تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
ISBN: 9960-809-26-9
الصفحات: ٤٦٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : فقال له مولى له : وكيف تسمع بها منه ، ولم يسمع بها قط ، وكان الوليد يجد بالعبّاس ابنه وجدا شديدا ، وكان له من قلبه أحسن موقع فادّبه بجميع الآداب حتى علّمه الرقص وضرب الطبل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا أبو سعيد ـ يعني دحيما ـ نا أبو مسهر ، نا سعيد (٢) قال : سأل العبّاس بن الوليد مكحولا عن الدية في الشهر الحرام ، فقال : دية وثلث ، فقال له العبّاس : هل يؤخذ بهذا؟ قال : لا ، قال : فتناوله بلسانه ، فدخل عليه يزيد بن أبي مالك فقال : هذا لكم علينا إذا سألتمونا عن الشيء فأخبرناكم به ، قال : فأرسل إلى مكحول فأرضاه.

وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (٣) ، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى قالا : أنا أبو القاسم الصيدلاني ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عيّاش (٤) في تسمية الزرق من الأشراف : العباس بن الوليد بن عبد الملك.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد ، نا أبو الفضل عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ، قال : قال أبي سعد بن إبراهيم وعرضناها على يعقوب أيضا ـ يعني عمه ـ قال :

وغزا مسلمة (٥) بن عبد الملك ، والعباس بن الوليد فرابطا طوانة (٦) من أرض الروم وشتوا عليها ـ يعني سنة ثمان وثمانين ـ ثم قال : وغزا العباس بن الوليد حتى بلغ

__________________

(١) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ٢ / ٤١٠.

(٢) هو سعيد بن عبد العزيز.

(٣) بالأصل وم هنا : «المحلي» خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.

(٤) بالأصل وم : «ابن عباس» خطأ والصواب ما أثبت ، واسمه عبد الله بن عيّاش بن عبد الله بن عبد الله.

(٥) بالأصل وم : «سلمة» خطأ والصواب ما أثبت.

(٦) بلد بثغور المصيصة في ساحل الشام (معجم البلدان).

٤٤١

أرزن (١) ـ يعني سنة تسعين ـ ثم حج بالناس عبد العزيز بن الوليد سنة ثلاث تسعين ، وغزا العباس بن الوليد حتى بلغ الروم ، ثم حج بالناس بشر بن الوليد سنة خمس وتسعين ، وغزا العبّاس بن الوليد أرض الروم ، وفي سنة اثنتين ومائة غزا بالناس الروم العبّاس بن الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : قال ابن بكير : قال الليث : وفيها ـ يعني سنة ثمان وثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك ، وعباس بن أمير المؤمنين طوانة ، وفي سنة ثلاث وتسعين فتح على العبّاس بن أمير المؤمنين كاسية (٢).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن (٣) السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٤) قال : وفيها ـ يعني سنة تسعين ـ غزا العباس بن الوليد بن عبد الملك ـ فبلغ أرزن ، ثم رجع ، وفيها ـ يعني سنة ثلاث وتسعين ـ غزا العبّاس بن (٥) عبد الملك أرض الروم (٦) ، فافتتح أنطاكية (٧) وقانطة (٨) من الساحل.

وذكر خليفة أن العبّاس بن الوليد (٩) كان عاملا لأبيه على حمص حتى مات الوليد.

قال : وفيها ـ يعني سنة ثلاث وتسعين ـ غزا العبّاس بن الوليد فافتتح طويس (١٠) والمرزبانين ، وفي سنة اثنتين ومائة غزا العبّاس بن [الوليد بن](١١) عبد الملك فافتتح

__________________

(١) بالأصل وم : «أردن» خطأ والصواب ما أثبت وضبط ، عن معجم البلدان ، من أعمر نواحي إرمينيا وأكبرها وهي «أرزن الروم» بينها وبين نصيبين ٣٧ فرسخا.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «كاشتة» ولم أجدها.

(٣) في م : أبو الحسين ، خطأ.

(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٠٣.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة وتاريخ خليفة ص ٣٠٥ العباس بن الوليد بن عبد الملك.

(٦) بعدها في تاريخ خليفة ـ وقد سقطت العبارة من الأصول ـ ففتح الله على يديه حصنا.

(٧) كذا بالأصول ، والذي في تاريخ خليفة ص ٣٠٦ أن هذا تم في سنة ٩٤ ه‍ ـ.

(٨) في تاريخ خليفة ص ٣٠٦ : قارطة.

(٩) انظر تاريخ خليفة ص ٣١١ في تسمية عمال الوليد بن عبد الملك.

(١٠) كذا بالأصول ، وفي تاريخ خليفة ص ٣١٣ «طبرس» وذكر فتحها سنة ٩٦ ه‍ ـ وليس ٩٣ ه‍ ـ كما مرّ.

(١١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م وتاريخ خليفة.

٤٤٢

دلسة (١) من أرض الروم.

وفيها ـ يعني سنة ثلاث ومائة ـ غزا العباس بن الوليد أرض الروم (٢).

أخبرنا أبو محمّد بن (٣) الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا أبو محمّد الكتاني ، نا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، قال : وأخبرني الوليد قال : وحدّثني من أصدق حديثه من مشيخة قريش أنه بلغه.

