معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

وهناك جيّش رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في ابتغاء عقد عائشة ونزلت آية التيمّم ، وقال جعفر بن الزبير بن العوّام :

لمن ربع بذات الجى

ش أمى دارسا خلقا

كلفت بهم ، غداة غد ،

ومرّت عيسهم فرقا

تنكّر بعد ساكنه

فأمسى أهله فرقا

علونا ظاهر البيدا

ء ، والمحزون من قلقا

الجِيفَانُ : وهو جمع جائف نحو حائط وحيطان ، وهو جيفان عارض اليمامة : عدّة مواضع يقال لها جائف ، كذا ذكرت في مواضعها وهي جيفان الجبل.

الجِيفة : وهو الجيفة : موضع بين المدينة وتبوك ، بنى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عنده مسجدا في مسيره إلى تبوك.

جيكان : بالكاف : موضع بفارس.

جِيلاباذ : موضع بالري من جهة المشرق ، فيه أبنية عجيبة وإيوانات وعقود شاهقة وبرك ومتنزهات طيبة ، بناها مرداوا بن لاشك.

جِيلانُ : بالكسر : اسم لبلاد كثيرة من وراء بلاد طبرستان ، قال أبو المنذر هشام بن محمد : جيلان وموقان ابنا كاشج بن يافث بن نوح ، عليه السلام ، وليس في جيلان مدينة كبيرة إنما هي قرى في مروج بين جبال ، ينسب إليها جيلانيّ وجيليّ ، والعجم يقولون كيلان ، وقد فرق قوم فقيل إذا نسب إلى البلاد قيل جيلانيّ وإذا نسب إلى رجل منهم قيل جيليّ ، وقد نسب إليها من لا يحصى من أهل العلم في كل فنّ وعلى الخصوص في الفقه ، منهم : أبو علي كوشيار بن لباليروز الجيلي ، حدث عن عثمان بن أحمد بن خرجة النهاوندي ، روى عنه الأمير ابن ماكولا ، وأبو منصور باي بن جعفر بن باي الجيلي فقيه شافعي ، درس الفقه على ابن البيضاوي وسمع الحديث من أبي الحسن الجندي وغيره ، سمع منه أبو بكر الخطيب وأبو نصر بن ماكولا ، وولي القضاء بباب الطاق وصار يكتب اسمه عبد الله بن جعفر ، وتوفي في أول المحرم سنة ٤٥٢.

جَيلانُ : بالفتح ، قال محمد بن المعلّى الأزدي في قول تميم بن أبيّ ومن خطه نقلته :

ثم احتملن أنيّا بعد تضحية ،

مثل المخارف من جيلان أو هجر

طافت به العجم ، حتى بدّ ناهضها

عمّ ، لقحن لقاحا غير منتشر

أنيّ : تصغير إنّي واحد آناء الليل ، قال : وجيلان قوم من أبناء فارس انتقلوا من نواحي إصطخر فنزلوا بطرف من البحرين فغرسوا وزرعوا وحفروا وأقاموا هناك ، فنزل عليهم قوم من بني عجل فدخلوا فيهم ، قال امرؤ القيس :

أطافت به جيلان عند قطافه ،

وردّت عليه الماء حتى تحيّرا

قال : ويدلك على صحة ذلك قول تميم بعده طافت به العجم ، وقال المرقش الأصغر :

وما قهوة صهباء ، كالمسك ريحها ،

تعلّ على الناجود طورا وتقدح

ثوت في سواء الدّنّ ، عشرين حجّة ،

يطان عليها قرمد وتروّح

٢٠١

سباها تجار من يهود تواعدوا

بجيلان ، يدنيها إلى السوق مربح

بأطيب من فيها ، إذا جئت طارقا

من الليل ، بل فوها ألذّ وأنصح

الجِيلُ : بالكسر : هم أهل جيلان المذكورة قبل هذا.

والجيل أيضا : قرية من أعمال بغداد تحت المدائن بعد زرارين يسمونها الكيل ، وقد سماها ابن الحجاج الكال فقال :

لعن الله ليلتي بالكال ،

إنها ليلة تعرّ الليالي

كأنه ظنّ أنها ممالة ، ينسب إليها أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الجيلي المقري ، قرأ القرآن على أبي محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التميمي وأبي منصور محمد ابن أحمد الخيّاط وأبي طاهر أحمد بن علي بن سوّار وأبي الفضل أحمد بن حسن بن جيرون وأبي الخطاب ابن الجرّاح وأبي القاسم يحيى بن أحمد بن البيني ، روى عنهم الحديث وحدث عن أبي الحسين عاصم بن الحسن وأبي القاسم المفضل بن أبي حرب الجرجاني وأبي عبد الله البسري وأبي عبد الله النعّال وخلق كثير ، وكتب الكثير وجمع وخرّج ، وكان صلبا في السّنّة ، وكانت له حلقة في جامع القصر يحدث فيها.

جَيْلَةُ : بالفتح : من حصون أبين باليمن.

جِينَانْجَكث : بالكسر ، والألف بين نونين ، الثانية ساكنة ، وجيم مفتوحة ، والكاف ، والثاء مثلثة : من بلاد ما وراء النهر.

جِينينُ : بكسر الجيم ، وسكون ثانيه ، ونون مكسورة أيضا ، وياء أخرى ساكنة أيضا ، ونون أخرى : بليدة حسنة بين نابلس وبيسان من أرض الأردنّ ، بها عيون ومياه ، رأيتها.

جَيْهَانُ : بالفتح ثم السكون ، وهاء ، وألف ، ونون ، قال حمزة الأصبهاني : اسم وادي خراسان هروز ، على شاطئه مدينة تسمّى جيهان فنسبه الناس إليها فقالوا جيحون على عادتهم في قلب الألفاظ ، قال عبيد الله المؤلف : وإليها ينسب الوزير أبو عبد الله محمد ابن أحمد الجيهاني وزير السامانية ببخارى ، وكان أديبا فاضلا شهما جسورا ، وله تآليف ، وقد ذكرته في كتاب أخبار الوزراء.

جَيُّ : بالفتح ثم التشديد : اسم مدينة ناحية أصبهان القديمة ، وهي الآن كالخراب منفردة ، وتسمى الآن عند العجم شهرستان وعند المحدثين المدينة ، وقد نسب إليها المديني عالم من أهل أصبهان ، ومدينة أصبهان منذ زمان طويل وإلى الآن يقال لها اليهودية لما ذكرناه في موضعه ، وبينها وبين جيّ نحو ميلين والخراب بينهما ، وفي جي مشهد الراشد بن المسترشد معروف يزار ، وهي على شاطئ نهر زندروذ ، وأهل أصبهان يوصفون بالبخل ، قال البديع هبة الله ابن الحسين الاصطرلابي :

يا أهل جيّ! أمن سقوط

وخسّة محضة جبلتم؟

ما فيكم واحد كريم ،

في قالب واحد قلبتم

وقال أبو طاهر سهل بن الراعي العديلي الأصبهاني يعرف بالأصيل :

آه من منتشي القوام تولى ،

وقرا آية الصدود عليّا

٢٠٢

غادر القلب معدن الحزن ، لما

صمّم العزم أن يفارق جيّا

وإياها أراد الأعرابي بقوله يخاطب أبا عمرو إسحاق بن مرّار الشيباني :

فكان ما جاد لي ، لا جاد عن سعة ،

ثلاثة زائفات ضرب جيّان

وقال أعشى همدان.

ويوما بجيّ تلافيته ،

ولولاك لاصطلم العسكر

جِيُّ : بالكسر : اسم واد عند الرّويثة بين مكة والمدينة ، ويقال له المتعشّي ، وهناك ينتهي طرف ورقان ، وهو في ناحية سفح الجبل الذي سال بأهله وهم نيام فذهبوا ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

٢٠٣

ح

باب الحاء والألف وما يليهما

حَابِسٌ : بكسر الباء الموحدة : اسم موضع كان فيه يوم من أيامهم لبني تغلب ، قال الأخطل :

ليس يرجون أن يكونوا كقومي ،

قد بلوا يوم حابس والكلاب

وقال :

فأصبح ما بين الكلاب فحابس

قفارا يغنّيها ، مع الليل ، بومها

وقال ذو الرّمّة :

أقول لعجلى يوم فلج وحابس :

أجدّي فقد أقوت عليك الأمالس

عجلى : اسم ناقته.

الحَاتميَّة : قرية ونخل لآل أبي حفصة باليمامة.

