الهَذالِيل : مَسايلُ صغارٌ من الماء وهي الثُّعبَانُ.
قال أبو عُبَيدٍ : الهُذلول : الرَّمْلة الطويلة المستدِقّة المُشرِفة وذهب ثوبُه هَذالِيلَ : أي قِطَعاً. وأمَّا قول الراجز :
قلتُ لقَوْمٍ خَرَجوا هَذَالِيلْ |
نَوْكَى ولا ينْفَعُ للنَّوْكَى القِيلْ |
قيل في تفسيره : هم المُسرِعون يتْبَع بعضُهم بَعْضاً.
وقال ابن الكَلْبِيّ : الهُذْلول : اسمُ سَيفٍ كان لبعضِ بَني مخزُومٍ ، وهو القائل فيه :
كم من كميٍّ قد سَلَبْتُ سِلاحَه |
وغادَره الهُذْلُولُ يَكْبُو مُجَدَّلا |
وقال اللّيث : الهَوْذَلة : القذْفُ بالبَوْل ، يقال هَوْذَلَ ببوْله : إذا قَذَفه. قال : والهَوْذَلة : أن يضطرب في عَدْوِه.
أبو عُبَيد ، عن الأصمعيّ : الهَوْذَلة : أن يَضْطرب في عَدْوِه. قال : ومنه يقال السِّقاءُ : إذا تَمخَّض : هَوْذَلَ يُهَوْذِل هَوْذلةً.
أبو العبّاس ، عن ابن الأعرابي : هَوْذَلَ السِّقاءُ : إذا أَخْرَج زُبْدَتَه ، وهَوْذَلَ : إذا قاء ، وهَوْذَل : إذا رَمَى بالعُرْبُون ، وهو الغائِط والعَذِرة ، وأنشد :
لو لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاه لَنَجَمْ |
في صُلْبِه مِثْل قَفَا الكَبْشِ الأجَمّ |
قال : والهاذِل بالذّال : وَسَط اللّيل.
وقال الأصمعيُّ : هَوذَل الفحلُ من الإبل ببَوْلِه : إذا اهتزَّ ببَوله وتَحرَّك.
وقال ابن الفرج : أهْذَب في مَشْيِه ، وأَهْذَلَ : إذا أَسْرَع ، وجاء مُهْذِباً مُهْذِلاً.
وهُذَيْل : أحدُ قَبائل خِنْدِف ، وقد أُعْرِقَ لها في الشِّعْر ، والنِّسبة إليها هُذَليّ ، ومن العرب من يقول : هُذيْلِيّ.
ويقال : ذهبَ بولُه هَذالِيلَ : إذا تقطَّعَ.
وهَذاليلُ الخيل : خِفَافُها.
ذهل : قال الله جلّ وعزّ : (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) [الحج : ٢] أي تسلُو عن وَلَدها فتتركه لشدَّة القيامة والفَزَع الأكبر.
وقد ذَهَلَ يَذْهَل ، وذَهِلَ يَذهَل ذُهولاً.
وأَذْهَلَني كذا وكذا عنهُ يُذْهِلُني.
وقالت امرأة :
أَذْهَلَ خِلِّي عنْ فِراشي مَسْجدُهُ*
وكان زوجها اشتَغَل بعبادتِه عن فراشها فشكت سُلُوَّه عنها.
وقال الليث : الذَّهْل : تركُكَ الشَّيء تَنَاساه على عَمْد ، أو يَشْغَلُك عنه شاغل.
وقال اللحيانيّ : مضى ذَهْلٌ من اللَّيل : أي ساعةٌ. ذَهْلٌ ، ودَهْلٌ ، لُغَةٌ بالدال والذال.
جاء به أبو عمرو.
وقال الليث : الذُّهْلانِ : حيَّان من ربيعة ، وهم بَنُو ذُهْل بن شَيْبَان ، وبنو ذُهْل بن ثَعْلبة.
ه ذ ن
استعمل من وجوهه : ذهن.
ذهن : قال الليث : الذِّهْن : حِفْظ القلب.
تقول : اجعلْ ذِهْنك إلى كذا وكذا.
وفي «نوادر الأعراب» : ذَهِنْتُ كذا وكذا : أي فَهِمتُه ، وذَهَنْتُ عن كذا وكذا : أي فَهِمْتُ عنه ، ويقال : ذَهنَنِي عن كذا وكذا ، وأَذْهنَنِي ، واسْتَذْهنَنِي : إذا أَنْساني وأَلْهاني عن الذِّكْر ، ويقال : فلان يُذاهِن الناسَ أي يُفاطِنُهم ، وقد ذَاهنَنِي فَذَهنْتُه : أي كُنتُ أجْودَ ذِهْناً منه.
ه ذ ف
[هذف] : أهمله الليث وأنشد أبو عمرو قول الرّاجز :
يُبْطِر ذَرْعَ السَّائق الهذَّافِ |
بعَنَقٍ من فَوْرِه زَرَّافِ |
قال : والهَذَّاف : السَّريع ، وقد هَذَف يهذِفُ : إذا أسْرَع ، ويقال : جاء مُهْذِباً مُهْذِفاً مُهذِلاً ، بمعنى واحد.
ه ذ ب
استعمل من وجوهه : هذب ، هبذ ، ذهب.
ذهب : قال الليث : الذَّهَب : التِّبْر ، والقطعة منه ذَهبَةٌ.
قال : وأهلُ الحجاز يقولون : هي الذَّهب.
ويقال : نزلتْ بلغتهم : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) [التّوبَة : ٣٤] ولو لا ذلك لغَلَب المذكَّرُ المؤنث.
وقال : وسائرُ العَرَب يقولون : هو الذَّهب.
قلتُ : الذّهب مُذكّر عند العَرَب ، ومن أنَّثه ذَهب به مذهب الجميع. وأما قوله جلّ وعزّ : (وَلا يُنْفِقُونَها) ولم يقل : يُنفقونه ؛ ففيه أقاويل للنَّحويين أحدها أنّ المعنى يَكْنِزُون الذّهب والفضَّة ولا ينفقون الكنوز في سبيل الله ، وقيل : جائز أن يكون محمولاً على الأموال ، فيكون : ولا ينفقون الأموال ، ويجوز أن يكون : ولا ينفقون الفضّة ، وحذف الذَّهب ، كأنه قال : والذين يكنزون الذهب ولا يُنفِقونه ، والفضّة ولا يُنفقونها ، فاختصر الكلام ، كما قال الله جلّ وعزّ : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) [التّوبَة : ٦٢] ، ولم يقل : يُرضوهما.
وقال الليث : الذِّهْبة : المَطْرة الجَوْدة ، والجميع الذِّهاب.
أبو عبيد ، عن أصحابه قالوا : الذِّهاب : الأمطار الضعيفة.
ومنه قول الشاعر :
توَضَّحْن في قَرْن الغَزالةِ بعد ما |
ترشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهاب الرَّكائِك |
وقيل : ذِهْبة للمطْرة ، واحدة الذِّهاب ورُوِي عن بعض الفقهاء أنه قال : في أَذاهِبَ من بُرٍّ وأذاهبَ من شَعيرٍ ، قال : يُضمّ بعضها إلى بعض ، فتُزَكَّى.
قيل : الذهب : مكيالٌ معروفٌ باليمن ، وجمعه أذْهاب ، ثمّ أذاهب جمعُ الجميع.
قاله أبو عُبيد.
وقال ابن السكيت في قول ابن الخطيم :
أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرادِ المذاهِبِ *
المَذاهب : جُلود كانت تُذْهَب ، واحدها مُذْهَب ، يجعل فيها خُطوطٌ مُذهَبه ، فيُرَى بعضُها في إثْر بعض ، فكأنها متتابعة ، ومنه قول الهذليّ :
يَنْزِعْن جلدَ المَرْءِ نَزْ |
عَ القَيْن أَخلاقَ المَذَاهِبْ |
يقول : الضِّباعُ ينزعن جلدَ القتيل كما يَنزع القَينُ خِللَ السُّيوف ، قال : ويقال : المذاهب : البُرُود المُوَشّاة ، يقال : بُرْدٌ مُذهَب ، وهو أرْفَعُ الأَتحَمِيّ.
وفي الحديث أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا أراد الغائط أبعَدَ في المَذْهَب.
أبو عبيد ، عن الكسائي : يقال لموضع الغائط : الخَلاء ، والمَذْهب والمِرْفَق والمِرْحاض.
الحرّاني ، عن ابن السكيت : ذهَبَ الرجلُ والشيءُ يذهَبُ ذَهاباً ، وقد ذَهِبَ الرجلُ والشيء يذهَبُ ذهَباً : إذا رَأَى ذهبَ المعْدِن فبَرِق من عِظَمه في عَيْنيه ، وأَنشد ابن الأعرابي :
ذَهَّب لمّا أن رآها ثُرْمُرَه*
وفي رواية :
... لَمَّا أن رآها ثُرْمُلَهْ
وهو اسم رجُل.
وقال : يا قوم رأيتُ مُنْكَرَهْ |
شَذْرَةَ وادٍ ورأَيتُ الزُّهَرَهْ |
أبو عبيدة : كُمَيْتٌ مَذْهَب ، وهو الذي تعْلو حُمرتَه صُفْرَة ، والأنثى مُذْهَبة.
وقال الليث : المُذْهَبُ : الشيءُ المَطْلِيُ بالذَّهب ، قال لبيد :
أو مُذهَبٌ جُدُدٌ على ألْوَاحِه |
الناطِقُ المَبروزُ المختُومُ |
قال الأزهريّ : وأهل بغداد يقولون للمُوَسْوِس من الناس : به المُذْهِبُ ، وعَوامُّهم يقولون : به المُذْهَب ، بفتح الهاء ، والصواب المُذْهِب.
