسار فيها بالنّجوم ويخاف فيها الضلال ، وهي على طريق البصرة إذا أصعدت إلى مكة تياسرت ، وإنما سميت الدّوّ لأنّ الفرس كانت لطائمهم تجوز فيها فكانوا إذا سلكوها تحاضّوا فيها الجد فقالوا بالفارسية دو دو أي أسرع ، قال : وقد قطعت الدّوّ مع القرامطة ، أبادهم الله ، وكانت مطرقهم قافلين من الهبير فسقوا ظهرهم بحفر أبي موسى فاستقوا وفوّزوا بالدّوّ ووردوا صبيحة خامسة ماء يقال له ثبرة ، وعطب فيها نجب كثيرة من نجب الحاجّ.

دَوَّة : بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : موضع من وراء الجحفة بستة أميال ، قال كثير :

إلى ابن أبي العاصي بدوّة أرقلت ،

وبالسّفح من ذات الرّبى فوق مظعن

الدُّويرَةُ : بضم أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت : اسم قرية على فرسخين من نيسابور ، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدويري النيسابوري ، حدث عن إسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رافع ، روى عنه

٤٩٠

أبو عمرو بن حمدان النيسابوري ، ومات سنة ٣٠٧.

الدُّوَيرَةُ : بلفظ تصغير دار : محلة ببغداد ، نسب إليها قوم من أهل العلم ، منهم : أبو محمد حماد بن محمد بن عبد الله الفراوي الأزرق الدويري أصله من الكوفة ، سكن الدويرة ببغداد ، حدث عن محمد بن طلحة ومقاتل بن سليمان ، روى عنه صالح جزرة وعباس الدويري وغيرهما ، مات سنة ٢٣٠.

الدُّوَيسُ : بلفظ التصغير : من قرى بيهق ، ينسب إليها جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الفقيه أبو عبد الله الدّويسي ، حدث عن محمد بن بكران عن المحاملي ، سئل عن مولده فقال في سنة ٣٨٠.

الدومية : من قرى عثّر من جهة القبلة.

دَوِينُ : بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، وياء مثناة من تحت ساكنة ، وآخره نون : بلدة من نواحي أرّان في آخر حدود أذربيجان بقرب من تفليس ، منها ملوك الشام بنو أيوب ، ينسب إليها أبو الفتوح نصر الله بن منصور بن سهل الدّويني الجيزي ، كان فقيها شافعي المذهب ، تفقه ببغداد على أبي حامد الغزّالي وسافر إلى خراسان وأقام بنيسابور مدة ثم انتقل إلى بلخ ، وسمع الحديث على أبي سعد عبد الواحد بن عبد الكريم القصري وعبد الرزاق بن حسان المنيعي وغيرهما ، ذكره أبو سعد في شيوخه فقال : مات ببلخ في سنة ٥٤٦. ودوين أيضا : من قرى أستوا من أعمال نيسابور ، قال أبو الحسن محمد بن محمد الخاوراني : سمعت بقرية دوين من ناحية أستوا من الفقيه محمد الجويني جزءا يشتمل على ما ورد من الأخبار في الصلاة على رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم.

باب الدال والهاء وما يليهما

الدَّهَاسَةُ : بفتح أوله ، وتخفيف ثانيه ، وبعد الألف سين مهملة : ماءة في طريق الحاج عن يسار سميراء للمصعد إلى مكة ، والدهس : لون كلون الرمل ، والدّهاس : ما كان من الرمل لا ينبت شيئا وتغيب فيه القوائم ، وقال الأصمعي : الدهاس كل ليّن لا يبلغ أن يكون رملا وليس بتراب ولا طين.

الدَّهالِكُ : موضع في شعر كثير : قرية بالدهناء ، فقال :

كأنّ عدوليّا زهاء حمولها ،

غدت ترتمي الدّهنا بها والدهالك

ده بالا : قرية بماسبذان بناحية الجبل قرب البندنيجين ، بها قبر أمير المؤمنين المهدي بن المنصور ، وبه مشهد و

عليه قوّام يقال لهم الجراية ، وزاده المستند في سنة ٥٦٤ وفرق على سكانه أموالا جمة.

الدَّهْثَمُونُ : قرية بالحوف الشرقي بمصر.

دِهْجِيَةُ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وجيم مكسورة ، وياء مثناة من تحت مخففة : قرية على باب أصبهان ، منها أبو صالح محمد بن حامد الدهجي ، روى عن أبي علي الثقفي.

دِهْدايَه : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة أخرى ، وياء مثناة من تحت خفيفة ، ومعناه بالفارسية قرية الداية : وهي قرية بينها وبين الدامغان مرحلة خفيفة مما يلي الغرب ، وهي منزل القوافل ، وهي للملاحدة مقابل قلعتهم المشهورة المعروفة بكردكوه ، وبها يمسكون الحاج والقوافل فيأخذون من كل جمل ثمن دينار ويتبعونه بما يستمدّون ويؤذون.

