المفصل في صنعة الإعراب

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري

المفصل في صنعة الإعراب

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

الباب السابع

زيادة الحروف

جمعت في سألتمونيها :

يشترك فيها الاسم والفعل. والحروف الزوائد هي التي يشملها قولك اليوم تنساه ، أو أتاه سليمان ، أو سألتمونيها ، أو السمان هويت. ومعنى كونها زوائد أن كل حرف وقع زائدا في كلمة فانه منها لا إنها تقع أبدا زوائد. ولقد أسلفت في قسمي الأسماء والأفعال عند ذكر الابنية المزيد فيها نبذا من القول في هذه الحروف ، واذكر ههنا ما يميز به بين مواقع أصالتها ومواقع زيادتها والله تعالى الموفق.

الهمزة الزائدة والأصلية :

فالهمزة يحكم بزيادتها إذا وقعت أولا بعدها ثلاثة أحرف أصول كأرنب وأكرم ، إلا إذا اعترض ما يقتضي أصالتها كإمّعة وإمرة ، أو تجيز الأمرين كأولق. وبأصالتها إذا وقع بعدها حرفان أو أربعة أصول كإتب وإزار واصطبل واصطخر ، أو وقعت غير أوّل ولم يعرض ما يوجب زيادتها في نحو شمأل ونئدل وجرائض وضهيأة.

٥٠١

الألف :

والألف لا تزاد أوّلا لامتناع الإبتداء بها. وهي غير أوّل إذا كان معها ثلاثة أحرف أصول فصاعدا لا تقع إلا زائدة كقولهم خاتم وكتاب وحبلى وسرادح وحلبلاب. ولا تقع للالحاق إلا آخرا في نحو معزى. وهي في قبعثرى كنحو ألف كتاب لإنافتها على الغاية.

الياء :

والياء إذا حصلت معها ثلاثة أحرف أصول فهي زائدة أينما وقعت كيلمع ويهير ويضرب وعثير وزبنية ، إلا في نحو يأجج ومريم ومدين وصيصية وقوقيت. وإذا حصلت معها أربعة فإن كانت أوّلا فهي أصل كيستعور ، وإلا فهي زائدة كسلحفية.

الواو :

والواو كالألف لا تزاد أوّلا وقولهم ورنتل كجحنفل. وأما غير أول فلا تكون إلا زائدة كعوسج وحوقل وقسور ودهور وترقوة وعنفوان وقلنسوة إلا إذا اعترض ما في عزويت.

والميم إذا وقعت أولا وبعدها ثلاثة أحرف أصول فهي زائدة نحو مقتل ومضرب ومكرم ومقياس ، إلا إذا عرض ما في معدّ ومعزى ومأجج ومهدد ومنجنون ومنجنيق. وهي غير أول أصل إلا في نحو دلامص وقمارص وهرماس وزرقم. وإذا وقعت أولا خامسة فهي أصل كمزرنجوش. ولا تزاد في الفعل ولذلك استدل على أصالة ميم معد بتمعددوا ونحو تمسكن وتمدرع وتمندل لا اعتداد به.

النون :

والنون إذا وقعت آخرا بعد ألف فهي زائدة إلا إذا قام دليل على أصالتها في نحو فينان وحسان وحمار قبان فيمن صرف ، وكذلك الواقعة في أول

٥٠٢

المضارع والمطاوع نحو نفعل وانفعل ، والثالثة الساكنة في نحو شرنبث وعصنصر وغضنفر وعرند. وهي فيما عدا ذلك أصل إلا في نحو عنسل وعفرني وبلهنية وخنفقيق ونحو ذلك.

التاء :

والتاء اطردت زيادتها أوّلا في نحو تفعيل وتفعال وتفعل وتفاعل وفعليهما ، وآخرا في التأنيث والجمع. وفي نحو رغبوت وجبروت وعنكبوت ثم هي أصل إلا في نحو ترتب وتولج وسنبتة.

الهاء :

والهاء زيدت زيادة مطردة في الوقف لبيان الحركة أو حرف المدّ في نحو كتابيه وثمه ووازيداه وو اغلاماه وواغلامهوه ووانقطاع ظهرهيه ، وغير مطردة في جمع أم ، وقد جاء بغير هاء ، وقد جمع اللغتين من قال :

إذا الأمهات قبحن الوجو

ه فرجت الظلام بأماتكا (١)

وقيل قد غلبت الأمهات في الأناسي والأمات في البهائم. وقد زاد هاء في الواحد من قال :

أمهتي خندف والياس أبي (٢)

__________________

(١) لم يذكر له أحد قائلا.

الاعراب إذا ظرفية شرطية. والأمهات مبتدأ. وقبحن فعل ماض. ونون النسوة فاعله. والوجوه مفعوله. وفرجت فعل وفاعل. والظلام مفعوله. وباماتكا متعلق بفرجت.

(والشاهد فيه) ان الشاعر جمع لفظ أم بهاء وبغير هاء وهما لغتان فجمع بينهما.

