المفصل في صنعة الإعراب

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري

المفصل في صنعة الإعراب

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

الباب الرابع

الفعل المتعدي وغير المتعدي

حدهما :

فالمتعدي على ثلاثة أضرب : متعد إلى مفعول به وإلى اثنين وإلى ثلاثة. فالأول نحو قولك ضربت زيدا ، والثاني كسوت زيدا جبة ، وعلمت زيدا فاضلا. والثالث نحو أعلمت زيدا عمرا فاضلا وغير المتعدي ضرب واحد وهو ما تخصص بالفاعل كذهب زيد ومكث وخرج ونحو ذلك.

أسباب التعدية :

وللتعدية أسباب ثلاثة : وهي الهمزة وتثقيل الحشو وحرف الجر. تتصل ثلاثتها بغير المتعدي فتصيره متعديا ، وبالمتعدي إلى مفعول واحد فتصيره ذا مفعولين : نحو قولك أذهبته ، وفرّحته ، وخرجت به ، وأحفرته بئرا ، وعلمته القرآن ، وغصبت عليه الضيعة. وتتصل الهمزة بالمتعدي إلى اثنين فتنقله إلى ثلاثة نحو أعلمت.

أنواع الأفعال المتعدية إلى ثلاثة :

والأفعال المتعدية إلى ثلاثة على ثلاثة أضرب : ضرب منقول بالهمزة عن المتعدي إلى مفعولين ، وهو فعلان : أعلمت وأريت ، وقد أجاز الأخفش

٣٤١

أظننت وأحسبت وأخلت وأزعمت. وضرب متعد إلى مفعول واحد وقد أجري مجرى أعلمت لموافقته له في معناه فعدى تعديته ، وهو خمسة أفعال : أنبأت ونبّئت وأخبرت وخبرت وحدثت. قال الحارث بن حلّزة :

فمن حدّثتموه له علينا العلاء (١)

وضرب متعد إلى مفعولين وإلى الظرف المتسع فيه كقولك : أعطيت عبد الله ثوبا اليوم ، وسرق زيد عبد الله الثوب الليلة ، ومن النحويين من أبى الإتساع في الظرف في الأفعال ذات المفعولين.

والمتعدي وغير المتعدي سيان في نصب ما عدا المفعول به من المفاعيل الأربعة ، وما ينصب بالفعل من الملحقات بهن ، كما تنصب ذلك بنحو ضرب وكسا وأعلم تنصبه بنحو ذهب وقرب.

__________________

(١) هذا قطعة من البيت وتمامه :

ان منعتم ما تسألون فمن

حدثتموه له علينا العلاء

وهو للحارث بن حلزة من معلقته المشهورة. والحلزة بكسر الحاء فلام مكسورة مشددة أمه قيل لها ذلك لبخلها والحلزة البخيلة.

الاعراب ان حرف شرط جازم. ومنعتم فعل وفاعل. وما موصولة في محل نصب مفعول منعتم. وتسألون فعل مضارع صلة الموصول. والواو نائب الفاعل. والعائد محذوف أي تسألونه. وقوله فمن الفاء في جواب الشرط. ومن اسم استفهام مبتدأ. وحدثتموه فعل ماض مبني للمجهول. والتاء نائب الفاعل. أقيم مقام المفعول الأول والهاء مفعوله الثاني. وله علينا العلاء جملة إسمية في محل نصب مفعول ثالث. والجملة من الفعل ومفعولاته خبر المبتدأ وهو من. (والشاهد فيه) صحة تعدية حدث إلى ثلاثة مفعولين كما رأيت (والمعنى) ان منعتمونا ما سألناكم إياه من الانصاف فمن حدثتم عنه انه قهرنا واستذلنا يريد انكم ان لم تبذلوا لنا ما نطلبه منكم اختيارا أخذناه منكم قسرا.

٣٤٢

الباب الخامس

الفعل المبني للمفعول

حده :

هو ما استغنى عن فاعله فأقيم المفعول مقامه وأسند إليه معدولا عن صيغة فعل إلى فعل ، ويسمى فعل ما لم يسم فاعله. والمفاعيل سواء في صحة بنائه لها ، إلا المفعول الثاني في باب علمت ، والثالث في باب أعلمت ، والمفعول له والمفعول معه. تقول ضرب زيد ، وسير سير شديد ، وسير يوم الجمعة ، وسير فرسخان.

وإذا كان للفعل غير مفعول فبني لواحد بقي ما بقي على انتصابه كقولك أعطي زيد درهما ، وعلم أخوك منطلقا ، وأعلم زيد عمرا خير الناس.

