المفصل في صنعة الإعراب

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري

المفصل في صنعة الإعراب

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٠

الباب التاسع

الإعتلال

حروف الإعتلال :

حروفه الألف والواو والياء. وثلاثتها تقع في الأضرب الثلاثة ، كقولك مال وناب وسوط وبيض وقال وباع وحاول وبايع ولا ولو وكي ، إلا أن الألف تكون في الأسماء والأفعال زائدة أو منقلبة عن الواو والياء لا أصلا ، وهي في الحروف أصل ليس إلا لكونها جوامد غير متصرف فيها.

اتفاق الواو والياء واختلافهما :

والواو والياء غير المزيدتين تتفقان في مواقعهما وتختلفان. فاتفاقهما ان وقعت كلتاهما فاء كوعد ويسر ، وعينا كقول وبيع ، ولاما كغزو ورمى ، وعينا ولاما معا كقوة وحية ، وان تقدمت كل واحدة منهما على أختها فاء وعينا في نحو ويل ويوم.

واختلافهما أن الواو تقدمت على الياء في نحو وفيت وطويت ، وتقدمت الياء عليها في يوم ، وأما الواو في الحيوان وحيوة فكواو جباوة في كونها بدلا عن الياء والأصل حييان وحيية.

واختلافهما أن الياء وقعت فاء وعينا معا ، وفاء ولاما معا في بين اسم

٥٢١

مكان وفي يديت ، ولم تقع الواو كذلك. ومذهب أبي الحسن في الواو أن تأليفها من الواوات فهي على قوله موافقة للياء في بييت. وقد ذهب غيره إلى أن ألفها عن ياء فهي على هذا موافقتها في يديت. وقالوا ليس في العربية كلمة فاؤها واو ولامها واو إلا الواو. ولذلك آثروا في الوغى أن يكتب بالياء.

٥٢٢

الفصل الأول : الواو والياء فاءين

الواو والياء في مضارع فعل :

الواو تثبت صحيحة ، وتسقط ، وتقلب. فثباتها على الصحة في نحو وعد وولد والوعد والولدة. وسقوطها فيما عينه مكسورة من مضارع فعل أو فعل لفظا أو تقديرا. فاللفظ في يعد ويق ، والتقدير في يضع ويسع ، لأن الأصل فيهما الكسر والفتح لحرف الحلق ، وفي نحو العدة والمقة من المصادر. والقلب فيما مرّ من الإبدال.

والياء مثلها إلا في السقوط. تقول ينع يينع ويسر ييسر فتثبتها حيث أسقطت الواو. وقال بعضهم يئس كومق يمق فأجراها مجرى الواو وهو قليل. وقلبها في نحو إتسر.

والذي فارق به قولهم وجع يوجع ووجل يوجل قولهم وسع يسع ووضع يضع حيث ثبتت الواو في أحدهما وسقطت في الآخر. وكلا القبيلتين فيه حرف الحلق أن الفتحة في يوجع أصلية بمنزلتها في يوجل ، وهي في يسع عارضة مجتلبة لأجل حرف الحلق فوزانهما وزان كسرتي الراءين في التجاري والتجارب.

الواو والياء في مضارع افتعل :

٥٢٣

وياتسر ، ويقول في ييبس وييئس يابس ويائس. وفي مضارع وجل أربع لغات يوجل ويأجل وييجل وييجل وليس الكسرة من لغة من يقول تعلم.

وإذا بني افتعل من أكل وأمر فقيل ايتكل وايتمر لم تدغم الياء في التاء كما أدغمت في ايتسر ، لأن الياء ههنا ليست بلازمة وقول من قال اتزر خطأ.

٥٢٤

الفصل الثاني : الواو والياء عينين

لا تخلوان من أن تعلا أو تحذفا أو تسلما. فالإعلال في قال وخاف وباع وهاب وناب ، ورجل لاع ومال ونحوها مما تحركتا فيه وانفاح ما قبلهما ، وفيما هو من هذه الأفعال من مضارعاتها وأسماء فاعليها ومفعوليها ، وما كان منها على مفعل ومفعلة ومفعل ومفعلة ومفعلة كمعاد ومقالة ومسير ومعيشة ومشورة ، وما كان نحو أقام واستقام واختار وانقاد من ذوات الزوائد التي لم يكن ما قبل حرف العلة فيها ألفا أو واوا أو ياء نحو قاول وتقاولوا وزايل وتزايلوا وعوّذ وتعوّذ وزين وتزين ، وما هو منها أعلت هذه الأشياء وإن لم تقم فيها علة الإعتلال اتباعا لما قامت العلة فيه لكونها منها وضربها بعرق فيها.

