معجم البلدان - ج ٢

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي

معجم البلدان - ج ٢

المؤلف:

شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩

ما على الرّبع بالبليّين لو بي

ين رجع السلام ، أو لو أجابا

فأمسك ابن أبي ربيعة.

تُلْبِينُ : بالضم ثم السكون ، وكسر الباء الموحدة ، وياء ساكنة ، ونون : موضع في غوطة دمشق ؛ قال أحمد بن منير :

فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال

أعلى فسطرا فجرمانا فتلبين

تَلُّ التَّمْر : موضع على دجلة بين تكريت والموصل ، له ذكر.

تَلُّ تَوْبَة : بفتح التاء فوقها نقطتان ، وسكون الواو ، وباء موحدة : موضع مقابل مدينة الموصل في شرقي دجلة متصل بنينوى ، وهو تلّ فيه مشهد يزار ويتفرّج فيه أهل الموصل كل ليلة جمعة ، قيل إنه سمي تلّ توبة لأنه لما نزل بأهل نينوى العذاب ، وهم قوم يونس النبي ، عليه السلام ، اجتمعوا بذلك التلّ وأظهروا التّوبة وسألوا الله العفو ، فتاب عليهم وكشف عنهم العذاب ، وكان عليه هيكل للأصنام فهدموه وكسروا صنمهم ، وبالقرب منه مشهد يزار قيل كان به عجل يعبدونه فلما رأوا إشارات العذاب الذي أنذرهم به يونس ، عليه السلام ، أحرقوا العجل وأخلصوا التوبة ؛ وهناك الآن مشهد مبني محكم بناؤه ، بناه أحد المماليك من سلاطين آل سلجوق ، وكان من أمراء الموصل قبل البرسق ، وتنذر له النذور الكثيرة ، وفي زواياه الأربع أربع شمعات تحزر كلّ واحدة بخمسمائة رطل ، مكتوب عليها اسم الذي عملها وأهداها إلى الموضع.

تَلُّ جُبَير : تصغير جبر ، بالجيم : بلد بينه وبين طرسوس أقلّ من عشرة أميال ، منسوب إلى رجل من فرس أنطاكية ، كانت له عنده وقعة.

تَلُّ جَحْوَش : بفتح الجيم ، وسكون الحاء المهملة ، وفتح الواو ، والشين معجمة : بلد في الجزيرة في قول عدي بن زيد حيث قال :

ما ذا ترجّون ، إن أودى ربيعكم ،

بعد الإله ، ومن أذكى لكم نارا؟

كلّا يمينا بذات الورع لو حدثت

فيكم ، وقابل قبر الماجد الزارا

بتلّ جحوش ما يدعو مؤذّنهم

لأمر دهر ، ولا يحتثّ أنفارا

تَلُّ جَزَر : بفتحتين ، وتقديم الزاي : حصن من أعمال فلسطين.

تَلُّ حَامد : بالحاء المهملة : حصن في ثغور المصّيصة.

تَلُّ حَرّانَ : قرية بالجزيرة ؛ ينسب إليها منصور بن إسماعيل التلّي الحرّاني ، سمع مالك بن أنس وغيره ؛ وابنه أحمد بن منصور التّلي ، حدث أيضا عن مالك ابن أنس وغيره ، روى عنه أبو شعيب الحرّاني.

تَلّ حُوم : حصن في ثغر المصيصة أيضا.

تَلّ خالد : قلعة من نواحي حلب.

تَلُّ خَوْسا : بفتح الخاء ، وسكون الواو ، والسين مهملة : قرية قرب الزاب بين إربل والموصل ، كانت بها وقعة.

تَلّ دُحَيْم : بالدال المهملة المضمونة ، وفتح الحاء المهملة أيضا ، وياء ساكنة ، وميم : من قرى نهر الملك من نواحي بغداد.

٤١

تَلّ زَاذَن : بالزاي ، والذال المعجمة : موضع قرب الرّقّة من أرض الجزيرة ؛ عن نصر.

تَلّ زَبْدَى : بفتح الزاي ، والباء موحدة ، ودال مهملة مقصورة : قرية من قرى الجزيرة.

تَلّ الزَّبِيبيَّة : منسوب إلى امرأة منسوبة إلى الزبيب يبس العنب : محلّة في طرف بغداد الشرقي من نهر معلّى ، وهي محلة دنيئة يسكنها الأراذل ؛ نسب إليها بعض المتأخرين.

تَل السُّلْطان : موضع بينه وبين حلب مرحلة نحو دمشق ، وفيه خان ومنزل للقوافل ، وهو المعروف بالفنيدق ، كانت به وقعة بين صلاح الدين يوسف ابن أيوب وسيف الدين غازي بن مودود بن زنكي صاحب الموصل سنة ٥٧١ في عاشر شوّال.

تَلّ الصّافِيَة : ضدّ الكدرة : حصن من أعمال فلسطين قرب بيت جبرين من نواحي الرّملة.

تَل عَبْدة : قرية من قرى حران بينها وبين الفرات ، تنزلها القوافل ، وبها خان مليح ، عمّره المجد بن المهلّب البهنسي وزير الملك الأشرف موسى بن العادل.

تَلّ عَبْلة : قرية أخرى من قرى حرّان بينها وبين رأس عين.

تَلّ عَقْرَقُوف : بفتح العين ، وسكون القاف ، وفتح الراء ، وضم القاف الثانية ، وسكون الواو ، وفاء : قرية من نواحي نهر عيسى ببغداد ، إلى جانبها تلّ عظيم يظهر للرائين من مسيرة يوم ، ذكروا أنها سميت بعقرقوف ابن طهمورت الملك ، والظاهر أنه اسم مركب مثل حضرموت ؛ وإياها عنى أبو نواس حيث قال :

رحلن بنا من عقرقوف ، وقد بدا

من الصّبح مفتوق الأديم شهير

وذكر ابن الفقيه قال : بنى الأكاسرة بين المدائن التي على عقبة همذان وقصر شيرين مقبرة آل ساسان ، وعقرقوف كانت مقبرة الكيانيّين ، وهم أمة من النبط كانوا ملوكا بالعراق قبل الفرس.

تَلّ عُكْبَرَا : بضم العين ، وقد ذكر في موضعه : موضع عند عكبرا يقال له التلّ ؛ ينسب إليه أبو حفص عمر ابن محمد التّلعكبري يعرف بالتّلّي ، وكان ضريرا غير ثقة ، روى عن هلال بن العلاء الرّقّي وغيره ، روى عنه أبو سهل محمود بن عمر العكبري.

تَلْعَة : بالفتح ثم السكون : ماء لبني سليط بن يربوع قرب اليمامة ؛ قال جرير :

وقد كان في بقعاء ريّ لشائكم ،

وتلعة والجوفاء يجري غديرها

تَلْعَةُ النَّعَم : موضع بالبادية ؛ قال سعية بن عريض اليهودي :

يا دار سعدى بمفضى تلعة النّعم ،

حيّيت ذكرا على الإقواء والقدم

عجنا فما كلّمتنا الدار إذ سئلت ،

وما بها عن جواب خلت من صمم

تَلْفِيَاثا : بكسر الفاء ، وياء ، وألف ، وثاء مثلثة : من قرى غوطة دمشق ، ذكرها في حديث أبي العميطر علي السّفياني الخارج بدمشق في أيام محمد الأمين.

تَلْفِيتَا : بالتاء المثناة من فوق قبل الألف : من قرى سنّير من أعمال دمشق ؛ منها كان قسّام الحارثي من بني الحارث بن كعب باليمن المتغلب على دمشق في أيام الطائع ، وكان في أول عمره ينقل التراب على الدواب ، ثم اتصل برجل يعرف بأحمد الحطار من أحداث دمشق ، وكان من حزبه ، ثم غلب على دمشق مدة فلم يكن للولاة معه أمر ، واستبدّ بملكها

٤٢

إلى أن قدم من مصر يلتكين التركي ، فغلب قسّاما ودخل دمشق لثلاث عشرة ليلة بقيت من محرّم سنة ٣٧٦ فاستتر أياما ثم استأمن إلى يلتكين ، فقيّده وحمله إلى مصر فعفا عنه وأطلقه ، وكان مدحه عبد المحسن الصوري ، قال ذلك الحافظ أبو القاسم.

تَلّ قَبّاسِينَ : بفتح القاف ، وتشديد الباء الموحدة ، والسين مكسورة مهملة ، وياء ساكنة ، ونون : قرية من قرى العواصم من أعمال حلب ، له ذكر في التواريخ.

تَلّ قُرَاد : حصن مشهور في بلاد الأرمن من نواحي شبختان.

تَلْقُم : جبل باليمن فيه ريدة والبئر المعطلة والقصر المشيد ؛ وقال علقمة ذو جدن : وذا القوّة المشهور من رأس تلقم أزلن ، وكان الليث حامي الحقائق تَلّ كَشْفَهان : بفتح الكاف ، وسكون الشين المعجمة ، وفتح الفاء ، وهاء ، وألف ، ونون : موضع بين اللاذقية وحلب ، نزله الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب معسكرا فيه مدّة.

تَلّ كَيْسَانَ : الكاف مفتوحة ، وياء ساكنة : موضع في مرج عكا من سواحل الشام.

تَلّ مَاسِحٍ : بالسين المهملة ، والحاء المهملة : قرية من نواحي حلب ؛ قال امرؤ القيس : يذكّرها أوطانها تلّ ماسح ، منازلها من بربعيص وميسرا ينسب إليه القاسم بن عبد الله المكفوف التّلّي ، يروي عن ثور بن يزيد.