أن الوليد بن عبد الملك لما عزم على غزو الطوانة كاتب طاغية الروم بكتب أمر صاحب أرمينية أن يكتب بها إليه مما اجتمعت (٤) به خزر من غزوة وقلة من معه ، وكثرة من يتخوفه (٥) من خزر ومن تأشّب (٦) إليهم من ملوك جبال أرمينية ومن فيها من الأمم المخالفة للإسلام ، ففعل ذلك صاحب أرمينية ، وتابع كتبه ، وقطع الوليد البعث على أهل الشام إلى أرمينية ، وأكثفه وجهزه وقواه (٧) واستعمل عليه مسلمة بن عبد الملك ، وأعانه بالعباس بن الوليد حتى يبلغ من جهازهم (٨) ما يريد ، ثم سيّرهم إلى الجزيرة ، ثم أعطفهم إلى أرض الروم ثم أمرهم بالنزول على الطّوانة.

قال : ونا الوليد ، قال : فأخبرني غير واحد ممن أدرك تلك الغزاة أن الشتاء أكبّ على مسلمة ومن معه من المسلمين حتى نفق عامة الظّهر وعرض لكثير منهم البطن ، وتهتكت الأبنية من الجليد والثلج ، فحفر المسلمون لأنفسهم الأسراب يبيتون فيها ليلا ، ويظهرون نهارا حتى دعا ذلك أهل الطوانة الكتاب إلى طاغيتهم يخبرونه بحالهم وأنهم ينتظرون مادة وميرة تأتيهم فإن كانت لك بنا حاجة فالآن قبل أن يأتيهم المدد والميرة.

قالوا : وكادوا المسلمين (٩) عند كتابهم والبعثة به بإخراج كلابهم ليلا ، فأخرجوا

__________________

(١) في تاريخ خليفة ص ٣٢٧ «دبسة».

(٢) تاريخ خليفة ص ٣٢٨.

(٣) سقطت «بن» من م.

(٤) في المطبوعة : أجمعت.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : من بتخومه.

(٦) بالأصل وم : «ناشب» والذي أثبتناه عن المطبوعة ، أشبه بالصواب.

(٧) عن م ، وبالأصل «وقراه».

(٨) بالأصل : «من جهادهم ما يزيد» والمثبت عن م.

(٩) عن م وبالأصل : المسلمون.

٤٤٣

منها عدة كثيرة وأخرجوا رجلين قد ألبسوهما جلود الكلاب بحيوان معهما حتى نفذ أو سقط كتاب أحدهما وأتى به مسلمة ومضى رسولاهما إلى الطاغية ، فخرج معينا لهم نحو من مائة ألف بالعدد والقوة والحبال والجوامع وبالعجل تحمل الأسواق والطعام ، فبلغ (١) مسلمة فأحضر كلّ فارس بقي فرسه وولى عليهم العباس بن الوليد ، وأمره بمواجهتهم إذا هم قدموا. وثبت هو على دابته مع رجاله العسكر وجماعتهم مما يلي باب الطوانة.

قال : وتقدم مقدمة الطاغية بحجرته ليضربوها ويعسكر بجنوده (٢) حولها فهمّ عباس بالشدة على مقدمتهم ، فقال مسلمة (٣) : لا تفعل حتى يتاموا فإذا انهزموا لم يكن لهم باقية ولا فئة تلجأ منهزمتهم إلينا ، فقال العباس : تتركهم حتى تصير منهم ومن أهل الطوانة كالجالس بين لحيي الأسد ثم بين عسكرين ، فحمل عليهم بمن معه من جنود المسلمين وفرسانهم ، فقال مسلمة : اللهمّ إنه عصاني وأطاعك فانصره فمضى عباس ، وهزمهم الله وولوا يقصف بعضهم بعضا حتى دفعوا إلى طاغية الروم وجماعة من جمعه فثبت ولجأت إليهم المنهزمة ، فاقتتلوا قتالا شديدا.

قال : أخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن المبارك أنه أخبره عن بعض مشايخ أهل الشام أن عباسا لمّا استأخر عنه النصر ورأى من ثبات الروم ما رأى قال : يا ابن محيريز أين الذين كانوا يلتمسون الشهادة ، نادهم (٤) يأتوك ، قال : يا أهل القرآن ، يا أهل القرآن فأتوه سراعا ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وهزم الله الطاغية وجماعة من كان معه.

قال : ونا الوليد ، قال : فأخبرني شيخ من الجند عن شيخ من آل مسلمة شهد ذلك.

أن العبّاس استأذن مسلمة أن يشدّ عليهم بجنده من أهل حمص ومن انتدب معه ، فكان من هزيمتهم ما كان ، ومضى العباس في طلبهم حتى لقي الطاغية معه البطارقة وأبناء ملوكهم ، وهو يسير في قباب الريحان يجرها العجل ، فشدّ عليهم فاقتتلوا قتالا شديدا ، وقتل جماعة من المسلمين منهم أبو الأبيض العنسي ، ثم إن الله هزمهم وقتل

__________________

(١) في م : فبلغ ذلك مسلمة.

(٢) عن م وبالأصل : جنوده.

(٣) في م : مسيلمة.

(٤) عن م وبالأصل : ناداهم.

٤٤٤

منهم بضعة وثلاثين ألفا وأسر أبناء الملوك والبطارقة فأقبل بهم حتى أتى بهم مسلمة وجماعة المسلمين ، فأوقفوهم على أهل الطّوانة بعد ذلك في أعضادهم ، وكان سبب فتحها لانسلاخ ثمان وثمانين ، فبلغ سهام المسلمين مائة دينار مائة.