حَاجٌ : آخره جيم ، ذات حاج : موضع بين المدينة والشام. وذو حاج : واد لغطفان.

الحاجِرُ : بالجيم ، والراء ، وفي لغة العرب ما يمسك الماء من شفة الوادي ، وكذلك الحاجور ، وهو فاعول:وهو موضع قبل معدن النّقرة ، وقال :

دون فيد حاجر

حَاجَةُ : بالجيم أيضا : موضع في قول لبيد حيث قال :

فذكّرها مناهل آجنات

بحاجة ، لا تنزّح بالدّوالي

الحَاذُ : بالذال المعجمة : موضع بنجد ، قال طرفة بن العبد :

حيث ما قاظوا بنجد وشتوا

حول ذات الحاذ ، من ثنيي وقر

حَاذَةُ : الحاذ نبت ، واحدتها حاذة ، عن أبي عبيد : وهو موضع كثير الأسود ، قال سلمى بن المقعد القرمي :

نرمي ونطعنهم على ما خيّلت ،

ندعو رباحا وسطهم والتّوأما

والأفرمان وعامر ، ما عامر!

كأسود حاذة يبتغين المرزما

حَارِبٌ : يجوز أن يكون فاعلا من الحرب وأن يكون سمي بالأمر من الحراب ثم أعرب : وهو موضع من أعمال دمشق بحوران قرب مرج الصّفّر من ديار

٢٠٤

قضاعة ، قال النابغة :

خلفت يمينا غير ذي مثنويّة ،

ولا علم ، إلّا حسن ظنّ بصاحب

لئن كان للقبرين : قبر بجلّق ،

وقبر بصيداء التي عند حارب

وللحارث الجفنيّ ، سيّد قومه ،

ليلتمسن بالجيش دار المحارب

الحارِثُ : والحرث جمع المال وكسبه ، والحارث الكاسب ، ومنه الحديث : أصدق أسمائكم الحارث ، ومنه سمي الأسد أبا الحارث ، والحرث قذف الحب في الأرض للزرع ، والحرث النكاح ، والحارث : قرية من قرى حوران من نواحي دمشق يقال لها حارث الجولان ، وقال الجوهري : الجولان جبل بالشام ، وحارث قلّة من قلله في قول النابغة حيث قال :

بكى حارث الجولان من فقد ربّه ،

وحوران منه موحش متضائل

وقال الراعي :

روين ببحر من أميّة ، دونه

دمشق وأنهار لهنّ عجيج

أنحن بحوّارين في مشمخرّة

نبيت ، ضباب فوقها وثلوج

كذا حارث الجولان يبرق دونه

دساكر ، في أطرافهن بروج

والحارث والحويرث : جبلان بأرمينية فوقهما قبول ملوك أرمينية ومعهم ذخائرهم ، وقيل : إن بليناس الحكيم طلسم عليها لئلا يظفر بها أحد فما يقدر إنسان يصعد الجبل ، وقال المدائني : جبلا الحارث والحويرث اللذان بدبيل سميا بالحويرث بن عقبة والحارث بن عمرو الغنويّين وكانا مع سلمان بن ربيعة بأرمينية ، وهما أول من دخل هذين الجبلين فسميا بهما ، وروى ابن الفقيه أنه كان على نهر الرسّ بأرمينية ألف مدينة فبعث الله إليهم نبيّا يقال له موسى وليس بموسى بن عمران ، فدعاهم إلى الله والإيمان فكذبوه وجحدوه وعصوا أمره ، فدعا عليهم ، فحول الله الحارث والحويرث من الطائف فأرسلهما عليهم ، فيقال : إن أهل الرسّ تحت هذين الجبلين.

حارِمٌ : بكسر الراء : حصن حصين وكورة جليلة تجاه أنطاكية ، وهي الآن من أعمال حلب ، وفيها أشجار كثيرة ومياه ، وهي لذلك وبئة ، وهي فاعل من الحرمان أو من الحريم ، كأنها لحصانتها يحرمها العدوّ وتكون حرما لمن فيها.

حارَةُ : اسم موضع ، قال الأزهري : الحارة كل محلة دنت منازلها فهم أهل حارة.

حازّةُ : بتشديد الزاي ، حازّة بني شهاب : مخلاف باليمن. وحازة بني موفّق : بلد دون زبيد قرب حرض في أوائل أرض اليمن.

حاسُ : بالسين المهملة : في أرض المعرّة ، وقال ابن أبي حصينة من قصيدة :

وزمان لهو بالمعرة ، مونق

بشياتها ، وبجانب هرماسها

أيام قلت لذي المودة : سقّني

من خندريس حناكها أو حاسها

حاسم : بالسين مهملة : موضع بالبادية ، حكاه الحازمي عن صاحب كتاب العين.

حاصُورَا : في كتاب العمراني بالصاد المهملة ، وآخره ألف مقصورة ، وقال : موضع ، وجاء به ابن القطاع

٢٠٥

بالضاد المعجمة بغير ألف في آخره وقال : اسم ماء ، ولا أدري أهما موضعان أم أحدهما تصحيف.

الحاضِرُ : بالضاد معجمة : من رمال الدهناء ، والحاضر في الأصل خلاف البادي ، والحاضر الحي العظيم ، يقال حاضر طيّء ، وهو جمع ، كما يقال سامر للسّمّار وحاجّ للحجاج ، وقال حسان :

لنا حاضر فعم وناد ، كأنه

قطين الإله عزة وتكرّما

وفلان حاضر بمكان كذا أي مقيم به ، ويقال : على الماء حاضر ، وفي كتاب الفتوح للبلاذري : كان بقرب حلب حاضر يدعى حاضر حلب بجمع أصنافا من العرب من تنوخ وغيرهم ، جاءه أبو عبيدة بعد فتح قنّسرين فصالح أهله على الجزية ثم أسلموا بعد ذلك ، وكانوا مقيمين وأعقابهم به إلى بعيد وفاة أمير المؤمنين الرشيد ، ثم إن أهل ذلك الحاضر حاربوا أهل مدينة حلب وأرادوا إخراجهم عنها فكتب الهاشميون من أهلها إلى جميع من حولهم من قبائل العرب يستنجدونهم ، فسارعوا إلى إنجادهم وكان أسبقهم إلى ذلك العباس بن زفر الهلالي ، فلم يكن لأهل الحاضر بهم طاقة فأجلوهم عن حاضرهم وخربوه ، وذلك في فتنة محمد الأمين بن الرشيد ، فانتقلوا إلى قنّسرين فتلقاهم أهلها بالأطعمة والكسى ، فلما دخلوا أرادوا التغلب عليها ، فأخرجوهم عنها فتفرقوا في البلاد ، قال : فمنهم قوم بتكريت وقد رأيتهم ، ومنهم قوم بأرمينية وفي بلدان كثيرة متباينة ، آخر ما ذكره البلاذري. والذي شاهدناه نحن من حاضر حلب أنها محلة كبيرة كالمحلة العظيمة بظاهر حلب ، بين بنائها وسور المدينة رمية سهم من جهة القبلة والغرب ، ويقال لها حاضر السليمانية ، ولا نعرف السليمانية ، وأكثر سكانها تركمان مستعربة من أولاد الأجناد ، وبه جامع حسن مفرد تقام فيه الخطبة والجمعة ، والأسواق الكثيرة من كل ما يطلب ، ولها وال يستقل بها حاضر قنسرين. قال أحمد بن يحيى بن جابر : كان حاضر قنسرين لتنوخ منذ أول ما أناخوا بالشام ونزلوه وهم في خيم الشعر ثم ابتنوا به المنازل ، ولما فتح أبو عبيد قنسرين دعا أهل حاضرها إلى الإسلام فأسلم بعضهم وأقام بعضهم على النصرانية فصالحهم على الجزية ، وكان أكثر من أقام على النصرانية بني سليح ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وأسلم من أهل ذلك الحاضر جماعة في خلافة المهدي فكتب على أيديهم بالحضرة قنسرين ، وقال عكرشة العبسي يرثي بنيه :

سقى الله أجداثا ورائي تركتها

بحاضر قنسرين ، من سبل القطر

مضوا لا يريدون الرواح ، وغالهم ،

من الدهر ، أسباب جرين على قدر

ولو يستطيعون الرواح تروّحوا

معي ، أو غدوا في المصبحين على ظهر

لعمري! لقد وارت وطمّت قبورهم

أكفّا شداد القبض بالأسل السمر

يذكّرنيهم كل خير رأيته

وشرّ ، فما أنفكّ منهم على ذكر

وينسب إلى أحد هذه الحواضر سليم أبو عامر ، قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي : هو من الحاضر من نواحي حلب ، أدرك أبا بكر الصديق ، رضي الله عنه ، وروى عنه وعن عمر وعثمان وعمار بن ياسر وشهد فتح دمشق ، روى عنه ثابت بن عجلان ، وكان ممن سباه خالد بن الوليد من حاضر حلب ، قال :