وللمفعول به المتعدي إليه بغير حرف من الفضل على سائر ما بني له أنه متى ظفر به في الكلام فممتنع أن يسند إلى غيره ، تقول دفع المال إلى زيد ، وبلغ بعطائك خمسمائة ، برفع المال وخمس المائة. ولو ذهبت تنصبهما مسندا إلى زيد وبعطائك قائلا دفع إلى زيد المال وبلغ لعطائك خمسمائة ، كما تقول منح زيد المال وبلغ عطاؤك خمسمائة ، خرجت عن كلام العرب. ولكن إن قصدت الإقتصار على ذكر المرفوع إليه والمبلوغ به قلت دفع إلى زيد وبلغ بعطائك ؛ وكذلك لا تقول ضرب زيدا ضرب شديد ولا يوم الجمعة ولا أمام الأمير ؛ بل ترفعه وتنصبها. وأما سائر المفاعيل

٣٤٣

فمستوية الأقدام لا تفاضل بينها إذا اجتمعت في الكلام في أن البناء لأيها شئت صحيح غير ممتنع : تقول استخف بزيد استخفافا شديدا يوم الجمعة أمام الأمير ، إن أسندت إلى الجار مع المجرور ، ولك أن تسند إلى يوم الجمعة أو إلى غيره وتترك ما عداه منصوبا.

ولك في المفعولين المتغايرين أن تسند إلى أيهما شئت تقول أعطي زيد درهما ، وكسي عمرو جبة ، وأعطي درهم زيدا ، وكسيت جبة عمرا إلا أن الإسناد إلى ما هو في المعنى فاعل أحسن وهو زيد ، لأنه عاط وعمرو لأنه مكسوّ.

٣٤٤

الباب السادس

أفعال القلوب

عددها سبعة :

وهي سبعة : ظننت وحسبت وخلت وزعمت وعلمت ورأيت ووجدت ، إذا كن بمعنى معرفة الشيء على صفة. كقولك علمت أخاك كريما ، ووجدت زيدا ذا الحفاظ ، ورأيته جوادا ، تدخل على الجملة من المبتدأ والخبر إذا قصد إمضاؤها على الشك أو اليقين ، فتنصب الجزئين على المفعولين وهما على شرائطهما وأحوالهما في أصلهما.

تلحق بها قال :

ويستعمل أريت استعمال ظننت ، فيقال أريت زيدا منطلقا ، وأرى عمرا ذاهبا ، وأين ترى بشرا جالسا. ويقولون في الإستفهام خاصة : متى تقول زيدا منطلقا؟ وأتقول عمرا ذاهبا؟ وأكل يوم تقول عمرا منطلقا؟ بمعنى أتظن. وقال الشاعر :

أجهالا تقول بني لؤيّ

لعمر أبيك أم متجاهلينا (١)

__________________

(١) نسبه سيبويه للكميت بن زيد الأسدي من أبيات يهجو بها الأعور الكلبي. وكان قد هجا مضر ومدح أهل اليمن. وأنكر بعض الفضلاء ذلك وقال ان بيت الكميت :

٣٤٥

وقال عمر بن أبي ربيعة :

أما الرحيل فدون بعد غد

فمتى تقول الدار تجمعنا (١)

وبنو سليم يجعلون باب قلت أجمع مثل ظننت.

لها معان أخر تجعلها متعدية إلى مفعول واحد :

ولها ما خلا حسبت وخلت وزعمت معان أخر لا يتجاوز عليها مفعولا واحدا. وذلك قولك ظننته من الظنة وهي التهمة ، ومنه قوله عز وجل : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ). وعلمته بمعنى عرفته ورأيته بمعنى أبصرته ، ووجدت الضالة إذا أصبتها ، وكذلك أريت الشيء بمعنى بصرته أو عرفته ، ومنه قوله عز وجل : (وَأَرِنا مَناسِكَنا) وأتقول إن زيدا منطلق أي أتفوه بذلك.

ومن خصائصها أن الإقتصار على أحد المفعولين في نحو كسوت

__________________

أنوّاما تقول بني لؤي

لعمر أبيك أم متناومينا

اللغة جهال من الجهل وهو ضد الحلم. وبنو لؤي جمهور قريش. والمتجاهل من يظهر الجهل وليس بجاهل.

الاعراب الهمزة للاستفهام وجهالا مفعول ثان لقوله تقول. وتقول بمعنى تظن تنصب مفعولين. وفاعلهما ضمير المخاطب. وبني لؤي مفعولها الأول. ولعمر أبيك خبر مبتدأ محذوف وجوبا أي قسمي. وجواب القسم محذوف أي لتخبرني بما سألتك عنه وإنما حذف للعلم به. وقوله أم متجاهلينا عطف على جهالا (والشاهد فيه) استعمال تقول بمعنى تظن بعد الاستفهام (والمعنى) أتظن بني لؤي حين استعملوا اليمانيين في ولاياتهم وفضلوهم على المضربين مع علمهم بأن المضربين أفضل منهم وأصلح للولاية جهالا لا يعلمون أو متجاهلين ذلك.

