المفصل في صنعة الإعراب

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري

المفصل في صنعة الإعراب

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

وقد علمت عرسي مليكة أنني

أنا الليث معديا عليه وعاديا (١)

وقالوا أرض مسنية ومرضي ، وقالوا مرضو على القياس. قال سيبويه والوجه في هذا النحو الواو والأخرى عربية كثيرة والوجه في الجمع الياء.

حكم الواو والياء بعد ألف :

والمقلوب بعد الألف يشترط فيه أن تكون الألف مزيدة مثلها في كساء ورداء فإن كانت أصلية لم تقلب كقولك واو وزاي وثاية.

حكم الواو المكسور ما قبلها :

والواو المكسور ما قبلها مقلوبة لا محالة نحو غازية ومحنية. وإذا كانوا ممن يقلبها وبينها وبين الكسرة حاجز في نحو قنية وهو ابن عمي دنيا فهم لها بغير حاجز أقلب.

قلب الياء واوا في فعلى :

وما كان فعلى من الياء قلبت ياؤه واوا في الأسماء كالتقوى والبقوى والرعوى والشروى والعوى لأنها من عويت والطغوى لأنها من الطغيان. ولم تقلب في الصفات نحو خزيا وصديا وريا ولا يفرق فيما كان من الواو نحو

__________________

(١) اللغة العرس امرأة الرجل. ومعديا عليه وعاديا يروى بدله مغزيا عليه وغازيا. وقد نسبت هذه الرواية إلى الزمخشري. وكأنها في غير هذا المؤلف.

الاعراب علمت فعل ماض. وعرسي فاعله. ومليكة عطف بيان على عرسي أو بدل منه. وقوله انني ان حرف توكيد ونصب. والياء اسمها. والليث خبر. والجملة سدت مسد مفعولي علمت. وأنا ضمير فصل لا محل له. وقوله معديا حال من الليث. والعامل فيها ما في معني ان من معنى ثبت وتحقق. وعاديا عطف على معديا (والشاهد فيه) في قوله معديا حيث جاء على الاعلال فان أصله معدو وعلى وزن مفعول ، قلبت الواو الأخيرة ياء استثقالا ، فصار معدوي اجتمعت الواو والياء وسبقت احداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وادغمت في الياء فصار معديا بضم الدال ، ثم أبدلت ضمة الدال كسرة للتناسب فصار معديا (والمعنى) قد علمت زوجي انني بمنزلة الليث ان عدوت أهلكت ، وان عدى أحد عليّ لم ينل مني.

٥٤١

دعوى وعدوى وشهوى ونشوى وفعلى تقلب واوها ياء في الإسم دون الصفة.

فالإسم نحو الدنيا والعليا والقصيا وقد شذ القصوى وحزوى ، والصفة قولك إذا بنيت فعلى من غزوت غزوى ، ولا يفرق في فعلى من الياء نحو الفتيا والقضيا في بناء فعلى من قضيت وأما فعلى فحقها أن تنساق على الأصل صفة وإسما.

قلب الياء ألفا بعد ألف الجمع والهمزة :

وإذا وقعت بعد ألف الجمع الذي بعده حرفان همزة عارضة في الجمع وياء قلبوا الياء ألفا والهمزة ياء وذلك قولهم مطايا وركايا والأصل مطائي وركائي على حد صحائف ورسائل ، وكذلك شوايا وحوايا في جمع شاوية وحاوية فاعلتين من شويت وحويت ، والأصل شواوي وحواوي ثم شوائي وحوائي على حد أوائل ثم شوايا وحوايا. وقد قال بعضهم هداوي في جمع هدية وهو شاذ. وأما نحو اداوة وعلاوة وهراوة فقد ألزموا في جمعه الواو بدل الهمزة فقالوا أداوي وعلاوي وهراوي كأنهم أرادوا مشاكلة الواحد الجمع في وقوع واو بعد ألف. وإذا لم تكن الهمزة عارضة في الجمع كهمزة جواء وسواء جمع جائية وسائية فاعلتين من جاء وساء لم تقلب.

قلب الواو ياء إذا وقعت رابعة فصاعدا :

وكل واو وقعت رابعة فصاعدا ولم ينضم ما قبلها قلبت ياء نحو أغزيت وغازيت ورجيت وترجيت واسترشيت. ومضارعتها ومضارعة غزي ورضي وشائي في قولك يغزيان ويرضيان ويشأيان. وكذلك ملهيان ومصطفيان ومعليان ومستدعيان.

وقد أجروا نحو حي وعي مجرى بقي وفني فلم يعلوه. وأكثرهم يدغم فيقول حي وعي بفتح الفاء وكسرها كما قيل لي ولي في جمع ألوى قال الله تعالى : (وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ). وقال عبيد :

٥٤٢

عيوا بأمرهم كما

عيت ببيضتها الحمامة (١)

وكذلك أحي واستحى وحوى في أحيى واستحيى وحويى وكل ما كانت حركته لازمة. ولم يدغموا فيما لم تلزم حركته نحو لن يحيى ولن يستحي ولن يحايي. وقالوا في جمع حياء وعي أحية واعياء وأحيية. وقوي مثل حي في ترك الإعلال ولم يجىء فيه الإدغام إذ لم يلتق فيه مثلان لقلب كسرة الواو الثانية ياء.