دَهْوانُ : فتح أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره نون : من قرى اليمن ، ينسب إليها محمد بن أحمد بن محمد أبو

٤٩١

يحيى الدهراني المقري ، سمع أبا عبد الله محمد بن جعفر ، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.

دَهْرٌ : واد دون حضرموت.

دَهْرُوطُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وآخره طاء مهملة : بليد على شاطئ غربي النيل من ناحية الصعيد قرب البهنساء.

دِهِسْتَانُ : بكسر أوله وثانيه : بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان ، بناها عبد الله ابن طاهر في خلافة المهدي ، كذا ذكر وليس بصحيح لأن عبد الله بن طاهر لم يكن في أيام المهدي ، ينسب إليها عمر بن عبد الكريم بن سعدويه أبو الفتيان ، ويقال أبو حفص بن أبي الحسن الروّامي الدهستاني الحافظ ، قدم دمشق فسمع بها عبد الدائم بن الحسن وأبا محمد الكناني وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا نصر ابن طلّاب ، وببغداد جابر بن ياسين وأبا الغنائم بن المأمون ، وبمرو وهراة ونيسابور ، وبصور أبا بكر الخطيب ، وحدث بدمشق وصور وغير ذلك ، وقال البشاري : دهستان مدينة بكرمان. ودهستان : ناحية بجرجان ، وهي المذكورة آنفا. ودهستان : ناحية بباذغيس من أعمال هراة ، منها محمد بن أحمد ابن أبي الحجاج الدهستاني الهروي.

دَهْشُور : قرية كبيرة من أعمال مصر في غربي النيل من أعمال الجيزة ، منها أبو الليث عبد الله بن محمد بن الحجاج بن عبد الله بن مهاجر الرّعيني الدّهشوري ، روى عن يونس بن عبد الأعلى ، وتوفي في ربيع الأول سنة ٣٢٢.

دِهْقانُ : بكسر أوله ، وبعد الهاء قاف ، وآخره نون ، وهو بالفارسية التاجر صاحب الضياع : اسم موضع في شعر الأعشى ، وقال ابن الأعرابي : هي رملة في قول الراعي :

فظلّ يعلو لوى الدّهقان معترضا

في الرمل أظلافه صفر من الزهر

دَهَكُ : بفتح أوله وثانيه : قرية بالريّ ، ينسب إليها قوم من الرواة ، منهم : عليّ بن إبراهيم الدهكي ، والسندي بن عبدويه الدهكي ، يروي عن أبي أويس وأهل المدينة والعراق ، روى عنه محمد بن حماد الطهراني ، كذا ذكره السمعاني ووجدته بخط عبد السلام البصري الدّهكي ، بكسر أوله وفتح ثانيه.

دَهْلَك : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ولام مفتوحة ، وآخره كاف ، اسم أعجمي معرب ، ويقال له دهيك أيضا : وهي جزيرة في بحر اليمن ، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة ، بلدة ضيّقة حرجة حارة كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها ، وقال أبو المقدام :

ولو أصبحت بنت القطاميّ ، دونها

جبال بها الأكراد صمّ صخورها

لباشرت ثوب الخوف ، حتى أزورها

بنفسي ، إذا كانت بأرض تزورها

ولو أصبحت خلف الثريّا لزرتها

بنفسي ، ولو كانت بدهلك دورها

وقال أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الإسكندري يذكر دهلك وصاحبه مالك بن الشدّاد :

وأقبح بدهلك من بلدة ،

فكلّ امرئ حلّها هالك

كفاك دليلا على أنها

جحيم وخازنها مالك

دَهْماءُ مَرْضوض : موضع في بلاد مزينة من نواحي المدينة ، قال معن بن أوس المزني :

٤٩٢

تأبّد لأي منهم فعتائده ،

فذو سلم أنشاجه فسواعده

فذات الحماط خرجها فطلولها ،

فبطن البقيع قاعه فمرابده

فدهماء مرضوض كأنّ عراضها

بها نضو محذوف جميل محافده

الدَّهنَاءُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ونون ، وألف تمد وتقصر ، وبخط الوزير المغربي : الدهناء عند البصريين مقصور وعند الكوفيين يقصر ويمد ، والدّهان : الأمطار اللينة ، واحدها دهن ، وأرض دهناء مثل الحسن والحسناء ، والدهان : الأديم الأحمر ، قالوا في قوله تعالى : (فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) ، قالوا : شبهها في اختلاف ألوانها من الفزع الأكبر بالدهن واختلاف ألوانه أو الأديم واختلاف ألوانه ، ولعل الدهناء سميت بذلك لاختلاف النبت والأزهار في عراضها ، قال الساجي : ومن خط ابن الفرات نقلت : بنى عتبة بن غزوان دار الإمارة بالبصرة في موضع حوض حماد وهو حوض سليمان بن عليّ في رحبة دعلج ، وهي رحبة بني هاشم ، وكانت الدار تسمى الدهناء ، قال أبو منصور : الدهناء من ديار بني تميم معروفة ، تقصر وتمدّ ، والنسبة إليها دهناويّ ، قال ذو الرّمة :

أقول لدهناويّة ...