(٢) نسبه في اللسان لقصي ولم يزد على ذلك وقصي هذا غير ذاك الذي هو من أجداد النبي صلّى الله عليه وسلّم لا كما توهم وكأن القائل بذلك لم يقف على الشعر كله وهو :

عند تناديهم بهال وهب

أمهتي خندف والياس أبي

حيدة خالي ولقيط وعلي

وحاتم الطائي وهاب المئي

٥٠٣

وفي كتب العين أمهت وهو مسترذل. وزيدت في اهراق اهراقه ، وفي هركولة وهجرع وهلقامة عند الأخفش. ويجوز أن تكون مزيدة في قولهم قرن سلهب لقولهم سلب.

السين :

والسين اطردت زيادتها في استفعل ، ومع كاف الضمير فيمن كسكس ، وقالوا اسطاع كأهراق.

اللام :

واللام جاءت مزيدة في ذلك ، وهنالك ، وأولالك ، قال :

وهل يعظ الضّليل إلا ألالكا (١)

وفي عبدل وزيدل ، وفي فجعل ، وفي هيقل احتمال.

__________________

الاعراب ظاهر (والشاهد فيه) انه أدخل الهاء في الواحد. ويؤيد هذا ما نقله الخليل في كتاب العين من قولهم تأمهت أما والمذهب حذفها لقولهم أم بينة الأمومة.

(١) صدره. أولئك قومي لم يكونوا الأشابة. وهو لأعشى قيس ميمون.

اللغة الأشابة بضم الهمزة الاخلاط من الناس يقال أشبت القوم إذا خلطت بعضهم ببعض. والضليل الضال يقال رجل ضليل ومضلل أي ضال جدا.

الاعراب أولئك اسم اشارة مبتدأ. وقومي خبره. ويكونوا فعل مضارع مجزوم بلم. والواو فاعله. واشابة مفعوله. وهل حرف استفهام. ويعظ فعل مضارع. والضليل مفعوله. والأحرف استثناء والألكا فاعله. (والشاهد فيه) زيادة اللام في أولالك وهو شاهد على صحة الاستعمال (والمعنى) يصف قومه بالصفاء والنصح يقال ان انسابهم صريحة صافية لم تمزج بغيرها وانه لا ينصح الضليل الغاوي غيرهم لكمال عقولهم وانقياد الناس لهم.

٥٠٤

الباب الثامن

إبدال الحروف

جمعت في استنجده يوم صال زط :

يقع الإبدال في الأضرب الثلاثة كقولك أجوه وهراق وإلا فعلت وحروفه حروف الزيادة والطاء والدال والجيم والصاد والزاي ويجمعها قولك استنجده يوم صال زط.

الهمزة :

فالهمزة أبدلت من حروف اللين ومن الهاء والعين. فإبدالها من حروف اللين على ضربين مطرد وغير مطرد. والمطرد على ضربين واجب وجائز.

فالواجب إبادلها من ألف التأنيث في نحو حمراء وصحراء ، والمنقلبة لاما نحو كساء ورداء وعلباء ، أو عينا في نحو قائل ونائل وبائع ، ومن كل واو واقعة أولا شفعت بأخرى لازمة في نحو أواصل وأواق جمعي واصلة وواقية. قال :

يا عديّ لقد وقتك الأواقي (١)

__________________

(١) صدره. (ضربت صدرها إليّ وقالت) وقد عزاه ابن منظور في اللسان والجوهري في الصحاح وابن سيده في المخصص لمهلهل. وقال بعض المتأخرين وليس هو له وانما هو لأخيه.

٥٠٥

وأو يصل تصغير واصل. والجائز إبدالها من كل واو مضمومة وقعت مفردة فاء كأجوه ، أو عينا غير مدغم فيها كادؤر ، أو مشفوعة عينا كالغؤور والنؤور ، وغير المطرد إبدالها من الألف في نحو دأبة وشأبة ابيأض واهأم ، وعن العجاج أنه كان يهمز العالم والخاتم فقال :

فخندف هامة هذا العالم (١)

__________________

عدي من أبيات يذكر بها أخاه مهلهلا وقيامه بطلب ثأره واضرام الحرب على قوم جساس. أقول وهذا من أقبح الخطأ فان مهلهلا لقب عدي كما في الأغاني وغيره. واسم أخيه كليب.

اللغة وقتك أي حفظتك والاواقي الحوافظ جمع واقية.

الاعراب ضربت فعل ماض. فاعله ضمير يعود إلى الظبية المكني بها عن المرأة في البيت قبله. وهو :

ظبية من ظباء وجرة تعطو

بيديها في ناضر الأوراق

وصدرها مفعول ضربت. وإلى متعلق به. وقوله وقالت جملة فعلية عطف على جملة ضربت. ويا حرف نداء. وعدي منادى مبني على الضم. وقوله لقد اللام للقسم ، وقد حرف تحقيق. ووقتك فعل ماض. والكاف مفعوله. والأواقي فاعله. والجملة في محل نصب بالقول (والشاهد فيه) ابدال الهمزة من الواو في أواقي لأن أصلها وواقي لأنها جمع واقية وانما أبدلوا الهمزة من الواو لأن التضعيف في أوائل الكلم قليل. وانما جاء منه ألفاظ يسيرة من نحو ددن فلما ندر في الحروف الصحاح امتنع في الواو لثقلها مع أنها تكون معرضة لدخول واو العطف عليها وواو القسم فيلزم اجتماع ثلاث واوات وذلك مستثقل (والمعنى) انها عجبت من سلامتي وخلاصي من الأعداء بعد أن وقعت في أيديهم فضربت صدرها بيدها ومن عادة النساء اذا رأين شيئا ينكرنه أن يضربن بأيديهن على صدورهن.

