تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
ISBN: 9960-809-26-9
الصفحات: ٤٦٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن [إبراهيم ، نا](١) إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة خمس وثمانين ومائة ـ ولي العبّاس بن محمّد ـ الذي تنسب إليه العباسية ـ الجزيرة ، وصار إلى الرقّة ، فأمر الرشيد يفرش (٢) له في قصر الإمارة. واتخذت له فيه الآلات وشحن بالرقيق (٣) وحمل إليه خمسة آلاف ألف درهم ، ثم دخلت سنة ست وثمانين ومائة ففيها توفي العبّاس بن محمّد ببغداد في رجب ، وكانت علّته الماء الأصفر ، وصلّى عليه الأمين ، ودفن في العبّاسية ، وسنه خمس وستون سنة وستة أشهر وستة عشر يوما.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : قطيعة العبّاس التي في الجانب الشرقي تنسب إلى العبّاس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وهو أخو المنصور ، وبينه وبين وفاة أبي العباس خمسون سنة ، وهو أخوه ، لأنّ أبا العباس مات سنة ست وثلاثين ومائة ، ومات العبّاس سنة ست وثمانين ومائة ، وكان يتولى الجزيرة وأهله يتهمون فيه الرشيد ويزعمون أنه سمّه ، وأنّه سقى (٥) بطنه فمات في هذه العلّة ، وإليه تنسب العبّاسية.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال : والعباس بن محمّد بن علي ـ يعني مات سنة ست وثمانين ومائة (٦).

وبلغني أن العبّاس بن محمّد ولد سنة إحدى وعشرين ومائة ، ومات يوم الأربعاء لثمان بقين من رجب من سنة ست وثمانين ومائة بالماء الأصفر ، وبلغ خمسا وستين سنة وستة أشهر وبضعة عشر يوما.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م وتاريخ بغداد.

(٢) في م : «بغرس» وفي تاريخ بغداد : «ففرش».

(٣) بالأصل وم : بالرفيق ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) الخبر في تاريخ بغداد ١ / ٩٥.

(٥) أي أحصل فيه الماء الأصفر (اللسان : سقى).

(٦) لم يرد الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ولا في طبقاته.

٤٠١

٣١١٩ ـ العبّاس بن محمّد بن عمرو بن الحارث الجمحي

والد محمّد بن العبّاس الجمحي

قاضي دمشق.

حدّث عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطّيالسي.

روى عنه : أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر.

٣١٢٠ ـ العبّاس بن محمّد بن المسيب بن زهير الضّبّي

أحد قوّاد بني العبّاس ، وقدم دمشق في صحبة جعفر بن يحيى البرمكي حين ولّاه إياها هارون الرشيد ليصلح بين النزارية واليمانية (١) ، وكان على شرطة جعفر بن يحيى ، له ذكر.

٣١٢١ ـ العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة ، ويقال :

جارية بن عبد بن عباس ويقال : عيسى ، ويقال : عبس ، ويقال :

عبد عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة

ابن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة

ابن قيس عيلان ، ويقال : ابن مرداس

ابن أبي عامر بن حارثة بن عبس

ابن رفاعة ، ويقال في نسبه غير ذلك ـ.

أبو الهيثم السّلمي (٢)

له صحبة ، وكان من المؤلفة قلوبهم.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه ابنه كنانة بن العبّاس ، وعبد الرّحمن بن أنس السّلمي.

__________________

(١) انظر أخباره في تاريخ الطبري (انظر الفهارس العامة).

(٢) ترجمته وأخباره في المحبر ص ٢٣٧ و ٤٧٣ وجمهرة ابن حزم ص ٢٦٣ والاستيعاب ٣ / ١٠١ على هامش الإصابة وأسد الغابة ٣ / ٦٤ والإصابة ٢ / ٢٧٢ وتهذيب الكمال ٩ / ٤٧٨ وتهذيب التهذيب ٣ / ٨٨ ومعجم الشعراء ص ١٠٢ والأغاني ١٤ / ٣٠٢ والوافي بالوفيات ١٦ / ٦٣٤ وكناه أبا الفضل ، وقيل : أبو الهيثم.

٤٠٢

واستعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على بني سليم ، وقدم دمشق وكانت له بها دار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني إبراهيم بن الحجّاج السامي (٢) ، نا عبد القادر بن السّري ، حدّثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس ، عن أبيه أن أباه العبّاس بن مرداس حدثه.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة ، فأكثر الدعاء ، فأجابه الله عزوجل أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلّا من ظلم بعضها بعضا ، فقال : «يا رب إنّك قادر أن تغفر للظالم ، وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته» ، فلم تكن تلك العشية إلّا ذا فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة ، فعاد يدعو لأمته ، فلم يلبث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تبسّم ، فقال بعض أصحابه : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها ، فما أضحكك؟ أضحك الله سنّك ، قال : «تبسمت من عدوّ الله إبليس ، حين علم أنّ الله قد استجاب لي في أمّتي وغفر للظالم ، أهوى يدعو بالويل (٣) ويحثو التراب على رأسه ، فتبسمت مما صنع لجزعه» [٥٦٩٤].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبا بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، وأنا حاضر ، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا : أنا أبو يعلى ، نا إبراهيم بن الحجّاج السامي ، نا عبد القاهر بن السري السّلمي ، حدّثني ابن لكنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه حدثه عن أبيه العبّاس.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة ، فأكثر الدعاء.

