عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٣

٢٠٩ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا عفان ، قال حدثنا وهيب ، قال : حدثنا سهيل ، عن أبى هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر : لادفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويفتح الله عليه.

قال : فقال عمر : فما احببت الامارة قبل يومئذ ، فتطاولت لها : واستشرفت رجاء ان يدفعها إلى ، فلما كان الغد ، دعا عليا ، فدفعها إليه ، فقال : قاتل ولا تلفت ، حتى يفتح عليك فسار قريبا ، ثم نادى : يا رسول الله على ما اقاتل؟ قال : حتى يشهدوا : ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا منى دمائهم واموالهم ، الا بحقها ، وحسابهم على الله (١).

٢١٠ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن أبيه ، قال : حدثنى أبى ، قال : حدثنا روح ـ المعنى ـ ومحمد بن جعفر ، قالا : حدثنا عوف ، عن ميمون بن عبد الله ، قال روح الكردى ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه : بريدة الاسلمي ، قال : ان نبى الله لما نزل بحضرة اهل خيبر قال : لاعطين الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

فلما كان الغد ، دعا عليا عليه السلام وهو ارمد ، فتفل في عينيه واعطاه اللواء ، ونهض معه الناس ، فلقوا اهل خيبر ، فإذا «مرحب» بين ايديهم يرتجز ويقول :

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ

إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

أَطْعَنُ أَحْيَاناً وَحِيناً أَضْرِبُ

فاختلف هو وعلي عليه السلام ضربتين ، فضربه علي عليه السلام على رأسه ، حتى عض السيف بأضراسه ، وسمع اهل العسكر صوت ضربته ، قال : فما تكامل الناس حتى فتح لأولهم.

قال ابن جعفر : آخر الناس مع علي ، ففتح له ولهم (٢).

__________________

(١) مسند احمد الجزء الثاني ص ٣٨٤ وفضائل الصحابة له ج ٢ ص ٦٠٢ ـ ح ١٠٣٠.

(٢) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٠٤ وفيه : قال : فما تتأم آخر الناس حتى فتح لاولهم.

١٤١

٢١١ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان ، عن أبى حازم ، قال : اخبرني سهل بن سعد : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يومخيبر : لاعطين الراية غدا رجلا ، يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله.

قال : فبات الناس يدوكون (١) ليلتهم ، ايهم يعطاها ، فلما اصبح الناس ، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو ان يعطاها ، فقال : اين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه ، قال : فارسلوا إليه ، فاتى به ، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ ، حتى كان لم يكن به وجع ، فاعطاه الراية فقال على عليه السلام : يا رسول الله ، اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام ، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لئن يهدى الله بك رجلا واحدا ، خير لك من ان يكون لك حمر النعم (٢).

٢١٢ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابراهيم ، قال : حدثنا حجاج بن المنهال ، قال : حدثنا حماد ، عن سهيل بن أبى صالح ، عن أبيه ، عن أبى هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر : لاعطين الراية إلى رجل ، يحب الله ورسوله ، ثم يفتح الله على يديه.

قال عمر : فما احببت الامارة قبل يومئذ ، فتطاولت لها.

قال النبي صلى الله عليه وآله : قم يا على ، فدفع إليه اللواء ، وقال : اذهب ولا تلتفت ، حتى يفتح الله عليك ، قال على عليه السلام : علام اقاتل الناس؟ قال : إلى ان يشهدوا : ان لا اله الا الله وانى رسول الله (٣).

٢١٣ ـ وبالاسناد قال : قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا العباس بن ابراهيم القراطيسى ، حدثنا خلاد بن اسلم ، قال : حدثنا النضر بن شميل ،

__________________

(١) يدوكون أي يخوضون ويموجون ويختلفون ـ لسان العرب.

(٢) مسند احمد الجزء الخامس ص ٣٣٣ ـ فضائل الصحابة له ج ٢ ص ٦٠٧ ح ١٠٢٧.

(٣) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦١١ ح ١٠٤٤ الا ان فيه : لادفعن اللواء.

١٤٢

قال : حدثنا اسرائيل ، عن عبد الله بن عصمة ، قال سمعت ابا سعيد الخدرى وهو يقول : اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الراية ، فهزها ، فقال : من يأخذها بحقها؟ قال : فجاء الزبير فقال : امط ، امط ، فجاء آخر فقال : امط ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذى كرم وجه محمد صلى الله عليه وآله ، لاعطينها رجلا ، لا يفر بها ، هاك يا على ، قال : فانطلق ، ففتح الله عليه خيبر وفدك (١).

٢١٤ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابى ، سنة تسع وتسعين ومأتين ، قال : حدثنا ابراهيم بن الحجاج السامى قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سهيل بن ابى صالح ، عن أبيه ، عن أبى هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر : لادفعن الراية غدا إلى رجل ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه.

