تهذيب اللغة - ج ٦

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٦

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٢

ثعلب عن ابن الأعرابي : الهُشُم : الجبال الرِّخوة ، والهُشُم : الحلّابون للّبن الحُذّاق ، واحدُهم هاشم.

وقال ابن شميل : الهَشُوم من الأرْض : المكان المُتَنقِّر منها المُتَصوِّب من غِيطانها في لِين الأرض وبُطونها ، وكلّ غائِط يكون وَطيئاً فهو هَشْم.

ثعلب عن ابن الأعرابي : ناقةٌ مِهْشام : سريعة الهُزال ، وناقةٌ مِشْياط : سريعةُ السِّمَن ، والهَشَمة : الأُرْوِيّة ، وجمعُها هَشَمات ، ويقال للرّجل الهَرِم إنه لهَشِمُ أهْشامٍ.

وقال أبو عمرو : الهَشِم : الأرضُ المُجدِبة.

ابن شميل : واهتَشَم فلانٌ الناقةَ : إذا احتَلبها ، وهَشَمَها مثله.

وقال قَتادة في قول الله جلّ وعزّ : (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) [الحَجّ : ٥]. قال : تراها غَبراءَ متهشِّمة.

قلت : وإنَّما تهشُّمها يُبسُها لطُول عَهْدِها بالنَّدى ، فإذا مُطِرتْ ذهب تَهشمها.

وقال شجاع الأعرابي : تقول : اهتَشمتُ نفسي لفلانٍ واهتَضَمْتُها له ، إذا رضيتَ منه بدون النَّصَفة ، وأنشد شمر لابن سَماعة الذُّهْلِيّ في تهشُّم الأرض :

وأخْلَفَ أَنْواءٌ ففي وَجْهِ أَرْضِها

قُشَعْرَيرةٌ من جِلدها وتهشُّمُ

وقال ابن شميل : أرض جَرْباء : لم يُصِبها مطر ، ولا نَبْتَ فيها ، تراها متهشِّمة ، ومن أسماء العَرَب : هِشام وهُشَيم وهاشِم ، والأصل فيها كلّها الهَشْم ، وهو الكَسْر.

والهَشْم : الْحَلْب أيضاً.

همش : قال الليث : الهَمِشُ : السريعُ العَمَل بأصابعه. قال : والهَمْش : العَضّ.

أَبو عبيد ، عن الأصمعي : الهَمْشَة : الكلامُ والحركة ، وقد هَمِش القومُ فهم يَهْمَشون.

شمر ، عن ابن الأعرابي : الهَمَشُ والهَمْشة : كثرة الكلام والخَطَل في غير صواب ، وأنشد :

وهَمِشُوا بِكَلمٍ غيرِ حَسَن*

وأنشَدنِيه المنذري وهمَشوا ـ بفتح الميم ـ ذكره عن أبي الهيثم.

أبو عُبَيد ، عن أبي الحَسَن الأعرابي : اهتَمَشَت الدابّةُ ، إذا دَبّت.

وقال غيرُه : رأيتُهم يهتمشون : إذا كانوا في مكان فأَقبَلوا وأدبروا واختَلَطُوا ، وللجَرَاد هَمْشة في الوعاء : إذا سمعت له حركة ، ويقال : إن البراغيثَ لتَهتَمِش تحت جَنْبِي فتُؤذيني باهتماشها.

أبو عُبيد ، عن أبي عبيدة : امرأة هَمْشَى الحديث : وهي التي تُكثر الكلام وتُجَلِّب.

قلت : والذي قاله الليث في الهَمْش : إنه العضّ غيرُ صحيح ، وصوابُه الهَمْس بالسين ، فصحَّفه.

وأخبرني المنذريّ عن أبي الهَيثم أنه قال : إذا مَضَغ الرجلُ الطعامَ وفُوه مُنْضَمّ قيل : هَمس يَهْمِس هَمْساً.

ابن السكيت ، قالت امرأةٌ من العَرَب لامرأةِ ابنِها : طَفَّ حَجْرُكِ ، وطاب نَشْرُك ، وقالت لابنتِها : أكلْتِ هَمْشاً وحَطَبْتِ

٦١

قَمْشاً : دعت على امرأةِ ابنِها أن لا يكون لها ولد ، ودَعتْ لابنتها أن تَلد حتى تُهامِشَ أَولادَها في الأكل : أي تعاجِلَهم ، وقولها حَطَبْتِ قَمْشَاً : أي حَطَبَ لكِ ولدُكِ مِن دِقِّ الحطَب وجِلِّه.

وَرَوى ثعلبٌ عن ابن الأعرابي أنه قال : يقال للجَراد إذا طُبِخ في المِرْجل : الهَمِيشة ، وإذا شُوِي على النار فهو المَحْسُوس.

مهش : رُوي عن بعضهم أنه قال : محشَتْه النارُ ومَهَشَتْه : إذا أحرَقَتْه ، وقد امتُهِشَ وامتُحِشَ.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه لعن من النساء الحالقَةَ والمُمْتَهِشة ، وجاء تفسيرُه في الحديث أنها التي تحلق وجهها بالمُوسَى.

وقال القتيبيّ : لا أعرِف المُمتَهِشة إلا أن تكون الهاء مبدلةً من الحاء ، يقال : مرَّ بي جملٌ عليه حِملُه فمحشَني : إذا سَحَج جِلده مِن غير أن يسلخه والله أعلم.

أبواب الهاء والضاد

أهملت الهاء والضاد مع الصاد والسين والزاي والطاء.

ه ض د

استعمل من وجوهها : ضهد.

ضهد : قال الليث : ضَهَد فلانٌ فلاناً ، واضطَهَده : إذا قَهَره ، وهو مُضْطَهد : مَقْهور وذَليل.

وقال ابن بُزرج : يقال : ضَهَدْتُ الرجلَ أَضْهَدُه : قَهَرْتُه.

وقال أبو تراب : قال أبو زيد : أضهدْتُ بالرجل إضْهاداً ، وألْهَدْتُ به إلْهاداً ، وهو أن تجُور عليه وتَسْتَأثر.

ابن شُمَيل : اضطَهَد فلانٌ فلاناً : إذا اضطَعَفه وقَسَره ، وهي الضُّهْدة ، يقال : ما يخاف بهذا البلد الضُّهْدة ، أي الغَلَبة والقَهْر.

ه ض ت ـ ه ض ظ ـ ه ض ذ ـ ه ض ث : مهملات.

ه ض ر

استعمل من وجوهه : ضهر.

ضهر : قال الليث : الضَّهْر : خِلْقة على الجَبَل من صَخْر يُخالف جَبْلَتَه.

وقال أحمد بنُ يحيى : أنشَدَنا ابن الأعرابي :

رُبَّ عُصْمٍ رأيتُ في وَسْط ضَهْرِ*

قال : الضَّهْر : البُقْعة من الجَبَل يخالِف لونُها سائر لونِه.

وقال : ومثل الضّهْر الوَعْثَة.

وقال الفراء : باليَمن جبل يسمَّى الضهْر بالضاد.

قال : وسمِّي ضَهراً ، لأنه عالٍ ظاهر ، فقالوه بالضاد ليكون فَرْقاً بين الظَّهر ومَوْضع معروف بِضَهْر.

ه ض ل

استعمل من وجوهها : هضل ، ضهل.

هضل : قال الليث : الهَيْضَل : جماعةٌ متسلِّحة أمرُهم واحد في الحَرْب ، فإذا جعل اسماً قيل : هَيْضلة.

٦٢

وقال أبو كبير :

أَزُهَير إنْ يَشِب القذالُ فإِنني

رُبَ هَيْضَلٍ مَصعٍ لَفَفْتُ بهَيْضَلِ

أبو عبيد ، عن الفراء قال : الهَيْضَلة : الضّخْمَة من النساء النَّصَف ، ومن النُّوق : الغزِيرة ، والهَيْضَلة أيضاً : أصواتُ الناس.

وقال ابنُ الفرج : هو يَهضِل بالكلام وبالشعر ويَهضِب به : إذا كان يَسُحُّ سَحّاً ، وأنشد :

كأَنهنّ بجمَادِ الأجبالْ

وقد سَمِعْنَ صَوْتَ حادٍ جَلجَالْ

من آخر اللَّيلِ عليها هَضَّال

عِقْبَانُ دَحْنٍ وَمَرازِيحُ الغَال

قال : قيل له : هَضال لأنه يَهضل عليها بالشِّعْر إذا حَدَا.

ضهل : قال الليث : ضَهَلَتِ الناقةُ : إذا قلَّ لبنُها فهي ضَهُول ؛ ويقال : إنها لضُهْلٌ بُهْلٌ : ما يشدّ لها صِرار ، ولا يَرْوَى لها حُوار ، وقال ذو الرمة :

بها كلُّ خَوّارٍ إلى كلِّ صَعْلةٍ

ضَهُولٍ ورَفضُ المُذْرِعات القَرَاهِب

ويقال : أعطيته ضَهلةً من مالٍ : أي عطيّة قليلةً ، وضَهل الشراب : قلَّ وَرَقَّ ، وضَحَل : صار كالضَّحْضاخ ، ويقال : حَمّة ضاهِلة وعينٌ ضاهِلة نَزْرة ، وقال رؤبة :

يقرُوبهِنَّ الأعينَ الضَّوَاهِلا*

أبو عبيد ، عن الأصمعي : فإن رَجَعْتَ إلى الرجل على وجهِ القِتال والمغالبة قيل : ضَهَلْتُ إليه ، ويقال : هل ضَهَل إليكم من هذا الخبر شيء : أي هل رَجَع ، ويقال : ضَهَلْتُ فلاناً أضهَله : إذا أعطيتَه شيئاً قليلاً من الماء الضّهْل.

