المفصل في صنعة الإعراب

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري

المفصل في صنعة الإعراب

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

النسبة إلى المعتل اللام :

وتقول في فعيل وفعيلة وفعيل وفعيلة من المعتل اللام فعلي وفعلي كقولك غنوي وضروري وقسوي وأموي وقال بعضهم أميّ. وقالوا في تحية تحوي ، وفي فعول فعولي. كقولك في عدوّ عدوي. وفرّق سيبويه بينه وبين فعولة فقال في عدوّة عدوّي ، كما قالوا في شنوءة شنائي. ولم يفرق المبرد وقال فيهما فعولي.

النسبة إلى المنتهي بألف :

والألف في الآخر لا تخلو من أن تقع ثالثة ، أو رابعة منقلبة أو زائدة ، أو خامسة فصاعدا. والثالثة والرابعة المنقلبة تقلبان واوا كقولك عصوي ورحوي وملهوي ومرموي وأعشوي. وفي الزائدة ثلاثة أوجه الحذف وهو أحسنها كقولك حبليّ ودنيي. والقلب نحو حبلويّ ودنيوي ، وإن يفصل بين الواو والياء بألف كقولك حبلاوي ودنياوي. وليس فيما وراء ذلك إلا الحذف كقولك مراميّ وحباري وقبثريّ وجمزي في حكم حباري.

النسبة إلى المنتهي بياء قبلها مكسور :

والياء المكسور ما قبلها في الآخر لا تخلو من أن تكون ثالثة أو رابعة أو خامسة فصاعدا. فالثالثة تقلب واوا كقولك عموي وشجوي. وفي الرابعة وجهان : الحذف وهو أحسنهما ، والقلب كقولك قاضي وحانيّ وقاضوي وحانوي ، قال :

وكيف لنا بالشّرب إن لم تكن لنا

دراهم عند الحانويّ ولا نقد (١)

__________________

(١) قيل إنه للفرزدق وقيل ان قائله مجهول.

الاعراب كيف للاستفهام التعجبي. ولنا خبر مبتدأ محذوف تقديره كيف لنا التلذذ بالشرب. وبالشرب يتعلق بذلك المقدر وان شرطية جازمة. وتكن مجزوم بلم. ودراهم اسمه. ولنا خبره. والجملة فعل الشرط. والجواب محذوف دل عليه الكلام السابق. وقوله

٢٦١

وليس فيما وراء ذلك إلّا الحذف كقولك مشتري ومستسقي. وقالوا في محيّ محوي ومحيّيّ ، كقولهم أموي وأميي.

النسبة إلى المنتهي بتاء بعد واو أو ياء :

وتقول في غزو وظبي غزوي وظبيي. واختلفوا فيما لحقته التاء من ذلك. فعند الخليل وسيبويه لا فضل. وقال يونس في ظبية ودمية وقنية ظبوي ودموي وقنوي ، وكذلك بنات الواو كغزوة وعروة ورشوة. وكان الخليل يعذره في بنات الياء دون بنات الواو. وعلى مذهب يونس جاء قولهم قروي وزنوي في قري وبني زنية ، وتقول في طيّ وليّة طووي ولووي ، وفي حية حيوي ، وفي دوّ وكوّة دوّيّ وكوّيّ.

وتقول في مرمى مرمي تشبيها بقولهم في تميمي وهجري وشافعي تميمي وهجري وشافعي. ومنهم من قال مرموي. وفي بخاتي اسم رجل بخاتي.

النسبة إلى المنتهى بألف ممدودة :

وما في آخره ألف ممدودة إن كان منصرفا ككساء ورداء وعلباء وحرباء قيل كسائي وعلبائي ، والقلب جائز ، كقولك كساوي. وإن لم ينصرف فالقلب كحمراوي وخنفساوي ومعيوراوي وزكرياوي.

وتقول في سقاية وعظاية سقائي وعظائي ، وفي شقاوة شقاوي ، وفي راية راييّ وراوي ، وكذلك في آية وثاية ونحوهما.

النسبة إلى ما هو على حرفين :

وما كان على حرفين فعلى ثلاثة أضرب : ما يردّ ساقطه ، وما لا يرد ،

__________________

ولا نقد عطف على دراهم (والشاهد فيه) انه قال في النسبة إلى الحانة حانوي والوجه ان يقال حاني (والمعنى) إذا لم تكن لنا دراهم عند بائع الخمر ولا نقد فمن أين لنا أن نشرب الخمر من عنده.

٢٦٢

وما يسوغ فيه الأمران. فالأول نحو أبوي وأخوي وضعوي ومنه ستهيّ في أست. والثاني نحو عديّ وزني وكذا الباب إلا ما اعتل لامه نحو شية فإنك تقول فيه وشوي ، وقال أبو الحسن وشييّ على الأصل ، وعن ناس من العرب عدوي ومنه سهيّ في سه. والثالث نحو غدي وغدويّ ودمي ودموي ويدي ويدوي وحري وحرحي ، وأبو الحسن يسكن ما أصله السكون ، فيقول وغدويّ ويدي ومنه ابني وبنوي واسمي وسموي ، بتحريك الميم وقياس قول الأخفش إسكانها.

