تهذيب اللغة - ج ٦

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٦

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٢

قال : ومنه قولُهم : دُهْدُرَّين ودُهْدُرَّيْه للرجل الكذوب.

وقال أبو زيد : العرب تقول : دُهْدُرّان لا يُغنِيان عنك شيئاً.

دلهث : وقال الليث : الدِّلهاث : هو السريع المتقدِّم. قلت : كأن أصلَه من الاندلاث ، وهو التقدُّم فزيدت الهاء. وقيل : الدِّلْهاث : الجريء المِقدام ويقال للأسد : دِلْهاث.

دهبل : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : دَهْبَلَ ، إذا كَبَّر اللُّقَمَ ليُسَابِق في الأكل.

دهدم : ويقال : دَهْدَمْتُ البناءَ ، إذا كسَرتَه.

وقال العجاج :

والنُّؤَى بعدَ عهدِه المُدَهْدَمِ *

وتدَهْدَمَ الحائطُ وتَجَرْجَمَ ، إذا سَقط

دهدأ : أبو عبيد ، عن أبي زيد : ما أدري أيُ الدَّهْدأ هو؟ ، مهموزٌ كقولك : ما أدري أيُّ الطَّمْشِ هو.

بهدر : شمر ، عن أبي عدنان قال : البُهْدُرِيّ والبُحْدُرِي : المُقَرْقَم الذي لا يَشبُّ.

أبو عبيد : الفُرْهُد : الحادِرُ الغليظ من الغِلْمان.

باب الهاء والتاء

[هت]

هتمل : أبو عبيد : الهَتْمَلَة : الكلام الخَفِيُّ ، وأنشد قولَ الكُمَيت :

ولا أشهد الهُجْرَ والقائليه

إذا هُمْ بَهينمةٍ هَتْملُوا

وقال أبو زيد : المتْمَهِّلُ : المعتدِل وقد اتْمَهَلّ سَنام البعير واتمألّ ، إذا انتصب واستقام ، فهو مُتْمَهِلّ ومُتَمَئِّل.

ورَوى الرّياشيُّ عن الأصمعيّ أنه قال : عن يَسارِ ضَرِّية ـ وهي قريةٌ ـ رَكايا يقال لها : هَرامِيت وحولها جِفار ، وأنشد :

بقايا جِفارٍ من هراميتَ نُزَّحِ*

وقال النضر في هراميتَ : هي ركايا خاصة.

بهتر : أبو عبيد ، عن الأصمعيّ قال : البُهْتُر والبُحْتُر : القصير ، وامرأة بُهْتُرة. قلتُ : وجمعُها البهاتر والبَحاتِر ، وأنشد ابن السكيت :

عَنَيْتُ قَصِيراتِ الْحِجالِ ولم أُرِدْ

قِصَارَ الخُطَى شَرُّ النِّساءِ البهاتِرُ

أهملت الهاء مع الظاء.

باب الهَاء والذال

[هذ]

لهذم : الليث : اللهْذَم : كلُّ شيء حادٍّ من سِنانٍ وسَيف قاطع. ولَهذَمَتُه : فِعْلُه.

هذرم : والهَذْرَمة : كثرةُ الكلام. ورجلٌ هُذارِم وهُذارِمَةٌ ، وقد هَذْرَمَ في كلامه ، والهَذْرَمة : قِراءةٌ في سرعة ، وأنشد أبو عبيد :

وكان في المجلس جَمَ الهذْرَمَهْ *

أراد أنه كان كثيرَ الكلام.

والتَّلَهْذُمُ : الأكل ، قال سُبَيع :

لولا الإلهُ ولولا حَزْمُ طالبها

تَلَهذَمُوها كما نالوا من العِيرِ

هذلم : والهَذْلمَةُ : مشيٌ في سرعة ، وأنشد فيه :

٢٨١

قد هذْلَم السارقُ بعد العَتَمَهْ

نحو بيوتِ الحيِّ أيّ هذْلَمهْ

هربذ : أبو عبيد : الهِرْبِذَى : مِشية تُشبِه مِشية الهَرابذَة وهمْ حكام المَجُوس.

باب الهَاء والثاء

[هث]

هرثم : هَرْثَمةُ : من أسماء الأسد. والهَرثمةُ : العرْثمةُ ، وهي الدائرة ، التي وَسَط الشَّفة العليا. وهَرْثَمةُ : من أسماء الرجال.

هنبث : وقال ابن الأعرابيّ في قول رؤبة :

وكنتُ لمّا تُلْهِني الهَنابِثُ *

يقال : وقعتْ بين النَاس هَنابِثُ ، وهي أمورٌ وهَناتِ ، قلتُ : واحدتُها هَنْبَثَة ، وأنشد غيرُه قول الشاعر :

قد كان بَعْدَكَ أنباءٌ وهَنْبَثَةٌ

لو كنتَ شاهدَ هالم تَكثُر الخُطَبُ

[باب الهاء والراء ه ر]

هرمل : ثعلب عن ابن الأعرابي : هَرْمَلَ شَعْرَه ، إذا زَلَقَهُ.

وقال أبو عبيد : شَعرُه هَرَامِيل إذا سقَط ، وأنشد غيره :

قد هَرْمَلَ الصيفُ من أَعْناقِها الوَبرَا

وقال الليث : الهُرْمُولةُ : الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ مِن ذَناذِن القَمِيص ، وأنشد :

كأَنَّ رِيشَ ذُناباها هَرَامِيلُ *

برهم : وقال الأصمعيّ : بَرْهم وبَرْشمَ ، إذا أدامَ النظر ، وأنشد :

ونظراً هَوْنَ الهُوَينى بَرْهَما*

وقال الليث : بَرْهَمةُ الشجر : بُرْعُمَتُه ، وهو مجتمع نوْرِه.

والبهْرَمانُ : ضَربٌ من العُصفُر.

بهرامج : وقال أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الرَّنْفُ : بَهرامَج البرّ ، قال : ولا أدري ما بَهْرَامَجُ البرّ؟

هنبر : وقال الليث : الهِنبِرَة : الأتان.

أبو عبيد ، عن أَبي عمرو : الهِنْبِر : الجحش. ومنه قيل للأَتان : أُمُ الهِنْبِر : وقال الليث : أُمُ الهِنْبِر وأبو الهِنبِر : هما : الضَّبُعُ ، والضِّبْعَانُ.

وقال الأصمعيّ : الهِنْبِر الضَّبُع ، وأنشد :

مُلْفَيْنَ لا يَرمُون أمَ الهِنْبِرِ*

وقال غيره : أمّ الهِنْبِر : هي الحِمارة الأهليَّة.

وفي حديث كعب أَنَّه ذكَر الجنّة فقال : فيها هَنابِيرُ مِسكٍ يَبعثُ الله عليها ريحاً تُسمَّى المُثِيرَة ، فتُثِير ذلك المِسكَ على وجوههم.

قيل : الهنابيرُ والنَّهابيرُ : رمالٌ مُشرِفةٌ واحدتُها هُنْبورَة ونُهبورة.

نهبر : وقال : النهابير : الرِّمال ، واحدُها نُهبور ، وقوماً أَشرف منه.

تيهر : قال : والتَّيْهُورُ : ما اطمأنّ منه.

وروي عن ابن مسعود أنه قال : من جَمعَ مالاً من مَهَاوِشَ أَذْهَبه الله في نهابر.

قال أبو عبيد : النهابر : المهالك ههنا.

وروي عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان : إنّك قد ركبتَ بهذه الأمّة نهابِيرَ من الأمور ، فتُبْ منها ، يعني بالنهابير

٢٨٢

أموراً شِداداً صعبةً ، شَبهها بنَهابير الرَّمل ، لأن المشي يَصعُب على مَن رَكِبَها.

وقال نافع بن لَقِيط ، أَنشده ابن الأعرابي له :

ولأحْمِلنْكَ على نَهابر إنْ تَثِبْ

فيها وإنْ كنتَ المُنَهِّتَ تعْطَبِ

وقال ابن الأعرابي : الهنَّبْر : الأدِيم ، والهِنْبِرُ : ولدَ الأَتان ، وأنشد ابن الأعرابيّ :

يا فَتًى ما قتلْتُمُ غير رُعْبُو

بٍ ولا من قُوارَة الهِنَّبْرِ

قال : الهِنَّبْر : الأديم هاهنا.