فقال عمر : فما احببت الامارة الا يومئذ ، فتطاولت لها ، قال : فقال لعلى : قم ، فدفع اللواء إليه ، ثم قال : اذهب ولا تلتفت ، فقال على عليه السلام : علام اقاتل الناس؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : قاتلهم حتى يشهدوا : ان لا اله الا الله ، فإذا قالوها ، فقد منعوا منى دمائهم واموالهم الا بحقها ، وحسابهم على الله (٢).

٢١٥ ـ وبالاسناد المقدم قال حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنى ابن زنجويه ومحمد بن اسحاق وغيرهما ، قالوا : حدثنا عبيدالله بن موسى ، عن ابن ابى ليلى ، عن الحكم والمنهال ، عن عبد الرحمان بن ابى ليلى ، عن أبيه ، انه قال لعلى عليه السلام ـ وكان يسمر معه ـ : ان الناس قد انكروا منك ، انك تخرج في البرد في ملاءتين ، (٣) وفى الحر في الحشو ، وفى الثوب الثقيل؟ فقال له : اولم تكن معنا بخيبر؟ قال : بلى. فقال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال :

__________________

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٦١٧ ـ ح ١٠٥٤.

(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٦١٨ ح ١٠٥٦ وفيه : لا تلفت للعزيمة.

(٣) الملاءة ، بالضم والمد : الازار والملحفة ـ لسان العرب.

١٤٣

لاعطين الراية رجلا ، يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، يفتح الله له ، ليس بفرار ، فارسل إلى وانا ارمد ، قال : فتفل في عينى ، ثم قال : اللهم اكفه اذى الحر والبرد ، قال : فما وجدت حرا ولا بردا (١).

٢١٦ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله بن الصقر ، سنة تسع وتسعين ومأتين ، قال : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبى نجيح ، عن أبيه ، عن ربيعة الجرشى (٢) انه ذكر على عليه السلام عند رجل وعنده سعد بن أبى وقاص فقال له سعد : اتذكر عليا ، ان له مناقب اربعا ، لان تكون لى واحدة منهن احب إلى من كذا وكذا ، وذكر حمر النعم.

قوله صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية ، وقوله صلى الله عليه وآله : انت منى بمنزلة هارون من موسى ، وقوله صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلى مولاه ، ونسى سفيان واحدة [وهى آية النجوى] (٣).

٢١٧ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى علي بن ابي طيفور ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان ، عن سهيل بن ابي صالح ، عن ابيه عن ابي هريرة قال يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر : لاعطين الراية رجلا ، يحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه.

قال عمر : ما أحببت الامارة الا يومئذ ، قال : فتشارفت لها رجاء ان ادعى ، قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن ابي طالب (ع) ، فاعطاه اياها ، فقال : امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ، قال : فسار علي (ع) شيئا ، ثم وقف فلم يلتفت ، وصرخ : يا رسول الله صلى الله عليك ، على ماذا اقاتل

الناس؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا : ان لا إله الا الله ، وان محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا مني دمائهم واموالهم

__________________

(١) فضائل الصحابة ج ٢ ص ٦٣٧ ـ ح ١٠٨٤.

(٢) في نسخة : وربيعة الحبشى.

(٣) كتاب فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٤٣ ح ١٠٩٣ وما بين المعقوفتين من النسخة الرضوية.

١٤٤

الا بحقها وحسابهم على الله عزوجل (١).

٢١٨ ـ ومن صحيح البخاري ، في آخر الجزء الثالث منه ، بالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حاتم بن اسماعيل ، عن يزيد بن ابي عبيد ، عن سلمة الاكوع ، قال : كان علي عليه السلام تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله في خيبر ، وكان به رمد ، فقال : انا اتخلف عن رسول الله صلى صلى الله عليه وآله؟ فخرج علي عليه السلام ، فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله ، فلما كان مساء تلك الليلة التي فتحها في صباحها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية أو قال ليأخذن غدا رجل يحبه الله ورسوله ، أو قال : يحب الله ورسوله يفتح الله عليه ، فإذا نحن بعلي ، ومما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ففتح الله عليه (٢).

٢١٩ ـ ومن الجزء المذكور ايضا ، بالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان بن محمد بن عبدالقارى (٣) ، عن ابي حازم ، قال : اخبرني سهل ـ يعنى ابن سعد ـ قال : قال النبي صلى الله عليه وآله يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا ، يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله فبات الناس يدوكون ليلتهم ، ايهم يعطى فغدوا كلهم يرجوه ، فقال : اين علي؟ فقيل : يشتكى عينيه فبصق في عينيه ودعا له ، فبرأ ، كان لم يكن به وجع ، فاعطاه ، فقال : افأقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام ، واخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لان يهدى الله بك رجلا ، خير لك من ان يكون لك حمر النعم (٤).