وقال الليث : المُذْهِبُ : اسم شيطان يقال : هو من ولد إبليس يَبدو للقراء فيفتنهم في الوضوء وغيره.
وقال : والذُّهوب ، والذَّهاب لغتان ، والمذهَب : مصدر كالذّهاب.
ويقال : ذهَّبتُ الشيءَ فهو مُذَهَّب : إذا طليتَه بالذَّهب.
وقال ابن الأعرابي : يقال للمُوَسْوِس : به المُذْهِب.
ويقال : هو اسم شَيطان.
هذب : سلمة ، عن الفراء قال : المُهْذِب : السريع. وهو من أسماء الشيطان.
ويقال له : المُذهِب : أي المُحَسِّن للمعاصي.
وقال الليث وغيره : الإهذاب : السُّرعة في العَدْو والطَّيَران ، وإبِلٌ مهاذِيبُ : سِراع.
وقال رؤبة :
صَوَادِقَ العَقْبِ مَهاذِيب الوَلَقْ*
وفي بعض الأخبار : إني أخشى عليكم الطَّلَب ، فهَذَّبوا : أي أسرعوا السير ، يقال : هَذَبَ وأَهذَب وهَذّب ، كلّ ذلك ، من الإسراع.
وقال الليث : المُهَذَّب : الذي قد هُذِّب من عيوبه.
وقال غيره : أصل التهذيب تنقيةُ الْحَنظل من شَحْمه ، ومعالجةُ حَبِّه حتى تذهبَ مَرارَتُه ويَطيب لآكله ، ومنه قول أوسِ بن حَجَر :
ألم تَرَيَا إذْ جئتُما أنّ لحمها |
به طَعْمُ شَرْي لم يُهذَّبْ وحَنْظَلِ |
ويقال : ما في مودّته هَذَبٌ ، أي صفاءٌ وخُلوص ، وقال الكميت :
معدنُك الجوهرُ المهذَّبُ ذو ال |
إِبرِيزِ بَخٍّ ما فوق ذا هَذَبَ |
ومن أمثالهم : أيُّ الرِّجال المهذَّب؟! يُضرَب مثلاً للرجل يُؤمر باحتمال إخوانه على ما فيهم من خطيئة عيب يُذَمُّون به ، ومنه قوله :
ولَسْتَ بِمُسْبَقٍ أَخاً لا تَلُمُّه |
على شَعَثٍ ، أَيُّ الرِّجال المُهذَّبُ؟! |
قال ابن الأنباري : الهَيْذَبَى : أن يَعْدُوَ في شِقٍّ ، وأنشد :
مَشَى الْهَيْذَبَى في دَفِّهِ ثم قَرْقَرا*
وروى بعضهم : مَشَى الهِرْبذَى ، وهو بمنزلة الهَيْذَبَى. وقال ذو الرِّمّة :
دِيارٌ عَفَتْها بعدنَا كلُّ دِيمَةٍ |
دَرُورٍ وأُخرى تُهذِبُ الماءَ ساجِرُ |
يقال : أَهذَبت السحابةُ ماءها ، إذا أسالَتْه بسرعة.
هبذ : قال الليث : المُهابَذَة : الإسراع ، وأنشد :
مُهابِذَةٌ لم تَتَّرِكْ حين لم يكن |
لها مَشرَبٌ إلّا بِناءٍ مُنَضَّبِ |
وقال أبو عبيد في باب المقلوب : أَهْبَذَ وأهْذَبَ ، إذا أسْرَع.
وقال أبو خِراش الهذَليّ.
يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْل فهو مُهابِذٌ |
يَحُثُّ الجَناحَ بالتّبَسُّطِ والقَبْضِ |
ه ذ م
استعمل من وجوهه : هذم ، همذ.
هذم : قال الليث : الهَذْم : الأكل ، والهذْم : القَطْع ، كلُّ ذلك في سرعة ، وقال رؤبة يصف اللَّيل والنهار :
كلاهُما في فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهْ |
واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَين يَهذِمُهْ |
كلاهما : يعني الليل النهار. في فَلَك يَسْتلحِمه : أي يأخذ قَصْده ويَركَبُه.
واللِّهْبُ : المَهْوَاةُ بين الشيئين ، يعني به ما بين الخافِقَين ، وهما المَغْرِبان.
وقال أبو عمرو : أراد بالخافِقين : المَشْرِق والمغْرِب ، يَهْذِمه : يُغَيِّبُه أجمعَ.
وقال شمر : يَهْذِمه : يأكله ويُوعيه وقال : سِكِّين هَذُوم ، يَهْذِم اللَّحْم : أي يُسْرع قطعه فيأكله ، عن ابن الأعرابيِّ.
وقال الليث : أراد بقوله : يَهْذمه نُقصانَ القمر ، وقال : سيفٌ مِهْذَمٌ مِخْذَم.
قال : والهَيْذام : الشُّجاع من الرِّجال ، وهو الأَكول أيضاً.
ويقال : سِكِّينٌ هُذامٌ ومُوسى هُذَام وشفْرة هُذَامة.
وقال الرَّاجز :
ويْلٌ لِبُعْرَانِ أبي نَعَامَهْ |
مِنْكَ ومنْ شَفْرَتِك الهُذَامَهْ |
همذ : قال الليث : الهَمَاذِيُ : السُّرْعة في الجرْي ، يقال : إنه لذو هَمَاذِيِ في جَرْيه.
وقال غيره : حَرٌّ همَاذِيٌ أي شديد ، ومَرَضٌ هماذِيٌ ، وأنشد الأصمعي :
تُرِيغُ شُذَّاذاً إلى شُذَّاذِ |
فيها هَمَاذِيٌ إلى هَمَاذِي |
أبو عبيد ، عن أبي عمرو : الهَماذِيّ : السَّريع من الإبل.
وقال شمر : الهَمَاذِيُ : الجِدُّ في السَّيْر.
ويقال : الهَمَاذِيُ : تاراتٌ شِدادٌ تكون في المَطَر ، والسِّباب ، والجَرْي ، مرّة يَشتدّ ، ومرة يسكن. قال العَجاج :
منه هَمَاذِيٌ إذا حَرَّتْ وحَرّ*
أبواب الهاء والثاء
ه ث ر
مهمل.
ه ث ل
استعمل من وجوهها : لهث ، هلث ، ثهل ، لثه.
لهث : قال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) [الأعرَاف : ١٧٦] ضربَ الله جلّ وعزّ : للتّارك لآياته ، والعادلِ عنها أَخَسَّ شيءٍ في أَخَسِّ أحْواله مَثَلاً ، فقال : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ) إذا كان الكلب لَهْثانَ ، وذلك لأنّ الكلْب إذا كانَ يلهث فهو لا يَقدر لنفسه على ضُرّ ولا نَفْع ، لأن التمثيل به على أنه يَلهَث على كل حال ، حملت عليه أو تركتَه ، فالمعنى : فمثَلُه كمَثَل الكلْب لاهِثاً.
وقال الليث : اللهْث لَهْثُ الكلْب عند الإعياء ، وعند شدَّة الحرّ ، وهو إدْلاعُ اللِّسان من العَطش.
وقال سعيد بن جُبَير في المرأة اللهثَى والشيخ الكبير : إنهما يُفطِران في رمضان ويُطعِمان.
ويقال : رجلٌ لَهْثانُ وامرأةٌ لَهثَى ، وبه لُهاثٌ شديد ، وهو شِدَّةُ العَطش.
وقال الراعي : يصف إبلاً وردتْ ماءً وهي عِطاش :
حتى إذا بَرَد السِّجَالُ لُهَاثَها |
وجعلنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثميلا |
وقال أبو عمرو الشَّيبانيّ فيما رَوَى أبو العبَّاس ، عن عمرو بن أبي عَمْرو عنه أنه قال : اللُّهَّاث : عامِلُو الخُوص مُقعَداتٍ ، وهي الدواخل ، واحدتُها مُقعدة ، وهي الوَشِيجة ، والوشَجَة ، والشَّوْغَرةُ والمُكَعَّبة.
قال : واللُّهْثَة : التعب ، واللُّهْثة أيضاً العَطش ، واللُّهثة أيضاً : النقطة الحمراء التي تراها في الخُوص إذا شققته.
سلمَة ، عن الفراء قال : اللُّهاثِيُ من الرِّجال : الكثير الخِيلان الحُمر في الوجه ، مأخوذٌ من اللُّهاث ، وهي النُّقط الحمر التي في الخُوص إذا شُقَّ.
هلث : قال الليث : الهَلثاء : جماعةٌ من الناس قد عَلتْ أصواتهم ، يقال : جاء فلانٌ في هَلْثاءٍ من أصحابه ، ممدود مُنوَّن.
سلمة عن الفراء : يقال : هِلثاءَةٌ من الناس ، وهَلْثاءة : أي جماعةٌ ، بكسر الهاء وفتحها.
عمرو ، عن أبيه قال : الهَلَثَة : الجماعة من الناس.
ورَوَى ثعلبٌ ، عن ابن الأعرابيّ قال الهَلْثَى : الجماعة من الناس.
ثهل : وقال الليث : ثَهْلان : اسم جَبَل معروف ، ومنه المَثَل السائر يُضرَب للرَّجل الرَّزين الوَقور ، فيقال :
ثهلَانُ ذو الهَضَبات ما يتَحَلْحَلُ*
أبو عبيد ، عن الأحمر قال : هو الضَّلال بنُ فَهْلَل ، والضلال بنُ ثَهللَ. لا ينصرفان يُضرَبان مثلاً للكَذُوب وللذي لا يَهْتَدِي لأمرِه.