(١) الاعراب أما للتفصيل والشرط. والرحيل مبتدأ ودون بعد غد خبره. والفاء في جواب الشرط ومتى اسم استفهام مبتدأ. وتقول فعل وفاعل بمعنى تظن. والدار مفعول أول. وجملة تجمعنا مفعول ثان وجملة تقول الدار الخ خبر المبتدأ. (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعنى) يقول لرفيقه ان رحيل الأحبة غدا فمتى تظن الدار تجمعنا بهم.

٣٤٦

وأعطيت مما تغاير مفعولاه غير ممتنع. تقول أعطيت درهما ولا تذكر من أعطيته ، وأعطيت زيدا ولا تذكر ما أعطيته. وليس لك أن تقول حسبت زيدا ولا منطلقا وتسكت ، لفقد ما عقدت عليه حديثك. فأما المفعولان معا فلا عليك أن تسكت عنهما في البابين. قال الله تعالى : (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ ،) وفي أمثالهم : من يسمع يخل. وأما قول العرب ظننت ذاك ، فذاك إشارة إلى الظن. كأنهم قالوا ظننت فاقتصروا ، وتقول ظننت به إذا جعلته موضع ظنك كما تقول ظننت في الدار. فإن جعلت الباء زائدة بمنزلتها في ألقى بيده لم يجز السكوت عليه.

أثر التقديم والتأخير في عملها :

ومنها أنها إذا تقدمت أعملت ويجوز فيها الإعمال والإلغاء متوسطة أو متأخرة قال :

أبا لأراجيز يا ابن اللؤم توعدني

وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور (١)

ويلغى المصدر إلغاء الفعل فيقال متى زيد ظنك ذاهب ، وزيد ظني مقيم ، وزيد أخوك ظني. وليس ذلك في سائر الأفعال.

تعليق عملها :

ومنها إنها تعلق وذلك عند حروف الإبتداء والإستفهام والنفي كقولك

__________________

(١) هو للعين المنقري واسمه منازل بن زمعة من قصيدة يهجو بها رؤبة بن العجاج.

اللغة الأراجيز جمع أرجوزة بمعنى الرجز وهو ضرب من الشعر. واللؤم عبارة عن دناءة النفس. وضعة النسب والخور الضعف ورواه الجاحظ في كتاب الحيوان. وفي الأراجيز خلت اللؤم والفشل.

الاعراب الهمزة للاستفهام التوبيخي. وبالأراجيز متعلق بتوعدني. وتوعدني فعل وفاعل ومفعول. وقوله يا ابن اللؤم حرف نداء ومنادى مضاف منصوب. وفي الأراجيز خبر مقدم. واللؤم مبتدأ مؤخر. والخور عطف عليه. وخلت متعرض بين المبتدأ والخبر. ولو نصبا على المفعولية لجاز. وكان الظرف حينئذ في محل النصب مفعولا ثانيا (والشاهد فيه) الغاء خلت حين توسطت بين معموليها.

٣٤٧

ظننت لزيد منطلق ، وعلمت أزيد عندك أم عمرو وأيهم في الدار؟ وعلمت ما زيد بمنطلق. ولا يكون التعليق في غيرها.

تجمع ضمير الفاعل والمفعول :

ومنها أنك تجمع فيها بين ضميري الفاعل والمفعول فتقول علمتني منطلقا ، ووجدتك فعلت كذا ، ورآه عظيما. وقد أجرت العرب عدمت وفقدت مجراها فقالوا عدمتني وفقدتني. وقال جران العود :

لقد كان لي عن ضرتين عدمتني

وعما ألاقي منهما متزحزح (١)

ولا يجوز ذلك في غيرهما فلا تقول شتمتني ولا ضربتك ، ولكن شتمت نفسي وضربت نفسك.

__________________

(١) جران العود لقبه واسمه المستورد وقيل عامر وإنما لقب بذلك لقوله يخاطب زوجتيه :

خذا حذرا يا جارتي فانني

رأيت جران العود قد كاد يصلح.

أراد بجران العود سوطا قده من جلد بعير نحره وهو أصلب ما يكون من السياط وأشدها.