٢٠٦

فلما قدمنا المدينة على أبي بكر ، رضي الله عنه ، جعلني في المكتب فكان المعلم يقول لي : اكتب الميم فإذا لم أحسنها قال دوّرها واجعلها مثل عين البقرة ، قال عبد الله المؤلف : إنما فتحت قنسرين ونواحيها في أيام عمر ، رضي الله عنه ، ولم يطرق خالد نواحي حلب إلّا في أيام عمر ، رضي الله عنه ، وأما نفوذه من العراق إلى الشام في أيام أبي بكر ، رضي الله عنه ، فكان على سماوة كلب ، وقد روي أنه مرّ بتدمر وكان عرّج على الحاضر حاضر طيء ، وكان هذا الرجل قد خرج إلى البادية فصادفه ، والله أعلم به. وحاضر طيء : كانت طيء قد نزلته قديما بعد حرب الفساد الذي كان بينهم حين نزل الجبلين منهم من نزل ، فلما ورد عليهم أبو عبيدة أسلم بعضهم وصالح كثير منهم على الجزية ثم أسلموا بعد ذلك بيسير إلا من شذّ منهم.

الحاضِرَةُ : بزيادة الهاء : قرية بأجإ ذات نخل وطلح.

والحاضرة أيضا : اسم قاعدة ، أي قصبة كورة جيّان من أعمال الأندلس ويقال لها أوربة. والحاضرة أيضا : بليدة من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس.

حَاطِبٌ : بكسر الطاء : طريق بين المدينة وخيبر ذكره في غزوة خيبر من كتاب الواقدي ، وقصته مذكورة في مرحب.

الحاطمة : من أسماء مكة ، سميت بذلك لأنها تحطم من استهان بها.

حافد : بالفاء : من حصون صنعاء باليمن من حازّة بني شهاب.

حَافِرٌ : بالفاء المكسورة ، والراء : قرية بين بالس وحلب ، وإليها يضاف دير حافر ؛ قال الراعي :

أمن آل وسنى آخر الليل زائر ،

ووادي العوير دوننا والسواجر

تخطّت إلينا ركن هيف وحافر

طروقا ، وأنّى منك هيف وحافر؟

كلها مواضع متقاربة بالشام.

الحَاكَة : بلفظ جمع حائك : واد في بلاد عذرة كانت به وقعة.

الحالُ : آخره لام : بلد باليمن من ديار الأزد ثم لبارق ويشكر منهم ، قال أبو المنهال عيينة بن المنهال : لما جاء الإسلام تسارعت إليه يشكر وأبطأت بارق ، وهم إخوتهم ، واسم يشكر والان ، وفي كتاب الردّة : الحال من مخاليف الطائف ، والحال في اللغة : الطين الأسود ، وله معان أخر.

الحالَةُ : واحدة الحال المذكور قبله : وهو موضع في ديار بلقين بن جسر عند حرّة الرّجلاء بين المدينة والشام.

حامِدٌ : تلّ حامد ، ذكر في تلّ ، وحامد : موضع في جبل حراء المطلّ على مكة ، قال أبو صخر الهذلي:

بأغزر من فيض الأسيديّ خالد ،

ولا مزبد يعلو جلاميد حامد

حامِرٌ : آخره راء : ناحية بين منبج والرّقّة على شط الفرات ، قال الأخطل :

وما مزبد يعلو جلاميد حامر ،

يشقّ إليها خيزرانا وغرقدا

تحرّز منه أهل عانة ، بعد ما

كساسورها الأعلى غثاء منضّدا

بأجود سيبا من يزيد ، إذا بدت

لنا بخته يحملن ملكا وسوددا

وحامر أيضا : واد بالسّماوة من ناحية الشام لبني

٢٠٧

زهير بن جناب من كلب وفيه حيّات كثيرة ، قال النابغة :

فأهلي فداء لامرئ ، إن أتيته

تقبّل معروفي وسدّ المفاقرا

سأكعم كلبي أن يريبك نبحه ،

وإن كنت أرعى مسحلان وحامرا

قال ابن السكيت في شرحه : مسحلان وحامر واديان بالشام. وحامر أيضا : واد من وراء يبرين في رمال بني سعد زعموا أنه لا يوصل إليه. وحامر أيضا : موضع في ديار غطفان عند أرل من الشّربة ، ولا أدري أيهما أراد امرؤ القيس بقوله :

أحار ترى برقا أريك وميضه ،

كلمع اليدين في حبيّ مكلّل

قعدت له وصحبتي بين حامر

وبين إكام بعد ما متأمّل

الحامِرَةُ : بزيادة الهاء ، مسجد الحامرة : بالبصرة ، سمي بذلك لأن الحتات المجاشعي مر ثمّ فرأى حميرا وأربابها فقال : ما هذه الحامرة؟ وهذا مثل قولهم : الجنّة تحت البارقة ، يريدون به السيوف والمراد به الحثّ على الغزو ، ومن يخطئ يقول الأبارقة ، قال أبو أحمد : والعامة تقول الأحامرة وهو خطأ.

حاني : بالنون ، بوزن قاضي وغازي : اسم مدينة معروفة بديار بكر ، فيها معدن الحديد ومنها يجلب إلى سائر البلاد ، وينسب إليها أبو صالح عبد الصمد ابن عبد الرحمن بن أحمد بن العباس الحنوي هكذا ينسب إليها ، تفقّه ببغداد على مذهب الشافعي ، وروى الحديث عن أبي الحسن عليّ بن محمد بن الأخضر الأنباري ، ذكره في التحبير ، ومات سنة ٥٤٠ ، وأبو الفرج أحمد بن إبراهيم المرجي الحنوي ، سمع منه السلفي ، روى عن أبي عبد الله الحسين بن عبدان الشهرزوري.

الحامِضَةُ : ماءة تناوح حلوة بين سميراء والحاجر ، وقال أبو زياد : من مياه أبي بكر بن كلاب الحامضة.

الحايرُ : بعد الألف ياء مكسورة ، وراء ، وهو في الأصل حوض يصبّ إليه مسيل الماء من الأمطار ، سمي بذلك لأن الماء يتحير فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه ، وقال الأصمعي : يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر وجمعه حوران ، وأكثر الناس يسمون الحائر الحير كما يقولون لعائشة عيشة.

والحائر : قبر الحسين بن عليّ ، رضي الله عنه ، وقال أبو القاسم عليّ بن حمزة البصري رادّا على ثعلب في الفصيح : قيل الحائر لهذا الذي يسميه العامة حير وجمعه حيران وحوران ، قال أبو القاسم : هو الحائر إلا أنه لا جمع له لأنه اسم لموضع قبر الحسين ابن عليّ ، رضي الله عنه ، فأما الحيران فجمع حائر ، وهو مستنقع ماء يتحير فيه فيجيء ويذهب ، وأما حوران وحيران فجمع حوار ، قال جرير :

بلّغ رسائل عنّا خفى محملها

على قلائص ، لم يحملن حيرانا

قال : أراد الذي تسمّيه العامّة حير الإوزّ فجمعه حيران ، وأما حوران وحيران كما قال ، إلا أنه يلزمه أن يقول حير الإوزّ فإنهم يقولون الحير بلا إضافة إذا عنوا كربلاء. والحائر أيضا : حائر ملهم باليمامة ، وملهم مذكور في موضعه ، قال الأعشى :

فركن مهراس إلى مارد ،

فقاع منفوحة فالحائر

وقال داود بن متمّم بن نويرة في يوم لهم بملهم :

٢٠٨

ويوم أبي جزء بملهم لم يكن

ليقطع ، حتى يذهب الذّحل ثائره

لدى جدول البئرين ، حتى تفجّرت

عليه نحور القوم واحمرّ حائرة

وقال أبو أحمد العسكري : يوم حاير ملهم ، الحاء غير معجمة وتحت الياء نقطتان والراء غير معجمة ، وهو اليوم الذي قتل فيه أشيم مأوى الصعاليك من سادات بكر بن وائل وفرسانهم ، قتله حاجب بن زرارة ، وفي ذلك يقول :

فإن تقتلوا منّا كريما ، فإننا

قتلنا به مأوى الصعاليك أشيما

ويوم حاير ملهم أيضا : على حنيفة ويشكر. والحائر أيضا : حائر الحجاج بالبصرة معروف ، يابس لا ماء فيه ، عن الأزهري.