لثه : قال الليث : اللِّثاةُ : اللهاةُ. ويقال : اللِّثَة واللَّثَة من اللِّثاه : لحْمٌ على أصول الأسنان.
قلت : هكذا قرأتُه في نُسَخ من «كتاب الليث» والذي حصلناه وعرَفناه أن اللِّثاثِ جمع اللِّثة ، واللثة عند النحويين أصلها لِثْيةٌ. من لَثِيَ الشيءُ يلْثَى إذا نَدِيَ وابتَل ، وليس من باب الهاء ، فإذا انتهى كتابنا إلى كتاب الثاء فسَّرناه إن شاء الله سبحانه وتعالى.
(ه ث ن) ، (ه ث ف): أهملت وجوهها.
ه ث ب
استعمل من وجوهها : بهث.
بهث : قال الليث : البُهْثةُ : ولَدُ البَغِيِّ ، ونحو ذلك قال أبو عمرو في البُهْثة.
وقال ابن الأعرابي : قلت لأبي المكارم : ما الأَزيَبُ؟ فقال : البُهثة. قلت : فما البُهْثة؟ قال : ولد المُعارَضةِ ، وهي المُيَافَعة ، والمُسَاعاةُ وبُهثة : حَيٌّ من بني سُلَيم. والبهثة : البقرة الوحشية.
ه ث م
استعمل من وجوهه : هثم.
هثم : قال الليث : الهَيْثَمُ : فَرْخ العُقاب.
وقال ابن شميل : الهيثم : الصَّقْر.
وقال أبو عمرو : الهيثم : الرَّمْل الأحمر.
وقال الطِّرِمّاح يصف قِداحاً أُجِيلت فخرج لها صوتٌ :
خُوارَ غِزلانٍ لدَى هيْثَم |
تذكّرتْ فِيقَه أرْآمِها |
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الهُثْم القيزانُ : المنهالة.
أبواب الهاء والراء
ه ر ل
استعمل من وجوهه : هرل ، رهل.
هرل : قال الليث : يقال : هَرْوَل الرجلُ هَرْوَلةً : بين المشي والعَدْو.
شمر ، عن التميميّ قال : الهَرْوَلة فوق المشي ، ودون الخبَب ، والخَبَب دون العَدْو.
رهل : قال الليث : الرَّهَل : شِبْه وَرَم ليس من داء ، ولكن رخَاوةٌ من سِمَن ، وهو إلى الضعف ، تقول : فَرَسٌ رَهِلُ الصدر.
وقال غيرُه : أصبَح فلان مرهلاً : إذا تهبَّج من كثرة النوم. وقد رهَّله ذلك تَرْهيلاً.
ه ر ن
هنر ، هرن ، نهر ، رهن : [مستعملة].
هرن : أما هرن فإني لا أحفظ فيه شيئاً من كلام العرب ، واسم هرُون معرَّب لا اشتقاق له في اللغة العربية.
قال الدِّينَوَرِيّ : الهَيْرُون : ضَربٌ من التمر معروف.
هنر : يقال : هَنَرتُ الثوبَ بمعنى أَنَرْتُه أُهَنِيره ، وهو أن يُعْلِمَه ، قاله اللحياني.
وقال الليث : الهنْرة : وَقْبَة الأُذن.
قلت : وهي عربية صحيحة.
روَى أبو عمرو ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي أنه قال : الهُنَيرة : تصغير الهنْرة ، وهي الأذُن المليحة.
رهن : قال الليث : الرَّهن معروف ، تقول : رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً ، وارتهنه : إذا أخذه رَهناً.
قال : والرُّهونُ والرِّهانُ والرُّهُنُ : جماعة الرَّهن. والرِّهان أيضاً : مراهنة الرجل على سِباق الخيل وغير ذلك.
قال : وأَرْهنْتُ فلاناً ثوباً : إذا دفعتَه إليه ليَرْهنَه ، وأرْهنْتُ الميِّتَ قَبْراً : إذا ضمَّنْتَه إيَّاه. وكلُّ أَمْرٍ يُحبَس به شيءٌ فهو رَهنُه ومُرْتَهنَه ، كما أنَّ الإنسان رَهينُ عَملِه.
الحرّانيّ ، عن ابن السّكِّيت : يقال : أرْهنَ في كذا وكذا يُرْهن إرهاناً : إذا أَسْلف فيه ، وأنشَد :
يطوي ابنُ سَلْمَى بها عن راكبٍ بَعَداً |
عِيديَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ |
بها : بإبل. عيديّة : نُجُب ، منسوبةٌ إلى بنات العيد ، وهو فحلٌ معروفٌ كان مُنْجِباً ، أراد أنَّ ابنَ سَلْمَى يَحمل الناسَ على هذه النجائب وهي عِيديّة تتلَفُ فيها الدنانير لنجابتها ، وقد رهنتُه كذا وكذا ، أَرْهنُه رَهناً.
وقال الأصمعيّ : لا يقال : أرهنتُه. قال : وأمّا قولُ عبد الله بن هَمام السَّلُوليّ :
فلمّا خَشِيتُ أظافِيرَه |
نجوتُ وأرْهَنهُمْ مالكا |
فهو كما تقول : قمتُ وأَصُكُّ رأسه. قال : ومَن رَوَى
... «وأرهنتُهم مالكاً»
، فقد أخطأ.
وقال غيره : أرهنتُ لهم الطعامَ والشرابَ إرهاناً : أي أَدَمته ، وهو طعامٌ راهنٌ : أي دائم. قاله أبو عمرو ، وأنشد :
لا يَستِفيقون منها وهي راهِنَةٌ |
إلّا بهاتِ وإن عَلُّوا وإنْ نَهِلوا |
أبو زيد : أنا لك رَهْنٌ بالرِّضا : أي كفيل.
وقال :
إنّ كَفِّي لكَ رَهنٌ بالرِّضا
أي أنا كفِيل لك ، ويَدِى لكَ رَهنٌ ، يريدون به الكَفَالة.
أخبرني المنذري ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ أنّه أنشده :
والمَرْءُ مرهونٌ ومن لا يُخْتَرمْ |
بعاجل الحتْفِ يُعَاجَلْ بالهَرَمْ |
قال : أَرْهَن : أدَام لهم ، أرْهنتُ لهم طعامِي ، وأَرْهَيْتُه : أي أَدَمْتُهُ لهم. وأَرْهَى لكَ الأمرُ : أي أَمكنَكَ ، وكذلك أَوْهَبَ.
قال : والمَهْوُ والرَّهْوُ والرَّخَفُ واحد وهو اللِّين.
أبو عُبيد ، عن أبي زيد : أَرْهَنْتُ في السِّلْعة : غالَيْتُ بها.
قال : وهو من الغَلاء خاصة ، وأنشد قوله :
عِيدِيَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانيرُ
أي أُغْلِيَتْ ، وغيره يقولُ : أسْلِفَت قال : ورَهَنْتُ في البيْع والقَرْض بغير ألف ، لا غير. وأَرْهنْت وَلَدي إرْهاناً : أخطرتهم به خَطَراً وقول الله جلّ وعزّ : (فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ) [البقرة : ٢٨٣] ، قرأ نافعٌ وعاصم وأبو جعفر وشَيْبة : (فَرِهانٌ) وقرأ أبو عَمرو وابن كثير : (فرهن) ، وكان أبو عمرو يقول : الرِّهان في الخيل أكثر.
أبو عُبيد ، عن الأمويّ : الراهن : المهزول من الإبل ، والناس. وقال قَعْنَبُ :
بانت سُعادُ وأَمْسَى دُونها عَدَنُ |
وغَلِقَتْ عندها من قَلْبك الرُّهُنُ |
سلمة عن الفرّاء : من قرأ : (فرُهُن) ، فهو جمعُ رِهان ، مثل ثُمُر جمعُ ثِمار.
وقال غيره : رَهْن ورُهُن مثل سَقْف وسُقُف قال : والرُّهُن في الرَّهْن أكثر ، والرِّهان في الخيل أكْثَر.
أبو عُبَيد ، عن الأمويّ : الرَّاهنُ : المهزول من الإبل والنّاسِ ، وأنشَد :
إمّا تَريْ جِسْمِيَ خَلًّا قَدْ رَهَنْ |
هَزْلاً ومَا مَجْدُ الرِّجال في السِّمَنْ |
شمِرٌ ، عن ابن شمَيل : الرّاهن : الأعجف من ركوب أو مرض أو حَدَث ، يقال : رُكِبَ حتّى رَهن.
رأَيتُ بخطِّ أبي بكر الإياديّ : جاريةٌ أُرْهُون : أي حائض. قلت : لم أره لغيره.
نهر : قال اللّيث : النَّهَر لغةٌ في النهر ، والجميع نُهُر وأنهار. واستنهرَ النهرَ : إذا أخَذَ لمجراه موضعاً مَكيناً قال : والمَنْهَرُ : موضع النهر يحتفِره الماءُ.
قال : والنهار : ضياء ما بين طلوع الفَجر إلى غروب الشمس ، ولا يُجمع. ورجلٌ نَهِر : صاحبُ نهار.
وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [القَمَر : ٥٤] أي في ضياءٍ وسَعة.
قال الفرّاء : وسمعتُ العربَ تُنْشِد :
إنْ تكُ لَيْلِيّاً فإني نَهِرُ |
مَتَى أَرَى الصُّبحَ فَلَا أنتظِرُ |
وقال : ومعنى نَهِر : أي صاحبُ نهار ، لستُ بصاحب ليل وأَنشَد :
لو لا الثّرِيدانِ هَلكْنَا بالضُّمُرْ |
ثَريدُ ليلٍ وثريدٌ وبالنُّهُرْ |
قلتُ : النُّهُر : جمعُ النهار هاهنا.