الاعراب اللام في لقد موطئة للقسم. وكان ناقصة. ولي خبرها مقدم. ومتزحزح اسمها. وعن ضرتين متعلق بمتزحزح. وكذلك عما ألاقي منهما. وعدمتني جملة من فعل وفاعل ومفعول معترضة بين خبر كان وإسمها (والشاهد فيه) انه استعمل عدمتني كافعال القلوب فجمع فيه بين ضمير الفاعل وضمير المفعول (والمعنى) لقد كان لي متزحزح عن الجمع بين ضرتين بأن لا أجمع بين ثنتين لو كنت أعلم بالذي سينالني من أذاهما وشرورهما.

٣٤٨

الباب السابع

الأفعال الناقصة

عددها وسبب تسميتها :

وهي كان وصار وأصبح وأمسى وأضحى وظل وبات وما زال وما برح وما انفك وما فتىء وما دام وليس. يدخلن دخول أفعال القلوب على المبتدأ والخبر ، إلا أنهن يرفعن المبتدأ وينصبن الخبر. ويسمى المرفوع إسما ، والمنصوب خبرا. ونقصانهن من حيث أن نحو ضرب وقتل كلام متى أخذ مرفوعه ، وهؤلاء ما لم يأخذن المنصوب مع المرفوع لم يكن كلاما.

رأي سيبويه :

ولم يذكر سيبويه منها إلا كان وصار وما دام وليس ، ثم قال وما كان نحوهن من الفعل مما لا يستغني عن الخبر. ومما يجوز أن يلحق بها عاد وآض وغدا وراح. وقد جاء بمعنى صار في قول العرب ما جاءت حاجتك ، ونظيره قعد في قول الأعرابي : أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة.

اسمها وخبرها :

وحال الإسم والخبر مثلهما في باب الإبتداء من أن كون المعرفة إسما والنكرة خبرا حد الكلام. ونحو قول القطامي :

٣٤٩

ولا يك موقف منك الوداعا (١)

وقول حسان :

يكون مزاجها عسل وماء (٢)

وبيت الكتاب :

أظبيّ كان أمّك أم حمار (٣)

__________________

(١) صدره. قفي قبل التفرق يا ضباعا. والبيت له من قصيدة طويلة يمدح بها زفر بن الحارث وكان بنو أسد أحاطوا به في نواحي الجزيرة وأسروه يوم الخابور وأرادوا قتله فحال زفر بينهم وبينه وحماه منهم فقال ذلك يمدحه.

اللغة ضباع مرخم ضباعة وهي بنت زفر بن الحارث خاطبها لأنه كان أسيرا في بيت أبيها.

الاعراب قفي فعل أمر فاعله ضمير المخاطبة. وقبل نصب على الظرفية. والتفرق جر بالاضافة إليه. ويا أداة نداء. وضباع منادى مرخم أبقى فتحة العين انتظارا للمحذوف. ولا ناهية. وبك فعل مضارع مجزوم بها. وموقف اسم يك والوداع خبرها (والشاهد فيه) انه جعل موقفا اسم يك والوداع خبرها والحق العكس إلا أنه لما أمن الالتباس قلب الأمر (والمعنى) قفي قبل السفر لنودعك ثم ذكر ما سيلاقيه بعد رحيلها من وحشة فراقها فقال ولا يك موقف منك الوداعا أي لا يك موقف الوداع موقفا لك.

(٢) صدره. كأن سبيئة من بيت رأس. وهو من أبيات كثيرة يمدح بها النبي صلّى الله عليه وسلّم ويرد على أبي سفيان بن الحارث وكان هجا النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل إسلامه.

اللغة السبيئة الخمر لأنها تسبأ أي تشترى. وبيت رأس اسم قرية بالشام تباع بها الخمور وبها ماتت حبابة جارية يزيد بن عبد الملك فمات غما عليها بعد بضع عشرة يوما من موتها.

الاعراب سبيئة اسم كأن. ومن بيت رأس في محل نصب صفة سبيئة. ويكون فعل مضارع ناقص. ومزاجها خبر مقدم. وعسل اسمها مؤخر. وماء عطف على عسل. ويروى مزاجها بالرفع وأول بزيادة يكون وكون ما بعدها مبتدأ وخبرها (والشاهد فيه) انه عكس فقدم خبر يكون على اسمها.

(٣) صدره. فانك لا تبالي بعد حول. وهو لثروان بن فزارة العامري.

٣٥٠

من القلب الذي يشجع عليه أمن الإلتباس. ويجيئان معرفتين معا ، ونكرتين. ويجيء الخبر جملة ومفردا بتقاسيمها.