وتقول في بنت وأخت بنويّ وأخوي عند الخليل وسيبويه ، وعند يونس بنتي وأختي. وتقول في كلتا كلتيّ وكلتوي على المذهبين.

النسبة إلى الاسماء المركبة :

وينسب إلى الصدر من المركبة فتقول معدي وحضري وخمسي في خمسة عشر اسما ، وكذلك إثنيّ أو ثنوي في إثنيّ عشر إسما ، ولا ينسب إليه وهو عدد ، ومنه نحو تأبط شرا وبرق نحره تقول تأبّطي وبرقي.

النسبة إلى المضاف :

والمضاف على ضربين مضاف إلى اسم معروف يتناول مسمى على حياله كابن الزبير وابن كراع ومنه الكنى كأبي مسلم وأبي بكر ، ومضاف إلى ما لا ينفصل في المعنى عن الأول كامرىء القيس وعبد القيس. فالنسب إلى الضرب الأول زبيري وكراعي ومسلمي وبكري. وإلى الثاني عبدي ومرئي قال ذو الرمة :

ويذهب بينها المرئي لغوا (١)

__________________

(١) تمامه. (كما الغيت في الدية الحوارا) وقد نسبه هنا لذي الرمة. قال السكاكي في مفتاح العلوم مر جرير بذي الرمة فأنشده ذو الرمة قصيدته التي يقول في مطلعها :

نبت عيناك عن طلل بحزوى

عفته الريح وامتنح القطارا

٢٦٣

وقد يصاغ منهما اسم فينسب إليه كعبدري وعبقسي وعبشمي.

النسبة إلى الجمع :

وإذا نسب إلى الجمع ردّ إلى الواحد كقولك مسمعي ومهلّبي وفرضي وصحفي. وأما الأنصاري والأنباري والأعرابي فلجريها مجرى القبائل كأنماري وضبابيّ وكلابي ، ومنه المعافري والمدائني.

النسبة غير القياسية :

ومن المعدولة عن القياس قولهم بدوي وبصري وعلوي وطائي وسهلي ودهري وأموي وثقفي وبحراني وصنعاني وقرشي وهذلي قال :

هذيليّة تدعو إذا هي فاخرت

أبا هذليا من غطارفة نجد (١)

__________________

واستزاده فيها فزاده فيها ثلاثة أبيات وهي :

يعد الناسبون إلى تميم

بيوت المجد أربعة كبارا

يعدون الرباب وآل بكر

وعمرا ثم حنظلة الخيارا

ويذهب بينها المرئي لغوا

كما الغيت في الدية الحوارا

ثم ان الفرزدق مر بذي الرمة فانشده هذه القصيدة. فلما أتى على هذه الأبيات الثلاثة قال له الفرزدق أعد فأعادها عليه ، فقال له الفرزدق والله لقد لاكها من هو أشد لحيين منك.

اللغة مرئي نسبة إلى امرىء القيس. واللغو الذي لا فائدة فيه. والحوار ولد الناقة.

الاعراب يذهب فعل مضارع. والمرئي فاعله. ولغوا مصدر في محل الحال. وقوله كما الكاف للتشبيه وما مصدرية. وألغيت فعل وفاعل. والحوار مفعوله. وألفه للاطلاق.

(والشاهد فيه) انه نسب إلى الجزء الأول من المركب الاضافي فقال مرئي في النسبة إلى امرىء القيس (والمعنى) أن بيوت المجد إذا عدت لم يكن بيت امرىء القيس في جملتها وانما يقع إذا ذكر معها لغوا لا يعتد به كما لا يعتد بالحوار إذا كان في الديّة لأنه لا يقبل فيها الا الكبار.

(١) لم أقف له على قائل.

اللغة الغطارفة السادة واحدها غطريف. ونجد مخفف نجد بضم الجيم وهو جمع نجيد

٢٦٤

وفقمي وملحمي وزباني وعبدي وجذمي ، في فقيم كنانة ، ومليح خزاعة ، وزبينة وبني عبيدة ، وجذيمة. وخراسي وخرسي ونتاج خرفي وجلولي وحروري في جلولاء وحروراء. وبهراني وروحاني في بهاء وروحاء.

وخريبي في خريبة. وسليمي وعميري في سليمة من الأزد وفي عميرة كلب.

وسيلقي لرجل يكون من أهل السليقة.

