في حديث الدَّجّال : «إنه ليَرِدُ كلَ مَنهل».
قال شمر : قال خالدٌ الغَنَوِيّ : المَنهل : كلُّ ماءٍ يطؤُه الطَّريق ، مثل الرُّحَيل والحَفِير والشجِيّ والخَرْجا.
قال : وما بين المناهل : مَراحِل.
قال : وكلُّ ماءٍ على غير طريقٍ فلا يُدْعَى مَنْهلا ، ولكن يقال. ماءُ بَنِي فلان.
ويقال : من أين نَهِلْتَ اليومَ؟ فيقول : بماءِ بني فلان ، وبمنْهل بني فلان ، وقوله : أين نَهِلْتَ؟ معناه أين شَرِبتَ فَرَوِيتَ؟ وأنشد :
ما زال منها ناهِلٌ ونائبُ*
فالنَّاهل : الذي رَوِي فاعْتَزَل ، والنائب : الذي يَنُوب عَوْداً بعد شُرْبها ؛ لأنها لم تُنْضَح رِيّاً.
لهن : قال أبو عبيد : قال أبو زيد : يقال للطعام الذي يُتعَلّل به قبلَ الغداء : السُّلْفة واللُّهْنة ، وقد لَهَّنْتُ لَهم ، وسَلَفْت لهم.
ويقال : سَلَفْتُ القومَ أيضاً. وقد تَلَهَّنْتُ تَلَهُّناً.
ه ل ف
استعمل من وجوهه : هلف ، لهف ، فهل.
هلف : قال الليث : الهِلَّوْف : اللِّحْية الضَّخمة والهِلَّوْف : الرَّجُل الكذوب.
أبو عبيد ، عن الأمويّ قال : إذا كبر الرجلُ وهَرِمَ فهو الهِلَّوْف.
وقال ابن الأعرابيّ : الهِلَّوْف : الثّقيل البطيء الذي لا غَنَاء عنده ، وأنشد :
ولا تكونَنَ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ*
وأنشدني أبو بكر الإيادي قال : أنشَدَني أبو محمد السَّرْخَسِيّ :
هِلَّوْفَةٌ كأنها جُوالقُ |
لها فُضُولٌ ولها بنائق |
قال : أراد بها اللِّحية.
لهف : أبو زيد : رجُل لَهْفانُ ، وامرأةٌ لَهْفَى ، من قومٍ ونساءٍ لَهافَى ولُهُف ، وهو المغتاظ على ما فاته.
وقال الليث : التَّلهُّف على الشيء يفوت بعد مُشارفَتَك عليه.
قال : ويقال : فلان يُلَهِّف نفسَه وأمَّه : إذا قال : وا نَفساه وأُمِّياه.
ويقال : وا لهفاه ووا لَهْفَتاه ، ووا لَهْفَتِياه.
شَمرٌ ، عن ابن الأعرابيّ قال : اللهْفان ، واللَّاهفُ : المكروبُ. ومن أمثالهم «إلى أُمّه يَلهَفُ اللهفان».
قال شَمِر : يَلهَف من لَهِفَ ، وبأمِّه يستغيث اللهِفَ ؛ يقال ذلك لمن اضطُرَّ فاستغاث بأهل ثقته.
قال : ويقال : لهَّفَ فلانٌ أُمَّه وأَمَّيْه : يريدون أبَوَيْه. وقال الجعْدِيُّ :
أَشْلَى ولَهَّفَ أُمَّيْه وقد لَهِفَتْ |
أُمَّاه والأُمّ مما تُنْحَلُ الخَبَلَا |
يريد أباه وأمّه.
ويقال : لَهِفَ لَهَفاً فهو لَهفانُ ، وقد لُهِف فهو مَلْهُوف : أي حزين قد ذَهَب له مالٌ أو فُجِع بحميم. وقال الزَّفيَانُ :
يا بن أبي العَاصي إليك لَهِفَتْ |
تشكو إليك سَنةً قد جَلَفَتْ |
لَهِفتْ : أي استغاثت ، ويقال : نادَى لَهْفَه ، إذا قال : يا لَهْفَى.
وقال الليث. المَلهوف. المَظْلوم ينادي ويستغيث. وفي الحديث «أَجِب المَلْهوف».
وقال النحويون في قولهم. يا لَهْفَى عليه : أَصْلُه يا لَهْفِى ، ثم قُلِبَت ياءُ الإضافة ألِفَاً ، ومثله يا وَيلِي عليه ويا وَيلَى عليه ويا بِأَبِي ويا بِأَبَا.
وفي «النوادر» : أنا لَهِيفُ القَلْب ، ولاهِف القلب ، ومَلْهوفٌ ، أي مُحْتَرِق القَلْب.
فهل : أبو عبيد ، عن الأحمر : هو الضَّلَال بن فَهْلَلَ وابنُ ثَهْلَلَ ، غير منصرفين.
ه ل ب
هلب ، هبل ، لهب ، بله ، بهل : مستعملات.
هلب : قال ابن شميل يقال : إنه لَيَهلِبُ الناسَ بلسانه : إذا كان يَهجُوهم ويَشْتُمهُم ، يقال : هو هَلّابٌ : أي هَجّاء ، ورجلٌ مُهلَّب : أي مَهْجُوّ.
وقال الليث : الهُلْب : ما غَلُظ من الشّعر ، كشَعر ذَنَبِ الناقة.
ورجلٌ أهلبُ : إذا كان شعرُ أخْدَعَيه وجَسَدِه غلاظاً.
فرسٌ مَهلوب : قد هُلِبَ ذنَبُه : استُؤصِلَ جَزّاً.
ويقال : هَلَبَتْنا السماء : إذا بلّتهم بشيء من ندًى أو نحوِ ذلك.
أبو العباس ، عن ابن الأعرابي قال : الهَلُوب : المرأة التي تَقرُب من زوجها وتُحبُّهُ ، وتتباعَدُ من غيره وتُقصِيه.
قال : وكذلك إذا كان لها صديق فأَحَبَّتْه وأَطَاعته ، وعَصَتْ غيرَه وأقْصَتْه.
قال : وروي عن عمر أنه قال : رحم الله الهَلُوب ، يعني الأولى ، ولَعَن الله الهَلُوب ، يعني الأخرى.
وقال ابن الأعرابي : الهَلُوب الصِّفة المحمودة أُخِذتْ من اليوم الهَلّاب : إذا كان مَطَرُه سَهلاً لَيِّنا دائماً غير مُؤْذٍ.
قال : والصِّفَةُ المذْمُومَةُ : أُخِذتْ من اليوم الهَلّاب : إذا كان مَطرُه ذا رعْد وبَرْق وأهوال وهَدْمٍ للمنازل.
أبو عبيد : الهَلّاب : الرّيح مع المَطَر.
وقال أبو زبيد :
أَحَسَّ يوماً مِن المُشْتاةِ هَلّابا*
وهَلَبَتْنا السماءُ تهلِبُنا هَلْبا.
وقال المازنيّ : ذَنَب أهلبُ : أي مُنقطع ، وأنشد :
وأنهُمُ قد دَعَوْا دَعْوَةً |
سَيَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهلَبُ |
أي منقطع عنكم ، كقوله : الدنيا ولَّتْ حَذَّاءَ : أي منقطعة.
قال : والأهلَب : الذي لا شَعَر عليه.
أبو عبيد ، عن الأموي : أتيتُه في هُلْبة الشّتاء : أي في شدّة بَرْدِه.
شمر ، عن أبي يزيد الغَنَوي قال : في الكانون الأوّل الصِّنُّ والصَّنَّبْر والمَرْقِيُّ في
القبْر ، وفي الكانون الثاني هَلّابٌ ومُهلِّب وهُلَيْب ، قال : وهي أيّام شديداتُ البَرْد : ثلاثةٌ في كانونَ الأول ، وثلاثةٌ في كانونَ الآخر ، قال : وهَلّاب ومُهلَّب وهُليب يَكنَّ في هُلْبة الشّهر ، وهُلْبَةُ الشَّهر آخره.
وقال غيره : يقال هُلْبة الشّتاء وهُلُبَّتُه بمعنى واحد. ومن أيام الشتاء هالِبُ الشَّعَر ومُدحْرِجُ البَعَر.
وقال شمر : وفي الحديث : «والسماء تَهلُبُني» أي تَبلُّني وتُمطِرني وقد هَلَبتْنا السماءُ ، إذا أَمْطَرت بجود.
أبو عُبَيدة. الهُلَابةُ غُسالَة السَّلا ، وهي في الحِوَلاء ، والحِوَلاء : رأسُ السَّلا ، وهي غِرْسٌ كَقدْر القارُورة تراها خضراءَ بعد الولد ، تُسَمَّى هُلَابة السِّقْي ، ويقال : أَهْلَب في عُدْوه إهلاباً ، وأَلهبَ إلهَاباً ، وعَدْوهُ ذو أَهَاليب.
وقال خَليفة الحصيني : تقول : رَكِب كلٌّ منهم أُهلُوباً من الثَّناء ، أي فَنّاً ، وهي الأهاليب. وقال أبو عبيدة هي الأساليب ، واحدها أسلوب.