٢٢٠ ـ ومن الجزء الرابع من صحيح البخاري ، في رابع كراسة منه ،

__________________

(١) فضائل الصحابة ج ٢ ص ٦٥٩ ح ١١٢٢.

(٢) صحيح البخاري الجزء الرابع ص ٥٣.

(٣) في المصدر : محمد بن عبد الله بن عبدالقارى.

(٤) صحيح البخاري الجزء الرابع ص ٦٠.

١٤٥

وبالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا حاتم بن اسماعيل ، قال : حدثنا يزيد بن ابي عبيد ، عن سلمة بن الاكوع ، قال : كان علي عليه السلام تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله في خيبر ، وكان به رمد ، فقال : انا اتخلف عن النبي صلى الله عليه وآله؟! فخرج على فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله فلما كان مساء تلك الليلة التي فتحها في صباحها ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية أو ليأخذون غدا رجل يحبه الله ورسوله ، أو قال : يحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه. فإذا نحن بعلي بن ابي طالب عليه السلام ، وما نرجوه ، فقال : هذا علي ، فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ففتح الله عليه (١).

٢٢١ ـ ومن الجزء الرابع ايضا ، في ثلثه الاخير ، في باب مناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بالاسناد المقدم ، قال : وقال عمر : توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عنه راض وقال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام انت مني وأنا منك (٢).

٢٢٢ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبد العزيز ، عن ابي حازم ، عن سهل بن سعد : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه يديه ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم ايهم يعطاها ، فلما اصبح الناس ، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله ، كلهم يرجو ان يعطاها ، فقال : اين علي بن ابي طالب؟ فقالوا : يشتكى عينيه يا رسول الله ، قال : فارسلوا إليه ، فاتى به ، فلما جاء ، بصق في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كان لم يكن به وجع ، فاعطاه الراية ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله ، اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام ، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا ، خير لك من ان تكون لك حمر النعم (٣)

__________________

(١) ما نقله هنا موجود في جميع النسخ التي بايدينا وهو نفس ما نقله سابقا سندا ومتنا ولم يعلم وجه التكرار ، ولعله ورد في صحيح البخاري في موضعين.

(٢) صحيح البخاري الجزء الخامس ص ١٨.

(٣) صحيح البخار ى الجزء الخامس ص ١٨ «باب مناقب علي بن ابي طالب (ع).

١٤٦

٢٢٣ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا حاتم ، عن يزيد بن ابي عبيد ، عن سلمة بن الاكوع ، قال : كان علي عليه السلام ، قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله في خيبر ، وكان به رمد ، فقال : انا اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فخرج علي عليه السلام ، فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية غدا رجلا ، ـ أو ليأخذن الراية غدا رجل ـ يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه.

فإذا نحن بعلي عليه السلام وما نرجوه ، فقال ، هذا علي ، فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ففتح الله عليه (١).

٢٢٤ ـ ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري ايضا ، في رابع كراس من اوله ، وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن سلمة ، قال : حدثنا حاتم ، عن يزيد بن ابي عبيد ، عن سلمة : قال : كان علي بن ابي طالب عليه السلام تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله في خيبر ، وكان رمدا ، فقال : انا اتخلف عن النبي صلى الله عليه وآله؟! فلحق به ، فلما بتنا الليلة التي فتحت صباحها ، قال : لاعطين الراية غدا رجلا ، أو ـ ليأخذن الراية غدا رجل ـ يحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، فنحن نرجوها ، فقيل : هذا علي ، فأعطاه ، ففتح الله عليه (٢).

٢٢٥ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان ، عن ابي حازم ، قال : اخبرني سهل بن سعد : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا ، يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم ، ايهم يعطاها فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله ، كلهم يرجو ان يعطاها ، فقال : اين علي بن ابي طالب (ع)؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه ، قال : فارسلوا إليه ، فاتى به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وكع

__________________

(١) صحيح البخاري الجزء الخامس ص ١٨.

(٢) صحيح البخاري الجزء الخامس بص ١٣٤.

١٤٧

فاعطاه الراية ، فقال علي (ع) : يا رسول الله ، اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام ، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا ، خير لك من ان تكون لك حمر النعم (١).

٢٢٦ ـ ومن صحيح مسلم ، من الجزء الرابع في نصف الكراسة الاولة منه ، بالاسناد المقدم ، قال : عن عمر بن الخطاب ، بعد قتل عامر ، قال : ارسلني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي (ع) ، وهو ارمد ، وقال : لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله.