(١) صدره يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي.

اللغة خندف اسم قبيلة وهامة كل شيء أعلاه.

الاعراب يا دار سلمى حرف نداء ومنادى مضاف. وقوله يا اسلمي يا حرف نداء والمنادى محذوف أي يا هذه. واسلمي فعل أمر فاعله ضمير المخاطبة. وثم اسلمي عطف على اسلمي الأولى. وخندف مبتدأ وهامة هذا العالم خبره (والشاهد فيه) همز عالم وذلك من قبل أن الألف في العالم تأسيس لا يجوز معها إلا مثل ساجم ولازم فلما قال يا اسلمي ثم اسلمي همز العالم لتجري القافية على منهاج واحد في عدم التأسيس.

٥٠٦

وحكي بأز ، وقوقأت الدجاجة. وقال :

يا دار مي بدكاديك البرق

صبرا فقد هيجت شوق المشتإق (١)

ومن الواو غير المضمومة في نحو إشاحة وإفادة وإسادة وإعاء أخيه في قراءة سعيد بن جبير ، وأناة وأسماء واحد وأحّد في الحديث ، والمازني يرى الإبدال من المكسورة قياسا ، ومن الياء في قطع الله أديه وفي أسنانه ألل وقالوا الشئمة وإبدالها من الهاء في ماء وأمواء. قال :

وبلدة قالصة أمواءها

ماصحة رأد الضحي أفياءها (٢)

وفي أل فعلت وإلا فعلت ، ومن العين في قوله :

__________________

(١) لم يسم أحد قائله ويغلب أن يكون لذي الرما.

اللغة دكاديك جمع دكداك وهو أرض فيها غلظ. والبرق جمع برقة وهي أرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل. وصبرا يروى بدله سقيا ولعله أظهر. والمعنى الدعاء لها بالسقيا. والمشتاق المشتاق من الشوق وهو تعلق القلب بالشيء ونزوعه إليه.

الاعراب يا حرف نداء. ودار منادى مضاف إلى مي. وبدكاديك متعلق بمحذوف صفة دار أي الكائنة. والبرق جر بالاضافة إليه. وصبرا مفعول مطلق. وهيجت فعل وفاعل. وشوق نصب على المفعولية. والمشتاق جر بالاضافة إليه (والشاهد فيه) همز مشتاق للضرورة. واعلم أن الهمزة هنا مكسورة لا مفتوحة وذلك لأن مشتاق أصله مشتوق بكسر الواو قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فلما اضطر إلى تحريك الألف حركها بمثل الكسرة التي كانت على الواو.

(٢) أنشده ابن جني عن أبي علي الفارسي ولم يسم له قائلا

اللغة قالصة أي مرتفعة من قولهم قلص الماء من البئر أي ارتفع. وماصحة أي قصيره يقال مصح الظل أي قصر. وراد الضحى ارتفاعه حين يعلو النهار.

الاعراب وبلدة الواو واو رب. وبلدة مجرور برب. وقالصة صفة بلدة. وامواؤها فاعل قالصة. وماصحة صفة بلدة. وراد الضحى نصب على الظرفية. وافياؤها فاعل ما صحة (والشاهد فيه) انه جمع ماء بالهمزة.

٥٠٧

أباب بحر ضاحك زهوق (١)

الألف :

والألف أبدلت من أختيها ومن الهمزة والنون. فإبدالها من أختيها مطرد في نحو قال وباع ودعى ورمى وباب وناب مما تحركتا فيه وانفتح ما قبلهما ، ولم يمنع ما منع من الإبدال في نحو رميا ودعوا إلا ما شذ من نحو القود والصيد. وغير مطرد في نحو طائي وحاري وياجل. وإبدالها من الهمزة لازم في نحو آدم ، وغير لازم في نحو رأس. وإبادلها من النون في الوقف خاصة على ثلاثة أشياء : المنصوب المنون ، وما لحقته النون الخفيفة المفتوح ما قبلها ، وإذن ، كقولك رأيت زيدا ولنسفعا وفعلتها إذا.

الياء :

والياء أبدلت من أختيها ، ومن الهمزة ، ومن أحد حرفي التضعيف ، ومن النون والعين والعين والباء والسين والثاء. فإبدالها من الألف في نحو مفيتيح ومفاتيح وهو مطرد. ومن الواو في نحو ميقات وعصى وغاز وغازية وأدل وقيام وانقياد وحياض وسيد ولية واغزيت واستغزيت وهو مطرد. وفي نحو صبية وثيرة وعليان وبيجل ، وهو غير مطرد. ومن الهمزة في نحو ذيب ومير على ما قد سلف في تخفيفها. ومن أحد حرفي التضعيف في قولهم أمليت ، وقصيت أظفاري ، ولا وربيك لا أفعل ، وتسريت وتظنيت ، ولم يتسن ، وتقضى البازي. وقوله :

__________________

(١) لم يسم أحد له قائلا ولا ذكر له سابقا أو لاحقا.

