المفصل في صنعة الإعراب

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري

المفصل في صنعة الإعراب

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

بغرة نجم هاج ليلا فانكدر (١)

وشذرا ومذرا من التشذر وهو التفرق والتبذير ، والميم في مذر بدل من الباء. خذعا ومذعا أي منقطعين منتشرين من الخذع وهو القطع. ومن قولهم فلان مذّاع ، أي كذاب يفشي الأسرار وينشرها. وحيثا وبيثا من قولهم فلان يستحيث ويستبيث ، أي يستبحت ويستثير.

خاز باز :

وفي خاز باز سبع لغات ، وله خمسة معان. فاللغات خاز باز ، وخاز باز وخاز باز ، وخاز باز ، وخاز باء ، كقاصعاء وخز باز كقرطاس.

والمعاني ضرب من العشب قال :

والخاز باز السنم المجودا (٢)

__________________

(١) لم أر من ذكر له سابقا ولا لاحقا.

اللغة بغرة من بغر النجم أي سقط وهاج بالمطر أو من البغر وهو داء يأخذ الإبل فلا تروى وربما ماتت به.

الاعراب بغرة نصب على المصدرية. ونجم جر بالاضافة إليه. وهاج فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى النجم. وليلا نصب على الظرفية. والجملة في محل جر صفة نجم وانكدر فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى الليل (والشاهد فيه) أن قولهم شغر بغر مأخوذ من بغر النجم إذا هاج والبيت دليل عليه.

(٢) لم يسم قائله وتمامه. بحيث يدعو عامر مسعودا.

اللغة الخاز باز نبتان أحدهما الدرماء والأخرى الكحلاء. والسنم المرتفع الذي خرجت سنمته وهو ما يعلو رأسه كالسنبل. والمجود المطور الذي جاده الغيث. وعامر ومسعود راعيان.

الاعراب الخاز باز عطف على الصل في البيت قبله وهو :

أرعيتها أكرم عود عودا

الصلّ والصفلّ واليعضيدا

والسنم والمجود صفتان له. وبحيث متعلق بأرعيتها ويدعو عامر مسعودا جملة فعلية صفة الظرف. والرابط محذوف أي يدعو فيه. والشاهد والمعنى ظاهران.

٢٢١

وذباب يكون في العشب قال :

وجنّ الخاز باز به جنونا (١)

وصوت الذباب وداء في اللهازم قال :

يا خاز باز أرسل اللهازما (٢)

__________________

(١) هو لعمرو بن أحمر وصدره. تفقأ فوقه القلع السواري.

اللغة تفقأت السحابة عن مائها تشققت وتبعجت. والقلع قطع من السحاب كأنها الجبال واحدها قلعة بالتحريك. والسواري جمع سارية وهي السحابة تنشأ ليلا. والخاز باز صوت الذباب سمي الذباب نفسه به. والهاء في فوقه وبه عائدة إلى هجل في البيت قبله.

وهو :

بهجل من قسا ذفر الخزامى

تهادى الجربياء به الحنينا

والجهل المطمئن من الأرض والجربياء الشمال.

الاعراب تفقأ فعل ماض. وفوق ظرف. والقلع فاعل. والسواري صفته. وجن فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله. والخازباز نائب الفاعل. وجنونا مصدر (ومحل الشاهد فيه) ظاهر (والمعنى) يصف هذا الوادي بالخصب يقول إن أغزر السحاب مطرا قد سقاه وجن هذا الذباب لكثرة ما فيه من العشب.

(٢) لم يسم قائله وتمامه. إني أخاف أن تكون لازما.

اللغة الخازباز قرحة تأخذ في الحلق ومنهم من خص هذا الداء بالإبل. واللهازم جمع لهزمه وهي لحمة في أصل الحنك.

الاعراب يا حرف نداء وخازباز منادى مبني على الكسر ومحله الضم. وأرسل فعل أمر فاعله ضمير المخاطب. واللهازما مفعوله. وتكون منصوب بأن وضمير المخاطب اسمها.

ولازما خبرها. والجملة مؤولة بالمصدر مفعول أخاف وجملة أخاف خبر إن. (والشاهد فيه) (والمعنى) ظاهران.

٢٢٢

بادي بدي :

افعل هذا بادي بدي وبادي بدا أصله بادىء بدء وبادي بداء فخفف بطرح الهمزة والإسكان. وانتصابه على الحال. ومعناه مبتدئا به قبل كل شيء. وقد يستعمل مهموزا في حديث زيد بن ثابت أما باديء بدء فإني أحمد الله.

أيدي :

ويقال ذهبوا أيدي سبا وأيادي سبا أي مثل أيدي سبأ بن يشحب في تفرّقهم وتبدّدهم في البلاد حين أرسل عليهم سيل العرم. والأيدي كناية عن الأبناء والأسرة ، لأنهم في التقوّي والبطش بهم بمنزلة الأيدي.

معد يكرب :

في معد يكرب لغتان : إحداهما التركيب ومنع الصرف ، والثانية الإضافة. فإذا أضيف جاز في المضاف إليه الصرف وتركه ، تقول : هذا معد يكرب ومعد يكرب ومعد يكرب. وكذلك قالي قلا وحضرموت وبعلبك ونظائرها.