وجوه كان :

وكان على أربعة أوجه ناقصة كما ذكر ، وتامة بمعنى وقع ووجد ، كقولهم كانت الكائنة والمقدور كائن ، وقوله تعالى : (كُنْ فَيَكُونُ.) وزائدة في قولهم إن من أفضلهم كان زيدا وقال :

جياد بني أبي بكر تسامى

على كان المسوّمة العراب (١)

ومن كلام العرب : ولدت فاطمة بنت الخرشب الكلمة من بني عبس لم يوجد كان مثلهم. والتي فيها ضمير الشأن وقوله عز وجل : (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) يتوجه على الأربعة وقيل في قوله :

بنيهاء قفر والمطيّ كأنها

قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (٢)

__________________

الاعراب ان حرف توكيد ونصب والكاف اسمها. ولا نافية. وتبالي فعل مضارع وفاعله ضمير المخاطب. وبعد نصب على الظرفية. وحول جر بالاضافة إليه. وكان ناقصة. واسمها ضمير يعود إلى الظبي. وأمك خبرها. وظبي اسم كان المضمرة المدلول عليها بكان المذكورة. وخبرها محذوف أيضا مدلول عليه بخبر المذكورة (والشاهد فيه) كالذي في سابقه.

(١) لم يعرف له قائل على شهرته وكثرة تداوله في كتب النحو.

اللغة الجياد يروي بدله السراة وهم الأشراف والخيار. وتسامى أي ترتفع والمسومة المعلمة. ويروى بدله المطهمة والمطهم التام الخلقة من جميع الحيوان. والعراب العربية.

الاعراب جياد مبتدأ. وبني أبي بكر جر بالاضافة إليه. وتسامى فعل مضارع أصله تتسامي حذفت إحدى تاءيه وفاعله ضمير يعود إلى الجياد. والجملة خبر المبتدأ. وعلى حرف جر. وكان زائدة. والمسومة مجرور بعلى. والعراب صفة المسومة (والشاهد فيه) زيادة كان في البيت (والمعنى) جياد هؤلاء القوم تفوق وتفضل الخيل المسومة أو المطهمة العربية.

(٢) البيت لابن أحمر.

اللغة التيهاء الصحراء والقفر الخالية والحزن الأرض الصلبة.

٣٥١

أن كان فيه بمعنى صار.

صار :

ومعنى صار الإنتقال وهو على ذلك على استعمالين : أحدهما كقولك صار الفقير غنيا والطين خزفا. والثاني صار زيد إلى عمرو ، ومنه كل حي صائر إلى الزوال.

أصبح وأمسى وأضحى :

وأصبح وأمسى وأضحى على ثلاثة معان : أحدها أن يقرن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة التي هي الصباح والمساء والضحى على طريقة كان. والثاني أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات كأظهر وأعتم ، وهي في هذا الوجه تامة يسكت على مرفوعها. قال عبد الواسع بن أسامة :

ومن فعلاتي أنني حسن القري

إذا الليلة الشهباء أضحى جليدها (١)

__________________

الاعراب بتيهاء يتعلق بأبيتن في البيت قبله وهو :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

صحيح السرى والعيس تجري غروضها

وقفر صفة تيهاء. والمطي مبتدأ. وكأنها حرف توكيد ونصب. والهاء اسمها. وقطا الحزن خبرها. وجملة ان واسمها وخبرها خبر المبتدأ. وقد حرف تحقيق. وكانت بمعنى صارت. وفراخا خبرها. وبيوضا اسمها. والجملة في محل رفع صفة قطا (والشاهد فيه) أن كان بمعنى صار. (والمعنى) يصف إبلا بسرعة السير يقول هي في سرعة السير كالقطا التي تركت بيوضا صارت افراخا فهي تطير بسرعة لتصل إلى افراخها.

(١) اللغة الفعلات الأفعال الكريمة. والليلة الشهباء كثيرة البرد والثلج والجليد الثلج.

الاعراب من فعلاتي مبتدأ. وانني حرف توكيد ونصب. والياء اسمها. وحسن القرى خبرها. والجملة خبر المبتدأ. والليلة مبتدأ. والشهباء صفتها. وأضحى فعل ماض. وجليدها فاعله. والجملة خبر المبتدأ (والشاهد فيه) وقوع أضحى تامة بمعنى الدخول في وقت الضحى (والمعنى) بعض أفعالى الجميلة أنني أحسن قرى الضيوف إذا اشتد البرد وكثر الثلج واقشعر وجه الأرض.

٣٥٢

والثالث أن يكون بمعنى صار كقولك : أصبح زيد غنيا وأمسى أميرا وقال عدي بن زيد :

ثم أضحوا كأنهم ورق ج

فّ فألوت به الصبّا والدّبور (١)

ظل وبات :

وظل وبات على معنيين : أحدهما اقتران مضمون الجملة بالوقتين الخاصين على طريقة كان. والثاني كينونتهما بمعنى صار ، ومنه قوله تعالى : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ).