قال : وأخبرني الوليد قال : فأخبرني من شهد ذلك من شهد ذلك من المشيخة أو من أخبره من شهدها.

أن الذين ثبتوا مع مسلمة لما أبطأ عليهم خبر العبّاس جعلوا يلتفتون إلى ناحية الدرب فقال لهم مسلمة : هاهنا ارفعوا إلى الله فمنه يأتي النصر والمدد ، قالوا : فانطلق عباس ومن معه من المسلمين يقتلونهم حتى أدركوا جماعة وقد لجأت إلى كنيسة عظيمة ، فغلقت عليها بابها وامتنعت وبات عباس عليها ومسلمة وأهل العسكر قد رأوا ما كان من هزيمتهم ولا يدرون ما صنع العبّاس ومن معه ، فباتوا في همّ من ذلك حتى أصبحوا ففتح الله على العباس الكنيسة عنوة ، وقفل عباس بالخيول ، فلما رأى أهل الطّوانة صنع الله وفتحه للمسلمين بعث بطريقها إلى مسلمة ، قد رأينا فتح الله لكم ونحن نخيّركم بين أن تخلوا سبيلي وسبيل ثلاثمائة بطريق بأهالينا وأولادنا ونفتح لكم المدينة بمن فيها وبين أن نسايركم (١) فإن عندنا من الطعام والإدام ما يكفينا سنة ، وإلى سنة ، قد كانت لنا حال. فأجابه إلى ذلك وصالحه عليه ، وفتح له المدينة وخلا سبيله وسبيل بطارقته ثلاثمائة ، ووجد فيها ستين ألف نفس بين صغير وكبير.

قال الوليد : وقدم رباح الغسّاني بالمدد والميرة ، وقد فتح الله على المسلمين.

وفي سنة سبعين (٢) غزا العباس بن الوليد الصائفة ، وفي سنة إحدى وتسعين غزا الصائفة العبّاس وأصاب للروم سرحا وعلاقة ، وفي سنة اثنتين وتسعين غزا العبّاس الصائفة ، وفي سنة ثلاث وتسعين غزا العبّاس بن الوليد الصائفة اليسرى ، وغزا مروان بن الوليد الصائفة الأخرى ، وفي سنة أربع وتسعين غزا العبّاس بن الوليد الصائفة اليسرى ، فافتتح هرقلة وفي سنة خمس وتسعين غزا العبّاس الصائفة ، فافتتح حصونا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز ـ لفظا ـ أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن عائذ

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : نصابركم.

(٢) كذا بالأصل ، وتقرأ في م : «تسعين».

٤٤٥

[قال](١) قال الوليد : وأخبرني بعض شيوخنا : أن يزيد بن عبد الملك أغزى العبّاس بن الوليد في ذلك العام ـ يعني سنة إحدى ومائة ـ الصائفة ، وافتتح دلسة (٢) ، وفي سنة ثلاث ومائة غزا العباس بن الوليد الصائفة ، فافتتح دمنقة (٣) ودردور.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي ، أنا أبو طاهر عبد الرحيم بن عمر بن أبي هاشم المقرئ ـ إملاء ـ نا إسماعيل بن يونس ، نا أحمد بن الحارث الخرّاز (٤) ، قال : قال الهيثم بن عدي : حدّثني عامر بن مسلم الحضرمي قال :

كان هشام بن عبد الملك قد همّ بخلع الوليد بن يزيد حين ظهر مجونه ، فدبّ في ذلك قوم إلى الشام فبلغ ذلك العبّاس بن الوليد بن عبد الملك ، فكتب إلى هشام بهذا الشعر (٥) :

يا قومنا لا تملّوا نعمة ربّكم

إنّ الإله لكم فيما مضى صنع

وأنتم اليوم أهل الملك مذ حقب

وأهل دنيا ودين ما به طبع

فانفوا عدوّكم عن تحت أثلتكم

تثبتوا أن أمر الدين مجتمع

قوموا عليه كما قام الأولى نصروا

حتى تولوا وما خافوا وما جزعوا

إنّ الكبير عليكم في ولايتكم

أن تصبحوا وعمود الدين منصدع

لا تلحمنّ ذئاب الناس أنفسكم

إنّ الذئاب إذا ما ألحموا (٦) رتعوا

لا تبقرنّ بأيديكم بطونكم

ثمت قلا حسرة تغني ولا جزع

لا تلقين عليكم من جنايتكم

مع الشقاء يديه الأزلم الجذع

إنّي أعيذكم بالله من فتن

مثل الجبال تسامى ثم تندفع

لستم كمن كان يمرّيها ويسعرها

بالمشرفية بيضا ثم ينتزع

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح عن المطبوعة.

(٢) مرّ قريبا في تاريخ خليفة : دبسة.

(٣) بدون نقط بالأصل ، والمثبت عن م.

(٤) بالأصل وم : الحرار ، والمثبت عن المطبوعة.

(٥) مرّت الأبيات قريبا. وانظر الأغاني ٧ / ٧٥.

(٦) عن م وبالأصل : لحموا.