وقال يحيى بنُ يَعمر لرجل خاصمتْه امرأته إليه وقد مَنَعها حقها من المَهْر : أَأَن سأَلتْك ثَمَنَ شكْرِها وشَبْرِك أنشأتَ تطلُلُّها وتَضهَلها ثمنَ فَرْجها. وشَبْره : غشياته إياها. تطلُّها : أي تدافِعها وتماطِلها.

وتَضْهلها أي تعطيها شيئاً نزراً قليلاً ، ولا توفِّيها حقَّها من مَهْرها.

أخبرني ثعلب عن ابن الأعرابي : ضَهَل ماءُ البِئر يَضهَل ضَهْلاً ، إذا اجتمع شَيء بعد شيء ؛ وهو الضَّهْل والضُّهول.

وأخبرني المنذري عن الحراني ، عن التوزيّ أنه قال في تفسير قوله : تطلُّها وتَضْهَلها ، قال : تُمصِّر عليها العطاءَ أصلها من بئر ضَهول : إذا كان ماؤها يخرج من جوانبها. وإنما يغزر ماؤها إذا نَبَع من قرارها.

وقال المبرد في قوله : تَطُلُّها : أي تَسْعَى في بُطْلان حَقّها ، أُخِذ من الدَّم المَطْلول.

وشَكْرُها : فَرْجها.

ويقال : ضَهَل الظَّلّ : إذا رَجَع ضُهُولاً.

وقال ذو الرمَّة :

أَفْياءً بَطِياءً ضُهُولُها*

وأما قوله :

إلى كلّ صَعْلةٍ ضَهُولِ *

فإنّ الضَّهُول من نَعْت النَّعامة : أنها ترجِع إلى بَيْضها.

أبو عبيد ، عن الأمويّ : إذا أَبصَرت في البُسْر الرُّطَبَ قلت : أَضْهَلت إضْهالاً.

٦٣

أبو العبّاس ، عن ابن الأعرابيّ : ضَهْيَل الرجلُ : إذا طالَ سَفرُه ، واستفادَ مالاً قليلاً.

وقال أبو عمرو : الضَّهْلُ : المالُ القليل.

وقال أبو زيد : الضَّهْلُ : ما ضَهَل في السِّقاء من اللبن : أي اجتَمَع ، وقد ضَهَلَ ضُهُولاً.

وقال أبو مالك : يقال ما ضَهل عندكَ من المال؟ أي ما اجتمع عندك منه.

ه ض ن

استعمل من وجوهه : نهض.

نهض : قال الليث : النُّهوض : البَراح من المَوضع. والناهِض : الفَرْخ الذي قد وَفُرَ جَناحاه وَنَهض للطَّيَران ، قال لبيد :

رَقَمِيَّاتٍ عليها ناهِضٌ

تُكْلِحُ الأرْوَق منهم والإيَلّ

أي عليها ريشُ فرخٍ ناهضٍ من فِراخ النَّسْرة.

قال : ونَهْضُ البعير : ما بين الكَتِف والمنْكِبِ ، وجمعه أنهُض ، وقال هِمْيان بنُ قُحافة :

وقرَّبوا كلَّ جُمالِيّ عَضِهْ

أبقَى السِّنافُ أَثَراً بأنهُضِهْ

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : النَّهْض : الظلْم ، وقال رؤبة :

أما تَرَى الحَجّاجَ يأبى النَّهْضا*

قال : والنَّهْض : العَتَب.

وقال غيره : طريقٌ ناهِض : أي صاعد في جَبَل ، وهو النَّهْض ، وجمعُه نِهاض ، وقال الهذلي :

يُتابِعُ نَقْباً ذا نِهاضٍ فَوْقعُه

به صُعُداً لو لا المَخافة قاصِدُ

ومكانٌ نهّاض ناهِض : مرتفِع.

وقال أبو عبيدة : ناهضُ الفَرَسِ : خَصِيلةُ عَضُده المنتَبِرة ، ويُستَحبّ عِظَمُ ناهِضِ الفَرَس.

وقال أبو دُواد :

نَبِيلُ النَّواهِض والمَنْكِبَين

حديدُ المَحازِم نَابِي المَعَدّ

وقال النضر : نَواهِضُ البعير : صَدْرُه وما أقّلت يدُه إلى كاهِلِه ، هو ما بين كِرْكِرَته إلى ثُغْرة نَحْرِه إلى كاهِله ، والواحد ناهض ، والنَّواهض : عِظامُ الإبل وشِدَادُها ، وقال الراجز :

الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَريّ فِارِضُ

لا يَستطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ

إلّا المُعِيدات به النَّواهض

والغامِض : العاجِز الصّغير.

وقال ابن الفَرج : سمعتُ أبا الجَهْم الجعفريّ يقول : نَهَضْنا إلى القوم ونغَضْنا إليهم بمعنى [واحد].

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : النِّهاض : العَتَب ، والنِّهاض السرعة.

ه ض ف : [مهمل](١).

__________________

(١) أهمله الليث.

٦٤

ه ض ب

هضب ، ضهب ، بهض : مستعملان.

هضب : قال الليث : الهَضْبة : المَطْرة الدائمة ، وجمعُها هِضَب. قال : وتقول : إصابتْهم الهُضوبة من المطَرِ ، والجميعُ أهاضِيبِ ، وهضَبتْهم السماءُ : إذا بَلَّتهم بَلًّا شديداً.

قال : والهَضَبة : كلُّ جَبَل خُلِق من صَخْرة واحدة ، وكلُّ صَخْرة راسيةٍ ضَخْمة تُسَمَّى هَضَبة ، والجميع الهِضَاب ، والهِضَبُ : الشديد الصُّلْب.

ضهب : وكل قُفٍّ أو حَزْن أو مَوْضع من الجَبَل تَحمَى عليه الشمسُ حتى يَنشوِيَ اللحمُ عليه فهو الضَّيْهَب ، وأنشد :

وَغْر تَجِيشُ قُدورُه بضَياهِبِ *

هكذا أنشده الليث ـ بالضاد ـ والصّواب بصَياهب بالصاد ، جمع الصَّيْهب : وهو اليومُ الشديد الحرّ.

أبو عبيد ، عن أبي عمرو : إذا أدخلتَ اللحمَ في النّار ولم تُبالِغ في نُضْجِه.

قلت : ضَهَّبْتُه تَضهيباً فهو مُضهَّب ، إذا ألقيتَه على الجَمْر.

وقال الليث : المضهَّب : اللحمُ الذي قد شُوِيَ على حَجَر مُحْمَى.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الضَّهْباء من القسيِّ : التي عملتْ فيها النارُ. قال : والضَّبْحاء مثلُها.

وقال أبو عبيد : الهِضَبّ : الشديد الصُّلْب وكلُّ قُفّ أو حَزْن أو موضع من الجَبَل يَحْمَى فيه فهو ضَيْهب.

وقال أبو عبيد : الهِضَبّ من الخَيْل : الكثيرُ العَرَق ، وقال طَرَفة :

وهِضَبّاتٍ إذا ابتلّ العُذُرْ*

أبو الهيثم : الهَضْبة : دَفعة واحدة من مَطَر ، ثم تَسْتَنّ ، وكذلك جَرْيَة واحدة ، وأنشد للكميت يصف فرساً :

مُخَيَّفٌ بعضُه وَرْدٌ وسائِرُه

جَوْنٌ أفانينُ إجِريّاهُ لا هَضَبُ

يريد إجريّاه أفانينُ لا هَضَب وإجرياه : جريه ، أفانين أي فنون ، لا هضب أي لا فن واحد.

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الهَضْبة : الجَبَل يَنبسِط على الأرض ، وجمعُها هِضاب.

وهَضَبت السماءُ : إذا دامَ مَطرُها.

وهَضَب فلان في الحديث : إذا اندفَع فيه فأكثَر ، وقال الشاعر :

لا أُكثِر القَوْلَ فيما يَهضِبُون به

من الكلامِ قليلٌ منه يَكْفِيني

وقال النضر : يقال : رجل هَضَبَة : أي كثيرُ الكلام.

وفي الحديث أنَّ أصحابَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا معه في سَفَر فَعرَّسوا ولم يَنْتَبِهوا حتى طَلَعت الشمسُ والنبيُّ نائم ، فقالوا : اهضِبُوا

معنى اهضبوا أي تكلموا وأفيِضوا في الحديث ، لكي يَنتبِه رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكلامهم. يقال : هَضَب وأَهْضَب واهْتَضَب : إذا فَعَل ذلك ، وقال الكُميت يصف قوساً :

في كفِّه نَبْعةُ مُوَتَّرةٌ

يَهْزِجِ إنْبَاضُها وَيَهْتَضِبُ

٦٥

أي يرنّ فيُسمَع لرنينه صوت.

