قال : ومنه قولُهم : دُهْدُرَّين ودُهْدُرَّيْه للرجل الكذوب.
وقال أبو زيد : العرب تقول : دُهْدُرّان لا يُغنِيان عنك شيئاً.
دلهث : وقال الليث : الدِّلهاث : هو السريع المتقدِّم. قلت : كأن أصلَه من الاندلاث ، وهو التقدُّم فزيدت الهاء. وقيل : الدِّلْهاث : الجريء المِقدام ويقال للأسد : دِلْهاث.
دهبل : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : دَهْبَلَ ، إذا كَبَّر اللُّقَمَ ليُسَابِق في الأكل.
دهدم : ويقال : دَهْدَمْتُ البناءَ ، إذا كسَرتَه.
وقال العجاج :
والنُّؤَى بعدَ عهدِه المُدَهْدَمِ *
وتدَهْدَمَ الحائطُ وتَجَرْجَمَ ، إذا سَقط
دهدأ : أبو عبيد ، عن أبي زيد : ما أدري أيُ الدَّهْدأ هو؟ ، مهموزٌ كقولك : ما أدري أيُّ الطَّمْشِ هو.
بهدر : شمر ، عن أبي عدنان قال : البُهْدُرِيّ والبُحْدُرِي : المُقَرْقَم الذي لا يَشبُّ.
أبو عبيد : الفُرْهُد : الحادِرُ الغليظ من الغِلْمان.
باب الهاء والتاء
[هت]
هتمل : أبو عبيد : الهَتْمَلَة : الكلام الخَفِيُّ ، وأنشد قولَ الكُمَيت :
ولا أشهد الهُجْرَ والقائليه |
إذا هُمْ بَهينمةٍ هَتْملُوا |
وقال أبو زيد : المتْمَهِّلُ : المعتدِل وقد اتْمَهَلّ سَنام البعير واتمألّ ، إذا انتصب واستقام ، فهو مُتْمَهِلّ ومُتَمَئِّل.
ورَوى الرّياشيُّ عن الأصمعيّ أنه قال : عن يَسارِ ضَرِّية ـ وهي قريةٌ ـ رَكايا يقال لها : هَرامِيت وحولها جِفار ، وأنشد :
بقايا جِفارٍ من هراميتَ نُزَّحِ*
وقال النضر في هراميتَ : هي ركايا خاصة.
بهتر : أبو عبيد ، عن الأصمعيّ قال : البُهْتُر والبُحْتُر : القصير ، وامرأة بُهْتُرة. قلتُ : وجمعُها البهاتر والبَحاتِر ، وأنشد ابن السكيت :
عَنَيْتُ قَصِيراتِ الْحِجالِ ولم أُرِدْ |
قِصَارَ الخُطَى شَرُّ النِّساءِ البهاتِرُ |
أهملت الهاء مع الظاء.
باب الهَاء والذال
[هذ]
لهذم : الليث : اللهْذَم : كلُّ شيء حادٍّ من سِنانٍ وسَيف قاطع. ولَهذَمَتُه : فِعْلُه.
هذرم : والهَذْرَمة : كثرةُ الكلام. ورجلٌ هُذارِم وهُذارِمَةٌ ، وقد هَذْرَمَ في كلامه ، والهَذْرَمة : قِراءةٌ في سرعة ، وأنشد أبو عبيد :
وكان في المجلس جَمَ الهذْرَمَهْ *
أراد أنه كان كثيرَ الكلام.
والتَّلَهْذُمُ : الأكل ، قال سُبَيع :
لولا الإلهُ ولولا حَزْمُ طالبها |
تَلَهذَمُوها كما نالوا من العِيرِ |
هذلم : والهَذْلمَةُ : مشيٌ في سرعة ، وأنشد فيه :
قد هذْلَم السارقُ بعد العَتَمَهْ |
نحو بيوتِ الحيِّ أيّ هذْلَمهْ |
هربذ : أبو عبيد : الهِرْبِذَى : مِشية تُشبِه مِشية الهَرابذَة وهمْ حكام المَجُوس.
باب الهَاء والثاء
[هث]
هرثم : هَرْثَمةُ : من أسماء الأسد. والهَرثمةُ : العرْثمةُ ، وهي الدائرة ، التي وَسَط الشَّفة العليا. وهَرْثَمةُ : من أسماء الرجال.
هنبث : وقال ابن الأعرابيّ في قول رؤبة :
وكنتُ لمّا تُلْهِني الهَنابِثُ *
يقال : وقعتْ بين النَاس هَنابِثُ ، وهي أمورٌ وهَناتِ ، قلتُ : واحدتُها هَنْبَثَة ، وأنشد غيرُه قول الشاعر :
قد كان بَعْدَكَ أنباءٌ وهَنْبَثَةٌ |
لو كنتَ شاهدَ هالم تَكثُر الخُطَبُ |
[باب الهاء والراء ه ر]
هرمل : ثعلب عن ابن الأعرابي : هَرْمَلَ شَعْرَه ، إذا زَلَقَهُ.
وقال أبو عبيد : شَعرُه هَرَامِيل إذا سقَط ، وأنشد غيره :
قد هَرْمَلَ الصيفُ من أَعْناقِها الوَبرَا
وقال الليث : الهُرْمُولةُ : الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ مِن ذَناذِن القَمِيص ، وأنشد :
كأَنَّ رِيشَ ذُناباها هَرَامِيلُ *
برهم : وقال الأصمعيّ : بَرْهم وبَرْشمَ ، إذا أدامَ النظر ، وأنشد :
ونظراً هَوْنَ الهُوَينى بَرْهَما*
وقال الليث : بَرْهَمةُ الشجر : بُرْعُمَتُه ، وهو مجتمع نوْرِه.
والبهْرَمانُ : ضَربٌ من العُصفُر.
بهرامج : وقال أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الرَّنْفُ : بَهرامَج البرّ ، قال : ولا أدري ما بَهْرَامَجُ البرّ؟
هنبر : وقال الليث : الهِنبِرَة : الأتان.
أبو عبيد ، عن أَبي عمرو : الهِنْبِر : الجحش. ومنه قيل للأَتان : أُمُ الهِنْبِر : وقال الليث : أُمُ الهِنْبِر وأبو الهِنبِر : هما : الضَّبُعُ ، والضِّبْعَانُ.
وقال الأصمعيّ : الهِنْبِر الضَّبُع ، وأنشد :
مُلْفَيْنَ لا يَرمُون أمَ الهِنْبِرِ*
وقال غيره : أمّ الهِنْبِر : هي الحِمارة الأهليَّة.
وفي حديث كعب أَنَّه ذكَر الجنّة فقال : فيها هَنابِيرُ مِسكٍ يَبعثُ الله عليها ريحاً تُسمَّى المُثِيرَة ، فتُثِير ذلك المِسكَ على وجوههم.
قيل : الهنابيرُ والنَّهابيرُ : رمالٌ مُشرِفةٌ واحدتُها هُنْبورَة ونُهبورة.
نهبر : وقال : النهابير : الرِّمال ، واحدُها نُهبور ، وقوماً أَشرف منه.
تيهر : قال : والتَّيْهُورُ : ما اطمأنّ منه.
وروي عن ابن مسعود أنه قال : من جَمعَ مالاً من مَهَاوِشَ أَذْهَبه الله في نهابر.
قال أبو عبيد : النهابر : المهالك ههنا.
وروي عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان : إنّك قد ركبتَ بهذه الأمّة نهابِيرَ من الأمور ، فتُبْ منها ، يعني بالنهابير
أموراً شِداداً صعبةً ، شَبهها بنَهابير الرَّمل ، لأن المشي يَصعُب على مَن رَكِبَها.
وقال نافع بن لَقِيط ، أَنشده ابن الأعرابي له :
ولأحْمِلنْكَ على نَهابر إنْ تَثِبْ |
فيها وإنْ كنتَ المُنَهِّتَ تعْطَبِ |
وقال ابن الأعرابي : الهنَّبْر : الأدِيم ، والهِنْبِرُ : ولدَ الأَتان ، وأنشد ابن الأعرابيّ :
يا فَتًى ما قتلْتُمُ غير رُعْبُو |
بٍ ولا من قُوارَة الهِنَّبْرِ |
قال : الهِنَّبْر : الأديم هاهنا.