اللغة أباب الماء عبابه. وضاحك أي ممتليء يقال أضحك حوضه إذا ملأه حتى فاض. وزهوق بعيد القعر. ورواه ابن منظور في اللسان هزوقا ولا يعرف لهذا معنى.

الاعراب ظاهر (والشاهد فيه) أنه أبدل الهمزة من العين لقرب مخرجهما. وقال ابن جني ليست الهمزة فيه بدلا من عين عباب وان كنا قد سمعناه وانما هو فعال من أب إذا تهيأ قال ابن يعيش فان البحر يتهيأ لما يزخر به.

٥٠٨

نزور امرأ أما الإله فيتقي

وأما بفعل الصالحين فيأتمي (١)

والتصدية فمن جعلها من صد يصد ، وتلعيت من اللعاعة ، ودهديت وصهصيت ومكاكي في جمع مكوك ، ودياج في جمع ديجوج ، وديوان وديباج وقيراط ، وشيراز وديماس فيمن قال شراريز ودماميس. وقوله :

وايتصلت بمثل ضوء الفرقد (٢)

أبدل الياء من التاء الأولى في اتصلت ومما سوى ذلك في قولهم أناسي وظرابي. وقوله :

ومنهل ليس له حوازق

ولضفادي جمه نقانق (٣)

__________________

(١) لم أر من نسبه إلى قائله.

الاعراب نزور فعل مضارع فاعله ضمير المتكلمين. وامرأ مفعوله. وأما للتفصيل وفيها معنى الشرط. ويتقي فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى المرء. والجملة جواب الشرط. والاله مفعول يتقي. وبفعل متعلق بيأتمي فعل مضارع فاعله يعود إلى المرء (والشاهد فيه) إبدال الياء من الميم فان يأتمي أصله يأتم أي يقتدي.

(٢) لم يسم أحد قائله وصدره قام بها ينشد كل منشد.

الاعراب قام فعل ماض. وفاعله ضمير فيه. وبها متعلق بقام. وينشد فعل مضارع.

وفاعله ضمير قام. وكل منشد مفعوله. والجملة حالية. وايتصلت فعل ماض فاعله ضمير مستتر. وبمثل ضوء الفرقد كلام اضافي في محل نصب مفعول ايتصلت (والشاهد فيه) قلب إحدى التاءين من اتصلت ياء استكراها للتضعيف لما فيه من الثقل على اللسان.

(٣) عزاه سيبويه لرجل من بني يشكر. وقيل انه مصنوع لخلف الأحمر.

اللغة المنهل المورد. والحوازق الجماعات واحدها حزيقة ككتيبة جمعت جمع فاعلة كأنها حازقة فجمع على غير واحده. وجم الماء معظمة. والنقانق أصوات الضفادع واحدها نقنقه كدحرجه.

الاعراب منهل مجرور بواو رب. وليس فعل ماض ناقص. وله خبرها مقدم. وحوازق

٥٠٩

وقوله يصف عقابا :

لها أشارير من لحم تتمره

من الثعالى ووخز من أرانيها (١)

وقوله :

إذا ما عدّ أربعة فسال

فزوجك خامس وأبوك سادي (٢)

__________________

اسمها. والجملة صفة منهل. والضفادي خبر مقدم. ونقانق مبتدأ (والشاهد فيه) قلب العين ياء في ضفادي فان أصله ضفادع (والمعنى) ان هذا المنهل ليس عليه من يمنع الشرب منه وماؤه كثير يكفي كل وارد كنى عن هذا المعنى بكثرة ضفادعه فان الضفادع قلما يقمن الا في الماء الكثير.

(١) هو لأبي كاهل النمر بن تولب اليشكري من أبيات يصف بها فرخة عقاب كانت لقومه.

اللغة اشارير جمع إشرارة وهي قطعة من اللحم تقدد للادخار. ومتمرة مجففة من تمرت اللحم والتمر بتشديد الميم اذا جففته. ووخز أي قطع من الوخز وهو القطع القليل والثعالي الثعالب والأراني الأرانب.

الاعراب لها خبر مقدم. وأشارير مبتدأ مؤخر. ومن لحم متعلق بمحذوف صفة أشارير. ومن للبيان. وتتمره فعل مضارع وفاعله ضمير يعود إلى الفرخة. وضمير المفعول يعود إلى اللحم. والجملة في محل جر صفة لحم. ومن الثعالي في محل رفع صفة أشارير. ووخز بالرفع عطف على أشارير. ومن أرانيها متعلق بمحذوف في محل رفع على أنه صفة وخز (والشاهد فيه) في قوله تعالى وأرانيها فان أصلها ثعالب وأرانب أبدلت الباء الموحدة فيها ياء (والمعنى) ان لهذه الفرخة قطعا من لحم الثعالب ولحم الأرانب تقددها لتأكلها. يقول إن اللحم عندها كثير فهي تأكله طريا وقديدا.

(٢) لم أر من نسبه إلى قائله.

اللغة فسال جمع فسيل وهو الرجل الخسيس.