عمرو عن أبيه : هَضَب وأَهضَب وضبَّ وأَضَبَّ ، كلُّه : كلام فيه جَهارة.

وفي «النوادر» : هَضَب القومُ وضَهَبوا وهَلَبوا وأَلَبوا وحَطبوا ، كلّه : الإكثار والإسراع.

بهض : قال أبو تراب : سمعت أعرابياً من أشجَعَ يقول : بهضني هذا الأمر وبَهَظَنِي أي فَدَحَنِي. قال : ولم يتابعه على ذلك أحد والله أعلم.

ه ض م

استعمل من وجوهها : هضم.

هضم : قال الليث : الهاضم : الشادِخُ ، لما فيه رخاوة ولين ، تقول : هَضَمْته فانهضم كالقَصَبة المهضومة التي يُرمَى بها ، ويقال : مِزْمار مُهَضَّم

وقال لبيد يصف نَهيقَ حِمار :

يُرَجِّع في الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ

يَجُبْن الصَّدْرَ مِن قَصَب العوالي

قيل : شَبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقِه بمُهَضَّماتِ المزامير.

وقال الفراء في قول الله عزوجل : (وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ) [الشُّعَرَاء : ١٤٨] قال : هضيم ما دام في كَوافيره. قال : والهضيم : اللّيِّن. والهضيم : اللطيف : والهضيم : النضيج.

ثعلب عن ابن الأعرابي في قوله : (طَلْعُها هَضِيمٌ) قال : مَرِيء. وقيل : هَضِيمٌ : ناعم ، وقيل : هَضِيمٌ : مُنهَضِمٌ مدرِك.

وقال الزجاج : الهضيم : الداخلُ بعضُه في بعض ، وهو فيما قيل : إنّ رُطَبه بغير نَوَى : وقيل الهضيم : الذي يتهَشَّم تهشُّماً.

وقال الأثرم : يقال للطّعام الذي يُعمل في وفاة الرّجل : الهضيمة ، والجميع الهضائم.

وقال الليث : في قوله : (طَلْعُها هَضِيمٌ) [الشُّعَرَاء : ١٤٨] قال مَهْضوم في جَوْف الجفّ منهضم فيه.

قال : ويقال : هَضَمْتُ من حَظِّي طائفةً : أي تركتُه.

وقال ابن السكيت : الهَضْم مصدرَ هَضَمهُ يهضِمه هضْماً : إذا ظَلَمه ، ويقال : هَضَم له مِن حقّه : إذا كَسر له منه ، قال : والهِضْمُ : المطمئن من الأرض ، وجمعه أَهضام وهُضوم ، وقال ذو الرمة :

حتى إذا الوَحْش في أَهْضام مَوْرِدِها

تغيّيتْ رابها من خيفةٍ رِيبُ

ونحو ذلك قال الليث : في أَهضام الأرض.

أبو عبيد : الأهْضام : البَخُور ، واحدها هَضْمة.

وإذا ما الدُّخان شُبِّه بالآ

نفِ يوماً بشَتْوةٍ أَهضاماً

يعني من شدَّة الزمان وكَلَب الشتاء والبَرْد.

وأهضام تَبَالةَ : ما اطمأن مِن الأرَضين بين جبالها ، قال لبيد :

هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضَامُها*

وقال الليث : الأهْضام قُرَى تَبالةَ ، وتبالةُ بلد مُخصب معروف.

٦٦

قال : والمهْضومة : ضَربٌ من الطِّيب يُخْلَط بالمسْك والبان.

وقال أبو عبيد : المتهَضَّم والهضيمُ جميعاً : المظلوم.

أبو العباس ، عن ابن الأعرابي : يقال : أهضم المُهْرُ للأرباع.

وقال أبو الجرّاح : أهضمت الناقةُ للأرباع وقال أبو زيد مِثله ، وكذلك الغَنَم يقال لها أَهْضَمَتْ وَأَدْرَمَتْ وَأَفَرَّت.

شمر عن أبي عمرو : الهَضْم : ما تطَامَنَ من الأرض ، وجمعُه أهضام. قال : وقال المؤرِّج : الأهضام : الغُيوب ، واحدها هَضْم ، وهو ما غَيَّبها عن الناظر. وقال ابن شُميل : مسقط الجبل ، وهو ما هَضَم عليه : أي ما دنَا منه. ويقال هَضَم فلانٌ على فلان : أي هَبَط عليه ، وما شَعرُوا بنا حتى هَضَمْنا عليهم أي هجمنا عليهم.

وقال ابن السكيت : هو الهِضْم بكسر الهاء : ما اطمأنّ من الأرض.

أبواب الهاء والصاد

ه ص س ـ ه ص ز ـ ه ص ط : مهملات.

ه ص د

استعمل من وجوهه : صهد.

صهد : قال الليث : الصَّيْهَد : الطَّويل ، والصَّيهود الجسيم.

أبو عبيد : الصَّيْهد : السَّراب الجاري : قال أمية الهذليّ :

من صَيْهَد الصَّيْف بَرْدَ السِّمَال*

وأنكر شمر الصَّيْهد بمعنى السّراب ، وقال : صَيْهد الحرِّ : شدته. قال ذلك الأصمعي والفراء ، ويوم صَيْهدٌ وصَيْهَبٌ وصَيْخُودٌ ، وقد صَهَدهم الحرّ وصَخَدهم وصهرهم ، بمعنى واحد ، وفَلاةٌ صَيْهد : لا يُنالُ ماؤُها.

وقال مزاحِم العقيليّ :

إذا عرضتْ مَجهولةٌ صَيْهدِيَّة

مَخُوفٌ ردَاها من سَرابٍ ومِغْوَل

قال : وما غالَك وأهلكك فهو مِغْوَل.

هصت ـ هصظ ـ هصذ ـ ه صث : أهملت وجوهها.

ه ص ر

هصر ، هرص ، رهص ، صهر : مستعملة.

هصر : قال الليث الهَصْرُ : أَنْ تأخُذَ برأس شيء ثم تكسره إليك من غير بينونة ، وأنشد قوله :

هَصَرْتُ بغصنٍ ذِي شماريخَ مَيّالِ*

أبو عبيد : هَصَرت الشيء وَوَقَصته : إذا كسرته ، واهَتَصرْتُ النخلة : إذا ذلَّلْتَ عُذوقَهَا وسوّيتها ، وقال لبيد يصفُ النَّخل

جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ به

مِن الكوافِر مَهضومٌ ومُهْتَصَرُ

ويُروَى : مَكمُوم : أي مُغطَّى.

وقال الليث : أسدٌ هَصُور وهَصَّار. قال : والمُهاصِرِيّ : ضَرْب من بُرُود اليَمَن.

هرص : أهمله الليث. ورَوَى أبو العباس عن سلمة عن الفرّاء : هَرَّصَ الرّجل : إذا اشتَعَل بدنُه حَصَفاً ، قال : وهو الحَصَف

٦٧

والهَرَص والدُّود والدُّوَاد ، وبه كُنِيَ الرجلُ : أبا دُواد.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : الهِرِنْصانَة : دُودةٌ ، وهي السُّرْفة.

صهر : قال الليث : الصِّهْر : حُرمة الخُتونة.

قال : وخَتَنُ الرَّجُلِ : صِهْرُه ، والمتزوَّج فيهم : أصْهارُ الخَتَن ولا يقال لأهل بيت الخَتَن إلَّا أَخْتان ، وأهلُ بيتِ المرأة أصْهار.

قال : ومن العرب من يجعلُهم كلَّهم أصهاراً وصهراً ، والفعل : المُصَاهرةُ.

وقال أبو الدُّقَيْش : أصْهَر بهم الخَتَن ، أي صار فيهم صِهْراً.

وروى أبو العباس عن أبي نصر عن الأصمعيِّ ، قال : الأَحْماءُ من قِبَلِ الزَّوْج ، والأخْتَانُ من قبل المرأة ، والصِّهْر يجمعهما ، قال : لا يقال غيرُه ، ونحو ذلك قال ابن الأعرابي.

أبو عبيد ، يقال : فلان مُصهِر بنا وهو من القرابة ، قال زهير :

قَوْدُ الجِيادِ وإصْهارُ الملوكِ وصَبْ

رٌ في مواطنَ لو كانوا بها سَئِمُوا

وقال الفراء في قول الله جلّ وعزّ : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) [الفُرقان : ٥٤] ، قال الفراء : أما النسب فهو النسب الذي لا يَحِلُّ نكاحه ، وأما الصِّهْر فهو النَّسبُ الذي يحلُّ نكاحُه كبنات العم والخال وأشباههِنَّ من القرابة التي يَحِلُّ تزويجها.

وقال الزجاج : الأصهار من النسب لا يجوز لهم التزويج ، والنسب الذي ليس بصهر ، من قوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) [النِّساء : ٢٣] إلى قوله : (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) [النِّساء : ٢٣].

