تهذيب اللغة - ج ٦

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٦

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٢

وقال غيره : الهواهي : ضرُوبٌ من السير وأنشد :

تغالَتْ يداها بالنَّجاء وتنتحي

هواهي من سَيرٍ وعُرْضَتها الصَّبْرُ

تغالت : ارتفعت. وتنتحي : تعتمد ، وأخبرني المنذريّ عن الحرانيّ عن ابن السكيت قال : رجل هَواهِيَة وهَوهاءةٌ ، إذا كان منخوب الفؤاد قال : وأصل الهوهاءة البئر التي لا متعلَّق لها ولا موضع لرِجْلِ نازِلها لبعد جَالَيْها.

ويقال : سمعتُ لأذُني هَوِيَّاً ، أي دَوِيّاً ، وقد هَوَتْ أذُنه تهوِي.

والمُهاوَاة : السير الشديد ، يقال : هاوَتْ بي الناقةُ مُهاواةً.

وقال ذو الرمة :

وكائِنْ بِنَا هاوِينَ من بطن هَوْجَلٍ

وظَلْماء والهِلْبَاجَة الجِبْسُ راقِدُ

ويقال : هاوَيتُ القومَ في السير ، أي سِرْتُ مثلَ سيرِهم.

وقال ذو الرمة :

فلم تستَطِع مَيٌ مُهَاواتَنَا السُّرَى

ولا لَيلُ عبسٍ في البُرِينَ سوامِي

أبو عبيد عن الكسائيّ : هاوأتُ الرجلَ وهاوَيْتُه في باب ما يُهمز ولا يُهمز.

قال : ودَارأته ودارَيته ، يُهمز ولا يُهمز.

وقال الأصمعيّ : الهَوِيَّةُ : بئر بعيدةُ المَهْواة.

قال الشماخ :

ولما رأيتُ الأمرَ عرْشَ هَوِيّةٍ

تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بِشَمَّرا

أراد لما رأيتُني كأنني مُشرِف على هَلَكة مضيتُ ولم أُقِم. وشمّر : اسم ناقَةٍ أي ركبتُها ومضيتُ.

وقال ابن شميل : الهُوَّة ذاهبةٌ في الأرض بعيدةُ القَعْر مثل الدَّحْل ، غير أنّ له أَلجافاً ، والجماعةُ الهُوُّ ، ورأسُها مثلُ رأسِ الرّحْل.

وقال الأصمعيّ : هُوَّة وهُوًى.

وقال أبو عمرو : الهُوَّة : البئرُ.

وقيل : الهُوّة : الحُفرة البعيدة القَعْر ، وهي المَهواة.

وقال ابن الأعرابيّ : الرواية «عَرْشَ هُوِيّة» أراد أَهوية فلما سقطت الهمزةُ رُدَّت الضمةُ إلى الهاء ، المعنى لما رأيتُ الأمر مُشرفاً على الفَوْت مضيْتُ ولم أُقِمْ.

اللحيانيّ : رجلٌ هَأْهأ وهاهاء ، من الضَّحِك ، وأنشد :

يا رُبَّ بيضَاء من العَواسِج

هَأْهَاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ

أي حَسَنٍ ، اشتقاقُه من السِّراج.

عمرو عن أبيه : الهَأْهاء : دُعاءُ الإبل إلى العَلَف ، وهو زَجر الكلْب وإشْلاؤُه ، وهي الضحك العالي.

قال : وهاهَيْتُ الكلابَ : زجرتُها ، وأنشد :

أَرَى شَعَرات على حاجِبَيْ

يَ بِيضاً نَبَتْن جميعاً تُؤاما

ظلِلتُ أُهَاهِي بهنّ الكلاب

أحسَبهنّ صِواراً قياماً

٢٦١

وحدثنا محمد بن سعيد عن الحسن الحلواني عن يزيد بن هارون ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المَقْبُري ، عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يُحِبّ العُطاسَ ويكرَه التثاؤب ، فإذا عطس أحدُكم فقال : الحمد لله ، فحقَّ على كل من سَمِعه أن يقول : يرحمُك الله ، وأما التّثَاؤب ، فإذا تثاءَب أحدُكم فليرُدّه ما استطاع ، ولا يقولنّ هاه هاه ، فإنما ذلكم الشيطان ، يضحَك منه».

ويقال : هو كنايةُ تذكير ، وهي كنايةُ تأنيث ، وهما للاثنين ، وهم للجماعة من الرجال ، وهنَّ للنساء ، فإذا وقفتَ على هو وصلتَ الواو فقلتَ : هُوَهْ ، وإذا أَدْرَجتَ طرحْتَ هاء الصلة.

وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال يقال : مررتُ بهْ ومررتُ بهِ وبهِي ، وإن شئتَ مررتُ بهْ وبهُ بهُو ، وكذلك ضَرَبه ، فيه هذه اللغات ، وكذلك يَضرِبُهْ ويضرِبُهُ ويَضرِبُهُو ، فإذا أفرَدْتَ الهاء من الاتصال بالاسم أو الفعل ، أو بالأداة ، وابتدأت بها كلامك ، قلتَ : هو لكلّ مذكَّر ، غائب ، وهي لكل مؤنثة غائبة ، قد جَرى ذكرُهما فزِدْتَ واواً أو ياءً استثقالاً للاسم على حرْفٍ واحد ، لأنَّ الاسم لا يكون أقلَّ من حرفين.

قال : ومنهم من يقول : الاسم إذا كان على حرْفين فهو ناقص ، قد ذهبَ منه حرف ، فإن عُرِف تثنيتُه وجمعُه وتصغيرُه وتَصريفه عُرف الناقصُ منه ، وإن لم يُصرَّف ولم يصغّر ولم يعرَف له اشتقاق زيدَ فيه مثل آخِره ، فقيل : هوَّ أخوك ، فزادوا مع الواو واواً ، وأنشد :

فإن لساني شُهْدةٌ يُشتفَى بها

وهُوَّ على من صَبّه الله عَلْقَمُ

كما قالوا في مِن وعن ولا تصريف لهما ، فقالوا : مِنِّي أحسنُ مِن مِنِّك ، فزادوا نوناً مع النون.

يأيها : قال سيبويه ، وهو قول الخليل ، إذا قلت : يأيها الرجل ، فأيُّ اسمٌ مبهم مبنيٌّ على الضمّ ، لأنه مُنادًى مفرَد ، والرجلُ صفةٌ لأيّ ، تقول : يأَيها الرجل أَقْبِلْ ، ولا يجوز يا الرجل ، لأن يا تنْبيه بمنزلة التعريف في الرجل ، فلا يُجمع بين يا وبين الألف واللام ، فتصل إلى الألف واللام بأَيّ ، وها لازمةٌ لأيّ للتنبيه ، وهي عِوَض من الإضافة في أيّ ، لأن أصل أيٍّ أن تكون مضافة إلى الاستفهام والخبر ، وتقول للمرأة : أيأَيتها المرأة ، والقُرَّاء كلهم قرءوا : (أَيُّهَا) [النِّساء : ١٣٣] و (يا أَيُّهَا النَّاسُ) [البَقَرَة : ٢١] و (أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) [النُّور : ٣١] إلا ابن عامر فإنه قرأ (أيه المؤمنون) وليست بجيدة.

وقال ابن الأنباريّ : هي لغة ، وأما قولُ جرير :

يقول ليَ الأصحابُ هل أَنت لاحِقٌ

بأهلِكَ إنّ الزاهِرِيَّة لاهِيَا

ومعنى قوله لا هِيَا ، أي لا سَبيلَ إليها ، وكذلك إذا ذَكَر الرجُل شيئاً لا سَبيلَ إليه قال له المجيب : لا هُوَ ، أي لا سبيلَ إليه ، فلا تَذْكُرْه.

٢٦٢

ويقال : هُوَ هُوَ ، أي هُوَ مَن قَد عرفتَه ، ويقال : هِيَ هِيَ ، أي هِيَ الداهية الّتي عرفتَها ، وهُم هُم أي هم الذين أنكرتَهم ، وقال الهُذَليّ :

رفَوْني وقالوا يا خُوَيلِد لا تُرَعْ

فقلتُ وأَنكرتُ الوجُوهَ هُمُ هُمُ

عمرو عن أبيه : ظبية مَوْءُوهة ومَأْوُوهةٌ ، وذلك أنّ الغَزال إذا نجا من الكلْب أو مِن النَّبْل وَقَف وقْفةً ، ثم قال : أوْه ، ثم عَدَا.

وقال النضر : الهَوَّةُ ، بفتح الهاء ، هي الكُوّة حكاها عن أبي الهُذَيل ، قال : والهُوَّةُ المَهْواة بين جَبَلين.