الاعراب إذا ظرفية شرطية. وما زائدة. وعد فعل ماض مجهول. وأربعة نائب الفاعل. وفسال صفته. وزوجك مبتدأ. وخامس خبره. والجملة جواب اذا. وأبوك سادي جملة ابتدائية عطف على الجملة الجزائية (والشاهد فيه) قلب السين ياء في سادي فان أصله سادس (والمعنى) اذا عد الناس من القوم أربعة خساسا فزوجك خامسهم وأبوك سادسهم أي يكونان من جملة الأسافل الخساس.

٥١٠

وقوله :

قد مرّ يومان وهذا الثالي

وأنت بالهجران لا تبالي (١)

الواو :

والواو تبدل من أختيها ومن الهمزة. فإبدالها من الألف في نحو ضوارب وضويرب تصغير ضرباب مصدر ضارب ، وأوادم وأويدم ورحوي وعصوي وألوان تثنية إلى إسما. ومن الياء في نحو موقن وطوبي مما سكن ياؤه غير مدغمة وانضم ما قبلها ، وفي ضويرب تصغير ضراب مصدر ضاربه ، وفي بقوي وبوطر من بيطر ، وهذا أمر ممضو عليه ، وهو نهو عن المنكر ، وفي الجباوة. ومن الهمزة في نحو جونة وجون كما سلف في تخفيفها.

الميم :

والميم أبدلت من الواو واللام والنون والباء. فإبدالها من الواو في فم وحدها. ومن اللام في لغة طيء في نحو ما روى النمر بن تولب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقيل انه لم يرو غير هذا ليس من امبر امصيام في امسفر. ومن النون في نحو عمبر وشمباء مما وقعت فيه النون ساكنة قبل الباء. وفي قول رؤبة :

يا هال ذات المنطق التّمتام

وكفّك المخضب البنام (٢)

__________________

(١) لم ينسبه أحد إلى قائله.

الاعراب قد حرف تحقيق. ومر فعل ماض. ويومان فاعله. وهذا عطف على يومان في محل رفع. والثالي بدل أو عطف بيان. وأنت مبتدأ. وبالهجران متعلق بتبالي. وتبالي فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب. والجملة خبر المبتدأ (والشاهد فيه) قلب التاء ياء في قوله الثالي فان أصله الثالث.

(٢) هو لرؤبة بن العجاج.

اللغة هال مرخم هالة اسم امرأة. والتمتام الذي فيه تمتمة وهو الذي يتردد في النطق بالباء وزنه فعلال. والمخضب الذي استعمل فيه الخضاب وهو الحناء.

٥١١

وطامه الله على الخير. ومن الباء في بنات مخر وما زلت راتما على هذا ورأيته من كثم. وقوله :

فبادرت شاتها عجلى مثابرة

حتى استقت دون محني جيدها نغما (١)

قال ابن الأعرابي أراد نغبا.

النون :

والنون أبدلت من الواو واللام في صنعاني وبهراني ، ولعن بمعنى لعل.

التاء :

والتاء أبدلت من الواو والياء والسين والصاد والباء. فإبدالها من الواو فاء في نحو اتعد وأتلجه قال :

__________________

الاعراب يا حرف نداء. وهال منادي مرخم هالة. وذات المنطق يجوز رفعه حملا على اللفظ. ونصبه حملا على المحل. والتمتام مجرور صفة منطق. وكفك إما مجرور معطوف على المنطق كأنه قال ذات المنطق التمتام والكف المخضب أو مرفوع على انه مبتدأ محذوف الخبر ، وخبره في بيت بعد هذا. والمخضب صفة كف. على وجهيه. والبنام جر بالاضافة إليه (والشاهد فيه) في قوله البنام فان أصله البنان أبدلت الميم من النون كما أبدلت منها في عنبر فقيل عمير ، وفي حنظل فقيل حمظل.

(١) أنشده ابن الاعرابي في نوادره ولم يسم قائله وقيل انه لرؤبة.

اللغة بادرت سارعت. ومثابرة أي مواظبة. والمحني المعطف. ونغما أي نغبا جمع نغبة وهي الجرعة.

الاعراب بادرت فعل ماض فاعله ضمير المرأة المذكورة سابقا. وشأنها مفعوله. وعجلى حال. وكذلك مثابرة. وحتى غائية. واستقت فعل ماض فاعله ضمير المرأة. ودون نصب على الظرف. ومحني مجرور تقديرا بالاضافة إليه. ونغما مفعول استقت (والشاهد فيه) قلب الباء ميما في قوله نغما (والمعنى) ان هذه المرأة إذا نزل بها ضيف أسرعت إلى شاتها فاحتلبت منها جرعا من اللبن وقدمتها إلى الضيف واكتفت بذلك عن ذبحها.

٥١٢

متلج كفيه في قتره (١)

وتجاه وتيقور وتكلان وتكاة وتكلة وتخمة وتهمة وتقية وتقوى وتترى وتوراة وتولج وتراث وتلاد. ولا ما في أخت وبنت وهنت وكلتا. ومن الياء فاء في نحو اتسر ، ولاما في نحو أسنتوا وثنتان وكيت وذيت. ومن السين في طست ومنه قوله :

يا قاتل الله بني السعلاة

عمرو بن يربوع شرار النات

غير أعفاء ولا أكيات (٢)

ومن الصاد في لصت قال :

كاللصوت المرّد (٣)

__________________

(١) هو لامرىء القيس وصدره رب رام من بني ثعل.