حكم مضاعف الواو :

ومضاعف الواو مختص بفعلت دون فعلت وفعلت ، لأنهم لو بنوا من القوة نحو غزوت وسروت أن يقولوا قووت وقووت. وهم لاجتماع الواوين أكره منهم لاجتماع الياءين. وفي بناء نحو شقيت تنقلب الواو ياء. وأما القوة والصوة والبو والجو فمحتملات للإدغام.

__________________

(١) هو لعبيد بن الأبرص. وكان من سبب انشاده هذا الشعر ان حجرا أبا امرىء القيس غضب على قوم عبيد وهم بنو أسد فقتل منهم خلقا كثيرا ، فأنشده عبيد أبياتا منها هذا البيت يستعطفه بها عليهم ، فعفا عنهم وخلى سبيلهم. ثم انهم جمعوا جموعهم عليه فقتلوه وفرقوا جماعاته.

الاعراب عيوا فعل ماض والواو فاعله. وبأمرهم متعلق به. وقوله كما الكاف للتشبيه. وما مصدرية. وعيت فعل ماض. والحمامة فاعله. (والشاهد فيه) في قولهم عيوا وعيت حيث أجراهما مجرى ظنوا وظنت ونحوهما من الصحيح ، ولذلك سلما من الاعلال والحذف. (والمعنى) يصف قومه بالعجز عن التخلص من أيدي الملك والتحير في ذلك ، وضرب لذلك مثلا بخرق الحمامة وتحيرها في التمهيد لبيضها فانها لا تتخذ عشها الا من كسار الأعواد ، وربما طارت عنها العيدان فتفرق عشها وسقطت البيضة. ولذلك قالوا في المثل اخرق من حمامة. وقد بين خرفها في بيت بعد هذا وهو :

وضعت لها عودين من

ضعة وآخر من ثمامه

أي جعلت لها مهادا من هذين الصنفين من الشجر. ولم يرد عودين فقط ولا ثلاثة.

٥٤٣

وقالوا في أفعال من الحوة احواوي فقلبوا الواو الثانية ألفا ولم يدغموا لأن الإدغام كان يصيرهم إلى ما رفضوه من تحريك الواو بالضم في نحو يغزو ويسرو لو قالوا أحواو يحواو ، وتقول في مصدره احويواء واحوياء ، ومن قال اشهباب قال احوواء. ومن أدغم اقتتال فقال قتال قال حواء.

٥٤٤

الباب العاشر

الإدغام

حدّه :

ثقل التقاء المتجانسين على ألسنتهم فعمدوا بالإدغام إلى ضرب من الخفة. والتقاؤهما على ثلاثة أضرب : أحدها أن يسكن الأول ويتحرك الثاني فيجب الإدغام ضرورة كقولك لم يرح حاتم ولم أقل لك. والثاني أن يتحرك الأول ويسكن الثاني فيمتنع الإدغام كقولك ظللت ورسول الحسن. والثالث أن يتحركا وهو على ثلاثة أوجه : ما الإدغام فيه واجب وذلك أن يلتقيا في كلمة وليس أحدهما للإلحاق نحو رد ويرد. وما هو فيه جائز وذلك أن ينفصلا وما قبلهما متحرك أو مدة نحو أنعت تلك ، والمال لزيد ، وثوب بكر ، أو يكونا في حكم الإنفصال نحو اقتتل لأن تاء الإفتعال لا يلزمها وقوع تاء بعدها فهي شبيهة بتاء تلك. وما هو ممتنع فيه وهو على ثلاثة أضرب : أحدها فهي شبيهة بتاء تلك. وما هو ممتنع فيه وهو على ثلاثة أضرب : أحدها أن يكون أحدهما للإلحاق نحو قردد وجلبب ، والثاني أن يؤدي فيه الإدغام إلى لبس مثال بمثال نحو سرر وطلل وجدد ، والثالث أن ينفصلا ويكون ما قبل الأول حرفا ساكنا غير مدة نحو قرم مالك وعدو وليد. ويقع الإدغام في المتقاربين كما يقع في المتماثلين. ولا بد من ذكر مخارج الحروف لتعرف متقاربتها من متباعدتها.

٥٤٥

مخارج الحروف :

ومخارجها ستة عشر. فللهمزة والهاء والألف أقصى الحلق. وللعين والحاء أوسطه وللغين والخاء أدناه. وللقاف أقصي اللسان وما فوقه من الحنك. وللكاف من اللسان والحنك ما يلي مخرج القاف. وللجيم والشين والياء وسط اللسان وما يحاذيه من وسط الحنك. وللضاد أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس. وللام ما دون أول حافة اللسان إلى منتهى طرفه وما يحاذي ذلك من الحنك الأعلى فويق الضاحك والناب. الرباعية والثنية. وللنون ما بين طرف اللسان وفويق الثنايا. وللراء ما أدخل في ظهر اللسان قليلا من مخرج النون. وللطاء والدال والتاء ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا. وللصاد والزاي والسين ما بين الثنايا وطرف اللسان. وللظاء والذال والثاء ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا. وللفاء باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا. وللياء والميم والواو ما بين الشفتين.