وقال ابن الفرج : سمعتُ خليفةَ يقول : للبيت كِواءٌ كثيرةٌ وهِواءٌ كثيرة ، والواحدة كَوّة وهَوَّة ، وأما النّضر فإنّه زعم أنّ الهَوَّة بمعنى الكَوّة تُجمَع هُوًى ، مثل قَرْية وقُرًى.

أخبرني المنذريّ ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ قال : إذا أخصب الزمان جاء الغاوي والهاوي. قال : الغاوي الجراد ، وهو الغوغاء ، والهاوي : الذباب ، أي يهوِي حتى أتى الخصب.

٢٦٣

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الرباعي من حرف الهاء

[باب الهاء والخاء]

ه خ

هذخر : أُهمِلت الهاءُ مع الخاء في الرباعي ، فلم أَجد فيه شيئاً مستعملاً غيرَ حَرْفٍ واحد ، وهو التَّهَذْخُر ، أَنشد لبعض اللّغويّين :

لكلّ مَولًى طَيْلَسانٌ أخضرُ

وكافَحٌ وكَعَكٌ مُدَوَّرُ

وطِفْلةٌ في بَيتِه تَهَذْخَرُ

أي تَبختَر. ويقال : تَقُوم له بأَمْر بيته.

[باب الهاء والغين]

هرنغ : قال الليث : الهَرْنُوغ : شِبْه الطُّرْثُوث يؤكل.

هذلغ : والهُذْلُوغَة : الرجلُ الأحمق القبيحُ الخَلْق.

هنبغ : قال : والهُنْبُغ : شِدّة الجوع.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ ، يقال للقَمْلة الصغيرة : الهُنْبُغ ، والهُنبوغ ، والقَهْبَلِس.

ورَوَى عَمروٌ عن أبيه : جُوعٌ هُنْبُغ وهِنباغ ، وهَلَّقْسٌ ، وهَلَّقْتٌ : أي شديد.

غمهج : قال هميان بن قحافة يصف إبلاً : ضربها فحلها :

تتبعُ قَيدوماً لها غُماهجا

الغُماهج : الضخم السمين ، ويقال عُماهج بالعين بمعناه.

وهذه الحروف جميعُ ما وجدنا في رباعي الهاء والخاء ، والهاء والغين.

[باب الهاء والقاف]

ه ق

هلقس : قال الليث : بعير هِلَّقْس وهِلَّكْس : شديدٌ ، وأنشَد :

والبازِلَ الهِلَّكْسَا*

جلهق : قال النضر : قوسٌ جُلاهق.

الجُلاهِق : الطين المدَوَّر والمُدَمْلَق.

جُلاهقَة واحدة وجُلاهِقَتان.

قال : ويقال : جَهْلَقْتُ جَلَاهق قدَّم الهاء وأخَّر اللام.

صهلق : وقال الليث : صوتٌ صَهْصَلِقٌ : شَدِيد ، وأنشد :

قد شَيَّبت رأسِي بصوتٍ صَهْصَلِقْ *

٢٦٤

أبو عبيد عن الأمويّ : عجوز صَهْصَلِق : صَخّابة ، وأَنشَدْ :

صَهْصَلِقُ الصَّوْت بعَيْنَيْها الصَّبِرْ

هقلس ـ الهجارس : ورُوي عن المفضَّل أنه قال : الهَقَالس والهَجارِس : الثّعالب ، وأنشَد :

وتَرى المَكاكِيَ بالهجير يُجيبُها

كُدْرٌ بَواكرُ والهَجارِسُ تَنْحَبُ

زهمق : وقال الأصمعيّ : الزَّهْمَقة : الزُّهوَمة السَّيِّئةُ تجِدِها من اللّحم الغَثّ ، ونحو ذلك ، قال الليث : وهي النَّمسَة.

زهلق : وقال : الزِّهْلِق هو السّراج ما دامَ في القنديل. وأنشَده اللّيث :

زِهْلقٌ لاحَ مُسَرجُ*

قال : شبَّه بياضَ الثَّور بضياء السّراج ، ليس بالّذي عليه سَرْج.

وَروَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الزِّهْلق : الحمار الخَفيف ، قال : وأمّا الهِزْلِق فهي النار.

وقال الليث : الزِّهْلِقيُ من الرّجال الّذي إذا أراد امرأةً أنزل قبلَ أن يَمَسّها وهو الزُّمَّلِقُ.

ونحو ذلك قال أبو عمرو : قال : والزِّهْلِقيُ أيضاً : فحلٌ يُنسب إليه عِتاق الخَيْل ، وأنشد :

فما يَنِي أولادُ زِهْلِقيِ

بناتُ ذي الطَّوْق وَأَعْوَجِيّ

يَشْجُجْن باللّيل على الوَنِيّ

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : يقال للحُمُر إذا استَوَتْ مُتونُها من الشّحم : حُمُرٌ زَهالِق.

وقال غيرُه : صَفاً زِهْلِق : أَملسُ ، وأنشد :

في زِهْلِق زَلَقٍ من فَوْقِ أطوادِ*

قهمز : الليث : امرأةٌ قَهْمَزةٌ : قَصيرةٌ جداً.

أبو عبيد عن أبي عمرو : القَهْمَزَى : الإحضار ، وأنشَد ابنُ الأعرابيّ لبَعض بني عقيل :

من كلّ قَبّاءَ نَحوصٍ جَرْيُها

إذا عَدَوْنَ القَمهزَى غيرُ شَنِجْ

أي غير بطيء.

هزرق : الليث : الهزْرَقة : من أَسوأ الضحك.

قلتُ : لم أسمع الهزْرَقَة بهذا المعنى لغير اللّيث.

ورَوَى شمر عن المؤرِّج أنه قال : النَّبَط تُسمِّي المَحْبُوسَ : المُهَزْرَق ، الزّاي قبل الراء.

زهزق ـ دهدق : قلتُ : والذي صحّ عند أبي زيد في باب الضّحك : زَهزَق ودَهدَقَ زَهزَقَةً ودَهدقَه.

دهقن : وقال الليث : الدَّهْقَنة : الاسم من الدَّهْقَان ، وهو يَتدَهقَن.

ولِوَى دِهْقَان : رَملةٌ معروفة في ديارِ قَيس قال الراعي يصف ثَوْراً :

فظَلَّ يَعلُو لِوَى دَهْقَانَ معترِضاً

يَرْدِي وأظلافُه خُضْرٌ من الزَّهَرِ (١)

__________________

(١) أثبت في المطبوعة بعد مادة (قهقر) ووضعناه هنا كما في «اللسان» و «التاج» (دهقن).

٢٦٥

دهمق : ورُوِي عن عمرَ أنّه قال : لو شئتُ أَن يُدَهمَقَ لي لفعلتُ ، ولكنّ الله جلّ وعزّ نَعَى على قومٍ أذْهبُوا طيّباتهم في حياتهم الدنيا.

قال أَبو عبيد : قال الأصمعيّ : الدَّهْمَقَة : لِين الطَّعام وطِيبُه ورِقّته ، وكذلك كل شيء لَيِّن. قال : وأنشَدني خَلَف الأحمر :

جَوْنٌ رَوابِي تُرْبِه دُهامِقُ *

يعني تُربةً ليّنة.

قال أبو عبيد : وقال غيره : الدهْمَقة والدَّهقَنَة سواءٌ ، والمعنى فيهما واحد ، لأنّ لِينَ الطّعام من الدَّهْقَنة.

وقال شمر : قال الغَطَفانيّ : المُدَهْمَق : المدقَّق. وسمعتُ ابن الفَقْسيّ يقول : المُدَهمَق الجيِّد من الطعام.

قال : وأنشدني أعرابيٌّ :

إذا أَردتَ عملاً سُوقِيّا

مُدَهْمَقاً فادع له سِلْمِيَّا

قال : والمدهمَق : الذي لم يجوَّد ، وهذا ضدُّ الأول.

وقال ابن سِمعان : المدهمَق : المستوِي ، وأنشَدَني :

كأنّ رِزّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ

إذا مَطاها هَزَمٌ مِنْ فُرَّقِ

قال شمر : وقال أَعرابيّ كان مُدرِك الفَقْعسِيّ يسمَّى (مدهمقا) لبَيانِ لسانِه وجودة شِعْرِه.

يقال : هو مُدهمِقٌ : ما يُطاق لسانُه لتجويدهِ الكلامَ وتحبيره إياه.

قال : ودهمَقَ الفاتِلُ الوَترَ ، إذا جاء به مستوياً إلى آخرِه ، وأنشد :

دهمَقهُ الفاتلُ بين الكَفَّيْن

فهوَ أمينٌ مَتنُه يُرضِي العَين.

وقال أَبو حاتم بعد ما ذَكر أَن قوماً غَلِطوا فقالوا للشيء المجوَّد مُدَهمَق وللذِي شُفِّقَ عَمَلُه أيضاً : مُدَهْمَق ، واحتجّ بقوله :

إذا رأيتَ عَملاً سُوقِيَّا

مدهمَقاً فادعُ له سَلْمِيَّا

فظنوا أن السُّوقيَ : الرديء.