قال الفرّاء : وقيل (فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [القَمَر : ٥٤] ، معناه أَنهار ، كقوله : (وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [القَمَر : ٤٥] معناه الأدبار. وقال أبو إسحاق نحوه. وقال : الاسم الواحد يدلّ على الجميع ، فيُجتَزأ به من الجميع ، ويقال : أَنهَرَ بَطنُه : إذا جاء بطْنُه مِثلَ مَجيء النهَر ، وأنهَرَ دَمُه : أي سال دَمُه.
وقال أبو الجرّاح : أنهَر بطْنُه ، واسْتَطلَقَتْ عُقَدُه.
ويقال : أنهَرتُ دَمَه ، وأَمَرتُ دَمه ، وَهَرَقْتُ دَمَه. ويقال : طَعَنه طَعْنَةً أنهرَ فَتْقَها : أي وَسَّعه ، ومنه قولُ قيس بن الخَطيم :
مَلكتُ بها كفِّي فأنهَرتُ فَتْقَها |
يُرَى قائِماً مِن دُونها ما وَرَاءها |
وأنشد أَبو عُبيد قولَ أبي ذؤيب :
على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ
قال شمِر : نَهِر : أي واسع. والقَصَب : مَجَارِي الماء من العيون.
قال : والعرب تُسَمِّي العَوَّاء والسِّماكَ الأنهَرَين لكثرة مائِهما.
ورَوَى المنذريّ عن أبي الهيثم قال : النهار : اسمٌ ، وهو ضدّ اللّيل ، والنهار : اسم لكلّ يومٍ. والليلُ : اسم لكلّ ليلة ؛ لا يقال : نهار ونهاران ، ولا ليلٌ ولا ليلان ، إنما واحدُ النهار يومٌ ، وتثنيتُه يومان ، وضدُّ اليوم ليلة ، وجمعها ليالٍ ، قال : وربما وَضَعت العربُ النهار في موضع اليوم ، ثمّ جَمَعوه نهُراً ، قال الراجز :
ثَرِيدُ ليلٍ وثَرِيدٌ بالنُّهُرْ
وقال اللّيث : النهارُ : فرخُ القطاة ، وثلاثة أَنهِرة.
وقال غيره : النهار : فَرخُ الحُبارَى ، والنَّهْرُ : من الانتهار ، يقال : نهَرْتهُ وانتهَرْته : إذا استقبلتَه بكلامٍ تزجُرُه عن خَبر.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : النهر : الدَّغْرَةُ ، وهي الخُلسة.
وقال أبو عبيد : قال الكسائيّ : حَفرتُ البئر حتّى نهَرتُ ، فأنا أَنهَرُ : أي بلَغتُ الماء. ونهرٌ نَهِرٌ : أي واسعٌ ، وأنشد :
على قَصَب وفُراتٍ نَهِرْ
وقال غيره : الناهور : السَّحاب ، وأنشد :
أَو شُقَّةٌ خرجت من جَوف ناهُورِ
ه ر ف
هرف ، فهر ، فره ، رفه ، رهف : مستعملة
هرف : قال الليث : الهَرْفُ : شِبْه الهذَيان من الإعجاب بالشيء ، يقال : هو يَهرِف بفلان نهارَه كلَّه هرفا.
قال : ويقال لبعض السِّباع : يَهرِف لكثرة صوته.
وفي الحديث : أنَّ رُفقةً جاءت وهم يهَرِفون بصاحبٍ لهم ، ويقولون : ما رأينا يا رسول الله مثلَ فلان ، ما سِرنا إلا كان في قراءة ، ولا نزَلْنا إلّا كان في صلاة.
قال أبو عُبَيد : قوله : يَهرِفون به : يمدَحونه ، ويُطنِبُون في ذكره ، يقال منه : هَرَفْتُ بالرجل أَهرِف هَرْفاً ، ويقال في مثَلٍ : «لَا تَهْرِف قبلَ أن تَعرِف».
ثعلب عن ابن الأعرابي : هَرَفَ : إذا هَذَى وهَقَى مِثلُه.
قال : والهَرْف : مدحُ الرجلِ على غَير مَعرفة.
رهف : قال الليث : الرَّهْف مصدر الشيء الرَّهِيف ، وهو اللطيف الدَّقيق ، والفعلُ قد رَهُفَ يَرْهُف رَهافةً ، وقلَّما يُستَعمل إلّا مُرْهَفاً ، وأرْهَفْتُ السيفَ : إذا رَقَّقتهَ ، وسهمٌ مُرهَف ، ورجل مُرْهَف الجسم : دَقيقٌ.
وفي الحديث أن عامرَ بن الطُّفَيل قدِم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان مُرهَف البَدَن.
أي لطيف الجسم دَقيقه ، يقال : رُهِف فهو
مَرْهوف ، وأكثرُ ما يقال : مُرهَف الجسم ، ويقال : سيفٌ مُرهَف ورَهِيف ، وقد رَهَفْتُهُ وأَرهفتُه.
فره : قال الليث : فَرُهَ الإنسانُ يَفرُه فَراهةً فهو فارهٌ بيِّن الفَراهةَ والفراهِيَة.
وقال الله جلّ وعزّ : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) [الشُّعَرَاء : ١٤٩]. قال الفراء : معناه حاذِقين ، قال : ومن قرأها (فَرِهين) فمعناه أَشِرين بَطِرين ، وقال أبو الهيثم : من قرأها : (فَرِهين) فتفسيره أَشِرِين بطرين قال : والفَرِح في كلام العرب ـ بالحاء ـ : الأشِر البَطِر ، يقال : لا تَفرَح أي لا تأشَر ، قال لله جلّ وعزّ : (لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القَصَص : ٧٦] ؛ فالهاء هاهنا كأنها قامت مقام الحاء.
قلت : وسمعت الأعراب من بني عُقيل يقولون : جارية فارهةٌ ، وغلام فارِهٌ : إذا كانا مَلِيحَي الوَجْه والجميع فُرْه ، ويقال بَرْذَنٌ فارِهٌ ، وحمارٌ فارِهٌ ، إذا كانا سَيورَيْن ، ولا يقال للفَرَس العربي : فاره ولكن يقال فرسٌ جَواد ، وخُطِّيءَ عَدِيُّ بن زيد في قوله ينعتُ فرساً فقال : «فارهاً مُتتابعاً».
ويقال : أفرَهَتْ فلانة ، إذا جاءت بأولادٍ فُرْهَةٍ ، أي مِلاح.
وقال الشافعي في باب «نفقة المماليك والجواري» : إذا كان لهنّ فَراهةٌ زِيد في كُسْوتهنّ ونفقتهِنّ ، يريد بالفَراهة الحُسن والمَلاحة.
ورَوَى أبو العباس ، عن ابن الأعرابي أنه قال : أَفْرَهَ الرجلُ : إذا اتّخذ غلاماً فارهاً.
وقال : فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائب ونُوبٌ.
رفه : رُوِي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه نَهى عن الإرْفاه.
قال أبو عُبَيد فُسِّر الإرْفاه أنه كثرة التدهن.
قال : وهذا من وِرْدِ الإبل ، وذلك أنها إذا وَرَدَت كلَّ يوم مَتَى ما شاءت قيل : وَرَدَتْ رِفْهاً ، قال ذلك الأصمعي وأبو عُبيدة ، ويقال : قد أَرْفَهَ القومُ : إذا فَعلتْ إبلُهم ذلك ، فهم مُرْفِهون. فَشبَّه كثرة التدهن ، وإدامتَه به. قال لبيد يذكر نخلاً نابتةً على الماء :
يشْرَبن رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادرَةٍ |
فكلُّها كارِعٌ في الماء مُغْتَمِرُ |
قال : وإذا كان الرجل في ضيق فنفَّسْتَ عنه قلتَ رفَّهْتَ عنه تَرفيهاً.
وقال أبو سعيد : الإرْفَاه : التنعُّم والدَّعَة ومُظاهرَةُ الطَّعام على الطَّعام ، واللباس على اللِّباس ، فكأنه نَهى عن التنعُّم فِعْلَ العجم ، وأَمَر بالتقشُّف ، وابتذال النفس.
رَوَى أبو عُبيد ، عن أبي عمرو ، يقال : هم في رَفاهةٍ ورَفاهيَة ورُفَهْنِيَةٍ : أي في خِصبٍ وعيشٍ واسع. وكذلك الرَّفَاغة والرُّفَغْنِيَةُ.
ورَوَى ثعلب ، عن ابن الأعرابي : أَرْفَه الرجلُ : دام على أكل النَّعيم كلَّ يوم ، وقد نُهِي عنه. قلت : كأنه أراد الإرْفاه الذي فَسَّره أبو عبيد أَنّه كَثرةُ التدهُّن. وفي «النوادر» : يقال : أَرْفِه عندي واسْتَرفِهْ ورَفِّهْ عندي ، واستنفه عندي وأَنفِه عندي ، ورَوِّحْ عندي ، المعنى : أقم واسْتَرحْ واستجمَّ.
والعَرَب تقول : إذا سقطت الطَّرْفَهُ قَلَّتْ في الأرض الرَّفَهَة.
قال أبو الهيثم : الرَّفَهة : الرحمة.
قال أبو ليلى : يقال : فلان رافهٌ بفلانٍ : أي راحمٌ له. ويقال : أمَا اترفَهُ فُلاناً؟! الطَّرفة : عَيْنا الأسد : كَوكَبان ، الجبهةُ أمامهما ، وهي أربعة كواكب.