وقيل في قوله : فيها هَنابيرُ مِسْك ، يريد أَنابير مِسْك ، وهي كُثْبان مُشرفة ، أُخِذ من انتِبار الشيء ، وهو ارتفاعُه.
والإنْبارُ من الطعام مأخوذُ منه قُلِبت الهمزةُ هاء.
[باب الهاء واللام
ه ل]
نهمل : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : نهْمَلَ [نَهْبَلَ] ، إذا أَسَنَّ.
نهبل : وقال الليث : شيخٌ نَهْبَل ، وعَجوزٌ نهْبَلة.
وقال أبو زَبيد الطائيّ :
مأوَى اليتيم ومأوى كلِ نهْبَلةٍ |
تأوِي إلى نهْبَلٍ كالنَّسرِ عُلفوفِ |
هنبل : قال : وهَنْبل فلانٌ ، وجاء مُهَنْبِلاً ، إذا مَشَى مِشْيَة الضَّبُع وأنشد قوله :
مثل الضِّباع إذا راحتْ مُهَنْبِلةً |
أدْنى مآوِيها الغِيرانُ واللُّجُفُ |
فلهم : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : قال الفَلْهَم فَرْجُ المرأة.
ملهم : قال : ومَلْهَم : قَرْيَةٌ باليمامة.
قال : والمِلْهَمُ : الكثيرُ الأكل.
مرهم : وقال الليث : مَرْهَم هو أَلينُ ما يكونُ من الدّواء الذي يُضمَّد به الجرْحُ.
يقال : مرهَمْتُ الجُرحَ.
سرهف وشرهف : أبو تراب : سَرْهَفَ غِذاءَه ، وشَرهفَه ، إذا أحسَن غِذاءَه.
بهكل ـ بهكن : وقال : المؤرّج : امرأة بَهْكَلة وبهْكَنة : للغَضَّة ، وهي ذاتُ شَبَابَ بَهْكَل وبَهْكَن وأنشد :
وكَفَلٍ مِثلِ الكَثيبِ الأهْيَلِ |
رُعْبُوبةٍ ذات شَباب بهْكَلِ |
هلبت : أبو عبيد عن الفراء قال : الهِلْبَوْتُ : الأحمق.
بلهن ـ رفهن : والبُلَهْنِيَة والرُّفَهْنِيَة والرُّفَغْنِيةُ : سَعَةُ العَيْش والخِصْب.
باب خماسي الهَاء
قلهزم ـ القلهبسة : قال ابن المظفّر : القَلَهْزَمُ : الرجل المرتَبعُ الجَسِيمُ الذي ليس بِفرْجِ الرأي ولا طريرٍ في المنطِق ، ليس من عِظَم رأسه ، ولا مِن صِغَره.
ويقال : هو الضّخم الرأس واللِّهْزِمَتَين.
وقال ابن السكيت : القَلَهْزَم : القَصير.
قال : والقَلَهْبَسَةُ : من حُمُر الوحش : المسِنَّةُ.
قهبلس : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : القَهْبَلِس : القَمْلَة الصغيرة.
همرجل : الليث : الهَمَرْجَلُ : الجواد السريع ، وجملٌ هَمَرْجَل : سريع ، وأنشد :
يَسُفْنَ عِطْفَى سَنِمٍ هَمَرْجَلِ *
ونَجاءٌ هَمَرْجَل.
وقال ذو الرمة :
إذا جَدَّ فيهنّ النَّجاءُ الهَمَرْجَلُ
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الهَمَرْجَلة : الناقة السريعة.
وقال ابن الأعرابيّ : الهَمَرْجَل : الجملُ الضَّخم. ومثله الشَّمردَل ، وتجمع الهَمَرْجَلة هَمَرْجَلَات.
دلهمس : والدَّلَهْمَسُ : من أسماء الأسد ، ومنه قول الرّاجز :
أَوْ أَسَدٌ في غِيله دَلَهْمَسُ
برهمن : والبِرَهْمَنُ بالسُّمَنيَّة : عالمهُم وعابدهم.
كنهبل : وقال أبو عبيد : الكَنهبَلُ : شجرٌ ، واحدتها كَنَهْبَلة.
وقال ابن الأعرابيّ : هي شجرٌ عظام معروفة.
سمهدر : سلمة عن الفراء : غلامٌ سَمَهْدَر ، يَمدَحُه بكثرة لحمِه.
وقال الأخفش : بلدٌ سَمَهْدَرٌ : بعيدُ الأطراف ، وأنشد :
ودُونَ ليلَى بلدٌ سَمَهْدَرُ
هبركل : وقال ابن الفرج غلامٌ هَبَرْكل : قويّ.
قال : وأَنشدتْنا أمّ البُهلُول :
يا رُبّ بيضاءَ بِوَعْثِ الأَرْمُلِ |
قد شُغِفَتْ بِناشيءٍ هَبَركلِ |
قهبلس : أبو عمرو : القَهْبَلِسُ تُوصَف به الكَمَرَةُ ، وأَنشد :
كَمرَةٍ قَهْباء قَهبَى قَهْبَلِسْ |
يَجْمِلُهَا راعِي خَلِيَّاتٍ شُمُس |
وقال أبو تراب : القَهْبَلِسُ : الأبيض الذي تعلُوه كُدْرَة.
وقال الأصمعيّ : وإذا صَغُرَ خَلْقُه وجَعُد قيل له : قَلَهْزَمٌ.
كنهبل : النَّضر عن الجَعديّ : الكَنَهْبُلُ من الشَّعِير : أضخمُه سُنْبلةً ، قال : وهي شعيرةٌ يَمانيَّة حمراءُ السُّنبُلة صغيرةُ الحبّ.
وقال أبو عمرو : ليلٌ دَلَهْمَسٌ : شديدُ الظُّلمة ، وظلمة دَلَهمسة : هائلة الظُّلمة ، قال الكميت :
إليكَ في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ الطْ |
طامِسِ مثل الكواكبِ الثُّقُبِ |
أبو عبيد : الدَّلَهْمَسُ : الأسد لجرأته وقوّته ، ورجلٌ دَلَهْمَسُ اللّيل : جريء الليل إذا سَرَى فيه.
وقال النضر : الدَّلَهْمَس الذي لا يهولُه شيءٌ ليلاً ولا نهاراً.
هندويل : أبو عمرو : الهَنْدَوِيلُ : الضعيفُ الذي فيه استرخاء ، ونُوكٌ.
دهدموز : والدَّهْدَمُوز : الشديد الأكل ، وأنشد :
لا تُكْرِيَنَّ بعدَها عجوزاً |
واسعةَ الشِّدْقَين دَهدَمُوزا |
تَلقَمُ لَقْماً كالْقَطَا مَكنوزَا
هيجبوس : قال : والهَيْجَبُوس : الرجل الأهوَج الجافي ، وأنشد :
أحقٌّ ما يُبَلِّغُني ابنُ تُرْنَى |
من الأقوامِ أهوجُ هَيْجَبوسُ |
جيهبوق : وأخبرني الإياديُّ عن أبي الهيثم أنّه قال : الْجَيْهَبُوق : خُرْءُ الفار.
تلهلأ : قال : وتَلَهلأتُ ، أي نَكَصْتُ.
هيدكور : وقال أبو عَمرو : الهَيْدكُور : الخاثر من الألبان ، وأنشد :
قلنَا له اسقِ ضَيْفَك النَّمِيرا |
ولبناً يا عَمرو هَيْدَكُورا |
وقال ابن شميل ؛ الهَيْدكُو : الشّابّة من النِّسَاء ، الضَّخمةُ ، الحَسَنة الدَّلّ في الثياب ، وأنشد :
بَهْكَنَةٌ هَيفاءُ هَيْدكُورُ*
هزبلية : ابن السكيت : ما فيه هَزْبَلِيلَةٌ ، إذا لم يكن فيه شيءٌ.
آخر كتابِ الهاء والمِنّةُ لله على نعَمِه.
كتاب حرف الخاء من تهذيب اللغة
أبواب المضاعف
خ غ
أهملت الخاء مع الغين.
[باب الخاء والقاف]
[خ ق]
استعمل من وجوهه : خقّ ، وخقخق.