وقد يبنى على فعّال وفاعل ما فيه معنى النسب من غير الحاق الياءين كقولك بتات وعوّاج وثواب وجمال ولابن وتامر ودارع ونابل. والفرق بينهما أن فعالا لذي صنعة يزاولها ويديمها ، وعليه أسماء المحترفين. وفاعل لمن يلابس الشيء في الجملة. وقال الخليل إنما قالوا عيشة راضية أي ذات رضى ، ورجل طاعم كاس على قياس ذا.

__________________

وهو الشجاع من النجدة وهي الشدة والبأس.

الاعراب هذيلية خبر مبتدأ محذوف أي هي. وتدعو فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى الهذلية. ومفعوله أبا. وجملة إذا هي فاخرت مثل قوله تعالى (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ) في انفصال الضمير. وجواب الشرط محذوف تقديره إذا فاخرت تدعو أبا. ويصح أن يكون جوابها ما تقدم عليها. وهذليا صفة أبا. وكذلك الجار والمجرور صفة له (والشاهد فيه) ان النسبة إلى فعيل فعليّ بحذف الزوائد كما قال أبا هذليا (والمعنى) أن هذه المرأة إذا فاخرت انتسبت إلى أب كريم من قوم عريقين في المجد معروفين بالشجاعة والإقدام.

٢٦٥
٢٦٦

الباب التاسع

الاسم العدد

تعريفهما :

هذه الأسماء أصولها إثنتا عشرة كلمة وهي الواحد والاثنان إلى العشرة ، والمائة إلى الألف ، وما عداها من أسامي العدد فمتشعب منها. وعامتها تشفع بأسماء المعدودات لتدل على الأجناس ومقاديرها كقولك ثلاثة أثواب ، وعشرة دراهم ، وأحد عشر دينارا ، وعشرون رجلا ، ومائة درهم ، وألف ثوب ، ما خلا الواحد والأثنين فإنك لا تقول فيهما واحد رجال ولا إثنا دراهم بل تلفظ بأسم الجنس مفردا وبه مثنى كقولك رجل ورجلان ، فتحصل لك الدلالتان معا بلفظة واحدة. وقد عمل على القياس المرفوض من قال :

ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل (١)

تذكير العدد وتأنيثه دون العشرة :

وقد سلك سبيل قياس التذكير والتأنيث في الواحد والأثنين فقيل واحدة واثنتان أو ثنتان. وخولف عنه في الثلاثة إلى العشرة فألحقت التاء بالمذكر

__________________

(١) تقدم الكلام عليه في شواهد المثنى (والشاهد فيه هنا) أنه قال ثنتا حنظل. وكان حقه أن يقول حنظلتان لأن ذلك وان كان هو القياس الا أنه مهجور.

٢٦٧

وطرحت عن المؤنث ، فقيل ثمانية رجال وثماني نسوة وعشرة رجال وعشر نسوة.

مميز العدد :

والمميز على ضربين : مجرور ومنصوب. فالمجرور على ضربين :

مفرد ومجموع. فالمفرد مميز المائة والألف ، والمجموع مميز الثلاثة إلى العشرة. والمنصوب مميز أحد عشر إلى تسعة وتسعين. ولا يكون إلّا مفردا.

ومما شذ عن ذلك قولهم ثلاثمائة إلى تسعمائة ، اجتزؤوا بلفظ الواحد عن الجمع كقوله :

كلوا في بعض بطنكم تعفوا

فإن زمانكم زمن خميص (١)

وقد رجع إلى القياس من قال :

ثلاث مئين للملوك وفى بها

ردائي وجلّت عن وجوه الأهاتم (٢)

__________________

(١) هو من شواهد الكتاب التي لم يعرف قائلها :

اللغة تعفوا من العفة. وخميص أي جائع. وقوله زمن خميص كقولهم نهاره صائم وليله قائم.

الاعراب كلوا فعل أمر والواو فاعله. وتعفوا مجزوم في جواب الأمر بحذف النون.

وزمانكم اسم إن. وزمن خميص خبرها (والشاهد فيه) وضع البطن موضع البطون لأنه اسم جمع ينوب واحده عن جمعه فأفرد اجتزاء عن الجمع بالواحد (والمعنى) كلوا قليلا تعفوا عن كثرة الأكل وتكتفوا باليسير فان الزمان ذو مخمصة وجدب.

(٢) هو للفرزدق من قصيدة طويلة يفتخر فيها بنفسه وقومه ويذم جريرا وقومه.

اللغة الرداء ما يرتدى به. والأزار ما يؤتزر به. وجلت كشفت. واهاتم قال شارح المناقضات بين جرير والفرزدق يعني بالاهاتم الاهتم بن سنان بن خالد وعليه فليس الأهتم لقبا لسنان بن خالد كما زعم الكثيرون.

الاعراب ثلاث مئين مبتدأ. وللملوك في محل رفع صفة ثلاث. ووفى فعل ماض.