والحذف هي قل وقلن وقلت ولم يقل. ولم يقلن وبع وبعن وبعت ولم يبع ولم يبعن ، وما كان من هذا النحو في المزيد فيه ، وفي سيد وميت ، وكينونة وقيلولة ، وفي الإقامة والإستقامة ونحوها مما التقى فيه ساكنان أو طلب تخفيف أو اضطر اعلال.

والسلامة فيما وراء ذلك مما فقدت فيه أسباب الإعلال والحذف أو وجدت خلا أنه اعترض ما يصد عن حكمها كالذي اعترض في صورى وحيدى والجولان والجيكان والقوباء والخيلاء.

٥٢٥

أبنية الفعل الثلاثي :

وأبنية الفعل في الواو على فعل يفعل نحو قال يقول ، وفعل يفعل نحو خاف يخاف ، وفعل يفعل نحو طال يطول وجاد يجود إذا صار طويلا وجوادا. وفي الياء على فعل يفعل نحو باع يبيع ، وفعل يفعل نحو هاب يهاب ، ولم يجىء في الواو يفعل بالكسر ، ولا في الياء يفعل بالضم ، وزعم الخليل في طاح يطيح وتاه يتيه إنهما فعل يفعل كحسب يحسب وهما من الواو لقولهم طوحت وتوّهت ، وهو أطوح منه وأتوه ، ومن قال طيحت وتيهت فهما على باع يبيع.

عند اتصال الفعل الثلاثي بالضمير :

وقد حولوا عند اتصال ضمير الفاعل ـ فعل ، من الواو إلى فعل ، ومن الياء إلى فعل ، ثم نقلت الضمة أو الكسرة إلى الفاء فقيل : قلت وقلن ، وبعت وبعن. ولم يحولوا في غير الضمير إلا ما جاء من قول ناس من العرب كيد يفعل ذاك وما زيل يفعل ذلك.

في الفعل الثلاثي المجهول :

وتقول فيما لم يسم فاعله قيل وبيع بالكسر ، وقيل وبيع بالإشمام ، وقول وبوع بالواو ، وكذلك اختير وانقيد له تكسر وتشم وتقول اختور وانقود له ، وفي فعلت من ذلك عدت يا مريض واخترت يا رجل بالكسر والضم الخالصين والإشمام ، وليس فيما قبل ياء أقيم واستقيم إلا بالكسر الصريح.

وقالوا عور وصيد وازدوجوا واجتوروا ، فصححوا العين لأنها في معنى ما يجب فيه تصحيحها ، وهو أفعال وتفاعلوا ، ومنهم من لم يلمح الأصل فقال عار يعار. وقال :

٥٢٦

أعارت عينه أم لم تعارا (١)

وما لحقته الزيادة من نحو عور في حكمه ، تقول أعور الله عينه وأصيد بعيره ، ولو بنيت منه استفعلت لقلت استعورت ، وليس مسكنة من ليس كصيد ، كما قالوا علم في علم ، ولكنهم ألزموها الإسكان لأنها لما لم تصرف تصرف أخواتها لم تجعل على لفظ صيد ولا هاب ، ولكن على لفظ ما ليس من الفعل نحو ليت ، ولذلك لم ينقلوا حركة العين إلى الفاء في لست. وقالوا في التعجب ما أقوله! وما أبيعه! وقد شذ عن القياس نحو أجودت واستروح واستحوذ واستجود واستصوب وأطيبت وأغيلت وأخليت وأغيمت واستفيل.

إعلال اسم الفاعل من الثلاثي :

وإعلال اسم الفاعل من نحو قال وباع أن تقلب عينه همزة ، كقولك قائل وبائع ، وربما حذفت كقولهم شاك ، ومنهم من يقلب فيقول شاكىء.

وفي جائي قولان : أحدهما أنه مقلوب كالشاكىء والهمزة لام الفعل وهو قول الخليل ، والثاني أن الأصل جائىء فقلبت الثانية ياء والباقية هي نحو همزة قائم. وقالوا في عور وصيد عاور وصايد كمقاوم ومباين.

إعلال اسم المفعول من الثلاثي :

وإعلال اسم المفعول منهما أن تسكن عينه ثم ان المحذوف منهما واو مفعول عند سيبويه ، وعند الأخفش العين ، ويزعم أن الياء في مخيط منقلبة

__________________

(١) صدره. وسائله بظهر الغيب عني.

الاعراب الواو واو رب. وسائله مجرور بها. وبظهر الغيب متعلق بسائله. وقوله أعارت الهمزة للاستفهام ، وعارت فعل ماض. وعينه فاعل. وأم للعطف. ولم حرف جازم. وتعارا مجزوم بلم لكن لما تحركت الراء للضرورة عادت الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. (والشاهد فيه) قلب الواو ألفا في قوله عارت والصواب تصحيحها.