خق ـ خقخق : قال ابن المظفَّر : الخقِيق : زُعاقُ قُنْب الدّابّة ، فإِذا ضُوعِف مخفَّفاً قيل : خَقْخَقَ.
قال : ومن الأحراح مُخِقّ ، وإخْقاقُه صوتُه عند النَّخْج ، وتقول : خَقّتْ الأتانَ تَخِقّ خقيقاً ، وكذلك كلُّ أَتان ودابّة أنثى ، وهو صوتُ حيائها من الهُزال والاسترخاء عند المجامَعة ، ونحو ذلك ، وأتان خَقُوقٌ : واسعة الدُّبر.
ويقال في السِّباب : يا بنَ الخَقُوق.
أبو عبيد عن أبي زيد : الخَقوق من الأُتنِ : التي يُصوّتُ حَياؤها ، وقد خَقّت تخِقّ ، ويكون ذلك من الهُزال.
وقال أبو عبيدة في كتاب «الخَيل» : الخَقاق : صوتٌ يكون في ظَبْية الأُنثى من الخيل من رَخاوةِ خِلْقتها وارتفاع مُلتَقاها ، فإِذا تحرّكت لعَنَقٍ أو غيره احْتَشَت رحِمُها الريحُ ، فَصَوتَتْ فذلك الخِقاق.
قال : ويقال للفرس من ذلك : الخاقُ.
أبو عبيد عن أبي : زيد : قال : إذا اتّسعت البَكْرة أو اتّسع خرْقُها عنها. قيل : أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً ، وهو أن يَسُدَّ ما اتسع منها بخَشَبة ، أو بحَجَر ، أو غيره.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم أنَّ رجلاً كان واقفاً معه وهو معه وهو مُحْرِم ، فَوقَصتْ به ناقتُه في أخاقِيق جِرْذان ، فمات.
وقال أبو عبيد : قال الأصمعيّ : إنما هي لخَاقِيقُ جِرذانٍ ، واحدها لُخْقُوق ، وهي شُقوقٌ في الأرض.
قلت : وقال غيره : الأَخاقيق صحيحة ، كما جاء في الحديث ، واحدها أُخْقوق مثل أُخدُود ، وأَخَاديد.
والخَقّ والخدّ : الشَّقُّ في الأرض.
يقال : خَدَّ السيلُ فيها خدّاً وأَخَقَ فيها خَقّاً.
وقال ابن شميل : خَقَ السَيلُ في الأرض خَقّا ، إذا حَفَر فيها حَفْراً عميقاً.
وقال غيره : كتب عبدُ الملك بن مروان إلى وكيل له على ضيعة له : أما بعد فلا تَدَعْ خَقّاً في الأرض ولا لَقّاً إلا سَوَّيْتَه.
وأنشد شمر للعين المِنْقَرِيّ :
وقاسِحٍ كعَمُودِ الأَثْلِ يَحْفِزُه |
وِرْكا حِصانٍ وصُلْبٌ غيْرُ مَعْروقِ |
|
مِثل الهِراوة مِئْتَامٍ إذا وَقَبَتْ |
في مَهبِل صادَفتْ داءَ اللخاقيقِ |
وقال الليث : الأُخْقُوق : نُقَرٌ في الأرض وهي كُسورٌ فيها وفي مُنفَرِج الجبال ، وفي الأرض المتفقِّرة.
قال : والأُخْقوق : قَدْرُ ما يختفِي فيه الرجل والدابّة.
قال : ومن قال : اللُّخقُوق فإنما هو غَلَط من قِبل الهمزة مع لامِ المعرفة.
قلت : هي لغةٌ لبعض العرب يتكلم بها أهل المدينة ، وبهذه اللغة قرأ نافع ، يقولون : قال أَلَحْمَرُ ، يريدون : قال الأحْمَر ، ومنهم من يقول : قال لَحْمَرُ ، قال ذلك سيبويه والخليل ، حكاه الزّجاج.
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الخَقَقَةُ : الرَّكَوات المُتَلاحِمات ، والخَقَقَةُ أيضاً : الشُّقوق الضيقة.
وفي «النوادر» يقال : استخَقَ الفَرسُ وأخَقَ وامتَخض : إذا استرخى سُرْمُه ، يقال ذلك في الذّكر.
خ ك
خَكَّ ، كخّ : مهملان.
باب الخَاء والجيم
[خ ج]
خجّ ، جخَّ : مستعملان.
خج : قال الليث : الريح الخَجُوج : التي تَخُجُ في هُبوبِها ، أي تَلتوِي ولو ضوعف قيل : خَجْخَجَتِ الرِّيحُ كان صواباً ، واختَجّ الجملُ والناشط في سَيْرِه وعَدْوِه ، إذا لم يَستقِم.
أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الخَجُوج من الرياح : الشديدة المَرّ.
وقال الليث : الخَجْخَجَة سُرعة الإناخة وحُلولِ القوم.
والخَجْخَجَة : الانقباض في موضع يَخنَى فيه.
ويقال أيضاً بالحاء ، ورجلٌ خَجّاجَة : أَحمَق لا يَعقِل. والخَجْخاجُ من الرجال : الذي يَهمِر الكلام ليس لكلامه جِهة.
قلت : لم أسمع رجلٌ خَجّاجَة في نَعْت الأحْمَق إلا ما قرأتُه في كتاب الليث.
والمسموعُ من العرب رجلٌ جَخّاية ، قاله ابن الأعرابي وغيره.
شمر : ريح خَجُوجٌ وخَجَوْجاةٌ : تَخُحّ في كل شَقٍّ ، أي تَشْتَقّ.
قال : وقال ابن الأعرابيّ : ريح خَجَوْجاةٌ : طويلةٌ دائمة الهبوب.
وقال أبو نصر : هي البعيدة المَسلَك الدائمة الهبوب.
وقال ابن أحمر يصف الريح :
هَوْجاءُ رَعْبَلة الرَّواح خَجَوَ |
جاة الغُدُوِّ رَواحُها شَهْرُ |
قال : والأصل خَجُوج ، وقد خَجَّت تَخُجُ ، وأنشد أبو عمرو :
وخَجّت النَّيْرَجُ من خَرِيقها*
وقال النضر : الخَجخاج من الرّجال الذي يُرِي أنه جادٌّ في أمْره وليس كما يُرِي.
أبو عبيد ، عن الفرّاء : خَجْخَج الرجلُ وجَخْجَخ ، إذا لم يُبدِ ما في نفسه.
قلتُ : وهذا يَقرُب من قول النضر ، وهو أصحُّ ممّا قاله الليث في الخَجْخاج.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الخَجَوْجَى من الرّجال : الطويل الرِّجْلين.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الخَجُ : الجِماع الخَجُ : الدَّفع.
وفي «النوادر» : الناسُ يَهُجُّون هذا الوادي هَجّاً ويَخجُّونه خَجّاً ، أي ينحدرون فيه ويطؤنه كثيراً.
جخ : في حديث البراء بن عازب أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا صلى جَخَ.
قال شمر : يقال : جَخَّى الرجلُ في صلاته ، إذا رفَع بطنه. قال : وجَخَّى تجْخِيَةً إذا جَلَس مُسْتَوْفِزاً في الغائط.
قال : وقال ابن الأعرابيّ : ينبغي له أن يُجخِّي ويُخَوِّي ، والتَّجخية : إذا أراد الركوعَ رفعَ ظهره.
وقال أبو السَّمَيْدَع : المجخِّي : الأقْحَج الرِّجلين. قال : وجَخّت النجومُ تجْخِيَةً وخَوّتْ تخْوِيةً : إذا مالت للمغَيب.
عمرو ، عن أبيه : خَجَ جارِيتَه إذا مَسحها وجَخَ إذا تَفتَّح في سُجوده وغيره.
وقال أبو العباس في تفسير حديث البَراء معنى جَخَ ، أي فَتَح عَضُدَيه في السجود ، وكذلك جَخَّى واجْلخَّ ، كلُّه إذا فَتَح عضُديه في السجود.
وقال الفرّاء : جَخَ : تحَوَّلَ من مكانه إلى مكان ، والقول ما قال أبو عمرو.
وفي حديث آخر : إن أردتَ العِزّ فَجخجخْ في جُشَم.