قال : فاتيت عليا ، فجئت به اقوده وهو ارمد ، حتى اتيت به رسول الله صلى الله عليه وآله ، فبصق في عينيه فبرأ واعطاه الراية ، وخرج مرحب فقال :

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ

إذ الحروب اقبلت تلهب

فقال علي عليه السلام :

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةَ

كَلَيْثِ غَابَاتٍ (٢) كَرِيهِ الْمَنْظَرَةِ

أوفيكم بالصاع كيل السندرة (٣)

قال : فضرب رأس مرحب فقتله ، ثم كان الفتح على يديه ، قال ابراهيم : حدثنا محمد بن يحيى ، عحدثنا عبد الصمد [بن عبد الوارث] (٤) عن عكرمة بن عمار بهذا الحديث بطوله.

قال : وحدثنا احمد بن يوسف الازدي السلمى ، حدثنا النضر بن محمد ، عن عكرمة بن عمار ، عن ابن عباس بهذا الاسناد (٥).

__________________

(١) صحيح البخاري الجزء الخامس ص ١٣٤.

(٢) والغابة : الاجمة ذات الشجر المتكاثف ، لانها تغيب ما فيها ـ لسان العرب.

(٣) وفي نسخة : أو فيهم بالصاع. وكذا في المصدر.

(٤) ما بين المعقوفتين موجود في المصدر.

(٥) صحيح مسلم الجزء الخامس ص ١٩٥.

١٤٨

والخبر طويل ، حذفنا منه ذكر عامر لانه خارج عن غرضنا في الخبر.

٢٢٧ ـ وفي آخر كراس من الجزء المذكور ايضا ، من صحيح مسلم ، وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا يعقوب ـ يعنى ابن عبد الرحمان القارئ عن سهيل ، عن ابيه ، عن ابي هريرة : ان رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال يوم خيبر : لاعطين هذه الراية رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه.

قال عمر بن الخطاب : ما احببت الامارة الا يومئذ ، قال : فتشارفت لها رجاء ان ادعى لها ، قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن ابي طالب عليه السلام فاعطاه اياها ، وقال : امش. ولا تلتفت ، حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئا ، ثم وقف ولم يلتفت ، فصرخ : يا رسول الله صلى الله عليه وآله على ماذا اقاتل الناس؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا : ان لا اله الا الله ، وان محمدا رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك. فقد منعوا منك دمائهم واموالهم الا بحقها ، وحسابهم على الله (١).

٢٢٨ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز يعنى ابن ابي حازم ـ عن ابي حازم ، عن سهل ، ـ ح ـ وحدثنا قتيبة بن سعيد ، واللفظ هذا قال : حدثنا يعقوب ـ يعنى ابن عبد الرحمان ـ عن ابي حازم قال : اخبرني سهل بن سعد : ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : يوم خبير : لاعطين هذه الراية رجلا ، يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم ، ايهم يعطاها ، قال : فلما اصبح الناس ، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم يرجو ان يعطاها ، فقال : اين علي بن ابي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه ، قال فارسلوا إليه ، فاتى به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه ، ودعا ه فبرأ حتى كان لم يكن به وجع ، فاعطاه الراية فقال له علي عليه السلام : يا رسول الله اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم

__________________

(١) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢١.

١٤٩

إلى الاسلام ، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لان يهدى الله بك رجلا واحدا ، خير لك من ان تكون لك حمر النعم (١).

٢٢٩ ـ وبالاسناد المقدم ، قال حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم ـ يعني ابن اسماعيل ـ عن يزيد بن ابي عبيد ، عن سلمة بن الاكوع ، قال : كان علي عليه السلام قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وآله في خيبر ، وكان رمدا ، فقال انا اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فخرج علي عليه السلام فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها ، قال رسول الله : لاعطين الراية ـ أو ليأخذن بالراية ـ غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله عليه فجئ بعلي عليه السلام ، وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله الراية ، ففتح الله عليه (٢).

٢٣٠ ـ ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (٣) وذلك في فتح خيبر وبالاسناد المقدم قال : حاصر رسول الله صلى الله عليه وآله اهل خيبر حتى اصابتنا مخمصة شديدة وان رسول الله صلى الله عليه وآله اعطى اللواء عمر بن الخطاب ، ونهض من نهض معه من الناس ، فلقوا اهل خيبر ، فانكشف عمر واصحابه ورجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يجبنه اصحابه ويجبنهم ، فكان رسول الله قد اخذته الشقيقة (٤) فلم يخرج إلى الناس واخذ أبو بكر راية رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم نهض يقاتل ، ثم رجع فاخذها عمر فقاتل ، ثم رجع ، فاخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : اما والله ، لاعطين الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويأخذها عنوة ، وليس ثم علي عليه السلام فلما كان الغد ، تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش ، رجاء كل

__________________

(١) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢١.