تَلّ مَحْرَى : بفتح الميم ، وسكون الحاء المهملة ، والراء ، والقصر ، وهو تل بحرى ، بالباء الموحدة ، وتل البليخ : وهي بليدة بين حصن مسلمة بن عبد الملك والرّقّة في وسطها حصن ، وكان فيها سوق وحوانيت ؛ وذكر أحمد بن محمد الهمذاني عن خالد ابن عمير بن عبد الحباب السّلمي قال : كنا مع مسلمة بن عبد الملك في غزوة القسطنطينية ، فخرج إلينا في بعض الأيام رجل من الروم يدعو إلى المبارزة ، فخرجت إليه فلم أر فارسا مثله ، فتجاولنا عامة يومنا فلم يظفر واحد منا بصاحبه ، ثم تداعينا إلى المصارعة ، فصارعت منه أشدّ البأس فصرعني وجلس على صدري ليذبحني ، وكان رسن دابته مشدودا في عاتقه ، فبقيت أعالجه دفعا عن روحي وهو يعالجني ليذبحني ، فبينما هو كذلك إذ جاضت دابته جيضة جذبته عني ووقع من على صدري ، فبادرت وجلست على صدره ثم نفست به عن القتل وأخذته أسيرا وجئت به إلى مسلمة ، فسأله فلم يجبه بحرف ، وكان أجسم الناس وأعظمهم ، وأراد مسلمة أن يبعث به إلى هشام وهو يومئذ بحرّان فقلت : وأين الوفادة؟ فقال : إنك لأحقّ الناس بذلك ، فبعث به معي ، فأقبلت أكلّمه وهو لا يكلمني حتى انتهيت إلى موضع من ديار مضر يعرف بالجريش وتلّ بحرى ، فقال لي : ما ذا يقال لهذا المكان؟ فقلت : هذا الجريش ، وهذا تلّ بحرى ، فأنشأ يقول :

ثوى ، بين الجريش وتلّ بحرى ،

فوارس من نمارة غير ميل

فلا جزعون إن ضرّاء نابت ،

ولا فرحون بالخير القليل

فإذا هو أفصح الناس ، ثم سكت فكلّمناه فلم يجبنا ،

٤٣

فلما صرنا إلى الرّها قال : دعوني أصلّي في بيعتها ، قلنا : افعل ، فصلّى ، فلمّا صرنا إلى حرّان قال : أما إنها لأوّل مدينة بنيت بعد بابل! ثم قال : دعوني أستحمّ في حمّامها وأصلّي ، فتركناه فخرج إلينا كأنه برطيل فضّة بياضا وعظما ، فأدخلته إلى هشام وأخبرته جميع قصته ، فقال له : ممن أنت؟ فقال : أنا رجل من إياد ثم أحد بني حذافة ، فقال له : أراك غريبا ، لك جمال وفصاحة ، فأسلم نحقن دمك ، فقال : إن لي ببلاد الروم أولادا ، قال : ونفكّ أولادك ونحسن عطاءك ، قال : ما كنت لأرجع عن ديني ، فأقبل به وأدبر وهو يأبى ، فقال لي : اضرب عنقه ، فضربت عنقه ؛ وينسب إلى تلّ محرى أيوب بن سليمان الأسدي السلمي ، سأل عطاء بن أبي رباح عن رجل ذكرت له امرأة فقال : يوم أتزوّجها هي طالقة البتّة ، فقال : لا طلاق لمن لا يملك عقدته ولا عتق لمن لا يملك رقبته. روى عنه أحمد بن عبد الملك بن وافد الحرّاني.

تَلُّ المَخَالي : جمع مخلاة الفرس : موضع بخوزستان.

تِلِمْسَان : بكسرتين ، وسكون الميم ، وسين مهملة ، وبعضهم يقول تنمسان ، بالنون عوض اللام : بالمغرب وهما مدينتان متجاورتان مسوّرتان ، بينهما رمية حجر ، إحداهما قديمة والأخرى حديثة ، والحديثة اختطّها الملثّمون ملوك المغرب ، واسمها تافرزت ، فيها يسكن الجند وأصحاب السلطان وأصناف من الناس ، واسم القديمة أقادير ، يسكنها الرعية ، فهما كالفسطاط والقاهرة من أرض مصر ، ويكون بتلمسان الخيل الراشدية ، لها فضل على سائر الخيل ، وتتخذ النساء بها من الصوف أنواعا من الكنابيش لا توجد في غيرها ، ومنها إلى وهران مرحلة ، ويزعم بعضهم أنه البلد الذي أقام به الخضر ، عليه السلام ، الجدار المذكور في القرآن ، سمعته ممن رأى هذه المدينة ؛ وينسب إليها قوم ، منهم : أبو الحسين خطّاب بن أحمد بن خطّاب بن خليفة التلمساني ، ورد بغداد في حدود سنة ٥٢٠ ، كان شاعرا جيّد الشعر ؛ قاله أبو سعد.

التَّلَمُّصُ : بفتحتين ، وتشديد الميم وضمّها : حصن مشهور بناحية صعدة من أرض اليمن.

تَلُّ مَنَّس : بفتح الميم ، وتشديد النون وفتحها ، وسين مهملة : حصن قرب معرّة النّعمان بالشام ؛ قال ابن مهذّب المعرّي في تاريخه : قدم المتوكل إلى الشام في سنة ٢٤٤ ، ونزل بتلّ منّس في ذهابه وعودته ؛ وقال الحافظ أبو القاسم : تلّ منّس قرية من قرى حمص ؛ وينسب إليها المسيب بن واضح بن سرحان أبو محمد السلمي التلّ منّسي الحمصي ، حدث عن أبي إسحاق الفزاري ويوسف بن أسباط وعبد الله ابن المبارك وسفيان بن عيينة وإسماعيل بن عبّاد ومعتمر بن سليمان وأبي البختري وهب بن وهب القاضي وهذه الطبقة ، روى عنه أبو الفيض ذو النون ابن إبراهيم المصري الزاهد وأبو بكر الباغندي والحسن بن سفيان وابن أبي داود وأبو عروبة الحرّاني وغيرهم ، سئل عنه أبو عليّ صالح بن محمد فقال : لا يدرى أيّ طرفيه أطول ولا يدرى ايش يقول. وقال أبو عبد الرحمن السّلمي : سئل الدارقطني عن المسيب بن واضح فقال : ضعيف ، ومات سنة ٢٤٦ وقيل سنة ٢٤٧ وقيل سنة ٢٤٨ عن تسع وثمانين سنة ؛ وقال أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن عليّ المهذّب المعرّي في تاريخه : سنة ٢٤٧ فيها قتل المتوكل ومات المسيب بن واضح التّلمنسي غرّة محرّم ، وعمره تسع وثمانون سنة ، ودفن في تلّ

٤٤

منّس ، وكان مسندا ، وله عقب نحاس.

تَل مَوْزَن : بفتح الميم ، وسكون الواو ، وفتح الزاي ، وآخره نون ، وقياسه في العربية كسر الزاي لأن كلّ ما كان فاؤه معتلا من فعل يفعل فالمفعل مكسور العين كالموعد والموقد والمورد ، وقد ذكر بأبسط من هذا في مورق : وهو بلد قديم بين رأس عين وسروج ، وبينه وبين رأس عين نحو عشرة أميال ، وهو بلد قديم يزعم أن جالينوس كان به ، وهو مبني بحجارة عظيمة سود ، يذكر أهله أن ابن التمشكي الدمستق خرّبه وفتحه عياض بن غنم في سنة ١٧ على مثل صلح الرّها ؛ قال بعض الشعراء يهجو تلّ موزن :

بتلّ موزن أقوام لهم خطر ،

لو لم يكن في حواشي جودهم قصر

يعاشرونك ، حتى ذقت أكلهم ،

ثم النّجاء فلا عين ولا أثر

تَلُّ هَراق : من حصون حلب الغربية.

تَلُّ هَفْتُون : بالفتح ، وسكون الفاء ، والتاء فوقها نقطتان ، وواو ساكنة ، ونون : بليدة من نواحي إربل تنزلها القوافل في اليوم الثاني من إربل لمن يريد أذربيجان ، وهي في وسط الجبال ، وفيها سوق حسنة وخيرا ، واسعة ، وإلى جانبها تلّ عال عليه أكثر بيوت أهلها ، يظنّ أنه قلعة وبه نهر جار ، وأهله كلّهم أكراد ، رأيته غير مرّة.

تَلُّ هَوَارَةَ : بفتح الهاء : من قرى العراق ؛ قال أبو سعد : وما سمعت بهذه المدينة إلا في كتاب النّسوي ؛ قال أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النّسوي : حدثنا أبو الحسين عليّ بن جامع الديباجي الخطيب بتلّ هوارة ، حدثنا إسماعيل بن محمد الورّاق.

تِلِيانُ : بالكسرتين ، وياء خفيفة ، وألف ، ونون : من قرى مرو ؛ منها حامد بن آدم التلياني المروزي ، حدث عن عبد الله بن المبارك وغيره ، تكلّموا فيه ، روى عنه محمد بن عصام المروزي وغيره ، توفي سنة ٢٣٩.

التُّلَيّانِ : بالضم ثم الفتح ، وياء مشددة : وهو تثنية تليّ الموضع المذكور بعده ، ثنّاه الشاعر لإقامة الوزن على عادتهم ، فقال :

ألا حبّذا برد الخيام وظلّها ،

وقول على ماء التّليّن أمرش

تَلْيَعْفَر : هو تلّ أعفر ، وقد تقدّم ذكره.

تُلَيْلٌ : تصغير التّلّ : جبل بين مكة والبحرين ؛ عن نصر.