عدد الحروف :

ويرتقي عدد الحروف إلى ثلاثة وأربعين. فحروف العربية الأصول تلك التسعة والعشرون. وتتفرع منها ستة مأخوذ بها في القرآن وكل كلام فصيح ، وهي الهمزة بين بين ، والنون الساكنة التي هي غنة في الخيشوم نحو عنك وتسمّى النون الخفيفة والخفية ، وألفا الإمالة والتفخيم نحو عالم والصلوة ، والشين التي هي كالجيم نحو أشدق ، والصاد التي كالزاي نحو مصدر ، والبواقي حروف مستهجنة وهي الكاف التي كالجيم ، والجيم التي كالكاف ، والجيم التي كالشين. والضاد الضعيفة ، والصاد التي كالسين ، والطاء التي كالتاء ، والظاء التي كالثاء ، والباء التي كالفاء.

أقسام الحروف حسب أصواتها :

وتنقسم إلى المجهورة ، والمهموسة ، والشديدة ، والرخوة ، وما بين الشديدة والرخوة ، والمطبقة ، والمنفتحة ، والمستعلية ، والمنخفضة ،

٥٤٦

وحروف القلقلة ، وحروف الصفير ، وحروف الذلاقة ، والمصمتة ، واللينة ، وإلى المنحرف ، والمكرر ، والهاوي ، والمهتوت. فالمجهور ما عدا المجموعة في قولك ستشحثك خصفة وهي المهموسة. والجهر إشباع الإعتماد من مخرج الحرف ومنع النفس أن يجري معه. والهمس بخلافه. والذي يتعرف به تباينهما أنك إذا كررت القاف فقلت قق وجدت النفس محصورا لا تحس معها بشيء منه ، وتردد الكاف فتجد النفس مقاودا لها ومساوقا لصوتها. والشديدة ما في قولك أجدت طبقك أو أجدك قطبت. والرخوة ما عداها وعدا ما في قولك لم يروعنا أو لم يرعونا وهي التي بين الشديدة والرخوة. والشدة أن يحصر صوت الحرف فى مخرجه فلا يجري. والرخاوة بخلافها. ويتعرف تباينهما بأن تقف على الجيم والشيم فتقول الحج والطش فإنك تجد صوت الجيم راكدا محصورا لا تقدر على مده وصوت الشين جاريا تمده إن شئت. والكون بين الشدة والرخاوة أن لا يتم لصوته الإنحصار ولا الجري كوقفك على العين وإحساسك في صوتها بشبه الإنسلال من مخرجها إلى مخرج الحاء. والمطبقة الصاد والظاء والضاد والطاء. والمنفتحة ما عداها. والإطباق أن تطبق على مخرج الحرف من اللسان وما حاذاه من الحنك. والإنفتاح بخلافه. والمستعلية الأربعة المطبقة والخاء والغين والقاف. والمنخفضة ما عداها. والإستعلاء ارتفاع اللسان إلى الحنك أطبقت أو لم تطبق والانخفاض بخلافه. وحروف القلقلة ما في قولك قد طبج ، والقلقلة ما تحس به إذا وقفت عليها من شدة الصوت المتصعد من الصدر مع الحفز والضغط. وحروف الصفير الصاد والزاي والسين لأنها يصفر بها. وحروف الذلاقة ما في قولك مر بنفل. والمصمتة ما عداها. والذلاقة الإعتماد بها على ذلق اللسان وهو طرفه. والإصمات إنه لا يكاد يبنى منها كلمة رباعية وخماسية معراة من حروف الذلاقة فكأنه قد صمت عنها. واللينة حروف اللين. والمنحرف اللام قال سيبويه هو حرف شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت. والمكرر الراء لأنك إذا

٥٤٧

وقفت عليه تعثر طرف اللسان بما فيه من التكرير. والهاوي الألف لأن مخرجه أتسع لهواء الصوت أشد من اتساع مخرج الياء والواو. والمهتوت التاء لضعفها وخفائها.

وصاحب العين يسمي القاف والكاف لهويتين لأن مبدأهما من اللهاة ، والجيم والصاد شجرية لأن مبدأهما من شجر الفم وهو مفرجه ، والصاد والزاي والسين أسلية لأن مبدأها من أسلة اللسان ، والطاء والدال والتاء نطعية لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى والظاء والذال والثاء لثوية لأن مبدأها من اللثة ، والراء واللام والنون ذو لقية لأن مبدأها من ذولق اللسان ، والواو والفاء والباء والميم شفوية أو شفهية ، وحروف المد واللين جوفاء.

لا بد من تقريب حرفي الإدغام :

وإذا ريم ادغام الحرف في مقاربه فلا بد من تقدمة قلبه إلى لفظه ليصير مثلا له ، لأن محاولة إدغامه فيه كما هو محال. فإذا رمت ادغام الدال إلى السين من قوله تعالى : (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ). فاقلب الدال أولا سينا. ثم أدغمها في السين فقل يكاسنا برقه. وكذلك التاء في الطاء من قوله : (وَقالَتْ طائِفَةٌ).

إدغام الحرفين المتقاربين من كلمة أو كلمتين :

ولا يخلو المتقاربين من أن يلتقيا في كلمة أو في كلمتين. فإن التقيا في كلمة نظر ، فإن كان إدغمهما مما يؤدي إلى اللبس لم يجز نحو عتد ووقد ووتد يتد وكنية ، وشاة زنماء ، وغنم زنم. ولذلك قالوا في مصدر وطد ووتد طدة وتدة ، وكرهوا وطدا ووتدا لأنهم من بيانه وإدغامه بين ثقل ولبس ، وفي وتد يتد مانع آخر وهو أداء الإدغام إلى الاعلالين : وهما حذف الفاء في المضارع والإدغام ، ومن ثم لم يبنوا نحو وددت بالفتح لأن مضارعه كان يكون فيه إعلالان ، وهو كقولك يد وإن لم يلبس جاز نحو امحى وهمرش وأصلهما انمحى وهنمرش ، لأن افعل وفعلل ليس في أبنيتهم فأمن الإلباس.