وقيل في قوله : فيها هَنابيرُ مِسْك ، يريد أَنابير مِسْك ، وهي كُثْبان مُشرفة ، أُخِذ من انتِبار الشيء ، وهو ارتفاعُه.

والإنْبارُ من الطعام مأخوذُ منه قُلِبت الهمزةُ هاء.

[باب الهاء واللام

ه ل]

نهمل : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : نهْمَلَ [نَهْبَلَ] ، إذا أَسَنَّ.

نهبل : وقال الليث : شيخٌ نَهْبَل ، وعَجوزٌ نهْبَلة.

وقال أبو زَبيد الطائيّ :

مأوَى اليتيم ومأوى كلِ نهْبَلةٍ

تأوِي إلى نهْبَلٍ كالنَّسرِ عُلفوفِ

هنبل : قال : وهَنْبل فلانٌ ، وجاء مُهَنْبِلاً ، إذا مَشَى مِشْيَة الضَّبُع وأنشد قوله :

مثل الضِّباع إذا راحتْ مُهَنْبِلةً

أدْنى مآوِيها الغِيرانُ واللُّجُفُ

فلهم : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : قال الفَلْهَم فَرْجُ المرأة.

ملهم : قال : ومَلْهَم : قَرْيَةٌ باليمامة.

قال : والمِلْهَمُ : الكثيرُ الأكل.

مرهم : وقال الليث : مَرْهَم هو أَلينُ ما يكونُ من الدّواء الذي يُضمَّد به الجرْحُ.

يقال : مرهَمْتُ الجُرحَ.

سرهف وشرهف : أبو تراب : سَرْهَفَ غِذاءَه ، وشَرهفَه ، إذا أحسَن غِذاءَه.

بهكل ـ بهكن : وقال : المؤرّج : امرأة بَهْكَلة وبهْكَنة : للغَضَّة ، وهي ذاتُ شَبَابَ بَهْكَل وبَهْكَن وأنشد :

وكَفَلٍ مِثلِ الكَثيبِ الأهْيَلِ

رُعْبُوبةٍ ذات شَباب بهْكَلِ

هلبت : أبو عبيد عن الفراء قال : الهِلْبَوْتُ : الأحمق.

بلهن ـ رفهن : والبُلَهْنِيَة والرُّفَهْنِيَة والرُّفَغْنِيةُ : سَعَةُ العَيْش والخِصْب.

٢٨٣

باب خماسي الهَاء

قلهزم ـ القلهبسة : قال ابن المظفّر : القَلَهْزَمُ : الرجل المرتَبعُ الجَسِيمُ الذي ليس بِفرْجِ الرأي ولا طريرٍ في المنطِق ، ليس من عِظَم رأسه ، ولا مِن صِغَره.

ويقال : هو الضّخم الرأس واللِّهْزِمَتَين.

وقال ابن السكيت : القَلَهْزَم : القَصير.

قال : والقَلَهْبَسَةُ : من حُمُر الوحش : المسِنَّةُ.

قهبلس : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : القَهْبَلِس : القَمْلَة الصغيرة.

همرجل : الليث : الهَمَرْجَلُ : الجواد السريع ، وجملٌ هَمَرْجَل : سريع ، وأنشد :

يَسُفْنَ عِطْفَى سَنِمٍ هَمَرْجَلِ *

ونَجاءٌ هَمَرْجَل.

وقال ذو الرمة :

إذا جَدَّ فيهنّ النَّجاءُ الهَمَرْجَلُ

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الهَمَرْجَلة : الناقة السريعة.

وقال ابن الأعرابيّ : الهَمَرْجَل : الجملُ الضَّخم. ومثله الشَّمردَل ، وتجمع الهَمَرْجَلة هَمَرْجَلَات.

دلهمس : والدَّلَهْمَسُ : من أسماء الأسد ، ومنه قول الرّاجز :

أَوْ أَسَدٌ في غِيله دَلَهْمَسُ

برهمن : والبِرَهْمَنُ بالسُّمَنيَّة : عالمهُم وعابدهم.

كنهبل : وقال أبو عبيد : الكَنهبَلُ : شجرٌ ، واحدتها كَنَهْبَلة.

وقال ابن الأعرابيّ : هي شجرٌ عظام معروفة.

سمهدر : سلمة عن الفراء : غلامٌ سَمَهْدَر ، يَمدَحُه بكثرة لحمِه.

وقال الأخفش : بلدٌ سَمَهْدَرٌ : بعيدُ الأطراف ، وأنشد :

ودُونَ ليلَى بلدٌ سَمَهْدَرُ

هبركل : وقال ابن الفرج غلامٌ هَبَرْكل : قويّ.

قال : وأَنشدتْنا أمّ البُهلُول :

يا رُبّ بيضاءَ بِوَعْثِ الأَرْمُلِ

قد شُغِفَتْ بِناشيءٍ هَبَركلِ

قهبلس : أبو عمرو : القَهْبَلِسُ تُوصَف به الكَمَرَةُ ، وأَنشد :

كَمرَةٍ قَهْباء قَهبَى قَهْبَلِسْ

يَجْمِلُهَا راعِي خَلِيَّاتٍ شُمُس

وقال أبو تراب : القَهْبَلِسُ : الأبيض الذي تعلُوه كُدْرَة.

وقال الأصمعيّ : وإذا صَغُرَ خَلْقُه وجَعُد قيل له : قَلَهْزَمٌ.

٢٨٤

كنهبل : النَّضر عن الجَعديّ : الكَنَهْبُلُ من الشَّعِير : أضخمُه سُنْبلةً ، قال : وهي شعيرةٌ يَمانيَّة حمراءُ السُّنبُلة صغيرةُ الحبّ.

وقال أبو عمرو : ليلٌ دَلَهْمَسٌ : شديدُ الظُّلمة ، وظلمة دَلَهمسة : هائلة الظُّلمة ، قال الكميت :

إليكَ في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ الطْ

طامِسِ مثل الكواكبِ الثُّقُبِ

أبو عبيد : الدَّلَهْمَسُ : الأسد لجرأته وقوّته ، ورجلٌ دَلَهْمَسُ اللّيل : جريء الليل إذا سَرَى فيه.

وقال النضر : الدَّلَهْمَس الذي لا يهولُه شيءٌ ليلاً ولا نهاراً.

هندويل : أبو عمرو : الهَنْدَوِيلُ : الضعيفُ الذي فيه استرخاء ، ونُوكٌ.

دهدموز : والدَّهْدَمُوز : الشديد الأكل ، وأنشد :

لا تُكْرِيَنَّ بعدَها عجوزاً

واسعةَ الشِّدْقَين دَهدَمُوزا

تَلقَمُ لَقْماً كالْقَطَا مَكنوزَا

هيجبوس : قال : والهَيْجَبُوس : الرجل الأهوَج الجافي ، وأنشد :

أحقٌّ ما يُبَلِّغُني ابنُ تُرْنَى

من الأقوامِ أهوجُ هَيْجَبوسُ

جيهبوق : وأخبرني الإياديُّ عن أبي الهيثم أنّه قال : الْجَيْهَبُوق : خُرْءُ الفار.

تلهلأ : قال : وتَلَهلأتُ ، أي نَكَصْتُ.

هيدكور : وقال أبو عَمرو : الهَيْدكُور : الخاثر من الألبان ، وأنشد :

قلنَا له اسقِ ضَيْفَك النَّمِيرا

ولبناً يا عَمرو هَيْدَكُورا

وقال ابن شميل ؛ الهَيْدكُو : الشّابّة من النِّسَاء ، الضَّخمةُ ، الحَسَنة الدَّلّ في الثياب ، وأنشد :

بَهْكَنَةٌ هَيفاءُ هَيْدكُورُ*

هزبلية : ابن السكيت : ما فيه هَزْبَلِيلَةٌ ، إذا لم يكن فيه شيءٌ.

آخر كتابِ الهاء والمِنّةُ لله على نعَمِه.

٢٨٥

كتاب حرف الخاء من تهذيب اللغة

أبواب المضاعف

خ غ

أهملت الخاء مع الغين.

[باب الخاء والقاف]

[خ ق]

استعمل من وجوهه : خقّ ، وخقخق.