تُلَيٌّ : بالضم ثم الفتح ، وتشديد الياء ، كأنه تصعير تلو الشيء ، وهو الذي يأتي بعده ، كما قيل جرو وجري : اسم ماء في بلاد بني كلاب قريب من سجا ؛ قال نصر : وبخط ابن مقلة الذي قرأه على أبي عبد الله اليزيدي يلي ، بالياء ، وهو تصحيف.

والتّليّ أيضا : موضع بنجد في ديار بني محارب بن حصفة ، وقيل : هو ماء لهم.

باب التاء والميم وما يليهما

تَمَارُ : مدينة في جبال طبرستان من جهة خراسان.

التَّمَانِي : بفتحتين ، وبعد الألف نون مكسورة ، منقوص : هضبات أو جبال ؛ قال بعضهم.

ولم تبق ألواء التّماني بقيّة

من الرطب إلا بطن واد وحاجر

٤٥

ألواء : جمع لوى الرمل.

تُمْتَرُ : بالضم ثم السكون ، وفتح التاء الثانية : من قرى بخارى.

تُمُرْتَاش : بضمتين ، وسكون الراء ، وتاء أخرى ، وألف ، وشين معجمة : من قرى خوارزم ؛ قال بعض فضلائها :

حللنا تمرتاش يوم الخميس ،

وبتنا هناك بدار الرئيس

تَمَرُ : بالتحريك : قرية باليمامة لعديّ التّيم ؛ وأنشد ثعلب قال أنشدني ابن الأعرابي :

يا قبّح الله وقيلا ذا الحذر

وأمّه ، ليلة بتنا بتمر ،

باتت تراعي ليلها ضوء القمر

قال : تمر موضع معروف.

تَمْرَةُ : بلفظ واحدة التمر : من نواحي اليمامة لبني عقيل ، وقيل بفتح الميم ، وعقيق تمرة عن يمين الفرط.

تَمَسّا : بالتحريك ، وتشديد السين المهملة ، والقصر : مدينة صغيرة من نواحي زويلة ، بينهما مرحلتان.

تُمُشْكَث : بضمتين ، وسكون الشين المعجمة ، وفتح الكاف ، والثاء مثلثة : من قرى بخارى ؛ منها أحمد ابن عبد الله المقري أبو بكر التّمشكثي ، روى عن بحير بن الفضل ، روى عنه حامد بن بلال ؛ قاله ابن منذة.

تَمَعُّقُ : بفتحتين ، وتشديد العين المهملة وضمها : جبل بالحجاز ليس هناك أعلى منه.

تَمَنَّي : بفتحتين ، وتشديد النون وكسرها ؛ قال ابن السكيت في تفسير قول كثيّر :

كأن دموع العين ، لما تخلّلت

مخارم بيضا من تمنّي جمالها

قال : تمنّي أرض إذا انحدرت من ثنية هرشى تريد المدينة صرت في تمني وبها جبال يقال لها البيض.

تُمَيْرُ : تصغير تمر : قرية باليمامة من قرى تمر.

تَمِيتَمِنْدان : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة ، وتاء أخرى ، وكسر الميم ، وسكون النون ، والدال مهملة ، وألف ، ونون : مدينة بمكران عندها جبل يعمل فيه النوشادر ، خبّرني بها رجل من أهلها.

تُمَيُّ : بالضم ثم الفتح ، وياء مشددة : كورة بحوف مصر يقال لها كورة تتا وتميّ ، وهما كورة واحدة.

باب التاء والنون وما يليهما

تُنَاتِضَةُ : بالضم ، وبعد الألف تاء أخرى مكسورة ، والضاد معجمة ؛ كذا هو في كتاب العمراني وقال : موضع.

تَنَاصُفُ : بالفتح ، وضم الصاد المهملة ، وفاء : موضع بالبادية في شعر جحدر اللّصّ :

نظرت وأصحابي تعالى ركابهم ،

وبالسّرّ واد من تناصف أجمعا

بعين سقاها الشوق كحل صبابة

مضيضا ، ترى إنسانها فيه منقعا

إلى بارق حاد اللّوى من قراقر ،

هنيئا له ان كان جدّ وأمرعا

إلى الثّمد العذب الذي عن شماله ؛

وأجرعه سقيا لذلك أجرعا

٤٦

التَّنَاضِبُ : بالفتح ، وكسر الضاد المعجمة ، والباء موحدة ؛ كذا وجدته بخط ابن أخي الشافعي ، وغيره يضمّها في قول جرير :

بان الخليط فودّعوا بسواد ،

وغدا الخليط روافع الإصعاد

لا تسأليني ما الذي بي بعد ما

زوّدتني ، بلوى التناضب ، زادي

قال ابن إسحاق في حديث هجرة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : اتّعدت لما أردت الهجرة إلى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي بن وائل السهمي ، التناضب : من أضاة بني غفار فوق سرف ، وقلنا أيّنا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه ، قال : فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب وحبس هشام وفتن فافتتن ، وقدمنا المدينة ، وذكر الحديث.

تُناضِب : بالضم ، وكسر الضاد ؛ كذا ضبطه نصر وذكره في قرينة الذي قبله وقال : هو شعبة من شعب الدّوداء ، والدّوداء : واد يدفع في عقيق المدينة.

التنَانِيرُ : جمع التنور الذي يخبز فيه ، ذات التنانير : عقبة بحذاء زبالة ، وقيل : ذات التنانير معشّى بين زبالة والشقوق ، وهو واد شجير فيه مزدرع ترعيه بنو سلامة وبنو غاضرة ، وفيه بركة للسلطان ، وكان الطريق عليه فصار المعشى بالرسم حياله ؛ قال مضرّس ابن ربعيّ :

فلما تعالت بالمعاليق حلّة

لها سابق ، لا يخفض الصوت سائره

تلاقين من ذات التنانير سربة

على ظهر عاديّ ، كثير سوافره

تبينت أعناق المطيّ ، وصحبتي

يقولون موقوف السعير وعامرة

قال الراعي من كتاب ثعلب المقروء عليه :

وأسجم حنّان من المزن ساقه ،

طروقا إلى جنبي زبالة ، سائقه

فلما علا ذات التنانير صوبه ،

تكشّف عن برق قليل صواعقه

التناهِي : بالفتح : موضع بين بطان والثعلبية من طريق مكة على تسعة أميال من بطان ، فيه بركة عامرة وأخرى خراب ، وعلى ميلين من التناهي بركة أمّ جعفر وعلى ثلاثة أميال منها بركة للحسين الخادم ، وهو خادم الرشيد بن المهدي ، ومسجد الثعلبية منها على ثمانية أميال.

تَنبُغُ : بالفتح ثم السكون ، وضم الباء الموحدة ، والغين معجمة : موضع غزا فيه كعب بن مزيقياء جدّ الأنصار بكر بن وائل.

تِنَّبُ : بالكسر ثم الفتح والتشديد ، وباء موحدة : قرية كبيرة من قرى حلب ؛ منها أبو محمد عبد الله بن شافع ابن مروان بن القاسم المقري التنّبي العابد ، سمع بحلب مشرف بن عبد الله الزاهد وأبا طاهر عبد الرزاق بن إبراهيم بن قاسم الرّقي وأبا أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التفليسي ، روى عنه أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن جرادة الحلبي ، أفادنيه هكذا القاضي أبو القاسم عمر ابن أحمد بن أبي جرادة ؛ وينسب إلى هذه القرية غيره من الكتّاب والأعيان بحلب ودمشق في أيامنا.

تَنبُوكُ : بالفتح ثم السكون ، وضم الباء الموحدة ، وسكون الواو ، وكاف ؛ قال أبو سعد : وظنّي أنها قرية بنواحي عكبراء ؛ منها أبو القاسم نصر بن عليّ التنبوكي الواعظ العكبري ، سمع أبا عليّ الحسن بن

٤٧

شهاب العكبري ، وسمع منه هبة الله بن المبارك السّقطي ؛ وقال نصر : تنبوك ناحية بين أرّجان وشيراز.

تَنتَلَةُ : التاء الثانية مفتوحة : موضع في بلاد غطفان ؛ عن نصر.

تَنْحِيبُ : بالحاء المهملة المكسورة ، وياء ساكنة ، وباء موحدة : يوم تنحيب كان من أيام العرب.

تَنْدَةُ : الدال مهملة مفتوحة : قرية كبيرة في غربي النيل من الصعيد الأدنى.