قال : وهي سبعة أجبل من الرمل في عرضها ، بين كل جبلين شقيقة ، وطولها من حزن ينسوعة إلى رمل يبرين ، وهي من أكثر بلاد الله كلأ مع قلة أعذاء ومياه ، وإذا أخصبت الدهناء ربّعت العرب جمعا لسعتها وكثرة شجرها ، وهي عذاة مكرمة نزهة ، من سكنها لا يعرف الحمّى لطيب تربتها وهوائها ، آخر كلامه ، وقال غيره : إذا كان المصعد بالينسوعة ، وهو منزل بطريق مكة من البصرة ، صبحت به أقماع الدهناء من جانبه الأيسر واتصلت أقماعها بعجمتها وتفرعت جبالها من عجمتها ، وقد جعلوا رمل الدهناء بمنزلة بعير وجعلوا أقماعها التي شخصت من عجمتها نحو الينسوعة ثفنا كثفن البعير ، وهي خمسة أجبل على عدد الثفنات : فالجبل الأعلى منها الأدنى إلى حفر بني سعد واسمه خشاخش لكثرة ما يسمع من خشخشة أموالهم فيه ، والجبل الثاني يسمى حماطان ، والثالث جبل الرمث ، والرابع معبّر ، والخامس جبل حزوى ، وقال الهيثم بن عديّ :الوادي الذي في بلاد بني تميم ببادية البصرة في أرض بني سعد يسمونه الدّهناء ، يمر في بلاد بني أسد فيسمونه منعج ثم في غطفان فيسمونه الرّمّة ، وهو بطن الرمة الذي في طريق فيد إلى المدينة ، وهو وادي الحاجر ، ثم يمر في بلاد طيّء فيسمونه حائل ، ثم يمر في بلاد كلب فيسمونه قراقر ، ثم يمر في بلاد تغلب فيسمونه سوى ، وإذا انتهى إليهم عطف إلى بلاد كلب فيصير إلى النيل ، ولا يمر في بلاد قوم إلا انصبّ إليهم كلها ، هذا قول الهيثم ، وقد أكثر الشعراء من ذكر الدهناء وعلى الخصوص ذو الرمة فقال أعرابي حبس بحجر اليمامة :

هل الباب مفروج ، فأنظر نظرة

بعين قلت حجرا فطال احتمامها؟

ألا حبذا الدّهنا وطيب ترابها ،

وأرض خلاء يصدح الليل هامها

ونصّ المهارى بالعشيات والضحى

إلى بقر ، وحي العيون كلامها

وقالت العيوف بنت مسعود أخي ذي الرّمّة :

خليليّ قوما فارفعا الطرف وانظرا

لصاحب شوق منظرا متراخيا

٤٩٣

عسى أن نرى ، والله ما شاء فاعل ،

بأكثبة الدّهنا من الحيّ باديا

وإن حال عرض الرمل والبعد دونهم ،

فقد يطلب الإنسان ما ليس رائيا

يرى الله أن القلب أضحى ضميره

لما قابل الروحاء والعرج قاليا

دُهُنَّا : بضم أوله وثانيه ، وتشديد نونه ، مقصور : ناحية من السواد قرب المدائن.

دِهْنَخِيرْجان : مدينة كبيرة بأذربيجان ، بينها وبين تبريز يومان وبينها وبين مراغة يومان ، وبعضهم يسميها حرّقان ، والذي ترجم ههنا معناه قرية النخيرجان ، والنخيرجان كان خازن كسرى ، وهذه البلدة مضافة إليه.

الدُّهَيمُ : تصغير ترخيم أدهم : أظنه موضعا كان فيه يوم للعرب.

باب الدال والياء وما يليهما

ديارُ بَكْرٍ : هي بلاد كبيرة واسعة تنسب إلى بكر ابن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان ، وحدّها ما غرّب من دجلة إلى بلاد الجبل المطلّ على نصيبين إلى دجلة ، ومنه حصن كيفا وآمد وميّافارقين ، وقد يتجاوز دجلة إلى سعرت وحيزان وحيني وما تخلل ذلك من البلاد ولا يتجاوز السهل ، وقال أبو الفرج عبد الواحد بن محمد المخزومي الببغاء يمدح سيف الدولة في ضمن رسالة ، وكان سيف الدولة قد انصرف من بعض غزواته إليها ، فقال :

وكيف يقهر من لله ينصر من

دون الورى ، وبعزّ الله يعتصم

إن سار سار لواء الحمد يقدمه ،

أو حلّ حلّ به الإقبال والكرم

يلقى العدى بجيوش لا يقاومها

كثر العساكر ، إلّا أنها همم

لما سقى البيض ريّا ، وهي ظامئة

من الدماء ، وحكم الموت يحتكم

سقت سحائب كفيه بصيّبها

ديار بكر ، فهانت عندها الدّيم

ينسب إليها من المحدثين عمر بن علي بن الحسن الدياربكري ، سمع الجبّائي بحلب.