وروى شمر عن بعضهم أنه قال : لأن يمتلىء ما بين عانَتِي إلى هُلْبَتي.
قال. والهُلْبة ما فوق العانة إلى قريب من أسفل البطن.
والأهلَب : الكثيرُ شَعَر الرّأسِ والجَسَد.
ووقَعنا في هُلْبةٍ هلْباءَ ، أي في داهية دَهياء ، مثل هُلْبة الشّتاء.
هبل : ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الهُبْلة : الثُّكْلَة ، والهُبْلة : القَتْلة ، واللُّهُبة : إشراق اللّون من الجَسَد.
وقال الليث : الهَبَل كالثُّكْل ، وهَبِلَتْه أُمُّه وثَكِلَتْه.
وقال أبو الهيثم : فَعِل يَفْعَل : إذا كان متعدّياً فمصدَرُه فَعْل إلّا ثلاثة أحرف : هَبِلَتْه أمّه هبَلاً ، وعَمِلْت الشيءَ عمَلا ، وزكِنْتُ الخَبَر زَكَناً ، أي عَلِمته.
وقال الليث : الهِبِلُ : الشيخ الكبير والمُسِنّ من الإبل ، وأنشد :
أنا أبو نَعامةَ الشيخُ الهِبِلُ *
أبو عبيد ، عن الأصمعي : الهِبَلُ : الثقيل.
وقال الليث : المَهْبِل : موضعُ الوَلد من الرَّحِم وقيل : المَهْبِل : أقصَى الرَّحم.
وقال شمر : المَهْبِل : البَهْوُ بين الوَرِكَين حيث يَجثم الولدُ ، شُبِّه بمَهْبِل الجبَل ، وهو الهُوَّة الذاهبةُ في الأرض.
وقال الهذليّ :
لا تَقِه المَوْتَ وقِيَّاتُه |
خُطَّ له ذلك في المَهبِلِ |
وقال أوس بن حَجَر في مهبِل ما بين الجَبَلَيْن :
فأَبصَرَ أَلْهاباً من الطَّوْدِ دُونه |
يرَى بين رأسَيْ كل نِيقَيْنِ مَهبَلَا |
وقال ابن الأعرابي : قال أبو زياد : المَهبِل : حيث يَنظُفُ فيه أبو عُمَير بأَرُونِه ، وأنشد بيت الهذليّ.
وقال بعضهم : المَهبِل : ما بين الغَلَقين ، أحدُهما فمُ الرَّحم ، والآخر موضع العُذْرة.
وقال الليث : الهَبّال : المحتال ، والصيَّاد يَهتَبِل الصيدَ : أي يغتَنِمه ، وسمعتُ كلمةً فاهتبلتُها : أي اغتَنمْتُها.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الهَبالةُ : الغنيمة ، وأنشد :
فلأَحْشأَنّكَ مِشْقَصاً |
أَوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهَبالهْ |
وهُبَل : اسمُ صَنَم عبدَتْه قُرَيش.
وفي حديث أهلِ الإفك : والنساءُ يومَئذٍ لم يُهَبِّلْهُنَ اللحمُ ، معناه : لم يكثر عليهنَّ الشَّحمُ واللَّحم. ويقال : أصبَح فلانٌ مُهَبَّلاً : وهو المُهَبِّجُ الذي كأنه تورَّم من انتفاخِه ، ومنه قولُ أبي كبير : فشَبّ غير مهبّل.
أخبرنا المنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي : يقال : ما له هابل ولا آبل : فالهابلُ : المحتال ، والآبل : الحَسَنُ الرِّعْية للإبل ، والهَبُّلِيُ والأبُّلِيُّ : الراهب.
وفي حديث أبي ذَرّ وذكرِه ليلة القدر. قال : فاهتبلتُ غَفْلَتَه ، وقلت : أيُّ ليلة هي؟ أي تَحيّنْتُ غفْلَتَه وافترصْتُها ، واحتلْتُ لها حتى وجدتُها ، كالرجل يطلب الفرصة في الشيء.
وقال الكميت :
وقالتْ لي النفسُ : اشعَبِ الصّدْعَ واهتَبِلْ |
لإحدى الهَنَاتِ المُضْلِعاتِ اهتبالَها |
أي استعدَّ لها واحْتَلْ ، قاله أبو عبيد.
ورجلٌ مُهتَبِلٌ وهبّال.
أبو العباس ، عن ابن الأعرابي قال : الهابل : الكثير اللَّحم والشَّحم ، ومنه قولُ عائشة : والنساء لم يُهَبِّلْهُنَ اللَّحْمُ.
بهل : قال الليث : الأبهل شجرةٌ يقال لها : أيُّ الأبرُس قال : وليس الأبهل بعربيّة مَحْضة.
قال : والباهل : المتردِّد بلا عمل ، والراعي بلا عَصاً.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الباهل : الذي لا سِلَاح معه ، وناقة باهِلٌ : مُسَيَّبَةٌ ، وتكون التي لا صِرَار عليها ، ونحو ذلك قال أبو عبيد. وحدثني بعضُ أهل العلم أن دُرَيدَ بن الصِّمَّة أراد أن يُطلِّق امرأته ، فقالت : أتُطلِّقني وقد أطعَمْتُكَ مَأْدُومِي ، وأبثَثْتُك مَكْتومِي ، وأتيتك باهِلاً غير ذات صِرار؟. قال : جعلتْ هذا مثلاً لمالِهَا ، وأنها أباحتْ له مالَها.
وقال الليث : أَبهَلَ الراعي إبلَه : إذا تركها ، وأَبهَلها من الحَلَب.
قال : ورجل بُهلُول : حَيِيٌّ كريم ، قال : ويقال : امرأةٌ بُهلول.
أبو عبيد ، عن الأصمعي قال : البُهلول : الضَّحَّاك من الرجال.
شمر ، عن أبي عمرو الشيباني قال : البَهْل : الشيء اليسير الحقير ، وأنشد :
وذو اللُّبّ للبَهْل الحقير عَيُوفُ*
أبو عبيد ، عن الأموي : البَهْل : المال القليل. اللِّحياني : هو الضَّلال بن بهلَلِ ،
مأخوذ من الإبهال : وهو الإهمال ، وبَهْلَل الوالي رعيّتَه ، واستبْهلها : إذا أَهمَلها.
وقال النابعة :
وشَيْبان حيثُ استَبهَلتْها السواحِلُ*
أي أهمَلها ملوك الحيرة ، وكانوا على ساحل الفُرات قال الشاعر في إبل أُبْهِلَتْ :
إذا استُبهِلتْ أو فَضَّها العبدُ حَلَّقَتْ |
بسرْبِكَ يوْمَ الوِرْد عَنْقاءُ مُغرِبُ |
يقول : إذا أُبهِلَتْ هذه الإبل ، ولم تُصَرَّ أنفَدَت الجيرانُ ألْبانَها ، فإذا أرادت الشرْبَة لم تكنْ في أخلافِها من اللبن ما يُشترَى به ماءٌ لِشُربها واسْتَبهلَ فلانٌ الحرْبَ : إذا احتلبها بلا صِرار.
وقال ابن مُقبل في الحرب :
فاستَبهل الحرْبَ من حَرّانَ مُطَّرِدٍ |
حتى يَظَلَّ على الكَفّين مَوْهوناً |
أراد بالحرَّان الرُّمْح. والعرب تقول : مَهْلاً وبَهلاً.
قال الشاعر :
فقلت له : مَهلاً وبَهلاً فلم يَتُبْ |
بقوْلٍ وأضْحَى النفسُ محتمِلا ضِغْنا |
ثعلب ، عن ابن الأعرابي ، وعن سلمة عن الفراء قال : اهتبل الرجلُ : إذا كَذَب ، واهتَبَلَ : إذا غَنِمَ ، واهتَبل : إذا ثَكِل.
أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : المبَاهِيل : الإبلُ التي لا صِرَارَ عليها ، وهي المُبْهَلَة.
وقال أبو عمرو في البُهَّل مثله ، واحدُها باهل.
وقال الكسائيّ : الباهل : التي لا سِمَة عليها.
ويقال : باهَلْتُ فلاناً : أي لاعَنْتُه ، وعليه بَهْلةُ الله وبُهْلةُ الله : أي لعْنة الله. وابتَهل فلانٌ في الدّعاء : إذا اجتهدَ. ومنه قولُ الله جلّ وعزّ : (ثُمَ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [آل عِمرَان : ٦١] : أي يجتهِد كلٌّ منا في الدُّعاء ، ولَعْن الكاذِب مِنَّا.