قال : وأصحاب المَرايا يُعَطْون على جِلاء المرآة ، فإذا اشتَرَطوا عَملاً سُوقِيّاً أضعَفوا الكِرَى ، وهو أجوَدُ العَمَل.

قهقر : وقال الليث : القَهْقَرُ : الحَجر الأسود الأملس ، وهو القُهْقُورَة ، وغرابٌ قَهْقَرٌ : شديد السّواد ، وحنظلة قَهْقَرَة : اسْوَدَّتْ بعد الخُضْرَة.

والرجُلُ يُقَهْقَرُ في مِشْيته ، إذا ترَاجَع على قَفاه قَهْقَرَةً ، ورجَعَ القَهْقَرَى.

شمر عن أبي عمرو : القَهْقَرُ : الحَجر الأملس. وقال أبو خَيرة : هو الحجر الذي يُسْهَكُ به الشيءُ ، والقِهْر : أعظَمُ منه.

قلتُ : وبعضُهم يقول : القَهْقَرُّ ـ بتشديد الراء ـ وقد ذكرته في باب القَهْر ، فأشبَعْتُه.

وقال ابن السكيت : القَهْقَرُ : قشرةٌ حمراءُ تكون على لُبّ النخلة ، وأنشد :

أحمرُ كالقَهقَرِّ وَضّاحُ البَلَقْ

٢٦٦

القهرمان ـ القهقب ـ القهقم : وقال الليث : القَهْرَمان هو المسيطِر الحفيظ على ما تحت يديْه. وأنشد :

مَجْدا وعزّاً قَهْرَماً قَهْقَبَّا*

عمرو عن أبيه : القَهْقَبُ ، والقَهْقَمُ : الجملَ الضّخم.

وقال أبو زيد : يقال : قَهْرَمان وقَرْهَمان : مقلوب.

قلت : وهو عندي معرَّب.

قرهب : أبو عبيد ، عن أبي عمرو : القَرْهَب من الثيران : المُسِنّ

هبرق ـ بهلق : أبو عبيد : الهِبْرِقيّ : الصائغ.

ويقال : الحَدَّاد. وقال ابن أحمر :

فما أَلواحُ دُرّةِ هِبْرقِيّ

جَلَا عنها مُختِّمها الكُنُونا

ابن السكيت ، قال : سمعت الكلابيّ يقول : البُهْلُق والبِهْلِق ، بالضم والكسر : الكثيرة الكلام التي لا صَيُّورَ لها قال : ولَقِينا فلاناً فَبهْلَقَ لنا في كلامه وعِدَتِه ، فيقولُ السامع : لا يغرَّكم بَهْلَقَتُه ، فما عنده خير.

(وقال الليث : البَهْلَق : الضَّجُورُ الكثيرُ الصَّخَب ، وتقول : امرأةٌ بَهْلَق ، والجميعُ بَهالِق.

أبو عمرو : جاء بالبهالِقِ ، وهي الأباطيل ، وأنشد :

آقَ عَلَيْنَا وهوَ شُرُّ آيِقِ

وجاءنا من بَعْدُ بالبهالِق

وأنشد غيرُه :

يُوَلْوِلُ من جَوْبِهنّ الدلي

لُ بالليل وَلوَلةَ البَهْلَقِ

وقال ابن السكيت : البِهْلِق بكسر الباء واللام : المرأة الحَمراء الشديدة الحُمرة) (١).

وقال أبو سعيد : الهِبْرِقيُ : الذي يُصفِّي الحديد ، وأصلُه إبْرِقِيّ ، فأُبدلت الهمزةُ هاءً وأنشد قول الطِّرمّاح يصف ثوراً :

يُبَربِرُ بَربَرةَ الهِبْرِقيِ

بأُخْرَى خواذلها الآبخهْ

قال : شَبَّه الثورَ وخُوارَه بصَوْت الريح يَخرُج من الكِير. وقيل : الهِبْرِقيّ : الثورُ الوَحشيّ ، وهو الإبْرِقيُّ ، لِبَرِيق لَوْنه.

هرقل : من ملوك الروم ، وهو أوّل من ضَرَب الدنانير ، وأول من أحدَث البَيْعَة ، وأما دَير الهِزْقِل ، فهو بالزاي.

هدقل : وقال الليث : الهِدْقل [الهِدْلِق] : المُنْخُل.

هدلق : وجمَلٌ هِدْلِقٌ : واسعُ الشِدْق ، وجمعُه هَدالِق ، وأنشدني أعرابيٌّ :

هَدالِقَا دَلاقِمَ الشُّدُوقِ*

هلقم : وقال الليث : الهِلقام : السيد الضَّخم ذو الحمالاتِ ، وأنشد :

وإنْ خطيبُ مَجلسٍ أَلَمَّا

بخُطَّةٍ كنتَ لها هِلْقَمَّا

وبالحمالات لها لَهِمّا

عمرو ، عن أبيه : رجلٌ هِلْقامة وهِلِّقامة

__________________

(١) أثبت في المطبوعة بعد مادة (هدلق) ووضعناه هنا كما في «اللسان» (بهلق).

٢٦٧

وهُلَقِمٌ وجُرَضِمٌ ، إذا كان أَكولا.

وقال ابن الأعرابيّ : الهِلْقام : الفرسُ الطويل. وأنشد :

أولادُ كلِّ نجيبةٍ لِنَجيبةٍ

ومُقَلَّص بشلِيله هِلْقامُ

يقول : هو طويلٌ يَقلُص عنه شَلِيلُه لطولِه.

قلهب : وقال الليث : القَلْهب : القديمُ الضّخم من الرجال.

وقال الفراء : حَيَّا الله قَهبَلَتَه ، أي حيَّا الله وَجْهَه.

وقال ابن الأعرابيّ : حيّا الله قَهْبَلتَه ومُحَيَّاه وسَمَامَتَه وطَلله وآلَه. وقال أبو العباس : الهاء زائدة ، فَتَبقى حيّا الله قَبَلَه ، أي ما أقْبَل منه.

وقال المؤرِّج : القَهبَلة. القَمْلة

بلهق ـ لهق : وقال ابن الأعرابيّ : في فلان طَرْمَذَةٌ وبَلْهقَة ولَهْوَقة ، أي كِبْر.

قلهف : وفي «النوادر» : يقال : رأيتُ شَعَره مُقْلَهِفَّاً ومُكْرَهِفّاً ومُشْرحِفّاً ومُسْقِفّاً ، أي جافلاً مرتفعاً.

هبنق : وقال الليث : هبَنَّقة القيسيُّ كان أحمق يُضرب به المَثلُ.

قال : والهَبْنيقُ : الوَصِيف ، وقال لَبيد :

والهبانِيقُ قيامٌ مَعهم

كلُّ مَلْثُومٍ إذا صُبَّ هَمَلْ

وقال غيره : رجل هَبَنَّق ، إذا وُصِف بالنَّوْك ، قال ذو الرُّمّة :

إذا فارقَتْه تَبْتَغِي ما تُعيشُه

كفاهَا رَذاياها الرَّقيعُ الهبَنَّقُ

قيل : أراد بالرَّقِيع الهَبَنَّقَ القُمْرِيّ.

وقيل : بل هو الكِرْوان ، وهو يُوصَف بالحمق ؛ لتركه بَيضَه واحتضانِه بيضَ غيره ، كما قال الآخر :

إني وَتركِي نَدَى الأكْرمِينَ

وقَدْحِي بكفَّيَّ زنداً شِحاحاً

كتاركةٍ بَيْضَها بالعَراءِ

ومُلْبِسةٍ بَيْضَ أخرى جَناحَا

ويقال للوَصيف : هُبْنُوق وهِبْنِيق.

وقال أبو مالك : الهُنْبوق : المِزْمار ، وجمعُه هَنابق ، وأنشد لكثّير :

ورجَّعَ في حَيْزُومِه غيرَ باغِمٍ

حَنيناً من الأجواف جُوفاً هَنابِقُهْ

زنبق : قال : والزَّنْبَق : المِزْمار أيضاً.

هيقم : والهَيقَمانيّ : الطويل ، وأنشد :

من الهَيقَمانِيّاتِ هَمْقٌ كأنّه

من السِّنْد ذو كَبْلَيْن أَفلَتَ من نَبْلِ

قرهد : وقال الليث : القرْهَد : الناعَمُ التارّ الرَّخْص.

قلتُ صَحَّفَ الليث ، والصَّواب والقُرْهُدُ بالفاء والهاء ، مَضْمُومَتَين.

قمهد : عمرو عن أبيه.