فهر : قال اللّيث : الفِهْرُ : الحَجَرُ قدرُ ما يكسر به جَوز أو يُدَقُّ به شيء ، قال : وعامة العرب تؤنث الفهر ، قال : وتَصغيرها فُهيْرة.
وقال الفراء : الفِهْر يذكَّر ويؤنَّث.
وقال الليث : قريشٌ كلهم يُنسَبون إلى وَلد فهر بن مالك بن النضر بن كِنانَةَ.
وفي حديث عليّ أنه رأى قوماً سدلوا ثيابَهم ، فقال : كأنكم اليهودُ خَرجوا من فُهرهم.
قال أبو عبيد : قوله خرجوا من فُهرهم : هو موضعُ مِدْراسهم الذي يجتمعون فيه كالعيد يصلُّون فيه. قال وهي : كلمة نبطية أو عبرانية ، أصلها بُهر فعربت بالفاء وقيل : فُهر.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : أَفهرَ الرجلُ إذا خلا مع جاريته لقضاء حاجته ومعه في البيت أُخرى من جواريه فأكْسل عن هذه : أي أوْلَجَ ولم يُنْزل ، فقام من هذه إلى الأخرى فأَنزَل معها. وقد نُهي عنه في الخبر. قال : وأَفهر : إذا كان مع جاريته والأخرى تسمع حِسَّه وقد نُهي عنه. قال : والعَرَبُ تسمي هذا : الفَهْر والوَجْس والرِّكْزَ والخَفْخَفَة.
قال : وأَفهر الرجل : إذا شهد الفهرَ ، وهو عيدُ اليهودِ. وأَفهر : إذا شهد مِدْرَاسَ اليهود.
وأَفهر بعيرُه : إذا أَبْدَع فأُبْدِع به.
وأَفهرَ : إذا اجتمع لحمُه زِيَماً زيماً وتكتَّل فكان مُعَجَّراً ، وهو أقبح السِّمَن.
وفي الحديث أن النبي صلىاللهعليهوسلم نَهى عن الفَهَر ، وقد فسره ابن الأعرابي ، وقال غيره : هو من التفهير ، وهو أن يُحضِر الفَرَس ؛ فيعتريه انقطاعٌ في الجَرْي من كلال أو غيره ، وكأنه مأخوذٌ من الإفهار ، وهو الإكسال عن الجماع.
قال ابن دُرِيد : ناقة فَيْهَرَةٌ : أي صُلْبةٌ ، في بعض اللغات.
ه ر ب
هرب ، هبر ، رهب ، بره ، بهر ، ربه : مستعملة.
هرب : أبو عبيد عن الأصمعي : العرب تقول في نفي المال عن الرَّجُل : ما لفلان هاربٌ ولا قاربٌ وكذلك ما له سَعْنَةٌ ولا مَعْنَة.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الهارب : الذي صَدَر عن الماء ؛ ومنه قولهم : ما له هارِبٌ ولا قارب : أي ما له شيء ، قال : والقارب : الذي يطلب الماءَ.
وقال الأصمعي في قولهم : ما له هاربٌ ولا قارب. معناه ليس له أحدٌ يهرب منه ،
ولا أحدٌ يقرُب منه ؛ أي فليس هو بشيء. أبو عبيد ، عنه في «الأمثال».
وقال غيره : معنى قولهم : ما له هاربٌ ولا قاربٌ : أي ما له بعير يصدرُ عن الماء ، ولا بعيرٌ يقرُب الماءَ.
ويقال : هَرَب من الوَتدِ نصفُه في الأرض : أي غاب ، قال أبو وَجْزَة :
ورُمَّةً نَشِبَتْ في هارِبِ الوَتَدِ
وساح فلانٌ في الأرض ، وهرَب فيها ، قال : وهرَب الرجلُ وهَرِم بمعنًى واحد.
أبو عبيد ، عن الكسائي : أهْرَب الرجل إذا جَدَّ في الذّهاب.
وقال الليث : الهرَب : الفِرار. يقال : جاء فلانٌ مُهْرِباً : إذا أتاكَ هارباً فَزِعاً. وفلانٌ لنا مَهْرَب.
وقال غيره : أهرَب الرجُل : إذا أَبعَد في الأرض ، وأَهْرَب فلانٌ فلاناً : إذا اضْطرَّه إلى الهَرب ، وأَهربَت الرِّيحُ ما على وجهِ الأرض من التّراب والقَميم وغيره : إذا سَفَتْ به.
هبر : قال الليث : الهَبْر : قَطْع اللَّحم ، والهَبْرَة : نَحْضَةٌ مِن لحم لا عَظْمَ فيها.
والهِبْرِيَة والإبْرِية : هي نُخالة الرأس.
أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : أعطيتُه هَبْرَةً من لحم : إذا أعطاه مُجتمِعاً منه ، وكذلك البِضْعَة والفِدْرَة.
الحَرّانيّ ، عن ابن السكيت : ضَرْبٌ هَبْرٌ : أي يُلقِي قطعةً من اللَّحْم إذا ضَرَبه.
وطَعْنٌ نَتْرٌ : فيه اختلاس.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ الهَبْر : ما اطْمَأَنّ من الأرض. وأنشد غيره :
* هُبورُ أَغْوَاطٍ إلى أَغْوَاطِ
شمِرٌ ، عن أبي عمرو : الهَبْر من الأرض أن يكون مطمئنّاً وما حوله أرفعُ منه ، وجمعُه هُبْر. قال عَدِيّ :
جَعَل القُفَّ شمالاً وانتَحى |
وعلى الأيمنِ هُبْرٌ وبُرَقْ |
ويقال : هُبْرَة وهُبْر أيضاً.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : أهبَرَ الرجل : سَمِنَ سِمَناً حَسَناً.
أبو عُبيد ، عن الكسائي : بعيرٌ أَهْبَرُ وهبِرٌ : أي كثيرُ اللّحْم ، وناقةٌ هبْراء وهَبِرَة.
وقال غيره : اهتَبَره بالسيف : إذا قطعه.
وقال اللّحيانيّ : يقال : لا آتيك هُبَيْرَة بنَ سعد ، ولا آتيك أَلْوَةَ هُبَيْرَةَ : ينصب على مذهب الصفات : أي لا آتيكَ أبداً.
ويقال : إنَّ أَصْلَه أنَّ سعدَ بنَ زيدِ مَناةَ عُمِّرَ طويلاً وكَبِر ، فنظر يوماً إلى شائه وقد أُهملَتْ ولم تُرْعَ ، فقال لابنِه هُبَيْرة : ارْعَ شاءك ، فقال : لا أَرْعاها سِنَّ الحِسْل : أي أبداً ، فصار مَثلاً. وقيل : لا آتيك أَلْوَةَ هبَيرةَ.
وهُباريّةَ الرَّأس : نُخالَتُه ، مِثل الهِبرِيَة ، وريحٌ هُبارِيّةٌ : ذاتُ غبار. وقال ابن أحمر :
هُباريةٌ هَوجاءُ موعدُها الضُّحَى |
إذا أَرْزَمَتْ جاءت بوَرْدٍ غَشَمْشَم |
أبو عبيدة : من آذان الخيل أذُنٌ مُهَوْبَرةٌ وهي التي يَحتَشِي جَوفُها وَبَراً وفيها شعَر ،
وتَكتسِي أَطْرافُها وطُرَرُها أيضاً الشَّعَر.
وقلّما تكون إلّا في رَوائد الخيل ، وهي الرَّوَاعي. والهَوْبَر والأَوبَر : الكثير الوبَرِ من الإبلِ وغيرِها.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الهَوْبَر : القرد الكثير الشَّعَر. والهُبَيْرَةُ : الضَّبُع الصغيرة.
ويقال للكانُونَيْن : هما الهَبّاران والهَرَّاران.
عمرو عن أبيه : يقال للعنكبوت : الهَبُور والهَبُون.
وروَى سفيان ، عن السدّيّ ، عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) [الفِيل : ٥].
قال : الهبُّور. قال سفيان : وهو الذَّرُّ الصغير.
ورَوَى أبو عوانَة ، عن عطاءٍ ، عن سعيد ، عن ابن عبَّاس قال : هو الهَبُّور عُصافَةُ الزَّرع الذي يُؤكل ، وقيل الهبُّور بالنَّبَطيّة : دُقاق الزَّرْع ، والعُصافة ما تَفتَّت من وَرَقِه ، والمأكول : ما أُخذ حَبُّه وبقي لا حَبَّ فيه.
بهر : رُوي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ما زالت أُكلةُ خَيْبَرَ تُعاودُني فهذا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي».
قال أبو عبيد : الأبْهَر : عِرْقٌ مُسْتبطِنُ الصُّلْبِ ، والقَلْبُ مُتصلٌ به ، فإذا انقطع لم يكن معه حياة ، وأنشد الأصمعي :
وللفؤاد وَجِيبٌ تحتَ أَبْهَرِه |
لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْب بالحجَرِ |
وفي حديث عمر أنّه رُفع إليه غلامٌ ابتهَرَ جاريةً في شعره ، فلم يُوجَد الثَّبَتُ ، فَدَرَأَ عنه الحَدَّ.
قال أبو عبيد : الابتهار : أن يقذفها بنفسِه ، فيقول : فعلتُ بها ، كاذِباً ، فإن كان فَعَل فهو الابتيار.
وقال الكُمَيْت :
قَبِيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفتا |
ةِ إما ابتهاراً وإمَّا ابتيَاراً |
وقال شمر : البَهْر : التَّعْس قال : وهو الهلَاك.