قال أبو بكر : قال قومٌ : المُبْتهِل معناه في كلام العَرب : المُسَبِّح الذاكرُ لله ، واحتَجُّوا بقول نابغة بني شَيْبَان :
أَقْطَعُ اللّيلَ آهةً وانْتِحابَا |
وابتهالاً لله أيَ ابتهالِ |
قال : وقال قومٌ : المُبتهِل : الدّاعي. وقيل في قوله : (ثُمَ نَبْتَهِلْ) : ثم نَلتعِنْ. قال : وأنشدَنا ثعلب عن ابن الأعرابيّ :
لا يتَأَدّوْنَ في المَضِيق وإنْ |
نادَى مُنادٍ كيْ يَنزلوا نَزَلوا |
|
لابدّ في كَرَّةِ الفوارسِ أَنْ |
يُترَكَ في مَعْرَكٍ لهم بَطَلُ |
|
مُنعفِرُ الوجهِ فيه جائفةٌ |
كما أَكَبَّ الصَّلاةَ مُبْتَهِلُ |
أراد كما أَكَبَّ في الصلاةِ مُسَبِّح أخبرنا المُنذريِّ قال : أخبرني الحرّانيّ أنه سمع ابن السّكيت قال : يقال : تباهَل القوم : إذا تلاعنوا ، ويقال : عليه بَهْلةُ الله : أي لعنةُ الله. ومُبتهِلاً : أي مجتهداً في الدُّعاء : ويقال : هو الضَّلَال بنَ بَهْلَل بالباء كأنّه المُبهَل المُهْمَل بنُ ثَهْلَل.
بله : قال الليث : البَلَه : الغَفْلة عن الشّرّ.
وفي الحديث : «أكثر أهل الجنّة البُلْه» ، الواحد أبلَه : وهو الغافل عن الشرّ.
قلت : البَلَه في كلام العرب على وجوه : يقال : عيشٌ أَبْلَه ، وشبابٌ أبله : إذا كان ناعماً ، ومنه قولُ رؤبة :
بعد غُدانِيِّ الشبابِ الأبْلَهِ *
يريد الناعم ، ومنه : أُخِذَ بُلَهْنِيَةِ العَيش : وهو نَعْمَتهُ وغَفْلَتُه. والأَبلَه : الرجل الأحمَق الذي لا تمييزَ له ، وامرأةٌ بَلْهاء.
وقال ابن شميل : ناقةٌ بَلهاء : وهي التي لا تَنْحَاشُ من شيءٍ مكانةً ورزَانةً ، كأنها حَمْقاء ، ولا يقال : جملٌ أبلَه.
والأبلَه : الذي طُبع على الخير ، فهو غافِلٌ عن الشرّ لا يعرفه.
ومنه الحديث الذي جاء : «أكثرُ أهل الجنة البُله». وقال ابن شميل : الأبلَه : الذي هو مَيّتُ الداء ، يُرادُ أن شرَّه ميّت لا يَنْبَه له.
وقال أحمد بن حَنْبل في تفسير قوله : استراحَ البُلْه ، قال : هم الغافلون عن الدنيا وأهلها وفسَادِهم وغِلِّهم ، فإذا جاءوا إلى الأمر والنهي فهمُ العقلاء الفقهاء.
وقال ابنُ شميل : البَلَه : حُسْن الخُلق ، وقلة الفِطْنة لِمَداقّ الأمور.
وقال القُتَيْبِيُّ في تفسير البُلْه الذي جاء في الحديث : البُلْه : هم الذين غَلَبَتْ عليهم سلامةُ الصُّدور ، وحُسْنُ الظنّ بالناس ، وأنشد :
ولقد لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ |
بلهاءَ تُطلِعُني على أَسْرَارها |
أراد أنها غِرٌّ لا دهاء لها ، فهي تُخبِرُني بسِرّها ، ولا تفْطُن لما في ذلك عليها ، وأنشد غيره في صفة امرأة :
بَلهاء لم تُحفَظْ ولم تُضَيَّعِ*
يقول : لم تُحفظ لعَفافِها ولم تُضَيَّع ، مما يقُوتُها ويَصونها ، فهي ناعمة عَفِيفة.
وقال الليث : التَّبَلُّه : تَطَلُّبُ الدابة الضالة والعرَب تقول : فلان يتبلّه في سيره إذا تعَسَّف طريقاً لا يهْتَدِي فيه ولا يستقيم على صَوْبه.
قال لبيد :
عَلِهَتْ تَبلَّهُ من نِهاءٍ صعائدٍ*
والرواية المعروفة : عَلِهتْ تبَلّدُ.
وقال الليث : بَلْهَ : كلمةٌ بمعنى أَجَلْ ، وأنشد :
بَلْهَ أني لم أَخُنْ عهداً ولم |
أقترِفْ ذنباً فتجْزيني النِّقَمْ |
وقال أبو بكر الأنباريّ : في بَلْهَ ثلاثة أقوال : قال جماعة من أهل اللغة : بلهَ معناها على ، وقال الفراء : مَن خَفَضَ بها جَعَلها بمنزلة على وما أشبهها من حروف الخفض ، وذكر ما قاله الليث أنها بمعنى أَجَلْ.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم : «أَعَدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رَأَتْ ، ولا أُذُن سَمِعتْ ، ولا خطر على قلبِ بشَر ، بله ما أطلَعْتُهم عليه»
وقال أبو عبيد : قال الأحمر وغيُره : بله معناه كيف ما أطْلعتُهم عليه.
وقال الفراء : معناه كيف ودَعَ ما أَطْلعتهم عليه.
وقال كعب بنُ مالك يصفُ السيوفَ :
تَذَرُ الجماجِمَ ضاحياً هاماتُها |
بَلْهَ الأكُفِّ كأنها لم تُخلَقِ |
قال أبو عبيد : الأكُفّ يُنشَد بالخفض والنّصب : النصب على معنى دَعْ الأكفَّ.
وقال أبو زُبيد :
حمَّالُ أَثقالِ أَهْلِ الوُدّ آوِنةً |
أُعْطيهمُ الجَهدَ مِني بلهَ ما أَسَعُ |
أي أعطيهم ما لا أجِد إلا بجَهْدٍ ، معناه فَدعْ ما أحِيطُ به وأَقْدِر عليه.
لهب : قال الليث : اللهَب : اشتعال النار الذي قد خَلَص من الدُّخان.
قال : واللهبان : توقُّد الجَمْر بغير ضِرام ، وكذلك لَهبان الحرِّ في الرَّمضاء وأنشد :
لَهَبانٌ وقَدَتْ حُزَّانُه |
يَرْمَضُ الجُنْدَبُ منه فيصِرّ |
أبو عبيد ، عن أبي عبيدة : اللهْبَة : العَطش ، وقد لَهِبَ يلهب لَهَباً ، وهو رجل لَهْبَان ، وامرأة لَهْبَى.
وقال الليث : ألهبْتُ النارَ فالتهبَتْ وتلهَّبَتْ.
واللِّهْب : وجه من الجبل كالحائط لا يُستطاع ارتقاؤه ، وكذلك لِهبٌ أفُق السماء ، والجميع اللُّهوب.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : اللِّهب : مَهواةُ ما بين كلِّ جبلين.
قال : والنَّفْنَفُ : نحو منه.
وقال اللَّيث اللِّهْب : الغُبار الساطع.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : إذا اضطَرَم جَرْيُ الفَرَس : قيل : أَهْذب إهْذاباً ، وأَلهبَ إلهابَاً.
وقال الليث : يقال للفَرَس الشديد الجَرْي المِثيرِ للغُبار : مُلهِب ، وله أُلْهُوب.
وقال امرؤ القيس :
فلِلزَّجْر أُلْهُوبٌ وللسّاق دِرَّةٌ*
وقال غيره : أَلهبَ البرقُ إلهاباً ، وإلهابُه : تَدارُكه حتى لا يكونَ بين البَرْقتين فُرْجة.
واللِّهابة : وادٍ بناحية الشواجن فيه رَكايا عَذبةٌ يخترِقه طريق بَطنِ فَلْج ، كأنها جمع لِهْب. وبنو لِهْب : حيٌّ من العَرَب يقال لهم : اللِّهبِيّون ، وهم أهلُ زَجْرٍ وعيافة.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : المِلْهَبُ : الرائع الجمال ، والملهب : الكثيرُ الشَّعر من الرجال.
ه ل م
هلم ، همل ، لهم ، مهل : مستعملة.
هلم : عمرو عن أبيه : الهِلِمَّان الكثير من كلّ شيء وأنشد لكُثَيِّر المحارِبيّ :
قد مَنَعتْني البُرَّ وهي تلحَّانْ |
وهو كثيْرٌ عندها هِلِمّانْ |
وهي تُخَنذِي بالمقالِ البَنْيَانْ
قال : والبَنْبان : الرَّديء من المَنْطِق.
ورَوَى أبو العباس ، عن ابن الأعرابي قال : الهَيْلَمان : المال الكثير ، يقال : جاء بالهَيْل والهَيْلَمان.
أبو عُبيد ، عن أبي زيد في «باب كَثْرة المال والخير يَقْدَم به الغائب أو يكون له» : جاءَ فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان ، بفتح اللام.