٥٢٧

عن واو مفعول ، وقالوا مشيب بناء على شيب بالكسر ، ومهوب بناء على لغة من يقول هوب ، وقد شذ نحو مخيوط ومزيوت ومبيوع وتفاحة مطيوبة.

وقال :

يوم رذاذ عليه الدجن مغيوم (١)

قال سيبويه ولا نعلمهم أتموا في الواو لأن الواوات أثقل عليهم من الياءات وقد روى بعضهم ثوب مصؤون.

ورأي صاحب الكتاب في كل ياء هي عين ساكنة مضموم ما قبلها أن تقلب الضمة كسرة لتسلم الياء ، فإذا بني نحو برد من البياض قال بيض ، والأخفش يقول بوض ، ويقصر القلب على الجمع نحو بيض في جمع أبيض ، ومعيشة عنده يجوز أن يكون مفعلة ومفعلة ، وعند الأخفش هي مفعلة ، ولو كانت مفعلة لقلت معوشة ، وإذا بني من البيع مثل ترتب قال تبيع وقال الأخفش تبوع والمضوفة في قوله :

وكنت إذا جاري دعا لمضوفه

أشمّر حتى ينصف الساق مئزر (٢)

__________________

(١) صدره (حتى تذكر بيضات وهيجه) وهو لعلقمة بن عبدة من أبيات يصف بها الظليم.

اللغة بيضات جمع بيضة. وهيجه أثاره. والرذاذ المطر الخفيف والدجن الباس الغيم السماء. ومغيوم من الغيم وهو السحاب.

الاعراب حتى غائية. وتذكر فعل ماض وفاعله ضمير يعود إلى الظليم. وبيضات مفعوله. وهيجه فعل ومفعول. ويوم فاعله. ورذاذ صفة يوم. وعليه الدجن جملة ابتدائية صفة يوم. ومغيوم صفة يوم أيضا (والشاهد فيه) في قوله مغيوم فانه جاء على أصله بدون اعلال والقياس فيه مغيم.

(٢) هو لأبي جندب الهذلي.

اللغة المضوفة الأمر الذي تشفق منه وتخافه. وينصف أي يبلغ النصف. ويروى يبلغ.

الاعراب وكنت الضمير المتصل اسم كان. وإذا ظرفية شرطية. وجاري مرفوع بفعل

٥٢٨

كالقود والقصوى عنده وعند الأخفش قياس.

الأسماء الثلاثية المجردة :

والأسماء الثلاثية المجردة إنما يعل منها ما كان على مثال الفعل نحو باب ودار وشجرة شاكة ورجل مال ، لأنها على فعل أو فعل. وربما صح ذلك نحو القود والحوكة والخونة والجورة ورجل روع وحول. وما ليس على مثاله ففيه التصحيح كالنومة واللومة والعيبة والعوض والعودة. وإنما أعلوا قيما لأنه مصدر بمعنى القيام وصف به في قوله تعالى : (دِيناً قِيَماً). والمصدر يعل بإعلال الفعل. وقولهم حال حولا كالقود. وفعل إن كان من الواو سكنت عينه لاجتماع الضمتين والواو ، فيقال نور وعون في جمع نوار وعوان ، ويثقل في الشعر. قال عدي بن زيد :

وفي الأكف اللامعات سور (١)

__________________

محذوف يفسره المذكور. ودعا فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى الجار. ولمضوفة متعلق بدعا. ومفعول دعا محذوف أي دعاني. وجملة أشمر خبر كان. وجعل الجوهري كان هنا زائدة. وقال لأنه يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عما مضى من فعله وفيه نظر لأن كان لا تقع زائدة أولا بل إذا وقعت حشوا كما في قوله. على كان المسومة العراب. وحتى غائية. ويبلغ منصوب بأن مضمرة. والساق مفعوله. ومئزر فاعله (والشاهد فيه) في قوله المضوفة فان القياس فيه مضيفة وهذا البيت شاذ عند سيبويه في القياس والاستعمال (والمعنى) إذا دعاني جاري لمساعدته على ما نزل به من نوائب قمت بنصرته أتم قيام.

(١) صدره عن مبرقات بالبرين فيبدو.

اللغة المبرقات من النساء التي تظهر حليها ليميل إليها الرجال. والبرون الخلاخل وسور جمع سوار.

الاعراب عن مبرقات متعلق بتقصر في البيت قبله وهو :

قد حان لو صحوت ان تقصرا

وقد أتى لما عهدت عصر

وبالبرين متعلق بمبرقات. ويبدو فعل مضارع. وسور فاعله. وفي الأكف متعلق بيبدو. واللامعات صفة الأكف. (والشاهد فيه) تحريك واو سور.

٥٢٩

وإن كان من الياء فهو كالصحيح. من قال كتب ورسل قال غير وبيض في جمع غيور وبيوض ومن قال كتب ورسل قال غير وبيض.