حكم المسبوقة بالنفي :

والتي أوائلها الحرف النافي في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ؛ ولدخول النفي فيها على النفي جرت مجرى كان في كونها للإيجاب ، ومن ثم لم يجز ما زال زيد إلا مقيما ، وخطىء ذو الرمة في قوله :

حراجيج ما تنفك إلا مناخة (٢)

__________________

(١) اللغة جف بمعنى يبس. وألوت فرقته ههنا وههنا. والصبا ريح يهب من موضع مطلع الشمس. والدبور تقابلها.

الاعراب أضحوا فعل ماض ناقص. والواو اسمها. وكان حرف توكيد ونصب. والهاء اسمها. وورق خبرها. وجف فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى الورق. والجملة في محل رفع صفة ورق. وقوله فألوت عطف على جف. والصبا فاعله. والدبور عطف عليه وبه يتعلق.

وألوت في محل نصب مفعول. (والشاهد فيه) أن أضحوا بمعنى صاروا (والمعنى) ان هؤلاء الملوك الذين ذكرهم في الأبيات السابقة أبادتهم صروف الأيام وفرقت جماعتهم فصاروا كأنهم ورق شجر يبس ففرقته أيدي الرياح.

(٢) تمامه. على الخسف أو ترمي بها بلدا ففرا.

اللغة حراجيج جمع حرجوج وهي الناقة الضامرة. والخسف الجوع وهو أن تبيت على غير علف.

٣٥٣

وتجيء محذوفا منها حرف النفي ، قالت امرأة سالم بن قحفان :

تزال حبال مبرمات أعدّها (١)

وقال امرؤ القيس :

فقلت لها والله أبرح قاعدا (٢)

__________________

الاعراب حراجيج صفة معرقة الا لحي في البيت قبله وهو :

فيامي ما أدراك أين مناخنا

معرقة الا لحي بمانية سجرا

وما نافية. وتنفك فعل مضارع. اسمها ضمير يعود إلى الناقة. وإلا زائدة. ومناخة خبر تنفك. وعلى الخسف يتعلق بمناخة. وترمى فعل مضارع مبني للمجهول. وبها نائب الفاعل. وبلدا ظرف للرمي. وقفرا صفة بلد. (والشاهد فيه) انه وصل الاستثناء بخبر تنفك وهو غلط وقد أجيب عنه بأجوبة أحسنها جعل إلا زائدة وهو الذي جرينا عليه في الاعراب (والمعنى) أن هذه الإبل ما تنفك مناخة على الجوع أو سائرة في الأراضي القفرة يريد أنها لا تخلو من أحد هذين الأمرين.

(١) تمامه. لها ما مشى يوما على خفه جمل.

اللغة مبرمات محكمات وأعدها أهيئها.

الاعراب تزال فعل مضارع. وحبال اسم تزال. ومبرمات صفة حبال. وأعدها فعل وفاعل ومفعول. والجملة خبر تزال. وجملة تزال مع النفي المقدر جواب القسم في البيت قبله وهو :

حلفت يمينا يا ابن قحفان بالذي

تكفل بالأرزاق في السهل والجبل

ولها متعلق بأعدها والضمير فيه للإبل. وما مصدرية ظرفية. ومشى فعل ماض. وجمل فاعله وعلى خفه متعلق بمشى (والشاهد فيه) حذف حرف النفي من تزال (والمعنى) حلفت يمينا لا أزال أعد الحبال للجمال وأهيئها لها وكان زوجها كريما يهب الجمال فقال لها يوما عليّ الجمال وعليك الحبال فأنشدته ذلك.

(٢) تمامه. ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي.

الاعراب قلت فعل وفاعل. ولها متعلق بقلت في محل نصب على المفعولية. ويمين نصب بفعل محذوف. وأبرح فعل مضارع ضمير المتكلم اسمه. وقاعدا خبره. ولو شرطية. وقطعوا

٣٥٤

وقال :

تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى تكونه (١)

وفي التنزيل : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ).

ما دام :

وما دام توقيت للفعل في قولك أجلس ما دمت جالسا ، كأنك قلت : اجلس دوام جلوسك ، نحو قولهم آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج ، ولذلك كان مفتقرا إلى أن يشفع بكلام لأنه ظرف لا بد له مما يقع فيه.

ليس :

وليس معناه نفي مضمون الجملة في الحال ، تقول ليس زيد قائما الآن ، ولا تقول ليس زيد قائما غدا. والذي يصدّق أنه فعل لحوق الضمائر وتاء التأنيث ساكنة به وأصله ليس كصيد البعير.