دِيارُ رَبيعَةَ : بين الموصل إلى رأس عين نحو بقعاء الموصل ونصيبين ورأس عين ودنيسر والخابور جميعه وما بين ذلك من المدن والقرى ، وربما جمع بين ديار بكر وديار ربيعة وسميت كلها ديار ربيعة لأنهم كلهم ربيعة ، وهذا اسم لهذه البلاد قديم ، كانت العرب تحله قبل الإسلام في بواديه ، واسم الجزيرة يشمل الكلّ.

ديار مُضَرَ : ومضر ، بالضاد المعجمة : وهي ما كان في السهل بقرب من شرقي الفرات نحو حرّان والرّقّة وشمشاط وسروج وتلّ موزن.

دِيافُ : بكسر أوله ، وآخره فاء ، قال ابن حبيب : دياف من قرى الشام ، وقيل : من قرى الجزيرة ، وأهلها نبط الشام ، تنسب إليها الإبل والسيوف ، وإذا عرضوا برجل أنه نبطيّ نسبوه إليها ، قال الفرزدق :

ولكن ديافيّ ، أبوه وأمه

بحوران يعصرن السليط أقاربه

وقال الأخطل :

كأنّ بنات الماء ، في حجراته ،

أباريق أهدتها دياف بصرخدا

٤٩٤

فهذا يدل على أنها بالشام لأنّ حوران وصرخد من رساتيق دمشق ، وقال جرير :

إنّ سليطا كاسمه سليط ،

لولا بنو عمرو وعمرو عيط ،

قلت : ديافيّون أو نبيط

قال ابن حبيب : دياف قرية بالشام ، والعيط : الضخام ، واحدهم أعيط ، يقول : هم نبيط الشام أو نبيط العراق ، قال ابن الإطنابة أو سحيم :

كأن الوحوش به عسقلان

صادف في قرن حجّ ديافا

يريد أهل عسقلان صادفوا أهل دياف فتناشروا ألوان الثياب.

دَيَالَةُ : موضع بالحجاز.

دَيَالى : بفتح أوله ، وإمالة اللام : نهر كبير بقرب بغداد ، وهو نهر بعقوبا الأعظم يجري في جنبها ، وهو الحدّ بين طريق خراسان والخالص ، وهو نهر تامرّا بعينه.

الدِّيبَجات : في أقصى بحر الهند جزائر متصلة نحو ألف جزيرة يقال لها الدّيبجات ، عامرة كلها ، من الجزيرة إلى الجزيرة الميلان والثلاثة أميال وأكثر من ذلك.

الدَّيبُلُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وباء موحدة مضمومة ، ولام : مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند ، والدّيبل في الإقليم الثاني ، طولها من جهة المغرب اثنتان وتسعون درجة وعشرون دقيقة ، وعرضها من جهة الجنوب أربع وعشرون درجة وثلاثون دقيقة ، وهي فرضة ، وإليها تفضي مياه لهور ومولتان فتصب في البحر الملح ، وقد نسب إليها قوم من الرواة ، منهم : أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي ، جاور مكة ، روى عن أبي عبد الله سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي وحسين بن حسن المروزي وابنه إبراهيم بن محمد الديبلي ، يروي عن موسى ابن هارون.

دَيبُورُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وباء موحدة ، وآخره راء : ناحية من عمل جزيرة ابن عمر.

الدّيْدَان : مدينة حسنة كانت في طريق البلقاء من ناحية الحجاز خربت.

الدّيْرتَان : روضتان لبني أسيّد بمفجر وادي الرّمّة من التنعيم عن يسار طريق الحاجّ المصعد.

القول في ذكر الدَّيرة

الدّير : بيت يتعبد فيه الرهبان ولا يكاد يكون في المصر الأعظم إنما يكون في الصحاري ورؤوس الجبال ، فإن كان في المصر كانت كنيسة أو بيعة ، وربما فرّق بينهما فجعلوا الكنيسة لليهود والبيعة للنصارى ، قال الجوهري : ودير النصارى أصله الدار ، والجمع أديار ، والديرانيّ صاحب الدير ، وقال أبو منصور : صاحبه الذي يسكنه ويعمره ديرانيّ وديّار ، وقال أيضا أبو منصور : قال سلمة عن الفرّاء يقال دار وديار ودور ، وفي الجمع القليل أدور وأدور وديران ، ويقال آدر على القلب ، ويقال دير وديرة وأديار وديران ودارة ودارأت وأديرة ودير ودور ودوران وأدوار ودوار وأدورة ، هكذا ذكره على نسق ، وهذا يشعر بأن الدير من اللغات في الدار ولعله بعد تسمية الدار به خصص الموضع الذي تسكنه الرهبان به وصار علما له ، والله أعلم ، ولما كان استيعاب ذكر جميع الديرة متعذرا ههنا ذكرنا ما هو منها مشهور وفي كتب اللغة وأهل الأدب مسطور.