الأسماء المزيدة :

وأما الأسماء المريد فيها فإنما يعل منها ما وافق الفعل في وزنه وفارقه إما بزيادة لا تكون في الفعل كقولك مقال ومسير ومعونة وقد شذ نحو مكوزة ومزيد ومريم ومدين ومشورة ومصيدة والفكاهة مقودة إلى الأذى وقرىء : (لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ ،) وقولهم مقول محذوف من مقوال كمخيط من مخياط. وإما بمثال لا يكون فيه كبنائك مثال تحلى من باع يبيع تقول يبيع بالإعلال لأن مثال تفعل بكسر التاء ليس في أمثلة الفعل. وما كان منها مماثلا للفعل صحح فرقا بينه وبينه كقولك أبيض وأسود وأدور وأعين وأخونة وأعينة.

وكذلك لو بنيت تفعل أو تفعل من زاد يزيد لقلت تزيد وتزيد على التصحيح.

إعلال فعال :

وقد أعلوا نحو قيام وعياد واحتياز وانقياد لإعلال أفعالها مع قوع الكسرة قبل الواو والحرف المشبه للياء بعدها وهو الألف ونحو ديار ورياح وجياد تشبيها لإعلال وحدانها بإعلال الفعل مع الكسرة والألف ونحو سياط وثياب ورياض لشبه الإعلال في الواحد وهو كون الواو ميتة ساكنة فيه بألف دار وياء ريح مع الكسرة والألف. وقالوا ثير وديم لإعلال الواحد والكسرة. وقالوا ثيرة لسكون الواو في الواحد والكسرة. وهذا قليل والكثير عودة وكوزة وزوجة. وقالوا طوال لتحرك الواو في الواحد وقوله :

فإن أعزاء الرجال طيالها (١)

__________________

(١) لم أقف على اسم قائله وصدره تبين لي أن القماءة ذلة.

اللغة القماءة من القمأة وهي الصغر ، يقال قمؤ الرجل قماءة. وطيال جمع طويل.

الاعراب تبين فعل ماض. ولي متعلق به في محل نصب به. وان حرف توكيد ونصب.

٥٣٠

ليس بالأعرف. وأما قولهم رواء مع سكونها في ربان وانقلابها فلئلا يجمعوا بين إعلالين : قلب الواو التي هي عين ياء وقلب الياء التي هي لام همزة. ونواء ليس بنظيره لأن الواو في واحده صحيح وهو قولك ناو.

كيف يمنع إعلال الإسم :

ويمتنع الإسم من الإعلال بأن يسكن ما قبل واوه ويائه أو ما هو بعدهما إذا لم يكن نحو الإقامة والإستقامة مما يعتل باعتلال فعله وذلك قولهم حول وعوار ومشوار وتقوال وسووق وغوور وطويل ومقاوم واهوناء وشيوخ وهيام وخيار ومعايش وابيناء.

إعلال الجمع الذي اكتنفت ألفه الواو والياء :

وإذا اكتنفت ألف الجمع الذي بعده حرفان واوان ، أو ياءان ، أو واو وياء ، قلبت الثانية همزة كقولك في أول أوائل ، وفي خير خيائر ، وفي سيقة سيائق ، وفي فوعلة من البيع بوائع ، وقولهم ضياول شاذ كالقود وإذا كان الجمع بعد ألفه ثلاثة أحرف فلا قلب كقولك عواوير وطواويس. وقوله :

وكحل العينين بالعواور (١)

__________________

والقماءة اسمها. وذلة خبرها. والجملة فاعل تبين. واعزاء اسم إن الثانية. وطيالها خبرها. (والشاهد فيه) انه جمع طويل على طيال ، والقياس أن يجمع على طوال. وفي بعض الروايات طوالها. وعليه فلا شاهد في البيت.

(١) هو من رجز لجندل بن المثنى الطهوي أوله :

غرك أن تقاربت أبا عري

وان رأيت الدهر ذا الدوائر

حنى عظامي وأراه ثاغري

وكحل العينين بالعواور

اللغة العواور جمع عوار بضم العين وتخفيف الواو وهو الرمد الشديد. وقيل هو كالقذى يجده الانسان في عينه.

الاعراب كحل فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى الدهر. والعينين مفعوله. وبالعواور متعلق بكحل (والشاهد فيه) في قوله العواور فان أصله العواوير فلذلك صحت الواو لبعدها

٥٣١

إنما صح لأن الياء مرادة وعكسه قوله :

فيها عياييل أسود ونمر (١)

لأن الياء مزيدة للإشباع كياء الضياريف. ومن ذلك إعلال صيم وقيم للقرب من الطرف ، مع تصحيح صوام وقوام. وقولهم فلان من صيابة قومه وقوله :

فما أرق النيام إلا سلامها (٢)

شاذ.