خق ـ خقخق : قال ابن المظفَّر : الخقِيق : زُعاقُ قُنْب الدّابّة ، فإِذا ضُوعِف مخفَّفاً قيل : خَقْخَقَ.

قال : ومن الأحراح مُخِقّ ، وإخْقاقُه صوتُه عند النَّخْج ، وتقول : خَقّتْ الأتانَ تَخِقّ خقيقاً ، وكذلك كلُّ أَتان ودابّة أنثى ، وهو صوتُ حيائها من الهُزال والاسترخاء عند المجامَعة ، ونحو ذلك ، وأتان خَقُوقٌ : واسعة الدُّبر.

ويقال في السِّباب : يا بنَ الخَقُوق.

أبو عبيد عن أبي زيد : الخَقوق من الأُتنِ : التي يُصوّتُ حَياؤها ، وقد خَقّت تخِقّ ، ويكون ذلك من الهُزال.

وقال أبو عبيدة في كتاب «الخَيل» : الخَقاق : صوتٌ يكون في ظَبْية الأُنثى من الخيل من رَخاوةِ خِلْقتها وارتفاع مُلتَقاها ، فإِذا تحرّكت لعَنَقٍ أو غيره احْتَشَت رحِمُها الريحُ ، فَصَوتَتْ فذلك الخِقاق.

قال : ويقال للفرس من ذلك : الخاقُ.

أبو عبيد عن أبي : زيد : قال : إذا اتّسعت البَكْرة أو اتّسع خرْقُها عنها. قيل : أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً ، وهو أن يَسُدَّ ما اتسع منها بخَشَبة ، أو بحَجَر ، أو غيره.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنَّ رجلاً كان واقفاً معه وهو معه وهو مُحْرِم ، فَوقَصتْ به ناقتُه في أخاقِيق جِرْذان ، فمات.

وقال أبو عبيد : قال الأصمعيّ : إنما هي لخَاقِيقُ جِرذانٍ ، واحدها لُخْقُوق ، وهي شُقوقٌ في الأرض.

قلت : وقال غيره : الأَخاقيق صحيحة ، كما جاء في الحديث ، واحدها أُخْقوق مثل أُخدُود ، وأَخَاديد.

والخَقّ والخدّ : الشَّقُّ في الأرض.

يقال : خَدَّ السيلُ فيها خدّاً وأَخَقَ فيها خَقّاً.

وقال ابن شميل : خَقَ السَيلُ في الأرض خَقّا ، إذا حَفَر فيها حَفْراً عميقاً.

٢٨٦

وقال غيره : كتب عبدُ الملك بن مروان إلى وكيل له على ضيعة له : أما بعد فلا تَدَعْ خَقّاً في الأرض ولا لَقّاً إلا سَوَّيْتَه.

وأنشد شمر للعين المِنْقَرِيّ :

وقاسِحٍ كعَمُودِ الأَثْلِ يَحْفِزُه

وِرْكا حِصانٍ وصُلْبٌ غيْرُ مَعْروقِ

مِثل الهِراوة مِئْتَامٍ إذا وَقَبَتْ

في مَهبِل صادَفتْ داءَ اللخاقيقِ

وقال الليث : الأُخْقُوق : نُقَرٌ في الأرض وهي كُسورٌ فيها وفي مُنفَرِج الجبال ، وفي الأرض المتفقِّرة.

قال : والأُخْقوق : قَدْرُ ما يختفِي فيه الرجل والدابّة.

قال : ومن قال : اللُّخقُوق فإنما هو غَلَط من قِبل الهمزة مع لامِ المعرفة.

قلت : هي لغةٌ لبعض العرب يتكلم بها أهل المدينة ، وبهذه اللغة قرأ نافع ، يقولون : قال أَلَحْمَرُ ، يريدون : قال الأحْمَر ، ومنهم من يقول : قال لَحْمَرُ ، قال ذلك سيبويه والخليل ، حكاه الزّجاج.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الخَقَقَةُ : الرَّكَوات المُتَلاحِمات ، والخَقَقَةُ أيضاً : الشُّقوق الضيقة.

وفي «النوادر» يقال : استخَقَ الفَرسُ وأخَقَ وامتَخض : إذا استرخى سُرْمُه ، يقال ذلك في الذّكر.

خ ك

خَكَّ ، كخّ : مهملان.

باب الخَاء والجيم

[خ ج]

خجّ ، جخَّ : مستعملان.

خج : قال الليث : الريح الخَجُوج : التي تَخُجُ في هُبوبِها ، أي تَلتوِي ولو ضوعف قيل : خَجْخَجَتِ الرِّيحُ كان صواباً ، واختَجّ الجملُ والناشط في سَيْرِه وعَدْوِه ، إذا لم يَستقِم.

أبو عُبيد ، عن الأصمعيّ : الخَجُوج من الرياح : الشديدة المَرّ.

وقال الليث : الخَجْخَجَة سُرعة الإناخة وحُلولِ القوم.

والخَجْخَجَة : الانقباض في موضع يَخنَى فيه.

ويقال أيضاً بالحاء ، ورجلٌ خَجّاجَة : أَحمَق لا يَعقِل. والخَجْخاجُ من الرجال : الذي يَهمِر الكلام ليس لكلامه جِهة.

قلت : لم أسمع رجلٌ خَجّاجَة في نَعْت الأحْمَق إلا ما قرأتُه في كتاب الليث.

والمسموعُ من العرب رجلٌ جَخّاية ، قاله ابن الأعرابي وغيره.

شمر : ريح خَجُوجٌ وخَجَوْجاةٌ : تَخُحّ في كل شَقٍّ ، أي تَشْتَقّ.

قال : وقال ابن الأعرابيّ : ريح خَجَوْجاةٌ : طويلةٌ دائمة الهبوب.

٢٨٧

وقال أبو نصر : هي البعيدة المَسلَك الدائمة الهبوب.

وقال ابن أحمر يصف الريح :

هَوْجاءُ رَعْبَلة الرَّواح خَجَوَ

جاة الغُدُوِّ رَواحُها شَهْرُ

قال : والأصل خَجُوج ، وقد خَجَّت تَخُجُ ، وأنشد أبو عمرو :

وخَجّت النَّيْرَجُ من خَرِيقها*

وقال النضر : الخَجخاج من الرّجال الذي يُرِي أنه جادٌّ في أمْره وليس كما يُرِي.

أبو عبيد ، عن الفرّاء : خَجْخَج الرجلُ وجَخْجَخ ، إذا لم يُبدِ ما في نفسه.

قلتُ : وهذا يَقرُب من قول النضر ، وهو أصحُّ ممّا قاله الليث في الخَجْخاج.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الخَجَوْجَى من الرّجال : الطويل الرِّجْلين.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الخَجُ : الجِماع الخَجُ : الدَّفع.

وفي «النوادر» : الناسُ يَهُجُّون هذا الوادي هَجّاً ويَخجُّونه خَجّاً ، أي ينحدرون فيه ويطؤنه كثيراً.

جخ : في حديث البراء بن عازب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا صلى جَخَ.

قال شمر : يقال : جَخَّى الرجلُ في صلاته ، إذا رفَع بطنه. قال : وجَخَّى تجْخِيَةً إذا جَلَس مُسْتَوْفِزاً في الغائط.

قال : وقال ابن الأعرابيّ : ينبغي له أن يُجخِّي ويُخَوِّي ، والتَّجخية : إذا أراد الركوعَ رفعَ ظهره.

وقال أبو السَّمَيْدَع : المجخِّي : الأقْحَج الرِّجلين. قال : وجَخّت النجومُ تجْخِيَةً وخَوّتْ تخْوِيةً : إذا مالت للمغَيب.

عمرو ، عن أبيه : خَجَ جارِيتَه إذا مَسحها وجَخَ إذا تَفتَّح في سُجوده وغيره.

وقال أبو العباس في تفسير حديث البَراء معنى جَخَ ، أي فَتَح عَضُدَيه في السجود ، وكذلك جَخَّى واجْلخَّ ، كلُّه إذا فَتَح عضُديه في السجود.

وقال الفرّاء : جَخَ : تحَوَّلَ من مكانه إلى مكان ، والقول ما قال أبو عمرو.