٥٤٨

وإن التقيا في كلمتين بعد متحرك أو مدة فالإدغام جائز لأنه لا لبس فيه ، ولا تغيير صيغة.

ليس التقارب شرطا كافيا للإدغام :

وليس بمطلق أن كل متقاربين في المخرج يدغم أحدهما في الآخر ، ولا أن كل متباعدين يمتنع ذلك فيهما. فقد يعرض للمقارب من الموانع ما يحرمه الإدغام ، ويتفق للمباعد من الخواص ما يسوغ إدغامه. ومن ثم لم يدغموا حروف ضوي مشفر فيما يقاربهما. وما كان من حروف الحلق أدخل في الفم. وأدغموا النون في الميم ، وحروف طرف اللسان في الضاد والشين. وأنا أفصل لك شأن الحروف واحدا فواحدا ، وما لبعضها مع بعض في الإدغام ، لأقفك على حد ذلك عن تحقق واستبصار بتوفيق الله تعالى وعونه.

إدغام الهمزتين :

فالهمزة لا تدغم في مثلها إلا في نحو قولك سأل ورأس والدأث في اسم واد ؛ وفيمن يرى تحقيق الهمزتين قال سيبويه : فأما الهمزتان فليس فيهما إدغام من نحو قولك قرأ أبوك وأقرىء أباك. قال : وزعموا أن ابن أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين وناس معه وهي رديئة. فقد يجوز الإدغام في قول هؤلاء ولا تدغم في غيرها ولا غيرها فيها.

الألف لا تدغم :

والألف لا تدغم البتة لا في مثلها ولا في مقاربها ولا يستطاع أن تكون مدغما فيها.

الهاء تدغم في الحاء والهاء :

والهاء تدغم في الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في أجبه حاتما واذبح هذه : أجبحاتما واذبحاذه. ولا يدغم فيها إلا مثلها نحو أجبه هلالا.

٥٤٩

العين تدغم في مثلها : وفي الحاء :

والعين تدغم في مثلها كقولك ادفع عليا ، وكقوله عز وجل : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ). وفي الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في ارفع حاتما واذبح عتودا : ارفحاتما واذبحتودا. وقد روى اليزيدي عن أبي عمرو : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) بإدغام الحاء في العين. ولا يدغم فيها إلا مثلها. وإدا اجتمع العين والهاء جاز قلبهما حاءين وإدغامهما في نحو قولك في معهم وأجبه عتبة : محم ، وأجبحتبة.

الحاء تدغم في مثلها وفي الهاء والعين :

والحاء تدغم في مثلها نحو اذبح حملا وقوله تعالى : (لا أَبْرَحُ حَتَّى). وتدغم فيها الهاء والعين.

إدغام الغين والخاء :

والغين والخاء تدغم كل واحدة منهما في مثلها وفي أختها كقراءة أبي عمرو : ومن يبتغ غير الإسلام دينا. وقولك لا تمسخ خلقك وادمغ خلقا ، واسلخ غنمك.

إدغام القاف والكاف :

والقاف والكاف كالغين والخاء تدغم كل منهما في مثلها وفي أختها قال تعالى : (فَلَمَّا أَفاقَ قالَ). وقال تعالى : (كَيْ نُسَبِّحَكَ) و (نَذْكُرَكَ كَثِيراً :) وقال تعالى : (خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ). وقال تعالى : (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا).

إدغام الجيم :

والجيم تدغم في مثلها نحو أخرج جابرا ، وفي الشين نحو أخرج شيئا

٥٥٠

وقال تعالى : (أَخْرَجَ شَطْأَهُ). وروى اليزيدي عن أبي عمرو إدغامها في التاء في قوله تعالى : (ذِي الْمَعارِجِ تَعْرُجُ). وتدغم فيها الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء نحو اربط جملا ، واحمد جابرا ، ووجبت جنونها ، واحفظ جارك ، واذ جاؤوكم ، ولم يلبث جالسا.

إدغام الشين :

والشين لا تدغم إلا في مثلها كقولك أقمش شيحا. ويدغم فيها ما يدغم في الجيم ، والجيم ، واللام ، كقولك لا تخالط شرا ، ولم يرد شيئا ، وأصابت شربا ، ولم يحفظ شعرا ، ولم يتخذ شريكا ، ولم يرث شسعا ، ولم يخرج شيئا ودنا الشاسع.

إدغام الياء :

والياء تدغم في مثلها متصلة كقولك حيي وعيي ، وشبيهة بالمتصلة كقولك قاضي ورامي ، ومنفصلة إذا انفتح ما قبلها كقولك اخشي ياسرا ، وإن كانت حركة ما قبلها من جنسها كقولك اظلمي ياسرا لم تدغم ويدغم فيها مثلها ، والواو نحو طيا ، والنون نحو من يعلم.