القَمْهَدُ : المقيمُ في مكان واحدٍ لا يكاد يَبرَح. وأنشد :

فإن تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدُّ مكانياً

أبو عبيد عن الأموي : اقمهدَّ الرجُل : رفعَ رأسَه.

وقال الليث : القَمْهَدُ : الرجلُ اللئيم الأصل الدَّميمُ الوجه.

٢٦٨

قال : والاقْمِهْدادُ : شِبْه ارتعاد الفَرْخ إذا زَقه أَبَواه ، فتَراه يَكْوَهِدُّ إليهما ، ويَقْمَهدّ نحوهما.

مهرق : عمرو عن أبيه ، يقال للبحر : المُهْرقان والدَّأْماء ، خفيف.

قرمد قرهد : أبو عبيد قال : القَرامِيد والقَراهِيد : أولادُ الوُعول.

باب الهاء والكاف

[هك]

كهمس : أبو نصر عن الأصمعي : الكَهْمَس : الأسَد.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : هو الذّئب.

وقال الليث : الكَهْمَس : القصير من الرجال ، ونحو ذلك. روى ابن السكيت ، عن أَبي عمرو : أنه القصير.

كمهل : وقال أبو زيد : كمهَلَ فلانٌ الحديثَ ، إذا أَخْفاه وعَمّاه.

وقال ابن الأعرابيّ : كَمْهَلَ ، إذا جَمَع ثِيابَه وحزَمَها للسَّفَر ، وكَمْهَل فلانٌ علينا : مَنعنا حَقّنا.

هنبك : وفي «النوادر» : هَنْبَكَةٌ من دَهْرٍ ، وسَنْبَةٌ من دهْرٍ ، بمعنى.

كلهد ـ كهدل : وأبو كَلْهَدَة : من كُنَى الأعراب. وَكَهْدَل من أسمائهم ، وأنشد ابن الأعرابيّ :

قد طَردَتْ أمُّ الحديد كَهْدَلَا*

قال أبو حاتم فيما روى عنه القُتَيبيُّ : الكَهْدَل : العاتقُ من الجواري ، وأَنشد :

إذا ما الكَهْدَل العار

كُ ماسَتْ في جَوارِيها

حسبتَ القمَرَ الباهِ

رَ في الْحسنِ يُباهيها

دهكل : وقال الليث : دَهْكل من شدائد الدهر.

دهكم : قال : والدَّهكَمُ : الشيخ الفاني.

والتَّدَهْكُم : الاقتحام في الأمر الشديد.

هتكر : وقال يونس : الهَيْتَكُور من الرجال الذي لا يَسْتَيقظ ليلاً ولا نهاراً.

هركل : وقال الليث : امرأة هِرْكَوْلة ذاتُ فَخِذَين وجِسْم وعَجُز. وجَمَلٌ هُراكل جَسِيمٌ ضَخْم.

أبو عبيد عن الأصمعي : الهِرْكَولة من النّساء : العظيمة الوركين.

وقال غيرُه : الهرَاكلة : كلابُ الماء.

وقال ابن أحمَر يصف دُرَّةً :

رأَى مِن دُونها الغَوّاصُ هَوْلاً

هَراكلَةً ، وحِيتاناً ونُونَا

والهَرْكلَّةُ : ضَرْبٌ من المَشْي فيه اختيال وبُطْء ، وأنشد :

قامتْ تَهادَى مَشْيها الهِرْكَلّا

بين فِناء البَيْت والمصلَّى

هبرك : وقال الليث : الهَبْرَكة : الجارية الناعمة. وأنشد :

جاريةٌ شَبّت شَباباً هَبْرَكا

لم يَعْدُ ثَدْيَا نحرها أن فَلَّكا

هبنك : وقال الليث : الهَبَنَّك : الأحمق ، وامرأة هَبَنكةٌ : حَمْقاء.

٢٦٩

بهكن : وجارية بَهْكَنة : تارَّة غَريضة. وهُنَ البَهْكَنات والبَهاكِن.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ البَهْكَنَةُ الجارية الخفيفة الروح ، الطيبة الرائحة ، المليحة الحلوة.

كنهر : قال : والكَنَهْوَرُ من السّحاب : المتراكِب الثَّخِين.

أبو عبيد عن الأصمعيّ الكَنهْورَ : قِطَعٌ من السَّحاب أَمثالُ الجِبال ونابٌ كَنَهْوَرةٌ مُسِنَّةٌ.

كفهر : وقال الأصمعيّ : والمكفهِرّ من السحاب : الذي يَغلُظ ويركَبُ بعضُه بعضاً.

قال : والمُكْرَهفُ مثله.

ويقال : فلان مكفَهرُّ الوَجْه ، إذا كان كالح الوَجْه ليس فيه أَثَرُ بِشْرٍ. والمُكفَهرّ : الصُّلْب الشديد الذي لا تُؤثِّر فيه الحوادث.

يقال : ألْقَ الحوادثَ بوجهٍ مكفهرّ ، أي بوجهٍ مُنْقبض لا طلاقَه فيه.

كرهف : وقال أبو عمرو : اكرَهَفَ الذَّكَرُ ، إذا انتشر ، وأَنشد :

قَنْفاءُ فَيْشٍ مُكرَهفٍ حَوْقُها

كنهل : وكَنهَل : ماء لبَني تميم معروف.

كنهر : وكنهَرَة : موضعٌ بالدَّهنأ بين جَبَلين فيها قِلَات تملؤُها السماء ، والكنهورَ منه أخذ.

كمهد : عمرو عن أبيه : قال : الكُمْهُدُ : الكبير الكُمَّهْدَة وهي الكَوسَلة.

باب الهَاء والجيم

ه ج

سجهر : الليث ، اسجَهَرَّتِ الرِّماحُ ، إذا أقبلت إليك واسْجَهَرَّ النبات ، إذا طال.

وقال غيرُه : اسجَهَرَّ السّرابُ إذا تَريَّه وجرَى. ومنه قول لبيد :

إذا ما اسجَهَرَّ الآلُ في كلِّ سَبْسَب

وسحابة مُسْجَهِرَّة يترقرقُ فيها الماء

الأصمعيّ : الصَّهلج والصَّيْهَج : الصخْرة العظيمة.

هجرس : الليث : الهِجْرِس من أَولاد الثعالب ، ويوصف به اللئيم. وقال أبو عبيد في الهِجْرِس نحواً منه. وأنشد :

وهِجْرِسٍ مَسكَنُه الفَدافِدُ*

وقال الليث : يقال : رَمتْني الأيام عن هَجارِسها ، أي شدائدها.

قال : والجِرْهاسُ : الجَسِيم.

وقال غيره : وهو من أسماء الأسد ، وأنشد :

يُكْنَى وما حُوِّلَ عن جِرْهاسِ

من فرسه الأسْدَ أبا فِراس

أبو مالك : أهلُ الحجاز يقولون : الهِجْرس : القِرْد ، وبنُو تميم يَجْعلونه الثّعلب.

سمهج : وقال الليث : السَّمْهَجَة : الفَتْل الشديد ، حَبْلٌ مُسَمْهَجٌ ، وَحَلَف حَلِفاً مُسَمهَجاً ، وأنشد :

يحلِفُ بَجٌّ حَلِفاً مُسَمهَجاً

٢٧٠

أبو عبيد عن الفراء : يقال للبن : إنه لسَمْهَجٌ سَمْلَج ، إذا كان حُلواً دَسِماً.

وفرَسٌ مُسَمْهَجٌ : معتَدِلُ الأعضاء.

وقال الراجز :

قد أَغتدِي بسابحٍ وافى الخُصَلْ

معتدِلٍ سُمْهِجَ في غير عَصَلْ

أبو سعيد : لَبنٌ سَمْهَج قد خُلِط بالماء.

وسَماهِيجُ : اسمُ جَزيرة في وسَط البَحْر بين عُمَانَ والبَحْرَين.

وقال أبو دؤاد :

وإذا أدْبَرَت تقول : قصورٌ

من سَماهيج فوقها آطَام

الأصمعيّ : ماء سَمْهَجٌ سَهْلٌ ليِّن ، وأنشد :

فَوَرَدْت عَذْباً نقَاخاً سَمْهَجَا

* هزمج : وقال الأصمعيّ أيضاً : الهُزامِجُ : المتدارِك من الصوت ، وأنشد قول هِمْيان بن قُحافة :

أزامِلاً وزَجَلاً هُزَامِجا*

هزلج : والهَزالج : السِّراع من الذئاب ، ومنه قولُ الراجز :

للطَّيْر واللّغَاوس الهَزَالج *

سجهر : وقال ابن الأعرابيّ في قول عديّ بن زيد :

ومَجودٍ قد اسْجهَرّ تناوِي

رَ كلوْنِ العُهُونِ في الأعْلاق

قال : اسجهرّ : ظَهر وانبَسط.

زهلج : وفي «النوادر» زَهلَج له الحديثَ وَزَهلَقه ودَهْمَجه.