٢٦٨

وقد قالوا ثلاثة أثوابا. وأنشد صاحب الكتاب :

إذا عاش الفتى مأتين عاما

فقد ذهب اللذاذة والفتاء (١)

وقوله عز من قائل : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) على البدل ، وكذلك قوله عز وجل : (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً). قال أبو إسحاق : ولو انتصب سنين على التمييز لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسعمائة سنة.

وحق مميز العشرة فما دونها أن يكون جمع قلة ليطابق عدد القلة ، تقول ثلاثة أفلس ، وخمسة أثواب ، وثمانية أجربة ، وعشرة غلمة. إلّا عند إعواز جمع القلة كقولهم ثلاثة شسوع ، لفقد السماع في أشسع وأشساع. وقد روي عن الأخفش أنه أثبت أشسعا. وقد يستعار جمع الكثرة في موضع جمع القلة كقوله عز وعلا : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ).

__________________

وردائي فاعله. وبها في محل نصب مفعوله. والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. وجلت عطف على وفى. والفاعل ضمير فيه يعود إلى الرداء. وعن وجوه متعلق بجلت (والشاهد فيه) انه قال مئين بلفظ الجمع مع أنها تمييز الثلاث وتمييز المائة واخواتها بالمائة لا يجمع وان كان الجمع هو القياس الا أنه مرفوض عندهم. ثم إن الرواية الصحيحة :

فدا لسيوف من تميم وفى بها. وعليها فلا شاهد (والمعنى) ان رداءه وفى بثلاث ديات وكشف عن وجوه الاهاتم الخزي والعار. وكان قتل في يوم من أيامهم ثلاثة ملوك واتفق الفريقان على أن يدوا كل واحد منهم بمائة بعير فدفع الشاعر رداءه رهنا بالديات الثلاث حتى يؤديها وقبل منه مستحقو الديات هذا الرهن فافتخر بذلك.

(١) هو للربيع بن ضبع الفزاري أحد المعمرين يذكر لبنيه ما ناله من الكبر ويوصيهم بنفسه.

اللغة اللذادة من قولك لذذت الشيء بالكسر لذاذا ولذاذة وجدته لذيذا. ويروى بدله المسرة. والفتاء الشباب.

الاعراب إذا ظرفية شرطية. وعاش فعل ماض. والفتى فاعله. ومائتين مفعوله. وعاما نصب على التمييز. وقوله فقد ذهب اللذاذة جملة فعلية جواب إذا. والفتاء عطف على اللذاذة (والشاهد فيه) انه جعل عاما تمييزا للعدد وكان القياس إضافة العدد إليه وهذا شاذ لا يقاس عليه.

٢٦٩

بناء الأعداد المركبة :

وأحد عشر إلى تسعة عشر مبني ، إلّا اثني عشر ؛ وحكم آخر شطريه حكم نون التثنية ، ولذلك لا يضاف إضافة أخواته فلا يقال هذه اثنا عشرك كما قيل هذه أحد عشرك.

تذكير الأعداد المركبة وتأنيثها :

وتقول في تأنيث هذه المركبات إحدى عشرة ، واثنتا عشرة ، أو ثنتا عشرة ، وثلاث عشرة ، وثماني عشرة ، تثبت علامة التأنيث في أحد الشطرين لتنزلهما منزلة شيء واحد ، وتعرب الثنتين كما أعربت الأثنين وشين العشرة ، يسكنها أهل الحجاز ويكسرها بنو تميم وأكثر العرب على فتح الياء في ثماني عشرة ، ومنهم من يسكنها.

وما لحق بآخره الواو والنون نحو العشرين والثلاثين يستوي فيه المذكر والمؤنث وذلك على سبيل التغليب كقوله :

دعتني أخاها بعد ما كان بيننا

من الأمر ما لا يفعل الأخوان (١)

إعراب الأعداد المعدودة :

والعدد موضوع على الوقف ، تقول واحد اثنان ثلاثة ، لأن المعاني

__________________

(١) أنشده المبرد في الكامل مع بيت آخر قبله ولم يسم قائله. والبيت الذي قبله :

دعتني أخاها أم عمرو ولم أكن

أخاها ولم أرضع لها بلبان.

الاعراب دعتني فعل وفاعل هو ضمير المرأة ومفعوله الياء. وأخاها مفعوله الثاني عداه إلى مفعولين لتضمنه معنى سمتني. وما مصدرية ومن الأمر بيان لما. وكان إما تامة أو ناقصة فعلى الأول فما فاعل وبيننا ظرف لا محل له من الاعراب. وعلى الثاني فالظرف خبرها.

ويفعل الأخوان جملة فعلية صلة الموصول (والشاهد فيه) انه غلب فيه المذكر على المؤنث فقال أخوان ولم يقل أختان (والمعنى) يقول دعتني هذه المرأة أخاها بعد أن وقع مني ومنها ما لا يقع من الأخوين يريد ما يكون بين المحبين.