وقال ابن المظفَّر : هَلُمَ : كلمةُ دعوةٍ إلى شيء ، الواحد والاثنان ، والجميع ، والتأنيث ، والتذكير فيه سواء ، إلّا في لغة بني سعد فإنّهم يحملونه على تصريف الفِعل ، فيقولون : هَلُمَّا ، هَلُّمُّوا ؛ ونحو ذلك قال ابن السكيت ، قال : وإذا قال لك : هَلُمَ إلى كذا ، قلت : إلَامَ أهَلُمُ ؛ وإذا قال لك : هَلمُ كذا وكذا ، قلتَ : لا أَهَلُمُّه ـ بفتح الألف والهاء ـ : أي لا أُعْطِيكَه ، وهَلُمَ بمعنى أَعطِ ؛ يدل عليه ما حدّثنا محمدُ بنُ إسحاق عن عمر بن شَبَّة قال : حدّثنا يحيى ، عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنتِ طلحةَ ، عن عائشة أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم كان يأتيها فيقول : هل من شيء؟ فتقول : لا ، فيقول : إني صائم. قالت : ثم أتاني يوماً فقال : هل من شيء؟ قلتُ حَيْسَة. قال : هَلُمِّيها ، فإني أصبحت صائماً ، فأكل. قلتُ : معنى هَلُمِّيها : أي هاتِيها أَعطنِيها.
ورَوَى مالكٌ عن العَلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «لَيُذَادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضِي فأُنادِيهم : ألَا هَلُمَ ألَا هَلُمَ ، فيقال : إنهم قد بَدَّلُوا ، فأقول : فَسُحْقاً». وقال الزجاج : زعم سيبويه أنّ هَلُمّ «ها» ضُمَّتْ إليها «لُمَّ» وجُعِلتا كالكلمة الواحدة.
وأكثر اللغات أن يقال : هَلُمّ للواحد ، والاثنين ، والجماعة ، وبذلك نزل القرآن ، نحو قوله : (هَلُمَ إِلَيْنا) [الأحزَاب : ١٨] و (قُلْ هَلُمَ شُهَداءَكُمُ) [الأنعَام : ١٥٠].
قال : وفُتِحَتْ (هَلُمَ) لأنها مُدْغمة كما فُتِحَتْ «رُدَّ» في الأمر ، ولا يجوز فيها «هَلُمُ» بالضم كما يجوز «رُدُّ» لأنها لا تُصرَف.
قال : ومن العَرَب من يُثَنِّي ويجمع ، ويؤنث ، فيقول : هَلُمَ ، هَلُمَّا ، هَلُمُّوا ، وللنساء : هَلْمُمْنَ.
وقال : ومعنى (هَلُمَ شُهَداءَكُمُ) أي هاتوا شهداءكم ، وقرِّبوا شُهَدَاءكم.
قلتُ : وسمعتُ أعرابياً دعا رجُلاً إلى طعامه ، فقال : هُلُمّ لك ، ومثله قول الله جلّ وعزّ : (وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ) [يُوسُف : ٢٣].
وقال المُبَرِّد : بنو تميم يجعلون (هَلُمَ) فِعْلاً صحيحاً ، ويجعلون الهاء زائدة فيقولون : هَلُمَ يا رَجُل ، وللاثنين : هَلُمَّا ، وللجميع : هَلُمُّوا ، وللنساء هَلْمُمْنَ ؛ لأن المعنى المُمْنَ ، والهاء زائدة. قال : هَلُمَ زَيْداً : هاتِ زيداً.
وقال ابن الأنباري : يقال للنساء : هَلُمْنَ وهَلْمُمْن.
قال وحكى أبو عَمْرو عن العرب : هَلُمِّينَ يا نِسوة. قال : والحجة لأصحاب هذه
اللغة أن أصل «هَلُمَ» التصرف ، إذا كان من أَمَمْتُ أَؤُمُّ أَمَّاً ، فَعَمِلوا على الأصل ، ولم يلتفتوا إلى الزيادة ، وإِذا قال الرّجل للرّجل : هَلُمَ ، فأراد أن يقول : لا أفعل ، قال : لا أهَلُّمُ ولا أُهَلِمُ ، ولا أَهَلِمُ ، ولا أُهَلُمُ قال : ومعنى هَلُمَ : أقْبِل ، وأصله أُمَّ يا رَجل : أي اقصده ، فَضَمُّوا هَلْ إلى أُمَّ وجعلوهما حَرْفاً واحداً ، وأزالُوا أُمَّ عن التصرُّف ، وحَوَّلوا ضمة همزة أُمّ إلى اللام ، وأسقطوا الهمزة ، فاتصلت الميم باللام ، وهذا مذهبُ الفَرّاء ، يقال للرّجلين ، وللرّجال ، وللمؤنث : هَلُمّ ، وَوُحِّد هَلُمَ ؛ لأنه مُزالٌ عن تصرُّف الفِعل ، وشُبِّه بالأدوات كقولهم : صَهْ ، ومَهْ ، وإيهٍ ، وإيهاً ، وكل حرفٍ من هذه لا يثنَّى ، ولا يُجمع ، ولا يؤنَّث.
وقال الليث : الهُلام : طعامٌ يُتَّخذ من لحم عِجْلٍ بجلده.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الهُلُم : ظِباء الجبال ، ويقال لها : اللُّهُم ، واحدها لَهْمُ ، قال : ويقال لها : الجُولان ، والثَّياتل ، والأبدان ، والعِنْبان ، والبَغابغ.
لهم : قال الليث : يقال : لَهِمْتُ الشيءَ ، وقلَّ ما يقال إلا التَهَمْتُ : وهو ابتلاعُكَه بمرّة ، وقال جرير :
كذاك اللَّيثُ يَلتَهِم الذُّبابَا*
وقال آخر :
ما يُلْقَ في أشداقِه تَلهَّمَا*
قال : وأُمُ اللُّهَيم هي الحُمَّى.
وقال شَمِر : أَمُ اللُّهَيم : كنية المَوْت ، لأنّه يَلتَهِم كلَّ أحد.
وقال الليث : فَرَسٌ لِهَمٌ ، ولِهْمِيم : سابقٌ يجري أمام الخيل لالتهامه الأرضَ ، والجميع لهَامِيم ، ورجُلٌ لَهُوم : أكول.
ويقال أَلْهَمَهُ الله خيراً : أي لقَّنه خيراً ، ونَسْتَلْهِمُ الله الرَّشاد.
وجيشٌ لُهام : يَغْتمِرُ من يَدْخُله : أي يُغيَّب ما في وَسَطه.
وقال الأصمعيّ : إبلٌ لهامِيم إذا كانت غِزاراً ، واحدتُها لُهْمُوم وكذلك إذا كانت كثيرة المشْي ، وقال الراعي :
لَهامِيمُ في الخرْقِ البعيدِ نِياطُهُ*
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ إذا كَبُر الوعِل فهو لِهْمٌ ، وجمعه لُهُوم.
وقال غيره : يقال ذلك لِبَقر الوحْش أيضاً ، وأنشد :
وأصبح لِهْماً في لُهومٍ قَراهِبٍ*
قال : والمِلْهَمُ : الكثيرُ الأكل.
ومَلْهَم ، وقُرَّان : قريتان من قُرى اليمامة معروفتان.
ويقال : أَلهَمَ الله فلاناً الرُّشد إلهاماً إذا ألقامه في رُوعِه فتلقاه بفَهْمه.
همل : قال الليث : الهَمَل : السُّدَى ، وما ترك الله الناسَ هَمَلاً : أي سُدًى : بلا ثواب ولا عِقاب.
وقال غيره : لم يَتركْهم سُدًى : بلا أَمرٍ ولا نَهْي ، ولا بيانٍ لما يحتاجون إليه.
وإبلٌ هَمَل ، واحدها هامل.
وقال ابن الأعرابيّ : إبلٌ هَمْلَى : مُهْملة.
ويقال : إبلٌ هوامل : مُسَيَّبة لا رَاعِيَة وأمرٌ مُهْمَل : متروك.
وقال الراجز :
إنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهوامِلِ |
* خيْراً من التَّأْنَانِ والمَسَائلِ |
أراد : إنَّا وجَدْنا طَرْدَ الإبل المهمَلة وسَوْقَها سَلًّا وسَرِقةً خيراً لنا من مسألة النَّاس والتَّباكي إليهم.
ثعلب ، عن سَلَمة ، عن الفرَّاء وعن ابن الأعرابيّ : اهتَمل الرجُلُ : إذا دَمْدَم بكلام لا يُفْهَمُ.
قلت : المعروف بهذا المعنى هَتْمَلَ يُهَتْمِلُ ، وهو رُباعيّ.
وقال الزجّاج : الهَمَل : بالنَّهار ، والنَّفَسُ باللَّيل.
وقال أبو عمرو : الهَمَل : اللِّيف إذا انتزع ، الواحدة هَمَلة.
وفي «النَّوادر» : أرضٌ هُمَّال بين الناس : قد تحامتْها الحروب ؛ فلا يَعْمُرها أحد ، وشيء هُمّال : رَخوٌ.
ويقال : هَمَل دَمْعُه يَهمُل فهو هامِلٌ : إذا تتابع سَيَلانُه ، وانهمَل دمعُه فهو مُنْهَمِل.
مهل : قال ابن السكيت : يقال : مَهْلاً يا رجُل ، وكذلك للإثنين ، والجمع ، والأنثى ، وهي موحَّدة ، وإذا قيل : مَهْلاً ، قلت : لا مَهْلَ والله.