ونحو سيد وميت وديار وقيام وقيوم قلب فيها الواو ياء ، ولم نفعل ذلك

__________________

من الطرف ، ثم حذف الياء وبقي التصحيح بحاله ، لأن حذف الياء عارض (والمعنى) ان الدهر جعل له في عينيه من الرمد ما يقوم مقام الكحل.

(١) هو لحكيم بن معية الربعي.

اللغة عياييل قال في اللسان واحد العيال عيل والجمع عياييل مثل جيد وجياد وجيايد ، وقد جاء عياييل واستشهد له بهذا. ونقل عن ابن الاعرابي أن هذا تصحيف وانما هو غياييل بالمعجمة جمع غيل على غير قياس. والغيل بالكسر الأجمة أي موضع الأسد. وابن هشام على الأول.

الاعراب فيها خبر مقدم. وعياييل مبتدأ. وأسود جر باضافة عياييل إليه. والاضافة من اضافة الصفة إلى موصوفها على الرواية الأولى. ومثل الاضافة في دار زيد على الرواية الثانية (والشاهد فيه) في قوله عياييل حيث أبدل الهمزة من ياء فعاييل لأن أصله فعايل وذلك لأن عياييل جمع عيل بكسر الياء واحد العيال والياء زائدة للاشباع.

(٢) لأبي الغمر الكلابي وصدره. ألا طرقتنا مية ابنة منذر.

اللغة طرقتنا من الطروق وهو الاتيان ليلا. ومية اسم محبوبته.

الاعراب ألا للاستفتاح. وطرقتنا فعل ماض. ونا مفعوله. ومية فاعله. وابنة منذر صفة مية. وما نافية. وارق فعل ماض. والنيام مفعوله وإلا كلامها بالرفع فاعله (والشاهد فيه) في قوله النيام فان أصله النوام جمع نائم وأصله النيوام قلبت الياء واوا وأدغمت في الواو فصار النوام ، وقلب الواو ياء. وادغامها في الياء شاذ.

٥٣٢

في سوير وبويع وتسوير وتبويع لئلا يختلطا بفعل وتفعل.

وتقول في جمع مقامة ومعونة ومعيشة مقاوم ومعاون ومعايش مصرحا بالواو والياء ، ولا تهمز كما همزت رسائل وعجائز وصحائف ونحوها مما الألف والواو والياء في وحدانه مدات لا أصل لهن في الحركة.

إعلال فعلى :

وفعلى من الياء إذا كانت إسما قلبت ياؤها واوا كالطوبى والكوسى من الطيب والكيس ، ولا تقلب في الصفة كقولك في الصفة مشية حيكى وقسمة ضيزى.

٥٣٣

الفصل الثالث : الواو والياء لامين

الواو والياء لامين :

حكمهما أن تعلا أو تحذفا أو تسلما فاعلا لهما متى تحركتا وتحرك ما قبلهما إن لم يقع بعدهما ساكن ، إما قلبا لهما إلى الألف إن كانت حركة ما قبلهما فتحة نحو غزا ورمى وعصا ورحى ، أو لإحداهما إلى صاحبتها كأغزيت والغازي ودعي ورضي وكالبقوي والشروي والجباوة أو إسكانهما كيغزو ويرمي وهذا الغازي وراميك. وحذفهما في نحو لا ترم ولا تغز واغز وارم وفي يد ودم وسلامتهما في نحو الغزو والرمي ويغزوان ويرميان وغزوا ورميا.

حركات إعرابهما :

ويجريان في تحمل حركات الإعراب مجرى الحروف الصحاح إذا سكن ما قبلهما في نحو دلو وظبي وعدو وعدي ومحوار وواو وزاي وآي. وإذا تحرك ما قبلهما لم يتحملا إلا النصب نحو لن يغزو ولن يرمي وأريد أن تستقي وتستدعي ورأيت الرامي والعمى والمضوضي.

وقد جاء الإسكان في قوله :

أبى الله أن أسمو بأم ولا أب (١)

__________________

(١) صدره. فما سودتني عامر عن وراثة. وهو لعامر بن الطفيل العامري الجعدي كان

٥٣٤

وقول الأعشى :

فآليت لا أرثي لها من كلالة

ولا من حفى حتى تلاقي محمدا (١)

وقوله :

يا دار هند عفت إلا أثافيها (٢)

__________________

سيد بني عامر في الجاهلية وقبله :

وأني وان كنت ابن سيد عامر

وفارسها المشهور في كل موكب

اللغة سودتني من السيادة وهي الشرف. وأسمو من السمو وهو الارتفاع.