(٢) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢٢ وفيه : فإذا نحن بعلي وما نرجوه ...

(٣) الفتح : ٢.

(٤) الشقيقة : نوع من صداع يعرض في مقدم الراس والى احد جانبيه. النهاية ج ٢ ص ٤٩٣.

١٥٠

واحد منهم ان يكون صاحب ذلك ، فارسل رسول الله صلى الله عليه وآله ، ابن الاكوع إلى علي بن ابي طالب عليه السلام ، فدعاه ، فجاءه على بعير له ، حتى اناخ (١) قريبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ارمد ، قد عصب عينيه بشقة برد قطرى (٢).

قال سلمة بن الاكوع : فجئت به اقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال صلى الله عليه وآله : مالك؟ قال : رمدت ، فقال صلى الله عليه وآله : ادن منى ، فدنى منه ، فتفل في عينيه ، فما شكى وجعهما بعد ، حتى مضى لسبيله ، ثم اعطاه الراية ، فنهض بالراية وعليه حلة ارجوان (٣) حمراء قد اخرج كميها ، فاتى مدينة خيبر ، فخرج مرحب صاحب الحصن ، وعليه مغفر معصفر ، وحجر قد ثقبه مثل البيضة على راسه ، وهو يرتجز ويقول :

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ

أَطْعَنُ أَحْيَاناً وَحِيناً أَضْرِبُ

إِذِ الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

كان حمادى كالحما لا يقرب

فبرز إليه على صلوات الله وسلامه عليه ، فقال :

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةَ

كَلَيْثِ غَابَاتٍ شَدِيدِ الْقَسْوَرَةِ

اكتالكم (٤) بالسيف كيل السندرة

فاختلفا ضربتين ، فبدره علي عليه السلام بضربة فقد الحجر والمغفر ، وفلق رأسه حتى اخذ السيف في الاضراس ، واخذ المدينة ، وكان الفتح على يديه (٥).

٢٣١ ـ ومن مناقب الفقيه ابن المغازلى في خبر الراية ، بالاسناد المقدم ، قال اخبرنا أبو الحسن : احمد بن المظفر بن احمد العطار ، الفقيه الشافعي ، سنة اربع

__________________

(١) اناخ الجمل : ابركه ـ المنجد ـ برك البعير : ناخ في موضع فلزمه ـ مجمع البحرين ـ.

(٢) البرود القطرية ، حمر لها اعلام فيها بعض الخشونة ـ لسان العرب.

(٣) ارجوان : معرب ارغوان شديد الحمرة.

(٤) وفي نسخة : اكيلكم بالسيف.

(٥) غاية المرام ص ٤٦٧ نقلا عن الثعلبي.

١٥١

وثلاثين واربع مائة ، يرفعه إلى اياس بن سلمة ، عن ابيه ، قال : خرجنا إلى خيبر ، وكان عامر يرتجز وذكر حديث عامر بطوله ، فلا حاجة إلى ذكره.

وقال بعد ذكر قتل عامر : ثم ارسلني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن ابي طالب عليه السلام فاتيته وهو ارمد العين ، فقال النبي صلى الله عليه وآله لاعطينا لراية اليوم رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فجئت به اقوده وهو ارمد العين ، حتى اتيت به النبي صلى الله عليه وآله ، فبصق في عينيه ، فبرأ ، ثم اعطاه الراية ، وخرج مرحب فقال :

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ

إذ الحروب اقبلت تلهب

فقال علي عليه السلام :

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةَ

كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَةِ

اوفيكم بالصاع كيل السندرة

قال : ثم ضربه ، ففلق رأس مرحب ، فقتله ، وكان الفتح على يد علي عليه السلام قال أبو محمد : عبد الله بن مسلم : سألت بعض آل ابي طالب عن قوله : انا الذي سمتني امي حيدرة. فذكر : ان ام علي عليهما السلام كانت فاطمة بنت اسد ، ولدت عليا ، وابو طالب غائب ، فسمته اسدا باسم ابيها ، فلما قدم أبو طالب ، كره هذا الاسم الذي سمته به امه ، وسماه عليا.

فلما رجز علي عليه السلام يوم خيبر ، ذكر الاسم الذي سمته به امه.

قال : وحيدرة ، اسم من اساء الاسد ، والسندرة : شجرة تعمل منها القسى (١) والسندرة في الحديث : يحتمل ان يكون مكيالا يتخذ من هذه الشجرة. ويحتمل ان يكون السندرة ايضا امرأة تكيل كيلا وافيا (٢).

__________________

(١) القسى : جمع القوس : وكان اصل قسى قووس لانه فعول ، الا انهم قدموا اللام وصيروه قسو على فلوع ، ثم قلبوا الواء ياء وكسروا القاف ـ لسان العرب.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ١٧٦.