٢٢٣

الفصل السابع : الكنايات

ألفاظها :

وهي كم وكذا وكيت وذيت. فكم وكذا كنايتان عن العدد على سبيل الإبهام وكيت وذيت كنايتان عن الحديث والخبر. كما كني بفلان وهن عن الأعلام والأجناس : تقول كم مالك؟ وكم رجل عندي؟ وله كذا وكذا درهما ، وكان من القصة كيت وكيت ، وذيت وذيت.

كم :

وكم على وجهين : استفهامية وخبرية. فالإستفهامية تنصب مميزها مفردا كمميز أحد عشر. تقول كم رجلا عندك؟ كما تقول أحد عشر رجلا.

والخبرية تجرّه مفردا أو مجموعا كمميز الثلاثة والمائة ، تقول كم رجل عندي وكم رجال ، كما تقول ثلاثة أثواب ومائة ثوب.

إعراب كم :

وتقع في وجهيها مبتدأة ، ومفعولة ، ومضافا إليها. تقول كم درهما عندك وكم غلام لك ، على تقدير أيّ عدد من الدراهم حاصل عندك ، وكثير من الغلمان كائن لك ، وتقول كم منهم شاهد على فلان ، وكم غلاما لك ذاهب ، تجعل لك صفة للغلام ، وذاهبا خبرا لكم. وتقول في المفعولية :

٢٢٤

كم رجلا رأيت ، وكم غلام ملكت ، وبكم رجل مررت ، وعلى كم جذعا بني بيتك. وفي الإضافة : رزق كم رجلا وكم رجل أطلقت ، وأنفس كم رجل أنقذت ، وبكم رجل مررت.

حذف مميز كم :

وقد يحذف المميز فيقال كم مالك؟ أي كم درهما أو دينارا مالك ، وكم غلمانك؟ أي كم نفسا غلمانك ، وكم درهمك؟ أي كم دانقا درهمك ، وكم عبد الله ماكث؟ أي كم يوما أو شهرا ، وكذلك كم سرت؟ وكم جاءك فلان؟ أي كم فرسخا وكم مرّة أو كم فرسخ وكم مرة.

إفراد كم ومميزها :

ومميز الإستفهامية مفرد لا غير. وقولهم كم لك غلمانا؟ المميز فيه محذوف ، والغلمان منصوبة على الحال بما في الظرف من معنى الفعل ، والمعنى كم نفسا لك غلمانا.

فصل كم الخبرية عن مميزها :

وإذا فصل بين الخبرية ومميزها نصب ، كقولك في الدار رجلا قال القطامي :

كم نالني منهم فضلا على عدم (١)

__________________

(١) تمامه. أن لا أكاد من الإقتار أحتمل.

اللغة نالني أصابني. والعدم الفقر والاقتار سوء الحال. واحتمل من التحمل وهو الرحيل. ويروى اجتمل. والمعنى أجمع العظام وأخرج ودكها واتعلل به مأخوذ من الجميل وهو الودك ومن رواه كذلك قال إذ لا أزال.

الاعراب كم خبرية. وفضلا مميزها. ونالني فعل ومفعول وفاعله ضمير يعود إلى كم.

والجملة خبركم. وإذ ظرف. ولا نافية. وأكاد فعل ناقص واسمها ضمير المتكلم. واحتمل جملة فعلية خبرها. ومن الاقتار متعلق بأكاد. (والشاهد فيه) أنه لما فصل بين كم ومميزها نصب المميز (والمعنى) أنه في حال فقره وعدم وجود راحلة عنده يرتحل عليها لطلب الرزق كانوا كثيرا ما يبرونه ويتفضلون عليه.

٢٢٥

وقال :

تؤم سنانا وكم دونه

من الأرض محدودبا غارها (١)

وقد جاء الجرّ في الشعر مع الفصل قال :

كم في بني سعد بن بكر سيد

ضخم الدّسيعة ـ ماجد نفّاع (٢)

الضمير الراجع إلى المميز :

ويرجع الضمير إليه على اللفظ والمعنى ، تقول كم رجل رأيته ورأيتهم ، وكم امرأة لقيتها ولقيتهن ، وقال تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي

__________________

(١) قيل انه لزهير بن أبي سلمى وقيل انه لابنه كعب وليس هو في ديوان شعرهما والله أعلم.

اللغة سنان اسم الممدوح وهو سنان بن أبي حارثة المرّي والد هرم ممحدوح زهير. ومحدودبا من الحدب وهو ما ارتفع من الأرض. وغارها أي غائرها فحذف عين الفعل كما حذف في قولهم شاك وأصله شائك والغائر من الأرض المطمئن.

الاعراب تؤم فعل مضارع وفاعله ضمير يعود إلى الناقة. وسنانا مفعوله. وقوله وكم الواو للحال. وكم خبرية. ودونه نصب على الظرفية. ومن الأرض يتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من غارها. والعامل فيه محذوف. ومحدودبا مميزكم. وغارها مرفوع به (والشاهد فيه) الفصل بين كم ومميزها بالظرف والجار والمجرور (والمعنى) ان هذه الناقة تؤم سنانا لتنال من نواله ودونه من مطمئن الأرض ما يتعذر قطعه والخلوص منه إليه يريد انه كلف نفسه وناقته فوق قدرتيهما في الوصول إليه.