فأجابه الله أنّي قد فعلت وغفرت لأمتك إلّا ظلم (٤) بعضهم بعضا ، فأعاد فقال : «يا ربّ إنّك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من ظلامته» ، فلم تكن تلك العشية إلّا ذا ، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته فلم ينشب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال ابن

__________________

(١) الحديث في مسند الإمام احمد ط دار الفكر رقم ٥ / ١٦٢٠٧.

(٢) عن م ، وبالأصل : «الشامي وفي المطبوعة : «الناجي» وفي مسند أحمد : «الناجي» وانظر ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٣٣٧.

(٣) في المسند : أهوى يدعو بالثبور والويل.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : إلّا من ظلم بعضا.

٤٠٣

حمدان : لم يلبث ـ أن تبسم ، فقال بعض أصحابه : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، تبسّمت في ساعة لم تكن تضحك فيها ، مما ضحكت؟ ـ وقال ابن حمدان : فما أضحكك ـ أضحك الله سنك؟ قال : «تبسّمت من عدو الله إبليس ، حين علم أن الله تبارك وتعالى قد أجابني في أمتي وغفر للظالم ، أهوى يدعو بالثبور والويل (١) ، ويحثو التراب على رأسه فتبسّمت» وقال مرة فضحكت ـ زاد ابن المقرئ ـ مما يصنع ، وقالا ـ : من جزعه.

رواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، ومحمّد بن مخلد الحضرمي ، عن عبد القاهر ، ورواه عن أبي الوليد الناس (٢).

وابن كنانة الذي لم يسمّ في هذه الرواية هو عبد الله بن كنانة ، سماه أيوب بن محمّد الهاشمي عن عبد القاهر.

أخبرناه أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد الله الفقيه الحصيري ، أنا محمّد بن الحسين بن أحمد المقدمي (٣) ، أنا القاسم بن أبي المنذر الخطيب ، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة ، نا محمّد بن يزيد بن ماجة (٤) ، نا أيوب بن محمّد الهاشمي ، نا عبد القاهر بن السّري السّلمي ، نا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السّلمي أن أباه أخبره عن أبيه :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة ، فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا المظالم (٥) ، فإني آخذ للمظلوم منه قال : «أي ربّ إن شئت أعطيت المظلوم الجنّة وغفرت للظالم» ، فلم يجب عشيته ، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل ، قال : فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو قال : تبسّم ، فقال له أبو بكر وعمر (٦) : بأبي أنت وأمي إنّ هذه لساعة ما كنت تضحك فيها ، فما الذي أضحكك؟ أضحك الله سنّك ، قال : «إنّ عدوّ الله إبليس لما علم أنّ الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل

__________________

(١) سقطت من المطبوعة.

(٢) في م : الياس.

(٣) في المطبوعة : المقومي.

(٤) سنن ابن ماجة (٢٥) كتاب المناسك ، (٥٦) باب الدعاء بعرفة الحديث ٣٠١٣ (ج ٢ / ١٠٠٢).

(٥) في المطبوعة : الظالم.

(٦) في المطبوعة : أبو بكر أو عمر.

٤٠٤

يحثوه على رأسه ، ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه» [٥٦٩٥].

وأنبأناه أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم ، نا أبو بكر بن خلّاد ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا عبد العزيز بن أبان ، نا عبد القاهر بن السّري ، نا عبد الله بن كنانة بن العباس بن مرداس ، عن أبيه ، عن جده فذكر الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين (١) بن جعفر ، قالا : نا الوليد بن بكر ، أنا أبو الحسن الهاشمي ، نا أبو مسلم العجلي ، حدّثني أبي قال : وكان (٢) كثيرا مما يسأل ـ يعني أبا الوليد الطيالسي ـ عن حديث عباس بن مرداس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة.

وهو غريب ، وليس يروى عن عباس بن مرداس سوى هذا الحديث ، وكان إذا سألوه عنه قال : أي شيء ليس عندي سوى هذا الحديث.

وقد روى العبّاس غيره فذلك ما.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا نائل بن مطرّف بن العبّاس بن مرداس السّلمي ، عن أبيه ، عن جده العبّاس.

أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فطلب إليه أن يحفره ركية (٣) بالدّثينة (٤) فأحفره إياها على أنه ليس له منها إلّا فضل ابن السبيل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : نائل بن

__________________

(١) في م : الحسن بن جعفر.

(٢) في م : كان.

(٣) الركية : البئر العميقة.

(٤) بالأصل وم : «الدثنية» والمثبت عن ياقوت ، وفيه نقلا عن الزمخشري : الدثينة والدفينة : منزل لبني سليم (معجم البلدان).

٤٠٥

مطرّف بن العبّاس بن مرداس : فيه خلاف ، ورواه لنا أبو بكر الجوهري ، عن زكريا ، عن الأصمعي ، فقال نايل : تحت الياء نقطتان.