إدغام الضاد :

والضاد لا تدغم إلا في مثلها كقولك إقبض ضعفها ، وأما ما رواه أبو شعيب السوسي عن اليزيدي أن أبا عمرو كان يدغمها في الشين في قوله تعالى : (لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ). فما برئت من عيب رواية أبي شعيب. ويدغم فيها ما يدغم في الشين إلا الجيم كقولك : حط ضمانك ، وزد ضحكا ، وشدت ضفائرها ، واحفظ ضأنك ، ولم يلبث ضاربا ، وهو الضاحك ، واذ ضرب.

إدغام اللام :

واللام إن كانت المعرفة فهي لازم إدغامها في مثلها وفي الطاء والدال

٥٥١

والتاء والظاء والذال والثاء والصاد والسين والزاي والشين والضاد والنون والراء. وإن كانت غيرها نحو لام هل وبل فإدغامها فيها جائز. ويتفاوت جوازه إلى حسن وهو إدغامها في الراء كقولك هل رأيت ، وإلى قبيح وهو إدغامها في النون كقولك هل نخرج ، وإلى وسط وهو إدغامها في البواقي. وقرىء : هثوب الكفار. وأنشد سيبويه :

فذرذا ولكن هتعين متيما

على ضوء برق آخر الليل ناضب (١)

وأنشد :

تقول إذ أهلكت مالا للذة

فكيهة هشيء بكفيك لائق (٢)

__________________

(١) البيت لمزاحم العقيلي.

اللغة المتيم الذي قد تيمه الحب أي استعبده ، ومنه قيل تيم اللات. والبرق الناضب الذي يرى من بعيد من نضب إذا بعد.

الاعراب ذر فعل أمر فاعله ضمير المخاطب. وذا في محل نصب مفعوله. ولكن للاستدراك. وهتعين أصله هل تعين. وهل حرف استفهام. وتعين فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب. ومتيما مفعوله. وآخر الليل نصب على الظرفية. وناضب صفة برق واسم لكن ضمير المخاطب أي لكنك والجملة الاستفهامية خبرها (والشاهد فيه) ادغام اللام في التاء من قوله هتعين لقرب مخرجهما (والمعنى) دع هذا الذي أنت في ذكره وأخبرني هل تعين على ضوء البرق الذي أراه من بعد. وأراد بمعونته له أن يسهر معه ليخفف منه ما يتجدد له من الوجد كلما لمع البرق لأن ذلك البرق يلمع من جهة محبوبه فيأرق لذلك.

(٢) البيت لتميم بن طريف العنبري.

اللغة فكيهة اسم امرأة. ولائق من قولهم فلان ما يليق درهما أي ما يمسكه ولا يلصق به.

الاعراب تقول فعل مضارع. وإذا ظرفية. وأهلكت فعل وفاعل. ومالا مفعوله. وللذة متعلق بأهلكت. وفكيهة فاعل تقول. وهشيء هل فيه حرف استفهام. وشيء مبتدأ. وبكفيك خبره. ولائق صفة شيء. وجملة أهلكت مظروف إذا (والشاهد فيه) ادغام اللام في الشيء والمعنى ظاهر.

٥٥٢

ولا يدغم فيها إلا مثلها ، والنون كقولك من لك ، وإدغام الراء لحن.

إدغام الراء :

والراء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ). وتدغم فيها اللام والنون كقوله تعالى (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ) ـ و (إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ).

إدغام النون :

والنون تدغم في حروف يرملون كقوله من يقول ، ومن راشد ، ومن محمد ، ومن لك ، ومن راقد ومن نكرم. وإدغامها على ضربين : إدغام بغنة وبغير غنة. ولها أربع أحوال : إحداها الإدغام مع هذه الحروف. والثانية البيان مع الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء كقولك : من أجلك ، ومن هانيء ، ومن عندك ، ومن حملك ، ومن غيرك ، ومن خانك. إلا في لغة قوم أخفوها مع الغين والخاء فقالوا منخل ومنغل. والثالثة القلب إلى الميم قبل الباء كقولك شنباء وعمبر. والرابعة الإخفاء مع سائر الحروف وهي خمسة عشر حرفا كقولك من جابر ، ومن كفر ومن قتل ، وما أشبه ذلك. قال أبو عثمان وبيانها مع حروف الفم لحن.

إدغام الطاء والتاء والظاء والذال والثاء :

والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء ستتها يدغم بعضها في بعض ، وفي الصاد والزاي والسين. وهذه لا تدغم في تلك إلا أن بعضها يدغم في بعض. والأقيس. في المطبقة إذا أدغمت تبقية الإطباق كقراءة أبي عمرو : (فرطت في جنب الله).

إدغام الفاء :

والفاء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى : (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ). وقرىء أيضا : (نَخْسِفْ بِهِمُ) بإدغامها في الباء.

وهو ضعيف تفرد به الكسائي وتدغم فيها الباء.

٥٥٣

إدغام الباء :

والباء لا تدغم إلا في مثلها. قرأ أبو عمرو : (لذهب بسمعهم). وفي الفاء والميم نحو : (اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ) ـ و (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ). ولا يدغم فيها إلا مثلها.

إدغام الميم :

والميم لا تدغم إلا في مثلها قال الله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ).

وتدغم فيها النون والباء.