(٢) استشهد به سيبويه في كتابه ولم يذكر قائله. وأغفله شراحه. وزعم العيني أنه للفرزدق. وكذلك ذكر ابن يعيش.

اللغة الدسيعة العطية وهي من دسع البعير بجرته إذا دفع بها ويقال هي الجفنة.

الاعراب كم مبني على السكون في محل رفع مبتدأو في بني سعد بن بكر خبره. وسيد مجرور بكم ضرورة. وزعم بعض شراح أبيات هذا الكتاب أن قوله في بني سعد بن بكر حال من سيد وكان في الأصل صفة له فلما قدم عليه صار حالا منه. وهو غلط وإلا فأين خبر المبتدأ. وضخم الدسيعة ماجد نفاع صفة سيد (والشاهد فيه) جر سيد بكم مع الفصل بينها وبينه بالظرف المستقر وهو جائز عند يونس ضرورة عند غيره (والمعنى) ان الاشراف والسادات في هذه القبيلة كثيرون.

٢٢٦

السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً).

وتقول كم غيره لك ، وكم مثله لك ، وكم خيرا منه لك ، وكم غيره مثله لك ، تجعل مثله لغيره فتنصبه نصبه.

وقد ينشد بيت الفرزدق :

كم عمة لك يا جرير وخالة

فدعاء قد حلبت عليّ عشاري (١)

على ثلاثة أوجه : النصب على الإستفهامية ، والجرّ على الخبر ، والرفع على معنى كم مرّة حلبت علي عماتك.

سبق كم الخبرية بمن :

والخبرية مضافة إلى مميزها عاملة فيه عمل كل مضاف في المضاف إليه ، فإذا وقعت بعدها من وذلك كثير من استعمالهم منه قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ ، وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ). كانت منوّنة في التقدير كقولك كثير من

__________________

(١) هو له من أبيات يهجو بها جريرا أولها :

يا ابن المراغة إنما جاريتني

بمسبقين لدى الفعال قصار

اللغة العمة أخت الأب. والخالة أخت الأم. وفدعاء فعلاء من الفدع وهو ميل في أصل القدم عند الكعب بينها وبين الساق وهو في الكف أيضا ميل بينها وبين الذراع عند الرسغ. وعشار جمع عشراء وهي الناقة التي دخلت في الشهر العاشر من حملها.

الاعراب كم إما خبرية أو استفهامية. ويجوز في عمة مع خالة المعطوفة عليها الحركات الثلاث. الجر على ان كم خبرية وعمة مميزها. والنصب على أنها مميزكم الاستفهامية والاستفهام على سبيل الاستهزاء والتهكم. والرفع على أن تكون عمة مبتدأ وصفت بقوله لك. وسوغ الابتداء به مع كونه نكرة وصفه بقوله لك والخبر قوله قد حلبت ومميزكم على هذا الوجه محذوف.

وهذا المميز إن قدر مجرورا فكم خبرية تقديره كم مرة. وإن قدر منصوبا فكم استفهامية. وكم على التقديرين في محل النصب بالظرف والعامل فيه قوله قد حلبت. وأما على الوجهين الأولين فتكون كم في محل الرفع بالابتداء. وقد حلبت خبره. وفدعاء صفة عمة وخالة. وإنما لم يقل فدعاوين لأنه حذف صفة أحدهما والتقدير كم عمة لك فدعاء وخالة فدعاء. وعشاري مفعول حلبت. (والشاهد فيه) ظاهر (والمعنى) كم مرة أو كم حلبة أو كثير من عماتك وخالاتك حلبن عشاري على كره مني يريد أنهن كن يطرحن أنفسهن لخدمته وكان ينفر من خدمتهن استقذارا لهن.

٢٢٧

القرى ومن الملائكة. وهي عند بعضهم منوّنة أبدا والمجرور بعدها بإضمار من.

كأين :

وفي معنى كم الخبرية كأيّن. وهي مركبة من كاف التشبيه وأيّ. والأكثر أن تستعمل مع من قال الله عز وجل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ). وفيها خمس لغات كأيّن ، وكاء بوزن كاع ، وكيء بوزن كيع ، وكأي بوزن كعي ، وكإ بوزن كع.

كيت وذيت :

وكيت وذيت مخففتان من كيّة وذيّة. وكثير من العرب يستعملونهما على الأصل ولا تستعملان إلا مكرّرتين. وقد جاء فيهما الفتح والكسر والضم والوقف عليهما ، كالوقف على بنت وأخت.

٢٢٨

الباب الرابع

الاسم المثنى

تعريفه :

وهو ما لحقت آخره زيادتان : ألف أو ياء مفتوح ما قبلها ، ونون مكسورة ، لتكون الأولى علما لضم واحد إلى واحد ، والأخرى عوضا مما منع من الحركة والتنوين الثنتين في الواحد. ومن شأنه إذا لم يكن مثنى منقوص أن تبقى صيغة المفرد فيه محفوظة. ولا تسقط تاء التأنيث إلا في كلمتين خصيان وأليان قال :

كأن خصييه من التدلدل (١)

__________________

(١) تمامه ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل. قال ابن السيرافي انه لشماء الهذلية من أبيات أولها :

تقول يا رب ويا رب هل

هل أنت من هذا مخل أحبلي

قال البغدادي قوله ان البيت لشماء الهذلية ينافيه أوله (تقول يا رب) البيت وما توهمه من المنافاة غير واقع.