ذكر أبو الحسين الرازي ، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن صالح ، حدّثني أبو هاشم عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن عبد الملك ويعرف بالبررور (١) ، حدّثني جدي لأمي سنان بن يحيى أنه كان في الدار المعروفة بالعرفانين (٢) وهي دار العباس بن مرداس السّلمي ، وكان إذا كان لهم فرح أو حزن جاءوا فنزلوا فيها في خلوة ، قال أبو الحسين : دار العبّاس بن مرداس الصحابي هي الدار المعروفة بالعزفيين.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل ، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا عمر بن محمّد بن عبد الرزاق بن الأقيصر ، قال : العبّاس بن مرداس يكنى أبا الفضل ، وهو العبّاس بن مرداس بن أبي غالب (٣) بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا (٤) : أنا محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خياط (٥) قال : ومن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ، ثم من بني سليم بن منصور : العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة (٦) بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور ، أمّه هند بنت شيبة (٧) بن سفيان بن حارثة (٨) بن عبس بن رفاعة.

في نسخة : شتير ، وأخرى : سنين ، وأخرى : شقير ـ.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م : «بالبزروز» وفي المطبوعة : «بالنرزور».

(٢) في م : بالعزفانين.

(٣) كذا بالأصول هنا.

(٤) بعدها في المطبوعة ـ وقد سقطت العبارة من الأصل ومن م :

أنا أبو طاهر بن الحسن ـ زاد الأنماطي : ومحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا.

(٥) طبقات خليفة بن خياط انظر صفحة ١٠٠ رقم ٣٣٥ وصفحة ٣٠٨ رقم ١٤٠٧.

(٦) طبقات خليفة : جارية.

(٧) طبقات خليفة : سنّة بن سنان.

(٨) طبقات خليفة : جارية.

٤٠٦

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله البرقي قال : ومن بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر : عبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور ، له عقب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال : قال محمّد بن سعد : العبّاس بن مرداس بن حارثة بن عبد بن عباس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم ، أسلم قبل فتح مكة ، ثم أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تسع مائة من قومه على الخيول معهم القنا والدروع الظاهرة. فحضروا فتح مكة ، وحضر حنينا ، وأعطاه رسول الله مع من أعطى من المؤلفة قلوبهم.

قال محمّد بن عمر : لم يسكن العبّاس بن مرداس مكة ، ولا المدينة ، وكان يغزو مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويرجع إلى بلاد قومه ، وكان ينزل بوادي البصرة ، ويأتي البصرة كثيرا ، روى عنه البصريون وبقية ولده ببادية البصرة ، وقد نزل قوم منهم البصرة (١) ، كذا حكى البغوي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن محمّد ، نا محمّد بن سعد (٢) ، قال في الطبقة الثالثة : العباس بن مرداس بن أبي (٣) عامر بن حارثة (٤) بن عبد بن عيسى بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم ، أسلم قبل فتح مكة ، ووافى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تسع مائة من قومه على الخيول والقنا والدروع الظاهرة ليحضروا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتح مكة.

قال محمّد بن عمر (٥) : ولم يسكن العبّاس بن مرداس مكة ولا المدينة ، وكان يغزو مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويرجع إلى بلاد قومه ، وكان ينزل بوادي البصرة ، وكان يأتي البصرة

__________________

(١) انظر طبقات ابن سعد ٧ / ٣٣.

(٢) الخبر في طبقات ابن سعد ٤ / ٢٧١.

(٣) سقطت من م.

(٤) كذا بالأصل وم وابن سعد ، وفي المطبوعة : جارية.

(٥) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٧٣.

٤٠٧

كثيرا ، وروى عنه البصريون وبقية ولده ببادية البصرة ، وقد نزل قوم منهم البصرة (١).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا عبد الوهاب بن محمّد ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد ، أنا أحمد (٢) بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة السادسة ممن قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم رجع إلى بلاد قومه بالبادية العباس بن مرداس السّلمي الشاعر ، وكان مسنّا ، كان ينزل إلى أرض بني سليم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٣) قال : عباس بن مرداس أبو الهيثم السّلمي الحجازي ، له صحبة ، وذكر له الحديث الذي قدمناه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٤) قال : عباس بن مرداس : أبو الهيثم السلمي له صحبة ، روى عنه كنانة بن العباس ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن كامل بن ديسم ، قال : كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يخبرني عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (٥) ، قال : العباس بن مرداس بن أبي عامر بن رفاعة بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر ، ويكنى أبا الهيثم (٦) ويقال : أبو الفضل ، أحد فرسان الجاهلية وشعرائهم المذكورين ، ووفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومدحه ، فأسلم وأعطاه مع المؤلفة قلوبهم.

__________________

(١) قوله : «وقد نزل قوم منهم البصرة» سقط من م.

(٢) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م.

(٣) التاريخ الكبير ٧ / ٢ ـ ٣.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٢١٠.

(٥) معجم المرزباني ص ٢٦٢ باختلاف.

(٦) عن م وبالأصل : أبا القاسم.

٤٠٨

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ، ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ـ إجازة ـ.