دَيْرُ أَبَان : من قرى غوطة دمشق ، قال ابن عساكر في تاريخه : عثمان بن أبان بن عثمان بن حرب بن عبد

٤٩٥

الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية كان يسكن دير أبان عند قرحتاء ، وهو منسوب إلى أبيه أبان ، ذكره ابن أبي العجائز.

دَير أَبْشِيَا : بفتح أوله ، وباء موحدة ساكنة ، وشين معجمة مكسورة ، وياء مثناة من تحت : دير بنواحي الصعيد ثم بأسيوط من ديار مصر ، والله أعلم.

دَيْرُ الأَبْلَق : بفتح أوله ، وباء موحدة ساكنة ، ولام ، وقاف : دير بالأهواز ثم بكوار من ناحية أردشير خرّه ، وفيه يقول حارثة بن بدر الغداني :

ألم تر أن حارثة بن بدر

أقام بدير أبلق من كوارا

مقيما يشرب الصهباء صرفا ،

إذا ما قلت تصرعه استدارا

دَير أبي مينا : قرية معروفة بمصر.

دَيرأَبُّونَ : ويقال أبيون وهو الصحيح : بقردى بين جزيرة ابن عمر وقرية ثمانين قرب باسورين ، وهو دير جليل عندهم فيه رهبان كثيرة ، ويزعمون أن به قبر نوح ، عليه السلام ، تحت أزج عظيم لاطئ بالأرض يشهد لنفسه بالقدم ، وفي جوفه قبر عظيم في صخر زعموا أنه لنوح ، عليه السلام ، وفيه يقول بعضهم يذكر محبوبة له كردية عشقها بقربه :

فيا ظبية الوعساء! هل فيك مطمع

لصاد إلى تقبيل خدّيك ظمآن؟

وإنّي الى الثرثار والحضر حلّتي

ودارك دير أبّون أو برزمهران

سقى الله ذاك الدير غيثا لأهله ،

وما قد حواه من قلال ورهبان

دَير ابنِ بَرّاقِ : بظاهر الحيرة ، قال الثرواني :

يا دير حنّة عند القائم الساقي

إلى الخورنق من دير ابن برّاق

وقد ذكر في دير حنة.

دَير ابن عامر : لا أعرف موضعه إلا أنه جاء في شعر عياش الضّبّي اللّص ، وقيل التّيّحان العكلي :

ألم ترني بالدير ، دير ابن عامر ،

زللت ، وزلّات الرجال كثير

فلو لا خليل خانني وأمنته ،

وجدّك ، لم يقدر عليّ أمير

فإني قد وطّنت نفسي لما ترى ،

وقلبك يا ابن الطّيلسان يطير

كفى حزنا في الصدر أن عوائدي

حجبن ، وأني في الحديد أسير

فأجابه ابن الطيلسان بأبيات ، منها :

وأحموقة وطّنت نفسك خاليا

لها ، وحماقات الرجال كثير

دَيرُ ابنِ وضَّاح : بنواحي الحيرة ، وفيه يقول بكر ابن خارجة :

إلى الدّساكر فالدّير المقابلها ،

إلى الأكيراح أو دير ابن وضّاح

دَير أبي بخُوم : بضم الباء الموحدة ، وخاء معجمة ، وواو ساكنة ، وميم : دير بصعيد مصر بقرية يقال لها فاو ، بالفاء والواو ، وهو دير أزليّ له حرمة عندهم.

دَير أَبي سَويِرِس : بفتح السين المهملة ، وكسر الواو ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وراء مكسورة ، وآخره سين مهملة : على شاطئ النيل بمصر شرقيه من جهة الصعيد. ودير سويرس أيضا : بأسيوط منسوب إلى رجل.

٤٩٦

دَير أَبي هُور : ذكر الشّابشتي أنه بسرياقوس من أعمال مصر ، وهي بيعة عامرة كثيرة الرهبان فيها أعجوبة ، وهو أنّ من كانت له خنازير قصد هذا الموضع للتعالج أخذه رئيس الموضع وأضجعه وجاءه بخنزير وأرسله على موضع العلة فيختلس الخنزير موضع الوجع ويأكل الخنازير التي فيه ولا يتعدّى إلى موضع الصحيح ، فإذا تنظف الموضع ذرّ عليه رماد خنزير فعل مثل هذا الفعل من قبل ومن زيت قنديل البيعة فيبرأ ، ثم يؤخذ ذلك الخنزير ويذبح ويحرق ويعد رماده لمثل هذا العلاج.