وقال أبو عبيد : الدهْمَجة : مَشْيُ الكبير كأنه في قَيْد.

هرجل : قال : والهرجلة : الاختلاطُ في المشي ، يقال منه : قد هرجَلَتْ الإبل.

جهضم : أبو عبيد ، عن الفراء : الجَهضَم : الضخم الهامة ، المستَديرُ الوجه.

وقال الليث : تجهضم الفَحْلُ على أَقرانه ، إذا عَلَاها بكَلْكَلِه. وبعيرٌ جَهضم الْجَنْبينِ ، أي رَحْبُ الجَنْبَين.

ثعلب ، عن ابن الأعرابيّ : الجَهضم : الجَبان ، فلانٌ جَهضم ماهُ القلْب : نهايةٌ في الجُبْن.

دهنج ـ دهمج : الدَّهانِج : قال الليث : هو البعير ذو السَّنَامين.

وقال أبو عمر : هو الدَّهامِج أيضاً ، وأنشد :

إذا بَدَا دَهانِجٌ ذُو أَعْدالْ*

الليث : الدَّهْنَج : حصاً أخضرُ يُحكُّ منه الفُصوص ، وليس من مَحْض العربية.

وقال الشَّمَّاخ :

تُمسِي مُباذِلُها الفزِندُ وهِبرزٌ

حَسَنُ الوبِيص يَلوحُ فيه الدَّهنَجُ

وقال الأصمعيّ : الدَّهامِج والدَّهانج : البعيرُ الذي يقارِب الخَطْوَ ويُسرع.

جرهد : وقال الليث : الجَرْهَدة : الرخاءُ في السير ، يقال : اجرَهدَّ الطريقُ : إذا استمر ، وأَنشد :

على صَمُودِ النَّقْب مُجْرَهِدِّ

وقال الأخطل :

٢٧١

مسَاميحُ الشتاء إذا اجرَهدَّت

وعزَّتْ عند مَقسَمها الْجَزُورُ

أي اشتدّت وامتدَّ أمرُها أبو عمرو : الجُرهُد : السَّيار النشيط.

هجدم : هِجْدَم. قال الليث : هي لغة في إِجْدَم في إِقْدامِك الفرس ، وزَجْرِكه ، يقال : أول من رَكِب الفرسَ ابنُ آدم القاتلُ ، حَمَل على أخيه فزَجر فَرساً ، وقال : هِج الدَّمَ ، فلما كثر على الألسنة اقتَصَروا على هِجْدَم وإجْدَمْ.

جرهم : سلَمة عن الفراء قال : الجُرهُم : الجريء في الحرب وغيرها.

وقال أبو عبيد : الدَّهْمَجة : مشيُ الكبير كأنه في قَيد.

وقال الليث : الجَهرَمِيّة : ثيابٌ منسوبة ، وأنشد :

لا يُشْتَرى كَتّانُه وجَهرَمُهْ*

جعَله اسماً بإخراج ياء النِّسبة.

جُرْهُم : حَيٌّ من اليمن ، نزلوا بمكة وتزوج فيهم إسماعيلُ ، ثم أَلحَدُوا في الحرَم فأَبادَهم الله.

أبو عبيد عن الفراء : جَمَلٌ جُراهِم وعُراهِم وعُراهِن : عظيم.

ابن دريد رجلٌ جِرهامٌ في أَمره ، وبه سُمِّي جُرْهُم.

جمهر ـ همرج : وقال الليث : الجمهُور : الرَّمل الكثير المُتراكِم الواسِعُ.

وقال الأصمعيّ : هي الرَّملة المشرِفة على ما حولها ، وجَمْهَر الترابَ إذا جمع بعضَه فوقَ بعض ، ومنه قولُه : جَمْهِرُوا قَبرِي جمهرة ، وجَمْهرتُ القوم ، إذا جمعتهم ، وجماهيرُ القوم : أشرافُهم ، وعدَدٌ مجمهَر مكثِّر.

أبو عبيد عن الكسائيّ : إذا أخبرتَ الرجلَ بطرفٍ من الخبَر وكتمتَه الذي يريد. قلتَ : قد جمهرتُ.

قال : وقال الأصمعي : هَمْرجتُ عليه الخَبَر هَمْرَجة : خلَطَته عليه.

أبو عبيد : الجُمهورِيّ : اسمٌ شراب يُسكِر.

ابن الأعرابيّ : ناقةٌ مجَمْهرةٌ ، إذا كانت مداخَلة الخَلْق ، كأنها جُمْهورُ رَمْل.

مهجر : ابن السّكيت : التمهجُر التكبُّر مع الغِنى ، وأنشد :

تمهجَروا وأيُّما تَمهجُرِ

وهم بَنو العَبدِ اللئيم العنْصرِ

هبرج : وقال الليث : الهَبرُجة : اختلاطٌ في المشي.

وقال العجاج :

يتبَعْن ذَيَّالاً مُوشَّى هَبرَجا

هرجب ـ هرجل : وقال ابن الفرج : الهراجِيب والهراجيل : الضِّخام من الإبل.

وقال جِران العَوْد :

حتى إذا مَتعت والشمسُ حامِيةٌ

مدّت سَوالفَها الضُّهبُ الهَراجيلُ

وقال رؤبة :

من كلّ قَرواءَ وهِرجابٍ فُنُقْ*

وهو الضخم من كلّ شيء.

أبو عبيد : الهرجلة : الاختلاط في المشيء ، وقد هرجل.

٢٧٢

بهرج : والبهرَج : الدرهم الذي فضَّتُه رديئة ، وكل رديءِ من الدراهم وغيرها بهرَج ، وهو إعراب نَبْهَرَهْ وبُهرِج بهم أي أُخِذ بهم في غير المَحَجَّة.

وقال ابن الأعرابيّ : البَهْرَج : الدِّرْهم المُبْطَل السِّكّة ، والبَهْرَج : التَّعْوِيج من الاستواء إلى غير الاستواء. والبَهْرَج : الشيءُ المُباح. ويقال : بُهرِجَ دمُه.

والهِرْجاب : الضَّخْمَةُ من النُّوق.

جلهم : ورُوي أنّ أبا سُفيانَ قال للنبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما كِدْتَ تأذنُ لي حتى تَأذنَ لحجارة الجُلْهُمَتَيْنِ.

قال شمر : لم أَسْمَع الجُلهُمة إلّا في هذا الحديث وحرفاً آخر. رُوِي عن أبي زيد.

يقال : هذا جُلْهُمٌ. والجُلهُمة : القارَةُ الضَّخْمة.

قال : وحَيٌّ من ربيعةَ يقال لهم : الجَلَاهِم.

وقال أبو عبيد : أراه أرادَ الْجَلهة ، وهو فم الوادي ، فزادَ فيه ميماً : فقال : جَلْهَمة ، وهكذا رواه بفَتح الجيم والهاء وأنشد :

بِجِلْهَةِ الوادي قَطاً نَواهِضُ*

قلت العرب زادت الميمَ في حروفٍ كثيرةٍ ، منها قولُهم : قَصْمَل الشيءَ ، إذا كسَرَه وأصله قَصَل ، وجَلْمَطَ شَعْرَه ، إذا حَلَقه ، والأصل جَلَط ، وفَرْصَم الشيء إذا قطّعَه ، والأصل فَرَص ، ومثلُه كثير.

هملج : وقال الليث : الهِملَاج : الحَسَن السَّير في سرعةٍ ، وبَخْتَرَة.

ويقال للذَّكَر والأنثى : هِمْلَاج ، وأمرٌ مُهَمْلَجٌ مُذَلَّل ، وأنشد العجَّاج :

قد قلَّدوا أَمْرهُمُ المُهَمْلَجا

جهبل : وقال الليث : امرأةٌ جَهْبَلَة : قبِيحةٌ دَمِيمة.

هلبج : والهلْبَاجة : الثَّقيلُ من الناس الأحْمَق المائق. وقال الأصمعيّ مثله. ويقال للّبن الخاثر : هِلباجةٌ أيضاً.

جبهل ـ جبجب : وقال ابن الأعرابيّ : رجلٌ جَبْهَلٌ ، إذا كان جافياً ، وأنشد لعبد الله بن الحجَّاج الثعلبيّ يخاطِب امرأة :

إيَّاكِ لا تستبدِلي قَرِدَ القَفَا

حَزَابِيَةً وهَيَّباناً جُبَاجِبا

ألَّفَ كأنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه

من الصُّوفِ نِكْثاً أو لئيماً دُبادِبا

الأَلَفُ : العَيِيُّ الفَدْم ، والدُّبادِبُ : الكثير الشَّرّ والجَلَبة.

جَبَهْلاً ترَى مِنه الجَبينَ يَسُوءُها

إذا نَظَرَت منه الجَمالَ وحاجِبا

قال : والجُباجِب مثل الدُّبادِب ، وهو الكثير الشَّرّ والجَلَبة.