وفي حديث آخر : إن أردتَ العِزّ فَجخجخْ في جُشَم.

قال الليث : الجَخْجَخَة : الصياح والنداء ومعنى الحديث صِحْ ونادِ فيهم وتحوَّلْ إليهم ، وأنشد أبو الهيثم للأغْلَب :

إنْ سَرَّك العِزُّ فجَخْجخْ في جُشَمْ*

قال أبو الهيثم : جَخْجِخ بها : ادعُ بها تُفاخِرْ معك.

قال : ويقال : بل جَخْجِخْ ، بها أي ادخُلْ بها في معظمها وسوادِها الذي كأنه ليل ، وقد تجخْجخ : أي تراكبَ ، واشتدت ظُلمتُه.

قال : وأنشدنا أبو عبد الله :

لمَن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخَا

طافَ بنا والليلُ قد تجخجَخَا

٢٨٨

قال أبو الفضل : وسمعتُ أبا الهيثم يقول : جَخجَخَ أصله جَخْ جَخْ ، كما تقول : بَخْ بَخْ كلمة يُتكلَّم بها عند تفضيلك الشيء ، وكذلك بَدَخْ ، مثل بَخْ وجَخْ ، وأنشد :

نحن بَنو صَعْبٍ وصعبٌ لأسَدْ

فَبِدَخٌ هل تُنكِرَنْ ذاك مَعَدّ؟

باب الخاء والشين

[خ ش]

خشّ ، شخّ : [مستعملان].

خش : قال الليث : الخَشُ جَعلُك الْخِشاشَ في أنفِ البعير ، وجمعُه أَخِشّة.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الخِشاش : ما كان في العَظم إذا كان عُوداً ، والعِران : ما كان في اللحم فوقَ الأنف. وقد خَشَشتُ البعيرَ فهو مخشوش.

أبو عبيد عن الأصمعيّ أيضاً : خَشَشْتُ في الشيء دخلتُ فيه.

قال زهير :

فَخَشَ بها خِلالَ الفَدْفدِ*

أي دخل بها.

أبو عبيد عن الأصمعيّ الخِشاش : الحيَّة بالكسر. والخِشاش : الرجل الخفيف بالكسر.

قال : والخَشاش : شِرارُ الطير ، هذا وحدَه بالفتح.

وقال ابن الأعرابيّ : الرجل الخفيفُ خَشاش أيضاً. رواه شمر عنه. قال : وإنما سمي به خَشاشُ الرأس من العِظام ، وهو ما رَقَّ منه ، وكلُّ شيء رَقَّ ولَطُف فهو خَشاش.

وقال الليث : رجل خَشاش الرأس ، فإذا لم تَذكُر الرأسَ فقل : رجل خِشاش بالكسر.

وفي الحديث : أن امرأةً ربطتْ هِرَّة فلم تُطعِمْها ولم تَدَعْها تأكل من خَشاش الأرض.

قال أبو عُبيد : يعني مِن هَوامّ الأرض ودَوابِّها وما أشبهها.

وفي حديث عمر : أنّ قبيصة بن جابر قال له : إني رمَيتُ ظبياً وأنا مُحرِم فأصبتُ خُشَشَاءَه ، فأَسِنَ فمات.

قال أبو عبيد : الخُشَشاء : هو العَظم الناشزُ خَلفَ الأذن ، وفيه لغتان : خُشَّاء ، وخُشَشاء.

وقال الليث : الخُششاوان : عَظْمان ناتئان خَلْفَ الأذنين.

وقال العجاج :

في خُششَاوَى حُرَّةِ النَّحْرِيرِ*

قال : والخَشْخشة : صوتُ السِّلاح.

قال : وفي لغة ضعيفةٍ : شَخْشخة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال لصوت الثوب الجديد إذا حُرّك : الخَشْخشة ، والنَّشْنَشَة.

قال : والخَشُ : الشيء الأخشن ، والخَشُ : الشيء الأسوَد.

٢٨٩

أبو عبيد عن أبي عمرو : الخَشْخاش : الجماعة الكثيرة من الناس ، وأنشد :

في حَوْمة الفَيلق الجأْواء إذ نزلَتْ

قَسْرٌ وهَيْضلُها الخَشخاش إذ نزلوا

قال : وقال أبو عمرو : رجل مِخَشٌ ، ومِخْشف ، وهما الجريئان على هَوْل الليل.

وقال غيره : الخَشُ : القليل من المطر ، وأنشد :

يُسائلني بالمُنْحَنى عن بلادِه

فقلت : أصابَ الناسَ خَشُ من القَطْر

وانخَشَ الرجلُ في القوم انخِشاشاً : إذا دَخل فيهم.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الخَشَّاء أرضٌ فيها رَمْل ، يقال : أَنْبَطَ في خَشَّاء.

وقال : الخَشُ : أرضٌ غليظةٌ فيها طين وحَصْباءُ.

شمر عن الفَقْعسيّ : الخَشاش : حيَّةُ الجبَل لا تُطْنِي ، قال : والأفْعى : حيّة السَّهل ، وأنشد :

قد سالَم الأفعَى مع الخَشاشِ *

وقال ابن شميل : الخَشاش : حيّة صغيرة سمراء أصغرُ من الأرْقم.

قال : والخَشاش : من دوابِّ الأرض والطير : ما لا دُماغَ له. قال : والحيّة لا دُماغ له ، والنعامة لا دُماغَ لها ، والكَرْوانُ لا دُماغَ له.

وقال : كروانٌ خَشاش ، وحُبارَى خَشَاش سواء.

وقال أبو أسلم : الخَشَاش من دوابِّ الأرض : الصغير الرأس اللطيف.

قال : والحِدَأ ومُلاعِبُ ظلِّه. خِشَاش.

قال ابن الأعرابيّ : الخَشاشُ : الخفيف الرُّوح الذكيُّ ، وأنشد :

أنا الرجلُ الضَّرْب الذي تعرِفونه

خَشاشاً كرأس الحيَّة المتوقِّدِ

وقال أبو خَيرة : الخَشاش : حيَّةٌ بيضاء قلّما تُؤذِي. وهي بين الحُقَّاثِ والأرْقم والجميع الخِشّان.

عمرو عن أبيه : يقال للرجالة : الخَشُ والجَشُّ والصَّفُّ والبَثُّ. قال : وواحد الخَشّ : خاشٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الخَشاش : الغَضَبُ ، يقال : قد حرّك خشاشَه ، إذا أَغضَبه.

والخُشاش : الشجاع ، بضم الخاء.

قال : والخُشَيش : الغزال الصغير ، والخُشَيش : تصغيرُ خُشّ ، وهو التَّلُّ ، والخَشاش الجُوالِق ، وأنشد :

بين خَشاش بازلٍ جِوَرِّ*

شخ : قال الليث : يقال للصبيّ : شَخَ الصبيُّ ببَوْله : إذا أسمَعك صوتَه ، وذلك إذا امتدَّ كالقضيب.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : الشَّخُ : البَوْل ، وأنشد :

٢٩٠

وكان أَكْلاً دائماً وشَخَّا

أي يَشُخّ ببَوْله لا يَقدِر أَن يحبسه.

وقال غيره : هو الشَّخْشخة أيضاً.

وقال ابن الأعرابيّ الشَّخُ البوْلُ ، والشَّخْشَخَةُ والخَشخشة والخَفخفة : حركة القِرطاس أو الثوب الجديد.

باب الخاء والضَاد

[خ ض]

خضّ ، ضخّ : مستعملان.

خض : قال أبو عبيد : قال الفراء : الخَضاضُ : الشيءُ اليسير من الحُلِيِّ.

قال : وأنشدنا القَنانيّ :

ولو أَشْرَفَتْ من كُفّة السِّتْر عاطلا

لقلتَ غزال ما عليه خَضاضُ

قال : ويقال للرجل الأحمق أيضاً : خَضاض.

وقال الأمويّ : الْخَضَضُ : الْخَرَز الأبيض الذي تلبسه الإماء.

وقال ابن الأعرابي : الخَضاض : نِقْسُ الدّواة ، والمدادُ الذي يكتب به.

قال : والخُضاخض من الرّجال الضَّخْم الحسن. قلت : وجمعه الخَضاخِض ، مثل قُناقن وقَناقن.