٤٤٦

إنّ البرية قد ملّت ولايتكم

تمسّكوا بحبال العهد واتّدعوا

فلن تزالوا رءوس الناس ما صلحوا

وما شكرتم وأضحى العهد يتّبع

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، حدّثني سعيد بن ضمرة ، عن ابن شوذب قال : عرض على عمر بن عبد العزيز جواري (٢) وعنده العبّاس بن الوليد بن عبد الملك ، قال : فجعل كلّما مرت به جارية تعجبه قال : يا أمير المؤمنين اتّخذ هذه ، قال : فلما أكثر قال له عمر بن عبد العزيز : أتأمرني بالزنا ، قال [فخرج](٣) العبّاس : [فمرّ](٤) فمر بأناس من أهل بيته ، فقال : ما يجلسكم بباب رجل يزعم أن آبائكم كانوا زناة.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن كامل بن ديسم المقدسي ، قال : كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني أخبرهم (٥) قال : العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان يتهم في دينه ، وهو الذي كان على مقدمة عمّه مسلمة بن عبد الملك يوم العقر (٦) ، وهو القائل لمسلمة :

ألا تقنى (٧) الحياء أبا سعيد

وتقصر (٨) عن ملاحاتي وعذلي

فلولا أن أصلك حين ينهى (٩)

وقومك (١٠) كان من فرعي وأصلي

وإنّي إن رميتك هضت عظمي

ونالتني إذا نالتك نبلي

لقد أنكرتني إنكار خوف

يضمّ حشاك عن شرب وأكلي

__________________

(١) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٦.

(٢) كذا بالأصل وم «جواري».

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م والمعرفة والتاريخ.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م والمعرفة والتاريخ.

(٥) الخبر والشعر في معجم الشعراء للمرزباني ص ٢٦٤.

(٦) كان بين مسلمة بن عبد الملك ويزيد بن المهلب ، التقيا بالعقر من أرض بابل ، وأجلت الحرب عن مقتل يزيد بن المهلب.

(٧) بالأصل وم : «تقن» والمثبت عن معجم الشعراء ، وقنيت الحياء : لزمته.

(٨) عن م ومعجم الشعراء وبالأصل : يقصر.

(٩) في م : «وينمي» وفي معجم الشعراء : وتنمي.

(١٠) في م ومعجم الشعراء : وفرعك.

٤٤٧

كقول المرء عمرو في القوافي

أريد حياته ويريد قتلي (١)

وقال لزوجته أم سعيد ـ يعني بنت سعيد بن عثمان بن عفان ـ فطلّقها فندم (٢) :

أسعدة هل إليك لنا سبيل

وهل حتى القيامة من تلاق

بلى ولعلّ دارك أن تؤاتي

بموت من حليلك أو فراق

فأرجع شامتا وتقرّ عيني

ويشعب صدعنا بعد انشقاق (٣)

وقد ذكرت في ترجمة إبراهيم بن محمّد الإمام أن العباس بن الوليد مات في سجن مروان بن محمّد بحرّان.

٣١٢٧ ـ العبّاس بن الوليد بن عمرو بن الدّرفس الغسّاني

حكى عن أبيه ، وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر.

حكى عنه ابنه أبو عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس.

قرأت بخط أبي محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر ، فيما ذكر أنه وجد بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو العبّاس الوليد بن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدّرفس الغسّاني ، أنا أبي ، حدّثني أبي ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن يونس بن ميسرة بن حلبس (٤) قال : أشرف عيسى بن مريم عليه الصلاة والسّلام من جبل البضيع ـ يعني جبل الكسوة ـ فأشرف على الغوطة ، فلما رآها قال عيسى : إن (٥) للغوطة أن يعجز الغنيّ أن يجمع فيها كنزا ، فلن يعجز المسكين أن يشبع فيها خبزا ، قال سعيد بن عبد العزيز : فليس يموت أحد في الغوطة من الجوع (٦).

__________________

(١) هذا البيت ملفق من بيتين في معجم الشعراء :

كقول المرء عمرو في القوافي

لقيس حين خالف كل عدل

عذيري من خليل من مراد

أريد حياءه ويريد قتلي

(٢) الأبيات في معجم الشعراء ص ٢٦٤.

(٣) في معجم الشعراء : بعد اشتياق.

(٤) في م : حليس ، خطا.

(٥) في م : قال عيسى للغوطة.

(٦) تكررت ترجمته في م.

٤٤٨

٣١٢٨ ـ العبّاس بن الوليد بن مزيد

أبو الفضل العذري البيروتي (١)

حدّث ببيروت عن أبيه ، ومحمّد بن شعيب ، وعقبة بن علقمة ، وعبد الحميد بن بكّار ، وأبي مسهر ، ويوسف بن السفر ، وصالح بن يزيد ، وأبي جعفر محمّد بن زاهر بن حرب النسائي ، ومحمّد بن هقل بن زياد ، ومروان بن محمّد الطّاطري ، وأبي عبد الله محمّد بن يوسف الفريابي ، وأبي عبد الله محمّد بن عبد الله البجّي من أهل بجّ حوران (٢).