تقديم خبرها :

وهذه الأفعال في تقديم خبرها على ضربين : فالتي في أوائلها ما يتقدم خبرها على اسمها لا عليها ، وما عداها يتقدم خبرها على اسمها وعليها.

__________________

فعل وفاعل. ورأسي مفعوله. ولديك ظرف. وأوصالي عطف على رأسي. (والشاهد فيه) كالذي في سابقه.

(١) البيت لخليفة بن براز من شعراء الجاهلية.

الاعراب تنفك فعل مضارع. واسمه ضمير المخاطب. وتسمع فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب. والجملة في محل نصب خبر تنفك. وما مصدرية وحييت فعل ونائب الفاعل. وبهالك متعلق بتسمع على حذف مضاف أي بخبر هالك. وحتى بمعنى إلى. وتكونه فعل مضارع. والضمير المستتر اسمه. والمتصل خبره. والضمير للهالك باعتبار لفظه دون معناه لأن السامع غير المسموع (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعنى) لا تزال تسمع مات فلان ومات فلان حتى تكون الهالك.

٣٥٥

وقد خولف في ليس فجعل من الضرب الأول والأول هو الصحيح.

وفضل سيبويه في تقديم الظرف وتأخيره بين اللغو منه والمستقر ، فاستحسن تقديمه إذا كان مستقرا نحو قولك ما كان فيها أحد خير منك ، وتأخيره إذا كان لغوا نحو قولك ما كان أحد خيرا منك فيها ، ثم قال : وأهل الجفاء يقرؤون ولم يكن كفؤا له أحد.

٣٥٦

الباب الثامن

أفعال المقاربة

عسى وكاد :

منها عسى ولها مذهبان : أحدهما أن تكون بمنزلة قارب ، فيكون لها مرفوع ومنصوب ، إلا أن منصوبها مشروط فيه أن يكون أن مع الفعل متأولا بالمصدر. كقولك عسى زيد أن يخرج ، في معنى قارب زيد الخروج. قال الله تعالى : (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ). والثاني أن يكون بمنزلة قرب ، فلا يكون لها إلا مرفوع ، إلا أن مرفوعها أن مع الفعل في تأويل المصدر كقولك : عسى أن يخرج زيد ، في معنى قرب خروجه ، قال الله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).

ومنها كاد ولها اسم وخبر. وخبرها مشروط فيه أن يكون فعلا مضارعا متأولا باسم الفاعل كقولك كاد زيد يخرج. وقد جاء على الأصل :

وما كدت آيبا (١)

__________________

(١) هذا قطعة من بيت لتأبط شرا ثابت بن جابر وقد تقدم الكلام عليه في فعل المضارع والشاهد فيه في الموضعين واحد.

٣٥٧

كما جاء : عسى الغوير أبؤسا

وقد شبه عسى بكاد من قال :

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب (١)

وكاد بعسى من قال :

قد كاد من طول البلى أن يمصحا (٢)

وللعرب في عسى ثلاثة مذاهب : أحدها أن يقولوا عسيت أن تفعل كذا ، وعسيتما إلى عسيتن ، وعسى زيد أن يفعل كذا ، وعسيا إلى عسين ، وعسيت وعسينا. والثاني أن لا يتجاوزوا عسى أن يفعل وعسى أن يفعلا وعسى أن يفعلوا. والثالث أن يقولوا عساك أن تفعل كذا إلى عساكن ، وعساه

__________________

(١) البيت لهدبة بن الخشرم من أبيات قالهن في الحبس وخبر حبسه ثم قتله مبسوط في كتاب الشعر والشعراء.

الاعراب عسى فعل ماض. والكرب اسمها. والذي اسم موصول. وأمسيت فيه صلتها. والجملة صفة الكرب. ويكون فعل مضارع إما من كان الناقصة أو من كان التامة. وعلى الأول فيكون وراءه خبرها وفرج قريب اسمها. وعلى الثاني ففاعلها ضمير يعود إلى الكرب وفرج مبتدأ خبره الظرف. والجملة حالية (والشاهد فيه) استعمال عسى استعمال كاد في أن خبره مضارع بغير أن.

(٢) صدره. ربع عفاه الدهر طولا فامحى. وهو من رجز لرؤبة. قال البغدادي ولم أره في شعره.

اللغة الربع الدار حيث كانت. وعفا اندرس وامحى أصله انمحى وهو مطاوع محى ويمصح مضارع مصح أي ذهب وانقطع.