قلت : وقد روينا عن ابن عباس في تفسير النسب والصِّهر خلافَ ما قال الفراء جملة ، وخلافَ بعض ما قاله الزجاج ، فحدثنا محمد بن إسحاقَ قال : حدثنا الزعفرانيّ قال : حدثنا يزيدُ بن هارون ، قال : أخبرنا الثَوْرِيُّ عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيدِ بن جبيرٍ ، عن ابن عباس قال : حرم الله من النَّسب سبعاً ومن الصِّهر سبعاً : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ) من النسب ، ومن الصِّهر : «وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ ، وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ ، وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَ ، وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ.

قلت : وقال الشافعي في النسب والصهر نحواً مما روينا عن ابن عباس ، قال الشافعي : حرم الله سبعاً نسباً وسبعاً سبباً ، فجعل السبب القرابة الحادثة بسبب المصاهرة والرَّضاع ، وهذا هو الصحيح الذي لا ارتياب فيه.

وقال الليث : الصَّهْرُ إذابة الشحم ، والصُّهارة ما ذاب منه ، وكذلك الإصهار في إذابته أو أكْلِ صُهارتِه ، وقال العجاج :

*شَكَّ السفافيدِ الشِّوَاء المُصْطَهَرْ*

٦٨

والصَّهِير : المشويُّ ، ويقال للحِرباء إذا تلألأ ظهره من شدة الحر قد صَهَرَهُ الحرُّ ، واضطهر الحرباء. وقال الله : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) [الحَجّ : ٢٠] أي يذاب.

وقال المفسرون في قوله (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) أي يغلي به ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم.

الحرّاني عن ابن السِّكِّيت : صَهرتْهُ الشمس وصَهَرَتْهُ : إذا اشتد وقعها عليه.

وقال ابن اليزيديّ ، عن أبي زيد في قوله : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) ، قال : هو الإحراقُ ، صَهَرْتُه بالنار : أَنضجتُه أصْهَرُه.

أبو عبيد عن الأصمعي : يقال لما أُذيب من الشحم : الصُّهَارة والجميل ، وما أُذيب من الألية فهو حَمٌّ ، إذا لم يبق فيه وَدَكٌ.

وقال أبو زيد : صَهَر خبزَه إذا أَدَمَه بالصُّهارة ، فهو خبز مصهور وصَهِير.

وفي الحديث : أن الأسود كان يَصْهَرُ رجليه بالشحم وهو مُحْرِم ، أراد أنه كان يَدْهُنُهما.

وقال أبو عبيد : يقال صَهَرْتُ فلاناً بيمين كاذبة أي استحلفته بيمين كاذبة توجب له النار.

وقال النضر : الصِّهْري : الصِّهريج ، وذلك أنهم يأتون أسفلَ الشُّعْبة من الوادي الذي له «مَأْزِمَانِ» فيبنُون بينهما بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ ، فيشربون به زماناً ، قال : ويقال : تَصَهْرَجوا صِهْرِياً.

وقال غيره : صَهَر فلانٌ رأسَه صَهْراً ، إذا دَهَنه بالصُّهارة ، وهو ما أُذيب من الشحم ، وقال الليث : الصَّيْهُور ما يُوضَع عليه متاعٌ البيت من صُفْر أو شَبَهٍ أو نحوِه.

رهص : قال الليث : الرَّهْص أن يصيب حجرٌ حافراً أو مَنْسِما فَيدْوَى باطنه ، يقال :

رَهَصه الحجرُ ، ودابةٌ رَهِيصٌ ومَرْهُوص ، والمَرْهَصُ : موضع الرَّهصة وأنشد :

على جِمَالٍ تَهِصُ المراهصا*

قال : والرَّهْص شدةُ العَصَر ، وقال شمر : في قول النمر بن تولب يصف جملاً :

شديدُ وهْصٍ قليل الرَّهْص معتدلٌ

بصفحتيه من الأنساع أَنْدَابُ

وقال : والوَهْصُ : الوطْءُ ، والرَّهْصُ : الغَمْز والعِثار. وقال أبو الدُّقيْش : للفرس عِرْقان في خيشومه ، وهما الناهقان ، وإذا رُهِصَهُما مَرِض لهما ، قال : والرهَّص أسفل عرق في الحائط ، ويُرْهَص الحائط بما يقيمه ، إذا مال. أبو عبيد عن أبي زيد رُهِصَت الدابة والله أرهصها ، ووُقِرَتْ والله أَوْقَرَها من الرَّهصة والوَقْرة. قال ثعلب : رُهِصَتْ الدابةُ أفصَح من رَهِصَتْ. أبو عبيد عن الأصمعيّ قال : الرَّواهص الحجارة المتراصِفة الثابتة ، قال ، وقال أبو عمرو : المَرَاهِص الدَّرَج واحدتها مَرهَصة : وقال الأعشى :

وَفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَرَاهِصاً*

وقال الأعشى أيضاً في الرَّواهص :

فعَضَّ جَديدَ الأرض إن كنت ساخطاً

بفيكَ وأحجار الكُلَابِ الرَّوَاهِصَا

وقد أرهص الله فلاناً للخير أي جعله معدناً للخير ومأتًى ، ابن شميل : يقال

٦٩

رهصَه بدَيْنِه رَهْصاً ولم يُعتِّمْه أي أخذه أخذاً شديداً على عسْره ويُسره ، فذلك الرَّهْصُ ، وقال آخر : ما زلتُ أُرَاهِصُ غَريمي مذ اليوم ، أي أرْصُدُه ، وقال : رَهَصني فلان في أمر فلان أي لَامَني ، قال ، وقال آخر : رهصني في الأمر أي استعجلني فيه.

ه ص ل

استعمل من وجوهه : صهل.

صهل : قال الليث : الصَّهِيل للخيل ، وقد صَهِلَ الفرس يَصْهَل صَهيلاً ، وقال النضر : الصاهل من الإبل : الذي يَخْبِط ويَعَضُّ ولا يرغُو بواحدة من عزة نفسه ، يقال : جَملٌ صَاهِل ، وذو صَاهِل ، وناقة ذاتُ صاهل ، وبها صاهل ، وأنشد :

وذو صاهل لا يأمَن الخَبْطَ قائدُه*

وجعل ابنُ مُقْبل للذِّبَّانِ صواهلَ في العُشْب يريد بها غُنَّة طيرانِها فقال :

كأن صَوَاهِلَ ذِبانِهِ

قُبَيْلَ الصَّباحِ صَهِيلُ الحُصُنْ

وجعل أبو زيد لأصواتِ المساحي التي يُحْفَرُ بها صواهلَ فقال :

لها صَوَاهلُ في صُمِّ السِّلَامِ كما

صَاحَ القَسِيَّاتُ في أيدي الصَّياريف

والصَّواهل : جمع الصاهلة ، مصدر على فاعلة بمعنى الصَّهِيل وهو الصوت ، وأنشد الفَرَّاء :

فُرادَ ومَثْنَى أَصْعَقَتْها صَوَاهِلُهْ *

ومن المصادر التي جاءت على فاعلة وفواعل قولهم : سَمِعْتُ رَوَاغِيَ الإبل وثَوَاغِيَ الشاء ، يريدون سمعنا رُغاءَها وثُغاءَها ، ويقال : في صوته صَهَلٌ وصَحَلٌ وهو بَحَّةٌ في الصوت.

ه ص ن : مهمل.

ه ص ف : مهمل.

ه ص ب

استعمل من وجوهه : صهب ، هبص.

صهب : قال الليث : الصَّهَب والصُّهْبَة : لون حمرة في شعر الرأس واللحية ، إذا كان في الظاهر حُمْرة ، وفي الباطن سواد ، وكذلك في لون الإبل ، يقال : بعير أَصْهب وصُهَابِيٌ ، وناقةٌ صهباء وصُهَابِيَّة ، وقال طَرَفَةُ :

صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَةُ القَرَى

بعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليدِ

وإذا لم يضيفوا الصُّهَابِيَّة فهي أولاد صُهَاب ، قال ذو الرمة :

صُهَابِيَّةٌ غُلْبُ الرِّقاب كأنما

يُنَاطُ بألْحَيْهَا فرَاعِلَةٌ غُثْر

قيل : نسبت إلى فَحْل في شِقِّ اليمن.

أبو عبيد عن الأصمعي : الأصهب : قريب من الأصبَح.

وقال ابن شميل : الأصهب من الإبل : الذي احمرَّ أعالي وبَرِه وابيضَّ أجوافُهُ ، وليست أجوافه بالشديدة البياضِ وأَقْرابُه ، ودُفُوفُه فيها ، تَوَضَّح ، أي بياض ، قال : والأصهب : أقل بياضاً من الآدَم ، في أعاليه كُدْرة ، وفي أسافله : بياض.

ثعلب عن ابن الأعرابي : قال الأصْهَب من الإبل : الأبيض.

٧٠

وقال الأصمعي : الآدمَ من الإبل : الأبيض ، فإن خالطتْه حمرة فهو أصهب.