ويقال : ما مَهْلُ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً ، وأنشد لجامع بن مُرْخية الكلابيّ :
أقول لهُ ما جئتُ مَهْلاً |
وما مَهْلٌ بواعظةِ الجَهُولِ |
وقال الليث : المَهْلُ : السَّكينة والوقار : تقول : مَهْلاً يا فلان ، أي رِفْقاً وسُكوناً لا تَعْجَلْ ، ونحو ذلك كذلك ، ويجوز التثقيل ، وأَنشد :
فيا بن آدمَ ما أَعدَدْتَ في مَهلٍ |
لله دَرُّك ما تأتي وما تَذَرُ |
وقال الله : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) [الطّارق : ١٧] ، فجاء باللغتين : أي أنظِرْهم.
أبو عبيد : التمهُّل : التقدُّم.
وقال ابن الأعرابيّ : الماهِل : السَّريع ، وهو المتقدِّمُ ، وفُلانٌ ذو مَهَلٍ : أي ذو تقدُّم في الخير ، ولا يقال في الشَّرّ. وقال ذو الرِّمة :
كم فيهمُ مِنْ أَشمِّ الأنْفِ ذي مَهَلٍ |
يأبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغَم الضّارِي |
أي ذي تقدُّم في الشَّرف والفَضْل.
وقال أبو سعيد : يقال : أخَذ فلانٌ على فُلان المُهْلَةَ : إذا تقدَّمه في سِنٍّ أو أدبٍ.
ويقال : خُذ المُهْلَة في أمْرِك : أي خُذ العدَّة ؛ وقال في قول الأعشى :
إلَّا الّذين لهم فيما أَتَوْا مَهَلُ *
قال : أراد المعرفة المتقدِّمة بالموضع.
وقال مَهَلُ الرَّجُلِ : أسلافُه الذين تقدَّموه يقال : قد تقدَّم مَهَلُك قبْلَك ، ورَحِم الله مَهَلَك.
أبو العبَّاس ، عن ابن الأعرابيّ ، رُوي عن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه أنه لما لَقي
الشُّراةَ قال لأصحابه : أقِلُّوا البِطْنَةَ وأَعذِبوا ، وإذا سِرْتُم فمهلاً مَهلاً : أي تقدُّماً. قال أسامة الهذَلي :
لعَمري لقد أَمْهَلتُ في نَهْي خَالدٍ |
عن الشام إمَّا يَعصِيَنَّك خالدُ |
أمهلتُ : بالغتُ : يقول : إن عصاني فقد بالغتُ في نَهْيه.
ورُوي عن أبي بكر رَحمه الله أنه أَوْصى في مَرَضه ، فقال : ادْفنوني في ثوبيَّ هَذَين ؛ فإنما هما للمُهْل والتُّراب.
قال أبو عُبيد ، قال أبو عُبيدة : المُهْل في هذا الحديث : الصَّديد والقيْح.
قال : والمُهْل في غير هذا : كلّ فِلِزٍّ أُذِيب ، قال : والفِلِزُّ : جواهرُ الأرض من الذّهب والفضّة والنُّحاس.
وسُئل ابن مسعود عن قول الله جلّ وعزّ : (كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ) [الكهف : ٢٩] فدعا بِفِضّةٍ فأَذابَها ، فجعلتْ تمَيَّعُ وتَلَوَّنُ ، فقال : هذا من أَشبهِ ما أَنتم راءُون بالمُهْل.
قال أبو عبيد : أراد تأويل هذه الآية.
وقال أبو عبيدة : والمُهْل في غير هذا : كلُّ شيء يَتحاتُّ عن الخُبْزَة من الرَّماد وغيره إذا أُخرِجَت من المَلَّة.
قال : وقال أبو عمرو : المُهْل في شيئين : هو في حديث أبي بكر : القَيْح والصَّديد ، وفي غيره : دُرْدِيُّ الزّيت ، لم يُعْرَف منه إلّا هذا ، قال أبو عبيد : وقال الأصمعي : حدّثني رجل وكان فصيحاً أن أبا بكر قال : فإنّهما للمَهْلة والتراب بفتح الميم قال : وبعضهم يَكسِر الميم فيقول : لِلمهْلة.
قال الزّجاج في قوله تعالى : (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) [المعَارج : ٨].
قال : المُهْل : دُرْدِيُّ الزّيت هاهنا.
قلت : ومِثلُه قوله : (فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) [الرَّحمن : ٣٧] جمع الدهن.
قال أبو إسحاق في قوله : (كَالدِّهانِ) : أي يتلوَّن من الفَزَع الأكبر كما تتلوَّن من الدِّهان المختلفة. قال : ودليل ذلك قوله : (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) [المعَارج : ٨] أي كالزّيت.
وقال الليث : المُهْل : ضَرْبٌ من القَطِران إلا أنه مَاهٍ رقيق شبيه بالزيت لمهاوَتِه يضرب إلى الصُّفرة ، وهو دَسِمٌ يُهْنَأُ به الإبل في الشّتاء.
قال : والقَطِران : الخاثر ، لا يُهْنأُ به.
وقال غيره : مَهَلْتُ البعيرَ : إذا طليتَه بالخضخاض ، فهو ممهول ، وقال أبو وَجْزة يصف ثوراً :
صافي الأدِيم هِجانٌ غَيرَ مَذْبَحِهِ |
كأَنَّه بِدَم الْمَكْنَان مَمْهُولُ |
شمر ، عن ابن شميل قال : المُهْل عندهم : المَلَّة إذا حميت جدّاً رأيتها تموجُ.
وقالت العامريّة : المُهْلُ عندنا : السُّمّ.
والمُهْل : الصَّديد والدَّمُ يخرُج فيما زَعَم يونس. والمُهْل : النُّحاس الذائب ، وأنشد :
ونُطعِم من سَدِيف اللَّحْم شِيزَى |
إذا ما الماءُ كالمَهْل الفَريغِ |
(أبواب) الهاء والنون
ه ن ف
هنف ، نفه ، هفن ، نهف : مستعملة.
هنف : قال الليث : الهِنافُ : مُهانَفَة الجوارِي بالضّحك ، وهو فوق التّبسُّم ، وأنشد :
تَغُضُّ الجفون على رِسْلِها |
بحُسْن الهِنافِ وخَوْنِ النّظَرْ |
قيل : أقبَل فلانٌ مُهنِفاً : أي مُسْرِعاً لينالَ ما عندي.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : أهنَفَ الصبيُ إهنافاً ؛ مثل الإجهَاش ، وهو التَهيُّؤُ للبُكاء ، قال : والمُهانَفة أيضاً : المُلاعَبة.
هفن : أهمَلَه الليث.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الهَفْن : المَطَر الشديدُ.
نفه : أبو عبيد ، عن الأصمعي : المَنْفُوه : الضَّعيف الفؤادِ الجَبان.
وقال ابن بُزُرج : ما كان الرجل نَافِهاً ، ولقد نَفَه نُفُوهاً. قال : والنُّفُوه : ذِلّةٌ بعد صُعوبة. وأَنْفَهَ ناقتَه حتى نَفَهَتْ نَفْهاً شديداً.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال لعبد الله بن عَمرو حين ذَكر له قِيامَ الليل وصيامَ النّهار : «إنك إذا فعلتَ ذلك هَجَمتْ عيناك ، ونَفَهتْ نفسُك».
قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : قوله : نَفِهتْ نفسُك : أَعيت ، وكلَّت. ويقال للمعُيي : مُنَفَّهٌ ، ونافِهٌ ، وجمع النَّافِه نُفَّهٌ ، وأنشد أبو عمرو :
بنا حَراجِيجُ المَطِيِ النُّفَّه *
يعني المعْيِيَة ، واحدتها نافِهٌ ونافِهَةٌ ، والذي يفعل ذلك بها منفِّهٌ ، وقد نفّه البعير.
الخرّاز ، عن ابن الأعرابي : نفَهَتْ نفسُه تَنفَه نُفُوهاً : إذا ضعفت ، وسقطت ، وأنشد :
والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا*
وروى أصحابُ أبي عُبَيد عنه : نَفِهَ يَنْفَه بكسر الفاء من نَفِه وفتحِها من يَنْفَه.
نهف : أهمله الليث. وقال ابن الأعرابي : النَّهْف التحيّر.
ه ن ب
هنب ، نبه ، نهب ، بهن ، هبن : مستعملة.
هنب : قال الليث : هِنْب : حيٌّ من رَبيعة.
وقال أبو العبّاس : قال ابن الأعرابيّ : المِهْنَبُ : الفائق الحُمْق ، قال وبه سُمِّي الرجل «هِنْبَا» ، قال : والّذي جاء في الحديث أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم نَفَى مُخنَّثَين يُسَمَّى أحدُهما «هِيتٌ» ، والآخر «ماتِعٌ» ، إنّما هو «هِنْبٌ» ، فصحَّفَه أصحابُ الحديث.