روى عنه أبو داود والنسائي في سننهما ، ويعقوب بن سفيان ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبو بكر بن أبي داود ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيان ، وأحمد بن المعلّى ، وخيثمة بن سليمان ، والحسن بن حبيب ، وعمرو بن دحيم ، ومكحول البيروتي ، وأبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو بكر محمّد (٣) بن خريم (٤) ، وأبو الحسن محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي قاضي بيت لهيا ، ومحمّد بن يوسف الهروي ، ومحمّد بن بركة برداعس ، وعبد الرّحمن بن أبي حاتم ، وأحمد بن بجير (٥) القاضي بواسط ، والحسن بن القاسم بن دحيم ، وهشام بن أحمد بن هشام القاري ، وأبو بشر الدّولابي ، وأبو بكر بن زياد النيسابوري ، وأبو العبّاس الأصم ، وعبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، ومحمّد بن عبد الله بن محمّد الطائي الحمصي ، وأبو بكر الباغندي ، وصاعد بن عبد الرّحمن النّحّاس ، وأبو الحارث أحمد بن سعيد بن أم سعيد ، وأبو عبد الله

__________________

(١) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ٩ / ٤٨١ وتهذيب التهذيب ٣ / ٨٩ ومعجم البلدان «بيروت» واللباب «البيروتي» وغاية النهاية ١ / ٣٥٥ وشذرات الذهب ٢ / ١٦ والخلاصة ص ١٩٠ ، وسير الأعلام ١٢ / ٤٧١ والوافي بالوفيات ١٦ / ٦٥٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٦١ ـ ٢٧٠) ص ١١٦ وانظر بهامش المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

ومزيد : بفتح الميم وسكون الزاي وفتح المثناة التحتية (تقريب التهذيب).

(٢) بج حوران : الجيم مشددة ، من أعمال دمشق ، ونقل ياقوت عن ابن عساكر قوله : قرية كانت على باب دمشق ، وفي موضع آخر نقل عنه قوله أنها من إقليم باناس. (معجم البلدان : بج حوران).

(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٤) بالأصل : «خزيم» وفي م : «جزيم» وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.

(٥) بالأصل وم : «بحير» خطأ والصواب عن تهذيب الكمال والمطبوعة.

٤٤٩

محمّد بن إبراهيم بن البطّال الصّعدي ، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، وأبو الحارث محمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي ، ومحمّد بن المعافى الصيداوي ، وأبو العباس أحمد بن الحسين بن علي ، وعبد الله بن وهيب الغزّي ، وعلي بن محمّد بن حفص ، ومحمّد بن عبد الله الجوهري وخلق كثير سواهم.

وحدث بدمشق فسمع منه بها أبو الدحداح وغيره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن السّلمي ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، نا أبو الحسن بن جوصا ، نا العباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، نا الأوزاعي ، حدّثني الزهري ، حدّثني أبو سلمة ، وسليمان بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن اليهود والنصارى لا تصبغ فخالفوهم» [٥٧٠٤] ، وقال مرة : سمعت.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد ، حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العبّاس الأصم ، نا العبّاس بن الوليد ، أخبرني عقبة ، أخبرني الأوزاعي ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، حدّثني عبادة بن الصّامت ، قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن هذه الآية (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)(١) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ـ أو قال : أحد غيرك ـ قال : هي الرؤيا الصّالحة يراها الرجل الصّالح أو ترى له» [٥٧٠٥].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتّب ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن المصريان ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر الدولابي قال : سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول : ولدت سنة تسع وستين ومائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أنا أبو بكر الخطيب ـ إجازة ـ.

وحدّثنا عنه أبو محمّد التميمي ، نا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن محمّد بن زكريا بن حيّوية الخزّاز ،

__________________

(١) سورة يونس ، الآية : ٦٣ ـ ٦٤.

٤٥٠

قال : قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله المنادي ، قال :

وببيروت (١) ساحل دمشق العبّاس بن الوليد بن مزيد ـ يعني ـ مات سنة سبع وستين ومائتين ، وكان أسن من جدّي بسنة واحدة قال : وولد جدي فيما قال لنا للنصف من جمادى الأولى من سنة إحدى وسبعين ومائة ، فيكون مولد العبّاس على هذا سنة سبعين ومائة.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، قال : العبّاس بن الوليد البيروتي أبو الفضل.

روى عن محمّد بن شعيب بن شابور ، وابنه الوليد بن مزيد ، وعقبة بن علقمة ، روى عنه أبي ، وأبو زرعة ، وسمعت منه وهو صدوق ثقة ، سئل أبي عنه فقال : صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو الفضل العبّاس بن الوليد ، بيروتي ، ليس به بأس.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر أيضا ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنا أبو القاسم الصّوّاف ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال : أبو الفضل العبّاس بن الوليد بن مزيد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو الفضل العبّاس بن الوليد بن مزيد العذري.

سكن بيروت ، سمع أباه الوليد بن مزيد العذري ، ومحمّد بن شعيب بن شابور القرشي ، سمع منه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، أو أبو بكر بن صدقة البغدادي ، كنّاه لنا عبد الله بن محمّد الإسفرايني.

__________________

(١) عن م وبالأصل : وبيروت.

(٢) الجرح والتعديل ٦ / ٢١٤.

٤٥١

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد بن صالح ، حدّثني أبي (١) قال : أبو الفضل العبّاس بن الوليد بن مزيد العذري (٢) من أهل بيروت.

أخبرنا أبو محمّد طاهر (٣) بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، أنا محمّد بن عدي البصري ـ في كتابه ـ نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري ، قال

قلت لأبي داود ـ وهو سليمان بن الأشعث ـ : العبّاس بن الوليد بن مزيد ، سمع من أبيه ، فقال : قال العباس : سمعت من أبي وعرضت عليه ، والعرض أصحّ (٤) ، وسئل محمّد بن عوف عن العبّاس بن الوليد بن مزيد أين كتبت عنه؟ فقال : كتبت عنه بدمشق سنة سبع عشرة ومائتين ، وأنا ذاهب إلى آدم بن أبي إياس ، وكان أحمد بن أبي الحواري وكبار أصحاب الحديث من أهل دمشق يحضرون معنا ، ونكتب من حديثه (٥).