قال : ويقال : ابتهَرَ فلانٌ : إذا بالَغ في الشيء ، ولم يَدَع جُهْداً.
ويقال : ابتهَرَ في الدعاء : إذا تَحوَّب وجَهِد. وابتهَرَ فلانٌ في فلان ولِفُلان : إذا لم يَدَع جَهْداً ممَّا لفلان أو عليه.
وكذلك يقال : ابتهَلَ في الدُّعاء ، وهذا ممّا اعتقب فيه اللّام والراء.
وقال خالد بن جَنْبة : ابْتَهَر في الدعاءِ : إذا كان يدعو كلَّ ساعة لا يَسْكت. وابتُهِرَ يُشبِّب بامرأة : إذا كان لا يُفرّط عن ذلك ، ولا يُثْجَى. قال : لا يُثْجى : لا يُسْكَتُ عنه.
قال : وأنشدت عَجوز من بني دارِمٍ لشيخٍ من الحيِّ في قعيدته :
ولا يَنامُ الضَّيْفُ من حِذَارِها |
وقولِها الباطِلَ وابتهارِها |
وقال : الابتهار : قول الكذِبِ ، والحَلِفُ عليه.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي : أَبْهَرَ : إذا جاء بالعَجب. قال : والبَهْرُ : العَجب.
وأبْهَرَ : إذا استغنى بعد فَقْر.
وأَبْهَرَ : تزوّج سَيِّدةً ، وهي البهيرة ، يقال : فلانةُ بَهِيرةٌ مَهيرة.
وأَبهرَ : إذا تلوَّن في أخلاقه : دَماثةً مرَّة ، وخُبثاً أخْرى.
قال : والبَهْرُ : الغَلَبة. والبَهْر : المَلْءُ.
والبَهْر : البُعْدُ ، والبَهْرُ : المباعدة من الخير ، والبَهْرُ الخيْبة. والبَهْر : الفَخْر ، وأنشد بيت عمرَ بن أبي ربيعة :
ثمَّ قالوا : تُحبُّها قلتُ : بَهْراً |
عَدَدَ القَطْرِ والحصَا والتُّرابِ |
قال أبو العباس : يجوز أن يكون جميع ما قاله ابن الأعرابي في وجوه البَهْر أن يكون معنى لما قاله عُمر ، وأحْسنها العَجَب.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم أنه سار ليلة حتّى ابهارَّ الليلُ.
قال أبو عُبَيد : قال الأصمعيّ : قوله ابهارَّ الليلُ ، يعني انتَصَف ، وهو مأخوذ من بُهْرة الشيء ، وهو وَسَطُه.
وقال أبو سعيد الضّرير : ابهِيرَارُ اللَّيْل : طلوعُ نُجومه إذا تَتامَّت ، لأنّ اللّيل إذا أقبَل أقبلتْ فَحْمتُه ، فإذا استنارَتْ ذَهَبَتْ تِلْكَ الفحمة.
وقال غيره : بُهِرَ الرجُل : إذا عَدَا حتى غَلَبَه البُهْر ، وهو الرَّبْو ، فهو مَبْهُور وبَهير.
وقال الليث : امرأةٌ بَهِيرَةٌ ، وهي القصيرة الذَّليلة الْخِلْقة.
ويقال : هي الضعيفَةُ المَشْي. قلت : هذا تصحيف ، والذي أراده الليث : البُهتُرة بمعنى القصيرة ، وأما البهِيرَة من النِّساء فهي السّيِّدة الشَّريفة ، ويقال للمرأة إذا ثقُل أردافُها فإذا مَشَتْ وقع عليها البُهْر والرَّبو : بَهِير. وقال الأعشى :
تَهادَى كما قد رأَيْتَ البَهيرَا*
ورُوِي عن عمرو بن العاص أنّه قال : إنّ ابن الصَّعْبة وهو طلحة بن عُبيد الله ترك مائة بُهار ، في كل بُهار ثلاثة قناطير من ذهب وفضة.
قال أبو عبيد : بُهارٌ أحسَبها كلمةً غيرَ عربيَّة ، وأراها قبطيَّة.
قال : والبُهار في كلامهم : ثَلاثُمائة رِطل.
قلت : وهكذا رَوَى سَلَمة عن الفراء : قال البُهار ثلاثُمائة رِطل. وكذلك قال ابن الأعرابي ، قال : والمُجَلَّدُ : سِتّمائة رِطل.
قلت : وهذا يدلّ على أن البهار عربيّ ، وهو ما يُحمل على البعير بلُغة أهل الشام.
وقال بُريْقٌ الهذَليّ يصف سحاباً ثقيلاً :
بمُرتَجِزٍ كأنَّ على ذُراه |
رِكابَ الشأْمِ يَحمِلنَ البُهارا |
قال القُتَيبيُّ : كيف يُخلِّف في كل ثلثمائة رَطْلٍ ثلاثة قناطير؟! ولكنّ البُهارَ الحِمْلُ ، وأنشد البيت للهُذَليّ. قال : وقال الأصمعيّ في قوله : «يحملن البهارا» يحملن الأحمال من مَتاع البيت. وأراد أنّه ترك مائة حِمْل مالٍ ، مقدار الحمل منه ثلاثة قناطير. قال : والقنطار مائة رَطْلٍ ، فكان كلّ حمل منها ثلاثمائة رَطل.
وقال ابن الأعرابي : البَهار لَبَب الفَرَس.
قال : والبِهار : المُخاخرة.
ويقال : بَهَر فلانٌ فلاناً : إذا علاه وغَلَبه ، وقمرٌ باهِر : إذا علا الكَواكِب ضوءُه ، وأنشد أبو عبيد :
وقد بَهَرْتَ فما تَخفى على أَحدٍ |
إلّا على أحدٍ لا يَعرِف القَمَرَا |
أي علوتَ كلَّ من يُفاخِرُكَ ، فظهرتَ عليه.
ويقال لليالي البِيض : بُهْرٌ ، جمع باهِر ، ويقال : بُهَر ـ بوزن ظُلَم ـ جمع بُهْرة ، وكلّ ذلك من كلام العرب.
وبَهْراءُ : حيٌّ من قُضاعة.
وقال اللحياني : يقال لأربع رِيشاتٍ من مُقَدَّمِ الجناح : القوادِمُ ؛ ولأرْبع يليهنّ : المناكبُ ؛ ولأربع يَليهنّ بعد المَناكِب : الخوافي ؛ ولأربع بعد الخوافي : الأباهِرُ.
وقال الليث : البُهار : شيء من الآنية كالإبريق ، وأَنشد :
على العلياءِ كُوبٌ أو بُهار*
قلت : لا أَعْرِف البهار بمعنى الآنية.
أبو عبيد ، عن الأصمعي. العَرارُ : بَهارُ البرّ.
قلت : العَرار : الْحَنوَة ، كأنّ البَهارَ فارسيّة.
وقال الليث : الأبهَرُ مِنَ القوْسِ : ما دُونَ الطَّائِف.
وروى أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : في القوس كَبِدُها ، وهو ما بين طرَفَي العِلاقة ، ثم الكُلْية تَلِي ذلك ، ثم الأبهَرُ يَلِي ذلك ، ثم الطَّائِفُ ، ثم السِّيَةُ ، وهو ما عُطِفَ من طَرَفَيها.
وقال شمر : بَهَرتُ فلاناً : إذا غلبتَه ببَطْش أو لِسَانٍ.
وبَهَرْتُ البَعِيرَ : إذا ما ركَضْتَه حتى ينقطع.
وقال ابن قتادة :
ألا يا لقومي إذ يبيعون مُهجتِي |
بجاريةٍ بَهْراً لهمْ بعدَها بَهْراً |
ويقال : رأيتُ فلاناً بَهْرَةً : أي جَهْرةً عَلَانية ، وأنشد :
وكم مِنْ شُجاعٍ بادَرَ الموتَ بَهْرَةً |
يَمُوتُ على ظَهرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ |
وقال ابن شميل : البُهْر : تكلُّف الجَهْدِ إذا كُلِّف فوق ذَرْعه ، يقال : بَهَرَهُ إذا قطع نَفسَه بضَرْبٍ أو خَنْقٍ ، أو ما كان ، وأنشد :
إن البَخيلَ إذا سأَلْتَ بَهَرْتَه *
رهب : قال الليث : رَهِبْتُ الشيءَ رَهَبا ورهْبَةً : أي خِفْتُه ، وأَرْهَبْتُ فلاناً.
قال : والرَّهْبَانيَّة : مصدر الراهب.
والترهُّبُ : التَّعَبُّد في صَوْمَعة. والجميع الرُّهبان ، والرَّهابِنة خطأ.
وأخبرني المنذري ، عن أبي الهيثم أنه قال : الرُّهبانُ يكونُ واحداً وجَمعاً ، فمن جعله واحداً جَعَله على بناء فُعلان ، وأنشد في ذلك :
لو عاينَتْ رُهبانَ دَيْرٍ في القُلَل |
لا نحدَرَ الرُّهبان يَمشِي ونَزَلْ |
قال : ووجهُ الكلام أن يكون جَمعاً بالنّون. قال : وإن جَمَعْتَ الرُّهبانَ الواحدَ رَهابِينَ ورهابِنَة جاز. وإن قلت : رهبانيُّون كان صواباً. وأصلُ الرَّهبانيَّة من الرَّهبة ،
ثم صارت اسماً لِما فَضَل عن المقدار وأَفرَط فيه. وقال الله جلّ وعزّ : (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) [الحَديد : ٢٧]
قلت : ومعنى هذه الآية عَوِيص.