تَنَسُ : بفتحتين والتخفيف ، والسين مهملة ؛ قال أبو عبيد البكري : بين تنس والبحر ميلان ، وهي آخر إفريقية مما يلي المغرب ، بينها وبين وهران ثماني مراحل وإلى مليانة في جهة الجنوب أربعة أيام وإلى تيهرت خمس مراحل أو ستّ ؛ قال أبو عبيد : هي مدينة مسوّرة حصينة داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها ، وبها مسجد جامع وأسواق كثيرة ، وهي على نهر يأتيها من جبال على مسيرة يوم من جهة القبلة ويستدير بها من جهة الشرق ويصبّ في البحر وتسمى تنس الحديثة ، وعلى البحر حصن ذكر أهل تنس أنه كان القديم المعمور قبل هذه الحديثة ، وتنس الحديثة أسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس ، منهم الكركدّن وابن عائشة والصقر وصهيب وغيرهم ، وذلك في سنة ٢٦٢ ، وسكنها فريقان من أهل الأندلس : من أهل البيرة وأهل تدمير ، وأصحاب تنس من ولد إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، وكان هؤلاء البحريون من أهل الأندلس يشتون هناك إذا سافروا من الأندلس في مرسى على ساحل البحر فيجتمع إليهم بربر ذلك القطر ويرغبونهم في الانتقال إلى قلعة تنس ويسألونهم أن يتخذوها سوقا ويجعلوها سكنى ، ووعدوهم بالعون وحسن المجاورة ، فأجابوهم إلى ذلك وانتقلوا إلى القلعة وانتقل إليهم من جاورهم من أهل الأندلس ، فلما دخل عليهم الربيع اعتلّوا واستوبئوا الموضع ، فركب البحريون من أهل الأندلس مراكبهم وأظهروا لمن بقي منهم أنهم يمتارون لهم ويعودون ، فحينئذ نزلوا قرية بجاية ويغلبوا عليها ، ولم يزل الباقون في تنس في تزايد ثروة وعدد ، ودخل إليهم أهل سوق إبراهيم ، وكانوا في أربعمائة بيت ، فوسع لهم أهل تنس في منازلهم وشاركوهم في أموالهم وتعاونوا على البنيان واتخذوا الحصن الذي فيها اليوم ، ولهم كيل يسمونه الصحفة ، وهي ثمانية وأربعون قادوسا ، والقادوس : ثلاثة أمداد بمد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ورطل اللحم بها سبع وستون أوقية ، ورطل سائر الأشياء اثنتان وعشرون أوقية ، ووزن قيراطهم ثلث درهم عدل بوزن قرطبة ؛ وقال سعد ابن أشكل التيهرتي في علته التي مات منها بتنس :

نأى النوم عني واضمحلّت عرى الصبر ،

وأصبحت عن دار الأحبّة في أسر

وأصبحت عن تيهرت في دار غربة ،

وأسلمني مرّ القضاء من القدر

إلى تنس دار النحوس ، فإنها

يساق إليها كلّ منتقص العمر

هو الدهر والسيّاف والماء حاكم ،

وطالعها المنحوس صمصامة الدهر

بلاد بها البرغوث يحمل راجلا ،

ويأوي إليها الذئب في زمن الحشر

٤٨

ويرجف فيها القلب ، في كل ساعة ،

بجيش من السودان يغلب بالوفر

ترى أهلها صرعى دوى أمّ ملدم ،

يروحون في سكر ويغدون في سكر

وقال غيره :

أيّها السائل عن أرض تنس ،

مقعد اللّؤم المصفّى والدّنس

بلدة لا ينزل القطر بها ،

والندى في أهلها حرف درس

فصحاء النطق في لا أبدا ،

وهم في نعم بكم خرس

فمتى يلمم بها جاهلها

يرتحل عن أهلها ، قبل الغلس

ماؤها ، من قبح ما خصّت به ،

نجس يجري على ترب نجس

فمتى تلعن بلادا مرة ،

فاجعل اللعنة دأبا لتنس

وقال أبو الربيع سليمان الملياني : مدينة تنس خرّبها الماء وهدمها في حدود نيف وعشرين وستمائة ، وقد تراجع إليها بعض أهلها ودخلها في تلك المدة ، وهم ساكنون بين الخراب ؛ وقد نسبوا إلى تنس إبراهيم ابن عبد الرحمن التنسي ، دخل الأندلس وسكن مدينة الزهراء ، وسمع من أبي وهب بن مسرة الحجازي وأبي عليّ القالي ، وكان في جامع الزهراء يفتي ، ومات في صدر شوال سنة ٣٠٧.

تَنْضُبُ : بالفتح ثم السكون ، وضم الضاد المعجمة ، والباء موحدة : قرية من أعمال مكة بأعلى نخلة ، فيها عين جارية ونخل.

تَنْعُمُ وتَنعُمَةُ : بضم العين المهملة : قريتان من أعمال صنعاء.

تِنْعَةُ : بالكسر ثم السكون ، والعين مهملة ، وفي كتاب نصر بالغين المعجمة ، ووجدته بخط أبي منصور الجواليقي فيما نقله من خط ابن الفرات بالثاء المثلثة في أوله ، والصواب عندنا تنعة كما ترجم به ؛ وروي عن الدارقطني أنه قال : تنعة هو بقيل بن هانئ بن عمرو ابن ذهل بن شرحبيل بن حبيب بن عمير بن الأسود ابن الضّبيب بن عمرو بن عبد بن سلامان بن الحارث ابن حضرموت ، وهم اليوم أو أكثرهم بالكوفة ، وبهم سميت قرية بحضرموت عند وادي برهوت الذي تسمع منه أصوات أهل النار ، وله ذكر في الآثار ؛ وقد نسب بهذه النسبة جماعة منهم إلى القبيلة ومنهم إلى الموضع ، ومنهم : أوس بن ضمعج التنعي أبو قتيبة وعياض بن عياض بن عمرو بن جبلة بن هانئ بن بقيل الأصغر بن أسلم بن ذهل بن نمير بن بقيل وهو تنعة ، روى عن ابن مسعود حديثه عند سلمة بن كهيل ؛ وعمرو بن سويد التنعي الكوفي الحضرمي ، يروي عن زيد بن أرقم ، وأخوه عامر بن سويد ، يروي عن عبد الله بن عمر ، روى عنه جابر الجعفي وغيره.

التَّنْعيمُ : بالفتح ثم السكون ، وكسر العين المهملة ، وياء ساكنة ، وميم : موضع بمكة في الحل ، وهو بين مكة وسرف ، على فرسخين من مكة وقيل على أربعة ، وسمي بذلك لأن جبلا عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم ، والوادي نعمان ؛ وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينة ، منه يحرم المكيون بالعمرة ؛ وقال محمد بن عبد الله النّميري :

فلم تر عيني مثل سرب رأيته ،

خرجن من التنعيم معتمرات

٤٩

مررن بفخّ ثم رحن عشية

يلبّين للرحمن مؤتجرات

فأصبح ما بين الأراك فحذوه

إلى الجذع ، جذع النخل والعمرات

له أرج بالعنبر الغض فاغم ،

تطلّع ريّاه من الكفرات

تضوّع مسكا بطن نعمان أن مشت

به زينب في نسوة عطرات

تُنْغَةُ : بضم أوله ، والغين معجمة : ماء من مياه طيء ، وكان منزل حاتم الجواد ، وبه قبره وآثاره ؛ وفي كتاب أبي الفتح الإسكندري قال : وبخط أبي الفضل : تنغة منهل في بطن وادي حائل لبني عدي بن أخزم ، وكان حاتم ينزله.

تَنْكُتُ : بضم الكاف ، وتاء مثناة : مدينة من مدن الشاش من وراء سيحون ؛ خرج منها جماعة من أهل العلم ، منهم : أبو الليث نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل التنكتي ، ويكنى أبا الفتح أيضا ، رحل إلى المغرب وأقام بالأندلس يسمع ويسمّع ، وكان من التجار المكثرين المشهورين بفعل الخير والبرّ ، اشتهر برواية صحيح مسلم بالعراق ومصر والأندلس عن عبد الغافر الفارسي ، وكان سمع بنيسابور أبا الفتح ناصر بن الحسن بن محمد العمري وبمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفال وإبراهيم بن سعيد الحبّال ، وسمع بالشام نصرا الزاهد المقدسي وأبا بكر الخطيب الحافظ ، روى عنه أبو القاسم السمرقندي ونصر بن نصر العكبري وأبو بكر الزاغوني وغيرهم ، وكان مولده سنة ٤٠٦ ، ومات في ذي القعدة سنة ٤٨٦.

تُنْما : النصر. موضع من نواحي الطائف ؛ عن نصر.

تَنَمُّص : بفتحتين ، وتشديد الميم وضمها ، والصاد مهملة : بلد معروف ؛ قال الأعشى يمدح ذا فائش الحميري :

قد علمت فارس وحمير وال

أعراب بالدّشت أيّهم نزلا

هل تعرف العهد من تنمّص إذ

تضرب لي ، قاعدا ، بها مثلا؟

كذا وجدته في فسر قول الأعشى ، والذي يغلب على ظني أن تنمص اسم امرأة ، والله أعلم.

التُّنَنُ : بالضم ثم الفتح ، وآخره نون أخرى : قرية باليمن من أعمال ذمار.

التَّنورُ : بالفتح ، وتشديد النون ، واحد التنانير : جبل قرب المصيصة ، يجري سيحان تحته.

تَنُوفُ : ثانيه خفيف ، وآخره فاء : موضع في جبال طيء ؛ وكانوا قد أغاروا على إبل امرئ القيس بن حجر من ناحيته فقال :

كأنّ دثارا حلّقت بلبونه

عقاب تنوف ، لا عقاب القواعل

وقال أبو سعيد : رواه أبو عمرو وابن الأعرابي عقاب تنوف وروى أبو عبيدة تنوفي ، بكسر الفاء ، ورواه أبو حاتم تنوفى ، بفتحها ، وقال أبو حاتم : هو ثنية في جبال طيء مرتفعة ، وللنحويّين فيه كلام ، وهو مما استدركه ابن السراج في الأبنية ، وقد ذكرت ما قالوا فيه مستوفى في كتابي الذي وسمته بنهاية العجب في أبنية كلام العرب.

تَنُوقُ : بالقاف : موضع بنعمان قرب مكة.

تَنُونِية : من قرى حمص ، مات بها عبد الله بن بشر المازني صحابيّ في سنة ست وتسعين ، وقبره بها ، وكان منزله في دار قنافة بحمص.

٥٠

تنُوهةُ : بالهاء : من قرى مصر على النيل الذي يفضي إلى رشيد مقابل مخنان من الجانب الغربي ، وبإزائها في الشرق من هذا النهر الذي يأخذ إلى شرقي الريف بلاد الحوف.