اللغة متلج أي مدخل. والقترة ناموس الصياد الذي يجعل فيه الصيد.

الاعراب رام مجرور برب. ومن بني ثعل متعلق بمحذوف صفة رام. ومتلج صفة أخرى وهو اسم فاعل فاعله ضمير يعود إلى الرامي. وكفيه مفعوله (والشاهد فيه) إبدال التاء من الواو في متلج لأنه اسم فاعل من أتلج (والمعنى) ان هذا الصائد يجعل يديه في القترة التي يكون فيها الصيد لئلا يهرب منها.

(٢) لم يسم قائله.

اللغة السعالي جمع سعلاة وهي الغول. والأكياس جمع كيس وهو الرجل الحسن الرأي.

الاعراب يا حرف نداء والمنادى محذوف أي يا قوم. وقاتل فعل ماض. ولفظ الجلالة فاعله. وبني السعلاة مفعوله. وقوله عمرو بن يربوع عطف بيان من بني السعلاة. وقوله شرار النات صفة عمرو بن يربوع على ارادة القبيلة المنسوبة إلى هذا الرجل. وقوله اعفاء صفة ثانية (والشاهد فيه) ابدال التاء من السين في النات واكيات فان أصلهما ناس واكياس.

(٣) هذا قطعة من بيت وهو.

فتركن نهدا عيلا أبناؤها

وبني كنانة كاللصوت المرد

اللغة نهد اسم قبيلة. وعيلا جمع عائل من العويل بمعنى البكاء. ومرد جمع مارد وهو

٥١٣

ومن الباء في الذعالت بمعنى الذعالب وهي الأخلاق.

الهاء :

والهاء أبدلت من الهمزة والألف والياء والتاء. فإبدالها من الهمزة في هرقت الماء ، وهرحت الدابة ، وهنرت الثوب ، وهردت الشيء ، عن اللحياني ، وهياك ، ولهنك ، وهما والله لقد كان كذا ، وهن فعلت فعلت في لغة طيء ، وفيما أنشد أبو الحسن :

وأتى صواحبها فقلن هذا الذي

منح المودّة غيرنا وجفانا (١)

أي إذا الذي ومن الألف في قوله :

إن لم تروها فمه (٢)

__________________

الخبيث من الجن.

الاعراب تركن فعل ماض ونون النسوة فاعله. ونهدا مفعوله الأول. وعيلا مفعوله الثاني. وأبناؤها فاعل عيلا. وبني كنانة عطف على نهدا. وكاللصوت متعلق بتركن. والمرد صفة اللصوت (والشاهد فيه) ابدال الصاد من التاء في اللصوت فان أصله اللصوص.

(١) لم أر من ذكر له قائلا.

الاعراب أتى فعل ماض. وصواحبها فاعله. وقلن فعل وفاعل عطف على أتى. وهذا الهاء بدل من همزة الاستفهام وذا اسم اشارة مبتدأ. والذي اسم موصول. ومنح فعل ماض صلة الموصول وفاعله ضمير يعود إليه. والمودة مفعول أول. وغيرنا مفعول ثان. وجفانا جملة فعلية عطف على منح. والموصول مع صلته خبر المبتدأ (والشاهد فيه) ابدال الهاء من الهمزة في هذا والأصل أذا وهذا قليل.

(٢) نسبه شراح الشواهد لبعض الأعراب وقبله :

قد وردت من أمكنه

من ها هنا وها هنه

الاعراب ظاهر (والشاهد فيه) ابدال الهاء من الألف في قوله فمه فان الأصل فما إلا أنه لما أراد الوقف عليها والألف يكره الوقف عليها لخفائها أبدل منها الهاء لتقاربهما ، والمراد فما أصنع ونحوه ويحتمل أن يكون معه زجرا لنفسه كأنه قال ان لم تروها فكف عنها ودعها لمن يقدر على ذلك.

٥١٤

وفي أنه وحيهله وقوله :

وقد رابني قولها يا هناه (١)

وهي مبدلة من الألف المنقلبة عن الواو في هنوات ، ومن الياء في هذه أمة الله ، ومن التاء في طلحة وحمزة في الوقف. وحكى قطرب أن في لغة طيء كيف البنون والبناه ، وكيف الأخوة والأخواه.

اللام :

واللام أبدلت من النون والضاد في قوله :

وقفت فيها أصيلالا أسائلها (٢)

__________________

(١) هو لامرىء القيس وتمامه ويحك ألحقت شرا بشر.

اللغة رابني من الريب وهو الشك.

الاعراب رابني فعل ومفعول. وقولها فاعله. وبا هناه وما بعدها مقول القول (والشاهد فيه) ان الهاء في هناه مبدلة من ألف منقلبة عن واو أصله هنا وعلى وزن فعال قلبت واوه ألفا كما قلبت في كساء وانما لم تقلب همزة لئلا يلتبس بفعال من التهنئة. وليست هذه الهاء هاء السكت كما قيل لأنها لا تكون في الدرج.