وقال الليث الخَضخاض : ضَرْب من القَطِران ، وكلُّ شيء يتحرك ولا يُصوِّت خُثورةً ، يقال : إنه يتخضخض حتى يقال وَجَأَه بالخنجر فخضخض به بَطنَه.

قلت : الخَضخاض الذي يُهنَأ به الجَربَى : ضربٌ من النِّفْط أسوَدُ رَقيق لا خُثورة فيه ، وليس بالقَطِران ، لأن القطران عُصارةُ شجرٍ معروف ، وفيه خُثُورة يُداوَى به دَبَرُ البعير ، ولا يُطلى به الجَرَب. وشجرُه ينبت في جبال الشام ، يقال له : العَرْعَر.

وأما الخَضخاضُ فإنه دَسِمٌ رقيقُ ينبع من عين تحتَ الأرض.

وقال الليث : خضخضتُ الأرضَ ، إذا قلبتَها حتى يصير موضعُها مُثاراً رِخْواً ، إذا وصل إليها الماءُ أَنبتتْ.

والخَضِيض : المكان المنْبُوثُ تَبُلُّه الأمطار.

وقال غيره : خَضخض الحمارُ الأتانَ ، إذا خالطها ، وأصله من خاض يَخُوض ، إذا دَخل الجوفَ من سِلاح وغيره.

ومنه قولُ الهُذَليّ :

فخضخضتُ صُفْنِي في جَمِّه

خِياض المدابر قِدْحاً عَطوفاً

ألا تراه جَعَل مصدره الخِياض ، وهو فِعال من خاض.

وقال اللحيانيّ : قال الأصمعيّ : جمل خُضَخِضٌ وخُضاخِضٌ وخُضْخُضٌ إذا كان يتمخض من البُدْنِ والسِّمِن.

وقال الفراء : نبتٌ خُضَخِضٌ وخُضاخض الماء : رَيّانُ ناعم.

وسُئل ابن عباس عن الخضخضة ، فقال : هو خيرٌ من الزّنا ، ونكاحُ الأمة خيرٌ منه ،

٢٩١

وفسّر الخضخضة بالاستمناء ، وهو استنزالُ المَنِيِّ في غيرِ الفَرْج.

عمرو عن أبيه قال : الخضاض : المِداد.

والخَضاض : مِخْنَقَةُ السِّنَّوْر.

ضخ : قال الليث : المِضَخَّة : قصبة في جَوْفها خَشَبة يُرمى بها الماء من الفَم.

قلت : الضَّخ ، مِثلُ النَّضْخ وقد ضَخَّه ضخّاً ، إذا نضخَه بالماء.

باب الخاء والصاد

[خ ص]

خص ، صخ : مستعملان.

خص : قال الليث : الخُصُ : البَيْت الذي يُسقَف بخشبةٍ على هيئة الأَزَج.

قلتُ : وجمعُه خُصوص وأَخْصاص ، سُمِّي خُصّاً لما فيه من الخَصاص ، وهو التَّفاريجُ الضيقة.

والخَصاصة : الخَلَّة والحاجة وذو الخَصاصة ، ذو الخَلَّة والفقر.

قال الله جلّ وعزّ : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) [الحَشر : ٩] وأصلُ ذلك من الخَصاص وكلّ خَلَل أو خَرْق يكون في مُنْخل أو بابٍ أو سحابٍ أو بُرقُع فهو خَصاص ، والواحدة خَصاصة ، ويُجمع خَصاصات ، ومنه قول الشاعر :

مِن خَصاصَاتِ مُنْخُلِ*

وقال الليث : الخَصاص : شِبه كَوِّ يكون في قُبة أو نحوها ، إذا كان واسعاً قَدْرَ الوَجْه.

قال : وبعضٌ يجعل الخَصاص للضيِّق والواسع ، حتى قالوا لخَرُوق المصفاةِ : خصاص وأنشد :

وإنْ خَصاصُ ليلِهنّ اسْتَدَّا

رَكِبْنَ من ظَلْمائِه ما اشْتَدّا

قال : شبّه القَمَرَ بالخَصاص ، أي ما استَتَر بالغَمام.

قال : والخُصوص مَصدَرُ قولِك : هو يَخُصُ وخَصَّصْتُ الشيءَ ، وأَخْصَصْتُه.

قال : والخاصّة : الذي اختصصتَه لنفسك.

قلت : وتصغَّر الخاصّة خُوَيْصَّة.

وفي الحديث : «خُوَيْصَّة أحدكم» يعني المَوْت.

وقال ابن شميل عن الطائفيّ قال : الخُصاصة ما يَبقَى في الكَرْم بعد قِطافِهِ العُنَيْقِيد الصَّغير ، هَهنا وآخر ههُنا ، وجمعها خُصاس ، وهو النَّبْذُ القليل.

قلتُ : ويقال له مِنْ عُذُوق النَّخل الشَّمْل والشَّماليل ، ويقال : تخصَّص فلان بالأمر واختصّ به ، إذا انفرد به ، وخَصَ غيرَه واختصّه ببرِّه.

وحانوت الخَمّار يسمّى خُصَّاً ، منه قول امرىء القيس :

كأنَّ التِّجار أصعدوا بسبيئة

من الخُصّ حتى أنزلوها على يُسْرِ

ويقال : فلان مُخِصٌ بفلانٍ ، أي خاص به ، وله به خُصِّيَّة ، والإخصاص في غير

٢٩٢

هذا : الإزراء ويقال : خاصٌ بيِّن الخُصوصيّة.

صخ : قال الليث : الصَّاخَّة : صَيحةٌ تَصُخّ الآذانَ فَتُصِمُّها ، ويقال : كأنما في أذنه صاخَّةٌ ، أي طعنة. والغراب يَصِخّ بمنقاره في دبر البعير ، أي يَطعُن ، ونحو ذلك كذلك.

وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ : (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) [عَبَسَ : ٣٣] قال : هي الصيحة التي تكون عنها القِيَامة تَصُخّ الأسماع ، أي تُصِمُّها فلا تسمع إلا ما تُدعَى به للإحياء.

وقال غيره : يقال للدَّاهية : صاخّة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الصَّخُ : الضَّرْب بالحديد والعَصَا الصُلْبة على شيء مُصْمَت.

باب الخاء والسّين

[خ س]

خسّ ، سخّ : مستعملان.

خس : قال الليث : الخَسُ : بَقلةٌ معروفة.

والخَساسةُ : مصدرُ الرجل الخَسيس البيِّن الخَساسة ، يقال منه : خَسَستُ نصيبَه خَسّاً فهو مَخْسوسٌ ، وامرأة مُسْتَخَسَّةٌ : إذا كانت ذَميمة الوجه زَرِيّةً ، مشتقٌّ من الخِسّة.

قلت : والعَرب تقول : أخسّ الله حظَّه وأَخَتَّه بالألف ، إذا لم يكن ذا جَدِّ ولا حَظٍّ في الدنيا ، ولا شيء من الخير. وأَخسَ فلانٌ ، إذا جاء بخَسِيس من الفِعال ، وقد أَخْسَسْتَ في فِعلك. ويقال : رفع الله خَسِيسةَ فلانٍ : إذا رَفَع حالَه بعد انحطاطها وابنة الخُسِ الإياديَّةُ كانت امرأةً معروفة بالفصاحة.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ ، قال : الخَسِيس : الكافر. ويقال : هو خَسِيسٌ خَتِيت.

سخ : أهمله الليث.

ورَوَى أبو عُبَيد عن الأصمعيّ أنه قال : السَّخاخ : الأرض الحُرَّة اللينة.

قلت : وقد جمعَها القَطامِيُ سَخاسِخ ، فقال وهو يصف سحاباً ماطِراً :

تواضَعَ بالسَّخاسِخِ من مُنِيمٍ

وجاد العَيْنَ وافْتَرَش الغِمارا

وفي «النوادر» ، يقال : سُخَ في أَسفَل البئر ، أي احفرْ : وسُخَ في الأرض ، وزُخَّ في الحَفْر والإمعانِ في السَّير جميعاً.

ويقال : لَخَّ في البئر مِثلُ سَخَ.

باب الخَاء والزاي

[خ ز]

خزّ ، زخّ : مستعملان.