وقال ابن الأعرابي : قال حُنَيْفُ الحَناتِم ، وكان آبَلَ الناس : الرَّمكاءُ بُهْيَا ، والحمراءُ صُبْرَى والخَوَّارة غُزْرَى ، والصَّهْباء سُرْعَى ، قال : والصُّهْبَةُ أشهر الألوان وأحسنُها حين يُنْظَر إليها ، ويقال : جمل صَيْهَبْ وناقة صَيْهَبة : إذا كانا شديدين ، شُبِّها بالصَّيْهب ، الحجارة ، وقال هميان :

حتى إذا ظَلماؤها تكشفت

عني وعن صَيْهبةٍ قد شرفت

أي عن ناقة صلبة قد تَحَنَّتْ وقال الليث : يقال للجراد صُهَابِية ، وأنشد :

صُهابِيّةٌ زُرْقٌ بعيدٌ مَسِيرُها*

ويقال للظَّليم : أصْهبُ البَلَدِ ، أي جِلْدُه.

أبو عبيد عن الأصمعي : الصَّيْهَبُ : الحجارة.

قال شمر ، وقال بعضهم : هي الأرض المستوية ، وقال القطامي :

حَدَا في صَحَارَى ذِي خِماس وعَرْعَرٍ

لِقَاحاً يُغَشِّيها رؤوسَ الصَّيَاهبِ

وقال شمر : ويقال : الصَّيْهَبُ : الموضعُ الشديدُ ، قال كثير :

على رَحَبٍ يَعْلُو الصياهبَ مَهْيَعٍ*

شمر عن الأصمعي والفراء : يَوْمٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ : شديدُ الحَرِّ ، وبين البصرة والبحرين عَيْنٌ تُعْرَفُ بعين الأصهب ، وقال ذو الرمة فجمَعه على الأصْهَبيَّات :

دعاهنَّ من ثاجٍ فأزمعنَ وِرْدَ

أو الأصْهَبيَّات العيونُ الشَّوائح

وصُهاب : موضعٌ. وإبلُ صُهَابيَّةٌ : منسوبة إلى صُهاب ، وهو اسم فحل ، والموت الصُّهابيّ : الشديد ، كالموت الأحمر ، قال الجعديّ :

فجئنا إلى الموت الصُّهابيِ بعد ما

تجرَّدَ عُرْيَانٌ من الشَّرِّ أحدبُ

هبص : قال الليث : الهَبَص من النَّشاط أو العَجَلة ، ويقال للكلب قَدْ هَبِص هَبَصاً ، إذا حَرَصَ على الصَّيْد أو الشيء يأكُله فتراه قلقاً لذلك ، وكذلك الإنسان الهَبِصُ.

أبو عبيد عن الفراء قال : الهَبْصُ : النشاط ، وقد هبِص هَبَصاً ، وهو يهبَصُ.

وقال غيره : هو يَعْدُو الهبَصَى ، وأنشد :

كذَنَبِ الذِّئْب يُعَدِّي الهبَصَى *

ه ص م

هصم ، صهم : [مستعملان].

هصم : قال الليث : الهيْصَم من أسماء الأسد ، وهو الهصَمْصَمُ ، لشدته وصولته.

وقال غيره : أُخذ من الهصْم وهو الكَسْر ، يقال : هَصَمه وهَزَمه ، إذا كسره.

صهم : قال الليث : الصِّهْمِيمُ : من نعت الإبل في سُوء الخُلق ، وقال رؤبة :

وخَبْطُ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ*

وقال الأصمعي : الصِّهْمِيمُ من الرجال : الذي يركبُ رأسَه ولا يَثْنِيه شيءٌ عما يريد ويَهْوَى.

رواه أبو عبيد عنه.

٧١

وقال أبو عمر : الصِّهْمِيمُ : الجمل الذي لا يَرْغُو أيضاً ، وقيل : الصِّهْمِيمُ : السيِّدُ الشريفُ من الناس ، ومن الإبل : الكريم.

ثعلب عن ابن الأعرابي ، قال : إذا أعطيتَ الكاهنَ أجرته فهو الحُلْوان والصِّهْمِيمُ ، ورجل صِيَهْمٌ وامرأة صِيَهْمَةٌ ، وهو الضَّخْم والضَّخْمَةُ ، وجَمَلٌ صِيَهْمٌ : ضخمٌ.

وقال ابن أحمر :

وَمَلٌ صِيَهْمٌ ذُو كراديسَ لم يكن

أَلُوفاً ولا صَبَّاً خِلافَ الرَّكائبِ

وقال بعضهم : الصِّيَهْمُ الشديدُ من الإبل ، وكل صَلْبٍ شديدٍ فهو صِيَهْمٌ صِيَمٌّ وكان الصِّهمِيمُ منه ، وقال مزاحم :

حتى اتَّقَيْتَ صِيَهْماً لا تُوَرِّعُه

مثلُ اتقاء القَعُود القَرْمَ بالذَّنَب

لا تُوَرِّعُه : لا تكفُّه.

٧٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أبواب الهاء والسين

ه س ز : مهمل

ه س ط

طمس : قال أبو تُرابٍ : سمعتُ عَرَّاماً يقول : طَمَّسَ في الأرْض ، وطَهَّس : إذا دخل فيها ؛ إمَّا راسِخاً ، وإمّا واغِلاً ، وقالَه شُجَاعٌ أيضاً بالهاء.

ه س د

سهد ، دهس : مستعملان.

سهد : قال الليث : السَّهَدُ ، السُّهَاد : نقيض الرُّقاد ، وقال الأعشى :

أَرِقْتُ وما هذا السُّهاد المؤرِّقُ*

ويقال : ما رأيت من فلان سَهْدةً : أي أمراً أعْتَمِدُ عليه من بركة أو خيْرٍ ، أو كلامٍ مُطْمِع. وسَهْدَدُ : اسم جبل ، لا ينصرف.

وقال غيره : فلان ذو سَهْدةٍ : أي ذو يَقَظَةٍ ، وهو أَسْهَدُ رأياً منك ، وفلان يُسَهَّدُ : أي لا يُتْرَكُ أن ينام ، ومنه قول النَّابغة :

يُسَهَّدُ من نَوْم العِشاءِ سليمها

لِحَلْي النِّساء في يَدَيْهِ قَعَاقِعُ

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : يقال : للمرأة إذا وَلَدَتْ وَلَدَهَا بزَحْرةٍ واحدةٍ : قد أَمْصَعَتْ بهِ ، وأُحْفِدتْ به ، وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ بهِ ، وحَطَأَتْ بهِ.

شمر : يقال : غُلامٌ سَهْوَدٌ : إذا كان غَضَّا حَدَثاً ، وأنشد :

وَلَيْتَهُ كانَ غُلاماً سَهْوَدَا

إذا عَسَتْ أغْصَانُهُ تجدَّدَا

أبو عبيد في باب الإتْباع : هو سَهْدٌ مَهْدٌ أي حَسَن.

دهس : قال الليث : الدُّهْسَةُ : لَوْن كلَوْنِ الرِّمال وألوانِ المعزى. قال العجاج :

مُوَاصلاً قَفَّاً بِلَوْنٍ أدْهَسَا*

أبو زيد : من المِعْزَى الصَّدْآء ، وهي السَّوْدَاءُ المُشْرَبةُ حُمْرةً ، والدَّهْسَاءُ أَقَلُّ منها حُمْرةً.

وقال الليث : الدَّهاسُ : ما كان من الرّمْل وكذلك لا يُنْبِتُ شجراً ، وتَغيِبُ فيه القوائم ، وأنشد :

وفي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُوائِمُ*

غيره : رجُلٌ دَهَاسُ الخُلُق : أي سَهْلُ الخُلُق دَمِثُه ، وما في خلقه دهاسة.

الأصمعيّ : الدَّهاسُ كل لَيِّنِ لا يَبْلُغُ أن يكون رَمْلاً ، وليس بتراب ، ولا طين ، والوعْثُ : كلُّ ليِّن سَهْلٍ ، وليس بكثير الرَّمْل

٧٣

جدّاً.

ورُوِي عن المؤرِّج أنه قال : يقال للأسد :

هَسَد ، وأنشد :

فَلَا تعْيَا مُعاوِيَ عَنْ جوابي

وَدَعْ عنك التعزّز للهِسَاد

أي لا تتعزَّر لِلأُسْدِ فإنَّها لا تذلّ لك.

ويقال للشجاع : هَسَدٌ مِنْ هذا. قلت : ولم أسْمَع هذا لِغَيْرهِ.

ه س ت

استعمل من وجوهه : سَتَه.

سته : قال الليث : السَّتَةُ : مصدر الأَسْتَهِ ، وهو الضّخْمُ الاسْتِ.

ويقال للواسعة من الدُّبُر : سَتْهاء ، وَسُتْهُمٌ ، وتصغيرُ الآست سُتَيْهَةٌ ، والجميع الأسْتَاه قلت : يقال : رَجُل سُتْهُمٌ : إذا كان ضخمَ الاسْتِ ؛ وسُتَاهِيٌ مثله ، والميم زائدة.

وقال النحويون : أصل الاست : سَتْهٌ ، فاستثقلوا الهاء لسكون التاء ، فلما حذفوا الهاء سُكِّنت السِّين ، فاحتيج إلى ألف الوصْلِ ، كما فُعِل بالاسم ، والابن ، فقيل : الاسْت.