قلت : رواه الشافعيّ وغيرُه «هِيتٌ» ، وأظنّه الصواب. وأخبَرَني أبي محمد المُزَنّي ، عن أبي خَليفة ، عن محمّد بن سلّام أنّه أنشده :
وشَرُّ حَشْوِ خِباء أنت مُوَلِجُه |
مجنونةٌ هُنَّبَاءٌ بنتُ مَجْنونِ |
وهُنَّباء ـ بوزن فُعَّلاء بتشديد العين والمدَّ ـ ولا أعرف في كلام العرب له نظيراً ، والهُنَّباء : الأحمق.
وقال ابن دُرَيد : امرأة هُنَّبا ، وهُنَّباء ـ بالمدّ والقصر ـ وهُنَّبِيٌ : وهي الوَرْهاء.
هبن : أهمله الليث.
وقال أبو عمرو الهَبُون : العنكبوت ويقال بالراء : هَبور.
نهب : قال الليث : النَّهْب : الغَنِيمة ، والانتهاب : أَخْذُه من شاء ، والإنهاب : إباحَتُه لمن شاء ، والنُّهْبَى : اسمٌ لما أَنْهَبْتَه : قال : والنِّهاب : جَمْع النَّهْب ، والمُناهَبة : المُباراة في الْحُضْر والجرْي.
فرسٌ يُناهِب فَرَساً ، وأنشَد : للعجّاج يصف عَيْراً وأُتُنَه.
وإنْ تُناهِبْه تجِدْه مِنْهَبا*
ويقال للفرس الجواد : إنّه ليَنْهَبُ الغايةَ والشَّوْط ، وقال ذو الرّمة :
والخَرْقُ دون بَناتِ البَيْضِ مُنتَهَبٌ *
يعني في التّباري بين الظليم والنّعامة. وفي «النّوادر» : النَّهْب : ضَرْبٌ من الرَّكْض ، والنّهب : الغَارَة.
نبه : قال الليث : النَّبَه : الضَّالّة تُوجَد عن غَفْلة ؛ يقال : وجدتُه نَبَهاً عن غير طلب ، وأضلَلْتُه نَبَهاً لم تَعلَمْ متَى ضلّ. وقال ذو الرَّمة :
كأنّه دمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ |
في مَلعَبٍ من جواري الحيِّ مَفْصومُ |
يصف غَزالاً قد انحنَى في نومه ، فشبَّهه بدُمْلُجٍ قد انفَصَم.
قال : والنُّبْه : الانتباه من النّوم ، تقول : نَبَّهتُه ، وأنْبَهتُه من النّوم ، ونَبَّهْتُه من الغَفْلة. ورجُلٌ نبيه : شريف. وقد نَبُه فلانٌ باسم فلان : إذا جَعَله مذكوراً.
أبو عُبَيد ، عن أبي زيد : نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً ، وَوَبِهْتُ أَوْبَهُ وَبَهاً ، وهو الأمر تنساه ثمّ تَنتَبِه له.
وقال الأصمعيّ : يقال : أضلُّوه نَبَهاً : لا يدرُون متى ضلَّ حتّى انتبَهوا له. قال : وسمعت من ثقةٍ : أَنبَهْتُ حاجتي حتّى نَسيتُها. ويقال للقوم ذهب لهم الشيء لا يدرون متَى ذهَب : قد أَنبَهوه إنباهاً.
وقال غيره : النَّبَه : الضّالّة التي لا يُدرَى متى ضلَّت؟ وأين هي؟. ويقال فَقَدْتُ الشيء نَبَهاً : أي لا عِلْم لي كيف أضلَلْتُه ، وقول ذي الرّمّة :
كأنّه دُمْلجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ *
وضَعَه في غيرِ موضعه ، كان ينبغي له أن يقول : كأنّه دُمْلجٌ قد فُقِد نَبَهاً.
وقال شَمِر : النَّبَهُ : المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقِط الضالّ.
ورَجل نَبَهٌ ونَبِيه : إذا كان معروفاً شريفاً ، ومنه قولُ طَرَفة يَمدَح رجلاً :
كامل يَجْمَعُ آلاءَ الفتَى |
نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خضَمّ |
بهن : قال الليث : البَهْوَنِيُ من الإبل : ما يكون بيْنَ العربيّة والكِرْمانية ، وكأنّه دَخِيل في الكلام. قال : وجاريةٌ بَهْنانَةٌ : وهي اللَّيّنة في مَنطِقها وعَملِها.
أبو عُبَيد ، عن أبي علقمة الثقفيّ : البَهْنانة : الطيبة الرّيح ، قال : وقال الأصمعيّ : هي
الضحّاكة وأخبرَني المنذريُّ عن ثعلب أنّ ابن الأعرابيّ أنشَدَه :
ألَا قالَتْ بَهانِ ولم تأَبَّقْ |
نَعِمْتَ ولا يَليقُ بكَ النَّعيمُ |
قال : بَهانِ أراد بَهْنانة.
وقال الكسائي : البَهْنانة : الضحَّاكة المُتَهلِّلَة.
وقال غيره : هي الطيّبة الريح. عمرو ، عن أبيه قال : البَهْنانة : الطيبة الرائحة ، الحَسنة الخَلْق ، السَّمْحة لزَوجِها.
ه ن م
هنم ، همن ، مهن ، نهم : مستعملة.
هنم : قال الليث : الهَيْنَمَة الصَّوْتُ ، وهو شِبْه قِراءة غير بيِّنة ، وأنشد لرؤبة :
لا يَسمعُ الرَّكْبُ بها رَجْعَ الكَلِمْ |
إلا وَساويسَ هَيَانِيم الهَنِمْ |
وفي الحديث أن عمر قال : ما هذه الهينمة؟ قال أبو عبيد : الهينمة الكلام الخفِيّ. وأنشد قول الكُمَيت :
ولا أَشهَد الهُجْرَ والقائليه |
إذا هُمْ بهَيْنَمَةٍ هَتْمَلُوا |
وقال اللحيانيّ : من أسماء خَرَز نساءٍ الأعراب : الهِنَّمَةُ تُؤخِّذ بها المرأةُ زوجَها عن النّساء. قالت امرأة منهم : أخَّذْتُه بالهِنَّمَهْ ، باللّيل زوجٌ وبالنّهار أَمَهْ. ومن أسماء خَرَز الأعراب العَطْفة ، والفَطْسَة ، والكَحْلة ، والهَبْرةَ ، والقَبَل ، والقَبَلة ، والصَّرْفة والسُّلْوانَة.
وقال ابن دُرَيْد : الهَنَم : التَّمْر.
وأنشد :
ما لَكَ لا تَمِيرنا من الهَنَم *
قلتُ : إخالُه مُعرّباً.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : الهَنْمة : الدَّمْدَمة.
ويقال للرجل الضعيف : هِنَّمة. قال الليث في قوله :
ألا يا قَيْلُ وَيْحَك قُمْ فَهَيْنِمْ *
أي فادعُ الله.
وقال التَّوَّزيّ : الهَنَم ضربٌ من التّمر.
وأنشد :
ما لَكَ لا تميرُنا مِن الهَنَم *
مهن : قال الليث : المِهْنة : الحَذاقة بالعمل ونحوه ، وقد مَهَن يَمْهَن مَهْناً : إذا عَمِل في ضَيْعته ، والماهِن : العبد ، ويقال : خَرْقاءُ لا تُحْسن المِهْنة : أي لا تُحْسن الخِدمة.
مَهَنَهُم ؛ أي خَدَمَهم.
وقال أبو عُبَيد : أنكَر أبو زيد المِهْنَةَ ، وفَتَح الميم «مَهْنة» ، وهكذا. قال الرِّياشيّ : «مَهنة». قال : وامتَهَن نفسه ، وأنشد الرياشيّ :
وصاحبُ الدّنيا عُبَيدٌ مُمْتَهَنْ *
أي مستخدَم وقال الكسائي : المِهنة : الخدمة.
أبو عُبيد عن أبي زيد مَهَنْتُ الإبل مَهْنَةً : إذا حلبها عند الصَّدَر وأنشد شَمِر :
فقلت لِماهِنَيَ : ألا احلباها |
فقاما يحلُبان ويَمرِيان |
وقال شَمِر : قال أبو زيد العِتريفيُّ : إذا عجز الرجل قلت :
هو يطلَغُ المَهْنَةَ. قال : والطَّلَغَان : أن يَعيا الرجلُ ثم يعمل على الإعياء. قال : وهو التلغُّب قال : ويقال : هو في مهنة أهله : وهو الخدمة والابتذال. وقال أبو عدنان : سمعت أبا زيد يقول : هو في مَهِنَة أهلِه ـ بفتح الميم وكسر الهاء ـ ، وبعض العرب يقول : المَهْنَة ، يسكن الهاء ، وقال الأعشى يصف فَرَساً :
فَلأياً بَلأيٍ حَمَلْنا الغُلا |
مَ كرْهاً فأَرسله فامتَهَنْ |
أي أَخرَج ما عِنْدَه من العَدْو وابتَذَلَه.
وقال الفراء في قول الله جلّ وعزّ : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) [القَلَم : ١٠] المهين هاهنا الفاجر.
وقال أبو إسحاق : هو فَعِيل من المهانة ، وهي القِلَّة.