دَيرُ أَبي يُوسُف : فوق الموصل ودون بلد ، بينه وبين بلد فرسخ واحد ، وهو دير كبير فيه رهبان ذوو جدة ، وهو على شاطئ دجلة في ممر القوافل.

دَيرُ الأَبيض : في موضعين : أحدهما في جبل مطلّ على الرّها فإذا ضرب ناقوسه سمع بالرها وهو يشرف على بقعة حرّان ، والآخر بالصعيد يقال له أيضا دير الأبيض.

دَيرُ أَتْريبَ : بأرض مصر ، ويعرف بمارت مريم ، وله عيد في الحادي والعشرين من بؤونه ، يذكرون أنّ حمامة بيضاء تجيئهم ولا يرونها إلّا يوم مثله وتدخل المذبح ولا يدرون من أين جاءت.

دَيرُ أَحوِيشَا : وأحويشا بالسريانية الحبيس : وهو بإسعرت مدينة بديار بكر قرب أرزن الروم وحيزان ، وهو مطل على أرزن ، وهو كبير جدّا فيه أربعمائة راهب في قلال وحوله البساتين والكروم ، وهو في نهاية العمارة ، ويحمل خمره إلى ما حوله من البلدان لجودته ، وإلى جنبه نهر يعرف بنهر الروم ، وفيه يقول أبو بكر محمد بن طنّاب اللّبّادي لأنه كان يلبس لبدا أحمر :

وفتيان كهمل من أناس

خفاف في الغدوّ ، وفي الرّواح

نهضت بهم ، وستر الليل ملقى ،

وضوء الصبح مقصوص الجناح

نؤم ، بدير أحويشا ، غزالا

غريب الحسن كالقمر اللّياح

وكابدنا السّرى شوقا إليه ،

فوافينا الصّباح مع الصّباح

نزلنا منزلا حسنا أنيقا

بما نهواه ، معمور النواحي

قسمنا الوقت فيه لاغتباق

على الوجه المليح ، ولاصطباح

وظلنا بين ريحان وراح

وأوتار تساعدنا فصاح

وساعفنا الزمان بما أردنا ،

فأبنا بالفلاح وبالنجاح

دَيرُ أَرْوَى : لم أجده إلّا في شعر لجرير ، وهو قوله :

هل رام جوّ سويقتين مكانه ،

أو حلّ ، بعد محلّنا ، البردان؟

هل تونسان ، ودير أروى بيننا ،

بالأعزلين بواكر الأظعان؟

دَير أَروى : ذكره جرير في شعره ، وأظنه بالبادية ، فقال :

سألناها الشفاء فما شفتنا ،

ومنّتنا المواعد والخلابا

لشتّان المجاور دير أروى ،

ومن سكن السليلة والجنابا

أسيلة معقد السّمطين منها ،

وريّا حيث تعتقد الحقابا

٤٩٧

دِيارَاتُ الأَسَاقِفِ : الديارات جمع دير ، والأساقف جمع أسقف ، وهم رؤساء النصارى : وهذه الديارات بالنجف ظاهر الكوفة وهو أول الحيرة ، وهي قباب وقصور بحضرتها نهر يعرف بالغدير ، عن يمينه قصر أبي الخصيب وعن شماله السّدير ، وفيه يقول علي بن محمد ابن جعفر العلوي الحمّاني :

كم وقفة لك بالخور

نق ما توازى بالمواقف

بين الغدير إلى السّدي

ر إلى ديارات الأساقف

فمدارج الرهبان في

أطمار خائفة وخائف

دمن كأنّ رياضها

يكسين أعلام المطارف

وكأنما غدرانها

فيها عشور في مصاحف

بحريّة شتواتها ،

برّيّة فيها المصائف

دَيرُ إِسحاقَ : بين حمص وسلمية في أحسن موضع وأنزهه ، وبقربه ضيعة كبيرة يقال لها جدر التي ذكرها الأخطل فقال :

كأنّني شارب ، يوم استبدّ بهم ،

من قرقف ضمّنتها حمص أو جدر

ولأهل القصف والشعراء فيه أشعار كثيرة.

دَير الأَسْكُون : بفتح الهمزة ، وسكون السين المهملة ، وكاف مضمومة ، وآخره نون : وهو بالحيرة راكب على النجف ، وفيه قلالي وهياكل ، وفيه رهبان يضيّفون من ورد عليهم ، وعليه سور عال حصين ، وعليه باب حديد ، ومنه يهبط الهابط إلى غدير بالحيرة ، أرضه ورضراض ورمل أبيض ، وله مشرعة تقابل الحيرة لها ماء إذا انقطع النهر كان منها شرب أهل الحيرة ، قلت : هكذا وصف مصنفو الديارات هذا الدير ، ورأيت أنا في طريق واسط قرب دير العاقول موضعا يقال له الأسكون ، فإن كان الذي بالحيرة غيره وإلا فالصواب أنه في طريق واسط.