جهنم : في جهنم قولان : قال يونس : جهنَّمُ اسمٌ للنّار التي يُعذِّبُ الله بها في الآخرة ، وهي أعجميَّةٌ لا تُجْرَى للتعريف والعُجْمَة ، وقيل : جهنم اسمٌ عربيّ ، سُمِّيَتْ نارُ الآخرة به لبُعد قَعْرِها ، وإنما لم تُجْرَ لثُقْل التعريف مع التأنيث.

ورُوِي عن رؤبة أنه قال : رَكِيَّةٌ جِهِنَّام : بعيدةُ القَعْر.

هلجب : وقال النضر : الهِلْجَاب : الضخمة من القُدُور ، وكذلك العَيْلَم.

وقال ابن الأعرابيّ : شاةٌ هِمْلاج : لا مُخّ فيها لهُزالها ، وأنشد :

٢٧٣

أَعطَى خَليلي نَعْجةً هِمْلَاجا

رَجَاجَةً إنَّ لها رَجَاجا

والرّجاجة : الضعيفة التي لا نِقْيَ لها ولا مُخّ. ورجالٌ رجاجٌ : ضَعْفَى.

باب الهاء والشين

[هش]

هرشم : قال أبو زيد : يقال للجَبل اللّين المَحْفِر هِرْشَمّ ، وأنشد :

هِرْشَمَّةٌ في جبلٍ هِرْشَمِ *

ويقال للناقة الخَوَّارة : هِرْشَمَّةٌ أيضاً.

أبو عبيد ، عن الفرّاء : الهِرْشمّ : الرِّخْوُ النَّخِرُ من الجبال.

همرش : وقال الليث : عجُوزٌ هَمَّرشٌ ، في اضطراب خَلْقِها وتَشَنُّجِ جِلدها.

أبو عبيد : عن الأصمعيّ ، عجوزٌ هَمَّرِاشٌ كبيرة ، وأنشد شمر :

إِنَّ الجِرَاءَ تختَرِشْ

في بَطْن أمِ الهَمَّرِشْ

فيهنَّ جرْوٌ بَخْوَرِشْ

هرشف : قال أبو عبيد : وعجوزٌ هِرْشَفَّةٌ : كبيرة ، وأنشد :

كلُّ عجوزٍ رأسُها كالكِفَّه

تَحْمِلُ جُفّاً معها هِرْشَفَّهْ

قال أبو عبيد : والهِرَشَفَّة أيضاً يقال : إنها خِرقةٌ يُحْمَلُ بها الماء ، أو قطعةُ كِساء أو نحوه يُنَشَّفُ بها الماء من الأرض ثم يُعصَر في الْجُفِّ ، وذلك في قلّة الماء.

شمر عن ابن الأعرابيّ : يقال للناقة الهَرِمة : هِرْشَفَّةٌ ، وهِرْدَشَّة ، وهِرْهِر.

وقال الليث : عجوزٌ هِرْشَفّة : بالية ودَلْوٌ هِرشَفّة : مُتَشَنجة بالية. ويقال لصُوفة الدَّواة إذا يبِسَتْ هِرشَفَّة. وقد هَرْشَفَت واهرَشَّفَت

شهرب : عَمرو عن أبيه قال : الشَّهْرَبةُ : الحُوَيضُ الذي يكون أسفلَ النخلة.

هرشب : وقال : عجوزٌ هِرْشَفَّةٌ وهِرْشبّةٌ ، بالفاء والباء.

شهنز : وقال ابن شميل : سمعتُ أبا الدُّقَيش يقول للشُونِيز : الشِّهنيز.

شهبر : وقال الليث : عجوزٌ شَهْبَرة وشَهْرَبةٌ ، ولا يقال للرّجل ، شَهبَر ولا شَهرَب ، وأنشد :

رُبَّ عجوزٍ مِن لُكَيْزٍ شَهبَرهْ

علَّمتُها الإنقاضَ بعد القَرْقَرهْ

أراد أنها كانت ذاتَ إبل فأغَرْتُ عليها ولم أترُك لها غيرَ شُوَيهاتٍ تُنْقِضُ بها.

نهشل : وقال الليث : نَهْشَل : اسمُ الذّئب.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ نَهْشَل الرجل : إذا عَضَّ إنساناً تجميشاً. ونَهْشَلَ الرجل : إذا أكلَ أكلَ الجائع.

دهفش : قال : ودَهْفَشَ الرجلُ المرأةَ ، إذا جَمَّشَها.

(١) هرشم : وجبَلٌ هِرشَمٌ : دقيقٌ كثير الماء.

* همرش : وقال ابن دريد : الهمْرَشَة الحَركة.

__________________

(*) تكملة للمواد المشار إليها في بداية الباب

٢٧٤

دهفش : سَلَمة عن ابن الأعرابيّ : الدَّهفَشةُ التَّجْمِيش.

* هرشف : أبو خَيْرَة التَّهَرْشُفُ : التَّحسِّي قليلاً قليلاً ، وكان الأصل الترشُّف فزيدت الهاءُ. وكذلك الشَّهْرَبة الحُوَيْض حَول أسفل النخلة ، الأصلُ فيه الشّرْبة فزِيدَت الهاءُ.

وأُهمِلَت الهاء مع الضَّاد في الرّباعي.

باب الهَاء والصاد

[هص]

بهصل : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : إذا جاء الرجل عُرْياناً فهو : البُهْصُل والضَّيكَل.

هرنص : سَلمة عن الفرّاء : الهَرْنَصَةُ مَشْيُ الدُّودَة ، والدُّودة يقال لها : الهِرْنِصَانة.

هنبص : قال : والهَنْبَصةُ : الضَّحِك العالي.

وقال أبو عمرو الشيبانيّ في الهَنْبَصة مثله.

بهصل : أبو عبيد عن الأُموي : البُهْصَلَة من النساء : القصيرة.

وقال الليث : هي الصّخَّابة.

صلهب : قال الليث : الصَّلْهب هو البيت الكبير ، وأَنشد :

وشادَ عَمْرٌو لكَ بَيْتاً صَلْهَبا*

وقال أبو عبيد قال الأصمعيّ : الصَّلْهب والسَّلهب : الرجل الطويل.

قال : وقال أبو عمرو : الصَّلاهب من الإبل : الشِّداد.

وقال الأمويّ : ناقةٌ صَلَهْبَى شديدةٌ.

بلهص : أبو عمرو التَّبَلهُص : خروج الرجل من ثيابه ، تقول تَبَلْهَصَ من ثيابه.

ومنه قولُ الراجز :

لَقِيتُ أبا ليلى فلمّا أخَذْته

تَبَلْهَصَ مِن أثوابه ثم جَبَّيا

قلت : الأصل تَبَهْصَل من البُهْصَل فقُلِبَ فقيل تَبَهْلَصَ : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : بلْهَصَ أي أَسْرع وفَرَّ ، وأنشَد :

ولوْ أُرِي فاكَرِشٍ لبَلْهَصا*

قال : فاكَرِش ، أي مكاناً ضيقاً يستخفي فيه ، لأسرع إليه.

صهتم : ابن السكّيت : رجل صَهْتَمٌ شديدٌ عَسِر ، لا يُردُّ وجههُ ، وهو مِثلُ الصِّهْمِيم ، وأنشد غيره :

فَعَدَا على الرُّكْبان غيرَ مهلِّلٍ

بهِراوَةٍ سَلِسِ الخليقةِ صَهْتَمِ

أراد : غير مهلَّل سَلِس الخليقة ، وصَهْتم : اسمُ رجلٍ بعينه.

باب الهاء والسين

[هس]

سبهل : قال أبو زيد الأنصاريّ : يقال : رأيتُ فلاناً يمشي سَبَهْلَلاً ، وهو المختالُ في مشيته ، وإذا مَشى بغير سِلاح ، فهو سَبَهْلَلٌ.

وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال : يقال للفارغ النشيط : سَبَهْلَلٌ ، يقال : جاء سبهللاً لا شيءَ معه.

٢٧٥

ويقال : مَشَى فلان السِّبَهْلى ، كما تقول : مشي السِّبَطْرَى. والسِّبَطرى : الانبساط في المشي. قال : والسَّبهلى التبخترُ.

هلبس : أبو عبيد عن أبي الجراح ، يقال : ما عليه هَلْبَسِيسةٌ ، أي ما عليه شيءٌ من الحَلْي.

أبو عبيد ، عن أبي زيد : يقال : أنت في الضّلال ابن الأَلَال ابن السَّبَهلل ، يعني الباطل. ويقال جاء مُسَبْهَلاً ، أي مُهْمَلاً.