قال : ومعناه هاهنا : القلّة في الرأي والتمييز.
وقال الليث : رَجُلٌ مَهِين : ضَعيف حَقِير ، وقد مَهُن مَهانةً.
وقال أبو زيد : رَجُلٌ مَهِين : ضَعيف ، من قوم مُهنَاء.
ويقال للفَحْل من الإبل والغَنم إذا لم يُلقِح من مائِه : مَهِين.
وقولُه : (مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) [السَّجدَة : ٨] أي من ماء قليلٍ ضعيف.
نهم : قال الليث : النَّهِيم : شِبه الأنين ، والطَّحِيرُ والنَّحِيمُ مثله ، وأنشد :
ما لَكَ لا تَنْهِمُ يا فلَّاحُ |
إنّ النَّهِيم للسُّقاة راحُ |
قال : والنَّهْم : زَجْرُك الإبلَ تصيح بها لتمضيَ.
وقال ابن السكيت : نهَم الرجُلُ الإبلَ يَنهَمها نَهْماً : إذا زَجَرها لتجدّ في سيرها ، وأنشد :
ألا انهِماها إنها منَاهِيمْ |
وإنما يَنهَمُها القومُ الهِيمْ |
قوله : مناهيم : أي تطيع على النّهم : أي الزّجْر. وقد نهِم في الطعام ينهَم نَهْماً : إذا كان لا يشبَع.
وقال الليث : النَّهْمة : بلوغُ الهِمَّة في الشيء ، وفلان مَنهوم بكذا : أي مُولَع به لا يَشبَع.
قال : والنَّهْم : الحَذْف بالحَصا ونحوه ، وأنشد :
يَنهَمْنَ بالدّار الحصَا المنْهُوما*
قال : والنَّهاميّ : الحدَّاد.
وروَى أبو نصر عن الأصمعي أنه قال : النَّهامِي : النّجّار. والمَنْهَمة : موضِع النَّجْر.
وقال أبو سعيد : النُّهاميّ : الراهب ، والنَّهاميّ : الحدَّاد ، وأنشد قول أبي دُؤاد :
نَفْخَ النَّهامِيِ بالكِيريْن في اللهَبِ*
وقال النضر : النَّهاميّ : الطَّريق المَهْيَعُ الجَدَدُ ، وهو النَّهام أيضاً.
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : النِّهامِيّ ـ بكسر النون ـ : صاحبُ الدَّيْر ، لأنه يَنهَمُ فيه ويدعو.
وقال الليث : النَّهّام الأسد في صَوْتِه ، يقال : نَهم يَنهِم نَهِيماً.
وقال أبو عبيد : الوَئِيدُ : الصَّوت ، والنهِيم مِثلُه.
وقال غيرُه : النُّهامُ : البُوم الذَّكَر.
وقال الطِّرمَّاح يذكر بُومةً تضبَح :
تَبيتُ إذا ما دعاهَا النهام |
تُجِدُّ وتحْسبها مازِحَهْ |
يعني أنها تُجِدّ في صوتها كأنها تُمازِح.
وقال أبو سعيد : جمع النُّهام نُهُم ، وهو ذَكَر البُوم ، وأنشد للطِّرِمَّاح :
لَقْوَةٌ تَضبَح ضَبْحَ النُّهامِ
همن : قال الليث : الهِمْيَان : التِّكَّة ، وقيل للمِنْطَقة : همْيان ويقال للذي تُجعل فيه النفقة ، ويشدّ على الوَسَط : هِمْيان.
والهِمْيان دَخيل معرَّب. والعرب قد تكلموا به قديماً ، فأَعرَبوه ، وأما قول الله جلّ وعزّ : (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) [المَائدة : ٤٨] وقوله : (الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ) [الحَشر : ٢٣] فإن المفسرين قال بعضهم في قوله : (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) [المَائدة : ٤٨] معناه : وشاهداً عليه. وقال بعضهم : رقيباً عليه ، وقال بعضهم : ومؤتمناً عليه.
وقال بعضهم : المهيمِن : اسمٌ من أسماء الله في الكتُب القديمة.
وقال المبرد : مُهيمِن معناه مُؤَيْمِن ، إلا أنّ الهاء مُبدلةٌ من الهمزة ، والأصل مُؤَيْمِناً عليه ، كما قالوا : هِيَّاك وإيَّاك ، وهَرَقْتُ الماء ، وأصله أَرَقتُ.
قلتُ : وهذا على قياس العربية صحيح إن شاء الله تعالى مع ما جاء في التفسير أنه بمعنى الأمين.
وقيل : بمعنى مؤتَمَن.
وقال العباس بنُ عبد المطَّلب يمدَح النبي صلىاللهعليهوسلم :
حتى احتوَى بيتُكَ المهيمِنُ من |
خِنْدِفَ عَلْياءَ تَحتَها النُّطُقُ |
قال ابن قُتيبة : معناه حتى احتَويتَ يا مهيمن من خِندفَ علْياء : يريد به النبي صلىاللهعليهوسلم فأقام البيتَ مقامَه ، لأن البيت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه.
قلت : وأراد ببيته شرفَه. والمهَيْمِن من نَعْتِه ، كأنه قال : حتى احتوى شرفُك الشاهدُ على فضلِك علياء الشرفِ من نَسَب ذَوِي خِنْدف : أي ذِرْوَةَ الشرفِ من نَسَبهم التي تحتَها النُّطُق ، وهي أَوْساط الجبال العالية ، جَعَل خِنْدَفَ وقبائلها نُطُقاً له.
وفي حديث النعمان بن مُقَرِّن يومَ نهاوَنْد : ألا إني هازٌّ لكم الراية الثانية فليثبتْ الرجال ، فليَشُدُّوا هَمايِينَها على أحقائها ، يعني مَناطِقَها ليستعدوا للحملة.
ويُروَى عن عمرَ أنّه قال يوماً : إنّي داعٍ فهَيْمِنوا أراد : إنِّي داع فأمِّنوا على دُعائي ، قَلب إحدى حَرْفي التَّشْديدة في أَمِّنُوا ياءً ، فصار أَيْمِنوا ثم قُلِبَتْ الهمزة هاء فقال : هَيْمِنوا.
والعرب تقول : أمّا زيدٌ فحسَن ، ثم يقولون : أيْما زيد فحسَنٌ ، بمعنى أمّا ، وأنشد المبرّد قول جميل :
على نَبْعةٍ زَوْرَاءَ أَيْمَا خِطامُها |
فمتنٌ وأمّا عُودُها فعَتِيقُ |
قال : أراد بأَيما أمّا فاستَثقَلَ التَّضْعيفَ ، فأَبدلَ مِن إحدى المِيمَيْنِ ياءً كما فعلوا بقيراط ودينار ، ودِيوانٍ ، ألا تراهم جَمعوها قَراريط ودنانيرَ ودَبابيج.
وقال ابن الأنباريّ في قوله : (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) [المَائدة : ٤٨].
قال : المُهيْمِن : القائمُ على خَلْقه ، وأنشد :
ألا إنَّ خيرَ الناسِ بَعد نبيِّه |
مُهَيْمِنُه التَّالِيه في العُرف والنُّكْر |
معناه : القائم على الناس بعده ، قال : وفي مُهيمِن خمسةُ أقوال : قال ابن عبّاس : المُهَيْمِنُ : المؤتَمن.
وقال الكسائي : المهيمن : الشَّهيد. وقال غيرُه : هو الرَّقيب.
يقال : هَيمَن يُهيمِن هَيْمنة : إذا كان رقيباً على الشيء.
وقال أبو معشر في قوله : (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) [المَائدة : ٤٨] معناه وقَبَّاناً عليه ، وقيل : وقائماً على الكُتب.
قال : وقيل مُهيمِن في الأصل مُؤيْمِن
[أبواب الهاء والفاء
ه ف ب : مهمل (١)
] ه ف م
استعمل من وجوهه : فهم : قال الليث : يقال : فهمتُ الشيء : أي عقَلْتُه وعَرَفته وفَهَّمتُ فلاناً وأفْهمتُه ورجلٌ فهِم : سريعُ الفَهم ، ويقال : فَهْم وفَهَمٌ وتفهَّمْتُ المعنى : إذا تَكَلّفْتَ فَهْمَه.
[باب الهاء والباء مع الميم]
ه ب م
أُهملت وجوهه إلا بهم.
بهم : رُوي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «يحشر الناس يوم القيامة غرلاً بُهْماً». قال أبو عبيد : قال أبو عمرو : البهْم واحدها بَهِيم ، وهو الذي لا يخلِط لَوْنَه لونٌ سِواه ، من سوادٍ كان أو غيره.
قال أبو عبيد : فمعناه عندي أنه أراد بقوله : بُهْمَاً يقول : ليس فيهم شيءٌ من الأعراض والعاهات التي تكونُ في الدُّنيا : من العَمَى والعَرَج والجُذام والبَرَص ، وغير ذلك من صُنوف الأمراض والبلاء ، ولكنها أجسادٌ مُبْهَمَةٌ مصحَّحة لخُلُود الأبَد.