الاعراب ما نافية. وسودتني فعل ماض. وياء المتكلم مفعوله. وعامر فاعله. وقوله عن وراثة يتعلق بسودتني. ومحلها النصب على أنها صفة لمصدر محذوف والتقدير فما سودتني عامر سيادة حاصلة عن وراثة. وأبى فعل ماض. والله فاعله. وان مصدرية. واسمو فعل مضارع منصوب بأن. وانما سكنه للضرورة. وفاعله ضمير المتكلم. والمصدر المنسبك من أن ومعمولها مفعول أبى أي أبى الله سموي. وبأم متعلق باسمو. وقوله ولا أب عطف على أم. ولا زائدة لتأكيد النفي (والشاهد فيه) انه سكن واو أسمو مع الناصب لأجل الضرورة. (والمعنى) انه وان كان كريم الأصل شريف المحتد الا أنه لم يرث السيادة عن آبائه وانما سيادته من نفسه لحملها على معالي الأمور. ثم قال : أبى الله أن أسمو بأم ولا أب. أي لا يكون ذلك أبدا.

(١) اللغة آليت أي حلفت. وأرثي من رثى لحاله إذا رق له. والكلالة التعب والاعياء. والحفى ضد الانتعال.

الاعراب آليت فعل وفاعل. ولا نافية. وأرثي فعل مضارع فاعله ضمير المتكلم. ولها متعلق بأرثي. والضمير إلى الإبل. ومن كلالة متعلق بأرثي. وقوله ولا من حفى عطف على كلالة. وحتى غائية وتلاقي فعل مضارع منصوب بأن المضمرة. وفاعله ضمير يعود إلى الإبل. ومحمدا مفعوله (والشاهد فيه) تسكين الياء في تلاقي وحقها النصب بأن المقدرة لأن النصب يظهر عليها.

(٢) لم أر سمى له قائلا ولا من ذكر له سابقا أو لاحقا.

اللغة عفت أي درست وانطمست آثارها. والاثافي جمع أثفية بتخفيف الياء وتشديدها وهي ما يوضع عليها القدر من حجر أو حديد

٥٣٥

وفي المثل أعط القوس باريها. وهما في حال الرفع ساكنان. وقد شذ التحريك في قوله :

موالي ككباش العوس سحاح (١)

ولا يقع في المجرور إلا الياء لأنه ليس في الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها حركة. وحكم الياء في الجر حكمهما في الرفع. وقد حكي لجرير :

فيوما يجازين الهوى غير ماضي

ويوما ترى منهن غولا تغول (٢)

__________________

الاعراب يا حرف نداء. ودار هند منادى مضاف. وقوله عفت هو فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى الدار. والجملة في محل نصب على الحال. والعامل فيها ما في حرف النداء من معنى الفعل. والا حرف استثناء. وأثافيها منصوب على الاستثناء لأنه استثناء من موجب ضرورة. ويجوز أن يكون مرفوعا من قبيل الحمل على المعنى كأنه قال لم يبق الا أثافيها ونظيره قوله :

وعض زمان يا ابن مروان لم يدع

من المال مسحتا أو مجلف

كأنه قال بقي مجلف (والشاهد فيه) اسكان ياء أثافيها وهو منصوب ويجوز رفعه على ما سمعت. (والمعنى) يصف دارا يقول انها عفت وطمست آثارها ولم يبق منها ما تعرف به الا مواقد النيران.

(١) لم يسم أحد قائله ولا ذكر له تتمة.

اللغة موالي جمع مولى وهو السيد المطاع في قومه. والعوس قال الجوهري ضرب من الغنم ، وقيل اسم موضع تنسب إليه الكباش. وسحاح أي سمان ، يقال شاء سحاح كأنها تسح لودك أي تصبه من السمن.

الاعراب موالي خبر مبتدأ محذوف أي هم موالي. وككباش العوس في محل رفع صفة موالي. وسحاح صفة أخرى (والشاهد فيه) رفع ياء موالي ضرورة ، والقياس إسكانها.

(٢) اللغة يجازي من المجازاة. ويروى يجارين. ويروى يوافين. وتغول أي تهلك.

الاعراب يوما نصب على الظرفية. ويجازين فعل مضارع. ونون النسوة فاعله. والهوى فيه حذف تقديره ذا الهوى وهو منصوب على أنه مفعول لقوله يجازين ، وغير منصوب على أنه

٥٣٦

وقال ابن الرقيات :

لا بارك الله في الغواني هل

يصبحن إلا لهن مطلب (١)

وقال الآخر :

ما أن رأيت ولا أرى في مدتي

كجواري يلعبن في الصحراء (٢)

سقوطهما في الجزم :

ويسقطان في الجزم سقوط الحركة. وقد ثبتتا في قوله :

هجوت زبان ثم جئت معتذرا

من هجو زبان لم تهجو ولم تدع (٣)

__________________

مفعول ثان ليجازين ، لأن جازى يقتضي مفعولين. وهو في الحقيقة صفة لمصدر محذوف أي وصلا غير ماض. ويوما عطف على فيوما. وترى فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب. وغولا مفعوله الأول. وجملة تغول في محل نصب مفعول ثان لترى. ومنهن متعلق بترى (والشاهد فيه) تحريك الياء في ماض للضرورة. والقياس إسكانها لأنه اسم فاعل من مضى يمضي كقاض من قضى يقضي. (والمعنى) ان النساء يجازين العشاق بوصل مقطع غير مستمر ويوما يهلكنهم بالصدود والهجران.