وذكر لأبي بكر محمّد بن يوسف (٦) بن الطباع العباس بن الوليد بن مزيد فقال : ذاك شيخ صدوق مسلم.

وقال إسحاق بن سيّار : ما رأيت أحدا أحسن سمتا منه.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، نا إسحاق بن أحمد ، نا إبراهيم بن يوسف ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت العبّاس بن الوليد بن مزيد ، وتغرغرت عيناه ، وقال : ليت شعري ، إلى أي شيء تؤدينا هذه الأيام والليالي ، فحدّثت به محمّد بن كيسان ، قال : تؤدينا إلى السيّد الكريم.

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٤٩.

(٢) في تاريخ الثقات المطبوع : العدوي.

(٣) «طاهر» ليست في م.

(٤) انظر تهذيب الكمال ٩ / ٤٨٣.

(٥) المصدر السابق / الجزء والصفحة.

(٦) في المطبوعة وتهذيب الكمال : ابن يوسف بن عيسى بن الطباع.

٤٥٢

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا الحسين بن عبد الله بن أبي كامل ، نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن هران بن سليمان بن حيّان أبي النّضر ، وسمعته يقول : مازح عبّاس بن الوليد جارية له ، فدفعته فانكسرت رجله ، فلم يحدّثنا عشرين يوما ، فكنا نلقى الجارية ونقول (١) حسيبك الله كما كسرت رجل الشيخ ، وحبستنا عن الحديث (٢).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : سمعت أبا العبّاس بن ملّاس يقول : فيها ـ يعني سنة سبعين ومائتين ـ مات العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (٣).

وقال عمرو بن دحيم : مات ببيروت يوم الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبعين ومائتين ، وكان مولده ليلة الجمعة لليلة بقيت من رجب سنة تسع وستين ومائة ، وقال أبو حاتم بن حبّان : كان من خيار عباد الله المتقنين (٤) ، في الروايات (٥) ، كان مولده في رجب سنة تسع وستين ومائة ، ومات سنة سبعين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر الخطيب ، حدّثني محمّد بن علي الصوري ، قال : قال لنا أبو عبد الله بن أبي كامل ، سمعت أبا الحسن خيثمة بن سليمان يقول : جئت إلى أبي داود السجستاني فأملا عليّ فقال : حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد ، فقلت : وإياي حدّث العباس بن الوليد فقال لي : رأيته؟ فقلت : نعم ، فقال : متى مات؟ فقلت : سنة إحدى وسبعين (٦).

٣٢٢٩ ـ العبّاس بن الوليد بن مسهر الدمشقي

روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي.

__________________

(١) في م : فنقول.

(٢) سير الأعلام ١٢ / ٤٧٣.

(٣) عن م وبالأصل : البسري.

(٤) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٥) تهذيب الكمال ٩ / ٤٨٣.

(٦) يعني ومائتين ، انظر سير الأعلام ١٢ / ٤٧٣.

٤٥٣

٣١٣٠ ـ العبّاس بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن أبي (١) الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

هرب إلى المغرب ، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر الذهبي ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد الوليد (٢) ، قال : والعبّاس ـ وبه كان يكنى ـ قال أبو معروف أخو بني عمرو بن تميم :

قل للوليد أبي العبّاس قد جمعت

أيمان قومك بالتوكيد في الصّحف

وفهر ، ولؤي والعاص ، وموسى ، وقصي ، وواسط ، وذؤابة ، وفتح ، والوليد ، وأمّ الحجّاج تزوجها محمّد بن يزيد بن محمّد (٣) بن الوليد بن عبد الملك ، ثم خلف عليها يحيى بن عبيد الله (٤) بن مروان بن الحكم ، وأمة الله بنت الوليد ، تزوجها عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك ، وبنو الوليد هؤلاء لأمهات أولاد شتى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن (٥) السّيرافي ، أنا أبو عبد الله النّهاوندي ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى التستري ، نا خليفة العصفري ، قال : وفيها قدم موسى والعبّاس ابنا الوليد بن يزيد المغرب ـ يعني في سنة أربع وثلاثين (٦)

٣١٣١ ـ العبّاس بن الوليد

أبو الفضل البصري (٧)

سمع بدمشق : عباس بن الوليد المكتّب.

__________________

(١) كذا بالأصل وم : «ابن أبي الحكم» والصواب «بن الحكم» انظر نسب قريش ص ١٦٠ ـ ١٦٩.

(٢) انظر نسب قريش للمصعب الزبيدي ص ١٦٧.

(٣) «بن محمد» سقطت من نسب قريش.

(٤) في نسب قريش : «عبد الله».

(٥) في م : «أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن السيرافي» سقطت منها : أنا أبو الحسن.

(٦) انظر تاريخ خليفة ص ٤١١ حوادث سنة ١٣٤.

(٧) ترجمته وأخباره في اللباب «النرسي» ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤٦١ وميزان الاعتدال ٢ / ٣٨٦ وتهذيب الكمال ٩ / ٤٨٤ وتهذيب التهذيب ٣ / ٩٠ والوافي بالوفيات ١٦ / ٦٥٢ وسير الأعلام ١١ / ٢٧.