الحائطُ : من نواحي اليمامة ، قال الحفصي : به كان سوق الفقيّ.

حائطُ بني المِدَاشِ : بالشين المعجمة : موضع بوادي القرى أقطعهم إياه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فنسب إليهم.

حائطُ العجُوزِ : قال أحمد بن إسحاق الهمذاني : وبمصر حائط العجوز على شاطئ النيل بنته عجوز كانت في أول الدهر ذات مال ، وكان لها ابن واحد فأكله السبع فقالت : لأمنعنّ السباع أن ترد النيل ، فبنت ذلك الحائط حتى منعت السباع أن تصل إلى النيل ، قال : ويقال إن ذلك الحائط كان مطلسما ، وكان فيه تماثيل كلّ إقليم على هيئته ووزنه وزيّه وصور الناس والدوابّ والسلاح التي فيه وطريق كل إقليم إلى مصر ، قال : ويقال إن ذلك الحائط بني ليكون حاجزا بين الصعيد والنوبة لأنهم كانوا يغيرون على أهل الصعيد فلا يشعرون بهم حتى هجموا على بلادهم ، فبني ذلك الحائط لذلك السبب ، وقال بعض أهل العلم : أمر بعض ملوك مصر ببناء الحائط مما يلي البرّ ، طوله ثلاثمائة فرسخ ، وقيل : ثلاثون يوما ما بين الفرما إلى أسوان ، ليكون حاجزا بينهم وبين الحبشة ، وقال القاضي أبو عبد الله القضاعي : حائط العجوز من العريش إلى أسوان يحيط بأرض مصر شرقا وغربا ، وقال آخرون : لما أغرق الله فرعون وقومه بقيت مصر وليس فيها من أشراف أهلها أحد ولم يبق إلا العبيد والأجراء والنساء ، فأعظم أشراف النساء أن يولّين أحدا من العبيد والأجراء وأجمع رأيهنّ أن يولّين امرأة منهنّ يقال لها دلوكة بنت ريّا ، وكان لها عقل ومعرفة وتجارب ، وكانت من أشرف بيت فيهن ، وهي يومئذ ابنة مائة سنة ، فملّكوها فخافت أن يغزوها ملوك الأرض إذا علموا قلّة رجالها ، فجمعت نساء الأشراف وقالت لهن : إن بلادنا لم يكن يطمع فيها أحد وقد هلك أكابرنا ورجالنا وقد ذهب السحرة الذين كنّا نصول بهم وقد رأيت أن أبني حائطا أحدق به جميع بلادنا ، فصوّبن رأيها ، فبنت على النيل بناء أحاطت به على جميع ديار مصر المزارع والمدائن والقرى وجعلت دونه خليجا يجري فيه الماء وجعلت عليه القناطر وجعلت فيه محارس ومسالح على كل ثلاثة أميال مسلحا ومحرسا ، وفيما بين ذلك محارس صغار على كلّ ميل ، وجعلت في كل محرس رجالا وأجرت عليهم الأرزاق وأمرتهم أن لا يغفلوا ومتى رأوا أمرا يخافونه ضرب بعضهم إلى بعض الأجراس ، وإن كان ليلا أشعلوا النيران على الشرف فيأتي الخبر في أسرع وقت ، وكان الفراغ منه في ستة أشهر

٢٠٩

لكثرة من كان يعمل فيه ، وقد بقي من هذا الحائط بقية إلى وقتنا هذا بنواحي الصعيد ، ثم إن دلوكة أحضرت تدورة وصنعت البرابي كما ذكرناه في البرابي وملكتهم عشرين سنة ، ثم إن بعض أولاد ملوكهم كبر فملّكوه كما ذكرنا في مصر.

حائل : الحائل في اللغة الناقة التي لم تحمل عامها ذاك ، ورجل حائل اللون إذا كان أسود متغيرا ، قال الحفصي : حائل موضع باليمامة لبني نمير وبني حمّان من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، وقال غيره : حائل من أرض اليمامة لبني قشير ، وهو واد أصله من الدهناء ، وقد ذكر في الدهناء ، وقال أبو زياد : حائل موضع بين أرض اليمامة وبلاد باهلة ، أرض واسعة قريبة من سوقة ، وهي قارة هناك معروفة. وحائل أيضا : ماء في بطن المرّوت من أرض يربوع ، قاله أبو عبيدة وأبو زياد ، وأنشد أبو عبيدة :

إذا قطعن حائلا والمرّوت ،

فأبعد الله السويق الملتوت

وقال ابن الكلبي : حائل واد في جبلي طيّء ، قال امرؤ القيس :

أبت أجأ أن تسلم العام جارها ،

فمن شاء فلينهض لها من مقاتل

تبيت لبوني بالقريّة أمنّا ،

وأسرحها غبّا بأكناف حائل

بنو ثعل جيرانها وحماتها ،

وتمنع من رماة سعد ونائل

ودخل بدويّ إلى الحضر فاشتاق إلى بلاده فقال :

لعمري لنور الأقحوان بحائل ،

ونور الخزامى في ألاء وعرفج

أحبّ إلينا ، يا حميد بن مالك ،

من الورد والخيري ودهن البنفسج

وأكل يرابيع وضبّ وأرنب

أحبّ إلينا من سماني وتدرج

ونصّ القلاص الصّهب تدمى أنوفها ،

يجبن بنا ما بين قوّ ومنعج

أحبّ إلينا من سفين بدجلة

ودرب ، متى ما يظلم الليل يرتج

باب الحاء والباء وما يليهما

حَباباءُ : بالفتح ، وبعد الألف باء أخرى ، وألف ممدودة : جبل بنجد من سبعة أجبل تسمى الأكوام مشرفة على بطن الجريب.

الحُبابِيّةُ : بالضم : اسم لقريتين بمصر يقال لإحداهما الحبابية وتسمى أيضا المنستريون من كورة الشرقية ، وتعرف الأخرى بالحبابية مع منزل نعمة من الشرقية أيضا.

الحَباحِبُ : بالفتح ، والألف ، وحاء أخرى ، وباء أخرى ، وهو في اللغة جمع حبحاب ، وهو الصغير الجسم من كل شيء ، قال الحازمي : الحباحب بلد.

حِباران : بالكسر ، والراء ، وآخره نون ، قال العمراني : بلد بالشام.

حُباشَةُ : بالضم ، والشين معجمة ، وأصل الحباشة الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة ، وحبشت له حباشة أي جمعت له شيئا. وحباشة : سوق من أسواق العرب في الجاهلية ، ذكره

في حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : لما استوى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وبلغ أشدّه وليس له كثير مال استأجرته خديجة إلى سوق حباشة ، وهو

٢١٠

سوق بتهامة ، واستأجرت معه رجلا آخر من قريش ، قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو يحدث عنها : ما رأيت من صاحبة أجير خيرا من خديجة ، ما كنا ترجع أنا وصاحبي إلّا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا ، قال : فلما رجعنا من سوق حباشة ...

وذكر حديث تزوّج النبي ، صلى الله عليه وسلم ، خديجة بطوله ، وقال أبو عبيدة في كتاب المثالب : ولد هاشم بن عبد مناف صيفيّا وأبا صيفي واسمه عمرو أو قيس وأمهما حيّة ، وهي أمة سوداء كانت لمالك أو عمرو بن سلول أخي أبيّ بن سلول والد عبد الله بن أبيّ بن سلول المنافق ، استريت حية من سوق حباشة وهي سوق لقينقاع وأخوهما لأمّهما مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصيّ.

خِبالُ : بالكسر ، كأنه جمع حبل : من قرى وادي موسى من جبال السراة قرب الكرك بالشام ، منها يوسف بن إبراهيم بن مرزوق بن حمدان أبو يعقوب الصّهيبي الحبالي ، رحل إلى مرو وتفقه بها وسمع أبا منصور محمد بن علي بن محمود المروزي ، وكان متقشفا ، قال الحافظ أبو القاسم : وسمعت منه وكان شافعيّا ، بلغني أنه قتل بمرو لما دخلها خوارزم شاه اتسز بن محمد بن انوشتكين في سنة ٥٣٠ في ربيع الأول.

خِبَّانُ : لكسر ، والتشديد ، وآخره نون ، كأنه تثنية حبّ ، وهو الحبيب ، والحب القرط من حبّة واحدة ، وسكّة حبّان : من محال نيسابور ، ينسب إليها محمد بن جعفر بن عبد الجبّار الحبّاني.