إدغام التاء في افتعل :

وافتعل إذا كان بعد تائها مثلها جاز فيه البيان والإدغام. والإدغام سبيله أن تسكن التاء الأولى وتدغم في الثانية وتنقل حركتها إلى الفاء ، فيستغنى في الحركة عن همزة الوصل فيقال قتلوا بالفتح. ومنهم من يحذف الحركة ولا ينقلها فيلتقى ساكنان فيحرك الفاء بالكسر فيقول قتلوا. فمن فتح قال يقتلون ومقتلون بفتح الفاء ومن كسر قال يقتلون ومقتلون بالكسر ، ويجوز مقتلون بالضم اتباعا للميم لما حكي عن بعضهم مردفين ، وتقلب مع تسعة أحرف إذا كن قبلها مع الطاء والظاء والصاد طاء ، ومع الدال والذال والزاي دالا ، ومع الثاء والسين ثاء وسينا فأما مع الطاء فتدغم ليس إلا ، كقولك :

واطعنوا. ومع الظاء تبين وتدغم بقلب الظاء طاء أو الطاء ظاء كقولهم اظطلم واطلم واظلم. ورويت الثلاثة في بيت زهير :

هو الجواد الذي يعطيك نائله

عفوا ويظلم أحيانا فيظلم (١)

__________________

(١) اللغة الجواد الكريم المكثر في العطاء. والنائل العطية. وعفوا أي من غير طلب يتقدمه أو سهلا بلا مطل ولا تعب.

الاعراب هو ضمير فصل مبتدأ. والجواد خبره. والذي اسم موصول. ويعطيك فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى الممدوح والكاف مفعول أول. ونائله مفعول ثان. وقوله عفوا هو نصب على المصدرية. ويظلم فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير الممدوح.

٥٥٤

ومع الضاد تبين وتدغم بقلب الطاء ضادا كقولك : اضطرب واضرب ، ولا يجوز اطرب. وقد حكي اطجع في اضطجع ، وهو في الغرابة كالطجع.

ومع الصاد تبين وتدغم بقلب الطاء صادا كقولك : مصطبر ومصبر واصطفى واصطلى واصفى واصلى وقرىء : إلا أن يصلحا. ولا يجو مطبر. وتقلب مع الدال والذال والزاي دالا. فمع الدال والذال تدغم كقولك إدان وادكر واذكر وحكى أبو عمرو عنهم اذدكر وهو مذدكر. وقال الشاعر :

تنحي على الشوك جرازا مقضبا

والهرم تذريه اذدراء عجبا (١)

ومع الزاي تبين وتدغم بقلب الدال إلى الزاي كقولك : ازدان وازان.

ومع الثاء تدغم ليس إلا بقلب كل واحدة منهما إلى صاحبتها فتقول مثرد ومترد ومنه آثار وأتار. ومع السين تبين وتدغم بقلب التاء إليها نحو مستمع ومسمع.

وقد شبهوا تاء الضمير بتاء الإفتعال فقالوا خبط قال :

وفي كل حي قد خبط بنعمة (٢)

__________________

وأحيانا نصب على الظرفية (والشاهد فيه) في قوله يظلم فان أصله يظتلم قلبت التاء طاء لمجاورتها الطاء فإذا أدغم فمنهم من يقلب الطاء ظاء ثم يدغم ، ومنهم من يدغم الظاء في الظاء على القياس فيصير يطلم. وقد روي البيت بالوجهين وروي بالاظهار أيضا (والمعنى) ان هذا الرجل يعطي من غير سؤال وإذا سئل مالا طاقة له عليه قبله وتحمله ولم يرد سائله.

(١) لم يسم قائله.

اللغة نحي من انحيت السكين على حلقه أي عرضت ، والجزار القاطع. وكذلك المقضب وتذريه من ذرته الريح تذروه أي فرقته والهرم ضرب من النبات.

الاعراب تذري فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى الناقة. وعلى الشوك متعلق به.

وجرازا مفعول تنحي. ومقضبا صفة جرازا. والهرم منصوب على شريطة التفسير. وتذريه جملة من فعل وفاعل ومفعول. وازدراء نصب على المصدر. وعجبا صفته (والشاهد فيه) في قوله ازدراء باظهار التضعيف وأصله ازتراء قلبت تاؤه دالا. (والمعنى) ان هذه الناقة تعرض على الشوك أسنانا قاطعة والهرم تفرقه بمشافرها كما تفرق الريح التراب.

(٢) ذكروا أنه لعلقمة ولا أدري ان كان هو علقمة الفحل أو علقمة بن عبدة. وتمامه :

٥٥٥

وفزد وحصط عينه ، وعده ونقده ، يريدون خبطت وفزت وحصت وعدت ونقدت. قال سيبويه وأعرب اللغتين وأجودهما أن لا تقلب. قال : وإذا كانت التاء متحركة وبعدها هذه الحروف ساكنة لم يكن إدغام يريد نحو : استطعم واستضعف. واستدرك لأن الأول متحرك والثاني ساكن فلا سبيل إلى الإدغام ، واستدان واستضاء واستطال بتلك المنزلة لأن فاءها في نية السكون.

إدغام تاء تفعل وتفاعل :

وادغموا تاء تفعل وتفاعل فيما بعدها فقالوا اطيروا وازينوا وأثاقلوا. وإذا رأوا مجتلبين همزة الوصل للسكون الواقع بالإدغام لم يدغموا نحو تذكرون ، لئلا يجمعوا بين حذف التاء الأولى وإدغام الثانية.