تَنْهاةُ : بالفتح ثم السكون : موضع بنجد ؛ قالت صفية بنت خالد المازني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، وهي يومئذ بالبشر من أرض الجزيرة تتشوق أهلها بنجد وكانت من أشعر النساء :

نظرت ، وأعلام من البشر دونها ،

بنظرة أقنى الأنف حجن المخالب

سما طرفه وازداد للبرد حدّه ،

وأمسى يروم الأمر فوق المراقب

لأبصر وهنا نار تنهاة أوقدت

بروض القطا والهضب ، هضب التناضب

ليالينا ، إذ نحن بالحزن جيرة ،

بأفيح حرّ البقل سهل المشارب

ولم يحتمل ، إلا أباحت رماحنا

حمى كل قوم أحرزوه وجانب

تَنْهَجُ : اسم قرية ، بها حصن من مشارف البلقاء من أرض دمشق ، سكنها شاعر يقال له خالد بن عباد ويعرف بابن أبي سفيان ؛ ذكره الحافظ أبو القاسم.

تِنِّيسُ : بكسرتين وتشديد النون ، وياء ساكنة ، والسين مهملة : جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط ، والفرما في شرقيّها ؛ قال المنجمون : طولها أربع وخمسون درجة ، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلث في الإقليم الثالث ؛ قال الحسين بن محمد المهلّبي : أما تنيس فالحال فيها كالحال في دمياط إلا أنها أجل وأوسط ، وبها تعمل الثياب الملونة والفرش البوقلمون ، وبحيرتها التي هي عليها مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم ، ويكون ماؤها أكثر السنة ملحا لدخول ماء بحر الروم إليه عند هبوب ريح الشمال ، فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء وكثر هبوب الريح الغربية حلت البحيرة وحلا سيف البحر الملح مقدار بريدين حتى يجاوز مدينه الفرما ، فحينئذ يخزنون الماء في جباب لهم ويعدونه لسنتهم ؛ ومن حذق نواتيّ البحر في هذه البحيرة أنهم يقلعون بريح واحدة ، يديرون القلوع بها حتى يذهبوا في جهتين مختلفتين فيلقى المركب المركب مختلف السير في مثل لحظ الطرف بريح واحدة ؛ قال : وليس بتنيس هو امّ مؤذية لأن أرضها سبخة شديدة الملوحة. وقرأت في بعض التواريخ في أخبار تنّيس : قيل فيه إن سور تنيس ابتدئ ببنيانه في شهر ربيع الأول سنة ٢٣٠ ، وكان والي مصر يومئذ عيسى بن منصور بن عيسى الخراساني المعروف بالرافعي من قبل ايتاخ التركي في أيام الواثق ابن المعتصم ، وفرغ منه في سنة ٢٣٩ في ولاية عنبسة ابن إسحاق بن شمر الضبي الهروي في أيام المتوكل ، كان بينهما عدة من لولاة في هذه المدة ، بطالع الحوت اثنتا عشرة درجة في أول جد الزهرة وشرفها وهو الحد الأصغر ، وصاحب الطالع المشتري وهو في بيته وطبيعته ، وهو السعد الأعظم في أول الإقليم الرابع الأوسط الشريف ، وإنه لم يملكها من لسانه أعجمي لأن الزهرة دليلة العرب ، وبها مع المشتري قامت شريعة الإسلام ، فاقتضى حكم طالعها أن لا تخرج من حكم اللسان العربي. وحكي عن يوسف بن صبيح أنه رأى بها خمسمائة صاحب محبرة يكتبون الحديث ، وأنه دعاهم سرّا إلى بعض جزائرها وعمل لهم طعاما يكفيهم ، فتسامع به الناس فجاءه من العالم ما لا يحصى كثرة ، وإن ذلك الطعام كفى

٥١

الجماعة كلهم وفضل منه حتى فرّقه بركة من الله الكريم حلت فيه بفضائل الحديث الشريف.

وقيل إن الأوزاعي رأى بشر بن مالك يلتبط في المعيشة فقال : أراك تطلب الرزق ، الا أدلك على أمّ متعيّش ؛ قال : وما أمّ متعيّش؟ قال : تنيس ما لزمها أقطع اليدين إلا ربّته ، قال بشر : فلزمتها فكسبت فيها أربعة آلاف ، وقيل : إن المسيح ، عليه السلام ، عبر بها في سياحته فرأى أرضا سبخة مالحة قفرة والماء الملح محيط بها ، فدعا لأهلها بإدرار الرزق عليهم.

قال : وسمّيت تنّيس باسم تنيس بنت دلوكة الملكة ، وهي العجوز صاحبة حائط العجوز بمصر ، فإنها أول من بنى بتنيس وسمتها باسمها ، وكانت ذات حدائق وبساتين ، وأجرت النيل إليها ، ولم يكن هناك بحر ، فلما ملك دركون بن ملوطس وزمطرة من أولاد العجوز دلوكة فخافا من الروم ، فشقّا من بحر الظلمات خليجا يكون حاجزا بين مصر والروم فامتدّ وطغى وأخرب كثيرا من البلاد العامرة والأقاليم المشهورة ، فكان فيما أتى عليها أحنّة تنّيس وبساتينها وقراها ومزارعها ؛ ولما فتحت مصر في سنة عشرين من الهجرة كانت تنيس حينئذ خصاصا من قصب ، وكان بها الروم ، وقاتلوا أصحاب عمرو ، وقتل بها جماعة من المسلمين ، وقبورهم معروفة بقبور الشهداء عند الرمل فوق مسجد غازي وجانب الأكوام ، وكانت الوقعة عند قبّة أبي جعفر بن زيد ، وهي الآن تعرف بقبّة الفتح ، وكانت تنيس تعرف بذات الأخصاص إلى صدر من أيام بني أميّة ، ثم إن أهلها بنوا قصورا ولم تزل كذلك إلى صدر من أيام بني العباس ، فبني سورها كما ذكرنا ، ودخلها أحمد ابن طولون في سنة ٢٦٩ ، فبنى بها عدّة صهاريج وحوانيت في السوق كثيرة ، وتعرف بصهاريج الأمير.

وأما صفتها فهي جزيرة في وسط بحيرة مفردة عن البحر الأعظم يحيط بهذه البحيرة البحر من كل جهة ، وبينها وبين البحر الأعظم برّ آخر مستطيل ، وهي جزيرة بين البحرين ، وأول هذا البر قرب الفرما والطينة ، وهناك فوهة يدخل منها ماء البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس في موضع يقال له القرباج ، فيه مراكب تعبر من برّ الفرما إلى البر المستطيل الذي ذكرنا أنه يحول بين البحر الأعظم وبحيرة تنيس ، يسار في ذلك البر نحو ثلاثة أيام إلى قرب دمياط ، وهناك أيضا فوهة أخرى تأخذ من البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس ، وبالقرب من ذلك فوهة النيل الذي يلقي إلى بحيرة تنيس ، فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة ، فحينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم ، وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماء إذا حلت البحيرة ، وهي ظاهرة الى الأرض ، وصورتها في الصفحة المقابلة.

قال صاحب تاريخ تنيس : ولتنيس موسم يكون فيه من أنواع الطيور ما لا يكون في موضع آخر ، وهي مائة ونيف وثلاثون صنفا ، وهي : السلوى ، القبج المملوح ، النصطفير ، الزرزور ، الباز الرومي ، الصفري ، الدبسي ، البلبل ، السقاء ، القمري ، الفاختة ، النواح ، الزّريق ، النوبي ، الزاغ ، الهدهد ، الحسيني ، الجرادي ، الأبلق ، الراهب ، الخشّاف ، البزين ، السلسلة ، درداري ، الشماص ، البصبص ، الأخضر ، الأبهق ، الأزرق ، الخضير ، أبو الحناء ، أبو كلب ، أبو دينار ، وارية الليل ، وارية النهار ، برقع أم علي ، برقع أم حبيب ، الدوري ، الزنجي ،

٥٢

الشامي ، شقراق ، صدر النحاس ، البلسطين ، الستة الخضراء ، الستة السوداء ، الأطروش ، الخرطوم ، ديك الكرم ، الضريس ، الرقشة الحمراء ، الرقشة الزرقاء ، الكسر جوز ، الكسر لوز ، السمانى ، ابن المرعة ، اليونسة ، الوروار ، الصردة ، الحصية الحمراء ، القبرة ، المطوق ، السقسق ، السلار ، المرع ، السكسكة ، الارجوجة ، الخوخة ، فردقفص ، الاورث ، السلونية ، السهكة ، البيضاء ، اللبس ، العروس ، الوطواط ، العصفور ، الروب ، اللفات ، الجرين ، القليلة ، العسر ، الأحمر ، الأزرق ، البشرير ، البون ، البرك ، البرمسي ، الحصاري ، الزجاجي ، البج ، الحمر ، الرومي ، الملاعقي ، البط الصيني ، الغرناق ، الأقرح ، البلوى ، السطرف ، البشروش ، وز الفرط ، أبو قلمون ، أبو قير ، أبو منجل ، البجع ، الكركي ، الغطاس ، البلجوب ، البطميس ، البجوبة ، الرقادة ، الكروان البحري ، الكروان الحرحي ، القرلّى ، الخروطة ، الحلف ، الارميل ، القلقوس ، اللدد ، العقعق ، البوم ، الورشان ، القطا ، الدّرّاج ، الحجل ، البازي ، الصردي ، الصقر ، الهام ، الغراب ، الأبهق ، الباشق ، الشاهين ، العقاب ، الحداء ، الرخمة ، وقيل : إن البجع من طيور جيحون وما سوى هذا الجنس من طيور نهر جيحون وما سوى ذلك من طيور نهري العراق : دجلة والفرات ، وإن البصبص يركب ظهر ما اتفق له من هذه الطيور ، ويصل إلى تنيس طير كثير لا يعرف اسمه صغار وكبار ، ويعرف بها من السمك تسعة وسبعون صنفا ، وهي : البوري ، البلمو ، البرو ، اللبب ، البلس ، السكس ، الاران ، الشموس ، النسا ، الطوبان ، البقسمار ، الأحناس ، الأنكليس ، المعينة ، البنّي ، الإبليل ، الفريص ، الدونيس ، المرتنوس ، الاسقملوس ، النفط ، الخبار ، البلطي ، الحجف ، القلارية ، الرخف ، العير ، التون ، اللت ، القجاج ، القروص ، الكليس ، الأكلس ، الفراخ ، القرقاج ، الزلنج ، اللاج ، الأكلت ، الماضي ، الجلاء ، السلاء ، البرقش ، البلك ، المسط ، القفا ، السور ، حوت الحجر ، البشين ، الشربوت ، البساس ، الرعاد ، المخيرة ،

٥٣

اللبس ، السطور ، الراي ، الليف ، اللبيس ، الابرميس ، الاتونس ، اللباء ، العميان ، المناقير ، القلميدس ، الحلبوة ، الرقاص ، القريدس ، الجبر ، هو كباره ، الصيح ، المجزّع ، الدّلّينس ، الأشبال ، المساك الأبيض ، الزقزوق ، أم عبيد ، السلور ، أم الأسنان ، الأبسارية ، اللجاة.

وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم ، منهم : محمد بن علي بن الحسين بن أحمد أبو بكر التنيسي المعروف بالنقّاش ، قال أبو القاسم الدمشقي : سمع بدمشق محمد بن حريم ومحمد بن عتاب الزّفتي وأحمد بن عمير بن جوصا وحمامة بن محمد وسعيد ابن عبد العزيز والسلّام بن معاذ التميمي ومحمد بن عبد الله مكحولا البيروتي وأبا عبد الرحمن السناني وأبا القاسم البغوي وزكرياء بن يحيى الساجي وأبا بكر الباغندي وأبا يعلى الموصلي وغيرهم ، روى عنه الدارقطني وغيره ، ومات سنة ٣٦٩ في شعبان ، ومولده في رمضان سنة ٢٨٢ ؛ وأبو زكرياء يحيى بن أبي حسان التنيسي الشامي ، أصله من دمشق سكن تنيس ، يروي عن الليث بن سعد ؛ وعبد الله بن الحسن بن طلحة ابن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن كامل أبو محمد البصري المعروف بابن النحاس من أهل تنيس قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة ، وسمع الكثير من أبي بكر الخطيب ، وكتب تصانيفه ، وعبد العزيز الكناني وأبي الحسن بن أبي الحديد وغيرهم ، ثم حدث بها وببيت المقدس عن جماعة كثيرة ، فروى عنه الفقيه المقدسي وأبو محمد بن الأكفاني ووثّقه وغيرهما ، وكان مولده في سادس ذي القعدة سنة ٤٠٤ ، ومات بتنيس سنة ٤٦١ وقيل ٤٦٢.

تُنيْضبَةُ : تصغير تنضبة ، بالضاد المعجمة ، والباء الموحدة ؛ شجر يتخذ منه السهام : وهو ماء لبني سعيد بن قرط من أبي بكر بن كلاب قرب النير.

تِنّينُ : بكسرتين وتشديد النون ، وياء ساكنة ، ونون أخرى : جبل التنّين مشهور قرب جبل الجودي من أعمال الموصل.

تُنينيرُ : تصغير تنّور : اسم لبلدتين من نواحي الخابور ، تنينير العليا وتنينير السفْلى وهما على نهر الخابور ، رأيت العليا غير مرة.

باب التاء والواو وما يليهما

تُوارُنُ : بالضم ، وضم الراء ، وآخره نون : قرية في أجإ أحد جبلي طيء لبني شمّر من بني زهير.

تُؤامُ : بالضم ثم فتح الهمزة ، بوزن غلام : اسم قصبة عمان مما يلي الساحل ، وصحار قصبتها مما يلي الجبل ، ينسب إليها الدّرّ ؛ قال سويد :

لا ألاقيها ، وقلبي عندها ،

غير إلمام إذا الطرف هجع

كالتّؤاميّة ، إن باشرتها

قرّت العين وطاب المضطجع

وبها قرى كثيرة ، والتّؤام جمع توأم ، جمع عزيز ؛ قال ابن السكيت : ولم يجيء شيء من الجمع على فعال إلّا أحرف ذكر منها تؤام جمع توأم ، وأصل ذلك من المرأة إذا ولدت اثنين في بطن ، ويقال : هذا توأم هذا إذا كان مثله ؛ وقال نصر : تؤام قرية بعمان بها منبر لبني سامة. وتؤام : موضع باليمامة يشترك به عبد القيس والأزد وبنو حنيفة. وتؤام : موضع بالبحرين ؛ كذا في كتاب نصر ، وما أظنّ الذي بالبحرين إلا هو الذي ينسب إليه اللّؤلؤ لأن عمان لا لؤلؤ بها.

٥٤

التّوَاتمُ : جمع توأم ، وهو القياس الصحيح : اسم جبال ؛ قال قيس بن العيزارة الهذلي :

فإنك لو عاليته في مشرف

من الصّفر ، أو من مشرفات التواثم

تَوْباذُ :

بالفتح ثم السكون ، والباء موحدة ، وألف ، وآخره ذال معجمة : جبل بنجد ؛ وقال نصر : توباذ أبيرق أسد ؛ قال بعضهم :

وأجهشت للتّوباذ حين رأيته ،

وسبّح للرحمن حين رآني

وقلت له : أين الذين عهدتهم ،

بربك ، في خفض وعيش ليان؟

فقال : مضوا واستودعوني بلادهم ،

ومن ذا الذي يغترّ بالحدثان؟

وإني لأبكي اليوم من حذري غدا ،

وأقلق والحيّان مؤتلفان

تُوبَنُ : بالضم ثم السكون ، وفتح الباء الموحدة ، في آخره نون : من قرى نسف بما وراء النهر ؛ منها الأمير الدهقان أبو بكر محمد بن محمد بن جعفر بن العباس التوبني ، سمع أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النّسفي ، توفي سنة ٣٨٠ ؛ وجماعة كثيرة ينسبون إلى توبن.

تَوْبَةُ : تلّ توبة : في شرقي الموصل خراب بنينوى ، وقد ذكر في تل توبة.

تُوثُ : بضم أوله ، وفي آخره ثاء مثلثة ، في عدّة مواضع ، توث : من قرى بوشنج. وتوث : من قرى أسفرايين على منزل إذا توجهت إلى جرجان ؛ منها أبو القاسم علي بن طاهر ، كان حسن السيرة ، سمع ببغداد من أبي محمد الجوهري ، وتوفي بقريته سنة ٤٠٨ ؛ ويوسف بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب التوثي من توث اسفرايين ، شيخ صالح فقيه من أهل العلم ، سمع أبا بكر الشيروي ونصر الله الخشنامي وأبا حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس ، كتب عنه أبو سعد بتوث ، مولده سنة ٤٧٩ ، ومات بها في رجب سنة ٥٤٦.

وتوث أيضا : من قرى مرو ؛ قال أبو سعد : ويقال لهذه القرية التوذ ، بالذال المعجمة أيضا ؛ ينسب إليها أبو الفيض بحر بن عبد الله بن بحر التوثي المروزي ، كان كثير الأدب ، وكان من تلاميذ أبي داود سليمان ابن معبد السنجي ؛ وجابر بن يزيد أبو الصلت التوثي من أهل المعرفة ، ولي الوادي أيام عمر بن عبد العزيز ، وكان له ابن يقال له الصلت ، وروى عن الصلت ابنه العلاء ورافع بن اشرس ؛ والعلاء بن الصلت بن جابر التوثي روى عن أبيه الصلت ، روى عنه الحسين بن حريث ؛ ومحمد بن أحمد بن حيان التوثي أبو جعفر ، سمع عبد الله بن أحمد بن شبويه وعبد الله بن عمرو ومنصور بن الشاه وعمير بن أفلح وغيرهم من المراوزة ؛ وأبو منصور محمد بن أحمد بن عبد الله بن منصور التوثي المروزي ، كان صالحا عفيفا ، تفقّه على الإمام عبد الرزاق الماخواني ، وكتب الحديث الكثير ، سمع أبا المظفّر منصور بن محمد السمعاني وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري والإمام أبا الفرج عبد الرحمن بن أحمد السرخسي الفقيه الشافعي المعروف بالزاز وأبا سعد محمد بن الحارث الحارثي ، كتب عنه تاج الإسلام ، ومولده في حدود سنة ٤٦٠ ، ومات يوم السبت ثاني عشر ربيع الآخر سنة ٥٣٠ ؛ وعبد الواحد بن محمد بن عبد الجبار بن عبد الواحد بن عبد الجبار أبو بكر التوثي المروزي ، كان فقيه قريته ، سمع منه أبو سعد وقال : إنه عمّر حتى بلغ التسعين ، سمع أبا الفضل محمد بن الفضل بن جعفر الحرقي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري وأبا الفضل

٥٥

أحمد العارف وأبا المظفر السمعاني ، مات في عقوبة الغزّ في شعبان سنة ٥٤٨.

تُوثَةُ : بلفظ واحد التّوث : محلّة في غربي بغداد متصلة بالشّونيزية مقابلة لقنطرة الشّوك ، عامرة إلى الآن ، لكنها مفردة شبيهة بالقرية ؛ ينسب إليها قوم.

منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عليّ القطّان التوثي ، كان أحد الزّهاد وحفّاظ القراءة ، روى عن أبي الغنائم محمد بن عليّ بن الحسن الدّقاق ، روى عنه جماعة ، ومات سنة ٥٢٨ ؛ وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زيد التوثي الأنماطي ، روى عنه أبو بكر الخطيب وصدّقه ، ومات سنة ٤١٧ ؛ وأبو بكر محمد ابن سعد بن أحمد بن تركان التوثي ، حدث عن نصر بن أحمد بن البطر ، حدث عنه أبو موسى محمد بن عليّ ابن عمر الأصبهاني.

تَوَّجُ : بفتح أوله ، وتشديد ثانيه وفتحه أيضا ، وجيم ، وهي توّز ، بالزاي ، وسنعيد ذكرها ايضا:مدينة بفارس قريبة من كازرون شديدة الحرّ لأنها في غور من الأرض ذات نخل ، وبناؤها باللّبين ، بينها وبين شيراز اثنان وثلاثون فرسخا ، ويعمل فيها ثياب كتّان تنسب إليها ، وأكثر من يعمل هذا الصنف بكازرون لكن اسم توّج غالب عليه لأن أهل توّج أحذق بصناعته ، وهي ثياب رقيقة مهلهلة النسج كأنها المنخل ، إلا أن ألوانها حسنة ، ولها طرز مذهبة ، تباع حزما بالعدد ، وكان أهل خراسان يرغبون فيها ، وتجلب إليهم كثيرا ، وقد يعمل منها صنف صفيق جيّد ينتفع به ، وهي مدينة صغيرة واسمها كبير ؛ وقد فتحت في أيام عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في سنة ١٨ أو ١٩ ، وأمير المسلمين مجاشع ابن مسعود فالتقوا أهل فارس بتوّج فهزّم الله أهل فارس وافتتح توّج بعد حروب عنوة ، وأغنمهم عسكره ثم صالحهم على الجزية ، فرجعوا إلى أوطانهم وأقرّوا ؛ فقال مجاشع بن مسعود في ذلك :

ونحن ولينا مرّة بعد مرّة

بتوّج ، أبناء الملوك الأكابر

لقينا جيوش الماهيان بسحرة ،

على ساعة تلوي بأهل الحظائر

فما فتئت خيلي تكرّ عليهم ،

ويلحق منها لاحق غير حائر

وقال أحمد بن يحيى : وجّه عثمان بن أبي العاصي الثقفي أخاه الحكم في البحر من عمان لفتح فارس ، ففتح مدينة بركاوان ثم سار إلى توّج ، وهي أرض أردشير خرّه ، وفي رواية أبي مخنف أن عثمان بن أبي العاصي بنفسه قطع البحر إلى فارس فنزل توّج ففتحها ، وبنى بها المساجد وجعلها دارا للمسلمين ، وأسكنها عبد القيس وغيرهم ، وكان يغير منها إلى أرّجان ، وهي متاخمة لها ، ثم شخص منها وعن فارس إلى عمان والبحرين بكتاب عمر إليه في ذلك ، واستخلف أخاه الحكم ، وقال غيره : إن الحكم فتح توّج وأنزلها المسلمين من عبد القيس وغيرهم ، وكان ذلك في سنة ١٩ ، ثم كانت وقعة ريشهر كما نذكرها في ريشهر ، وقتل سهرك مرزبان فارس حينئذ ، وكتب عمر إلى عثمان بن أبي العاصي أن يعبر إلى فارس بنفسه ، فاستخلف أخاه حفصا ، وقيل المغيرة ، وعبر إلى توّج فنزلها ، وكان يغزو منها ، وكان بعض أهل توّج يقول : إن توّج مصرّت بعد قتل سهرك ؛ وينسب إليها جماعة ، منهم : أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد بن مردشاد السيرافي التوّجي ، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وغيره ؛ وأما قول مليح الهذلي :

٥٦

بعثنا المطايا ، فاستخفّت كما هوت

قوارب يزفيها وسيج سفنّج

ليوردها الماء الذي نشطت له ،

ومن دونه أثباج فلج فتوّج

يزفيها : يسرع بها. والوسيج : ضرب من السير.

والسفنج : الظليم. توّج : هو موضع بالبادية ينسب إليه الصّقور ؛ قال الشّمردل :

قد أغتدي ، والليل في حجابه ،

والليل لم يأو الى مهابة

بتوّج إذ صاد ، في شبابه ،

معاود قد ذلّ في اصعابه

وقال الراجز :

أحمر من توّج محض حسبه ،

ممكّن على الشمال مركبه

تُودٌ : بالضم ثم السكون ، والدال المهملة ، والتّود شجر ، وذو التّود : موضع ؛ قال أبو صخر :

عرفت ، من هند ، أطلالا بذي التّود ،

قفرا ، وجاراتها البيض الرخاويد

توذ : بالذال المعجمة : قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها ؛ ينسب إليها محمد بن إبراهيم بن الخطاب التّوذي الورسنيني ، كان يسكن ورسنين من قرى سمرقند أيضا ، فانتقل منها إلى توذ ، ويروي عن العباس بن الفضل بن يحيى ومحمد بن غالب وغيرهما ؛ وابنه أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم التوذي ، كان من فقهاء الحنفيّين المناظرين ، توفي بسمرقند ، وروى عن أبي إبراهيم الترمذي ، روى عنه محمد بن محمد بن سعيد السمرقندي. وتوذ أيضا : من قرى مرو ؛ وقال أبو سعد : وأكثر الناس يسمونها توث ، بالثاء المثلثة عوض الذال ، وقد ذكر ممن نسب إليها فيما سلف.

تُوذِيْجُ : بكسر الذال المعجمة ، وياء ساكنة ، وجيم : من قرى روذبار الشاش من وراء نهر سيحون ؛ ينسب إليها أبو حامد أحمد بن حمزة بن محمد بن إسحاق بن أحمد المطّوّعي التوذيجي ، سكن سمرقند وحدث عن أبيه حمزة ، وروى عنه أبو حفص عمر بن محمد النسفي الحافظ ؛ مات سنة ٥٢٦ في ثاني عشر شهر رمضان.

تُورَانُ : بالراء ، والألف ، والنون : بلاد ما وراء النهر بأجمعها تسمى بذلك ، ويقال لملكها توران شاه ، وفي كتاب أخبار الفرس أن أفريدون لما قسم الأرض بين ولده جعل لسلم ، وهو الأكبر ، بلاد الروم وما والاها من المغرب ، وجعل لولده توج ، وهو الأوسط ، الترك والصين ويأجوج ومأجوج وما يضاف إلى ذلك ، فسمّت الترك بلادهم توران باسم ملكهم توج ، وجعل للأصغر ، وهو إيرج ، إيران شهر ، وقد بسطت القول في ايران شهر.

وتوران أيضا : قرية على باب حرّان ؛ منها سعد ابن الحسن أبو محمد العروضي الحرّاني ، له شعر حسن ، دخل خراسان ، سمع منه أبو سعد السمعاني ، وتأخرت وفاته ، مات في ذي القعدة سنة ٥٨٠ ؛ قال ذلك الحافظ أبو عبد الله بن الدّبيثي.

تُورَكُ : بالكاف : سكة ببلخ ؛ ينسب إليها يوسف ابن مسلم التّوركي الكوسج ، رأى الثوري.

تَوْزَرُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الزاي ، وراء : مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد ، معمورة ، بينها وبين نفطة عشرة فراسخ ، وأرضها سبخة ، بها نخل كثير ؛ قال أبو عبيد البكري في كتاب المسالك والممالك : أما

٥٧

قسطيلية فإن من بلادها توزر والحمّة ونفطة ، وتوزر هي أمّها ، وهي مدينة عليها سور مبني بالحجر والطّوب ، ولها جامع محكم البناء وأسواق كثيرة ، وحولها أرباض واسعة ، وهي مدينة حصينة لها أربعة أبواب ، كثيرة النخل والبساتين ، ولها سواد عظيم ، وهي أكثر بلاد إفريقية تمرا ، ويخرج منها في أكثر الأيام ألف بعير موقورة تمرا ، وشربها من ثلاثة أنهار تخرج من زقاق كالدّرمك بياضا ورقّة ، ويسمى ذلك الموضع بلسانهم تبرسي ، وإنما تنقسم هذه الثلاثة الأنهار بعد اجتماع تلك المياه بموضع يسمّى وادي الجمال يكون قعر النهر هناك نحو مائتي ذراع ، ثم ينقسم كلّ نهر من هذه الأنهار على ستة جداول ، وتتشعب من تلك الجداول سواق لا تحصى ، تجري في قنوات مبنية بالصخر على قسمة عدل لا يزيد بعضها على بعض شيئا ، كل ساقية سعة شبرين في ارتفاع فتر ، يلزم كل من يسقي منها أربعة أقداس مثقال في العام ، وبحساب ذلك في الأكثر والأقلّ وهو أن يعمد الذي له دولة السقي إلى قدس في أسفله ثقبة مقدار ما يسعها وتر قوس النّدّاف فيملؤه ماء ويعلقه ويسقي الحائط أو البستان من تلك الجداول حتى يفنى ماء القدس ثم يملأ ثانيا هكذا ، وقد علموا أن سقي اليوم الكامل مائة واثنان وتسعون قدسا. لا يعلم في بلاد مثل أترنجها جلالا وحلاوة وعظما ، وجباية قسطيلية مائتا ألف دينار ، وأهلها يستطيبون لحوم الكلاب ويربّونها ويسمّنونها في بساتينهم ويطعمونها التمر ويأكلونها ؛ ولا يعلم وراء قسطيلية عمران ولا حيوان إلا الفنك ، وإنما هي رمال وأرضون سواخة ؛ وينسب إلى توزر جماعة ، منهم : أبو حفص عمر بن أحمد ابن عيسون الأنصاري التوزري ، لقيه السلفي بالإسكندرية.