اللغة الخصيتان الجلدتان اللتان فيهما البيضتان. والتدلدل تحرك الشيء المعلق واضطرابه.

وظرف العجوز جرابها الذي تجعل فيه خبزها.

الاعراب خصييه اسم أن وظرف عجوز خبرها. وقوله فيه ثنتا حنظل جملة ابتدائية في محل رفع صفة ظرف. (والشاهد فيه) أنه قال خصييه في تثنية خصي وهو من ضرورات الشعر. وكان القياس أن يقول كأن خصيتيه (والمعنى) أنها تشبه خصيتيه حين شاب واسترخت جلدة أسته بظرف عجوز فيه حنظلتان. وخص العجوز لأنها لا تستعمل الطيب ولا تتزين للرجال فلا يكون في جرابها الطيب وانما تدخر الحنظل ونحوه من الأدوية.

٢٢٩

وقال :

ترتجّ ألياه ارتجاج الوطب (١)

وتسقط نونه بالإضافة كقولك غلاما زيد ، وثوبي بكر ، وألفه بملاقاة ساكن كقولك التقت حلقتا البطان.

قلب ألف آخر الاسم في التثنية :

ولا يخلو المنقوص من أن تكون ألفه ثالثة أو فوق ذلك. فإن كانت ثالثة وعرف لها أصل في الواو أو الياء ردت إليه في التثنية كقولك قفوان وعصوان وفتيان ورحيان ، وإن جهل أصلها نظر فإن أميلت قلبت ياء كقولك :

متيان وبليان في مسمين بمتى وبلى ، وإلا قلبت واوا كقولك : لدوان وإلوان في مسمين بلدى وإلى ، وإن كانت فوق الثلاثة لم تقلب إلا ياء كقولك أعشيان وملهيان وحبليان وحباريان. وأما مذروان فلأن التثنية فيه لازمة كالتأنيث في شقاوة وعضاية.

قلب همزة آخر الأسم في الثنية :

وما آخره همزة لا تخلو همزته من أن يسبقها ألف أو لا. فالتي تسبقها ألف على أربعة أضرب : أصلية كقرّاء ووضاء ، ومنقلبة عن حرف أصل كرداء وكساء ، وزائدة في حكم الأصلية كعلباء وحرباء ، ومنقلبة عن ألف تأنيث كحمراء وصحراء فهذه الأخيرة تقلب واوا لا غير كقولك حمراوان وصحراوان. والباب في البواقي أن لا يقلبن وقد أجيز القلب أيضا. والتي لا

__________________

(١) لم يسم قائله. وقبله :

كأنما عطية بن كعب

ظعينة واقفة في ركب

الغة والظعينة المرأة تكون في الهودج. والركب أصحاب الإبل. والوطب سقاء اللبن.

الاعراب ترتج فعل مضارع. وألياه فاعله. وارتجاج الوطب نصب على المصدرية.

(والشاهد فيه) انه قال أليان في تثنية ألية وهو ضرورة والقياس أليتان. (والمعنى) يصف هذا الرجل بعظم المكفل وارتخاء اللحم يقول كأن تحرك اليتيه تحرك سقاء اللبن.

٢٣٠

ألف قبلها فبابها التصحيح كرشإ وحدإ.

قلب آخر المحذوف العجز :

والمحذوف العجز يرد إلى الأصل ولا يرد ، فيقال أخوان وأبوان ويدان ودمان وقد جاء يديان ودميان قال :

يديان بيضاوان عند محلم (١)

وقال :

ولو أنا على حجر ذبحنا

جرى الدّميان بالخبر اليقين (٢)

__________________

(١) تمامه. قد تمنعانك أن تضام وتطهدا. لم يسم أحد قائله.

اللغة يديان قال الزمخشري هنا انه تثنية يد ردت لأمه شذوذا. وقال ابن يعيش في شرحه انه تثنية يدا بالقصر فلما ثني قلبت ألفه ياء كفتيان في مثنى فتى لأن أصلها الياء فان التثنية من جملة ما يرد الشيء إلى أصله. وانما قلبت في المفرد ألفا لانفتاح ما قبلها. ويؤيده ما قاله في الصحاح. وبعض العرب يقول لليد يدا مثل رحا قال الشاعر :

يا رب ساريات ما توسدا

الا ذراع العنس أو كف اليدا

وتثنيتها على هذه اللغة يديان مثل رحيان قال الشاعر. يديان بيضاوان. البيت اه ومحلم اسم ملك من ملوك اليمن. ويروى عند محرق وهو لقب عمرو بن هند ملك الحيرة لأنه حرق مائة من بني تميم. ولقب الحارث بن عمرو ملك الشام لأنه أول من حرق العرب في ديارهم.

الاعراب يديان مبتدأ. وبيضاوان صفته. وعند محرق صفة أخرى. ويمنعانك فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والكاف مفعوله. وان تضام وتطهدا في محل نصب مفعول ثان لتمنعانك. وجملة قد تمنعانك خبر المبتدأ (والشاهد فيه) انه ثنى يدا على يديان وقد علمت ما فيه (والمعنى) لهذا الملك يدان طاهرتان عن موجبات الذم يمنعان عنك أن تضام وأن تظلم.