إدغام شاذ :

ومن الإدغام الشاذ قولهم أصله سدس ، فأبدلوا السين تاء وأدغموا فيها الدال. ومنه ود في لغة بني تميم وأصلها وتد وهي الحجازية الجيدة. ومثله عدان في عتدان. وقال بعضهم عتد فرارا من هذا.

العدول عن الإدغام إلى الحذف :

وقد عدلوا في بعض ملاقي المثلين أو المتقاربين لإعواز الإدغام إلى

__________________

فحق لشأس من نداك ذنوب

اللغة خبطت من خبط الشجرة أي نفضها ليأخذ ثمرتها. وشاس اسم الشاعر. والندى الكرم. والذنوب بفتح الذال النصيب.

الاعراب في كل حي متعلق بخبطت. وخبطت فعل وفاعل. وبنعمة متعلق به في محل نصب به. وحق فعل ماض. وذنوب فاعله. ومن نداك متعلق بمحذوف صفة ذنوب. (والشاهد فيه) في قوله خبط فان أصله خبطت قلبت تاء الخطاب طاء تشبيها لها بتاء الافتعال ، ثم أدغمت فصار خبط (والمعنى) انك لم تخض باكرامك أحدا ولم يحرم من عطائك قوم بل كل الناس قد ضربوا فيه بسهم وحصلوا منه على نصيب فحق لي أن ينالني من عطائك نصيب.

٥٥٦

الحذف فقالوا في ظللت ومسست وأحسست ظلت ومست وأحست قال :

أحسن به فهن إليه شوس (١)

وقول بعض العرب استخذ فلان أرضا ، لسيبويه فيه مذهبان : أحدهما أن يكون أصله استتخذ فتحذف التاء الثانية ، والثاني أن يكون اتخذ فتبدل السين مكان الأولى. ومنه قولهم يسطيع بحذف التاء ، وقولهم يستيع ، إن شئت قلت حذفت الطاء وتركت تاء الإستفعال ، وإن شئت قلت حذفت التاء المزيدة وأبدلت التاء مكان الطاء. وقالوا بلعنبر وبلعجلان في بني العنبر وبني العجلان وعلماء بنو فلان أي على الماء. قال :

غداة طفت علماء بكر بن وائل

وعاجت صدور الخيل شطر تميم (٢)

وإذا كانوا ممن يحذفون مع إمكان الإدغام في يتسع ويتقي فهم مع عدم إمكانه أحذف.

تم الكتاب

__________________

(١) لم يسم أحد قائله وصدره (سوى أن العتاق من المطايا).

اللغة أحسن أي أحسسن. وشوس جمع أشوس وهو الذي ينظر بمؤخر عينيه نظر المتكبر.

الاعراب سوى استثناء مما سبق. وان حرف توكيد ونصب. والعتاق اسمها. وأحسن فعل ماض ونون النسوة فاعله. وبه متعلق بأحسن في محل نصب به. والضمير المجرور يعود إلى الأسد المذكور قبل. والجملة خبر ان. وهن ضمير فصل مبتدأ. وشوس خبرها (والشاهد فيه) ان أحسن أصله أحسسن بسينين فلما لم يمكن الادغام عدلوا إلى الحذف فقالوا أحسن وربما قالوا أحسين ، كأنه أعل الحرف الثاني بقلبه ياء على حد قصيت اظفاري (والمعنى) أن الابل لما أحسسن بالأسد نظرن إليه نظرة مغضب.

(٢) لم يسم أحد قائله.

اللغة طفت أي علت وارتفعت. وبكر قبيلة. وعاجت أي مالت. والشطر النحو والجانب ، يقال قصدت شطره أي نحوه.

الاعراب غداة ظرف زمان أضيف إلى الفعل. وطفت فعل ماض. وعلماء متعلق به.

٥٥٧

__________________

وبكر بن وائل فاعله. وعاجت فعل ماض. وصدور الخيل فاعله. وشطر تميم مفعوله. (والشاهد فيه) في قوله علماء وأصله على الماء فهمزة الوصل تسقط للدرج وألف على تحذف لالتقائها مع لام المعرفة ، فصار اللفظ علماء فحذفوا لام على كراهة اجتماع المثلين ، كما حذفوا اللام في ظلت. وإذا كانوا قد حذفوا النون من بلعنبر لقربها من اللام فحذف اللام أحق وأولى والله أعلم.

* * *

وكان الفراغ من تسويد هذا الشرح ظهر يوم الخميس سابع شهر من شهور سنة ١٣٢٣ ه‍ فما كان فيه من خطأ فهو مني والله المسؤول في الصفح عنه والتجاوز عن سيئه ، وما كان فيه من صواب فهو من الله سبحانه وهو جل شأنه الموفق له والهادي اليه والمحمود عليه. والله المسؤول أن يوفقنا لما فيه رضاه ، وأن يغفر لنا سيء ما قدمناه ، هو أهل التقوي وأهل المغفرة. والحمد لله أولا وآخرا باطنا وظاهرا ، وصلاته وسلامه على أشرف خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أبد الآبدين.