(١) اللغة الغواني جمع غانية وهي المرأة الشابة الوضيئة ، سميت بذلك لأنها تستغني بجمالها عن الزينة.

الاعراب لا نافية. وبارك فعل ماض. والله فاعله. وفي الغواني متعلق ببارك. وهل حرف استفهام. ويصبحن فعل مضارع. والنون فاعله. والا استثنائية. ولهن خبر مقدم. ومطلب مبتدأ مؤخر. والشاهد فيه ظاهر.

(٢) لم أر من سمى له قائلا.

الاعراب ما نافية. وان زائدة. ورأيت فعل وفاعل. وقوله ولا أرى عطف على رأيت.

وفي مدتي متعلق برأيت. وقوله كجواري في محل نصب مفعول أرى. ومفعول الرؤية البصرية محذوف يدل عليه الثابت أي ما رأيت كجواري ولا أرى كجوار. وجملة يلعبن في محل نصب جواري. (والشاهد فيه) انه حرك ياء جواري والقياس اسكانها.

(٣) لم أقف على اسم قائله.

الاعراب هجوت فعل وفاعل. وزبان مفعوله. وثم للعطف. وجئت فعل وفاعل

٥٣٧

وقوله :

ألم يأتيك والأنباء تنمى

بما لاقت لبون بني زياد (١)

وفي بعض الروايات عن ابن كثير أنه قرأ : من يتقي ويصبر. وأما الألف فتثبت ساكنة أبدا ، إلا في حال الجزم فإنها تسقط سقوطهما نحو لم يخش ولم يدع. وقد أثبتها من قال :

وتضحك مني شيخة عبشمية

كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا (٢)

__________________

معطوف على هجوت. ومعتذرا نصب على الحال من الفاعل وهو الضمير المتصل في جئت. ومن هجو متعلق بمعتذرا. وزبان مجرور بالفتحة. ولم حرف جازم. وتهجو فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب. ومفعوله محذوف أي لم تهجه. وكذلك قوله. ولم تدغ. وجملة لم تهجو ولم تدع كاشفتان لما تقدمهما من الكلام ولذلك ترك العطف فيهما (والشاهد فيه) في قوله لم تهجو حيث ثبتت الواو مع الجازم (والمعنى) انك بهجوك هذا الرجل ثم اعتذارك له عما فرط منك لم تهجه لأنك قد أكذبت نفسك بالاعتذار. ولا يسمى هجوا الا ما يقع في ذهن سامعه انه حق فاما ما هو كذب يقينا فهو بهت وافتراء ، ولا يؤثر على شرف المهجو وسمعته ، ولم تدع هجوه فتستحق كرامته لأنه قد كان منك ذلك.

(١) هو لقيس بن زهير.

اللغة الانباء جمع نبأ وهو الخبر واللبون الناقة ذات اللبن.

الاعراب الهمزة للاستفهام. ولم حرف جازم. ويأتيك فعل مضارع مجزوم بلم. وانما ثبتت الياء ضرورة. والأنباء مبتدأ. وتنمى فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى الأنباء. والجملة خبر المبتدأ. وقوله بما الباء زائدة. وما موصولة. ولاقت فعل ماض صلة الموصول. ولبون بني زياد فاعله. والموصول مع صلته فاعل يأتيك (والشاهد فيه) اثبات ياء يأتي مع الجازم للضرورة الشعرية.

(٢) نسبه في شرح شواهد المغني لعبد يغوث بن وقاص الحارثي.

اللغة عبشمية نسبة إلى عبد شمس فحذف الدال من عبد والسين من شمس وجعل لفظا واحدا فقيل عبشمي.

الاعراب تضحك فعل مضارع. ومني متعلق به في محل نصب به. وشيخة فاعله. وان مخففة اسمها ضمير الشأن. ولم حرف جازم. وترى فعل مضارع مجزوم بلم بحذف حرف العلة

٥٣٨

ونحوه :

ما أنس لا أنساه آخر عيشتي

ما لاح بالمعزاء ريع سراب (١)

ومنه :

إذا العجوز غضبت فطلق

ولا ترضاها ولا تملق (٢)

حكم الواو المتطرفة بعد متحرك :

ولرفضهم في الأسماء المتمكنة أن تتطرف الواو بعد متحرك قالوا في جمع دلو وحقو على أفعل ، وفي جمع عرقوة وقلنسوة على حد تمرة ، وتمر أدل وأحق وعرق وقلنس ، قال :

__________________

الا أنه ثبت للضرورة. وفاعله ضمير يعود إلى شيخة. وأسيرا مفعوله ويمانيا صفته والجملة خبر أن (والشاهد فيه) اثبات ياء ترى مع الجازم الذي يحذفها.