قال الليث : الجَخْجَخَة : الصياح والنداء ومعنى الحديث صِحْ ونادِ فيهم وتحوَّلْ إليهم ، وأنشد أبو الهيثم للأغْلَب :
إنْ سَرَّك العِزُّ فجَخْجخْ في جُشَمْ*
قال أبو الهيثم : جَخْجِخ بها : ادعُ بها تُفاخِرْ معك.
قال : ويقال : بل جَخْجِخْ ، بها أي ادخُلْ بها في معظمها وسوادِها الذي كأنه ليل ، وقد تجخْجخ : أي تراكبَ ، واشتدت ظُلمتُه.
قال : وأنشدنا أبو عبد الله :
لمَن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخَا |
طافَ بنا والليلُ قد تجخجَخَا |
قال أبو الفضل : وسمعتُ أبا الهيثم يقول : جَخجَخَ أصله جَخْ جَخْ ، كما تقول : بَخْ بَخْ كلمة يُتكلَّم بها عند تفضيلك الشيء ، وكذلك بَدَخْ ، مثل بَخْ وجَخْ ، وأنشد :
نحن بَنو صَعْبٍ وصعبٌ لأسَدْ |
فَبِدَخٌ هل تُنكِرَنْ ذاك مَعَدّ؟ |
باب الخاء والشين
[خ ش]
خشّ ، شخّ : [مستعملان].
خش : قال الليث : الخَشُ جَعلُك الْخِشاشَ في أنفِ البعير ، وجمعُه أَخِشّة.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الخِشاش : ما كان في العَظم إذا كان عُوداً ، والعِران : ما كان في اللحم فوقَ الأنف. وقد خَشَشتُ البعيرَ فهو مخشوش.
أبو عبيد عن الأصمعيّ أيضاً : خَشَشْتُ في الشيء دخلتُ فيه.
قال زهير :
فَخَشَ بها خِلالَ الفَدْفدِ*
أي دخل بها.
أبو عبيد عن الأصمعيّ الخِشاش : الحيَّة بالكسر. والخِشاش : الرجل الخفيف بالكسر.
قال : والخَشاش : شِرارُ الطير ، هذا وحدَه بالفتح.
وقال ابن الأعرابيّ : الرجل الخفيفُ خَشاش أيضاً. رواه شمر عنه. قال : وإنما سمي به خَشاشُ الرأس من العِظام ، وهو ما رَقَّ منه ، وكلُّ شيء رَقَّ ولَطُف فهو خَشاش.
وقال الليث : رجل خَشاش الرأس ، فإذا لم تَذكُر الرأسَ فقل : رجل خِشاش بالكسر.
وفي الحديث : أن امرأةً ربطتْ هِرَّة فلم تُطعِمْها ولم تَدَعْها تأكل من خَشاش الأرض.
قال أبو عُبيد : يعني مِن هَوامّ الأرض ودَوابِّها وما أشبهها.
وفي حديث عمر : أنّ قبيصة بن جابر قال له : إني رمَيتُ ظبياً وأنا مُحرِم فأصبتُ خُشَشَاءَه ، فأَسِنَ فمات.
قال أبو عبيد : الخُشَشاء : هو العَظم الناشزُ خَلفَ الأذن ، وفيه لغتان : خُشَّاء ، وخُشَشاء.
وقال الليث : الخُششاوان : عَظْمان ناتئان خَلْفَ الأذنين.
وقال العجاج :
في خُششَاوَى حُرَّةِ النَّحْرِيرِ*
قال : والخَشْخشة : صوتُ السِّلاح.
قال : وفي لغة ضعيفةٍ : شَخْشخة.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال لصوت الثوب الجديد إذا حُرّك : الخَشْخشة ، والنَّشْنَشَة.
قال : والخَشُ : الشيء الأخشن ، والخَشُ : الشيء الأسوَد.
أبو عبيد عن أبي عمرو : الخَشْخاش : الجماعة الكثيرة من الناس ، وأنشد :
في حَوْمة الفَيلق الجأْواء إذ نزلَتْ |
قَسْرٌ وهَيْضلُها الخَشخاش إذ نزلوا |
قال : وقال أبو عمرو : رجل مِخَشٌ ، ومِخْشف ، وهما الجريئان على هَوْل الليل.
وقال غيره : الخَشُ : القليل من المطر ، وأنشد :
يُسائلني بالمُنْحَنى عن بلادِه |
فقلت : أصابَ الناسَ خَشُ من القَطْر |
وانخَشَ الرجلُ في القوم انخِشاشاً : إذا دَخل فيهم.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الخَشَّاء أرضٌ فيها رَمْل ، يقال : أَنْبَطَ في خَشَّاء.
وقال : الخَشُ : أرضٌ غليظةٌ فيها طين وحَصْباءُ.
شمر عن الفَقْعسيّ : الخَشاش : حيَّةُ الجبَل لا تُطْنِي ، قال : والأفْعى : حيّة السَّهل ، وأنشد :
قد سالَم الأفعَى مع الخَشاشِ *
وقال ابن شميل : الخَشاش : حيّة صغيرة سمراء أصغرُ من الأرْقم.
قال : والخَشاش : من دوابِّ الأرض والطير : ما لا دُماغَ له. قال : والحيّة لا دُماغ له ، والنعامة لا دُماغَ لها ، والكَرْوانُ لا دُماغَ له.
وقال : كروانٌ خَشاش ، وحُبارَى خَشَاش سواء.
وقال أبو أسلم : الخَشَاش من دوابِّ الأرض : الصغير الرأس اللطيف.
قال : والحِدَأ ومُلاعِبُ ظلِّه. خِشَاش.
قال ابن الأعرابيّ : الخَشاشُ : الخفيف الرُّوح الذكيُّ ، وأنشد :
أنا الرجلُ الضَّرْب الذي تعرِفونه |
خَشاشاً كرأس الحيَّة المتوقِّدِ |
وقال أبو خَيرة : الخَشاش : حيَّةٌ بيضاء قلّما تُؤذِي. وهي بين الحُقَّاثِ والأرْقم والجميع الخِشّان.
عمرو عن أبيه : يقال للرجالة : الخَشُ والجَشُّ والصَّفُّ والبَثُّ. قال : وواحد الخَشّ : خاشٌ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الخَشاش : الغَضَبُ ، يقال : قد حرّك خشاشَه ، إذا أَغضَبه.
والخُشاش : الشجاع ، بضم الخاء.
قال : والخُشَيش : الغزال الصغير ، والخُشَيش : تصغيرُ خُشّ ، وهو التَّلُّ ، والخَشاش الجُوالِق ، وأنشد :
بين خَشاش بازلٍ جِوَرِّ*
شخ : قال الليث : يقال للصبيّ : شَخَ الصبيُّ ببَوْله : إذا أسمَعك صوتَه ، وذلك إذا امتدَّ كالقضيب.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : الشَّخُ : البَوْل ، وأنشد :
وكان أَكْلاً دائماً وشَخَّا
أي يَشُخّ ببَوْله لا يَقدِر أَن يحبسه.
وقال غيره : هو الشَّخْشخة أيضاً.
وقال ابن الأعرابيّ الشَّخُ البوْلُ ، والشَّخْشَخَةُ والخَشخشة والخَفخفة : حركة القِرطاس أو الثوب الجديد.
باب الخاء والضَاد
[خ ض]
خضّ ، ضخّ : مستعملان.
خض : قال أبو عبيد : قال الفراء : الخَضاضُ : الشيءُ اليسير من الحُلِيِّ.
قال : وأنشدنا القَنانيّ :
ولو أَشْرَفَتْ من كُفّة السِّتْر عاطلا |
لقلتَ غزال ما عليه خَضاضُ |
قال : ويقال للرجل الأحمق أيضاً : خَضاض.
وقال الأمويّ : الْخَضَضُ : الْخَرَز الأبيض الذي تلبسه الإماء.
وقال ابن الأعرابي : الخَضاض : نِقْسُ الدّواة ، والمدادُ الذي يكتب به.
قال : والخُضاخض من الرّجال الضَّخْم الحسن. قلت : وجمعه الخَضاخِض ، مثل قُناقن وقَناقن.