(٢) هو لعلي بن بدال بن سليم من أبيات يذكر بها رجلا كان بينهما عداوة.

الاعراب ذبحنا جملة فعلية خبر أنّ. وعلى حجر يتعلق به. وجرى فعل ماض جواب لو. والدميان فاعله. وبالخبر متعلق بجرى. واليقين صفة خبر (والشاهد فيه) مجيء دميان في تثنية دم. وقد اختلف في دم أهو من الواوي أو اليائي وعلى انه واوي كما ذهب إليه صاحب الصحاح فتثنيته على يديان شاذة (والمعنى) انني لو ذبحت وإياه على حجر واحد لم يمتزج دمي بدمه لشدة ما بيننا من العداوة بل جرى دمي يمنة ودمه يسرة. ويوضحه قول المتلمس :

أحارث أنا لو تساط دماؤنا

تزايلن حتى ما يمس دم دما

يقول ان دماءنا لو خلطت لافترقت ثانيا حتى ما يلامس دم دما.

٢٣١

تثنية الجمع :

وقد يثنى الجمع على تأويل الجماعتين والفرقتين وأنشد أبو زيد :

لنا إبلان فيهما ما علمتم (١)

وفي الحديث مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين وأنشد أبو عبيد :

لأصبح الحيّ أو بادا ولم يجدوا

عند التفرق في الهيجا جمالين (٢)

وقالوا لقاحان سوداوان. وقال أبو النجم :

__________________

(١) تمامه. فعن آية ما شئتم فتنكبوا. وهو لشعبة بن قمير شاعر مخضرم.

الاعراب لنا خبر مقدم. وابلان مبتدأ مؤخر. وفيهما ما فيها زائدة على معنى ان في كل طائفة منها ما يدل على أنها للأجواد. وفيها خبر مقدم. وما موصولة مبتدأ مؤخر. وعلمتم جملة فعلية صلة الموصول. والعائد محذوف أي علمتوه. والجملة صفة ابلان. وعن آية متعلق بتنكبوا (والشاهد فيه) انه يجوز تثنية اسم الجمع على تأويل فرقتين. والقياس يأباه لأن الغرض من الجمع الدلالة على الكثرة. والتثنية تدل على القلّة. فهما معنيان متدافعان ولو لا هذا التأويل لم يسغ ذلك بحال. (والمعنى) لنا ابلان فيهما ما علمتم من قرى الأضياف فاختاروا منها ما يرضيكم وتنكبوا واعدلوا عما لا يرضيكم منها.

(٢) هو لعمرو بن العدّاء الكلبي وكان معاوية رضي الله عنه استعمل ابن أخيه عمرو بن عتبة على صدقاتهم فاعتدى فقال عمرو ذلك وقبله :

سعي عقالا فلم يترك لنا سبدا

فكيف لو قد سعى عمرو عقالين

اللغة أوباد جمع وبد كفخذ وهو السيء الحال. ورواه في الأغاني أوقاصا وهو جمع وقص وهو ما بين الفريضتين من نصب الزكاة مما لا يجب فيه شيء. والمعني لأصبح مال الحي أوقاصا لا يجب فيه شيء في الزكاة. وجمالين انما ثناها لأنه جعلها صنفين صنف يحملون عليه أثقالهم وصنف يقاتلون عليه. ويوضحه رواية الأغاني يوم الترحل والهيجا.

الاعراب لأصبح اللام في جواب قسم مقدر. والحي اسم أصبح أو فاعلها. وأوبادا خبرها أو حال من فاعلها. وجمالين مفعول يجدوا (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعني) ان هذا الرجل سعى في صدقاتنا سنة فلم يترك لنا ذات شعر ولا ذات وبر فكيف لو تولى علينا سنتين إذا لأصبح رجال الحي على أسوأ حال ولم يجدوا من صنفي الجمال شيئا يستعينون به في ارتحالهم وقتالهم.

٢٣٢

بين رماحي مالك ونهشل (١)

وتجعل الإثنان على لفظ الجمع إذا كانا متصلين كقولك ما أحسن رؤسهما وفي التنزيل : (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما). وفي قراءة عبد الله أيمانهما وفيه : فقد صغت قلوبكما.

وقال : ظهراهما مثل ظهور الترسين (٢)

فاستعمل هذا والأصل معا ولم يقولوا في المنفصلين أفراسهما ولا غلمانهما. وقد جاء وضعا رحالهما.

__________________

(١) صدره. تبقلت من أول التبقل. وهو لأبي النجم من أرجوزته التي أولها الحمد لله العلي الأجلل.

اللغة تبقلت الناقة وابتقلت رعت البقل. والبقل كل نبت اخضر له وجه الأرض. ومالك هو ضبيعة بن قيس بن هوازن. ونهشل أبو دارم قبيلة من ربيعة.