٢٧٠

الموجبة للأعراب مفقودة. وكذلك أسماء حروف التهجي وما شاكل ، ذلك إذا عدّدت تعديدا. فإذا قلت هذا واحد ورأيت ثلاثة فالإعراب كما تقول هذه كاف ، وكتبت جيما.

والهمزة في أحد واحدى منقلبة عن واو. ولا يستعمل أحد وإحدى في الأعداد إلّا في المنيّفة.

تعريف الأعداد وتكبيرها :

وتقول في تعريف الأعداد ثلاثة الأثواب ، وعشرة الغلمة ، وأربع الأدور وعشر الجواري ، والأحد عشر درهما ، والتسعة عشر دينارا ، والأحدى عشرة والاحد والعشرون ومائة الدرهم ، ومائتا الدينار ، وثلاثمائة الدارهم ، وألف الرجل ؛ وروى الكسائي الخمسة الأثواب. وعن أبي يزيد أن قوما من العرب يقولونه غير فصحاء.

وتقول الأول والثاني والثالث ، والأولى والثانية والثالثة إلى العاشر والعاشرة والحادي عشر والثاني عشر ، بفتح الياء وسكونها ، والحادية عشرة والثانية عشرة والحادي قلب الواحد والثالث عشر إلى التاسع عشر ، تبني الأسمين على الفتح كما بنيتهما في أحد عشر.

وإذا أضفت إسم الفاعل المشتق من العدد لم يخل من أن تضيفه إلى ما هو منه كقوله تعالى : (ثانِيَ اثْنَيْنِ) وثالث ثلاثة ، أو إلى ما هو دونه كقوله عز وجل : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ،) وقوله سادسهم وثامنهم ، فهو في الأول بمعنى واحد من الجماعة المضاف هو إليها ، وفي الثاني بمعنى جاعلها على العدد الذي هو منه. وهو من قولهم ربعتهم وخمستهم. فإذا جاوزت العشرة لم يكن إلّا الوجه الأول ، تقول هو حادي إحدى عشر ، وثاني إثني عشر ، وثالث ثلاثة عشر إلى تاسع تسعة عشر. ومنهم من يقول حادي عشر أحد عشر وثالث عشر ثلاثة عشر.

٢٧١
٢٧٢

الباب العاشر

الاسم المقصور والممدود

تعريفهما والفرق بينهما :

المقصود ما في آخره ألف نحو العصا والرحا. والممدود ما في آخره همزة قبلها ألف كالرداء والكساء. وكلاهما منه ما طريق معرفته القياس ، ومنه ما لا يعرف إلّا بالسماع. فالقياسي طريق معرفته أن ينظر إلى نظيره من الصحيح : فإن انفتح ما قبل آخره فهو مقصور ، وإن وقعت قبل آخره ألف فهو ممدود.

فأسماء المفاعيل مما اعتل آخره من الثلاثي المزيد فيه ، والرباعي نحو معطى ومشترى ومستلقى مقصورات ، لكون نظائرهن مفتوحات ما قبل الأواخر كمخرج ومشترك ومدحرج ، ومن ذلك نحو مغزى وملهى كقولك مخرج ومدخل ، ونحو العشى والصدى وطوى ، لأن نظائرها الحول والفرق والعطش ، والغراء في مصدر غري فهو غر شاذ ، هكذا أثبته سيبويه ، وعن الفراء مثله ، والأصمعي يقصره. ومن ذلكم جمع فعلة وفعلة نحو عري وجزي في عروة وجزية.

والأعطاء والرماء والاشتراء والاحبنطاء وما شاكلهن من المصادر ممدودات لوقوع الألف قبل الأواخر في نظائرهن الصحاح كقولك الأكرام

٢٧٣

والطلاب والإفتتاح والإحرنجام ، وكذلك العواء والثغاء والدّعاء والرّغاء وما كان صوتا كقولك النّباح والصّراخ والصّياح. وقال الخليل مدّوا البكاء على ذا ، والذين قصروه جعلوه كالحزن والعلاج كالصوت نحو النّزاء ونظيره القماص. ومن ذلك ما جمع على أفعالة نحو قباء وأقبية وكساء وأكسية ، كقولك قذال وأقذلة وحمار وأحمرة وقوله :

في ليلة من جمادى ذات أندية (١)

في الشذوذ كأنجدة في جمع نجد

وأما السماعي فنحو الرجى والرحا والخفاء والاباء وما أشبه ذلك مما ليس فيه إلى القياس سبيل.

الاسماء المتصلة بالأفعال :

هي ثمانية أسماء : المصدر. اسم الفاعل ، اسم المفعول ، الصفة المشبهة ، اسم التفضيل ، وأسماء الزمان ، والمكان ، اسم الآلة.

__________________

(١) البيت لمرة بن محكان التميمي من شعراء الحماسة. وتمامه «لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا».