١٥٢

٢٣٢ ـ بالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا القاضى أبو الخطاب : عبد الرحمان بن عبد الله الاسكافي الشافعي ، قدم علينا واسطا يرفعه إلى ابي موسى قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وجهى وتفل في عينى يوم خيبر ، واعطاني الراية (١).

٢٣٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو طالب : محمد بن عثمان ، يرفعه إلى عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عمر إلى اهل خيبر ، فرجع فقال : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ليس بفرار ، ولا يرجع حتى يفتح الله عليه قال : فدعا عليا عليه السلام ، فاعطاه الراية ، فسار بها ، ففتح الله عليه (٢).

٢٣٤ ـ وبالاسناد قال : اخبرنا القاضى أبو الخطاب : عبد الرحمان بن عبد الله يرفعه إلى عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فاعطاه عليا وفتح عزوجل خيبر (٣).

٢٣٥ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا محمد بن احمد بن عثمان ، قال : اخبرنا أبو الحسين : محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ يرفعه إلى قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ابا بكر إلى خيبر ، فلم يفتح عليه ، ثم بعث عمر ، فلم يفتح عليه فقال صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية رجلا ، كرارا غير فرار ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فدعا علي بن ابي طالب عليه السلام وهو ارمد العين فتفل في عينيه ، ففتح عينيه وكأنه لم يرمد قط ، ثم قال : خذ هذه الراية ، فامض بها ، حتى يفتح الله عليك فخرج يهرول ، وانا خلف اثره حتى ركز (٤) رايته في رضم (٥) تحت الحصن

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى ص ١٧٩.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٠.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ١٨١.

(٤) ركزت الرمح وغيره ، من باب «قتل» اثبته بالارض ـ مجمع البحرين.

(٥) الرضم والرضام صخور عظام يرضم بعضها فوق بعض في الابنية ـ لسان العرب.

١٥٣

فاطلع رجل يهودى من رأس الحصن قال من انت؟ قال : علي بن ابي طالب عليه السلام ، فالتفت إلى اصحابه ، فقال : غلبتم ، والذي انزل التوراة على موسى. قال : فوالله ما رجع حتى فتح الله عليه (١).

٢٣٦ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو غالب محمد بن احمد بن سهل النحوي رفعه إلى اياس بن سلمة قال : اخبرني ابي : ان رسول الله صلى الله عليه وآله ارسلني إلى علي عليه السلام وقال : لاعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فاتيت بعلي اقوده ارمد ، فبصق نبي الله في عينيه ، ثم اعطاه الراية ، فخرج ومرحب يخطر بسيفه فقال :

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ

إذا الليوث اقبلت تلهب

فقال علي عليه السلام :

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةُ

كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَةِ

اكيلكم بالسيف كيل السندرة

ففلق رأس مرحب بالسيف (٢).

٢٣٧ ـ وبالاسناد المقدم ، قال اخبرنا أبو بكر : احمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار ، يرفعه إلى مصعب بن سعد ، عن ابيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لاعطين الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كرار غير فرار ، يفتح الله عليه (٣).

٢٣٨ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو القاسم : عمر بن علي الميمونى واحمد بن محمد عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان بقرائتي عليهما فاقرا به يرفعانه إلى ابي

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى ص ١٨١.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٢.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٣.

١٥٤

سعيد الخدرى قال : قال النبي صلى الله عليه وآله حيث كان ارسل عمر بن الخطاب إلى خيبر ، (فانهزم) هو ومن معه ، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فبات تلك الليلة وبه من الغم غير قليل ، فلما اصبح خرج إلى الناس ومعه الراية ، فقال : لاعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، غير فرار فعرض لها جميع المهاجرين والانصار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اين علي؟ ـ حيث فقده ـ فقالوا : يا رسول الله هو ارمد فارسل إليه اباذر وسلمان.

فجاءه وهو يقاد لا يقدر على ان يفتح عينيه ، ثم قال : اللهم اذهب عنه الرمد والحر والبرد ، وانصره على عدوه ، وافتح عليه ، فانه عبدك ، ويحبك ويحب رسولك ، غير فرار ، ثم دفع الراية.