الاعراب تبقلت فعل ماض وفاعله ضمير يعود إلى النوق المذكورة في البيت قبله وهو :

أعطى فلم يبخل ولم يبخل

كوم الذرا من خول المخول

وبين ظرف مضاف إلى رماحي وهو مضاف إلى مالك ولذلك سقطت نون التثنية (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعنى) ان بني عجل قوم الشاعر جاؤوا إلى ذلك الموضع فرعوه ولم يخافوا رماح هذين الحيين وكان قد وقع بين بني مالك ونهشل حروب فتجافى جميعهم الرعي بين فلج والصمان مخافة الشر حتى عفا كلؤه وطال فذكر ان قومه رعوه ولم يخافوا أحدا لعزهم ومنعتهم.

(٢) هو من رجز لخطام المجاشعي. وقيل لهميان بن قحافة. وصدره. ومهمهين قذفين مرتين.

اللغة المهمه القفر المخوف. والقذف البعيد من الأرض المتقاذف الأطراف. ويروى فدفدين والفدفد الأرض المستوية. ومرتين تثنية مرت وهو الأرض التي لا نبات فيها ولا ماء.

الاعراب ومهمهين الواو واو رب. ومهمهين مجرور بها. وقذفين ومرتين صفتا مهمهين. وظهراهما مبتدأ ومثل ظهور الترسين كلام اضافي خبره. والجملة صفة وجواب رب المقدرة قوله بعده :

جبتهما بالنعت لا بالنعتين

على مطار القلب سامي العينين

(والشاهد فيه) انه جمع بين اللغتين فانه أتى بتثنية المضاف في ظهراهما وبجمعه في ظهور الترسين (والمعنى) انه وصف فلاتين لا نبث فيهما ولا ماء ولا شخص يستدل به فشبههما بالترسين.

٢٣٣
٢٣٤

الباب الخامس

الاسم المجموع

أنواعه :

وهو على ضربين : ما صح فيه واحده ، وما كسر فيه. فالأول ما آخره واو ، أو ياء مكسور ما قبلها ، بعدها نون مفتوحة ، أو ألف أو تاء. فالذي بالواو والنون لمن يعلم في صفاته وأعلامه كالمسلمين والزيدين ، إلا ما جاء من نحو ثبون وقلون وأرضون وأجرّون وأوزّون. والذي بالألف والتاء للمؤنث في أسمائه وصفاته كالهندات والتمرات والمسلمات. والثاني يعم من يعلم وغيرهم في أسمائهم وصفاتهم كرجال وأفراس وجعافر وظراف وجياد. وحكم الزيادتين في مسلمون نظير حكمهما في مسلمان : الأولى علم لضم الإثنين فصاعدا إلى الواحد ، والثانية عوض عن الشيئين ، وتسقط عند الإضافة. وقد أجرى المؤنث على المذكر في التسوية بين لفظي الجر والنصب ، فقيل رأيت المسلمات ومررت بالمسلمات ، كما قيل رأيت المسلمين ومررت بالمسلمين.

جمع القلة وجمع الكثرة :

وينقسم إلى جمع قلة وجمع كثرة. فجمع القلة العشرة فما دونها ، وأمثلته افعل أفعال فعلة ، كأفلس وأثواب وأجربة وغلمة. ومنه ما جمع بالواو والنون ، والألف والتاء. وما عدا ذلك جموع كثرة.

٢٣٥

وقد يجعل إعراب ما يجمع بالواو والنون في النون. وأكثر ما يجيء ذلك في الشعر ، ويلزم الياء إذ ذاك. قالوا أتت عليه سنين. وقال :

دعاني من نجد فإن سنينه

لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا (١)

وقال سحيم :

وما ذا يدّري الشعراء مني

وقد جاوزت حدّ الأربعين (٢)

جمع الثلاثي المجرد :

وللثلاثي المجرد إذا كسّر عشرة أمثلة : أفعال ، فعال ، فعول ، فعلان أفعل فعلان ، فعلة ، فعلة فعل ، فعل. فأفعال أعمها تقول أفراخ وأجمال وأركان وأحمال وأعجاز وأعناق وأفخاذ وأعناب وأرطاب وآبال. ثم فعال تقول زناد وقداح

__________________

(١) البيت للصمة بن عبد الله القشيري يذكر بها نجدا وما لقيه فيها من سوء الحال. وكان خطب من عمه ابنته فمنعه منها فخرج إلى الشام فما زال بها حتى مات وبعده :

لحى الله نجدا كيف تترك ذا الندى

بخيلا وحر الناس تحسبه عبدا

اللغة دعاني أي اتركاني ويروى ذراني. وكل ما ارتفع من تهامة إلى العراق فهو نجد والسنين جمع إما العام أو القحط والشيب جمع أشيب وهو الذي ابيض شعره.

الاعراب دعاني فعل أمر وفاعل ومفعول. ومن نجد متعلق به. وان حرف توكيد ونصب.

وسنينه اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة. ولعبن فعل ماض ونون النسوة فاعله. وبنا متعلق به.

وشيبا حال من بنا أي حال كوننا في الشيب. وشيبننا عطف على لعبن. ومردا حال من المفعول.

والجملة خبر إن (والشاهد فيه) اجراء سنين مجرى حين في اعرابه بالحركات (والمعنى) اتركاني من ذكر نجد فان سنيه لعبت بنا ونحن في زمن الشيب وشيبتنا ونحن في سن الشباب.