اللغة الاندية جمع ندى وهو ما يسقط في الليل. وجمادى شهر معروف. والطنب جمع طنب وهي الحبال التي تشد بها البيوت التي من الشعر.

الاعراب في ليلة متعلق بما في البيت قبله. ومن جمادى متعلق بمحذوف صفة ليلة. وذات أندية صفة ليلة أيضا. والكلب فاعل يبصر. والطنبا مفعوله (والشاهد فيه) انه جمع ندى على أندية وهو خلاف القياس (والمعنى) ان هذا الممدوح يقري الضيوف في ليلة مظلمة شديدة البرد وهذا من تمام الكرم.

٢٧٤

الباب الحادي عشر

المصدر

أهم أبنيته في الثلاثي المجرد :

أبنيته في الثلاثي المجرد كثيرة مختلفة يرتقي ما ذكره سيبويه منها إلى اثنين وثلاثين بناء. وهي فعل ، فعل ، فعل ، فعلة ، فعلة ، فعلة فعلى فعلى ، فعلي ، فعلان ، فعلان ، فعلان ، فعلان ، فعل فعل ، فعل فعل ، فعلة ، فعلة ، فعال ، فعال ، فعال ، فعالة ، فعالة ، فعول ، فعول ، فعيل ، فعولة ، مفعل ، مفعل ، ومفعلة ، ومفعلة ؛ وذلك نحو : قتل وفسق وشغل ورحمة ونشدة وكدرة ودعوى وذكرى وبشرى وليان وحرمان وغفران ونزوان وطلب وخنق وصغر وهدى وغلبة وسرقة وذهاب وصراف وسؤال وزهادة ودراية ودخول وقبول ووجيف وصهوبة ومدخل ومرجع ومسعاة ومحمدة.

أبنيته في الثلاثي المزيد والرباعي :

وتجري في أكثر الثلاثي المزيد فيه والرباعي على سنن واحد. وذلك قولك في أفعل أفعال ، وفي افتعل افتعال ، وفي انفعل انفعال ، وفي استفعل استفعال ، وفي افعلّ وافعالّ إفعلال وافعيلال ، وفي افعوّل افعوّال ، وفي افعوعل افعيعال ، وفي افعنلل افعنلال ، وفي تفاعل تفاعل ، وفي إفعلل افعلال. وقالوا في فعّل تفعيل وتفعلة ، وعن ناس من العرب فعّال. وقالوا

٢٧٥

كلمته كلّاما ، وفي التنزيل : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً). وفي فاعل مفاعلة وفعال ، ومن قال كلّام قال قيتال. وقال سيبويه في فعّال كأنهم حذفوا الياء التي جاء بها أولئك في قيتال ونحوها. وقد قالوا ماريته مرّاء وقاتلته قتّالا.

وفي تفعّل تفعّل وتفعال فيمن قال كلّام. قالوا تحملته تحمّالا. وقال :

ثلاثة أحباب فحبّ علاقة

وحب تملّاق وحب هو القتل (١)

وفي فعلل فعللة وفعلال. قال رؤبة :

أيما سرهاف (٢)

__________________

(١) قال ابن يعيش أنشده ثعلب في أماليه عن الاعرابي :

اللغة العلاقة بالفتح تستعمل في المعاني كعلاقة الحب وبالكسر في الأعيان. والتملاق التملق وهو المبالغة في إظهار المحبة والتكلف لها.

الاعراب ثلاثة أحباب خبر مبتدأ محذوف أي الحب ثلاثة أحباب. وقوله فحب علاقة يروى بالاضافة وتركها. وعلى الأول فحب خبر مبتدأ محذوف أي فحب هو حب علاقة. وعلى الثاني فحب مبتدأ وعلاقة خبره. وكذلك قوله وحب تملاق (والشاهد فيه) مجيء تملاق على تملق مطاوع ملق (والمعنى) الحب ثلاثة أنواع. حب له أثر في القلب ، وحب لا أثر له وهو حب التملق والتودد ، وحب يقتل صاحبه وهو العشق.

(٢) أنشده لرؤبة وقال ابن يعيش هو للعجاج وقبله :

والنسر قد يركض وهو هاف

بدل بعد ريشه الغداف

قنازعا من زغب خواف

سر هفته ما شئت من سرهاف

اللغة القنازع جمع قنزعة وهي الشعر حول الرأس. والزغب الشعرات الصغار على ريش الفرخ. والخوافي ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح. وسرهف الصبي أحسن غذاءه.

الاعراب قنازعا مفعول بدل في البيت قبله. ومن زغب في محل نصب صفة قنازعا. وسر هفته فعل وفاعل ومفعول. وقوله ما شئت من سرهاف معمول سر هفته بحذف حرف الجر أي سر هفته بما شئت أو معمول لفعل محذوف أي وأنلته ما شئت. (والشاهد فيه) مجيء المصدر على زنة فعلال.