فاستأذنه حسان بن ثابت في ان يقول فيه شعرا ، فقال له : قل ، فانشأ يقول :

وَكَانَ عَلِيٌّ أَرْمَدَ الْعَيْنِ يَبْتَغِي

دَوَاءً فَلَمَّا لَمْ يُحِسَّ مُدَاوِياً

شَفَاهُ رَسُولُ اللهِ مِنْهُ بِتَفْلِهِ

فَبُورِكَ مَرْقِيّاً وَبُورِكَ رَاقِياً

وَقَالَ سَأُعْطِي الرَّايَةَ الْيَوْمَ صَارِماً (١)

كَمِيّاً (٢) مُحِبّاً لِلرَّسُولِ مُوَالِياً

يُحِبُّ إِلَهِي وَالْإِلَهُ يُحِبُّهُ

بِهِ يَفْتَحُ اللهُ الْحُصُونَ الْأَوَابِيَا

فَأَصْفَى بِهَا دُونَ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا

عَلِيّاً وَسَمَّاهُ الْوَزِيرَ الْمُوَاخِيَا

قال أبو الحسن : علي بن عمر بن مهدى الدار قطني الحافظ : هذا حديث ابي هارون العبدى ، عن ابي سعيد الخدرى ، وهو غريب من حديث علي بن الحسن العبدى عنه ، ولم يروه بهذه الالفاظ غير قيس بن حفص الدارمي (٣).

٢٣٩ ـ وبالاسناد قال : اخبرنا احمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان يرفعه إلى ابي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لاعطين الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها اصحاب رسول الله

__________________

(١) رجل صارم : ماض في كل امر المنجد.

(٢) الكمى : الشجاع مجمع البحرين.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٤.

١٥٥

فدفعها إلى علي بن ابي طالب عليه السلام (١).

٢٤٠ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا احمد بن محمد بن جعفر ، يرفعه إلى ميمون ، عن عبد الله بن بريدة ، عن ابيه : ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بحضرة اهل خيبر وقال : لاعطين الراية رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله. فلما كان من الغد ، صادف ابا بكر وعمر ، فدعا عليا وهو ارمد العين فتفل في عينه واعطاه الراية ، وذكر مرحبا ، وبروزه وبروز علي (ع) وضربته وقتله مثل الخبر المتقدم سواء (٢).

٢٤١ ـ وبالاسناد قال : اخبرنا احمد بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : اخبرنا القاضى أبو الفرج : احمد بن علي الخيوطى الحافظ ، يرفعه إلى عامر بن سعد بن ابي وقاص ، عن ابيه : سعد ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، إلى تمام الحديث بمثله المتقدم سواء (٣).

٢٤٢ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا يحيى بن ابي طالب قال : اخبرنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا حسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن ابيه ، قال : لما كان يوم خيبر ، اخذ اللواء أبو بكر ، فلما كان من الغد ، اخذه عمر ، فقتل محمد بن مسلمة قال : رسول الله صلى الله عليه وآله : لادفعن الراية إلى رجل لا يرجع حتى يفتح الله عليه فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الغداة ، ثم دعا باللواء ، فدعا عليا عليه السلام ، وهو يشتكى عينه ، فمسحها ، ثم دفع إليه اللواء ، فافتتح له وقتل مرحبا (٤).

٢٤٣ ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لابي الحسن رزين من الجزء الثالث

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٦.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٧.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٨.

(٤) مناقب ابن المغازلى ص ١٨٨ وفيه : اخذه عمر فقتل محمود بن مسلمة.

١٥٦

في ذكر غزوة خيبر ، من صحيح الترمذي وبالاسناد المقدم ، قال : عن سلمة قال : ارسلني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وهو ارمد ، فقال : لاعطين الراية رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فاتيت عليا عليه السلام ، فجئت به اقوده ، حتى اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، فبصق في عينيه ، فبرأ واعطاه الراية ، فخرج مرحب فقال :

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ

شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبٌ

إِذِ الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

أَطْعَنُ أَحْيَاناً وَحِيناً أَضْرِبُ

فقال علي عليه السلام :

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةَ

كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَةِ

اوفيهم بالصاع كيل السندرة

قال : فضرب رأس مرحب فقتله ، وكان الفتح على يديه (١).

٢٤٤ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : وعن سهل بن سعد ، عن ابيه ، قال : كان علي بن ابي طالب عليه السلام تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة خيبر ، فلحق ، فلما بتنا الليلة التي فتحت في صبيحتها ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لاعطين هذه الراية غدا رجلا ، يفتح الله عليه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم ، ايهم يعطاها ، فلما اصبح الناس ، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله ، كلهم يرجو ان يعطاها ، فقال : اين علي بن ابي طالب؟ فقالوا : يا رسول الله هو يشتكى عينيه ، قال : فارسلوا إليه ، فاتى به : فبصق في عينيه رسول الله صلى الله عليه وآله ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية فقال علي عليه السلام ، يا رسول الله ، اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لان يهدى الله بك رجلا

__________________

(١) ذكره الترمذي في صحيحه ج ٥ ص ٦٣٨ ، ملخصا وجاء هذا الحديث بطوله في مسند احمد الجزء الرابع ص ٥٢.

١٥٧

واحدا خير لك من ان يكون لك حمر النعم (١).