خز : عمرو عن أبيه قال : الخَزَزُ : العَوْسَج الذي يُجعَل على رُءوس الحِيطان ليَمنَع التسلُّق.

وقال الليث : يقال : خَزَّ الحائطَ خَزّاً ، إذا وَضَع عليه شَوْكاً.

ويقال : خَزَّه بسهم واختزَّه ، إذا انتَظَمه.

وقال رُؤبة :

٢٩٣

لاقَى حِمامَ الأجَلِ المُختَزِّ*

وقال الآخر :

فاختَزَّه بِسَلِبٍ مَدْرِيِ

كأنما اختَزَّ بِراعِبيِ

أي انتَظَمه ، يعني الكلب بِقَرْنٍ سَلِب ، أي طويل. مَدْرِيّ : محدَّد.

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الخُزَز : الذَّكَر من الأرانب وجمعه خِزَّان ، وثلاثة خِزَزَة.

والخَزّ معروف ، وجمعه خُزُوز ، وبائعه خَزّاز.

وقال أبو عمرو : تمرٌ خَازّ : فيه شيءٌ من الْحُموضة ، وقد خَزِزْتَ يا تَمْرُ تَخَزّ ، فأنت خازٌّ.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الضَّرِيع العَوْسَج الرَّطب ، فإذا جَفَّ فهو عَوْسَج ، فإذا زادَ جُفُوفُه فهو الخَزِيز.

قال : والخَزُّ الطَّعْن بالحراب.

والخَزّ : تَغْرِيزُ العَوْسَج على رُؤوسِ الحيطان.

وقال الأصمعيّ : اختَزَّه بالرُمْح واختَلَّه وانتَظَمه ، بمعنى واحد.

وفي «النوادر» : اختزَزْتُ فلاناً ، إذا أتيتَه في جماعة فأخذتَه منها. واختززتُ بعيراً من الإبل ، أي اسْتَقْتُه وتركتها. وأصل ذلك أن الخُزَز إذا وَجد الأرانبَ عاشِيَةً اختزَّ منها أَرنباً وتركها.

أبو عبيد عن الأصمعيّ ، قال : الخُزَخِزُ : القويُّ ، وأنشد :

أَعددْتُ للوِرْد إذا الوِرْد حَفَزْ

غَرْباً جَرُوراً وجُلالاً خُزَخِزْ

وقال اللحيانيّ : بعير خُزَخِزٌ وخُزَاخز ، إذا كان قويّاً شديداً ، ويقال : لتجدنَّه بحمله خُزَخِزاً ، أي قوياً عليه.

وخَزازَى : موضعٌ معروف. ويومُ خَزَازَى : أَحدُ أيام العرب ، ومنه قوله :

ونَحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزَازَى

رَفَدْنَا فوق رِفْدِ الرافِدِينا

زخ : رُوى عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال : اتَّبِعوا القرآنَ ولا يتبِعنّكم القرآنُ ، فإنه من يتَّبعه القرآنُ يَزُخّ في قَفاه حتى يُقذَف به في نار جهنم.

قال أبو عبيد : قوله يَزُخّ في قَفاه ، أي يَدْفَعه ، يقال : زَخَخْتُه أَزُخُّه زَخّاً.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الزَّخِيخ بَرِيق الجَمْر ، وقد زَخَ يَزُخّ زَخِيخاً.

قال : والمِزَخَّة : المرأة ، وقد زَخَّها زوجُها يَزُخُّها زَخّاً ، إذا جامَعها.

وقال الليث : الزَّخِيخ : شِدّة بَريق الجَمْر والحرير ، وأنشد :

فعندَ ذاك يَطلُع المِرِّيخُ

في الصُّبح يحكي لونَه زَخِيخُ

قال : وزَخَّة الرجل : امرأته.

قلتُ : وقال ابن الأعرابيّ في المِزَخَّة مِثله ، وأنشد :

أَفْلَحَ من كانت له مِزَخَّهْ

يَزُخُها ثم يَنامُ الفَخَّهْ

٢٩٤

وزَخّ ببَوْله مِثْل ضَخّ ، قاله الليث.

قال : وربما وَضَع الرّجُل مِسْحاته في وسَطِ نَهْرٍ ثم يَزُخّ بنَفْسه ، أي يَثِبُ.

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : الزَّخَّة : الغَيْظ ، وأنشد قوله :

فلا تَقْعُدنّ على زَخَّةٍ

وتُضمِرُ في القَلْب وَجْداً وَخِيفَا

والزَّخّ والنَّخّ : السَّيْر العنيف ، ومنه قول الرّاجز :

لقد بَعثْنا حادِياً مِزَخّا

أَعجمَ إلا أن يَنُخّ نَخَّا

باب الخاء والطّاء

[خ ط]

خطّ ، طخّ : مستعملان.

خط : قال الليث : الخَطّ : أرضٌ تُنسَب إليها الرِّماح الخَطيّة ، فإِذا جعلتَ النِّسبة اسمَاً لازِماً قلتَ : خَطِّيّة ، ولم تَذكر الرماح ، وهو خَطُّ عُمان.

قلتُ : وذلك السَّيفُ كلُّه يسمَّى الخَطَّ ، ومن قُرى الخَطّ : القَطِيف ، والعُقَير ، وقَطَرُ.

وقال الليث : الخُطّة من الخَطّ مِثلُ النُّقْطة من النَّقْط : اسمُ ذلك.

وفي «النوادر» : يقال أَقِمْ على هذا الأمر بخُطّةٍ وبحُجَّة ، معناهما واحد. واختطَّ فلانٌ خِطّةً إذا تحجَّر موضِعاً وخَطّ عليه بجِدار ، وجمعُه الخِطَط.

وقال الليث : الخَطوط من بقر الوحش : الذي يَخُطُّ في الأرض بأَطراف أظلافه وكذلك كلُّ دابّة.

والتخطيط كالتسطير. وتقول : خططتُ عليه ذنوبَه ، أي سَطَّرْتُها.

ويقال : فلانٌ يَخُطّ في الأرض ، إذا كان يفكّر في أمرٍ ويُقدِّره.

وقال ذو الرمّة :

عشيّة مالي حِيلةٌ غيرَ أنّني

بطَرْق الحَصَى والخَطِّ في الدّار مُولَعُ

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ ، عن أبي المكارم أنه وَصَف مَدْعاةً دُعِيَ إليها فوصَفها ، وقال : فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا ، أي اعتمدنا على الأكل فأَخَذْنا ، وأما ما حَطَطْنا فمعناه التعذير في الأكل ، والحَطّ ضِدّ الخَطّ.

وفي حديث معاوية بن الحَكَم أنه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الخَطّ فقال : كان نبيُ من الأنبياء يَخُطُّ فمن وافَقَ خَطَّه عَلمَ مثل علمه.

ورَوى أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ أنه قال في الطَّرْق : قال ابن عباس : هو الخَطّ الذي يخُطُّه الحازِي ، وهو عِلْم قَدِيم تركه الناس. قال : يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازِي فيُعطِيه حُلْواناً ، فيقول له : اقعُد حتى أَخُطَّ لك. قال : وبين يَدَي الحازِي غلامٌ له معه مِيلٌ ، ثم يأتي إلى أرضٍ رِخوة فَيَخُطّ الأستاذ خطوطاً كثيراً بالعَجلة ، لِئَلَّا يَلحقها العَدَد. قال : ثم

٢٩٥

يرجع فيَمْحُو عَلَى مَهل خَطّين خَطَّين ، فإن بَقِيَ من الخطوط خطّان فهما علامة النُّجْح. قال : والحازِي يَمحُو وغلامُه يقول للتّفاؤل : ابنَيْ عِيان ، اسرِعا البيان.

قال ابن عباس : فإذا مَحَا الحازِي الخُطُوطَ فبقي منها خَطّ فهو علامةُ الخَيبة في قضاء الحاجة. قال : وكانت العرب تسمي ذلك الخطَّ الذي يَبقَى من خُطوط الحازي : الأسْحم. وكان هذا الخطُّ عندهم مشئُوما.

وروي عن ابن عباس أيضاً أنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ امرأتِه بيدها. فقالت له : أنتَ طالق ثلاثاً. فقال ابن عباس : خَط الله نَوْءَها أَلا طَلَّقتْ نفسها ثلاثاً ، ويروى : خَطّأَ الله نَوْءَها.