قال أبو إسحاق : يَحتمل معناها ضَرْبينِ : أحدُهما أن يكون المعنى في قوله : (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها) وابتَدعُوا رَهبانيّةً ابتَدَعوها ، كما تقول : رأَيتُ زيداً وعَمْراً أَكْرَمْتُه. قال : ويكون (ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ) معناها : لم تُكْتَبْ عليهم البتّةَ ، ويكون (إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) بدلاً من الهاء والألف ، فيكون المعنى : ما كَتَبْنَا عليهم إلّا ابتغاءَ رِضْوان الله ، وابتغاءُ رِضْوان الله اتِّباعُ ما أَمَر به ، فهذا ـ والله أعلم ـ وَجْهٌ ، وفيها وجْهٌ آخرُ : (ابْتَدَعُوها) جاء في التفسير أنهم كانوا يَرون من مُلوكهم ما لا يصبرون عليه ، فاتّخَذَوا أسراباً وصَوامِع ، وابتَدعوا ذلك ، فلمّا ألْزَموا أنفسهم ذلك التَّطَوُّعَ ، ودخلوا فيه لزِمَهم تمامُه ، كما أنَّ الإنسان إذا جعَل على نفسِه صَوْماً لم يُفترَضْ عليه لزِمه أَن يُتمِّمَه ، وأما قول الله جلّ وعزّ : (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) [القَصَص : ٣٢] ، فإنَّ أبا إسحاق قال : يقال : من الرُّهْب والرَّهَب ، إذا جُزِمَ الهاءُ ضُمَّ الراء ، وإذا حُرِّكَ الهاءُ فُتح الراء ، ومعناهما واحد مثل الرُّشْد والرَّشَد.
قال : ومعنى (جَناحَكَ) هاهنا يقال : العَضُد ويقال : اليدُ كلُّها جَناح.
قلت : وقال مُقاتلٌ في قوله : من الرَّهَب : الرَّهَبُ كُمُّ مِدْرَعَتِه.
وروى عمرو عن أبيه : يقال لكُمِّ القميص : القُنُّ ، والرُّدْنُ ، والرَّهَب ، والْخِلاف.
وقال ابن الأعرابيّ : أَرْهبَ الرجلُ : إذا أطال رَهَبَه : أي كُمَّه.
قال وأرْهب إذا رَكِب رَهْباً ، وهو الجمل العالي.
قلت : وأكثرُ الناس ذهبوا في تفسير قوله : (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) [القَصَص : ٣٢] أنّه بمعنى الرّهبة ، ولو وَجدتُ إماماً من السَّلف يجعل الرَّهَب كُمّاً لذهبت إليه ؛ لأنه صحيح في العربية ، وهو أَشْبه بسياق الكلامِ والتفسيرِ ، والله أعلم بما أراد.
ويقال : استَرهبتُه وأرهبْتُه بمعنًى واحد.
وترهَّبَ الرجلُ : إذا صار راهباً يَخْشَى الله. قال الله : (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [الأعرَاف : ١١٦] أي : أَرْهبوهم.
وترهبَ غيرَه : إذا توعَّدَه ، وقال العجّاج يصف عَيْراً وأُتُنَه :
تُعْطِيه رَهباها إذا تَرَهَّبا |
على اضطِمارِ الكَشْحِ بَوْلاً زَغْربا |
عُصارةَ الجَزءِ الذي تَحَلَّبا
رَهْباها : التي تَرهبُه ، كما يقال هالكٌ وهَلْكَى.
إذا ترهبا : إذا تَوَعَّدَها.
وقال الليث : الرَّهْب ـ جَزْمٌ ـ : لُغة في الرَّهَب. قال : والرَّهْباء : اسمٌ من الرَّهَب : تقول : الرَّهْباءُ من الله ، والرَّغْباء إليه.
وقال شمر : تقول العرب : رَهبُوت خيرٌ من رَحَمُوت. قال : والمعنى لأَن تُرْهَب خيرٌ مِن أن تُرحَم.
وقال الليث : الرَّهابةُ : عُظَيْمٌ في الصّدر مُشْرِفٌ على البَطن ، كأنّه طرَفُ لسان الكلب.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : الرَّهابةُ : طَرَف المعِدة. قال : والكُلْكُل : طرَفُ الضِّلَع التي تُشْرِف على الرَّهابة.
وقال ابن شميل في قَصِّ الصّدر رَهابتُه ، قال : وهو لسان القَصِّ من أسفَل. قال والقَصُّ : مُشاشٌ.
وقال الليث : ناقةٌ رَهْب ، وهي المَهزولة جِدّاً ، وأنشد قول الأعشى :
وأَلْوَاحُ رَهْبٍ كأنَّ النُّسُو |
عَ أَثْبَتْنَ في الدَّفّ منها سِطارا |
وأمّا قوله في قصيدةٍ أخرى :
ولا بُدَّ مِن غزوَةٍ بالمَصِي |
ف رَهْبٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا |
فإنَ الرَّهْبَ من نعت الغَزْوة ، وهي التي كَلَّ ظهرُها وهُزِل.
وحكي عن ابن الأعرابي أنه قال : رهَّبَتْ ناقةُ فلانٍ ، فقعد عليها يُحايِيها : أي جَهَدَها السيرُ فَعلَفَها ، وأحْسَنَ إليها حتى ثابت إليها نفسُها.
وقال الليث : رَهبَى : مَوْضع.
أبو عُبيد ، عن الأصمعي : الرِّهاب : الرِّقاق من النِّصال ، واحدُها رَهْب ، وأنشد :
بِيضٌ رِهَابٌ ومُجْنَأٌ أُجُدُ*
قال : وناقةٌ رَهْبٌ : ضامِر قال أبو عُبيد في باب «البخيل يعطي من غير طبعِ جُودٍ» : قال أبو زيد : يقال في مثل هذا : رَهْبَاك خيرٌ من رَغْباك. يقول : فَرَقُهُ منك خير من حُبِّه ، وأَحْرَى أن يُعطِيَكَ عليه. ومثله : الطَّعنُ يَطأَرُ.
وقال غيرُه : يقال فعلتُ ذلك من رُهبَاك : أي من رَهبَتِك ، والرُّغْبَى ؛ الرَّغْبَة. وقال : يقال : رُهباك خيرٌ من رُغباك ، بالضم أيضاً فيهما.
ربه : أهمله الليث.
ورَوى ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أَرْبَهَ الرجُلُ : إذا استَغنى بتعبٍ شديد.
بره : أَبو العبّاس ، عن ابن الأعرابيّ قال : بَرِهَ الرجلُ : إذا ثاب جسْمُه بعد تغيُّرٍ من عِلَّة.
قال : وأَبْرَه الرجل : غَلَبَ الناسَ ، وأتى بالعجائب.
وقال اللّيث : البُرْهان : الحجّة ، وإيضَاحُها.
قلتُ : ونون البُرْهان ليست أصليّة ، وقولُهم : بَرْهَن فلانٌ : إذا جاء بالبُرْهان ، مُوَلَّد ، والصواب أن يقال : أَبْرَه : إذا جاء بالبُرْهان كما قاله ابن الأعرابيّ إن صحّ عنه ، وهي في رواية أبي عمرو ، ويجوز أن تكون النون في البُرْهان نون جمعٍ على فُعْلَان ، ثمّ جُعلت كالنُّون الأصليّة ، كما جمعوا مُصَاداً على مُصْدَانٍ ، ومَصيراً عَلَى مُصْرانٍ ، ثمّ جَمَعُوا مُصرانَ على مَصَارين ، على توهّم أنّها أصليّة.
وقال اللّيث : أبْرَهة : اسم أبي يَكْسُومَ مَلكِ الحَبَشةِ الّذي ساقَ الفِيلَ إلى البَيْتِ فَأَهلكَه الله.
قال : والبَرَهْرَهة : الجارية البيضاء قال : وبَرَهُها : تَرارَتُها وبَضَاضَتها.
قال : وتصغير بَرَهْرَهة بُرَيْهَةَ. ومَن أَتمَّها قال : بُرَيْرِهة وأمّا بُرَيْهِرَهةٌ فقبيحة قلّما يُتكلَّم بها.
أبو عُبَيد ، عن الأصمعيّ : البَرَهْرَهَة : الّتي كأنها تُرْعَدُ من الرّطوبة.
شمر ، عن ابن الأعرابيّ قال : البَرَهْرَهة : التي لها بَريق من صَفائِها.
وقال غيرُه : هي الرقيقة الجِلد ، كأنّ الماء يَجري فيها من النَّعْمة. قلتُ : ومعنَى أقاويلِهم متقارب.
أبو عُبيد : البُرْهة : الزَّمان ، يقال : أقمتُ عندَه بُرهةً من الدَّهر ، كقولك : أقمتُ عنده سَبَّةً من الدَّهر.
وقال ابن السكّيت : أقمتُ عنده بُرهة من الدَّهر وبَرهة من الدهر.
وقال غيرُه : يُصغَّر إبراهيم بُرَيها ، وذلك أنّ الميم عنده زائدة ، وبعضهم يقول : بُرَيْهِيم.
ه ر م
هرم ، همر ، مره ، مهر ، رهم : مستعملة.
هرم : قال الليث : هَرِمَ يَهرَم هَرَماً ومَهْرَما ، ونساءٌ هَرْمَى وهَرِمات.
والهَرْم : ضَربٌ من النّبات فيه مُلُوحة ، وهو من أَذَلّ الحَمْض وأشدِّه استبطاحاً على وجه الأرض. وقال زُهير :
ووَطِئتَنا وَطأ عَلَى حَنَقٍ |
وَطْءَ المُقيَّد يابِسَ الهرمِ |
والواحدة هَرمة ؛ وهي الّتي يقال لها : حَيْهَلَة ، ويقال في مَثلٍ : «أذَلُّ من هَرمة».