(٢) هو لسحيم بن وثيل الرياحي من قصيدته التي يقول فيها :

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

متى أضع العمامة تعرفوني

اللغة يدري يفتعل من أدراه بمعنى ختله ويروى وما ذا يبتغي الشعراء.

الاعراب ما اسم استفهام مبتدأ. وذا مبتدأ ثان. ويدري فعل مضارع. والشعراء فاعله. ومني يتعلق بيدري. والجملة خبر المبتدأ الثاني. وجملة المبتدأ خبر المبتدأ الأول. وقوله وقد جاوزت جملة حالية. وحد الأربعين مفعول جاوزت (والشاهد فيه) انه أعربه بالنون. وخالف ابن جني ذلك فقال في سر الصناعة فأما قول سحيم بن وثيل.

وقد جاوزت حد الأربعين. فليست النون اعرابا ولا الكسرة فيها علامة جر الاسم وانما هي حركة التقاء الساكنين وهما الياء والنون وكسرت على أصل حركة التفاء الساكنين أ. ه.

٢٣٦

وخفاف وجمال ورباع وسباع. ثم فعول وفعلان وهما متساويان تقول فلوس وعروق وجروح وأسود ونمور ورئلان وصنوان وعيدان وخربال وصردان. ثم أفعل تقول أفلس وأرجل وأزمن وأضلع. ثم فعلان وفعلة وهما متساويان تقول بطنان وذؤبان وحملان وغردة وقردة وقرطة. ثم فعل تقول سقف وفلك. ثم فعلة وفعل تقول جيرة ونمر. وقد جاء حجلى في جمع حجل قال :

حجلى تدرّج في الشّربّة وقّع (١)

وما لحقته من ذلك تاء التأنيث فأمثلة تكسيره فعال ، فعول أفعل ، فعل ، فعل ، فعل. نحو قصاع ولقاح وبرام ورقاب وبدور وحجوز وأنعم وأينق وبدر ولقح وتير ومعد ونوب وبرق وتخم وبدن.

جمع الصفات في الثلاثي :

وأمثلة صفاته كأمثلة أسمائه ، وبعضها أعم من بعض. وذلك قولك أشياخ وأجلاف وأحرار وأبطال وأجناب وأيقاظ وأنكاد وأعبد وأجلف وصعاب وحسان ووجاع. وقد جاء وجاعي ونحو حباطي وحذاري وضيفان وأخوان ووغدان وذكران وكهول ورطلة وشيخة وورد وسحل ونصف وخشن. وقالوا سمحاء في جمع سمح.

__________________

(١) صدره. فارحم أصيبيتي الذين كأنهم. وهو لعبد الله بن الحجاج الثعلبي من أبيات يخاطب بها عبد الملك بن مروان ويعتذر اليه من صحبته عبد الله بن الزبير وكان قد خرج معه. وبعده :

ادنو لترحمني وتقبل توبتي

وأراك تدفعني فأين المدفع

فلما أنشده هذا البيت قال له عبد الملك الى النار.

اللغة حجلى اسم جمع حجلة وهو طائر معروف. وتدرج أي تمشي مشيا رويدا والشربة أرض لينة تنبت العشب.

الاعراب حجلى خبر إن. وتدرج فعل مضارع أصله تتدرج حذفت منه إحدى التاءين وفاعله ضمير يعود إلى الحجلى. والجملة صفة حجلى. وفي الشربة خبر مقدم. ووقع مبتدأ مؤخر. والجملة صفة حجلى (والشاهد فيه) انه جمع فعل على فعلى ولم يجىء الجمع على فعلى الا حرفان هذا وظربى جمع ظربان وهو دويبة منتنة.

٢٣٧

والجمع بالواو والنون فيما كان من هذه الصفات للعقلاء الذكور غير ممتنع كقولكم صعبون وصنعون وحسنون وجنبون وحذرون وندسون. وأما جمع المؤنث منها بالألف والتاء فلم يجىء فيه غيره وذلك نحو عبلات وحلوات وحذرات ويقظات الأمثال فعلة فإنهم كسروه على فعال كجعاد وكماش وعبال. وقالوا علج في جمع علجة.

جمع المؤنث الساكن الحشو :

والمؤنث الساكن الحشو لا يخلو من أن يكون اسما أو صفة. فإذا كان اسما تحركت عينه في الجمع إذا صحت بالفتح في المفتوح الفاء كجمرات وبه ، وبالكسر في المكسورها كسدرات وبه ، وبالضم في المضمومها كغرفات ، وقد تسكن في الضرورة في الأول ، وفي السعة في الباقين في لغة تميم. فإذا اعتلت فالاسكان كبيضات وجوزات وديمات ودولات ، إلّا في لغة هذيل قال قائلهم :

أخو بيضات رائح متأوب (١)

وتسكن في الصفة لا غير. وإنما حركوا في جمع لجبة وربعة لأنها كأنهما في الأصل اسمان وصف بهما كما قالوا امرأة كلبة وليلة غم.

وحكم المؤنث مما لا تاء فيه كالذي فيه التاء وقالوا أرضات وأهلات في جمع أهل وأرض. قال :

فهم أهلات حول قيس بن عاصم

إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا (٢)

__________________

(١) تمامه. رفيق بمسح المنكبين سبوح. ولم أقف له على قائل.