وسُئل ابن عبّاس عن قول الله جلّ وعزّ ثناؤه : (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ) [النِّساء : ٢٣] ولم يُبَيِّن : أَدَخلَ بها الابنُ أم لا؟ فقال ابن عبّاس : أَبْهِموا
__________________
(١) أهمله الليث.
ما أَبهَمَ الله. قلت : وقد رأيتُ كثيراً من أهل العِلم يذهَبون بمعنى قوله : أَبهِموا ما أبهمَ الله ، إلى إبهام الأمر واشتباهِه ، وهو إشكاله واشتباهه ، وهو غَلَط.
وكثيرٌ من ذَوِي المعرفة لا يميّزون بين المُبْهَم وغيرِ المُبهم تمييزاً مُقنِعاً شافياً وأنا أُبيّنه لك بعون الله وتوفيقه ؛ فقولُه جلّ وعزّ : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ) [النِّساء : ٢٣] هذا كلُّه يسمَّى التحريم المُبهم ، لأنه لا يحِلّ بوجهٍ من الوجوه ولا سببٍ من الأسباب ، كالبهيم من ألوان الخيل الذي لا شِيَةَ فيه تُخالفُ معظمَ لونه.
ولمّا سُئل ابنُ عباس عن قوله : (وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ) [النِّساء : ٢٣] ، ولم يبيِّن الله الدُّخولَ بهنَّ؟ أجاب فقال : هذا من مُبهَم التحريمِ الذي لا وَجْهَ فيه غير التحريم سواءٌ دخَلتم بنسائكم أو لمْ تدخلوا بهنّ ؛ فأُمَّهاتُ نسائكم مُحرّمات من جميع الجهات.
وأما قوله : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ) [النِّساء : ٢٣] فالرّبائب هاهنا لسن من المبهمَة ، لأنّ لهنَّ وَجْهين مُبَيَّنين أُحْلِلْنَ في أحدهما وحُرِّمْن في الآخر ، فإذا دُخِل بأمَّهات الرّبائب حَرُمَتْ الرَّبائب ، وإن لمْ يُدْخَل بأمَّهات الرّبائب لم يَحرُمْنَ ، فهذا تفسيرُ المُبهَم الذي أراد ابنُ عباس ، فافهمْه.
أخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ أنه أنشَدَه :
أَعْيَيْتَنِي كلَّ العَيا |
ءِ فلا أَغَرُّ وَلَا بَهِيمُ |
قال : يُضرَب مَثَلاً للأمر إذا أَشكل ولم تَتّضِح جِهَتُه واستقامتُه ومعرفتُه ، وأنشد في مثله :
تفرّقتِ المَخاضُ على يَسارٍ |
فما يَدرِي : أيُخْثِر أمْ يُذِيبُ |
وقال الليث : بابٌ مُبهَم : لا يُهتَدَى لفتحه إذا أُغْلِق ، وليلٌ بَهيم : لا ضوءَ فيه إلى الصّباح.
وقال ابن عَرَفة : البَهِيمة : مُسْتَبْهِمَةٌ عن الكلام ، أي مُنْغَلِقٌ ذاك عنها ؛ ويقال : أبهمتُ الباب ، إذا سَدَدْتَه.
وقال الزجّاج في قوله جلّ وعزّ : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) [المَائدة : ١] يعني الأزواج الثمانية المذكورة في سورة الأنعام ، وإنما قيل لها بهيمة الأنعام لأنّ كلّ حيّ لا يُميِّز فهو بَهِيمة ، وإنما قيل له : بهيمة لأنه أُبهِم عن أن يميِّز.
قال : وقيل للإبهام الإصبع : إبهامٌ ؛ لأنها تُبْهِمُ الكَفّ : أي تُطبِق عليها.
قال : وطريق مُبْهَم : إذا كان خفيّاً لا تستبين. ويقال : ضرَبَه فوقع مُبْهماً : أي مغشيّاً عليه لا يَنطِق ولا يميِّز.
وقال الليث : البَهْمة : اسمٌ للذكر والأنثى من أولاد بَقَر الوَحش والغنم والماعِز ، والجميع البَهْم والبِهَام ، والبَهْم أيضاً : صِغارُ الغَنَم.
وقال أبو عُبَيد : يقال لأولاد الغنم ساعةَ تَضعُها من الضأن والمَعْز جميعاً ذكراً أو
أثنى : سَخْلة ، وجمعُها سِخال ، ثمّ هي البَهْمة للذكر والأنثى ، وجمعها بَهْمٌ.
وقال ابن السكيت : يقال : هم يُبَهِّمون البَهْمَ : إذا حرّموه عن أمّهاته فرَعَوْه وحدَه.
قال : والبِهام : جمعُ بَهْم ، والبَهْم : جمع بَهْمة ، وهي أولاد الضأن ، والبَهْمة اسمٌ للمذكّر والمؤنّث.
قال : والسِّخال : أولادُ المِعْزَى ، والواحدة سَخْلة للمؤنث والمذكَّر ، وإذا اجتمعَت البِهام والسِّخال قلتَ لهما جميعاً : بِهام.
قال : ويقال : هي الإبْهام للإصبع ، ولا يقال : البِهام ، ويقال : هذا فرسٌ جَوادٌ وبَهِيم ، وهذه فرسٌ جَواد وَبَهيم ـ بغير هاء ـ : وهو الذي لا يَخلِط لونَه شيءٌ سوى مُعظم لونِه.
رَوَى سُفيانُ عن سَلَمَة بن كُهَيل عن خَيْثمة عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [النِّساء : ١٤٥] ، قال : في تَوابِيتَ من حديد مُبْهَمةٍ عليهم.
قال أبو بكر بنُ الأنباريّ : المُبهمَة : التي لا أَقفالَ عليها. يقال : أمرٌ مُبْهَم : إذا كان ملتَبساً لا يُعرَف معناه ولا بابُه.
قال : ورجُل بُهْمَة : إذا كان شُجاعاً لا يَدرِي مُقاتِلُه من أَيْن يَدْخُل عليه.
قلت : والحروف المُبهَمة : التي لا اشتِقاق لها ، ولا يُعرَف لها أصول ، مثل الذي والذين وما ومن وعن ، وما أشبَهَها.
وقال في موضع آخر : كلام مُبْهَم : لا يُعرَف له وجهٌ يُؤتَى منه ، مأخوذ من قولهم : حائطٌ مُبهَم : إذا لم يكن فيه باب ، ومنه يقال : رجلٌ بُهْمة : إذا لم يُدْرَ من أين يُؤْتى له.
وقال ابن السكيت : أبهَمَ عليّ الأمرُ : إذا لم يجعل له وجْهاً أعرِفُه. ولونٌ بَهِيم : لا يُخالِفُه غيره.
وقال الليث : البُهْمَى : نبتٌ تَجِدِ بِه الغنمُ وَجْداً شديداً ما دام أخضَر ، فإذا يَبِس هَرَّ شوكُه وامتَنَع ، ويقولون للواحدة : بُهْمَى ، وللجميع ؛ بُهْمَى.
قال : ويقال للواحدة : بُهْمَاة ، وأنشد ابن السكيت :
رَعَتْ بارضَ البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً |
وصَمْعاء حتى آنَفَتْها نصالُها |
والعرب تقول : البُهْمَى : عَقْر الدّار ، وعَقَار الدار : يريدون أنه من خِيار المَرْتَع في جَنابِ الدّار.
والإبهام : الإصبَعُ الكُبرى التي تلي المُسبِّحة ، والجميع الأباهيم ، ولها مَفصِلان.
وكلّ ذي أربع من دوابّ البر والبحر يُسمَّى بَهيمة.
وقال الأخفش : بُهمَى لا تُصرَف ، والواحدة بُهْماة.
والبَهايم : أَجْبُلٌ بالحِمَى على لونٍ واحد.
قال الرّاعي :
بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رَأَى ذا مَعارِكٍ |
أَتَى دونه والهَضْبَ هَضْبَ البهايم |
وأَبهمَت الأرضُ فهي مُبهِمة : إذا أنبتَتْ البُهمى.
وَبَهَّمَ فلانٌ بموضِع كذا : إذا أقامَ به ولم يَبرَحْه.
وقال أبو عبيد : البُهْمة الفارس الذي لا يُدرَى من أين يُؤتَى من شدة بأسِه.
قال : والبُهْمة أيضاً : هم جماعةُ الفُرْسان ، وقال متمّم ابن نُوَيْرة :
وللشَّرْب فابكِي مالِكاً ولِبُهْمَةٍ |
شديدٍ نواحِيها على من تشجَّعا |
وهم الكُماةُ ، وقيل لهم : بُهْمة لأنه لا يُهتَدَى لقتالهم.
وقال غيرُه : البُهْمة : السَّواد أيضاً. ويقال للّيالي الثلاث التي لا يَطلُع فيها القَمَر : بُهَم ، وهي جمعُ بُهْمة.
وفي «نوادر الأعراب» : رجل بُهْمة ، إذا كان لا ينثني عن شيء أراده. واستَبهَم الأمرُ : إذا استغْلَق فهو مُسْتبهِمُ.