ومن العرب من يقول : السَّهْ ـ بالهاء ـ عند الوقف : يجعل التاء هي الساقطة ، ومنهم من يجعلها هاء عند الوقف ، وتاء عند الإدراج ، فإذا جمعوا ، وَصَغَّروا رَدُّوا الكلمة إلى أصلها ، فقالوا في الجمع : أستاه ، وفي التصغير : سُتَيْهَة ، وفي الفعل : سَتِهَ يَسْتَهُ فهو أَسْتَهُ.

قلت : وللعرب في الاسْتِ أَمْثالٌ أنا أَذكرها : فمنها ما رَوَى أبو عبيد عن أبي زيد : تقول العَرَب : ما لَكَ اسْتٌ مع اسْتِك : إذا لم يكن له عددٌ ، ولا ثَرْوَةٌ ، ولا عُدَّة ، يقول : فاسْتُهُ لا تُفارقُه ، وليس معها أخرى من رِجالٍ ومال.

وقال أبو زيد : وقالت العَرَب : إذا حَدَّث رجل حديثاً فَخَلَّط فيه : أحاديثَ الضَّبُع اسْتَها ، وذلك أنها تمرّغُ في التُّراب ثمَّ تُقْعِي فتتغَنَّى بما لا يَفْهَمُهُ أَحدٌ ، فذلك أحاديثُها اسْتَهَا.

والعرب تضع الاستَ موضِعَ الأصْل فتقول : ما لك في هذا الأمر اسْتٌ ولا فَمٌ : أي ما لك فيه أصْلٌ ولا فَرْع ، وقال جرير :

فما لَكُمْ اسْتٌ في العُلا لَا ولَا فَمُ*

أبو عبيد ، عن أبي عُبَيدة : يقال : كان ذلك على اسْتِ الدهر ، وعلى أُسِّ الدَّهر : أي على قِدَم الدَّهر ، وأنشدني أبو بكر :

ما زال مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ

في بَدَنٍ يَنْمِي وعقلٍ يَحْرِى

ومن أمثالِ العرب في عِلْم الرّجل بما يليه دون غيره قولهم : «استُ البائِنِ أَعْلَم» ، والبائِنُ : الحالِب الذي لا يَلي العُلْبة ، والذي يلِي العُلْبة يقال له المُعلِّي ، ويقال للرجل الذي يُستَرَكُّ ويُسْتَضعَفُ : استُ أمِّك أَضْيَقُ ، واسْتُكَ أَضْيَقُ من أن تَفعَل كذا وكذا ، ويقال للقومِ إذا اسْتُذِلُّوا واسْتُخِفّ بهم واحتقروا : باسْتِ بني فُلَان ، ومنه قول الشاعر :

فباسْتِ بني عَبْسٍ وَأَسْتَاهِ طيِّىء

وباسْتِ بني دُودَان حاشا بني نَصْرِ

٧٤

ومن أمثالهم في الرجل الذي يُسْتَرْذَل : هو الاسْتُ السفْلَي ، أو هو السَّهُ السُّفْلَى.

ومنه قول الشاعر :

شَأَتكَ قُعَيْنٌ : غَثُّها وَسَمِينُها

وأَنتَ السَّهُ السُّفْلَى إذا دُعِيَتْ نَصْرُ

ويقال لأراذل الناس : هؤلاء الأَسْتَاه ولأفاضلهم : هؤلاء الأعيان ، وهؤلاء الوجوه ، ويقال : سَتهْتُ فُلَاناً أسْتَهُهُ ، إذا ضَرَبْتَ استَه.

وقال شمر فيما قرأتُ بخطِّه : العرب تُسَمّي بني الأمَة : بني اسْتها ، قال : وَأَقْرَأنِي ابن الأعرابي للأعشى :

أَسَفَهاً أَوْعَدْتَ يابْنَ اسْتها

لَسْتَ على الأعداءِ بالقادِرِ

ويقال للّذي ولَدَته أَمَةٌ : يابنَ اسْتَها ، يعنون اسْتَ أَمَةٍ ولَدَته) أنه وُلِدَ من اسْتها ، ومن أمثالهم في هذا المعنى قولهم : يا بن اسْتها ، إذا حَمَضَتْ حِمَارَها.

قال المؤرِّج : دخل رجل على سليمان بن عبد المَلِك وعلى رأسه وصِيفةٌ رَوْقَةٌ فأَحَدَّ النظرَ إليها ، فقال له سليمان : أَتعْجِبُك؟ فقال : بارك الله لأمير المؤمنين فيها ، فقال : أَخْبِرْني بِسَبْعَةِ أمثالٍ قيلت في الاسْت وهي لك ، فقال الرجل : اسْتُ البائِن أَعْلمُ ، فقال : واحد ، قال صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَه ، قال : اثْنان ، قال : اسْتٌ لم تُعَوَّد المِجْمَر ، قال : ثلاثة ، قال : اسْتُ المسئول أَضْيَقَ ، قال : أربعة ، قال : الحرّ يعطي والعبد يألم اسْتَه ، قال : خمسة ، قال : استِي أَخبثي ، قال : ستَّة ، قال : لا ماءَكِ أَبقيت ، ولَا هَنَك أَنْقَيْتِ.

قال سليمان : ليس هذا في هذا ، قال : بلى ، أخذت الجارَ بالجار كما يأخُذُ أمير المؤمنين ، وهو أوَّلُ من أخَذَ الجار بالجار قال. خُذْها لا بارك الله لك فيها ، قوله : صَرَّ عليه الغزوُ اسْتَه ، لأنه لا يَقْدِرُ أن يُجَامِع إذا غَزَا.

وفي حديث المُلَاعَنَةِ : إنْ جاءت به مُستَهاً جَعْداً فَهُوَ لفلان ، وإن جاءت به حَمْشاً فهو لزوجِها ؛ أراد بالمُسْتَهِ : الضَّخْمَ الأَلْيَتَيْنِ ، كأنَّهُ يقال : أُسْتِهَ يُسْتَهُ فهو مُسْتَهٌ ، كما يقال : أُسْمِنَ فَهُوَ مُسْمَن : ورأيتُ رجلاً ضَخْمَ الأَرْدَاف كان يقال له : أبو الأستاه.

(ه س ظ) (ه س ذ) ـ (ه س ث): أهملت وجوهها.

ه س ر

هرس ، هسر ، سهر ، رهس : مستعملة.

سهر : قال الليث : السَّهَر : امتناع النَّوْم باللَّيل : تقول : أسْهَرَنِي همٌ فَسَهِرْتُ له سَهَراً. قال : والسَّاهُور مِنْ أسْمَاء القَمَر ؛ وقال غيره : السَّاهُور للقمر كالغِلاف للشيء ، وَمنه قول أمَيّة :

قَمَرٌ وَسَاهُورٌ يُسَلُّ ويُغمَّدُ*

قاله القُتَيْبِيُّ : قال ابن دُرَيد : السَّاهُور : القمر بالسُّرْيانيّة ، وَوَافَقه أبو الهَيْثم ، وهو الصَّوَاب قال الشاعر :

كأنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بأَقْرِيَةٍ

أو شُقّةٌ خَرَجَتْ من جَنْبِ سَاهورِ

البهْثَة : البقرة ، والشُّقَة : شُقَّةُ القَمَر ، والسّاهور : القمر ، كذا كتبه أبو الهيْثم ؛

٧٥

ويُرْوَى : مِنْ جَنْب نَاهُور ، والناهور : السحاب.

وقال القُتَيبِيُّ : يقال للقمر إذا كَسَف : دخل في ساهُورِه ، وهو الغاسق إذا وقب وقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعائشة ، وأشار إلى القمر ، فقال : «تعوَّذي بالله من هذا ، فإنه الغاسق (إِذا وَقَبَ)» : يريد يسودّ إذا كسف ، وكلّ شيءٍ اسودّ فقد غسق.

وأما قول الله جلّ وعزّ : (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) [النَّازعَات : ١٤] فإن الفراء قال : السَّاهِرَة : وَجْهُ الأرْض ، كأنها سمّيت بهذا الاسم لأنّ فيها الحيوان ، نومَهُم وسَهَرَهُم.

قال : وَحَدَّثني حَبّان ، عن الكَلْبِيِّ عن أَبي صالح ، عن ابن عباس قال : السَّاهِرَةُ : الأرض ، وأنشد الفرّاء.

وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ

ومَا فاهوا به لهُمُ مُقِيمُ

وقال الليث : الساهرة : وجه الأرض العرِيضةِ البسيطة منه قول الشاعر :

يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأَنَّ جَحِيمَها

وعَمِيمها أَسْدَافُ لَيْلٍ مُظْلمِ

وقال ابن السكيت في كتاب «الألفاظ» : قيل ليالي الساهور : التِّسعُ البَواقي مِنْ آخر الشَّهْر.