وقال الليث الخَضخاض : ضَرْب من القَطِران ، وكلُّ شيء يتحرك ولا يُصوِّت خُثورةً ، يقال : إنه يتخضخض حتى يقال وَجَأَه بالخنجر فخضخض به بَطنَه.
قلت : الخَضخاض الذي يُهنَأ به الجَربَى : ضربٌ من النِّفْط أسوَدُ رَقيق لا خُثورة فيه ، وليس بالقَطِران ، لأن القطران عُصارةُ شجرٍ معروف ، وفيه خُثُورة يُداوَى به دَبَرُ البعير ، ولا يُطلى به الجَرَب. وشجرُه ينبت في جبال الشام ، يقال له : العَرْعَر.
وأما الخَضخاضُ فإنه دَسِمٌ رقيقُ ينبع من عين تحتَ الأرض.
وقال الليث : خضخضتُ الأرضَ ، إذا قلبتَها حتى يصير موضعُها مُثاراً رِخْواً ، إذا وصل إليها الماءُ أَنبتتْ.
والخَضِيض : المكان المنْبُوثُ تَبُلُّه الأمطار.
وقال غيره : خَضخض الحمارُ الأتانَ ، إذا خالطها ، وأصله من خاض يَخُوض ، إذا دَخل الجوفَ من سِلاح وغيره.
ومنه قولُ الهُذَليّ :
فخضخضتُ صُفْنِي في جَمِّه |
خِياض المدابر قِدْحاً عَطوفاً |
ألا تراه جَعَل مصدره الخِياض ، وهو فِعال من خاض.
وقال اللحيانيّ : قال الأصمعيّ : جمل خُضَخِضٌ وخُضاخِضٌ وخُضْخُضٌ إذا كان يتمخض من البُدْنِ والسِّمِن.
وقال الفراء : نبتٌ خُضَخِضٌ وخُضاخض الماء : رَيّانُ ناعم.
وسُئل ابن عباس عن الخضخضة ، فقال : هو خيرٌ من الزّنا ، ونكاحُ الأمة خيرٌ منه ،
وفسّر الخضخضة بالاستمناء ، وهو استنزالُ المَنِيِّ في غيرِ الفَرْج.
عمرو عن أبيه قال : الخضاض : المِداد.
والخَضاض : مِخْنَقَةُ السِّنَّوْر.
ضخ : قال الليث : المِضَخَّة : قصبة في جَوْفها خَشَبة يُرمى بها الماء من الفَم.
قلت : الضَّخ ، مِثلُ النَّضْخ وقد ضَخَّه ضخّاً ، إذا نضخَه بالماء.
باب الخاء والصاد
[خ ص]
خص ، صخ : مستعملان.
خص : قال الليث : الخُصُ : البَيْت الذي يُسقَف بخشبةٍ على هيئة الأَزَج.
قلتُ : وجمعُه خُصوص وأَخْصاص ، سُمِّي خُصّاً لما فيه من الخَصاص ، وهو التَّفاريجُ الضيقة.
والخَصاصة : الخَلَّة والحاجة وذو الخَصاصة ، ذو الخَلَّة والفقر.
قال الله جلّ وعزّ : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) [الحَشر : ٩] وأصلُ ذلك من الخَصاص وكلّ خَلَل أو خَرْق يكون في مُنْخل أو بابٍ أو سحابٍ أو بُرقُع فهو خَصاص ، والواحدة خَصاصة ، ويُجمع خَصاصات ، ومنه قول الشاعر :
مِن خَصاصَاتِ مُنْخُلِ*
وقال الليث : الخَصاص : شِبه كَوِّ يكون في قُبة أو نحوها ، إذا كان واسعاً قَدْرَ الوَجْه.
قال : وبعضٌ يجعل الخَصاص للضيِّق والواسع ، حتى قالوا لخَرُوق المصفاةِ : خصاص وأنشد :
وإنْ خَصاصُ ليلِهنّ اسْتَدَّا |
رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا |
قال : شبّه القَمَرَ بالخَصاص ، أي ما استَتَر بالغَمام.
قال : والخُصوص مَصدَرُ قولِك : هو يَخُصُ وخَصَّصْتُ الشيءَ ، وأَخْصَصْتُه.
قال : والخاصّة : الذي اختصصتَه لنفسك.
قلت : وتصغَّر الخاصّة خُوَيْصَّة.
وفي الحديث : «خُوَيْصَّة أحدكم» يعني المَوْت.
وقال ابن شميل عن الطائفيّ قال : الخُصاصة ما يَبقَى في الكَرْم بعد قِطافِهِ العُنَيْقِيد الصَّغير ، هَهنا وآخر ههُنا ، وجمعها خُصاس ، وهو النَّبْذُ القليل.
قلتُ : ويقال له مِنْ عُذُوق النَّخل الشَّمْل والشَّماليل ، ويقال : تخصَّص فلان بالأمر واختصّ به ، إذا انفرد به ، وخَصَ غيرَه واختصّه ببرِّه.
وحانوت الخَمّار يسمّى خُصَّاً ، منه قول امرىء القيس :
كأنَّ التِّجار أصعدوا بسبيئة |
من الخُصّ حتى أنزلوها على يُسْرِ |
ويقال : فلان مُخِصٌ بفلانٍ ، أي خاص به ، وله به خُصِّيَّة ، والإخصاص في غير
هذا : الإزراء ويقال : خاصٌ بيِّن الخُصوصيّة.
صخ : قال الليث : الصَّاخَّة : صَيحةٌ تَصُخّ الآذانَ فَتُصِمُّها ، ويقال : كأنما في أذنه صاخَّةٌ ، أي طعنة. والغراب يَصِخّ بمنقاره في دبر البعير ، أي يَطعُن ، ونحو ذلك كذلك.
وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ : (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) [عَبَسَ : ٣٣] قال : هي الصيحة التي تكون عنها القِيَامة تَصُخّ الأسماع ، أي تُصِمُّها فلا تسمع إلا ما تُدعَى به للإحياء.
وقال غيره : يقال للدَّاهية : صاخّة.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الصَّخُ : الضَّرْب بالحديد والعَصَا الصُلْبة على شيء مُصْمَت.
باب الخاء والسّين
[خ س]
خسّ ، سخّ : مستعملان.
خس : قال الليث : الخَسُ : بَقلةٌ معروفة.
والخَساسةُ : مصدرُ الرجل الخَسيس البيِّن الخَساسة ، يقال منه : خَسَستُ نصيبَه خَسّاً فهو مَخْسوسٌ ، وامرأة مُسْتَخَسَّةٌ : إذا كانت ذَميمة الوجه زَرِيّةً ، مشتقٌّ من الخِسّة.
قلت : والعَرب تقول : أخسّ الله حظَّه وأَخَتَّه بالألف ، إذا لم يكن ذا جَدِّ ولا حَظٍّ في الدنيا ، ولا شيء من الخير. وأَخسَ فلانٌ ، إذا جاء بخَسِيس من الفِعال ، وقد أَخْسَسْتَ في فِعلك. ويقال : رفع الله خَسِيسةَ فلانٍ : إذا رَفَع حالَه بعد انحطاطها وابنة الخُسِ الإياديَّةُ كانت امرأةً معروفة بالفصاحة.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ ، قال : الخَسِيس : الكافر. ويقال : هو خَسِيسٌ خَتِيت.
سخ : أهمله الليث.
ورَوَى أبو عُبَيد عن الأصمعيّ أنه قال : السَّخاخ : الأرض الحُرَّة اللينة.
قلت : وقد جمعَها القَطامِيُ سَخاسِخ ، فقال وهو يصف سحاباً ماطِراً :
تواضَعَ بالسَّخاسِخِ من مُنِيمٍ |
وجاد العَيْنَ وافْتَرَش الغِمارا |
وفي «النوادر» ، يقال : سُخَ في أَسفَل البئر ، أي احفرْ : وسُخَ في الأرض ، وزُخَّ في الحَفْر والإمعانِ في السَّير جميعاً.
ويقال : لَخَّ في البئر مِثلُ سَخَ.
باب الخَاء والزاي
[خ ز]
خزّ ، زخّ : مستعملان.
خز : عمرو عن أبيه قال : الخَزَزُ : العَوْسَج الذي يُجعَل على رُءوس الحِيطان ليَمنَع التسلُّق.