ح (١) وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، قال : العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة (٢) بن عبد بن عبس السّلمي ، أسلم قبل الفتح ، وشهد حنينا ، وهو من المؤلفة قلوبهم.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا ، رواه عنه ابنه كنانة بن العبّاس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال : عباس بن مرداس يكنى أبا الهيثم ، عداده في المؤلفة ، لما أعطاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مائة من الإبل ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في فضل عشية عرفة ، رواه عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس ، عن أبيه ، عن جده.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال في باب جارية (٣) : أوله جيم وبعد الراء يا معجمة باثنتين (٤) من تحتها : العباس بن مرداس بن أبي عامر بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم ، أسلم قبل الفتح ، وشهد حنينا ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا ، روى عنه ابنه كنانة بن العبّاس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو الهيثم العبّاس بن مرداس السلمي الشاعر ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو الهيثم العبّاس بن مرداس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله بن

__________________

(١) سقطت من الأصل وم وأضيفت عن المطبوعة.

(٢) في المطبوعة : جارية.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٠١.

(٤) بالأصل وم : باثنين.

٤٠٩

إبراهيم ، أنا أبو بكر بن (١) المهندس ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال : العباس بن مرداس أبو الهيثم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو الهيثم العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة (٢) بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان (٣) السلمي الشاعر ، أمّه هند بنت شيبة بن سنين بن حارثة بن عبس بن رفاعة ، له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حديثه في أهل الحجاز.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو الفرج غيث بن علي ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي [أبو بكر ، أنا](٤) أبو بكر الخرائطي ، نا أحمد بن إسحاق بن صالح أبو بكر الوراق ، نا عمرو بن عثمان ، حدّثني أبي ، حدّثني عبد الله بن عبد العزيز ، حدّثني محمّد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن عبد الرّحمن بن أنس السّلمي ، عن العباس بن مرداس.

أنه كان يغير (٥) في لفاح له نصف النهار إذ (٦) طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن ، فقال : يا عبّاس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها وأن الحرب تجرّعت أنفاسها ، وأن الخيل وضعت أحلاسها ، وان الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة القصوى (٧) ، قال : فرجعت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت ، حتى جئت وثنا لنا يدعى الصماد (٨) وكنا نعبده ونكلم من

__________________

(١) في م : أبو بكر المهندس.

(٢) في المطبوعة : جارية.

(٣) بالأصل وم : قيس غيلان.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وأضيف عن م والمطبوعة.

(٥) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «يغير» وشكك محققها بصحتها.

(٦) في م : إذا.

(٧) كذا بالأصل وم والمطبوعة ، والصواب «القصواء» وجاء في الأغاني : العضباء ، والقصواء : هي التي قطع طرف أذنها وهو لقب ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم تكن ناقة قصواء ، وإنما كان هذا لقبا لها ، وقيل : بل كانت مقطوعة الأذن.

(٨) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : «الضماد» وكلاهما تحريف ، والصواب «الضمار» كما في الأغاني ١٤ / ٣٠٢ وانظر معجم البلدان وسنصححها في كل المواضع في هذا الخبر وفي الخبر التالي إلى «ضمار» دون الإشارة إلى ذلك.

٤١٠

جوفه ، فكنست ما حوله ثم تمسّحت به وقبلته ، وإذا صائح من جوفه يقول (١) :

قل للقبائل من سليم كلها

هلك (٢) الضّمار وفاز أهل المسجد

هلك (٣) الضمار وكان يعبد مرة

قبل الصّلاة مع النبي محمّد

إنّ الذي جاء (٤) بالنبوة والهدى

بعد ابن مريم من قريش مهتدي

قال : فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي ، فقصصت عليهم القصة ، وأخبرتهم الخبر ، فخرجت في ثلاثمائة من قومي من بني جارية (٥) إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بالمدينة ، فدخلنا المسجد ، فلما رآني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا عباس كيف كان إسلامك؟» ، قال : فقصصت عليه القصة ، قال : فسرّ بذلك ، فأسلمت أنا وقومي.

رواه أبو بكر بن أبي الدنيا ، عن الفضل بن جعفر ، عن عمرو بن عثمان.

ورواه محمّد بن عوف الطائي ، عن عمرو بن عثمان عن أبيه ، عن عبد الله بن عبد العزيز ، عن أخيه محمّد بن عبد العزيز بإسناده نحوه ، وقال فيه : أنه كان بغمرة في لقاح له ، وغمرة : موضع بالحجاز في طريق مكة [٥٦٩٦].

أخبرنا (٦) أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسين (٧) بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا سليمان بن الحسن ، نا عمرو بن عثمان ، نا أبي ، عن عبد الله بن عبد العزيز ، عن محمّد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن عبد الرّحمن بن أنس السّلمي ، عن العباس بن مرداس السّلمي.

أنه كان في لفاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن فقال : يا عبّاس بن مرداس ألم تر أن السماء تكففت أحراسها ، وأن

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ١٤ / ٣٠٣ وسيرة ابن هشام ٤ / ٦٩.

(٢) الأغاني : هلك الأنيس وعاش أهل المسجد.

وفي سيرة ابن هشام : أودى ضمار وعاش أهل المسجد.

(٣) في المصدرين : أودى الضمار ... قبل الكتاب إلى النبي محمد.

(٤) في المصدرين : إن الذي ورث النبوة والهدى.