حَبَّانيَّةُ : منسوبة : من قرى الكوفة ، كانت بها وقعة بين زياد بن خرّاس العجلي من الخوارج وطائفة معه وبين أهل الكوفة ، هزم فيها الكوفيين وقتل منهم جماعة ، وذلك في أيام زياد ابن أبيه.

حَبُّ : بالفتح ، وتشديد ثانيه : قلعة مشهورة بأرض اليمن من نواحي سبإ ولها كورة يقال لها الحبيّة ، وقال ابن أبي الدّمينة : حبّ جبل من جهة حضرموت وباسمه سمّيت القلعة ، وقال صاحب الأترجّة : حبّ جبل بناحية بغداد.

حِبتُونُ : بالكسر ثم السكون ، وضم التاء فوقها نقطتان ، وسكون الواو ، ونون : جبل بنواحي الموصل ، عن الأزهري ، وهو الأعجمي لا أصل له في العربية.

الحُبُجُ : بضمتين وجيم ، والحبج في الإبل انتفاخ بطونها من أكل العرفج ، وإبل حبج ويجوز أن يكون جمع حبج ، وهو مجتمع الحي ومعظمه : وهو موضع من نواحي المدينة ، قال نصيب :

عفا الحبج الأعلى فروض الأجاول

فميث الرّبى من بيض ذات الخمائل

حَبْجَرَى : بالفتح ثم السكون ، وفتح الجيم ، وراء ، وألف مقصورة : ماء بواد يقال له ذو حبجرى لبني عبس فيما والى قطن الشمالي ، وعن نصر : حبجرى ناحية نجدية بأكناف الشّربة ، قال عقبة بن سوداء :

ألا يا لقومي للهموم الطوارق ،

وربع خلا بين السّليل وثادق

وطير جرت ، بين العميم وحبجرى ،

بصدع النّوى والبين غير الموافق

حِبْرَانُ : بالكسر : جبل في قول زيد الخيل يصف ناقته :

غدت من زخيخ ثم راحت عشيّة

بحبران ، إرقال العتيق المجفّر

٢١١

فقد غادرت للطير ، ليلة خمسها ،

جوارا برمل النّغل لما يسعّر

وقال الراعي :

كأنها ناشط حمّ مدامعه

من وحش حبران ، بين النّقع والظفر

حِبْرٌ : بالكسر ثم السكون ، والحبر الرجل العالم : اسم واد ، قال المرّار الفقعسي يرثي أخاه بدرا :

ألا قاتل الله الأحاديث والمنى ،

وطيرا جرت بين السّعافات والحبر

وقاتل تثريب العيافة ، بعد ما

زجرت ، فما أغنى اعتيافي ولا زجري

وما للقفول ، بعد بدر ، بشاشة ،

ولا الحي يأتيهم ولا أوبة السّفر

تذكرني بدرا زعازع لزبة ،

إذا أعصبت إحدى عشيّاتها الغبر

حِبِرَّ : بكسرتين ، وتشديد الراء ، وما أراه إلّا مرتجلا : جبلان في ديار سليم ، قال ابن مقبل :

سل الدار من جنبي حبرّ فواهب ،

إلى ما ترى هضب القليب المضيّح

وقال عبيد :

فعردة فقفا حبرّ ،

ليس بها منهم عريب

حَبرُونُ : بالفتح ثم السكون ، وضم الراء ، وسكون الواو ، ونون : اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، بالبيت المقدس ، وقد غلب على اسمها الخليل ، ويقال لها أيضا حبرى ، وروي عن كعب الحبر أن أول من مات ودفن في حبرى سارة زوجة إبراهيم ، عليه السلام ، وأن إبراهيم خرج لما ماتت يطلب موضعا لقبرها فقدم على صفوان وكان على دينه وكان مسكنه ناحية حبرى فاشترى الموضع منه بخمسين درهما ، وكان الدرهم في ذلك العصر خمسة دراهم ، فدفن فيه سارة ثم دفن فيه إبراهيم إلى جنبها ثم توفيت ربقة زوجة إسحاق ، عليه السلام ، فدفنت فيه ثم توفي إسحاق فدفن فيه لزيقها ثم توفي يعقوب ، عليه السلام ، فدفن فيه ثم توفيت زوجته لعيا ويقال إيليا فدفنت فيه إلى أيام سليمان بن داود ، عليهما السلام ، فأوحى الله إليه أن ابن على قبر خليلي حيرا ليكون لزوّاره بعدك ، فخرج سليمان ، عليه السلام ، حتى قدم أرض كنعان وطاف فلم يصبه ، فرجع إلى البيت المقدس ، فأوحى الله إليه : يا سليمان خالفت أمري ، فقال : يا رب لم أعرف الموضع ، فأوحى إليه : امض فإنك ترى نورا من السماء إلى الأرض فهو موضع خليلي ، فخرج فرأى ذلك فأمر أن يبنى على الموضع الذي يقال له الرامة ، وهي قرية على جبل مطلّ على حبرون ، فأوحى إليه : ليس هذا هو الموضع ولكن انظر إلى النور الذي قد التزق بعنان السماء ، فنظر فكان على حبرون فوق المغارة فبنى عليه الحير. قالوا : وفي هذه المغارة قبر آدم ، عليه السلام ، وخلف الحير قبر يوسف الصديق جاء به موسى ، عليه السلام ، من مصر وكان مدفونا في وسط النيل فدفن عند آبائه ، وهذه المغارة تحت الأرض ، قد بني حوله حير محكم البناء حسن بالأعمدة الرخام وغيرها ، وبينها وبين البيت المقدس يوم واحد ، وقدم على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، تميم الداريّ في قومه وسأله أن يقطعه حبرون فأجابه وكتب له كتابا نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم ـ هذا ما أعطى محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، لتميم الداري وأصحابه. إني أعطيتكم بيت عينون وحبرون والمرطوم وبيت إبراهيم بذمّتهم وجميع ما فيهم

٢١٢

عطية بتّ ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم بعدهم أبد الآبدين فمن آذاهم فيه آذى الله ، شهد أبو بكر ابن أبي قحافة وعمر وعثمان وعليّ بن أبي طالب.

حِبرَةُ : بالكسر ثم السكون ، هي في اللغة صفرة تركب الأسنان ، وحبرة : أطم من آطام اليهود بالمدينة في دار صالح بن جعفر.

حِبرِيرٌ : بعد الراء ياء ساكنة ، وراء أخرى ، مرتجل : وهو جبل من ناحية البحرين بتؤام.

حُبْسَانُ : ماء في طريق غربي الحاج من الكوفة ، وهو جمع حبيس ، وهو غربي طريق الخيل ، وقالت امرأة من كندة ترثي طائفة من قومها كان قد فتكت بهم بنو زمّان بحبسان :

سقى مستهل الغيث أجداث فتية

بحبسان ، ولّينا نحورهم الدّما

صلوا معمعان الحرب ، حتى تخرّموا ،

مقاحيم إذ هاب الكماة التقحّما

هوت أمّهم! ما ذا بهم ، يوم صرّعوا

بحبسان ، من أسباب مجد تهدّما؟

أبوا أن يفرّوا والقنا في صدورهم ،

فماتوا ولم يرقوا من الموت سلّما

ولو أنهم فرّوا لكانوا أعزّة ،

ولكن رأوا صبرا على الموت أكرما

حُبْسٌ : بالضم ثم السكون ، والسين مهملة ، والحبس ، بالضم ، جمع الحبيس ، يقع على كل شيء وقفه صاحبه وقفا محرما ، قال الزمخشري : الحبس ، بالضم ، جبل لبني قرّة ، وقال غيره : الحبس بين حرّة بني سليم والسوارقية ، وفي حديث عبد الله بن حبشيّ : تخرج نار من حبس سيل ، قال أبو الفتح نصر : حبس سيل ، ورواه بالفتح ، إحدى حرّتي بني سليم ، وهما حرّتان بينهما فضاء كلتاهما أقل من ميلين ، وقال الأصمعي : الحبس جبل مشرف على السلماء لو انقلب لوقع عليهم ، وأنشد :

سقى الحبس وسميّ السحاب ، ولم يزل

عليه روايا المزن والديم الهطل

ولو لا ابنة الوهبي زبدة لم أبل ،

طوال الليالي ، أن يحالفه المحل

الحَبْس : بالكسر ويروى بالفتح ، والحبس بالكسر مثل المصنعة ، وجمعه أحباس ، تجعل للماء ، والحبس الماء المستنقع ، وقيل الحبس حجارة تبنى على مجرى الماء لتحبسه للسارية ، ويسمى الماء حبسا. والحبس :

جبل لبني أسد ، وقال الأصمعي : في بلاد بني أسد الحبس والقنان وإبان الأبيض وإبان الأسود إلى الرّمة والحميان حمى ضرية وحمى الرّبذة والدّوّ والصّمّان والدهناء في شق بني تميم ، قال منظور بن فروة الأسدي :

هل تعرف الدار عفت بالحبس

غير رماد وأثاف غبس ،

كأنها بعد سنين خمس

وريدة (١) تذري حطام اليبس

خطّا كتاب معجم بنقس

حَبَشٌ : بالتحريك ، والشين معجمة ، درب الحبش : بالبصرة في خطة هذيل نسب إلى حبش ، أسكنهم عمر ، رضي الله عنه ، بالبصرة ، ويلي هذا الدرب مسجد أبي بكر الهذلي. وقصر حبش : موضع قرب تكريت فيه مزارع ، شربها من الاسحاقي. وبركة الحبش : مزرعة نزهة في ظهر القرافة بمصر ، ذكرت فى بركة.