وقال الليث : يقال : خَزَّ الحائطَ خَزّاً ، إذا وَضَع عليه شَوْكاً.
ويقال : خَزَّه بسهم واختزَّه ، إذا انتَظَمه.
وقال رُؤبة :
لاقَى حِمامَ الأجَلِ المُختَزِّ*
وقال الآخر :
فاختَزَّه بِسَلِبٍ مَدْرِيِ |
كأنما اختَزَّ بِراعِبيِ |
أي انتَظَمه ، يعني الكلب بِقَرْنٍ سَلِب ، أي طويل. مَدْرِيّ : محدَّد.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الخُزَز : الذَّكَر من الأرانب وجمعه خِزَّان ، وثلاثة خِزَزَة.
والخَزّ معروف ، وجمعه خُزُوز ، وبائعه خَزّاز.
وقال أبو عمرو : تمرٌ خَازّ : فيه شيءٌ من الْحُموضة ، وقد خَزِزْتَ يا تَمْرُ تَخَزّ ، فأنت خازٌّ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الضَّرِيع العَوْسَج الرَّطب ، فإذا جَفَّ فهو عَوْسَج ، فإذا زادَ جُفُوفُه فهو الخَزِيز.
قال : والخَزُّ الطَّعْن بالحراب.
والخَزّ : تَغْرِيزُ العَوْسَج على رُؤوسِ الحيطان.
وقال الأصمعيّ : اختَزَّه بالرُمْح واختَلَّه وانتَظَمه ، بمعنى واحد.
وفي «النوادر» : اختزَزْتُ فلاناً ، إذا أتيتَه في جماعة فأخذتَه منها. واختززتُ بعيراً من الإبل ، أي اسْتَقْتُه وتركتها. وأصل ذلك أن الخُزَز إذا وَجد الأرانبَ عاشِيَةً اختزَّ منها أَرنباً وتركها.
أبو عبيد عن الأصمعيّ ، قال : الخُزَخِزُ : القويُّ ، وأنشد :
أَعددْتُ للوِرْد إذا الوِرْد حَفَزْ |
غَرْباً جَرُوراً وجُلالاً خُزَخِزْ |
وقال اللحيانيّ : بعير خُزَخِزٌ وخُزَاخز ، إذا كان قويّاً شديداً ، ويقال : لتجدنَّه بحمله خُزَخِزاً ، أي قوياً عليه.
وخَزازَى : موضعٌ معروف. ويومُ خَزَازَى : أَحدُ أيام العرب ، ومنه قوله :
ونَحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزَازَى |
رَفَدْنَا فوق رِفْدِ الرافِدِينا |
زخ : رُوى عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال : اتَّبِعوا القرآنَ ولا يتبِعنّكم القرآنُ ، فإنه من يتَّبعه القرآنُ يَزُخّ في قَفاه حتى يُقذَف به في نار جهنم.
قال أبو عبيد : قوله يَزُخّ في قَفاه ، أي يَدْفَعه ، يقال : زَخَخْتُه أَزُخُّه زَخّاً.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الزَّخِيخ بَرِيق الجَمْر ، وقد زَخَ يَزُخّ زَخِيخاً.
قال : والمِزَخَّة : المرأة ، وقد زَخَّها زوجُها يَزُخُّها زَخّاً ، إذا جامَعها.
وقال الليث : الزَّخِيخ : شِدّة بَريق الجَمْر والحرير ، وأنشد :
فعندَ ذاك يَطلُع المِرِّيخُ |
في الصُّبح يحكي لونَه زَخِيخُ |
قال : وزَخَّة الرجل : امرأته.
قلتُ : وقال ابن الأعرابيّ في المِزَخَّة مِثله ، وأنشد :
أَفْلَحَ من كانت له مِزَخَّهْ |
يَزُخُها ثم يَنامُ الفَخَّهْ |
وزَخّ ببَوْله مِثْل ضَخّ ، قاله الليث.
قال : وربما وَضَع الرّجُل مِسْحاته في وسَطِ نَهْرٍ ثم يَزُخّ بنَفْسه ، أي يَثِبُ.
أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الزَّخَّة : الغَيْظ ، وأنشد قوله :
فلا تَقْعُدنّ على زَخَّةٍ |
وتُضمِرُ في القَلْب وَجْداً وَخِيفَا |
والزَّخّ والنَّخّ : السَّيْر العنيف ، ومنه قول الرّاجز :
لقد بَعثْنا حادِياً مِزَخّا |
أَعجمَ إلا أن يَنُخّ نَخَّا |
باب الخاء والطّاء
[خ ط]
خطّ ، طخّ : مستعملان.
خط : قال الليث : الخَطّ : أرضٌ تُنسَب إليها الرِّماح الخَطيّة ، فإِذا جعلتَ النِّسبة اسمَاً لازِماً قلتَ : خَطِّيّة ، ولم تَذكر الرماح ، وهو خَطُّ عُمان.
قلتُ : وذلك السَّيفُ كلُّه يسمَّى الخَطَّ ، ومن قُرى الخَطّ : القَطِيف ، والعُقَير ، وقَطَرُ.
وقال الليث : الخُطّة من الخَطّ مِثلُ النُّقْطة من النَّقْط : اسمُ ذلك.
وفي «النوادر» : يقال أَقِمْ على هذا الأمر بخُطّةٍ وبحُجَّة ، معناهما واحد. واختطَّ فلانٌ خِطّةً إذا تحجَّر موضِعاً وخَطّ عليه بجِدار ، وجمعُه الخِطَط.
وقال الليث : الخَطوط من بقر الوحش : الذي يَخُطُّ في الأرض بأَطراف أظلافه وكذلك كلُّ دابّة.
والتخطيط كالتسطير. وتقول : خططتُ عليه ذنوبَه ، أي سَطَّرْتُها.
ويقال : فلانٌ يَخُطّ في الأرض ، إذا كان يفكّر في أمرٍ ويُقدِّره.
وقال ذو الرمّة :
عشيّة مالي حِيلةٌ غيرَ أنّني |
بطَرْق الحَصَى والخَطِّ في الدّار مُولَعُ |
ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، عن أبي المكارم أنه وَصَف مَدْعاةً دُعِيَ إليها فوصَفها ، وقال : فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا ، أي اعتمدنا على الأكل فأَخَذْنا ، وأما ما حَطَطْنا فمعناه التعذير في الأكل ، والحَطّ ضِدّ الخَطّ.
وفي حديث معاوية بن الحَكَم أنه سأل النبي صلىاللهعليهوسلم عن الخَطّ فقال : كان نبيُ من الأنبياء يَخُطُّ فمن وافَقَ خَطَّه عَلمَ مثل علمه.
ورَوى أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ أنه قال في الطَّرْق : قال ابن عباس : هو الخَطّ الذي يخُطُّه الحازِي ، وهو عِلْم قَدِيم تركه الناس. قال : يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازِي فيُعطِيه حُلْواناً ، فيقول له : اقعُد حتى أَخُطَّ لك. قال : وبين يَدَي الحازِي غلامٌ له معه مِيلٌ ، ثم يأتي إلى أرضٍ رِخوة فَيَخُطّ الأستاذ خطوطاً كثيراً بالعَجلة ، لِئَلَّا يَلحقها العَدَد. قال : ثم
يرجع فيَمْحُو عَلَى مَهل خَطّين خَطَّين ، فإن بَقِيَ من الخطوط خطّان فهما علامة النُّجْح. قال : والحازِي يَمحُو وغلامُه يقول للتّفاؤل : ابنَيْ عِيان ، اسرِعا البيان.
قال ابن عباس : فإذا مَحَا الحازِي الخُطُوطَ فبقي منها خَطّ فهو علامةُ الخَيبة في قضاء الحاجة. قال : وكانت العرب تسمي ذلك الخطَّ الذي يَبقَى من خُطوط الحازي : الأسْحم. وكان هذا الخطُّ عندهم مشئُوما.
وروي عن ابن عباس أيضاً أنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ امرأتِه بيدها. فقالت له : أنتَ طالق ثلاثاً. فقال ابن عباس : خَط الله نَوْءَها أَلا طَلَّقتْ نفسها ثلاثاً ، ويروى : خَطّأَ الله نَوْءَها.