٢٧٦

وقالوا في المضاعف قلقال وزلزال بالكسر والفتح ، وفي تفعلل تفعلل. مصادر على وزن اسمي الفاعل والمفعول :

وقد يرد المصدر على وزن اسمي الفاعل والمفعول ، كقولك قمت قائما ، وقوله :

ولا خارجا من فيّ زور كلام (١)

وقوله :

كفى بالنأي من أسماء كاف (٢)

ومنه الفاضلة والعافية والكافية والدالة والميسور والمعسور والمرفوع والموضوع والمعقول والمجلود والمفتون في قوله تعالى : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ). ومنه المكروهة والمصدوقة والمأوية. ولم يثبت سيبويه الوارد على وزن مفعول والمصبح والممسي والمجرّب والمقاتل والمتحامل والمدحرج. قال :

الحمد لله ممسانا ومصبحنا

بالخير صبّحنا ربي ومسّانا (٣)

__________________

(١) تقدم الكلام عليه (والشاهد فيه هنا) مجيء المصدر على وزن فاعل.

(٢) هو لبشر بن أبي خازم وتمامه وليس لحبها ان طال شافي.

اللغة النأي البعد وأسماء إسم المحبوبة وشاف أي شفاء أو مداو.

الاعراب كفى فعل وفاعله مدخول الباء ومثله «وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً» ومن أسماء يتعلق بمحذوف صفة الفاعل. وكاف نصب على المصدر وتسكين يائه ضرورة وليس فعل ناقص. وشاف اسمها. ولحبها خبرها. (والشاهد فيه) نصب كاف على المصدر وان كان لفظه لفظ اسم الفاعل (والمعنى) انه سلا عنها بعد ما بانت عنه وكفاه نأيها غواتل حبها وانه كان يخشى إن تمادى به الحب أن لا يجد الشفاء من حبها.

(٣) البيت لأمية بن أبي الصلت.

اللغة الممسى الإمساء. والمصبح الإصباح.

الاعراب الحمد لله مبتدأ وخبر وممسانا نصب على الظرفية أي وقت امسائنا

٢٧٧

وقال : وعلم بيان المرء عند المجرّب (١)

وقال : فإن المندّى رحلة فركوب (٢)

وقال : إنّ الموقى مثلما وقّيت (٣)

__________________

وكذلك مصبحنا. وصبحنا فعل ومفعول. وربي فاعله. ومسانا عطف على صبحنا وبالخير متعلق بصبحنا. (والشاهد فيه) استعمال ممسى ومصبح بمعنى الإمساء الإصباح والمراد وقتهما.

(١) صدره. وقد ذقتمونا مرة بعد مرة. وهو لرجل من بني مازن وكانوا قد عدوا على قوم من بني عجل فقتلوهم فعدا بنو عجل على جار لبني مازن فقتلوه فقال شاعرهم ذلك.

اللغة ذقتمونا جربتمونا فكنى عنه بالذوق. والمجرب التجربة والاختبار.

الاعراب ذقتمونا فعل وفاعل ومفعول. ومرة نصب على الظرفية. وعلم مبتدأ. وبيان جر بالاضافة إليه. وعند المجرب خبر المبتدأ. (والشاهد فيه) وضع المجرب موضع التجربة (والمعنى) انكم قد جربتمونا وعرفتم شدة بأسنا والأشياء يعرف حالها بالاختبار فما كان ينبغي لكم أن تقدموا على هتك حرمة جوارنا وتعرضوا أنفسكم لبلاء انتقامنا.

(٢) هو لعلقمة بن عبدة وصدره. ترادى على دمن الحياض فان تعف.

اللغة ترادى تعرض والضمير فيه للناقة. ودمن الحياض موضع. والمندى التندية وهي أن تورد الإبل على الماء فتشرب قليلا ثم ترد إلى المرعى ثم ترد إلى الماء. والرحلة الارتحال.

الاعراب ترادى مضارع مجهول معموله مستتر وهو ضمير الناقة. وعلى ماء الحياض يتعلق بنرادى. وتعف فعل الشرط مجزوم وفاعله ضمير الناقة. وقوله فان الفاء للجزاء وان حرف توكيد ونصب. والمندى اسمها. ورحلة خبرها. وركوب عطف عليه (والشاهد فيه) أنه استعمل المندى بمعنى التندية وهذا على ان رحلة وركوبا مصدران أما على انهما موضعان كما فسرا بذلك فالمندى على حاله ولا شاهد في البيت (والمعنى) على الطريقة الأولى ان هذه الناقة تعرض على عشب ذلك الموضع أو مائه فان عافت الرعي أو الشرب فان تنديتها ان ترحل وتركب. وعلى الطريقة الثانية فان عافت فمكان تنديتها ذانك الموضعان.