قال : وابن هِرمة ، وابن عِجْزة : آخرُ وَلَد الشَّيخ والشَّيخة ، يقال : وُلِدِ لِهرمة. ويقال للبعير إذا صار قَحْداً : هَرِمٌ والأنثى هَرِمة.
قال الأصمعي : والكَزُوم الهَرِمة ، وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يتعوذ من الهرَم.
وقال شمِر : قال أبو زيد : يقال : ما عنده هُرمانَةٌ ، ولا مَهرَم : أي مَطمَع.
قال : ورَوَى أبُو عُبَيد ، عن الأمويّ أنَّه قال : الهُرمانُ. العَقْل ، والرّأَيُ ، يقال : ما له هُرمانٌ.
قلت : وسمعتُ غير واحد من العَرب يقول : هَرَّمتُ اللَّحمَ تهريماً : إذا قطّعتَه قِطعاً صغاراً مثل الحُزَّة ، والوذْرة ، ولحمٌ مُهرَّم.
همر : قال الليث : الهَمْر : صَبُّ الدمع والماءِ والمطرِ ، وهَمَر الماءُ ، وانهمر فهو هامِرٌ ومُنهَمِر ، والفَرس يَهمِرُ الأرضَ هَمْراً : وهو شدّةُ حَفْرِه الأرضَ بحوافره.
وقال العجّاج :
عَزَازَهُ وينهَمرن ما انْهمَرَ*
وقال الآخر :
من الرَّمال هَمِرٌ يَهمُورُ*
وقال :
يُهامِرُ السَّهلَ ويُولِي الأخْشَبا*
قال : والهَمّار : النَّمّام. قلت : الصواب الهماز بالزاي بمعنى النمام العَيّاب ، وأمَّا
الهمَّار ، والمِهمار فهو المِكثار الّذي يَهمِر الكلامَ هَمْراً ، أي يَصُبُّه صَبّاً.
ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : الهَمْرَى : الصَّخّابة من النّساء.
قال : والهُمْرة : الدُّفعة من المَطَر.
والهَمْرة : الدَّمْدَمَة.
والهَمْرَة : خَرَزَةُ الحُبّ ، يقال : يا هَمْرةُ اهْمُرِيه ، ويا عَمْرة اعمُرِيه. قال : والهَمْرة : الدَّمدَمة بغضب.
رهم : قال الليث : الرِّهمة : مَطْرة ضَعِيفَةٌ دائمةٌ وجمعُها رِهَم ورِهام ، وروضة مرهومَةٌ قال الأزهريّ : ونحو ذلك قال الأصمعيّ في الرِّهمة.
وقال اللّيث : الرُّهام من الطير : كلُّ شيء لا يَصطاد.
وقال غيره : جَمعُه الرُّهم ، وبه سُمِّيت المرأة : رُهْماً ، وقيل واحدة الرُّهام رُهامة. قلت : ولم أسمع الرُّهامَ لغيره.
وأرجو أن يكون مضبوطاً.
أبو زيد : الرِّهْمة أشدُّ وَقْعاً من الدِّيمة ، وأَسرعُ ذهاباً ، وقد أَرهمَت السماءُ إِرهاماً.
مهر : قال الليث : المَهْر : الصَّداق ، تقول : مَهَرتُ المرأةَ فهي ممهورةٌ : إذا قطعتَ لها مَهراً ، فإذا زوَّجتها رَجُلا على مهر قلتَ : أمهرَها.
أبو عُبيد ، عن أبي زيد : مَهرتُ المرأة أمهرُها مَهْراً ، وأمهرتُها ، وأنشد :
أُخِذْنَ اغتِصاباً خِطْبةً عَجْرَفِيَّةً |
وأُمهرنَ أرمَاحاً منَ الخَطّ ذُبَّلا |
ومن أمثالهم السائرة «أحمَقُ من المَمهورة إحدى خَدمَتَيْها» ، يُضرَب مَثَلاً للأحمق البالغ من الحُمق النهاية ، وذلك أن رجُلاً تزوَّج امرأةً ، فلمّا دخل عليها قالت : لا أطيعُك أو تُعطيَني مهري ، فنَزَع إحدى خَدَمَتَيْها من رِجلها ودَفعها إليها ، فَرَضِيت بها مهراً لحُمقها.
الليث : امرأة مَهِيرةٌ : غاليَة المَهر ، والمهائر : الحرائِرُ ، وهنّ ضدَّ السّرَارِي.
قال الليث : والمُهْرُ : وَلَد الرَّمَكَةِ والفَرس ، والأنثى مُهْرة ، والجميع مِهارٌ ومِهارَة ومنه قولهم : لا يَعْدَمُ شَقِيٌ مُهَيْراً ، يقول : من الشّقَاءِ مُعَالَجَةُ المِهارة.
والماهر : الحاذق بكلّ عمل ، وأكثرُ ما يُوصف به السَّابحُ. وقال الأعشى :
مثل الفُراتيِّ إذا ما جَرَى |
يقذف بالبُوصِيِّ والمَاهرِ |
ويقال : مَهَرتُ بهذا الأمر أمهَرُ به مهارةً : إذا صرتَ به حاذِقاً.
وقال أبو زيد : يقال : لم تُعطِ هذا الأمرَ المِهَرَة أي لم تأته من قِبَل وَجهه ، ويقال أيضاً : لم تأت إلى هذا البناء المِهَرة : أي لم تأته من قِبل وجهه. ولم تبنه على ما كان ينبغي سَلَمة ، عن الفراء قال : تحت القلب عُظَيم يقال له : المُهْر ، والزِّرّ ، وهو قِوام القَلب.
وأُمَ أَمهارٍ : اسم هَضْبة. قال الراعي :
مَرَّت على أمِ أَمهارٍ مُشَمِّرةً |
تَهوِي بها طُرُقٌ أوسَاطها زُورُ |
وأما قول أبي زُبَيْد في صفة الأسد.
أقبل يَرْدِي كما يَردِي الحِصَانُ إلى |
مُسْتعْسِبٍ أَرِبٍ منه بتَمهيرِ |
فإنه وصف أسداً أَقبل كأنه حِصَانٌ جاء إلى مُسْتعسب ، وهو المُسْتطْرِق لأنثاه.
أَرِبٍ : ذي إرْبة : أي حاجة. وقوله : بتمهير : أي بطَلب مُهْر واتخاذه ويقال للفرسة : المُهْرَة ، وما أُراه عَرَبيّاً.
مره : قال الليث : المَرَه : ضدُّ الكَحَل. يقال : امرأَةٌ مَرْهاء : لا تتعهَّدُ عينها بالكُحل.
وسرابٌ أَمْرَهُ : أي أبيض ، وأنشد :
عليه رَقْراقُ السَّرابِ الأمْرَهِ *
قال الأزهري : المَرَه ، والمُرْهَةُ : بياضٌ تَكرَهُه عَينُ الناظر ، وعينٌ مَرْهاءُ إذا كانت تضرِب إلى البياض.
وقال أبو زيد : المرهاء من النِّعاج : البيضاء التي ليس بها شِيَةٌ ، وهي نعجة يَقَقَةٌ.
أبواب الهاء واللام
ه ل ن
استعمل من وجوهه : نهل ، لهن.
نهل : وقال الليث : يقال : أَنهلْتُ الإبلَ : وهو أول سَقْيكَها وقد نَهلَتْ هي : إذا شَرِبت في أول الوُرودِ.
أبو عبيد ، عن الأصمعي : إذا أَورَد إبلَه الماءَ ؛ فالسَّقيَةُ الأولى النَّهَل ، والثانية العَلَل.
قال : وقال أبو زيد : الناهل في كلام العرب : العَطشان. والناهل : الذي قد شَرِب حتى رَوِي ، والأنثى ناهلة ، وأنشد :
ينهل منه الأَسَلُ الناهلُ *
أي يروَى منه العطشان.
قال : وقال أبو الوليد : ينهل منه أي يشرَب الأسلُ الشارب.
قال : والناهل ههنا : الشارب. وإن شئتَ كان العطشان.
قلت : وقول جرير يدلّ على أن العِطاش تسمى نِهالاً ، وهو قوله
وأخوهما السَّفَّاحُ ظَمَّأخيَلَه |
حتى وَرَدنَ جَبَا الكُلابِ نِهالا |
وقال عَميرةُ بنُ طارق في مثل ذلك.
فما ذُقتُ طعم النَّوم حتى رأيتُني |
أُعارِضهم وِردَ الخِماسِ النواهل |
قال الليث : المنهل : المورد حتى صارت منازلُ السُّفَّار على المياه مناهل.
قال أبو الهيثم : يقال : ناهلٌ ونَهَل ، مثل خادِم وخَدَم ، وغائب وغَيَب ، وحارِس وحَرَس ، وقاعد وقَعَد والمِنهال : الرجلُ الكثير الإنهال.
قال : والناهلة : المختلفة إلى المنهل ، وكذلك النازلة ، وأنشد :
ولم تُراقب هناك ناهلةَ ال |
وَاشِينَ لما اجْرهَدَّ ناهلُها |
وقال أبو مالك : المناهل : هي المنازِل على الماء.
سلمة عن الفراء قال : المِنهال : القَبر ، والمنهال : الغايةُ في السَّخاء. والمنهال : الكثيب العالي الذي لا يتماسك انهياراً.
قلت : المُنهال ـ بضم الميم ـ أشبَه بتفسيره من إنهال.