دَيرُ أَشمُوني : وأشموني امرأة بني الدير على اسمها ودفنت فيه ، وهو بقطربّل ، وكان من أجلّ متنزهات بغداد ، وفيه يقول الثّرواني :

اشرب ، على قرع النواقيس ،

في دير أشموني بتفليس

لا تخل كأس الشرب والليل

في حدّ نعمى ، لا ولا بوس (١)

إلا على قرع النواقي

س ، أو صوت قسّان وتشميس

وهكذا فاشرب ، وإلا فكن

مجاورا بعض النواويس

وعيد أشموني ببغداد معروف ، وهو في اليوم الثالث من تشرين الأول.

دَير الأَعلى : بالموصل في أعلاها على جبل مطلّ على دجلة ، يضرب به المثل في رقة الهواء وحسن المستشرف ، ويقال إنه ليس للنصارى دير مثله لما فيه من أناجيلهم ومتعبداتهم ، وظهر تحته في سنة ٣٠١ عدة معادن كبريتية ومرقشيثا وقلقطار ، ويزعم أهل الموصل أنها تبرئ من الجرب والحكة والبثور وتنفع المقعدين والزّمنى ، وإلى جانب هذا الدير مشهد عمرو بن الحمق الخزاعي صحابيّ ، وتضمّنه قوم من السلطان فصانع الديرانيون عنه حتى أبطل ، وفيه يقول أبو الحسين بن أبي البغل الشاعر وقد اجتاز

__________________

(١) قوله : والليل ، هكذا في الأصل ، بالوقوف على الحركة.

٤٩٨

به يريد الشام :

أنظر إليّ بأعلى الدير مشترفا ،

لا يبلغ الطرف من أرجائه طرفا

كأنما غريت غرّ السحاب به ،

فجاء مختلفا يلقاك مؤتلفا

فلست تبصر إلا جدولا سربا ،

أو جنّة سدفا ، أو روضة أنفا

كما التقت فرق الأحباب من حرق

من الوشاء ، فأبدى الكلّ ما عرفا

باحوا بما أضمروا ، فاخضرّ ذا حسدا ،

واحمرّ ذا خجلا ، واصفرّ ذا أسفا

هذي الجنان ، فإن جاءوا بآخرة ،

فلست أترك وجها ضاحكا ثقفا

وفيه يقول الخالدي :

قمر بدير الموصل الأعلى ،

أنا عبده وهواه لي مولى

لثم الصليب فقلت من حسد :

قبل الحبيب فمي بها أولى

جد لي بإحداهنّ تحويها ،

قلبي محبّته على المقلى

فاحمرّ من خجل ، وكم قطفت

عيني شقائق وجنة خجلى

وثكلت صبري عند فرقته ،

فعرفت كيف مصيبة الثكلى

دَيرُ الأَعْوَرِ : هو بظاهر الكوفة بناه رجل من إياد يقال له الأعور من بني حذافة بن زهر بن إياد.

دَيرُ أكْمُنَ : بالفتح ثم السكون ، وضم الميم ، وآخره نون ، وقيل باللام عوضا عن النون : على رأس جبل بالقرب من الجوديّ ، ينسب إليه الخمر الموصوف فهو النهاية في الجودة ، وقيل إنه لا يورث الخمار ، وحوله من المياه والشجر والبساتين كثير جدّا.

دَيرُ أيَّا : بفتح أوله ، والياء المثناة من تحت ، قال الواقدي : مات أبو قلابة الجرمي بالشام بدير أيّا في سنة ١٠٤.

دَير أَيُّوبَ : قرية بحوران من نواحي دمشق ، بها كان أيوب ، عليه السلام ، وبها ابتلاه الله ، وبها العين التي ركضها برجله والصخرة التي كانت عليها ، وبها قبره.

دَيرباثاوَا : بالباء الموحدة ، وبعد الألف ثاء مثلثة ، وواو : بالقرب من جزيرة ابن عمر ، بينهما ثلاثة فراسخ.

دير بَاشَهْرا : قال الشابشتي : على شاطئ دجلة بين سامرّا وبغداد ، وأنشد فيه لأبي العيناء ، فإن صحّ فهو غريب لأنّ أبا العيناء قليل الشعر جدّا لم يصحّ عندي له شيء من الشعر البتّة :

نزلنا دير باشهر

ا على قسّيسه ظهرا

على دين يشوعيّ ،

فما أسنى وما أمرا

فأولى من جميل الفع

ل ما يستعبد الحرّا

وسقّانا وروّانا

من الصافية العذرا

فطاب الوقت في الدي

ر ، ورابطنا به عشرا

دَير باعَرْبَا : هو بين الموصل والحديثة على شاطئ دجلة ، والحديثة بين تكريت والموصل ، والنصارى يعظمونه جدّا ، وله حائط مرتفع نحو مائة ذراع في السماء ، وفيه رهبان كثيرون وفلاحون ، وله مزارع ، وفيه بيت ضيافة ينزله المجتازون فيضافون فيه.