الاعراب ربع مبتدأ. ومحاه الدهر جملة من فعل وفاعل ومفعول خبر المبتدأ. وطولا تمييز أي محاه الدهر من طوله. وامحى فعل ماض. فاعله ضمير يعود إلى الربع. وكاد فعل ماض ناقص. واسمه ضمير فيه يعود إلى الربع. وأن مصدرية. ويمصح فعل مضارع منصوب بأن. وفاعله ضمير يعود إلى الربع. والجملة خبر كاد. ومن طول البلى متعلق بيمصح (والشاهد فيه) اجراء كاد مجرى عسى في مجيء خبرها فعلا مقرونا بأن.

٣٥٨

أن يفعل إلى عساهن ، وعساني أن أفعل ، وعسانا أن نفعل.

وتقول كاد يفعل إلى كدن ، وكدت إلى كدتن ، وكدت أفعل ، وكدنا نفعل. وبعض العرب يقولون كدت بالضم.

والفصل بين معنيي عسى وكاد أن عسى لمقاربة الأمر على سبيل الرجاء والطمع ، تقول عسى الله أن يشفي مريضي ، تريد أن قرب شفائه مرجو من عند الله تعالى مطموع فيه ؛ وكاد لمقاربته على سبيل الوجود والحصول ، تقول كادت الشمس تغرب ، تريد أن قربها من الغروب قد حصل.

وقوله عز وجل : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) على نفي مقاربة الرؤية ، وهو أبلغ من نفي نفس الرؤية. ونظيره قول ذي الرّمة :

إذا غيّر النأي المحبين لم يكد

رسيس الهوى من حب ميّة يبرح (١)

أوشك :

ومنها أوشك يستعمل استعمال عسى في مذهبيها ، واستعمال كاد. تقول : يوشك زيد أن يجيء ، ويوشك أن يجيء زيد ، ويوشك زيد يجيء. قال :

__________________

(١) اللغة النأي البعد. ورسيس الهوى أصله من رسيس الحمى وهو أولها الذي يؤذن بورودها.

الاعراب إذا ظرفية شرطية. وغير فعل ماض. والنأي فاعله. والمحبين مفعوله. ويكد فعل مضارع مجزوم بلم. ورسيس الهوى اسم يكد. ومن حب مية متعلق بمحذوف صفة الهوى. ويبرح فعل مضارع جواب الشرط. وانما حرك بالرفع لمكان القافية. وفاعله ضمير يعود إلى رسيس الهوى. والجملة خبر يكد. وجملة لم يكد جواب إذا. (والشاهد فيه) انه ينفي بلم يكد مقاربة الفعل وان في هذا مبالغة عن نفي الفعل نفسه كما نفى هنا مقاربة زوال رسيس الهوى من حب مية ليدل بذلك على فضل تمكن حبها من قلبه ورواه صاحب اللسان (لم أجد رسيس الهوى) وعليه فلا شاهد فيه (والمعنى) إذا تسلى المحبون بسبب الابتعاد عمن يحبون فحب مية لا يقارب الزوال من قلبي في حال لفضل تمكنه فيه.

٣٥٩

يوشك من فرّ من منيته

في بعض غرّاته يوافقها (١)

كرب وأخذ وجعل وطفق :

ومنها كرب وأخذ وجعل وطفق ، يستعملن استعمال كاد. تقول : كرب يفعل ، وجعل يقول ذاك ، وأخذ يقول ، وقال الله عز وجل : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ).

__________________

(١) هو لامية بن أبي الصلت من أبيات يذكر فيها الموت والبعث وكان ممن يقر بذلك قبل الاسلام. ويتعبد على دين ابراهيم عليه السّلام. فلما بعث محمد صلّى الله عليه وسلّم كفر به وعاد إلى ما كان عليه من عبادة الأصنام حتى هلك وأول القصيدة :

اقترب الوعد والقلوب إلى ال

لهو وحب الحياة سائقها

اللغة يوشك يقارب. والمنية الموت. وغراته جمع غرة وهي الغفلة.

الاعراب يوشك فعل مضارع. ومن موصولة. وفر فعل ماض صلتها وفاعله ضمير يعود إلى من. ومن منيته متعلق بفر. وجملة الموصول مع صلته اسم يوشك. ويوافقها فعل مضارع وفاعل هو ضمير يعود إلى من ومفعول هو الضمير المتصل. والجملة خبر يوشك. وفي بعض غراته متعلق بيوافقها (والشاهد فيه) استعمال يوشك استعمال كاد في مجيء خبرها مضارعا غير متصل بأن (والمعنى) ان الانسان لا ينجيه من الموت فراره منه وان من احترز عنه وقع فيه على حين غفلة منه.

٣٦٠