تُوزُ : بالضم ثم السكون ، وزاي : منزل في طريق الحاجّ بعد فيد للقاصد إلى الحجاز ودون سميراء لبني أسد ، وهو جبل ؛ قال أبو المسور :

فصبّحت في السير أهل توز ،

منزلة في القدر مثل الكوز ،

قليلة المأدوم والمخبوز

شرّا ، لعمري من بلاد الخوز

وقال راجز آخر :

يا ربّ جار لك بالحزيز ،

بين سميراء وبين توز

تَوَّزُ : بالفتح ، وتشديد ثانيه وفتحه أيضا ، وزاي : بلدة بفارس ، وهي توّج ، وقد ذكرت قبل هذا ، وهي في الإقليم الرابع ، طولها سبع وسبعون درجة وثلثان ، وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف وربع ؛ وينسب إليها بهذا اللفظ جماعة ، منهم : عبد الله بن محمد بن هارون التوزي اللغوي ، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد وقرأ على أبي عمر الجرمي كتاب سيبويه ، وكان في طبقته ، ومات في سنة ٢٣٨ ؛ وأبو حفص عمر بن موسى البغدادي التوزي ، روى عن عفان وعاصم بن عليّ ، روى عنه ابن مخلد وأبو بكر الشافعي وغيرهما ؛ وأبو الحسين أحمد بن عليّ بن الحسن التوزي القاضي ، سمع أبا الحسين بن المظفر الحافظ وخلقا كثيرا ، وهو ثقة ؛ ومحمد بن داود التوزي ، حدث عن محمد بن سليمان ، روى عنه الطبراني ؛ وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي وغيرهم.

تُوزين : ويقال تيزين : كورة وبلدة بالعواصم من أرض حلب.

تُوسَكاسُ : بالضم ثم السكون ، وفتح السين المهملة ، وكاف ، وألف ، وسين أخرى : قرية من قرى

٥٨

سمرقند على خمسة فراسخ منها ؛ ينسب إليها أبو عبد الله التوسكاسي السمرقندي ، روى عن يحيى بن زيد السمرقندي.

تُوضِحَانِ : بكسر الضاد المعجمة ، والحاء مهملة : جرعتان متقابلتان بذروة عالج لفزارة ، والجرعة :الرملة المستوية لا تنبت شيئا.

تُوضِحُ : كثيب أبيض من كثبان حمر بالدهناء قرب اليمامة ؛ عن نصر ؛ وقيل : توضح من قرى قرقرى باليمامة ، وهي زروع ليس لها نخل ؛ وقال السكري : سئل شيخ قديم عن مياه العرب فقيل له : هل وجدت توضح التي ذكرها امرؤ القيس؟ فقال : أما والله لقد جئت في ليلة مظلمة فوقفت على فم طويّها فلم توجد إلى اليوم ؛ قلت أنا : فهذه غير التي باليمامة ، ويؤيد ذلك أن السكري قال في شرح قول امرئ القيس : الدّخول وحومل وتوضح والمقراة مواضع ما بين إمّرة وأسود العين ، فأما التي باليمامة ففيها يقول يحيى بن طالب الحنفي في غير موضع من شعره ، منه :

أيا أثلات القاع من بطن توضح ،

حنيني إلى أفيائكنّ طويل

ويا أثلات القاع قلبي موكّل

بكنّ ، وجدوى خيركنّ قليل

في أبيات وقصة ممتعة أذكرها في قرقرى إن شاء الله تعالى.

تَوْقاتُ : بالفتح ثم السكون ، وقاف ، وتاء فوقها نقطتان : بلدة في أرض الروم بين قونيا وسيواس ذات قلعة حصينة وأبنية مكينة ، بينها وبين سيواس يومان.

تَوْلَبُ : وهو الجحش ، وهو فوعل عند سيبويه : موضع في قول الراعي :

عفت بعدنا أجراع برك فتولب

فوادي الرّداه ، بين ملهى فملعب

تَوْلَعُ : بالعين المهملة : قرية بالشام في قول عبد الله ابن سليم :

لمن الديار بتولع فيبوس

تُوليَةُ : قال الكندي : ولا أعرفه في طرف العمارة من ناحية الشمال : بحيرة عظيمة بعضها تحت القطب الشمالي ، وبقربها مدينة ليس بعدها عمارة يقال لها تولية.

تُومَاءُ : بالضم ، والمد ، أعجمي معرب : اسم قرية بغوطة دمشق ؛ وإليها ينسب باب توماء من أبواب دمشق ؛ قال جرير :

لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى ،

إذا تجوّب عن أعناقها السدف

صبّحن توماء ، والناقوس يقرعه

قس النصارى ، حراجيجا بنا تجف

قال السكري : توماء من عمل دمشق ، ويروى تيماء ، وهو اليوم لطيء وأخلاط من الناس لبني بحتر خاصّة ، وهو بين الحجاز والشام ؛ هكذا هو بخط أحمد بن أحمد بن أخي الشافعي ، وفيه تخبيط.

تَوَمَا : بالتحريك : موضع بالجزيرة ؛ عن نصر.

تُومَاثا : بالضم ثم السكون ، وثاء مثلثة : قرية قرب برقعيد من بقعاء الموصل ؛ قال أبو سعد : ينسب إليها صاحبنا ورفيقنا أبو العباس الخضر بن ثروان بن أحمد أبي عبد الله التغلبي التّومائي ، ويقال له الفارقي والجزري ، لأنه ولد بالجزيرة ونشأ بميّافارقين ، وأصله من توماثا ، مقرئ فاضل ، أديب بارع ، حسن الشعر ، كثير المحفوظ ، عالم بالنحو ، ضرير

٥٩

البصر ، قرأ اللغة على ابن الجواليقي والنحو على أبي السعادات بن الشجري والفقه على أبي الحسن الأبنوسي ، وكان ببغداد يسكن المسجد المعلق المقابل لباب النوبي من دار الخلافة ، وكان يحفظ شعر الهذليين والمجهلين وأخبار الأصمعي وشعر رؤبة وشعر ذي الرّمة وغيرهم ، لقيته أولا ببغداد وسمع معنا غريب الحديث لأبي عبيد على أبي منصور الجواليقي ، ثم لقيته بنيسابور ومرو وسرخس غير مرة في سنة ٥٤٤ ، وسألته عن مولده فقال : في سنة ٥٠٥ بجزيرة ابن عمر ، وكتبت عنه شيئا من أشعاره ومن أشعار غيره ، وأنشدنا لنفسه :

وذي سكر نبّهت للشرب ، بعد ما

جرى النوم في أعطافه وعظامه

فهبّ وفي أجفانه سنة الكرى ،

وقد لبست عيناه نوم مرامه

ومن شعره أيضا :

كتبت وقد أودى بمقلتي البكا ،

وقد ذاب من شوق إليكم سوادها

وما وردت لي نحوكم من رسالة ،

وحقكم إلّا وذاك سوادها

تَوَمُ : بالتحريك : موضع باليمامة به روضة ؛ عن الحفصي.

تُومُ : قرية بين أنطاكية ومرعش والمصيصة ، ينسب إليها درب توم.

تُومَنُ : بالضم ثم السكون ، وفتح الميم ، ونون ؛ قال أبو سعد : أظنها من قرى مصر ؛ منها أبو معاذ التّومني ، وهو رأس الطائفة المعروفة بالتومنية ، وهم فرقة من المرجئة تزعم أن الإيمان ما عصم من الكفر ، وهو اسم لخصال إذا تركها التارك أو ترك خصلة منها كان كافرا ، وتلك الخصال التي يكفر بتركها او ترك خصلة منها إيمان ، ولا يقال للخصلة منها إيمان ولا بعض إيمان ، وكل كبيرة لم يجتمع المسلمون على أنها كفر يقال لصاحبها فسق ، ولا يقال له فاسق على الإطلاق.

تُونِسُ الغَرْب : بالضم ثم السكون ، والنون تضم وتفتح وتكسر : مدينة كبيرة محدثة بإفريقية على ساحل بحر الروم ، عمّرت من أنقاض مدينة كبيرة قديمة بالقرب منها يقال لها قرطاجنّة ، وكان اسم تونس في القديم ترشيش ، وهي على ميلين من قرطاجنّة ، ويحيط بسورها أحد وعشرون ألف ذراع ، وهي الآن قصبة بلاد إفريقية ، بينها وبين سفاقس ثلاثة أيام ومائة ميل بينها وبين القيروان ونحو منه بينها وبين المهدية ، وليس بها ماء جار إنما شربهم من آبار ومصانع يجتمع فيها ماء المطر ، في كل دار مصنع ، وآبارها خارج الديار في أطراف البلد ، وماؤها ملح ، وعليها محترث كثير ، ولها غلّة فائضة ، وهي من أصح بلاد إفريقية هواء.

وقال البكري : مدينة تونس في سفح جبل يعرف بجبل أمّ عمرو ، ويدور بمدينتها خندق حصين ، ولها خمسة أبواب ، باب الجزيرة قبلي ينسب إلى جزيرة شريك ويخرج منه إلى القيروان ، ويقابله الجبل المعروف بجبل التّوبة ، وهو جبل عال لا ينبت شيئا ، وفي أعلاه قصر مبني مشرف على البحر ، وفي شرقي هذا القصر غار محني الباب يسمى المعشوق ، وبالقرب منه عين ماء ، وفي غربي هذا الجبل جبل يعرف بجبل الصيادة ، فيه قرى كثيرة الزيتون والثمار والمزارع ، وفي هذا الجبل سبعة مواجل للماء أقباء على غرار واحد ، وفي غربي هذا الجبل أيضا اشراف بمزارع متصلة بموضع يعرف بالملعب ، فيه قصر بني الأغلب،

٦٠