وقال غيره : ساهُور العَيْن : أصْلُها ، وَمَنْبعُ مائها يعني عَيْنَ الماء. وقال أبو النّجم :

لاقتْ تميمُ الموتَ في ساهُورِها

بَينَ الصَّفَا والعِيص مِن سَدِيرها

ويقال لِعَيْنِ الماء : ساهِرةٌ إذا كانت جارية ، وكان يقال : خَيْرُ المال عَيْنٌ ساهرة لِعَيْنٍ نائمة ، ويقال للناقة : إنها لساهِرة العِرْق ، وهو طول حَفْلها وكثرة لَبَنِها.

وقال الليث : الأسْهَران : هما عِرقان في الأنفِ منْ باطنٍ إذا اغْتَلَم الحمارُ سالا دماً أو ماء.

وقال أبو عمرو الشَّيْبَانِيُّ في قول الشَّمَّاخ :

تُوَائِلُ مِنْ مِصَكِّ أَنْصَبَتْه

حَوَالِبُ أَسْهَريْهِ بالذَّنِين

قال : أسْهَراه : ذَكَره وأنفه.

رواه شَمِرٌ عنه ، وقال : وصَف حماراً وأتانَه ، والسُّهَارُ والسُّهادُ واحد ، بالراء والدال.

هسر : أهمله الليث.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الهُسَيْرَةُ تصغير الهُسْرة ، وهم قرابات الرجل من طرفَيْه : أعمامُه وأخوالُه.

رهس : أهمله الليث.

ورَوَى أبو تُراب : قال ابن الأعرابي : ترَكْتُ القوْمَ قد ارتَهسُوا ، وارتَهشُوا ، وارْتهَسَتْ رِجْلا الدابَّة ، وارْتَهَشَتا إذا اصْطَكَّتا وضرَب بعْضُها بَعْضاً.

قال : وقال شُجاعٌ : ارتكسَ القوْمُ ، وارتهَسُوا إذا ازدحموا.

وقال العجَّاج :

وَعُنُقاً عَرْداً ورأساً أَمْرَسا

مُضبَّرَ اللّحْيَين يَسْراً مِنْهَسا

عَضْباً إذا دماغُه ترَهَّسا

وَحَكَّ أنْيَاباً وخُضْراً فُؤُسا

ترهَّس : أيْ تمخَّض ، وتحرّك. فُؤُس :

٧٦

قُطُع ، من الفأس. فُعُلٌ منه. حَكَّ أنْياباً : أيْ صَرَّفها. وخُضراً : يعْنِي أضراساً قَدُمت فاخضرَّت.

هرس : قال الليث : الهَرْسُ : دَقُّ الشيء بالشيء العريض ، كما تُهْرَسُ الهريسةُ بالمِهْرَاس ، والفَحْلُ يهرِس القِرْنَ بكَلْكله ، والهَرِس من الأُسُود : الشَّدِيد المِرَاس ، وأنشد : في صفة الأسد :

شديد الساعِدَين أخاوِثابٍ

شديداً أَسْرُه هَرِساً هموسَا

قال : والمهارِيس من الإبل : الجِسامُ الثِّقال.

قال : ومِنْ شدة وطْئها سُمِّيَتْ : مَهارِيسَ.

وقال أبو عبيد : المهَاريسُ من الإبل : التي تَقْضِمُ العِيدانَ إذا قلَّ الكلأ ، وأجدبت البلاد ، فتتبلّغ بها كأنها تهْرِسها بأفواهِها هَرْساً : أيْ تَدُقُّها ، وقال الحطيئة يصف إبلاً :

مهارِيسُ يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أهلها

إذا النَّارُ أبْدَتْ أَوْجُهَ الخفِراتِ

وقال الليث : المهراسُ : حَجَرٌ منقورٌ مستَطيلٌ يُتَوضأُ منه.

وفي الحديث أن أبا هريرة رَوى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إذا أراد أحدُكم الوُضوءَ فليُفْرِغ على يديه من إنائه ثلاثاً ؛ فقال له قيْنٌ الأشَجَعيّ : فإذا أتَيْنا مِهراسكم كيف نصْنع»؟ أراد بالمهراس : هذا الحجَر الضّخْم المنْقُورَ الذي لا يُقِلُّه الرِّجال ولا يُحرِّكهُ الجماعة لِثِقَله يُمْلأ ماءً ويتطهَّرُ الناسُ منه.

وجاء في حديثٍ آخر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مَرَّ بمهْراسٍ وجماعةٌ من الرجال يُجْذُونه ، وهو حَجر منقورٌ أيضاً ، سمِّي مِهْراساً لأنه يُهرَسُ به الحَبُّ وغيرُه ، وقول شِبْل :

وقَتيلاً بجانبِ المهْراسِ *

فإِنه عَنى به حمزَةَ بن عبد المطلب.

قال المبرِّد : المهراس ماءٌ بأُحُد ، ورُوي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عَطِشَ يومَ أُحُد ، فجاءه عليٌّ في دَرَقةٍ بماءٍ من المهرَاس ، فعافه وغسل به الدَّمَ عنْ وَجْهه.

ثعلب عن ابن الأعرابي ، قال : هَرِس الرَّجلُ إذا كثر أكْلُه ، وقال العجاج يصف فَحْلاً :

وكَلْكَلاً ذا حامياتٍ أَهرَسا*

ويُروى : مهرَسا أراد بالأهرس : الشديد الثَّقيل ، يقال : هو هرِسٌ أَهرَسُ للذي يَدُقُّ كلَّ شيء.

والهَرَاسُ : شَوْكٌ كأَنه حَسك ، الواحِدة هَرَاسَهَ ، ومنه قول النابغة :

فَبِتَّ كأنَّ العائدات فَرَشْنَنى

هرَاسا به يُعلى فِرَاشي ويُقْشَبُ

وسُمِّيت الهَرِيسة هَرِيسة لأنّ البُرَّ الذي تُسَوّى الهرِيسة منه يُدَقُّ دَقّاً ، ثم يطبَخ ويُسَمّى صانعُه هَرَّاساً.

ه س ل

هلس ، لهس ، سهل ، سله : مستعملة.

هلس : قال الليث : الهُلاسُ : شِدّة السُّلَال من الهزال ، وامرأةٌ مهْلوسةٌ : ذاتُ رَكَبٍ مهلوس كأنما جُفِل لحمه جَفْلاً.

أبو عبيد : الهَلْسُ : مِثلُ السُّلال ، رجل مَهلوس.

٧٧

وقال الكُميت :

يعَالِجْنَ أَدْوَاءَ السُّلالِ الهَوَالِسَا*

وقال غيره : الهُلَاسُ في البَدَن (وهو) السُّلَال ، و (أمّا) : السُّلاسُ في العقل.

أبو عبيد ، عن الأمويِّ : أَهْلَسَ في الضّحِك ، وهو الخفيُّ منه وأنشدنا :

يَضْحَكُ مِنِّي ضَحِكاً إهْلَاسا*

وأمَّا قول المرَّار الفَقْعَسِيِّ :

طرَق الخيالُ فهاج لي من مَضجعِي

رَجْعَ التَّحِيَّةِ في الظّلَام المهلِسِ

أراد بالمُهْلِس : الضعيف من الظلام.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : الهُلْسُ : النُّقَّهُ من الرجال. والهُلْسُ : الضَّعْفَى وإن لم يكونوا نُقَّهاً.

سهل : قال الليث : السَّهْلُ : كلُّ شيء إلى اللِّين وذَهابِ الخُشونة ، تقول : سَهُلَ سُهُولةً.

قال : والسَّهْلَةُ : تُرَابٌ كالرَّمْل يجيءُ به الماء وأَرْضٌ سَهِلة ، فإذا قلتَ سَهْلَة : فهي نقيض حَزْنَة.

قلت : لم أسمع سَهِلة ـ بكسر الهاء ـ لغير الليث.

قال : وأسهل القوم : إذا نزلوا السَّهْلَ بعد نزولهم بالحَزْن ، وأَسْهَلوا : إذا استعملوا السُّهولة مع النّاس ، وأحزَنوا : إذا استعمَلوا الحُزونة ، وقال لبيد :

فإنْ يُسْهِلوا فالسَّهْل حَظِّي وطُرْقَتي

وإن يُحْزِنُوا أَرْكَبْ بهم كلَّ مركَبِ

وأسْهلَ الدَّواءُ بطنَه ، وقد شَرِب دواءً مُسْهلا. وسُهَيْلٌ : كوكب (يُرَى في ناحية اليمن ، ولا يُرَى بخُرَاسان ، ويُرَى بالعراق.

وقال الليث : وبَلغَنا أنَّ سُهَيْلاً كان عَشّاراً على طريق اليمن ظلوماً ، فَمَسَخَهُ الله كوْكَباً.

وقال ابن كُناسَة : سُهَيْلٌ يُرَى بالحجاز ، وفي جميع أرضِ العرب ، ولا يُرَى بأرضِ أَرْمِينيَة.

قال : وبين رؤية أهل الحجاز سُهَيْلاً ورُؤْيةِ أهل العراق إيَّاه عشرون يوماً ؛ وأنشد غيره :

إذا سُهَيلٌ مطْلَعَ الشمسِ طَلَعْ

فابْنُ اللَّبُونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ

وذلك أنّه يَطلعُ عند نِتاج الإبل ، فإذا حالَت السَّنةُ تحوَّلتْ أسنانُ الإبل.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : يقال لرمل البحر : السِّهْلَة ، هكذا قاله بكسر السين.