قال أبو عبيد : من رواه خَطَّ الله نَوءَها ، جعلَه من الخَطِيطة ، وهي الأرضُ التي لم تُمطَر بين أرضَين ممطورَتين ، وجمعها خَطَائط وأَنشد :

على قلاصٍ تَخْتطِي الخَطائِطا*

قال ذلك الأصمعيّ وأبو عبيدة.

وقال الليث : خَطَّ وجهُ فلانٍ واخْتَطّ ، وخَطَطْتُ بالسيف وَسَطه.

والخَطّ : الكتابة ونحوه ممّا يُخَطّ.

والخِطَّة : الأرض والدَّار يختطّها الرجل في أرضٍ غيرِ مملوكةٍ ليتحجرها ويبنِي فيها ، وجمعُها الخِطط ، وذلك إذا أَذِن السلطانُ لجماعةٍ من المسلمين أن يختطُّوا الدُّورَ في موضعٍ بعَيْنه ويتّخذوا فيها مساكنَ لهم ، كما فَعلوا بالكُوفة والبَصرة وبَغداد ، وإنما كُسِرت الخاءُ من الخِطَّة لأنها أُخْرِجت على مَصدَرٍ بُني على فِعْلَة.

وأما الخُطّة فهي شِبْهُ القِصَّة ، يقال : إن فلاناً ليُكلِّفني خُطّة من الخَسْف.

وسمعت المنذريَّ يقول : سمعتُ إبراهيم الحَرْبِيّ ، وسئل عن حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه وَرَّثَ النساءَ خِطَطَهُنَ دون الرجال ، فقال : نعم ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَعطَى نساءً خِطَطاً يسكُنَّها بالمدينة ، شِبْهَ القَطايع ، منهنّ أُمُّ عبْد ، فجعلها لهنّ دون الرجال لا حظّ فيها للرجال.

قال الليث : والْخَطُّ : ضربٌ من البُضْع ، يقال : خطٌّ بها قُساحاً.

ويقال : خَطّه بالسَّيف نِصْفين.

ويقال : الكَلأ : خُطوطٌ في الأرض ، أي طرائق لم يَعُمَّ الغَيثُ البلادَ كلها.

وفي حديث عبد الله بن عمرو في صفة الأرض الخامسة : فيها حَيَّاتٌ كسَلاسل الرَّمل وكَخَطائط بين الشّقائق واحدها خطيطة ، وهي طرائق تفارقُ الشائق في غِلَظِها ولِينها.

والخَطّ : الطريق ، يقال الْزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِم عنه شيئاً.

شمر عن ابن شميل : الأرض الخطِيطة : التي يُمطَر ما حولَها ولا تُمْطَر هي.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الأخَطّ : الدَّقيق المحاسن.

٢٩٦

طخ : قال الليث : الطَّخُوخ مِن شَرَسِ الْخُلق وسوءِ العِشرة.

والطَّخْطَخة : تسوِيَة الشيء كنحو السّحاب يكون فيه جُوَب ، ثم يَتَطَخْطَخ أي ينضمّ بعضُه إلى بعض ، وهو الطَّخْطاخ ، ويقال للرجل الضعيف النظر : مُتَطَخْطِخ ، والجميع مُتَطَخْطِخون.

قال : والطَّخْطخة : حكايةُ الضَّحِك ، إذا قال طِيخْ طيخْ ، وهو أقبح القَهقهة.

والطَّخطاخ : اسمُ رجلٍ ، وربما حُكِيَ به صوت الحَلْي ونحوِه.

وقال أبو عبيد : المتَطَخْطِخُ من الغَيْم : الأسوَد.

وقال الأصمعيّ : تطَخْطَخ الليلُ ، إذا أَظلم.

ومثلُه : تَدَخْدَخ ، وذلك إذا كان غَيْمٌ يَسْتُر ضوءَ النجوم.

باب الخَاء والدال

[خ د]

خدّ ، دخّ : مستعملان.

خد : قال ابن المظفَّر : الخَدّ من الوجه : من لَدُن المَحْجِر إلى اللَّحْي من الجانبَين جميعاً. ومنه اشتقَّ اسم المِخدّة ، قال : والخَدّ : جعلُك أخْدُوداً في الأرض تَحفِرُه مستطيلاً ، يقال : خَدَّ خَدّاً ، وأنشد :

رَكِبْنَ من فَلْجٍ طريقاً ذا قُحَمْ

ضَاحِي الأخادِيدِ إذا الليلُ ادْلَهمّ

أراد بالأخادِيد شَرَكَ الطريق ، وكذلك أَخَادِيد السِّياط في الظَّهر.

وفي القرآن : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) [البُرُوج : ٤] وكانوا خَدُّوا في الأرض أَخَاديدَ ، وأَوْقَدوا عليها النِّيران حتى حَمِيَتْ ، ثم عَرضوا الناسَ على الكفر ، فمن امْتنعَ أَلْقَوْه فيها حتى يَحترق. والتخْدِيدُ من تخديد اللَّحم إذا ضَمَرَت الدّوابُّ ، وقال جرير يصفُ خيلا هُزِلَتْ :

أَجْرَى قَلائدَها وخَدَّد لحمَها

أَنْ لا يَذُقْنَ مع الشَّكائمِ عُودَا

ورجلٌ مُتخَدِّد ، وامرأة مُتخدِّدَة مهزُولٌ قليلُ اللَّحم.

وإذا شَقَّ الجملُ بنابِه شيئاً قيل : خَدَّه ، وأنشد :

قَدّاً بخدَّادٍ وهَذّاً شَرْعَبا*

وقال غيره : رأيتُ خدّاً من الناس ، أي طبَقَة ، وطائفةً ، وقتلَهم خَدّاً فَخدّاً ، أي طبقةً بعد طبقة. وقال الجَعْدِيّ :

شَرَاحِيلُ إذْ لا يمنعون نساءَهم

وأَفْنَاهُم خَدّاً فخدّاً تَنَقُّلَا

وروَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الخدّ : الجماعةُ من الناس.

ويقال : تَخَدَّدَ القومُ ، إذا صاروا فِرَقاً.

وخَدَدُ الطريق : شَرَكُه.

وقال أبو زيد : وقال الأصمعيّ : الخُدودُ في الغُبُط والهَوادجِ : جوانبُ الدِّفَّتَين عن يمين وشمالٍ ، وهي صفائح خَشَبها ، الواحد خَدّ.

٢٩٧

ورَوَى أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الخَدّ : الطريق. قال : والدَّخّ : الدُّخّان ، جاء به بفَتْح الدال.

ورَوى شمر عن ابن الأعرابيّ : أخَدَّه فخدَّه ، إذا قَطَعَه. وأنشد :

وعَضُّ مَضَّاغٍ مِخَدٍّ مَعْذَمُهْ*

أي قاطع.

وقال ضَرْبةٌ أُخْدُود : شديدةٌ قد خُدَّتْ فيه.

وأخادِيدُ السِّياط في الظَّهر : ما شَقَّت منه.

قال : وأخاديد الأَرْشِية في رأس البئر : تأثيرُ جَرِّها فيه.

وخَدَّ السيلُ في الأرض : إذا شَقَّها بجَرْيِه.

والخَدَّان في صَفْحَتي الوجه ، وهي الْخُدود.

دخ : ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : هو الدُّخان ، والدُّخُ ، والدَّخُ ، والظِّلُّ ، والنُّحاس ، وأنشد :

تحتَ رِواقِ البيْتِ يَغشَى الدُّخَّا*

قال : الدُّخّ ، أراد به الدُّخان.

وقال الليث : في الدُّخّ بمعنى الدُّخان مثله.

قال : ويقال دَخْدَخْناهم ، أي وَطِئْنَاهم وذَلَّلناهم ، وأنشد :

ودَخْدَخَ العدُوَّ حتى اخْرَمَّسَا

وكذلك دَخْدَخْنا البلادَ.

وقال غيرُه : دُخْدِخَ البعيرُ ، إذا رُكِبَ حتى أَعيا وذَلَّ. وقال الرَّاجز :

والعَوْدَ يَشكو ظَهْرَه قد دُخْدِخا

وقال الأصمعيّ : تَدَخدَخ الليلُ ، إذا اختلط ظلامُه ، وتدَخدخَت الظَّلْمَاءُ.