(٥) في م : حارثة.

(٦) مكانها في م بياض.

(٧) كذا بالأصل وم ، وهو خطأ والصواب : «الحسن» ، وهو الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٤١.

٤١١

الحرب تجزعت (١) أنفاسها ، وأن الخيل وضعت أحلاسها ، وأن الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين مع صاحب الناقة القصوى ، قال : فخرجت مذعورا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثنا لنا يدعى الضّمار وكنا نعبده ونكلم من جوفه فكنست وقممت ومسحت ثم قبلته وإذا بصائح يصيح من جوفه :

قبل للقبائل من سليم كلها

هلك الضّمار فاز أهل المسجد

إن الذي بالفوز أرسل الهدى

بعد ابن مريم من قريش مهتدي

قال : فخرجت مذعورا حتى جئت ، فقصصت عليهم القصّة وأخبرتهم الخبر ، فخرجت في ثلاثمائة من قومي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدخلت المسجد ، فلما رآني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرح بي وقال : «يا عباس كيف كان إسلامك؟» فقصصت عليه الخبر فسرّ بذلك ، وقال : «صدقت» [٥٦٩٧].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو [عمر](٢) بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عكرمة بن فروّخ السّلمي ، عن معاوية بن جاهمة بن عبّاس بن مرداس قال : قال عباس بن مرداس : لقيته صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يسير حين هبط من المشلّل (٤) ونحن في آلة الحرب ، والحديد ظاهر علينا ، والخيل تنازعنا الأعنّة ، فصففنا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإلى جنبه أبو بكر وعمر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عيينة هذه بنو سليم قد حضرت بما ترى من العدّة والعدد» فقال : يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني ، أما والله إنّ قومي لمعدّون مؤدون في الكراع والسّلاح ، وإنّهم لأحلاس الخيل ورجال الحرب ، ورماة الحدق ، فقال عباس بن مرداس : أقصر أيها الرجل ، فو الله إنك لتعلم أنّا أفرس على متون الخيل ، وأطعن بالقنا ، وأضرب بالمشرفية منك ومن قومك ، فقال عيينة : كذبت ولمت (٥) نحن أولى بما ذكر منك ، قد عرفته لنا العرب قاطبة ، فأومئ إليهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده حتى سكتا.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفقيه ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، ومرّ في الرواية السابقة : تجرعت.

(٢) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٣) الخبر في طبقات ابن سعد ٤ / ٢٧١.

(٤) المشلل : جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر (معجم البلدان).

(٥) ابن سعد : وخنت.

٤١٢

عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو العبّاس الدغولي ، نا أبو عثمان الأودي ، نا أبو معاوية ، عن هشام ـ وهو ابن عروة ـ عن أبيه قال :

لما كان يوم فتح مكة قسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين الناس قسما فقال العباس بن مرداس (١) :

أتجعل نهبي ونهب العبي

د بين عيينة والأقرع (٢)

وما كان حصن ولا حابس

يفوقان مرداس (٣) في مجمع

وقد كنت في الحرب ذا تدرا

فلم أعط شيئا ولم أمنع

وما كنت دون مريء منهما

ومن تضع اليوم لا يرفع

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اذهب يا بلال فاقطع لسانه» ، قال : فذهب بلال ، فجعل يقول : يا معشر المسلمين أيقطع لساني بعد الإسلام يا رسول الله ، لا أعود أبدا ، فلما رأى بلال جزعه قال : إنه لم يأمرني أن أقطع لسانك ، أمرني أن أكسوك وأعطيك شيئا.

كذا قال يوم الفتح ، وإنما كان يوم حنين.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد الجوزقي ، أنا أبو العبّاس الدغولي ، نا محمّد بن المهلّب ، نا عبد الله بن الزبير ، نا سفيان ، نا عمرو بن سعيد ، عن أبيه ، عن عباية بن رفاعة ، عن رافع بن خديج قال :

أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية ، وعيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس مائة من الإبل ، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك.

قال سفيان : قال عمر : أو غيره في هذا الحديث فقال العبّاس بن مرداس :

__________________

(١) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١٣٦ ـ ١٣٧.

(٢) العبيد : فرس عباس بن مرداس.

وعيينة هو ابن حصن بن حذيفة بن بدر.

والأقرع هو ابن حابس التميمي.

وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أعطاهما من غنائم حنين مائة من الإبل كل واحد منهما ، وأغطى عباس بن مرداس أبا عمر ، فسخطها عباس.

(٣) في السيرة : شيخي.

٤١٣

أتجعل نهبي ونهب العبي

د بين عيينة والأقرع

وما كان يدر ولا حابس

يفوقان مرداس في مجمع

ما كنت دون امرئ منهما

ومن يخفض اليوم لا يرفع

قال : فأتم له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر (١) قال : قالوا وعبّأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابه وصفهم صفوفا ـ يعني يوم حنين ـ ووضع الرايات والألوية في أهلها ، فسمي حاملها (٢) وقال : وكانت في سليم ثلاث رايات : راية مع العباس بن مرداس ، وراية مع خفاف بن ندبة ، وراية مع الحجّاج بن علاط ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد قدّم سليما من يوم خرج من مكة ، فجعلهم (٣) مقدمة الخيل ، واستعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليهم خالد بن الوليد ، فلم يزل على مقدمته حتى ورد الجعرّانة.