* * *

بحمد من بنعمته تتم الصالحات. تم طبع كتاب المفصل صنعة الإعراب للامام الزمخشري تغمده الله برحمته ورضوانه ، مع شرح شواهده للسيد محمد بدر الدين أبي فراس النعساني الحلبي على مطابع دار الهلال في بيروت وكان ذلك في شهر شعبان المعظم سنة ١٤٠٩ من هجرة سيد المرسلين صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

٥٥٨

الفهرس

مقدمة....................................................................... ٥

مقدمة المؤلف............................................................... ١٧

مقدمة الشارح............................................................... ١٧

القسم الأول : الأسماء

الباب الأول : اسم الجنس واسم العلم.......................................... ٢٣

الباب الثاني : الإسم المعرب................................................... ٣٣

الباب الثالث : الاسم المبني.................................................. ١٦٣

الباب الرابع : الاسم المثنى................................................... ٢٢٩

الباب الخامس : الاسم المجموع............................................... ٢٣٥

الباب السادس : الاسم المعرفة والنكرة......................................... ٢٤٥

الباب السابع : الاسم المذكر والمؤنث......................................... ٢٤٧

الباب الثامن : الاسم المنسوب............................................... ٢٥٩

الباب التاسع : الاسم العدد................................................. ٢٦٧

الباب العاشر : الاسم المقصور والممدود....................................... ٢٧٣

الباب الحادي عشر : المصدر................................................ ٢٧٥

الباب الثاني عشر : اسم الفاعل.............................................. ٢٨٥

الباب الثالث عشر : اسم المفعول............................................ ٢٩١

الباب الرابع عشر : الصفة المشبهة........................................... ٢٩٣

الباب الخامس عشر : أفعل التفضيل.......................................... ٢٩٧

الباب السادس عشر : أسماء الزمان والمكان.................................... ٣٠٣

الباب السابع عشر : اسم الآلة.............................................. ٣٠٧

الباب الثامن عشر : الاسم الثلاثي........................................... ٣٠٩

الباب التاسع عشر : الاسم الرباعي.......................................... ٣١٣

الباب العشرون : الإسم الخماسي............................................ ٣١٥

القسم الثاني : الأفعال

الباب الأول : الفعل الماضي................................................. ٣١٩

الباب الثاني : الفعل المضارع................................................. ٣٢١

الباب الثالث : الأمر....................................................... ٣٣٩

الباب الرابع : الفعل المتعدي وغير المتعدي..................................... ٣٤١

الباب الخامس : الفعل المبني للمفعول......................................... ٣٤٣

الباب السادس : أفعال القلوب.............................................. ٣٤٥

الباب السابع : الأفعال الناقصة.............................................. ٣٤٩

الباب الثامن : أفعال المقاربة................................................. ٣٥٧

٥٥٩

الباب التاسع : فعلا المدح والذم.............................................. ٣٦١

الباب العاشر : فعلا التعجب................................................ ٣٦٧

الباب الحادي عشر : الفعل الثلاثي.......................................... ٣٦٩

الباب الثاني عشر : الفعل الرباعي............................................ ٣٧٥

القسم الثالث : الحروف

الباب الأول : حروف الإضافة............................................... ٣٧٩

الباب الثاني : الحروف المشبهة بالفعل......................................... ٣٨٩

الباب الثالث : حروف العطف.............................................. ٤٠٣

الباب الرابع : حروف التنبيه................................................. ٤٠٩

الباب الخامس : حروف النداء............................................... ٤١٣

الباب السادس : حروف التصديق والإيجاب................................... ٤١٥

الباب السابع : حروف الإستثناء............................................. ٤١٩

الباب الثامن : حرفا الخطاب................................................. ٤٢١

الباب التاسع : حروف الصلة................................................ ٤٢٣

الباب العاشر : حرفا التفسير................................................ ٤٢٧

الباب الحادي عشر : الحرفان المصدريان....................................... ٤٢٩

الباب الثاني عشر : حروف التحضيض....................................... ٤٣١

الباب الثالث عشر : حرف التقريب.......................................... ٤٣٣

الباب الرابع عشر : حروف الإستقبال........................................ ٤٣٥

الباب الخامس عشر : حرفا الإستفهام......................................... ٤٣٧

الباب السادس عشر : الشرط............................................... ٤٣٩

الباب السابع عشر : حرف التعليل........................................... ٤٤٥

الباب الثامن عشر : حرف الردع............................................. ٤٤٧

الباب التاسع عشر : اللامات............................................... ٤٤٩

الباب العشرون : تاء التأنيث الساكنة........................................ ٤٥٣

الباب الحادي والعشرون : التنوين............................................ ٤٥٥

الباب الثاني والعشرون : النون المؤكدة......................................... ٤٥٧

الباب الثالث والعشرون : هاء السكت....................................... ٤٦١

الباب الرابع والعشرون : شين الوقف......................................... ٤٦٣

الباب الخامس والعشرون : حرف الإنكار...................................... ٤٦٥

الباب السادس والعشرون : حرف التذكر...................................... ٤٦٧

القسم الرابع : المشترك

الباب الأول : الإمالة....................................................... ٧٤١

الباب الثاني : الوقف....................................................... ٤٧٥

الباب الثالث : القسم...................................................... ٤٨٣

الباب الرابع : تخفيف الهمزة................................................. ٤٨٩

الباب الخامس : التقاء الساكنين............................................. ٤٩٣

الباب السادس : أوائل الكلم................................................ ٤٩٧

الباب السابع : زيادة الحروف................................................ ٥٠١

الباب الثامن : إبدال الحروف................................................ ٥٠٥

الباب التاسع : الإعتلال.................................................... ٥٢١

الباب العاشر : الإدغام..................................................... ٥٤٥

٥٦٠