وقال المؤرّج : الدَّخداخ دُوَيْبَّة صفراءُ كثيرة الأرجل وقال الفَقْعَسِيّ :

ضحكَتْ ثم أغربَتْ أَن رأتنِي

لاقتطاعِي قَوَائمَ الدَّخداخِ

وفي «النوادر» : مَرَّ فلان مُدخْدخاً ومُزَخزِخاً ، أي مرَّ مُسرِعاً.

باب الخاء والتاء

[خ ت]

ختّ ، تخّ : مستعملان

خت : ثعلب عن ابن الأعرابيّ ، قال : الخَتُ : الطعن بالرِّماح مُدارَكاً.

شمر : الخَتِيت والخَسيس واحد. وقد أَختَ الرجلُ فهو مُخِتٌ ، إذا انكسر واسْتَحيا ، وقال الأخطل :

فمن يَك في أوائله مُخِتّاً

فإنّك يا وَليدُ بهمْ فخورُ

ويقال : أَختَ الله حَظَّه وأخسَّه ، بمعنى واحد.

تخ : قال الليث : التَّخْتَخَةُ في بعض حكاية الأصوات ، كأصوات الجِنّان ، وبه سُمِّى التَخْتاخ.

قال : والتَّخُ : العَجين الحامص. تخَ العجينُ يَتِخُ تُخوخاً ، وأَتَخَّه صاحبُه إتْخاخاً. ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : التَّخّ : العجينُ المسترخِي.

٢٩٨

[باب الخاء والظاء]

خ ظ

أهمله الليث.

خظ : ورَوى أبو العباس عن عَمرو عن أبيه أنّه قال : أخَظَّ الرجلُ ، إذا استرخَى بطنُه وانْدَالَ.

[باب الخاء والذال]

خ ذ

أهمله الليث.

خذ : وفي «نوادر الأعراب» : خَذَّ الجُرحُ خَذِيذاً ، إذا سال منه الصَّديد.

ذخ : رجُلٌ ذَخْذَاخٌ يُنزِل قبل الخِلاط.

ثعلب عن ابن الأعرابي : رجلٌ ذَوْذَخٌ ، وهو الزُّمَّلِق الذي يُنزِل قبل أن يُفْضِي إلى المرأة.

[باب الخاء والثاء]

خ ث

أهمله الليث.

خث : ورَوى أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال : الخُثَّةُ : البَعْرة اللَّيِّنة : قلتُ : أصلُها الخِثْيُ.

[باب الخَاء والراء]

خرّ ، رخَّ : مستعملان.

خر : قال الليث : الخَرِيرُ : صوتُ الماء وصوتُ الرِّيح. قال : وخَرير العُقاب : حَفِيفة.

وقد يُضاعَفُ إذا تُوهِّمَ سُرْعةُ الخَرِير في القَصَب ونحوه ، فيُحمَل على الخَرْخَرة ، وأما في الماء فلا يقال إلّا خَرْخرة.

قال : والهِرّة خَرُورٌ في نَوْمِها. والخَرْخَرة : صوت النَّمِر في نَوْمِه ، يُخَرْخِرُ خَرْخَرةً ، ويَخِرُّ خَرِيراً.

ويقال لصوته : الخَرِير ، والهرِير ، والغَطِيط.

أبو العباس عن سلمة عن الفراء : خَرَّ الماءُ يَخِرّ خَرِيراً ، فهو خارٌّ.

وخَرَّ الميت يَخِرُّ خَريراً ، فهو خارٌّ ، وخَرَّ الحجرُ ، إذا تَدَهْدَى من الجَبَل يَخُرُّ خُرُوراً بضمّ الخاء ، من يَخُرّ.

وروي عن حَكيم بن حزام أنه أَتَى النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أبايعك على ألَّا أَخِرَّ إلّا قائماً. فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أمّا مِنْ قِبَلِنا فلستَ تَخِرُّ إلّا قائماً.

قال الفراء : معناه أَلَّا أَغْبَن ولا أُغْبِن ، فقال النبي : لستَ تُغْبن في دِينٍ ولا شيءٍ من قِبَلنا ولا بَيْع.

وقال أبو عبيد : معنى قوله : ألَّا أَخِرّ إلَّا قائماً ، أي لا أموت ، لأنه إذا مات فقد خَرَّ وسَقَط ، إلَّا قائماً أي ثابتاً على الإسلام.

قال : وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أمّا مِن قَبلنا فلستَ تَخِرّ إلّا قائماً ، أي لَسْنَا نَدعُوكَ ولا نُبايعك إلّا قائماً ، أي على الحقّ.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : خرّ الرجل يَخُرّ ، إذا تَنعَّمَ وخَرَّ يَخُرّ ، إذا سَقَط. قاله بضم

٢٩٩

الخاء.

قلتُ وغيره يقول : خرّ يَخِرّ بكسر الخاء.

قال : والخُرْخور : الرجل الناعم في طعامه وشرابه ، ولباسه وفراشه.

وقال غيره : يقال لِخُذْرُوفِ الصبيّ الذي يُديرُها خَرّارة ، وهو حكايةُ صوتِها : خَرْخَرْ.

والخَرّارة : عينُ الماء الجارية ، سمّيتُ خَرّارةً لخَرير مائها ، وهو صوتُه.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الأخِرَّة ، واحدها خَرِير ، وهي أماكنُ مطمئنَّة تنقاد بين الرَّبوتَين.

قال : وأخبرني خلف الأحمر أنّه سمع العَرَب تنشد :

بأَخِرّةِ الثَّلَبوتِ يَربأُ فوقَها

قَفْرَ المراقِبِ خوفَها آرامُها

فأما العامّة فتقول أحِزّة ، وإنما هو بالخاء ، والبيتُ للبيد.

أبو عبيد عن الأصمعي : فإن اضطَرَبَ بطنُه مع العِظَم. قيل : تَخَرْخَرَ بطنُه ، وأَنشد غيره قولَ الجعديّ :

فأَصبَح صِفْراً بطنُه قد تَخَرْخَرا*

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : خُرَّ إذا جَرَى وخَرَّ إذا ماتَ.

رخ : قال الليث : الرَّخَاخ : لِينُ العَيش.

أبو عبيدة عن أبي عمرو : الرَّخاخ هو الرِّخوُ من الأرض.

شمر عن ابن الأعرابيّ : أرضٌ رَخَّاء رِخْوة ليِّنَة. وقال ابن مُقبل :

ربيبةُ حقفٍ دافَعتْ في حقوفها

رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحوان المديَّما

أي إنه لم يُصِبْها من الرَّخاخ شيء ، ورَبيبَةٌ : بَقَرة ، وقوله : والأُقْحُوان ، أي وثَغْراً كالأُقْحوان.

وقال ابن شميل : رَخَّاء الأرض : ما اتسع منها ولان ، ولا يَضرُّك استَوى أو لم يَسْتَوِ ، وأَنشد لابن مُقبِل أيضاً :

فلبَّدَه مَسُّ القِطارِ ورَخَّه

نعاجُ رُوافٍ قبل أن يَتَشدَّدَا

قال : رَخَّه وطِئَه فأَرْخاه. ورُواف : موضع.

وروي في الحديث «يأتي على الناس زمانٌ أفضلُهم رَخاخاً أقصَدُهم عَيْشاً».

قال : الرخاخ : لين العيش وقال ابن الأعرابيّ : ارتخّ العجينُ ارتخاخاً ، إِذا استَرخى ، وارتَخَ رأْيهُ إذا اضطَرَب. وسَكْران مُرتَخّ ومُلْتَخّ ، بالراء واللام.

وقال الليث : الرُّخّ : مُعرَّب من كلام العَجَم من أدوات لُعْبَةٍ لهم.

والرَّخّ : نَباتٌ هَشّ.

أبو زيد : الرَّخَّاءُ : الأرضُ المنتفِخة التي تُكْسَرُ تحتَ الوَطْءِ ، وجمعُها الرَّخاخيّ.

قال : والنَّفْخاء مِثلُها ، وجمعُها النّفاخيّ.

وقال غيره : هي الرَّخاء والسَّخاء والسَّوخة.

٣٠٠