__________________

(١) وفي رواية اخرى : وربذة بدل وريدة.

٢١٣

حُبْشِيُّ : بالضم ثم السكون ، والشين معجمة ، والياء مشددة : جبل بأسفل مكة بنعمان الأراك ، يقال:به سميت أحابيش قريش ، وذلك أن بني المصطلق وبني الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده وحالفوا قريشا وتحالفوا بالله : إنّا ليد واحدة على غيرنا ما سجا ليل ووضح نهار وما رسا حبشيّ مكانه ، فسموا أحابيش قريش باسم الجبل ، وبينه وبين مكة ستة أميال ، مات عنده عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فجأة فحمل على رقاب الرجال إلى مكة ، فقدمت عائشة من المدينة وأتت قبره وصلّت عليه وتمثلت :

وكنّا كندماني جذيمة حقبة

من الدهر ، حتى قيل لن يتصدّعا

فلما تفرقنا ، كأني ومالكا ،

لطول اجتماع ، لم نبت ليلة معا

حَبَشى : بفتح أوله وثانيه ، قال أبو عبيد السكوني : حبشي جبل شرقي سميراء يسار منه إلى ماء يقال له خوّة للحارث بن ثعلبة ، وقال غيره : حبشي ، بالتحريك ، جبل في بلاد بني أسد ، وفي كتاب الأصمعي : حبشي جبل يشترك فيه الناس وحوله مياه تحيط به ، منها : الشبكة والخوّة والرجيعة والذّنبة وثلاثان كلها لبني أسد.

الحَبْلُ : الرسن ، والحبل العهد ، والحبل الأمان ، والحبل الرمل المستطيل ، وحبل العاتق عصب ، وحبل الوريد عرق في العنق ، وحبل الذراع في اليد.

وحبل عرفة : عند عرفات ، قال أبو ذؤيب الهذلي :

فروّحها عند المجاز عشية ،

تبادر أولى السابقات إلى الحبل

وقال الحسين بن مطير الأسدي :

خليليّ من عمرو قفا وتعرّفا

لسهمة دارا ، بين لينة فالحبل

تحمّل منها أهلها حين أجدبت ،

وكانوا بها في غير جدب ولا محل

وقد كان ، في الدار التي هاجت الهوى ،

شفاء الجوى لو كان مجتمع الشمل

والحبل أيضا : موضع بالبصرة على شاطئ الفيض ممتد معه.

حُبَلُ : بوزن زفر وجرذ ، ويجوز أن يكون جمع حبلة نحو برقة وبرق ، وهو ثمر العضاه ، ومنه حديث سعد : أتينا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ما لنا طعام إلا حبلة وورق السّمر ، وهو جمع حبلة أيضا ، وهو حلي يجعل في القلائد ، قال :

وقلائد من حبلة وسلوس

ويجوز أن يكون معدولا عن حابل ، وهو الذي ينصب الحبالة للصيد. وحبل : موضع باليمامة ، وفي حديث سراج بن مجّاعة بن مرارة بن سلمى عن أبيه عن جده قال : أتيت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فأقطعني الغورة وغرابة والحبل ، وبين الحبل وحجر خمسة فراسخ ، قال لبيد يصف ناقة :

فإذا حرّكت غرزي أجمزت ،

وقرابي عدو جون قد أبل

بالغرابات فزرّافاتها ،

فبخنزير فأطراف حبل

يسئد السير عليها راكب ،

رابط الجأش على كل وجل

حَبْلةُ : بالفتح ثم السكون ، ولام : قرية من قرى عسقلان ، ينسب إليها حاتم بن سنان بن بشر الحبليّ،

٢١٤

قال ابن نقطة : وجدت بخط عبد الوهاب بن عتيق ابن راذان المصري حدثنا حاتم بن سنان بن بشر الحبلي قال : حدثنا أحمد بن حاتم الأقاشي قال : سئل ربيعة ابن حاتم بن سنان عن نسبه بمصر وأنا أسمع فقال لي : حبلة قرية بالقرب من عسقلان كان لنا بها دار فاستوهبها رجل من أبيه فوهبها له.

حَبَنْجُ : قال أبو زياد وهو يذكر مياه غنيّ بن أعصر فقال : ولهم الحبنج والحنبج والحنيبج ثلاث أمواه فقيل لها الحنابج.

حَبَوْكَرُ : بفتحتين ، وسكون الواو ، وفتح الكاف ، وراء ، من أسماء الدواهي : وهو أيضا اسم رملة كثيرة الرمل.

حَبَوْتَنُ : بفتح أوله ويكسر لغتان ، وثانيه مفتوح ، والواو ساكنة ، والتاء فوقها نقطتان مفتوحة ، ونون : اسم واد باليمامة ، عن ابن القطاع وغيره ، وكذا يروى قول الأعرابي :

سقى رملة بالقاع ، بين حبوتن ،

من الغيث مرزام العشي صدوق

سقاها ، فروّاها وأقصر حولها ،

مذانب شمّا حولها وحديق

من الأثل ، أما ظلها فهو بارد

أثيث ، وأما نبتها فأنيق

حَبَوْننُ : فتحتين ، ونونين : موضع ، عن صاحب الكتاب ، بوزن فعولل ، وقال بعضهم : بكسر الحاء ، وقال ابن القطاع : وهو لغة في الذي قبله ، قال الأجدع بن مالك :

ولحقتهم بالجزع جزع حبونن ،

يطلبن أزوادا لأهل ملاع

وقال وعلة الجرميّ :

ولقد صحبتهم ببطن حبونن ،

وعليّ إن شاء المليك به ثنا

سعي امرئ لم يلهه ، عن نيله ،

بعض المفاقر من معايشه الدنا

حَبَوْنَى : مقصور : موضع ، أنشد ابن يحيى السمهري :

خليليّ لا تستعجلا وتبيّنا

بوادي حبونى : هل لهن زوال؟

ولا تيأسا من رحمة الله واسألا ،

بوادي حبونى ، أن تهبّ شمال

ولا تيأسا أن ترزقا أرحبيّة ،

كعين المها أعناقهن طوال

من الحارثيّين الذين دماؤهم

حرام ، وأما مالهم فحلال

قال أبو عليّ : هذا لا يكون فعولى ولكن يحتمل وجهين من التقدير أحدهما أن يكون سمي بجملة كما جاء :

على أطرقا باليات الخيام

والآخر أن يكون حبونى من حبوت كما أن عفرنى من العفر ، ويحتمل أن يكون حبونن فأبدل من إحدى النونين الألف كراهة التضعيف لانفتاح ما قبلها ، كقولهم : ولا أملاه أي لا أملّه ، ويحتمل أن يكون حرف العلة والنون تعاقبا على الكلمة لمقاربتهما ، كما قالوا : ددن وددا ، فإذا احتملت هذه الوجوه لم يقطع على أنها فعولى ، وقال الفرزدق :

وأهل حبونى من مراد تداركت ،

وجرما بواد خالط البحر ساحله

قال أبو عبيدة في تفسيره : حبونى من أرض مراد ، أراد حبونن فلم يمكنه.