ورَوَى أبو عبيد عن اليزيديّ عن أبي عمرو بن العَلاء قال : يُنْسَبُ إلى الأرض السَّهْلة : سُهْليّ بضم السين.

لهس : قال الليث : المُلَاهِسُ : المُزَاحم على الطعام من الحِرْصِ ، وأنشد غيره :

مُلَاهِسُ القومِ على الطعامِ

وجائِزٌ في قَرْقَفِ المُدَامِ

ويقال : فلانٌ يُلاهِس بني فلان : إذا كان يَغْشَى طعامَهم.

٧٨

سله : قال شمِر : الأسْلَهُ : الذي يقول : أَفْعَلُ في الحَرب ، وأَفْعل ، فإذا قاتَلَ لمْ يُغْنِ شيئاً ، وأنشد :

ومِن كلِ أَسْلَهَ ذي لُوثَةٍ

إذا تُسْعَرُ الحَرْبُ لا يُقْدِمُ

ه س ن

سنه ، نهس ، سهن : مستعملة.

سهن : أهمله الليث.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الأسْهانُ : الرِّمالُ اللّيِّنة ، قلت : كأنُ النون في الأسهان مُبْدَلَة من الأَسْهَال جمعُ السَّهْل.

سنه : قال الليث : السَّنَةُ نُقْصَانُها حذفُ الهاء ، وتصغير سُنَيْهَة ، والمعاملة من وقتها مُسَانَهة ، وثلاثُ سنواتٍ ، وقال الله جلّ وعزّ : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) [البَقَرَة : ٢٥٩] أي لم تُغَيِّره السِّنُون ، ومَن جعل حذفَ السَّنَةِ واواً قرأَ : (لم يَتَسَنَّ) وقال : سانَيْتُه مُسَانَاةً ، وإثباتُ الهاءِ أَصْوَبُ.

وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ (لَمْ يَتَسَنَّهْ) : يقال في التَّفْسير : لَمْ يَتغير ، وتكونُ الهاءُ مِن أصلِه ، وتَكونُ زائدةً صِلةً بِمنزِلةِ قوله جلّ وعزْ : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعَام : ٩٠] ، فمن جَعل الهاءَ زائدةً جعل فَعْلتُ منه : تَسَنَّيْتُ ، أَلا ترَى أنّكَ تجمعُ السَّنةَ سنَوات ، فتكون تفعّلت على صحة.

ومَنْ قال في تصغير السَّنَة : سُنَيْنَة وإن كان ذلك قليلاً ، جاز أَنْ يقول : تَسَنَّيْتُ : تَفَعَّلْتُ ؛ أُبْدِلَتْ النُّونُ ياءً لمَّا كثُرَت النُّونات ، كما قالوا : تظنَّيْتُ ، وأصلُه الظّنّ ، وقد قالوا : هو مأخوذٌ مِن قوله جلّ وعزّ : (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) [الحجر : ٢٦] ، يريدون : متغِّير ، فإِن يكن كذلك فهو أيضاً ممَّا أُبدلَتْ نونُه ياءً ، ونَرَى ـ والله أعلم ـ أنَّ معناه مأخوذ من السَّنة : أي لمْ تُغيِّره السِّنون.

وأخبرني المنذريّ ، عن أبي العباس أحمدَ بن يحيى في قوله (لَمْ يَتَسَنَّهْ) [البَقَرَة : ٢٥٩] قرأها أبو جعفر ، وشَيْبَةُ ، ونافِعٌ ، وعاصمٌ بإِثباتِ الهاءِ إِن وَصلوا ، أو قطعوا ، وكذلك قولُه : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعَام : ٩٠] ، ووافقهم أبو عَمرو في (لَمْ يَتَسَنَّهْ) ، وخالفَهم في (اقْتَدِهْ). فكان يحذف الهاءَ منه في الوَصل ، ويُثْبِتُها في الوَقف ، وكان الكسائيّ يحذف الهاءَ منهما في الوصل ، ويثبتهما في الوقف.

قُلْتُ : وأجود ما قيل في تصغير السَّنة : سُنَيْهة ، على أَنّ الأصْل سَنْهَةٌ ، كما قالوا : الشَّفَةُ ، أصلُها شَفْهَةٌ ، فحذفت الهاء منهما في الوصل.

ومما يقوي ذلك ما رَوَى أبو عُبيد عن الأصمعيّ أنّه قال : إذا حملت النَّخلة سنة ولم تحمَل سنة قيل : قد عاوَمَتْ ، وسانَهَتْ.

وقال غيره : يقال للنخلة التي تفعل ذلك : سَنْهاءُ ، وأنشد الفراء :

فليسَتْ بِسَنْهاءَ ولا رُجَبِيَّةٍ

ولكنْ عَرايا في السِّنينِ الجَوائح

شدَّد أبو عبيد الجيم من رُجَبِيَّة قلت : ونَقصُوا الهاء من السَّنة والشَّفَة أنَّ الهاءَ مُضَاهِية حروفَ اللَّيِّن التي تُنْقَص في

٧٩

الأسماء الناقصة : مِثل زِنَةٍ ، وثُبَةٍ ، وعِزَةٍ ؛ وعِضَةٍ وما شاكلَها ، والوجه في القراءة (لَمْ يَتَسَنَّهْ) [البَقَرَة : ٢٥٩] بإِثبات الهاء في الإدراج والوقف ، وهو اختيار أبي عمرو ، والله أعلم.

أبو عبيد ، عن الأصمعي : أرْضُ بَني فلان سَنَةٌ : إذا كانت مُجْدِبةً.

قلت : وبُعِثَ رائدٌ إلى بَلَدٍ ، فوجده مُمْحِلاً ، فلما رجع سُئل عنه ، فقال : السَّنَة : أراد الجدوبة.

وقال أبو عُبيد في موضع آخر : ليست بِسَنْهاء : تقول : لم تُصِبْهُ السّنةَ المُجْدِبة.

وقال أبو زيد : يقال : طعامٌ سَنِهٌ وسَنٍ : إذا أَتَت عليه السِّنون.

قال : وبعض العرب يقول : هذه سنينٌ كما تَرَى ، ورأيتُ سِنِيناً ، فيُعْرِبُ النُّونَ ، وبعضهم يجعلُها نونَ الجمْع ، فيقول : هذه سِنُونَ ورأيتُ سِنِينَ وهذا هو الأصل ، لأنّ النّون نونُ الجمع ، والسنةُ : سَنةُ القحط.

ويقال : أَسْنَت القومُ : إذا دخلوا في المجاعة ، وتفسيره في كتاب السِّين.

نهس : قال الليث : النّهْسُ : القَبْض على اللّحم ونَتْرُه.

وقال رؤبة :

مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ يَسْراً مِنْهَسا*

قال : والنُّهَسُ : طائر. وفي الحديث أنّ رجلاً صاد نُهَساً بالأسْوَافِ ، فأَخَذَه زيدُ بنُ ثابت منه ، فأرسله.

قال أبو عبيد : النُّهَسُ : طائر ، والأسواف : موضع بالمدينة ، وإنما فعل زيد ذلك لأنه كَرِه صَيْدَ المدينة لأنها حَرَمُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قلت : وقد مَرَّ في باب النَّهْسِ ما جاء من اختلاف أقاويل اللغويين في الفَرْق بَيْنَ النَّهْشِ ، والنَّهْسِ ، فكرهتُ إعادته ، ويقال : نهَسْتُ العَرْق ، وانْتَهَسْتُه : إذا تَعرَقته بمقاديم فِيك.

ه س ف

استعمل من وجوهه : سفه ، سهف.

سهف : قال الليث : السَّهْفُ : تَشحُّطُ القتيلِ يَسْهَفُ في [نَزْعِهِ واضطرابه]. قال الهذليّ :

ماذا هُنَالِكَ مِنْ أَسوانَ مُكتئبٍ

وساهفٍ ثَمل في صَعْدَةٍ فَصِمِ

قال : والسَّهْفُ : حَرْشَفُ السَّمَك خاصّة.

وأخبرني الإياديّ ، عن شمر أنه سمع ابنَ الأعرابيّ يقول : طعامٌ مَسْهفَةٌ ، ومَسْفَهة : إذا كان يَسْقي الماءَ كثيراً ، ورجل ساهِفٌ ، وسافِهٌ : شديد العَطَش.

قلت : وأُرَى قول الهُذَليّ في بيته : «وساهِفٍ ثَمِلٍ» من هذا الذي قاله ابنُ الأعرابيّ.

وقال الأصمعيّ : رجل ساهفٌ : إذا نُزِفَ فأُغْمِيَ عليه ، ويقال : هو الذي غلب عليه حِرَّة العَطَش عند النّزع والسياق.

وقال ابن شميل : يقال : هو ساهِفُ الوَجه ، وساهِمُ الوجْه : إذا تَغيَّر وجهُه.

قال : والسَّاهِفُ : العطشان ، وأنشد قول أبي خِراش الهُذَليّ :

٨٠