قال (٤) : وأعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غنائم حنين العبّاس بن مرداس السّلمي أربعا من الإبل فعاتب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في شعر قاله :

كانت نهابا تلاقيتها

وكرّي على القوم بالأجرع (٥)

وحثّي الجنود لكي يدلجوا

إذا هجع القوم لم أهجع

فأصبح نهبي ونهب العبي

د بين عيينة والأقرع

إلّا أقاليل (٦) أعطيتها

عديد قوائمها الأربع

__________________

(١) انظر مغازي الواقدي ٣ / ٨٩٥ ـ ٨٩٦ في غزوة حنين.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «حامليها» وهو أشبه.

(٣) في م : فجعله.

(٤) انظر مغازي الواقدي ٣ / ٩٤٦ فيه الشعر ، وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ١٣٦.

(٥) في الواقدي :

بكري على القوم في الأجرع

وفي م :

وكربي على القوم بالأجرع

والأجرع : المكان السهل.

(٦) كذا ، وفي م : «أتاليل» وفي المطبوعة : «أفاليل» وفي الواقدي : «أفائل» وهو أشبه ، والأفائل جميع أفيل ، وهي الصغار من الإبل.

٤١٤

وقد كنت في الحرب ذا تدرا

فلم أعط شيئا ولم أمنع

وما كان بدر (١) ولا حابس

يفوقان مرداس في المجمع

وما كنت دون امرئ منهما

ومن تضع اليوم لا يرفع

فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للعباس : «أنت الذي تقول : أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة؟» فقال أبو بكر : بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا ، قال : قال : «فكيف؟» قال : قال : فأنشده أبو بكر كما قال العبّاس ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سواء ، ما يضرّك بدأت بالأقرع أم عيينة» فقال أبو بكر : بأبي أنت وأمي ما أنت بشاعر ولا رواية لا ينبغي لك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقطعوا عني لسانه» فأعطوه مائة من الإبل ويقال : خمسين من الإبل ، ففزع منها أناس وقالوا : أمر بعباس يمثّل به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال (٢) : وأعطى ـ يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عبّاس بن مرداس أباعر فسخطها ، فعاتب فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال :

كانت نهابا تلافيتها

بكرّي على المهر في الأجرع

وإيقاظي القوم إذ يرقدوا

إذا هجع الناس لم أهجع

وأصبح نهبي ونهب العبي

د بين عيينة والأقرع

وقد كنت في الحرب ذا تدرا

فلم أعط شيئا ولم أمنع

إلّا أفائل أعطيتها

عديد قوائمه (٣) الأربع

فما كان حصن ولا حابس

يفوقان مرداس (٤) في المجمع

وما كنت دون امرئ منهما

ومن تضع اليوم لا يرفع

قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اذهبوا فاقطعوا عني لسانه» ، فزادوه (٥) حتى رضي ، وكان ذلك قطع لسانه [٥٦٩٨].

__________________

(١) في الواقدي وسيرة ابن هشام : حصن.

(٢) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام ٤ / ١٣٦ ـ ١٣٧.

(٣) في ابن هشام : قوائمها.

(٤) في ابن هشام : شيخي.

(٥) في ابن هشام : فأعطوه.

٤١٥

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو سعد (١) محمّد بن الحسين بن أحمد بن أبي علّانة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا يحيى ـ هو ابن محمّد بن صاعد ـ نا الزبير ، حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن مولة (٢) ، حدّثني أبي ، عن جدي مولة بن كثيف (٣) أن الضحاك بن سفيان الكلابي وكان سيّافا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائما على رأسه متوشّحا سيفه ، وكانت بنو سليم في تسع مائة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل لكم في رجل يعدل مائة ، يوفّيكم ألفا» ، فوفّاهم بالضحاك بن سفيان ، فلما أقبلوا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للعبّاس بن مرداس ـ يعني السّلمي ـ : «ما لقومي كذا يريد لقتلهم وقومك كذا يريد يدفع عنهم» [٥٦٩٩].

فقال العبّاس :

نذود أخانا عن أخينا ولو ترى

مهرا لكنا الأقربين نبايع

نبايع بين الأخشبين وإنّما

يد الله بين الأخشبين نبايع

عشية ضحاك بن سفيان معتص

بسيف رسول الله والموت كانع

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق (٤)؟؟؟ : واستعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس على مكة أميرا على من تخلّف من الناس عنه ، ومضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على وجهه يريد لقاء هوازن ، فقال العبّاس بن مرداس السّلمي :

أصابت العام رعلا غول قومهم

وسط البيوت ولون الغول ألوان (٥)

يا لهف أمّ كلاب إذ يبيتها

من آل هوذة لا تهنا وأسنان (٦)

لا تقطعوها وشدّوا عقد ذمّتكم

إنّ بني عمّكم سعد ودهمان (٧)

لا ترجعوها وإن كانت مجلّلة

ما دام في النّعم المأخوذ ألبان

__________________

(١) في م : أبو سعيد.

(٢) قوله ضبطت عن الإصابة بفتحتين.