قال أبو عبيد : من رواه خَطَّ الله نَوءَها ، جعلَه من الخَطِيطة ، وهي الأرضُ التي لم تُمطَر بين أرضَين ممطورَتين ، وجمعها خَطَائط وأَنشد :
على قلاصٍ تَخْتطِي الخَطائِطا*
قال ذلك الأصمعيّ وأبو عبيدة.
وقال الليث : خَطَّ وجهُ فلانٍ واخْتَطّ ، وخَطَطْتُ بالسيف وَسَطه.
والخَطّ : الكتابة ونحوه ممّا يُخَطّ.
والخِطَّة : الأرض والدَّار يختطّها الرجل في أرضٍ غيرِ مملوكةٍ ليتحجرها ويبنِي فيها ، وجمعُها الخِطط ، وذلك إذا أَذِن السلطانُ لجماعةٍ من المسلمين أن يختطُّوا الدُّورَ في موضعٍ بعَيْنه ويتّخذوا فيها مساكنَ لهم ، كما فَعلوا بالكُوفة والبَصرة وبَغداد ، وإنما كُسِرت الخاءُ من الخِطَّة لأنها أُخْرِجت على مَصدَرٍ بُني على فِعْلَة.
وأما الخُطّة فهي شِبْهُ القِصَّة ، يقال : إن فلاناً ليُكلِّفني خُطّة من الخَسْف.
وسمعت المنذريَّ يقول : سمعتُ إبراهيم الحَرْبِيّ ، وسئل عن حديث النبي صلىاللهعليهوسلم أنه وَرَّثَ النساءَ خِطَطَهُنَ دون الرجال ، فقال : نعم ، كان النبي صلىاللهعليهوسلم أَعطَى نساءً خِطَطاً يسكُنَّها بالمدينة ، شِبْهَ القَطايع ، منهنّ أُمُّ عبْد ، فجعلها لهنّ دون الرجال لا حظّ فيها للرجال.
قال الليث : والْخَطُّ : ضربٌ من البُضْع ، يقال : خطٌّ بها قُساحاً.
ويقال : خَطّه بالسَّيف نِصْفين.
ويقال : الكَلأ : خُطوطٌ في الأرض ، أي طرائق لم يَعُمَّ الغَيثُ البلادَ كلها.
وفي حديث عبد الله بن عمرو في صفة الأرض الخامسة : فيها حَيَّاتٌ كسَلاسل الرَّمل وكَخَطائط بين الشّقائق واحدها خطيطة ، وهي طرائق تفارقُ الشائق في غِلَظِها ولِينها.
والخَطّ : الطريق ، يقال الْزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِم عنه شيئاً.
شمر عن ابن شميل : الأرض الخطِيطة : التي يُمطَر ما حولَها ولا تُمْطَر هي.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الأخَطّ : الدَّقيق المحاسن.
طخ : قال الليث : الطَّخُوخ مِن شَرَسِ الْخُلق وسوءِ العِشرة.
والطَّخْطَخة : تسوِيَة الشيء كنحو السّحاب يكون فيه جُوَب ، ثم يَتَطَخْطَخ أي ينضمّ بعضُه إلى بعض ، وهو الطَّخْطاخ ، ويقال للرجل الضعيف النظر : مُتَطَخْطِخ ، والجميع مُتَطَخْطِخون.
قال : والطَّخْطخة : حكايةُ الضَّحِك ، إذا قال طِيخْ طيخْ ، وهو أقبح القَهقهة.
والطَّخطاخ : اسمُ رجلٍ ، وربما حُكِيَ به صوت الحَلْي ونحوِه.
وقال أبو عبيد : المتَطَخْطِخُ من الغَيْم : الأسوَد.
وقال الأصمعيّ : تطَخْطَخ الليلُ ، إذا أَظلم.
ومثلُه : تَدَخْدَخ ، وذلك إذا كان غَيْمٌ يَسْتُر ضوءَ النجوم.
باب الخَاء والدال
[خ د]
خدّ ، دخّ : مستعملان.
خد : قال ابن المظفَّر : الخَدّ من الوجه : من لَدُن المَحْجِر إلى اللَّحْي من الجانبَين جميعاً. ومنه اشتقَّ اسم المِخدّة ، قال : والخَدّ : جعلُك أخْدُوداً في الأرض تَحفِرُه مستطيلاً ، يقال : خَدَّ خَدّاً ، وأنشد :
رَكِبْنَ من فَلْجٍ طريقاً ذا قُحَمْ |
ضَاحِي الأخادِيدِ إذا الليلُ ادْلَهمّ |
أراد بالأخادِيد شَرَكَ الطريق ، وكذلك أَخَادِيد السِّياط في الظَّهر.
وفي القرآن : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) [البُرُوج : ٤] وكانوا خَدُّوا في الأرض أَخَاديدَ ، وأَوْقَدوا عليها النِّيران حتى حَمِيَتْ ، ثم عَرضوا الناسَ على الكفر ، فمن امْتنعَ أَلْقَوْه فيها حتى يَحترق. والتخْدِيدُ من تخديد اللَّحم إذا ضَمَرَت الدّوابُّ ، وقال جرير يصفُ خيلا هُزِلَتْ :
أَجْرَى قَلائدَها وخَدَّد لحمَها |
أَنْ لا يَذُقْنَ مع الشَّكائمِ عُودَا |
ورجلٌ مُتخَدِّد ، وامرأة مُتخدِّدَة مهزُولٌ قليلُ اللَّحم.
وإذا شَقَّ الجملُ بنابِه شيئاً قيل : خَدَّه ، وأنشد :
قَدّاً بخدَّادٍ وهَذّاً شَرْعَبا*
وقال غيره : رأيتُ خدّاً من الناس ، أي طبَقَة ، وطائفةً ، وقتلَهم خَدّاً فَخدّاً ، أي طبقةً بعد طبقة. وقال الجَعْدِيّ :
شَرَاحِيلُ إذْ لا يمنعون نساءَهم |
وأَفْنَاهُم خَدّاً فخدّاً تَنَقُّلَا |
وروَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الخدّ : الجماعةُ من الناس.
ويقال : تَخَدَّدَ القومُ ، إذا صاروا فِرَقاً.
وخَدَدُ الطريق : شَرَكُه.
وقال أبو زيد : وقال الأصمعيّ : الخُدودُ في الغُبُط والهَوادجِ : جوانبُ الدِّفَّتَين عن يمين وشمالٍ ، وهي صفائح خَشَبها ، الواحد خَدّ.
ورَوَى أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الخَدّ : الطريق. قال : والدَّخّ : الدُّخّان ، جاء به بفَتْح الدال.
ورَوى شمر عن ابن الأعرابيّ : أخَدَّه فخدَّه ، إذا قَطَعَه. وأنشد :
وعَضُّ مَضَّاغٍ مِخَدٍّ مَعْذَمُهْ*
أي قاطع.
وقال ضَرْبةٌ أُخْدُود : شديدةٌ قد خُدَّتْ فيه.
وأخادِيدُ السِّياط في الظَّهر : ما شَقَّت منه.
قال : وأخاديد الأَرْشِية في رأس البئر : تأثيرُ جَرِّها فيه.
وخَدَّ السيلُ في الأرض : إذا شَقَّها بجَرْيِه.
والخَدَّان في صَفْحَتي الوجه ، وهي الْخُدود.
دخ : ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : هو الدُّخان ، والدُّخُ ، والدَّخُ ، والظِّلُّ ، والنُّحاس ، وأنشد :
تحتَ رِواقِ البيْتِ يَغشَى الدُّخَّا*
قال : الدُّخّ ، أراد به الدُّخان.
وقال الليث : في الدُّخّ بمعنى الدُّخان مثله.
قال : ويقال دَخْدَخْناهم ، أي وَطِئْنَاهم وذَلَّلناهم ، وأنشد :
ودَخْدَخَ العدُوَّ حتى اخْرَمَّسَا
وكذلك دَخْدَخْنا البلادَ.
وقال غيرُه : دُخْدِخَ البعيرُ ، إذا رُكِبَ حتى أَعيا وذَلَّ. وقال الرَّاجز :
والعَوْدَ يَشكو ظَهْرَه قد دُخْدِخا
وقال الأصمعيّ : تَدَخدَخ الليلُ ، إذا اختلط ظلامُه ، وتدَخدخَت الظَّلْمَاءُ.