(٢) تمامه (عيت جوابا وما بالربع من أحد) وهو للنابغة الذبياني.

اللغة أصيلال تصغير أصلان جمع أصيل وهو العشي. وانما صغره ليدل على قصر الوقت. وعيت أي عجزت. والربع منزل القوم.

الاعراب وقفت فعل وفاعل. وفيها متعلق به. والضمير إلى الدار المذكورة في بيت قبله وهو :

يا دار مية بالعلياء فالسند

أقوت وطال عليها سالف الأمد

أصيلالا نصب على الظرفية. وأسائلها جملة من فعل وفاعل ومفعول حال من ضمير الفاعل في وقفت. وقوله عيت هو فعل ماض فاعله ضمير الدار. وجوابا نصب على التمييز. وما نافية. وبالربع خبر مقدم. ومن زائدة. واحد مبتدأ مؤخر (والشاهد فيه) ابدال اللام من النون في أصيلالا فان أصله بالنون. وهذا ابدال غير شائع والأحرف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا تسعة يجمعها قولك هدأت موطيا. وربما استشهدوا به على أن تصغير الجمع غير

٥١٥

وقوله :

مال إلى أرطاة حقف فالطجع (١)

الطاء :

والطاء أبدلت من التاء في نحو اصطبر ، وفحصط برجلي.

الدال :

والدال أبدلت من التاء في ازدجر ، وازدان ، وفزد ، واذدكر غير مدغم فيما رواه أبو عمرو. واجدمعوا واجدزّ في بعض اللغات قال :

واجدزّ شيحا (٢)

وفي دولج.

__________________

مقيس. وهذا على أن أصلانا جمع أصيل فان كان مفردا كعثمان فتصغير مقيس لا شذوذ فيه.

(١) صدره (لما رأى أن لادعه ولا شبع) وهو لمنظور بن حية الأسدي.

اللغة الدعة الراحة والخفض والهاء فيه عوض من الواو تقول ودع الرجل بالضم. والارطاة شجرة من أشجار الرمل والجمع ارطى. والحقف الرمل المعوج والجمع حقاف وأحقاف.

الاعراب لما ظرف بمعنى حين ورأى فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى الذئب المذكور في البيت قبله وهو :

يا رب أبان من العفر صدع

تقبض الذئب إليه واجتمع

ولا نافية للجنس. ودعه اسمها. وخبرها محذوف. والجملة في محل نصب مفعول رأى. وقوله ولا شبع عطف على دعه. ومال فعل ماض جواب لما. وفاعله ضمير الذئب.

وإلى ارطاة حقف متعلق به. وقوله فالطجع عطف على مال (والشاهد فيه) في قوله فالطجع فان أصله فاضطجع فابدلت الضاد فيه لاما (والمعنى) لما رأى الذئب أن لا راحة له في طلب الظبي ولا شبع لعدم امكان دركه مال إلى شجرة فاضطجع تحتها.

(٢) هذا قطعة من بيت ليزيد بن الطثرية على ما في الصحاح. وقال ابن بري انه لمضرس ابن ربعي الأسدي. والبيت :

٥١٦

الجيم :

والجيم أبدلت من الياء المشددة في الوقف. قال أبو عمرو : قلت لرجل من بني حنظلة : ممن أنت؟ فقال فقيمج. فقلت من أيهم؟ فقال : مرّج. وقد أجرى الوصل مجرى الوقف من قال :

خالي عويف وأبو علجّ

المطعمان الشحم بالعشجّ

وبالغداة تل البرنج

يقلع بالودّ وبالصيصجّ (١)

وأنشد ابن الاعرابي :

__________________

فقلت لصاحبي لا تحبسنا

بنزع أصوله واجدز شيحا

اللغة لا تحبسنا من الحبس. وفي رواية الجوهري لا تحبسانا. قال وربما خاطبت العرب الواحد بلفظ الاثنين. والشيح نبت معروف.

الاعراب قلت فعل وفاعل. ولصاحبي متعلق به. ولا ناهية. وتحبسنا فعل مضارع مجزوم بلا والجملة في محل نصب بالقول. وبنزع متعلق به. والضمير في أصوله للكلأ. واجدز أمر من جز يجز وفاعله ضمير المخاطب. وشيحا مفعوله (والشاهد فيه) ابدال الدال من التاء في قوله واجدز فإن أصله جز ثم نقل إلى باب الافتعال فصار اجتز ثم قلبت التاء دالا (والمعنى) يقول لصاحبه لا تحبسنا عن شي اللحم بنزع أصول الشجر بل خذ ما تيسر من قضبانه وعيدانه وأسرع في الشي.

(١) عزاه شراح الشواهد لرجل من أهل البادية ولم يذكروا اسمه.

اللغة الغداة أول النهار. والكتل جمع كتلة وهي القطعة المجتمعة. ويروى كبس والمعنى واحد. والبرني ضرب من التمر. والود أصله الوتد قلبت التاء دالا وادغمت في الدال والصيصي قرن البقر.