(٣) في الإصابة ٣ / ٤٦٨ كنيف.

(٤) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام ٤ / ٨٣ ـ ٨٤.

(٥) رعل : قبيلة من سليم ، والغول : الداهية.

(٦) في ابن هشام : إذ تبيتهم خيل ابن هوذة لا تنهى وإنسان.

(٧) سعد ودهمان : ابنا نصر بن معاوية بن بكر ، من هوازن.

٤١٦

سفعا تجلّل (١) من سوآتها حضن

وسال ذو شوغر (٢) منها وسلوان

ليست بأطيب مما يشوي حذف

إذ قال كل سوى العين حرفان (٣)

ولا هوازن (٤) قوما غير أن بهم

داء اليماني إن لم يغدروا خانوا

فيهم أخي لو وفوا أو برّ عهدهم

ولو نهكناهم بالطعن قد لانوا

أبلغ هوازن أعلاها وأسفلها

مني رسالة نصح فيه تبيان

إنّي أظنّ رسول الله صابحكم (٥)

جيشا له في فضاء الأرض أركان

فيهم سليم أخوكم غير تارككم

والمسلمون عباد الله مثلال (٦)

وفي عضادته اليمنى بنو أسد

والأخريان (٧) بنو عبس وذبيان

تكاد ترجف منه الأرض رهبته

وفي مقدّمه أوس وعثمان

قال العطاردي : وهم مزينة (٨).

قال : ونا يونس عن ابن إسحاق ، قال : فقال العبّاس بن مرداس يذكر قارب بن الأسود ، وفراره عن بني أبيه (٩) وقومه وذا الخمار (١٠) وحبسه قومه فقال (١١) :

ألا من مبلغ عني ثقيفا

وسوف ـ إخال ـ يأتيها الخبير

وعروة إنّما هذا جواب

وقول غير قولكم يسير

بأن محمدا لله عبد

نبي لا يضلّ ولا يجور

__________________

(١) عن م وبالأصل : «تحلل» وفي السيرة : «شنعاء جلل».

(٢) بالأصل وم : «وسال واستوعرا منها وسلون» والمثبت عن سيرة ابن هشام.

(٣) كذا عجزه بالأصل وم ، وفي ابن هشام :

إذ قال كل شواء العير جوفان

(٤) ابن هشام : وفي هوازن قوم.

(٥) عن م وابن هشام ، وفي الأصل : صاحبكم.

(٦) في السيرة : غسان.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة وابن هشام : والأجريان.

(٨) يعني أوس وعثمان ، وهما قبيلا مزينة ، قاله ابن إسحاق.

(٩) وكانت راية الأحلاف يوم حنين مع قارب بن الأسود ، فلما انهزم الناس اسند رايته إلى شجرة وهرب هو وبنو عمه وقومه من الأحلاف.

(١٠) واسمه : عوف بن الربيع.

(١١) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام ٤ / ٩٣ ـ ٩٤.

٤١٧

وجدناه نبيا مثل موسى

وكلّ فتى يخايره (١) مخير

وبئس الأمر أمر بني قسيّ

بوجّ (٢) إذا تقسّمت الأمور

أضاعوا أمرهم ولكلّ قوم

أمير والدّوائر قد تدور

فجئنا (٣) كأسد الغاب نهوي

جنود الله ضاحية تسير

نؤمّ الجمع جمع بني قسيّ

على حنق نكاد له نظير

ولو مكثوا ببلدتهم لسرنا (٤)

إليهم بالجنود ولم يغوروا

وكنا أسدليّة ثم حتّى

أبحناها وأسلمت النّصور (٥)

ويوم كان قبل لدى حنين

فأقلع والدماء به تمور

من الأيام لم يوجد كيوم

ولم يسمع به قوم ذكور

قتلنا في الغبار بني حطيط

على راياتها والخيل زور

ولم يكن ذو الخمار رئيس (٦) قوم

له عقل يعاتب أو يكثر

أقام بهم على سنن المنايا

وقد قامت (٧) بمبصرها الأمور

فأفلت من نجا منهم جريضا

وقتل منهم بشر كثير

ولا يغني الأمور أخو التواني

ولا القلق الضريرة والحصور (٨)

فحان لهم وحان وملّكوه

أمورهم وقتّلت الصّقور

بنو عوف تهيج بهم جياد

أهين لها الفصافص (٩) والشعير

فلو لا قارب وبنو أبيه

لقسّمت المزارع والقصور

ولو أن الرّئاسة عمّموها

على يمن أشار به المشير

__________________

(١) يخايره : يقول له : أنا خير منك.

(٢) وج : اسم واد بالطائف قبل حنين ، لبني ثقيف.

(٣) في م وابن هشام : فجئناهم.

(٤) صدره في السيرة : وأقسم لو هم مكثوا لسرنا.

(٥) لبة : بكسر اللام اسم موضع قريب من الطائف. (انظر معجم البلدان).

والنصور : من هوازن ، وهم رهط مالك بن عوف النصري (انظر الروض الأنف للسهيلي).

(٦) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م وابن هشام.

(٧) في ابن هشام : باتت.

وقوله : سنن المنايا : طريقها.

(٨) في ابن هشام : ولا الغلق الصّريرة الحصور.