٤٥٤

روى عنه : أبو العبّاس عبد الله بن محمّد التّوني القاضي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر ، أنا إسماعيل بن عمر (١) بن إسماعيل بن راشد ، أبو محمّد الحداد المقرئ ، نا أبو الطّيّب العباس بن أحمد الشافعي ، أنا أبو العباس عبد الله بن محمّد قاضي تونة (٢) ، نا أبو الفضل العبّاس بن الوليد البصري ، نا عباس بن الوليد المؤدب ـ بدمشق ـ درب القصابين باب الجابية ، نا الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمّد ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله عزوجل يوكل بآكل الخلّ ملكين يستغفران الله له حتى يفرغ»

٣١٣٢ ـ العبّاس بن هاشم بن القاسم

حدّث بصيدا من ساحل دمشق ، عن أبيه.

روى عنه أبو الطّيّب العبّاس بن أحمد بن محمّد العبّاس.

أخبرتنا أمة العزيز شكر (٣) بنت أبي الفرج سهل بن بشر الإسفرايني ، قالت : أنا أبي الفرج ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، قالا : أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال بمصر ، أنا أبو الطيب العبّاس بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل المعروف بالشافعي ، نا العبّاس بن هاشم بن القاسم ـ بصيدا ـ أنا أبي ، نا علي بن هاشم ، نا إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : هذه السراطين التي على ساحل البحر وكّلها الله بالموج لا يغدق السّاحل ، أو لا يغرق الساحل.

٣١٣٣ ـ العبّاس بن يزيد بن زياد ، ويقال : العبّاس بن زفر

مولى عبد الله بن علي

أحد قواد بني العبّاس.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : عمرو.

(٢) تونة : جزيرة قرب تنيس ودمياط من الديار المصرية (ياقوت).

(٣) بالأصل وم : سكر ، خطأ والصواب ما أثبت شكر بالشين المعجمة ، وقد مرّ التعريف بها ، وستأتي ترجمتها في كتابنا.

٤٥٥

شهد حصار دمشق ، وكان نازلا على باب توما ، تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى.

٣١٣٤ ـ العبّاس بن يوسف

أبو الفضل الشّكلي البغدادي الصّوفي (١)

رحل وطوّف الشام.

وسمع يوسف بن بحر باطرابلس ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد ببيروت.

وحدث عنهما وعن محمّد بن زنجويه المؤذن ، وسري بن المغلّس السّقطي ، وعلي بن الموفق العابد ، وإبراهيم بن الجنيد الختّلي ، ومحمّد بن سنان القزاز ، وأحمد بن سفيان المصري ، ومحمّد بن يسار اليساري ، وأبي أمية محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، وأيوب بن الوليد الضرير.

روى عنه أبو بكر (٢) أحمد بن جعفر بن حمدان ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشّخير ، وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، ومحمّد بن شاذان الطبري ، وأبو أحمد بن عدي ، والقاضي أبو محمّد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلّاد الرّامهرمزي ، وحبيب بن الحسن القزاز ، وأبو القاسم عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم (٣) الختّلي (٤) ، ومحمّد بن الحسن بن جعفر اليقطيني ، وأحمد بن محمّد بن مقسم ، وأبو المفضّل (٥) محمّد بن عبد الله الشيباني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الشخير ، نا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكلي ، نا أحمد بن سفيان ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام» [٥٧٠٦].

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١٢ / ١٥٣ والوافي بالوفيات ١٦ / ٦٥٤.

(٢) في المطبوعة : أبوا بكر.

(٣) في م : سالم.

(٤) بالأصل : «الحلي» وفي م : «الحملي» وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت وضبط ، انظر تاريخ بغداد ١١ / ٢٤٣.

(٥) عن م وبالأصل : أبو الفضل.

٤٥٦

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا عباس بن يوسف الصّوفي ، نا يوسف بن بحر بأطرابلس بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين النيسابوري ، قال : سمعت محمّد بن شاذان الطبري يقول : سمعت عباس بن يوسف يقول : إذا رأيت الرجل مشتغلا بالله عزوجل فلا [تسأل (٢) عن إيمانه وإذا رأيته مشتغلا عن الله عزوجل فلا](٣) تسل عن نفاقه.

قالا : وقال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : العبّاس بن يوسف أبو الفضل الشّكلي ، حدّث عن محمّد بن زنجويه المؤذن ، وسري السّقطي ، وعلي بن الموفق ، وإبراهيم بن الجنيد ، ومحمّد بن سنان القزّاز ، ونحوهم.

روى عنه ابن مالك القطيعي ، وابن الشّخير ، وابن شاهين ، وكان صالحا متنسكا.

وقال الخطيب : أنا الجوهري قال : قال أبو عمر بن حيّوية : ومات أبو الفضل الشّكلي يوم الأحد بالعشي في رجب سنة أربع عشرة وثلاثمائة.

٣١٣٥ ـ العبّاس الموسوس (٥)

أحد الصّلحاء ، كان بجبل لبنان من جبال دمشق.

حكى عنه محمّد بن المبارك الصوري.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي عثمان الصّابوني ، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسّر.

ح وأنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ١٥٤.

(٢) في المطبوعة : تسل.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعده كلمة صح.

(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ١٥٣.

(٥) ورد ذكره في حلية الأولياء ١٠ / ١٤٥ وصفه بأنه المعروف بالمجنون ، وورد في عقلاء المجانين باسم عباس ص ٢٥٨.