٢١٥

الحُبَيَّا : بالضم ثم الفتح ، وياء مشددة ، مقصورا : موضع بالشام ، قال نصر : وأظن أن بالحجاز موضعا يقال له الحبيّا ، قال : وربما قالوا الحبيا وهم يريدون الحبيّ ، قال بعضهم :

من عن يمين الحبيّا نظرة قبل

وقال آخر :

بمعترك ضنك الحبيّا ترى به ،

من القوم ، محدوسا وآخر حادسا

حَبيبٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وباء أخرى : بلد من أعمال حلب يقال له بطنان حبيب ، ذكر في بطنان. ودرب حبيب : ببغداد من نهر معلّى ، ينسب إليه المحدثون هبة الله بن محمد بن الحسن بن أحمد بن طلحة أبا القاسم بن أبي غالب الحبيبي من أولاد المحدثين ، سمع أباه وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة البغال وأبا الحسن عليّ بن محمد العلاف المقري ، ذكره أبو سعد في معجمه.

حُبيبَةُ : بلفظ تصغير حبّة : ناحية في طفوف البطيحة متصلة بالبادية وتقرب من البصرة.

الحُبيبَةُ : مصغر منسوب : من قرى اليمامة.

حَبِيرٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وراء ، قال أبو منصور : الحبير من السحاب ما يرى فيه من التنمير من كثرة الماء ، قال : والحبير من زبد اللّغام إذا صار على رأس البعير ، قال : وهو تصحيف والصواب الخبير ، بالخاء المعجمة ، في زبد اللغام ، قال : وأما الخبير بمعنى السحاب فلا أعرفه فإن كان من قول الهذلي :

تعدّ من جانبيه الخبير ،

لما وهي مزنه فاستبيحا

فهو بالخاء أيضا. والحبير : موضع بالحجاز ، قال الفضل بن العباس اللهبي :

سقى دمن المواثل من حبير

بواكر من رواعد ساريات

ويجوز أن يكون أراد ههنا السحاب ما يرى.

حَبيسٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وسين مهملة : موضع بالرقة فيه قبور قوم شهداء ممن شهد صفّين مع عليّ بن أبي طالب ، رضي الله عنه. وذات حبيس : موضع بمكة بقرب الجبل الأسود الذي يقال له أظلم ، قال الراعي :

فلا تصرمي حبل الدهيم جريرة ،

بترك مواليها الأدانين ضيّعا

يسوّقها ترعيّة ذو عباءة ،

بما بين نقب فالحبيس فأفرعا

والحبيس : قلعة بالسواد من أعمال دمشق يقال لها حبيس جلدك.

حُبَيشٌ : بلفظ التصغير ، وآخره شين معجمة : موضع في قول نصر.

حَبيضٌ : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وضاد معجمة : جبل بالقرب من معدن بني سليم يمنة الحاج إلى مكة ، عن أبي الفتح.

حُبَّينُ : بالضم ثم الكسر ، والتشديد ، وياء ساكنة ، ونون ، سكّة حبّين : بمرو ، كذا تقولها العامّة وأصلها سكة حبّان بن جبلة ثم غيّروها ، كذا قال أبو سعد ، ينسب إليها أبو منصور عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن الحبيني المروزي ، حدث عن عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد بن إسحاق الشيرنخشيري وغيره ، سمع منه أبو القاسم

هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.

حُبَيُّ : بالضم ثم الفتح ، وياء مشددة ، بلفظ التصغير : وهو موضع بتهامة كان لبني أسد وكنانة ، قال

٢١٦

مضرّس بن ربعيّ :

لعمرك إنّني ، بلوى حبيّ ،

لأرجي عائنا حذرا أروحا

رأى طيرا تمر ببين سلمى ،

وقيل النفس إلا ان تريحا

حُبَّى : بالضم ، وتشديد الباء ، والقصر : موضع في قول الراعي :

أبت آيات حبّى أن تبينا

لنا خبرا ، فأبكين الحزينا

باب الحاء والتاء وما يليهما

حَتَّى : مقصور ، بلفظ حتّى من الحروف ، من خط ابن مختار من خط الوزير المغربي أنه اسم موضع ، قال نصر : حتّى من جبال عمان أو جبلة.

الحُتَاتُ : بالضم ، وآخره تاء : أيضا قطيعة بالبصرة واسم رجل ، وحتات كلّ شيء : ما تحاتّ منه.

حَتَّاوَةُ : بالفتح ثم التشديد ، وبعد الألف واو مفتوحة ، وهاء : من قرى عسقلان ، ينسب إليها عمرو بن حليف أبو صالح الحتّاوي ، عن روّاد بن الجرّاح وزيد بن أسلم وغيرهما ، روى عنه عبد العزيز العسقلاني ، ذكره ابن عدي في الضّعفاء.

الحُتُّ : بالضم ثم التشديد : موضع بعمان ، ينسب إليه الحتّ من كندة وليس بأمّ لهم ولا أب ، وقال الزمخشري : الحتّ من جبال القبلية لبني عرك من جهينة ، عن عليّ بن أزيد بن شريح بن بحير بن أسعد ابن ثابت بن سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن ذبيان بن بغيض في طعنة طعنها آبي اللحم الغفاري في شرّ كان بين ثعلبة بن سعد وبني غفار بن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة :

حميت ذمار ثعلبة بن سعد

بجنب الحتّ ، إذ دعيت نزال

وأدركني ابن آبي اللحم يجري ،

وأجرى الخيل حاجزه التوالي (١)

طعنت مجامع الأحشاء منه

بمفتوق الوقيعة ، كالهلال

فإن يهلك فذلك كان قدري ،

وإن يبرأ فإنّي لا أبالي

وقال الحازمي : الحتّ محلّة من محالّ البصرة خارجة من سورها ، سميت بقبيل من اليمن نزلوها ، قلت : أراهم من كندة المقدم ذكرهم.

حَتْمَةُ : مفتوح ، وهو واحد الحتم ، وهو القضاء : صخرات مشرفات في ربع عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بمكة ، عن العمراني ، ورواه الحازمي بالثاء المثلثة كما يذكر عقيب هذا.

باب الحاء والثاء وما يليهما

الحَثَا : بالفتح ، والقصر : موضع بالشام في قول عدي ابن الرقاع :

يا من رأى برقا أرقت لضوئه ،

أمسى تلألأ في حواركه العلى

فأصاب أيمنه المزاهر كلها ،

واقتمّ أيسره أثيدة فالحثا

حِثَاثُ : بالكسر ، وفي آخره ثاء أخرى ، كأنه جمع حثيث أي سريع : وهو عرض من أعراض المدينة.

حَثْمَةُ : بالفتح ثم السكون ، وميم ، والحثمة الأكمة الحمراء ، وقال الأزهري : الحثمة ، بالتحريك ، الأكمة ، ولم يذكر الحمراء ، قال : ويجوز تسكين الثاء. وحثمة : موضع بمكة قرب الحزورة من

__________________

(١) قوله : حاجزه التوالي ، هكذا في الأصل.

٢١٧

دار الأرقم ، وقيل : الحثمة صخرات في ربع عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بمكة ، وفي حديث عمر أنه قال : إني أولى بالشهادة وإن الذي أخرجني من الحثمة لقادر على أن يسوقها اليّ ، وقال مهاجر بن عبد الله المخزومي:

لنساء ، بين الحجون إلى الحث

مة في مظلمات ليل وشرق

قاطنات الحجون ، أشهى إلى النف

س من الساكنات دور دمشق

يتضوّعن أن يضمّخن بالمس

ك ضماخا ، كأنه ريح مرق

حُثُنٌ : بضمتين ، وآخره نون : موضع في بلاد هذيل ، عن الأزهري ، وقال غيره : موضع عند المثلّم بينه وبين مكة يومان ، قال سلمى بن مقعد القرمي :

إنا نزعنا من مجالس نخلة ،

فنجيز من حثن بياض مثلّما

قوله نزعنا أي جئنا ، ونجيز أي نمرّ ، وقال قيس ابن العيزارة الهذلي :

وقال نساء : لو قتلت نساءنا ،

سواكنّ ذو البثّ الذي أنا فاجع

رجال ونسوان بأكناف راية

إلى حثن ، تلك الدموع الدوافع

وقال أيضا :

أرى حثّنا أمسى ذليلا ، كأنه

تراث وخلّاه الصّعاب الصّعاتر

وكاد يوالينا ، ولسنا بأرضهم ،

قبائل من فهم وأفصى وثابر

باب الحاء والجيم وما يليهما

حَجّاجٌ : بالفتح والتشديد ، وآخره جيم : من قرى بيهق من أعمال نيسابور ، منها أبو سعيد إسماعيل بن محمد بن أحمد الحجّاجي الفقيه الحنفي ، كان حسن الطريقة ، روى عن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبي سعد محمد بن موسى بن شاذان الصّيرفي وأبي القاسم السّرّاج وغيرهم ، وتوفي في حدود سنة ٤٨٠.