(١) استشهد به كثيرون ولم يسم أحد قائله.

اللغة ريع السراب اضطرابه ، والسراب ما يخيل للمسافر في الصحراء وقت الهاجرة انه ماء وليس بماء. وقال ابن يعيش الريع الفضل والزيادة ، والمعزاء أرض ذات حجارة.

الاعراب ما شرطية. وأنس فعل مضارع مجزوم بها. وفاعله ضمير المتكلم. ولا نافية. وأنساه فعل مضارع جزاء الشرط. والهاء مفعوله. وآخر عيشتي نصب على الظرفية. وما مصدرية. ولاح فعل ماض. وبالمعزاء متعلق به. وريع سراب فا له (والشاهد فيه) في قوله أنساه حيث ثبتت الألف مع ان الفعل مجزوم في جزاء الشرط (والمعنى) ان أنس كل شيء لم أنسه ما تحرك سراب واضطرب.

(٢) أنشده أبو زيد في نوادره ولم يسم قائله ونسبه قوم لرؤبة.

الاعراب إذا ظرفية شرطية. والعجوز مرفوع بفعل محذوف يفسره المذكور أي إذا غضبت العجوز غضبت. وغضبت فعل ماض فاعله ضمير العجوز. وطلق فعل أمر فاعله ضمير المخاطب. ولا ناهية. وترضاها فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب. وها مفعوله. وهذه الجملة معطوفة على جملة فطلق. وكذلك جملة ولا تملق. (والشاهد فيه) في قوله ولا ترضاها فان الألف ثبتت مع أن الفعل مجزوم بلا الناهية.

٥٣٩

لا صبر حتى تلحقي بعنس

أهل الرباط البيض والقلنس (١)

فأبدلوا من الضمة الواقعة قبل الواو كسرة لتنقلب ياء مثلها في ميزان وميقات وقالوا قلنسوة وقمحدوة وافعوان وعنفوان وأقحوان حيث لم تتطرف.

ونظير ذلك الإعلال في نحو الكساء والرداء. وتركه في نحو النهاية والعظاية والصلاية والشقاوة والأبوة والأخوة والثنائين والمذروين. وسأل سيبويه الخليل عن قولهم صلاءة وعباءة فقال : إنما جاؤوا بالواحد على قولهم صلاء وعظاء وعباء وأما من قال صلاية وعباية فإنه لم يجىء بالواحد على الصلاء والعباء كما أنه إذا قال خصيان لم يثنه على الواحد المستعمل في الكلام.

وقالوا عتى وجثى وعصى ففعلوا بالواو المتطرفة بعد الضمة في فعول مع حجز المدة بينهما ما فعلوا بها في أدل وقلنس كما فعلوا في الكساء نحو فعلهم في العصا. وهذا الصنيع مستمر فيما كان جمعا ، إلا ما شذ من قول بعضهم إنك لتنظر في نحو كثيرة ولم يستمر فيما ليس بجمع قالوا عتو ومغزو وقد قالوا عتي ومغزى قال :

__________________

(١) أنشده الأصمعي عن عيسى بن عمرو ولم يسم قائله.

اللغة عنس قبيلة من اليمن. والرياط جمع ريطة وهي الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن ذات لفقين. والقلنس جمع قلنسوة.

الاعراب لا نافية للجنس. وصبر اسمها. وخبرها محذوف أي لا صبر لي. وحتى غائية ناصبة. وتلحقي فعل مضارع منصوب بحذف النون. والياء فاعله. وبعنس متعلق به. وقوله : أهل الرياط صفة عنس. والقلنس معطوف على الرياط.

(والشاهد فيه) ان قلنس أصله قلنسوة ، فجمعت على قلنسو. ثم ابدلوا من الضمة كسرة ، ومن الواو ياء ، فصار قلنسي. وانما فعلوا ذلك لأنه ليس في الأسماء المتمكنة اسم آخره واو ما قبلها مضموم. فإذا أدى قياس إلى هذا رفضوه وصاروا إلى غيره تحاشيا عن المصير إلى ما لا نظير له في الأسماء الظاهرة. ولذلك قالوا في جمع دلو أدل ، وفي جمع حقو أحق. وكان القياس يقتضي أن يقال أدلو وأحقو. الا أنهم كرهوا المصير إلى بناء لا نظير له في الأسماء المعربة.

٥٤٠