٤٥٧

الحسين البغدادي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله الأردستاني ـ بمكة ـ أنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب (١) ، أنا أبو جعفر محمّد بن صالح الأوبري ، نا علي بن بدر الرملي بالرافقة (٢) ، نا محمّد بن المبارك الصوري ، قال :

صعدت جبل لبنان فإذا برجل عليه جبة من صوف مكتوب عليها : لا تباع ولا توهب ، قد ائتزر بمئزر الخشوع ، وارتدى برداء الورع ، وتعمّم بعمامة التوكّل ، فلما رآني استخفى وراء شجرة بلوط ، فناشدته الله أن يظهر ، فظهر ، فقلت : كيف تصبر على الوحدة في هذه القفار؟ فضحك وأنشأ يقول (٣) :

يا حبيب القلوب من لي سواك

ارحم اليوم مذنبا قد أتاك

أنت سؤلي ومنيتي وسروري

قد أبى القلب أن يحبّ سواك

يا مرادي وسيدي واعتمادي (٤)

طال شوقي متى يكون لقاك

ليس سؤلي من الجنان نعيم

غير أني أريدها لأراك

ثم غاب عني فطلبته وعدت إلى الموضع مرارا ، فلم أصادفه ، ثم أتيت غلام أبي سليمان الدّاراني فوصفته ، فقال : وا شوقاه إلى نظرة مرة أخرى قبل الموت ، وبكى ، فسألت عنه فقال : ذاك عباس المجنون ، له أكلتان في كل شهر من ثمر (٥) الشجر ونبات الأرض.

رواها أبو نعيم الحافظ (٦) ، عن أبيه ، عن أحمد بن جعفر بن هانئ ، عن محمّد بن يوسف البنّا ، عن إبراهيم الهروي ، عن ابن المبارك بمعناها ، وزاد في آخرها : يتعبّد منذ ستين سنة.

__________________

(١) الخبر في عقلاء المجانين لابن حبيب ص ٢٥٨ رقم ٤٥٩.

(٢) الرافقة ، وهي الرقة اليوم ، بلدة على الفرات.

(٣) الأبيات في عقلاء المجانين ص ٢٥٨.

(٤) في م : واعتقادي.

(٥) في م : تمر.

(٦) انظر الخبر والأبيات في حلية الأولياء ١٠ / ١٤٥.

٤٥٨

ذكر من اسمه عباية

٣١٣٦ ـ عباية بن أبي الدّرداء ، ويقال : عبّاد

روى عن أبيه.

روى عنه : الحكم (١) بن عتيبة (٢).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد [الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن](٣) السّيدي ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد ، قالا : أنا أبو سعد (٤) الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو أحمد قالا : أنا محمّد بن حريم ، نا هشام بن عمّار ، نا سعيد ـ هو ابن يحيى ـ نا ابن أبي ليلى ، عن الحكم بن عتيبة ، عن عباية بن أبي الدّرداء ، عن أبي الدرداء قال : كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رجل : من رجل فرد عليه رجل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ردّ عن عرض أخيه رفع بها درجة» [٥٧٠٧].

لا أعرف لأبي الدرداء ابنا اسمه عباية ، وابن أبي ليلى هو محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الفقيه ، سيئ الحفظ ، وقد رواه عبيد الله بن موسى ، عن أبي ليلى ، فاختلف فيه عنه ، فقال بعضهم عنه عن ابن أبي الدّرداء ، ولم يسمّه.

أخبرنا أبو (٥) الحسن الفقيهان ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن ملاعب.

__________________

(١) في م : الحاكم.

(٢) عن م وبالأصل : عتبة.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة.

(٤) عن م وبالأصل : أبو سعيد.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «أبوا» وهو أشبه باعتبار ما يأتي بعد «قالا»

٤٥٩

وأخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري ، وأبو عبد الله محمّد بن العمركي ابن نصر ببوشنج (١) ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر البوشنجي (٢) ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد ـ بهراة ـ قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدّاودي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية السّرخسي ، أنا إبراهيم بن خزيم (٣) الشاشي ، نا عبد بن حميد الكشّي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنا محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو بكر الجوزقي ، نا أبو العبّاس الدغولي ، نا علي بن الحسن ، قالوا : نا عبيد الله بن موسى قال : حدّثنا ـ وقال عبد : عن ـ ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن ابن أبي الدرداء ، عن أبيه قال : نال رجل من رجل عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي حديث عبد ، وعلي بن الحسن : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فرد عنه ، ـ وقال عبد : عليه ـ رجل فقال : ـ زاد الرمادي وابن ملاعب وعبد : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقالوا : «من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار» [٥٧٠٨].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار ، نا حميد بن زنجويه ، نا عبد الله (٤) بن موسى ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن ابن أبي الدرداء ، عن أبيه : أن رجلا نال من رجل عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرد عليه رجل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار» [٥٧٠٩].

وأخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي ، أنا عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين ، نا البغوي ، نا شريح بن يونس ، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن ابن أبي الدرداء ، عن أبي الدرداء قال : نال رجل من عرض أخيه عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرد ـ يعني عنه ـ رجل من القوم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار» [٥٧١٠].

__________________

(١) بالأصل وم بالسين المهملة ، خطأ ، والصواب ما أثبت بالشين المعجمة ، انظر (الأنساب ـ ومعجم البلدان بوشنج».

(٢) بالأصل وم بالسين المهملة ، خطأ ، والصواب ما أثبت بالشين المعجمة ، انظر (الأنساب ـ ومعجم البلدان بوشنج».

(٣) في م : خريم.

(٤) كذا بالأصل وم ، وهو خطأ ، وقد مرّ صوابا ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٧١.

٤٦٠