طهلس : وقال الليث : الطِّهْليسُ : العسكر الكثيف ومنه قوله :

جحْفَلاً طِهليساً*

هطلس ـ هلطس : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : تَهَطْلَسَ فلانٌ من عِلَّته : إذا أَفلقَ مَرَضه وأَقبل.

شمر : الهِلْطَوْس. الخفيُّ الشخص من الذّئاب ، قال الراجز :

قد ترك الذئبَ شديدَ العَوْلَتِي

أطلسَ هِلْطوساً كثير العَسَّتي

وقال غيره : لص هَطَلَّسٌ : قطَّاعُ يُهطلِس كلَّ ما وَجَده.

سهمد : وقال الليث : السَّهْمَدُ [السَّمْهَد] : الشيءُ اليابس الصُّلْب.

قال : والسَّمَهْدَدُ : الجسيمُ من الإبل. وقد اسْمَهَدَّ سَنامُه ، إذا عظم.

هندس : والمهندِس : الذي يقدِّر مجاريَ القُنِيِّ واحتفارَها ، وهو مشتق من الهِنْداز ، وهي فارسية أصلها أَوَانداز أي : مقدِّر الماء.

والعَرَبُ تسمِّيه : القُناقِنُ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : أسَدٌ هِنْدِس ، أي جريء.

وقال جَندل :

يأكل أو يَحْسُو دماً ويلحَسُ

شِدْقَيه هوّاسٌ هِزْبرٌ هِنْدِسُ

وفلانٌ هِنْدَوْسُ هذا الأمر ، وهم هَنادِسةُ هذا الأمر ، أي العلماءُ به. ورَجُل هندَوْس ، إذا كان جيد النظر مُجَرِّباً.

هدبس : ثعلب عن ابن الأعرابي : الهَدَبَّس : ولد البَبْر ، وأنشد المبرّد :

ولقد رأيتُ هَدَبَّساً وفَزَارةً

والفِزْرَ يتبع فِزْرةً كالضَّيْوَنِ

دهرس : وقال الليث : الدَّهاريس الدّواهي ، الواحدة دَهْرَسَ.

وقال ابن الأعرابيّ : هي الدّراهيس أيضاً وقال أبو عمرو : ناقةٌ ذاتُ دَهْرَس ، أي ذاتُ خفة ونشاط. وأَنشد :

ذاتُ أَزابِيّ وذاتُ دِهْرَسِ

وأنشد الليث :

حَنَّت إلى النخلة القُصْوى فقلتُ لها

حِجْرٌ حرامٌ ألَا تلكَ الدهاريسُ

سرهد : أبو عبيد عن أبي عمرو : المسرهَد : الحَسَن الغِذاء ، وقد سَرهَدته أُمُّه. وسَنامٌ مُسَرْهَدٌ إذا كان سميناً قد قُطع قطعاً عَرْضاً.

وقال ابن شميل : ماءٌ سُرهُد : كثير.

بهنس : أبو عبيد عن أبي زيد ، قال : التَّبهنُسُ التبختُر ، وهو البهنسة ، وجَملٌ بهنسٌ وبُهَانِسٌ : دَلول.

٢٧٦

سرهف ـ سرعف : وقال الريَّاشي : المسرْهف والمسرعَف والمسرهد الحَسنَ الغذاءُ ، والسَّرْهفة : نَعْمة الغِذاء.

فهرس : وقال الليث : الفِهرسُ : الكتاب الذي تجمع فيه الكُتب.

قلتُ وليس بعربيّ محض ، ولكنه معرَّب.

سرهب : قال : والسَّرْهبُ هو المائق الأَكول الشَّروب.

سهبر : والسِّهبرة من أسماء الرَّكايا.

سهرز : والسهريز جنسٌ من التّمر معروف ، وهو معرّب.

ويقال : شهريز ، والسين أعرب.

* رهمس ـ دهمس : سلمة عن الفراء قال : الرَّهمسة والدَّهمسة : السِّررا.

وأُتي الحجاج بن يوسف برجلٍ فقال : أَمِن أهل الرَّسّ والرَّهمسة أنت؟ ويقال : هو يُرهْمِسُ ويُرَهْسِم إذا سارَّ وساوَدَ.

سمهر : والرِّماح السَّمْهَرِيَّة تُنسَب إلى رجل كان اسمه سَمْهَر كان يبيع الرماح بالْخَطّ وكانت امرأته رُدَيْنَة.

النَّضر عن الجعديّ : سَمْهَرَ الزرعُ إذا لم يتوالَدْ كأنّه كلّ حَبّة برأسها.

هرمس : الكسائيّ : أَسَدٌ هِرْماس وهُرَامِس وهو الجَريء الشديد.

وقال غيره : الهِرْماس : الأسَد العادِي على الناس.

وقال ابن الأعرابي : الهِرْماس ولد النَّمِر.

قال : والهِرْمِيس : الكَرْكَدَّن ، وأنشد :

والفيل لا يَبقَى ولا الهِرْمِيسُ *

وأنشد الليث في الأسد :

يَعْدُو بأشبالٍ أبُوها الهِرْماسْ

نهمس ـ رهمس * : وقال شبابة : أمرٌ مُرَهْمَس مُنَهْمَس ، أي مستور.

سمهر : أبو عبيد عن أبي زيد : المُسْمَهِرّ : المعتدِل.

وقال الليث : شوك مُسْمَهِرٌّ : يابس.

واسمَهَرَّ الظلامُ : إذا تَنكَّر. وعُرْدٌ مُسْمَهِرّ ، إذا اتْمَهَلَّ ، وأنشد غيره لرؤبة :

إذا اسمهرّ الحَلِسُ المُغالِثُ*

أي تَنكَّر وتكَرَّه.

أبو عبيد عن أبي الجراح ، وأبي زيد : ما عليهما هَلْبَسِيسة ، أي شيء من الحَلْي.

سلهب : وقال الليث : السَّلْهَب : الطويلُ من الخَيْل والناس.

قال : وسمعتُ أبا الدُّقَيش يقول : امرأة سَرْهَبَة كالسلهبة في الخيل في الجسم والطُّول.

هملس : وقال الليث : رجل هَمَلَّس قويُّ الساقَين شديدُ المَشْي.

سلهم : أبو عبيد عن الأصمعي : المُسْلَهِمّ المتغيِّر اللّون.

وقال الليث : هو الذي بَرَاه المَرَضُ والدُّؤُوب فصار كأنه مَسْلُول.

سهنش : أبو العباس عن سَلَمة عن الفراء ، قال : يقال : افعل هذا سِهِنشاه وسِهِنْساه ، أي افْعله آخرَ كلّ شيء.

٢٧٧

وقال أبو العباس : ولا يقال هذا إلا في المستقبل ، ولا يقال : فعلتُه سِهنْساه ، ولا فعلتُه آثِرَ ذي أَثِير.

باب الهَاء والزاي

[ه ز]

بهزر : أبو العباس ، عن ابن الأعرابيّ ، قال :

البَهازِرُ من النَّخيل والإبل : العِظام المَواقِير ، وأنشد :

أعطاكَ يا بحرُ الذي يُعطِي النِّعَمْ

مِن غيرِ لا تَمنُّنٍ ولا عَدمْ

بَهازِراً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَمْ

لم تَكُ مَأوًى للقُرادِ والْحَلَمْ

بين نَواصيهِنَّ والأرضِ قِيمْ

الليث : البَهْزَرة : النخلة التي لا تنالُها بيَدِك.

أبو عبيد ، عن الأصمعيّ : البَهْزرة الناقة العظيمة وجمعُها بَهازِر.

* زهدم : وقال الليث : زَهْدَمٌ : من أسماء الأسد.

هبرز : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : قال : الهِبْرِزِيُ الدِّينار الجديد ، وأنشد لرجُل رَثَى ابناً له :

فما هِبْرِزِيٌ من دنانيرِ أَيْلَةٍ

بأَيْدِي الوُشاةِ ناصِعٌ يتأَكَّل

قال : الوُشاة ضَرَّابُو الدَّنانير. يتأَكّل : يأكلُ بعضُه بعضاً من حُسْنِه.

وقال الليث : الهِبْرِزِيُ : الجَلْدُ النافذ.

قال : والهِبْرِزِيُ الخفُّ الجيِّد بلُغة أهلِ اليمن. والهِبْرِزِيُ الأسد ، ومنه قوله :

بها مِثْلُ مَشْي الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ*

وقال أبو عبيد : قال أبو عمرو : الهِبْرِزِيّ : الإسْوَارُ من أساوِرة فارس.

وقال غيره : الهِبْرِزِيُ والإبْرِزِيّ : الذَّهب الخالص ، وهو الإبْرِيز.

* هزبر : والهِزَبْر : من أسماء الأسد.

وقال ابن الأعرابي : ناقة هِزَبْرَة : صُلْبة ، وأنشد :

هِزَبْرَةٌ ذاتُ سَبِيبٍ أَصْهَبا*

دهلز : وقال الليث : دِهْليزِ : إعراب دَالِيح ، فارسية.