وقال المؤرّج : الدَّخداخ دُوَيْبَّة صفراءُ كثيرة الأرجل وقال الفَقْعَسِيّ :
ضحكَتْ ثم أغربَتْ أَن رأتنِي |
لاقتطاعِي قَوَائمَ الدَّخداخِ |
وفي «النوادر» : مَرَّ فلان مُدخْدخاً ومُزَخزِخاً ، أي مرَّ مُسرِعاً.
باب الخاء والتاء
[خ ت]
ختّ ، تخّ : مستعملان
خت : ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الخَتُ : الطعن بالرِّماح مُدارَكاً.
شمر : الخَتِيت والخَسيس واحد. وقد أَختَ الرجلُ فهو مُخِتٌ ، إذا انكسر واسْتَحيا ، وقال الأخطل :
فمن يَك في أوائله مُخِتّاً |
فإنّك يا وَليدُ بهمْ فخورُ |
ويقال : أَختَ الله حَظَّه وأخسَّه ، بمعنى واحد.
تخ : قال الليث : التَّخْتَخَةُ في بعض حكاية الأصوات ، كأصوات الجِنّان ، وبه سُمِّى التَخْتاخ.
قال : والتَّخُ : العَجين الحامص. تخَ العجينُ يَتِخُ تُخوخاً ، وأَتَخَّه صاحبُه إتْخاخاً. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : التَّخّ : العجينُ المسترخِي.
[باب الخاء والظاء]
خ ظ
أهمله الليث.
خظ : ورَوى أبو العباس عن عَمرو عن أبيه أنّه قال : أخَظَّ الرجلُ ، إذا استرخَى بطنُه وانْدَالَ.
[باب الخاء والذال]
خ ذ
أهمله الليث.
خذ : وفي «نوادر الأعراب» : خَذَّ الجُرحُ خَذِيذاً ، إذا سال منه الصَّديد.
ذخ : رجُلٌ ذَخْذَاخٌ يُنزِل قبل الخِلاط.
ثعلب عن ابن الأعرابي : رجلٌ ذَوْذَخٌ ، وهو الزُّمَّلِق الذي يُنزِل قبل أن يُفْضِي إلى المرأة.
[باب الخاء والثاء]
خ ث
أهمله الليث.
خث : ورَوى أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال : الخُثَّةُ : البَعْرة اللَّيِّنة : قلتُ : أصلُها الخِثْيُ.
[باب الخَاء والراء]
خرّ ، رخَّ : مستعملان.
خر : قال الليث : الخَرِيرُ : صوتُ الماء وصوتُ الرِّيح. قال : وخَرير العُقاب : حَفِيفة.
وقد يُضاعَفُ إذا تُوهِّمَ سُرْعةُ الخَرِير في القَصَب ونحوه ، فيُحمَل على الخَرْخَرة ، وأما في الماء فلا يقال إلّا خَرْخرة.
قال : والهِرّة خَرُورٌ في نَوْمِها. والخَرْخَرة : صوت النَّمِر في نَوْمِه ، يُخَرْخِرُ خَرْخَرةً ، ويَخِرُّ خَرِيراً.
ويقال لصوته : الخَرِير ، والهرِير ، والغَطِيط.
أبو العباس عن سلمة عن الفراء : خَرَّ الماءُ يَخِرّ خَرِيراً ، فهو خارٌّ.
وخَرَّ الميت يَخِرُّ خَريراً ، فهو خارٌّ ، وخَرَّ الحجرُ ، إذا تَدَهْدَى من الجَبَل يَخُرُّ خُرُوراً بضمّ الخاء ، من يَخُرّ.
وروي عن حَكيم بن حزام أنه أَتَى النبيَّ صلىاللهعليهوسلم فقال : أبايعك على ألَّا أَخِرَّ إلّا قائماً. فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : أمّا مِنْ قِبَلِنا فلستَ تَخِرُّ إلّا قائماً.
قال الفراء : معناه أَلَّا أَغْبَن ولا أُغْبِن ، فقال النبي : لستَ تُغْبن في دِينٍ ولا شيءٍ من قِبَلنا ولا بَيْع.
وقال أبو عبيد : معنى قوله : ألَّا أَخِرّ إلَّا قائماً ، أي لا أموت ، لأنه إذا مات فقد خَرَّ وسَقَط ، إلَّا قائماً أي ثابتاً على الإسلام.
قال : وقول النبي صلىاللهعليهوسلم : أمّا مِن قَبلنا فلستَ تَخِرّ إلّا قائماً ، أي لَسْنَا نَدعُوكَ ولا نُبايعك إلّا قائماً ، أي على الحقّ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : خرّ الرجل يَخُرّ ، إذا تَنعَّمَ وخَرَّ يَخُرّ ، إذا سَقَط. قاله بضم
الخاء.
قلتُ وغيره يقول : خرّ يَخِرّ بكسر الخاء.
قال : والخُرْخور : الرجل الناعم في طعامه وشرابه ، ولباسه وفراشه.
وقال غيره : يقال لِخُذْرُوفِ الصبيّ الذي يُديرُها خَرّارة ، وهو حكايةُ صوتِها : خَرْخَرْ.
والخَرّارة : عينُ الماء الجارية ، سمّيتُ خَرّارةً لخَرير مائها ، وهو صوتُه.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الأخِرَّة ، واحدها خَرِير ، وهي أماكنُ مطمئنَّة تنقاد بين الرَّبوتَين.
قال : وأخبرني خلف الأحمر أنّه سمع العَرَب تنشد :
بأَخِرّةِ الثَّلَبوتِ يَربأُ فوقَها |
قَفْرَ المراقِبِ خوفَها آرامُها |
فأما العامّة فتقول أحِزّة ، وإنما هو بالخاء ، والبيتُ للبيد.
أبو عبيد عن الأصمعي : فإن اضطَرَبَ بطنُه مع العِظَم. قيل : تَخَرْخَرَ بطنُه ، وأَنشد غيره قولَ الجعديّ :
فأَصبَح صِفْراً بطنُه قد تَخَرْخَرا*
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : خُرَّ إذا جَرَى وخَرَّ إذا ماتَ.
رخ : قال الليث : الرَّخَاخ : لِينُ العَيش.
أبو عبيدة عن أبي عمرو : الرَّخاخ هو الرِّخوُ من الأرض.
شمر عن ابن الأعرابيّ : أرضٌ رَخَّاء رِخْوة ليِّنَة. وقال ابن مُقبل :
ربيبةُ حقفٍ دافَعتْ في حقوفها |
رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحوان المديَّما |
أي إنه لم يُصِبْها من الرَّخاخ شيء ، ورَبيبَةٌ : بَقَرة ، وقوله : والأُقْحُوان ، أي وثَغْراً كالأُقْحوان.
وقال ابن شميل : رَخَّاء الأرض : ما اتسع منها ولان ، ولا يَضرُّك استَوى أو لم يَسْتَوِ ، وأَنشد لابن مُقبِل أيضاً :
فلبَّدَه مَسُّ القِطارِ ورَخَّه |
نعاجُ رُوافٍ قبل أن يَتَشدَّدَا |
قال : رَخَّه وطِئَه فأَرْخاه. ورُواف : موضع.
وروي في الحديث «يأتي على الناس زمانٌ أفضلُهم رَخاخاً أقصَدُهم عَيْشاً».
قال : الرخاخ : لين العيش وقال ابن الأعرابيّ : ارتخّ العجينُ ارتخاخاً ، إِذا استَرخى ، وارتَخَ رأْيهُ إذا اضطَرَب. وسَكْران مُرتَخّ ومُلْتَخّ ، بالراء واللام.
وقال الليث : الرُّخّ : مُعرَّب من كلام العَجَم من أدوات لُعْبَةٍ لهم.
والرَّخّ : نَباتٌ هَشّ.
أبو زيد : الرَّخَّاءُ : الأرضُ المنتفِخة التي تُكْسَرُ تحتَ الوَطْءِ ، وجمعُها الرَّخاخيّ.
قال : والنَّفْخاء مِثلُها ، وجمعُها النّفاخيّ.
وقال غيره : هي الرَّخاء والسَّخاء والسَّوخة.