دَير البَاعِقَى : قبليّ بصرى من أرض حوران ، وهو دير بحيرا الراهب صاحب القصّة مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم.

٤٩٩

دير باعنتل : من جوسية على أقل من ميل ، وجوسية من أعمال حمص على مرحلة منها من طريق دمشق ، وهو على يسار القاصد لدمشق ، وفيه عجائب ، منها : آزج أبواب فيها صور الأنبياء محفورة منقوشة فيها ، وهيكل مفروش بالمرمر لا تستقرّ عليه القدم ، وصورة مريم في حائط منتصبة كلما ملت إلى ناحية كانت عينها إليك.

دير بَاغُوث : دير كبير كثير الرهبان على شاطئ دجلة بين الموصل وجزيرة ابن عمر.

دير بَاطَا : بالسنّ بين الموصل وتكريت وهيت ، وهو دير نزه في أيام الربيع ، ويسمّى أيضا دير الحمار ، بينه وبين دجلة بعد ، وله باب حجر ، يذكر النصارى أن هذا الباب يفتحه الواحد والاثنان ، فإن تجاوزوا السبعة لم يقدروا على فتحه البتّة ، وفيه بئر تنفع من البهق ، وفيه كرسيّ الأسقف.

دير بانخايال : في أعلى الموصل ، وله ثلاثة أسام : المذكور ودير مار نخايال ، وسأذكره ، ودير ميخائيل ، وسأذكره أيضا.

دير البتُول : وهو دير كبير مشهور بصعيد مصر قرب أنصنا يقولون إنّ مريم ، عليها السلام ، وردته.

دَير البُخْتِ : على فرسخين من دمشق ، كان يسمّى دير ميخائيل ، وكان عبد الملك بن مروان قد ارتبط عنده بختا ، وهي

جمال الترك ، فغلب عليها ، وكان لعليّ بن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنه ، عنده جنينة وكان يتنزه فيها.

دَيْرُ بَرْصُومَا : هو الدير الذي ينادى له بطلب نذره في نواحي الشام والجزيرة وديار بكر وبلاد الروم ، وهو قرب ملطية على رأس جبل يشبه القلعة ، وعنده متنزّه ، وفيه رهبان كثيرة يؤدّون في كل عام إلى ملك الروم للمسلمين من نذوره عشرة آلاف دينار على ما بلغني ، حدثني العفيف مرجّا الواسطي التاجر قال : اجتزت به قاصدا إلى بلاد الروم فلما قربت منه أخبرت بفضله وكثرة ما ينذر له وأنّ الذين ينذرون له قلّ ما يخالف مطلوبهم وأنّ برصوما الذي فيه أحد الحواريّين ، فألقى الله على لساني أن قلت إنّ هذا القماش الذي معي مشتراه بخمسة آلاف درهم فإن بعته بسبعة آلاف درهم فلبرصوما من خالص مالي خمسون درهما ، فدخلت ملطية وبعته بسبعة آلاف درهم سواء ، فعجبت فلما رجعت سلمت إلى رهبانه خمسين درهما وسألتهم عن الحواريّ الذي فيه ، فزعموا أنه مسجّى فيه على سرير وهو ظاهر لهم يرونه وأنّ أظافيره تطول في كل عام وأنهم يقلّمونها بالمقصّ ويحملونها إلى صاحب الروم مع ماله عليهم من القطيعة ، والله أعلم بصحته ، فإن صحّ فلا شيء أعجب منه.

دَيْرُ بَسّاك : بفتح الباء الموحدة ، وتشديد السين المهملة ، وآخره كاف : هو حصن وليس بدير ، تسكنه النصارى ، قرب أنطاكية ، وهو من أعمال حلب ، وأظنّه مركّبا.

دَيْرُ بِشْرٍ : عند حجيرا بغوطة دمشق ، ينسب إلى بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أميّة أمير المؤمنين من قبل أخيه عبد الله بن مروان.

دَيْرُ بُصْرَى : بضم أوله ، وسكون الصاد المهملة ، والقصر ، بصرى : بليدة بحوران ، وهي قصبة الكورة من أعمال دمشق ، وبه كان بحيرا الراهب الذي بشّر بالنبي ، صلى الله عليه وسلّم ، وقصته مشهورة. وحكى المازني أنه قال : دخلت دير بصرى فرأيت في رهبانه فصاحة ، وهم عرب متنصّرة من بني الصادر ، وهم أفصح من رأيت ، فقلت : ما لي لا أرى فيكم شاعرا

٥٠٠