الاعراب خالي مبتدأ. وعويف خبره. وأبو علج عطف على عويف. والمطعمان صفة عويف. وأبو علج والألف واللام فيه بمعنى الذي. والشحم مفعول مطعمان. وبالعشج متعلق بمطعمان. وبالغداة عطف على المفعول. ويقلع فعل مضارع مبني للمجهول. ونائب الفاعل ضمير يعود إلى البرني. والجملة صفة البرني. وبالود وبالصيصج متعلقان بيقلع (والشاهد فيه) في أربعة ألفاظ أبو علج والعشج والبرنج والصيصج فإنّ الجيم فيها بدل من الياء.

٥١٧

كأن في أذنابهن الشوّل

من عبس الصيف قرون الأجلّ (١)

وقد أبدلت من غير المشددة في قوله :

لاهم ان كنت قبلت حجتج

فلا يزال شاحج يأتيك بج

أقمر نهات ينزي وفرتج (٢)

وقوله :

حتى إذا أمسجت وأمسجا (٣)

__________________

(١) هو لأبي النجم العجلي.

اللغة أذناب جمع ذنب. وشول جمع شائل أي مرتفع. والعبس ما التصق بذنب البعير من البعر. والإبل تيس الجبل.

الاعراب كأنّ حرف توكيد ونصب. ومن أذنابهن خبرها مقدّم والشول صفة أذناب.

وقرون الاجل اسم كأنّ (والشاهد فيه) قلب الياء جيما فان أصله ايل (والمعنى) كأنّ أذناب هذه الإبل مما التصق بها من البعران قرون تيس الجبل.

(٢) عزاه شراح الشواهد لرجل من اليمانيين.

اللغة لا هم يروى بدله يا رب. والشاحج البغل. وأقمر أي أبيض. ونهات أي نهاق.

وينزي يحرك والوفرة الشعر إلى شحمة الأذن.

الاعراب لا هم منادى بحرف نداء محذوف. وان حرف شرط جازم. وكنت كان فعل ماض ناقص. والتاء اسمها. وقبلت فعل وفاعل. وحجتج مفعوله. والجملة خبر كان والجملة من كان واسمها وخبرها فعل الشرط. وقوله فلا الفاء في جواب الشرط. ويزال فعل مضارع. وشاحج اسمها. وجملة يأتيك خبرها بالرفع صفة شاحج. ونهات صفة ثانية.

وينزي فعل مضارع مرفوع تقديرا. وفاعله ضمير شاحج. ووفرتج مفعوله. والجملة صفة شاحج أيضا. (والشاهد فيه) في قوله حجتج وبج ووفرتج فان أصلها حجتي وبي ووفرتي فأبدل من الياءات جيما.

(٣) (الشاهد فيه) ابدال الجيم من الياء. وقيل ان الجيم بدل من ألف أمسى. وسوغ ذلك وان كانت الجيم لا تبدل من الألف ان الألف هنا مبدلة من الياء.

٥١٨

السين :

والسين إذا وقعت قبل غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز إبدالها ضادا كقولك صائغ ، وأصبغ نعمه صخر ، ومس صقر ، ويصاقون وصقت ، وصبقت ، وصويق ، والصملق ، وصراط ، وصاطع ومصيطر ؛ وإذا وقعت قبل الدال ساكنة أبدلت زايا خالصة كقولك في يسدد يزدد ، وفي يسدل ثوبه يزدل. قال سيبويه ولا تجوز المضارعة يعني إشراب صوت الزاي. وفي لغة كلب تبدل زايا مع القاف خاصة يقولون مس زقر.

الصاد :

والصاد الساكنة إذا وقعت قبل الدال جاز إبدالها زايا خالصة في لغة فصحاء من العرب ومنه لم يحرم من فزد له. وقول حاتم :

هكذا فزدي أنه (١)

وقال الشاعر :

ودع ذا الهوى قبل القلى ترك ذي الهوى

متين القوى خير من الصرم مزدرا (٢)

__________________

(١) هو لحاتم الطائي وقد كان أسره رجل وتركه في بيته فقالت له ربة المنزل : قم فافصد لي هذا الجمل فقام إليه فنحره فأنكرت عليه ذلك فقال هذا.

الاعراب هكذا خبر مقدم. وفزدي مبتدأ مضاف إلى ياء المتكلم. وأنه توكيد للضمير المجرور.

(٢) لم أر من ذكر له قائلا.

الاعراب دع فعل أمر فاعله ضمير المتكلم. وذا الهوى مفعوله. وقبل نصب على الظرفية. وترك مبتدأ. وذي الهوى جر بالاضافة إليه. ومتين نصب على الحال. وخير خبر المبتدأ ومصدرا نصب على التمييز. (والشاهد فيه) ابدال الزاي من الصاد في مزدرا وأصله مصدرا. (والمعنى) اترك محبة من تحبه قبل وقوع العداوة ، فترك المحبة حينئذ خير مصدرا من الهجران.

٥١٩

وأن تضارع بها الزاي فإن تحركت لم تبدل. ولكنهم قد يضارعون بها الزاي فيقولون صدر وصدف والصراط. والراط. قال سيبويه : والمضارعة أكثر ، وأعرب من الإبدال والبيان أكثر ، ونحو الصاد في المضارعة الجيم والشين تقول هو أجدر وأشدق.

٥٢٠