(٩) الفصافص جمع فصفصة ، وهي البقلة التي تأكلها الدوابّ.

٤١٨

أضاعوا قاربا ولهم جدود

وأحلام إلى عزم (١) تصير

فإن تهدوا إلى الإسلام تلقوا

أنوف النّاس ما سمر (٢) السّمير

وإن لم يسلموا فهم آذان

بحرب الله ليس لهم نصير

كما حكّت بنو سعد وحرب

برهط بني غزيّة (٣) عنقفير

وكأنّ بني معاوية بن بكر

إلى الإسلام ضائتة (٤) تخور

فقلنا : أسلموا إنّا أخوكم

وقد فارت (٥) من الترة الصدور

كأنّ القوم إذ (٦) جاءوا إلينا

من البغضاء بعد السّلم عور

قال : وقال العبّاس أيضا (٧) :

لو لا الإله وعبده وأنتم (٨)

حين استخفّ الرعب كلّ جبان

بالجزع (٩) إذ ثبتت لنا أفراسنا

وسوابح يكبون للأذقان

من بين ساع ثوبه في كفّه

ومقلّص (١٠) بسنابك ولبان

والله (١١) يؤمن بعد يوم حنينكم

لكم ولو سبحتم بأمان

والله أكرمنا وأظهر ديننا

وأعزّنا بعبادة الرحمن

والله أهلككم وفرّق جمعكم

وأذلّكم (١٢) بعبادة الشّيطان

قال : وقال العبّاس بن مرداس (١٣) :

__________________

(١) في السيرة : أطاعوا ... إلى عزّ تصير.

(٢) بالأصل : «سموا» والمثبت عن م وابن هشام.

(٣) بالأصل : «كما حلت بنو سعد ... عر؟؟؟ ه عنقفير» والمثبت عن ابن هشام. والعنقفير : الداهية.

(٤) بالأصل وم : «وكان بنو ... صائبة» صوبنا البيت عن ابن هشام.

(٥) في م : «قاربت» وفي ابن هشام : وقد برأت من الاحن الصدور.

(٦) بالأصل وم : إذا.

(٧) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١٠١ ـ ١٠٢ منسوبة لبجير بن زهير بن أبي سلمى قالها في يوم حنين.

(٨) كذا بالأصل وم ، وفي سيرة ابن هشام : ولّيتم.

(٩) في ابن هشام : بالجزع يوم حبالنا أقراننا.

(١٠) ابن هشام : ومقطر.

(١١) سقط البيت من ابن هشام.

(١٢) ابن هشام :

والله أهلكهم وفرق جمعهم وأذلهم

(١٣) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١٠٢ وبعضها في الأغاني ١٤ / ٣١١.

٤١٩

إنّي والسّوابح (١) يوم جمع

وما يتلو الرسول من الكتاب

لقد أحببت ما لقيت ثقيف

نيب الشّعب أمس من العذاب

هم رأس العدى من أهل نجد

فقتلهم ألذّ من الشراب

هزمنا الجمع جمع بني قسيّ

وحكّت بركها ببني رئاب

وصرم من هلال غادرتهم

بأوطاس الثّت (٢) بالتراب

ولو لاقين جمع بني كلاب

أقام نساؤهم (٣) والنّقع كاب

ركضنا الخيل فيهم بين بسّ (٤)

إلى الأورال تنحط بالنّهاب

بذي لجب رسول الله فيه

كتيبته تعرّض للضّراب (٥)

قال : وقال العباس بن مرداس يوم حنين (٦) :

يا خاتم الأنبياء (٧) إنّك مرسل

بالحقّ كلّ هدى السبيل هداكا

إن الإله بنى عليك محبّة

في خلقه ومحمّدا أسماكا (٨)

ثم الذين وفوا بما عاهدتهم

جند بعثت عليهم الضّحّاكا

يغشى ذوي النسب (٩) القريب وإنّما

يبغي رضى الرّحمن ثم رضاكا

رجل به ضرب (١٠) السّلاح كأنه

لمّا تكنّفه العدوّ يراكا

أخبرك أن (١١) قد رأيت مكرّه

تحت العجاجة يدفع الاشراكا

طورا يعانق باليدين وتارة

نفري الجماجم صار ما بتّاكا

__________________

(١) السوابح جمع سابح وهو من الخيل ما يمد يديه في الجري سبحا.

(٢) السيرة : تعفّر.

(٣) في الأغاني :

ولو أدركن صرم بني هلال

لآم نساؤهم

(٤) بالأصل وم : «بين يسر إلى الأوباد» والمثبت عن ابن هشام.

(٥) في م : «للصواب» وفي المطبوعة : «بذي نجد» وفي ابن هشام : «فيهم» بدل «فيه» وبذي لجب : أي بجيش ذي لجب ، واللجب : الجلبة والصياح.

(٦) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١٠٣ ـ ١٠٤.

(٧) في ابن هشام : يا خاتم النبآء.

(٨) بالأصل وم : «إن اله لي عليك ... ومحمد» والمثبت عن ابن هشام.

(٩) بالأصل وم : «فعسى دولي الست القريب» والمثبت عن ابن هشام.

(١٠) في م وابن هشام : ذرب.

(١١) في م : «أني» وفي ابن هشام : أنبئك أني.

٤٢٠