الحِجارَةُ : جمع الحجر : كورة بالأندلس يقال لها وادي الحجارة ، ينسب إليها بالحجاري جماعة ، منهم : محمد بن إبراهيم بن حيّون ، وسعيد بن مسعدة الحجاري محدّث ، مات سنة ٤٢٧.

الحِجاز : بالكسر ، وآخره زاي ، قال أبو بكر الأنباري : في الحجاز وجهان : يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب حجز الرجل بعيره يحجزه إذا شدّه شدّا يقيده به ، ويقال للحبل حجاز ، ويجوز أن يكون سمي حجازا لأنه يحتجز بالجبال ، يقال : احتجزت المرأة إذا شدّت ثيابها على وسطها واتّزرت ، ومنه قيل حجزة السراويل ، وقول العامة حزّة السراويل خطأ ، قال عبيد الله المؤلف ، رحمه الله تعالى : ذكر أبو بكر وجهين قصد فيهما الإعراب ولم يذكر حقيقة ما سمي به الحجاز حجازا ، والذي أجمع عليه العلماء أنه من قولهم حجزه يحجزه حجزا أي منعه. والحجاز : جبل ممتدّ حالّ بين الغور غور تهامة ونجد فكأنه منع كلّ واحد منهما أن يختلط بالآخر فهو حاجز بينهما ، وهذه حكاية أقوال العلماء ، قال الخليل : سمي الحجاز حجازا لأنه فصل بين الغور والشام وبين البادية ، وقال عمارة بن

٢١٨

عقيل : ما سال من حرّة بني سليم وحرّة ليلى فهو الغور حتى يقطعه البحر ، وما سال من ذات عرق مغربا فهو الحجاز إلى أن تقطعه تهامة ، وهو حجاز أسود حجز بين نجد وتهامة ، وما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق ، وقال الأصمعي : ما احتزمت به الحرار حرّة شوران وحرّة ليلى وحرّة واقم وحرّة النار وعامة منازل بني سليم إلى المدينة ، فذلك الشقّ كله حجاز ، وقال الأصمعي أيضا في كتاب جزيرة العرب : الحجاز اثنتا عشرة دارا : المدينة وخيبر وفدك وذو المروة ودار بليّ ودار أشجع ودار مزينة ودار جهينة ونفر من هوازن وجلّ سليم وجلّ هلال وظهر حرّة ليلى ، ومما يلي الشام شغب وبدا ، وقال الأصمعي في موضع آخر من كتابه : الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام ، وإنما سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد ، فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية ، وقال غيره : حدّ الحجاز من معدن النقرة إلى المدينة ، فنصف المدينة حجازيّ ونصفها تهاميّ ، وبطن نخل حجازي وبحذائه جبل يقال له الأسود نصفه حجازي ونصفه نجديّ ، وذكر ابن أبي شبّة أن المدينة حجازية ، وروي عن أبي المنذر هشام أنه قال : الحجاز ما بين جبلي طيّء إلى طريق العراق لمن يريد مكة ، سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد ، وقيل : لأنه حجز بين الغور والشام وبين السراة ونجد ، وعن إبراهيم الحربي أن تبوك وفلسطين من الحجاز ، وذكر بعض أهل السير أنه لما تبلبلت الألسن ببابل وتفرّقت العرب إلى مواطنها سار طسم بن إرم في ولده وولد ولده يقفو آثار إخوته وقد احتووا على بلدانهم ، فنزل دونهم بالحجاز فسموها حجازا لأنها حجزتهم عن المسير في آثار القوم لطيبها في ذلك الزمان وكثرة خيرها ، وأحسن من هذه الأقوال جميعها وأبلغ وأتقن قول أبي المنذر هشام بن أبي النضر الكلبي ، قال في كتاب افتراق العرب وقد حدّد جزيرة العرب ثم قال : فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزولها وتوالدوا فيها على خمسة أقسام عند العرب في أشعارهم وأخبارهم : تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن ، وذلك أن جبل السراة ، وهو أعظم جبال العرب وأذكرها ، أقبل من قعرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمّته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور ، وهو تهامة ، وهو هابط ، وبين نجد وهو ظاهر ، فصار ما خلف ذلك الجبل في غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعكّ وكنانة وغيرها ، ودونها إلى ذات عرق والجحفة وما صاقبها ، وغار من أرضها الغور غور تهامة ، وتهامة تجمع ذلك كله ، وصار ما دون ذلك الجبل في شرقيه من صحاري نجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليهما نجدا ، ونجد تجمع ذلك كله ، وصار الجبل نفسه ، وهو سراته ، وهو الحجاز وما احتجز به في شرقيه من الجبال وانحاز إلى ناحية فيد والجبلين إلى المدينة ، ومن بلاد مذحج تثليث وما دونها إلى ناحية فيد حجازا ، والعرب تسميه نجدا وجلسا وحجازا ، والحجاز يجمع ذلك كله ، وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاهما العروض ، وفيها نجد وغور لقربها من البحر وانخفاض مواضع منها ومسائل أودية فيها ، والعروض يجمع ذلك كله ، وصار ما خلف تثليث وما قاربها إلى صنعاء وما والاها من البلاد إلى حضرموت والشّحر وعمان وما بينها اليمن ، وفيها التهايم والنجد ، واليمن تجمع ذلك كله.

قال أبو المنذر : فحدّثنى أبو مسكين محمد بن جعفر

٢١٩

ابن الوليد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال : إنّ الله تعالى لما خلق الأرض مادت فضربها بهذا الجبل ، يعني السراة ، وهو أعظم جبال العرب وأذكرها ، فإنه أقبل من ثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازا لأنه حجز بين الغور وهو هابط ، وبين نجد وهو ظاهر ، ومبدؤه من اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فقطعته الأودية حتى بلغ ناحية نخلة ، فكان منها حيض ويسوم ، وهما جبلان بنخلة ، ثم طلعت الجبال بعد منه فكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة والأشعر والأجرد ، وأنشد للبيد :

مرّيّة حلّت بفيد وجاورت

أرض الحجاز ، فأين منك مرامها؟

وقد أكثرت شعراء العرب من ذكر الحجاز واقتدى بهم المحدثون ، وسأورد منه قليلا من كثير من الحنين والتشوق ، قال بعض الأعراب :

تطاول ليلي بالعراق ، ولم يكن

عليّ بأكناف الحجاز يطول

فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به

بعاقبة ، قبل الفوات ، سبيل؟

إذا لم يكن بيني وبينك مرسل ،

فريح الصّبا منّي إليك رسول

وقال أعرابيّ آخر :

سرى البرق من أرض الحجاز فشاقني ،

وكلّ حجازيّ له البرق شائق

فوا كبدي مما ألاقي من الهوى ،

إذا حنّ إلف أو تألّق بارق!

وقال آخر :

كفى حزنا أني ببغداد نازل ،

وقلبي بأكناف الحجاز رهين

إذا عنّ ذكر للحجاز استفزّني ،

إلى من بأكناف الحجاز ، حنين

فو الله ما فارقتهم قاليا لهم ،

ولكنّ ما يقضى فسوف يكون

وقال الأشجع بن عمرو السّلمي :

بأكناف الحجاز هوى دفين ،

يؤرّقني إذا هدت العيون

أحنّ إلى الحجاز وساكنيه ،

حنين الإلف فارقه القرين

وأبكي حين ترقد كل عين ،

بكاء بين زفرته أنين

أمرّ على طبيب العيس نأي ،

خلوج بالهوى الأدنى ، شطون؟

فإن بعد الهوى وبعدت عنه ،

وفي بعد الهوى تبدو الشجون ،

فأعذر من رأيت على بكاء ،

غريب عن أحبته حزين

يموت الصّبّ والكتمان عنه ،

إذا حسن التذكّر والحنين

الحجَائزُ : كأنه جمع حاجز ، وهو المانع ، بالزاي : من قلات العارض باليمامة.

حَجْبَةُ : بالفتح ثم السكون ، والباء موحدة ، وهاء : من قرى اليمن من بلاد سنحان.

الحِجْرُ : بالكسر ثم السكون ، وراء ، وهو في اللغة ما حجرت عليه أي منعته من أن يوصل إليه ، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه ، والحجر العقل

٢٢٠