اللغة بيضات جمع بيضة وهي معروفة. ورائح ذاهب. ومتأوب راجع. وسابح حسن مد اليدين في الجري.

الاعراب أخو إما صفة لما قبله أو خبر مبتدأ محذوف أي هو وكل ما بعده صفة له (والشاهد فيه) جمع فعلة بسكون العين على فعلات بالتحريك. قال ابن سيده وهو شاذ لا يعول عليه.

(٢) هو للمخبل السعدي.

٢٣٨

وقالوا عرسات وعيرات في جمع عرس وعير قال الكميت :

عيرات الفعال والسؤدد

العدّ إليهم محطوطة الأعكام (١)

جمع المعتل العين :

وامتنعوا فيما اعتلت عينه من أفعل. وقد شذ نحو أقوس وأثوب وأعين وأنيب. وامتنعوا في الواو دون الياء من فعول. كما امتنعوا في الياء دون الواو من فعال. وقد شذ نحو فووج وسووق.

جمع المعتل اللام :

ويقال في أفعل وفعول من المعتل اللام أذل وأيد ودليّ ودميّ. وقالوا نحوّ وقنوّ. والقلب أكثر. وقد يكسر الصدر فيقال دلي ونحي. وقولهم قسي كانه جمع قسو في التقدير.

جمع المحذوف العجز والمنتهي بتاء :

وذو التاء من المحذوف العجز يجمع بالواو والنون مغيرا أوله ، كسنون

__________________

اللغة أهلات جمع أهل. وأدلجوا ساروا ليلا. والكوثر كثير الخير.

الاعراب هم أهلات مبتدأ وخبر. وحول ظرف. وإذا ظرف. وأدلجوا فعل الواو فاعله. وبالليل متعلق به. ويدعون فعل وفاعل. وكوثرا مفعوله. والجملة جواب إذا (والشاهد فيه) جمع أهل على أهلات بالتحريك ومن العرب من يسكنه (والمعنى) انهم حول هذا الرجل كأنهم أهله وانهم إذا ساروا ليلا دعوا سيدهم.

(١) البيت له من أبيات يمدح بها آل بيت النبي رضوان الله عليهم أولها :

من لقلب متيم مستهام

غير ما صبوة ولا أحلام

اللغة العيرات جمع عير وهي القافلة. والفعال بالفتح الكرم والسؤدد السيادة والعد الكثير القديم. والأعكام الأحمال واحدها عكم.

الاعراب عيرات مبتدأ. ومحطوطة الأعكام خبر. واليهم يتعلق بالخبر. (والشاهد فيه) ان المؤنث الذي لا تاء فيه مما هو معتل العين قياس جمعه تحريك عينه (والمعنى) ان قوافل الجود والاحسان والسيادة حطت أثقالها لدى أهل بيت النبي صلّى الله عليه وعليهم.

بريد انهم أهل ذلك ومنبعه.

٢٣٩

وقلون ، وغير مغير كثبون وقلون ، أو بالألف والتاء مردودا إلى الأصل كسنوات وعضوات ، وغير مردود كثبات وهنات ؛ وعلى أفعل كآم. وهو نظير آكم.

جمع الرباعي :

ويجمع الرباعي ، إسما كان أو صفة ، مجردا من تاء التأنيث أو غير مجرد ، على مثال واحد وهو فعالل. كقولك ثعالب وسلاهب ودراهم وهجارع وبراثن وجراشع وقماطر وسباطر وضفادع وخضارم. وأما الخماسي فلا يكسر إلا على استكراه ولا يتجاوز به إن كسر هذا المثال بعد حذف خامسه كقولهم في فرزدق فرازد ، في جحمرش جحامر ، ويقال في دهثمون وهجرعون وصهصلقون وحنظلات وبهصلات وسفرجلات وجحمرشات.

جمع ما ثالثه مدة :

وما كان زيادته ثالثة مدة فلأسمائه في الجموع أحد عشر مثالا : أفعلة ، فعل ، فعلان ، فعائل ، فعلان ، فعلة ، أفعال ، فعال ، فعول ، أفعلاء ، أفعل. وذلك نحو أزمنة وأحمرة وأغربة وأرغفة وأعمدة وقذل وخمر وقرد وكثب وزبر وغزلان وصيران وغربان وظلمان وقعدان وشمائل وأفايل وذنائب وزقّان وقضبان وغلمة وصبية وأيمان وأفلاء وفصال وعنوق وأنصباء وألسن. ولا يجمع على أفعل إلا المؤنث خاصة نحو عناق وأعنق وعقاب وأعقب وذراع وأذرع. وأمكن من الشواذ. ولم يجىء فعل من المضاعف ولا المعتل اللام وقد شذ نحو ذبّ في جمع ذباب وأصله ذبب.

ولما لحقته من ذلك تاء التأنيث مثالان : فعائل وفعل ، وذلك نحو صحائف ورسائل وحمائم وذوائب وحمائل وسفن.

ولصفاته تسعة أمثلة : فعلاء ، فعل ، فعال ، فعلان ، أفعال ، أفعلاء ، أفعلة ، فعول. وذلك نحو كرماء وجبناء وشجعاء وودداء ونذر وصبر وصنع وكنز وكرام وجياد وهجان وثنيان وشجعان وخصيان وأشراف وأعداء

٢٤٠