(٣) هو لرؤبة بن العجاج وكان قد وقع في أيدي الحرورية وقبله :

يا رب ان أخطأت أو نسيت

فأنت لا تنسى ولا تموت

الاعراب إن حرف توكيد ونصب. والموقى اسمها. ومثل خبرها. وما مصدرية هي وما بعدها في تأويل مصدر مجرور باضافة مثل اليه (والشاهد فيه) استعمال الموقى بمعنى

٢٧٨

وقال : أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا (١)

وما فيه متحامل وقال : كأن صوت الصنج في مصلصله (٢)

مصادر على وزن تفعال :

والتفعال كالتهدار والتلعاب والترداد والتجوال والتقتال والتسيار ، بمعنى الهدر واللعب والردّ والجولان والقتل والسير ، مما بني لتكثير الفعل والمبالغة فيه.

مصادر على وزن فعيلي :

والفعيلي كذلك ، تقول كان بينهم رمّيّا وهي الترامي الكثير ، والحجّيزي والحثّيثي كثيرة الحجز والحث ، والدليلي كثرة العلم بالدلالة والرسوخ فيها ، القتّيتي كثرة النميمة.

__________________

التوقية (والمعنى) إن التوقية مثل توقيني.

(١) هذا المصراع وقع صدرا لبيتين أحدهما لمالك بن أبي كعب وتمامة. وانجو إذا حم ألجبان من الكرب. والثاني لزيد الخيل وتمامة. وانجو إذا لم ينج إلا المكيس.

اللغة مقاتلا أي قدرة على القتال. وحم أي هلك وأحيط به. والكرب الغم. والكيس العاقل البصير.

الاعراب أقاتل فعل مضارع فاعله ضمير المتكلم. وحتى للغاية. ولا نافية. وأرى فعل وفاعل هو ضمير المتكلم. ولي في محل نصب مفعوله الأول. ومقاتلا مفعوله الثاني.

وانجو عطف على أقاتل. (والشاهد فيه) استعمال مقاتل بمعنى القتال (والمعنى) أقاتل حتى لا يبقى لي قدرة على القتال وأفر عند الغلبة حيث يهلك الجبان الذي لا طاقة له على القتال أو أفر إذا ضاق الأمر ولم يهتد إلى الفرار إلا عقلاء الرجال.

(٢) لم أقف له على قائل ولا رأيت له سابقا ولا لاحقا.

اللغة الصنج ما يتخذ من نحاس فيضرب أحدهما بالآخر. والمصلصل الصلصلة وهي صوت اللجام.

الاعراب ظاهر والشاهد فيه استعمال مصلصل بمعني الصلصلة (والمعني) كأن صوت لجامه الصنوج يضرب بعضها على بعض.

٢٧٩

اسم المرة :

وبناء المرّة من المجرّد على فعلة تقول قمت قومة وشربت شربة. وقد جاء على المصدر المستعمل في قولهم أتيته إتيانة ، ولقيته لقاءة. وهو مما عداه على المصدر المستعمل كالإعطاءة. والانطلاقة والابتسامة والترويحة والتقلبة والتغافلة. وأما ما في آخره تاء فلا يتجاوز به المستعمل بعينه تقول قاتلته مقاتلة واحدة ، وكذلك الاستعانة والدحرجة.

اسم النوع :

وتقول في الضرب من الفعل هو حسن الطّعمة والرّكبة والجلسة والقعدة ، وقتلته قتلة سوء ، وبئست الميتة ، والعذرة والضرب من الاعتذار.

المصادر مما اعتلت عينه أو لامه :

وقالوا فيما اعتلت عينه من أفعل واعتلت لامه من فعل اجازة واطاقة وتعزية وتسلية ، معوضين التاء من العين واللام الساقطتين. ويجوز ترك التعويض في أفعل دون فعل قال الله تعالى : (وَأَقامَ الصَّلاةَ) وتقول أريته إراء ، ولا تقول تسليا ولا تعزيا. وقد جاء التفعيل فيه في الشعر ، قال :

فهي تنزّي دلوها تنزيّا

كما تنزي شهلة صبيّا (١)

__________________

(١) لم أر من سمى له قائلا.

اللغة تنزي ترفع وتنزيا تنزية. والشهلة المرأة النصف المتوسطة في السن ولا يقال ذلك للرجل.

الاعراب باتت فعل ماض فاعله ضمير المرأة السابقة. وتنزي فعل مضارع فاعله ضميرها أيضا. ودلوها مفعوله. وتنزيا مفعول مطلق. وقوله كما الكاف للتشبيه وما مصدرية. وتنزي فعل. وشهلة فاعله. وصبيا مفعوله. وما المصدرية. وما بعدها مجرور بالكاف (والشاهد فيه) انه قال تنزيا وكان اللازم أن يقول تنزية الا أنه لما اضطر رجع إلى الأصل المرفوض (والمعنى) ان هذه المرأة تنزع الدلو من البئر إلى فوق بقوة كما تلقي الشهلة الصبي إلى الهواء ترقصه.

٢٨٠