بهوز ـ بهزر : قال : والبَهاوِيزُ من النُّوق والنخيل : الجِسامُ الصَّفايا ، الواحدة بَهْوازة.

قلت : لم أسمع البَهاوِيز لغيره. وأظنُّه البَهازِير.

زمهر : وقال الليث : الزَّمْهرِير : شِدَّة البرد ، وقد ازمَهرَّ ازْمِهراراً.

أبو عُبيد عن الفراء : المُزْمَهِرُّ الذي قد احمرَّت عيناه.

وقال أبو عمرو : الازْمِهرارُ في العَين عند الغَضَب والشدة.

وقال أبو عبيد : الزَّمْهرير البردُ وزَمْهرت عيناه إذا احمرَّتا.

هرمز : وقال الليث : هُرْمُز : من أسماء العَجَم.

قال : والشيخُ يُهَرْمِز ، وهَرْمَزْتُهُ لَوْكُه لُقمتَه في فيه لا يُسيِغه وهو يُدِيرُه في فيه.

٢٧٨

(*) لهزم : وقال الليث : اللِّهزِمَتان : مُضَيْغَتان عُلَيَّيَان في أصل الحَنَكَيْن في أَقْصَى الشِّدْقَيْن ، وأنشد أبو زيد :

إمَّا تَرَى رأسِي عَلَانِي أغْثَمُهْ

لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهزِمُهْ.

يقال : لهزَه الشيبُ ولَهزَمَهُ بمعنًى.

زمهل : ويقال : ازْمَهلَ المطرُ ازمِهلالاً ، إذا وقع ، وازمَهلّ الثلجُ إذا سالَ بعد ذَوَبانه.

وماءٌ مُزْمَهِلٌ : صافٍ.

زهزم : والزَّهْزَمة : الصوتُ ، مِثلُ الزَّمْزَمة.

هزبل : وقال ابن الأعرابي : الهَزْبَلِيلُ : الشيءُ التافِه اليسير. وهَزْبَلَ : إذا افتَقَر مُدقِعاً.

هزبر : ابن السكيت : رجل هَزَنْبَر وهَزَنْبرانُ أي حديد وَثّاب.

لهزم : وقال ابن الأعرابيّ : اللهازم هم : عِجْلٌ ، وتَيْمٌ الّلاتِ ، وقيسُ بن ثَعلبَة ، وعَنَزُة. والأَراقم : بنو بكر ، وجُشَم ، ومالكٌ ، والحارثُ ، ومعاوية.

زنهر : وفي «نوادر الأَعراب» : فلان مُزَنْهِرٌ إليّ بعَيْنه ، ومُزَنِّر ومُبَنْدِق وحالِقٌ إليَّ بعينه ، ومُحَلِّق ، وجاحِظ ، ومُجَحِّظ ، ومُنْدِرٌ إليَّ بعينه ونادِرٌ ، وهو شدّة النظر ، وإخراجُ العَين.

زهدم : وقال الأَصمعيّ : العَرَب تقول للصَّقْر : الزَّهْدَمُ ، وللبَحر : الدَّهثَم.

قال : والدَّهثَم : الرجل السخِيُّ.

هبزر : وقال غيره : العرب تقول للحُمَّى : أُمُّ الهِبْزِرِيّ [الهِبْرِزِيّ].

وقال ابن الأَعرابي : الدَّهْليز : الجِيئة التي يَجتمَع فيها الماء.

زلهم : والمُزَلْهِمُ الخفيفُ من الرِّجال.

باب الهَاء والطاء

[هط]

طهمل : عمرو عن أبيه : الطَّهْمَلِيُ : الأسود القصير. وأنشد أبو عبيد :

لا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهامِل *

قال الليث : يعني القِباحَ الخِلقة.

طرهم : أبو عبيد ، عن أبي زياد الكِلابيّ : المُطْرَهِمّ : الشَّباب المعتدِل المتام.

شمر عن ابن الأَعرابيّ : المطرهِمُ : الممتلىءُ الحَسَن.

وقال الأَصمعي : هو المشرِف الطويل ، وقد اطرهمَ واطْرَخَمَّ ، وأنشد أَبو عبيد :

أُرجِّي شَباباً مُطْرَهِمّاً وصِحّة

* هرمط : غيره : هرمَط عِرْضَه وهرطَه وهرتَه وهردَه ، بمعنًى واحد.

طهفل : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : طَهفَل : إذا أكل خُبْزَ الذُّرَة وداوَم عليه.

هرطل : قال : ويقال للرجل الطويل العظيم الجِسْمِ : هرطال ، وهِردَبَّه وهَقَوَّر وقِنَوَّرٌ

باب الهَاء والدال

[هد]

هردب : أبو عبيد عن أبي زيد : الهِردَبَّة : المنتفِخ الجَوف ، الذي لا فؤاد له.

__________________

(*) تكملة للمواد المشار إليها في بداية الباب.

٢٧٩

وقال الليث : هو الجَبان الضخم ، القليلُ العَقْل.

وقال أبو عمرو : الهِرْدَبَّة العَجوز.

درهم : الليث ، يقال : رجلٌ دَرْهَم ودِرْهِم ، ورجُل مُدَرْهَمٌ : كثير الدراهم ، ورجلٌ مُدَرْهِم : كثيرُ الدراهم ، ورجلٌ مُدْرَهِمٌ ، وقد ادرَهَمّ هَرَماً وادْرِهْماماً ، إذا هَرِمَ.

هبرد : وقال الليث : ثريدةٌ هِبْرِدَانةٌ مِبْرِدانةٌ مُصَعْنَبة : مُسَوَّاة.

فرهد : أبو عُبيد ، عن الأمويّ : الفُرْهُدُ : الحادِرُ الغَليظ.

وقال اللحياني : ويقال : فُلْهُد. وفُرْهُود : حيٌّ من اليَمن ، ويقال لهم فَراهِيد ، وكان الخليل بن أحمدَ رَحمه اللهُ منهم.

هلدم : وقال الليث : الهِلْدِم : اللِّبْد الجافي الغليظ.

وقال رؤبة :

عليه من لِبدِ الزمانِ هِلْدِمُهْ

دلهم : وادْلَهمَ الليلُ والظلام ، إذا كَثُف ، وفَلاةٌ مُدْلهِمَّة : لا أَعْلَامَ فيها.

هندب : وقال الليث : هِنْدَب وهِنْدَباء وهِنْدَباءة واحدة ، وهي من أحرار البُقول.

وقال ابن بزرج : يقال : هذه هِنْدَباء وباقِلاءُ ، فأَنَّثُوا ومَدُّوا ، وهذه كَشُوثاءُ مؤنَّثة.

هدبد : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الهُدَبِدُ : الشَّبْكرة وهو العَشاء يكون في العَين ، يقال : بِعيْنه هُدَبِدٌ.

والهُدَبِد : الصَّمْغ الذي يسيل من الشجر أَسوَدَ ، ولبنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ ، وهو : الحامض الخاثِر.

رهدن ـ رهدل : الأصمعيّ وغيرُه : الرَّهادِن والرَّهادِلُ ، واحدها رَهْدَنَة ورَهْدَلَة ، وهو طائرٌ شبيه بالقُبَّرة إلا أنه ليس له قُنْزُعة.

وقال أبو عمرو : الرَهْدَن : الرجلُ الجَبان شُبِّه بهذا الطائر. والأزْدُ تُرَهِدْن في مِشْيتها كأنها تَستدير.

دهثم : الليث : مكان دَهْثَم : دَمِثٌ سَهْل.

هدمل : أبو عبيد : الهِدْمِل : ثوب خَلَق ، وأنشد :

عَجوزٌ عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ*

قال : والهِدَمْلة الرملة الكثيرة الشَجَر ، وأنشد غيره :

حيِ الهِدَمْلَةَ من ذاتِ الموَاعِيسِ*

بهدل : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : بَهْدَل الرجلُ إذا عَظُمتْ ثَنْدُوَتُه ، ويقال للمرأة : إنها لذات بَهادِلَ وبآدِل ، وهي لَحماتٌ بين العُنق إلى التَّرْقُوَة.

والبَهْدَلة والبَحْدَلة : الخِفَّة في المَشي والإسراع فيه ، يقال : بَهْدَل وبَحْدَل ، إذا أسرَعَ.

وبنو بَهْدَل : حيٌّ من بني سعد.

دهدن : أبو عُبَيْد عن أبي زيد : الدُّهْدُنّ الباطل ، وأنشد :

لأجْعَلَنْ لابنةِ عمرٍو فَنَّا

حتى يكون مَهْرُها دُهْدُنّا

دهدر : وقال ابن السكيت : هو الدُّهْدُرّ أيضاً بالراء للباطل.

٢٨٠