قال يحيى بن الحسن : اعلم ان اعطاء الراية لامير المؤمنين (ع) في يوم خيبر كان غاية في التبجيل له ، ونهاية في التعظيم ، لانه ابان عن اشياء توجب ذلك ، والتنزيه عن اشياء ، توجب ضد ذلك ، فما يوجب المدح والتعظيم والتبجيل ، فهو محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله المذكورين في لفظ هذه الاخبار الصحاح (٢) ولم يجب له ذلك ، الا من حيث الجد في الاقدام ، والاخلاص في الجهاد.

يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٣).

وما وصفه الله سبحانه وتعالى بالفوز العظيم فليس بعده ملتمس مطلوب ثم وكد سبحانه وتعالى ذلك بقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٤) فأبان محبته تعالى بما ذا تحصل ثم أبان سبحانه وتعالى محبته لهم ومحبتهم له بما ذا تكون فقال تعالى مبينا لذلك : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) (٥).

ثم كشف عن حقيقة حال من يحب الله تعالى ومن يحبه الله تعالى بقوله في تمام الآية : (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٦) وهذه الاية بعينها في امير المؤمنين (ع) خاصة ، ذكرها الثعلبي في تفسيره كذلك (٧).

__________________

(١) ذكره البخاري في صحيحه الجزء الخامس ص ١٣٤ ، عن سهل بن سعد ، في باب غزوة خيبر.

(٢) وفى نسخة : الاخبار الصحيحة.

(٣) التوبة : ١١١.

(٤) الصف : ٤.

(٥) المائدة : ٥٤.

(٦) المائدة : ٥٤.

(٧) غاية المرام ص ٣٧٤.

١٥٨

ثم جعل ذلك فضلا منه تعالى خاصا غير عام ، لانه تعالى قال : (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) فصارت محبة الله تعالى وفضله المخصوصان والفضل العظيم والجنة ومحبة من أحب الله تعالى كل ذلك في جواب الجد والإقدام في الجهاد ووصفهم سبحانه وتعالى بأنهم (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) (١) ولم يرد سبحانه وتعالى بالذلة هاهنا أن يكون من الجبن والهلع الذي هو ضد الشجاعة وإنما أراد تعالى بالذلة هاهنا الرأفة والرحمة بالمؤمنين حتى تكون حالهم معهم من كثرة الشفقة والرأفة بهم كحال الذليل الذي لا يقدر أن يوصل أذية إلى من لا يقدر على أذيته وهذا هو غاية المبالغة في اللطف والرأفة بالمؤمنين ومنه الحديث المشهور عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ، أَنَّهُ قَالَ إِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ وَالْمَجَانِينُ (٢) ولم يرد بالبله هاهنا الذي هو ضد اليقظة وإنما أراد (ص) ، الذين يجتنبون الفواحش ولا يواقعون منها شيئا جملة فشبههم بالبله من حيث إنهم تركوا ذلك كأنهم بله عنه لم يعرفوه أصلا ومنه قول الشاعر :

ولقد لهوت بطفلة ميادة (٣)

بلهاء تطلعني على أسرارها

يريد البلهاء عن الخنى كأنها من إعراضها عنه لا تعرفه ولو وصفها بالبله الذي هو ضد اليقظة لكان مبالغا في ذمها غير مادح لها ومثله قول الشاعر :

ضعيف العصا بادي العروق ترى له

عليها إذا ما أجذب (٤) الناس إصبعا

وهذا وصف راعيا حسن السياسة على ابله يريد بقوله : ضعيف العصا : أي

__________________

(١) المائدة : ٥٤.

(٢) معاني الاخبار ص ٢٠٣ وفى النهاية لابن الاثير الجزء الاول ص ١٥٥ : «اكثر اهل الجنة البله «هو جمع الابله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير ، وقيل : هم ، الذين غلبت عليهم سلامة الصدور ... إلى اخره.

(٣) وفى النهاية ولقد لهوت بطفلة مياسة ... ج ١ ص ١٥٥ والظاهر انها صحيحة لان الميس التبختر.

رجل مياس وجارية مياسة إذا كانا يتبختران في مشيتهما ـ لسان العرب.

(٤) وفى نسخة : اجدب.

١٥٩

ضعيف ضرب العصا : أي من احسانه إليها يشفق عليها من الضرب ويريد بقوله : اصبعا : أي نعمة ، لان الاصبع في لغة العرب : النعمة والاثر الحسن ، ولم يرد بضعف العصا عن القوة.

واما الاشياء التي تنزه بهذه المدحة عنها ، فهو الفرار من الزحف ، فلما كان الاقدام غاية في المدح ، جعل الفرار من الزحف غاية في الذم ، بدليل الاية (١).

وما بلغت كف امرئ متناول

من المجد (٢) إلا حيث ما نلت أطول

وما بلغ المهدون في القول مدحة

وإن صدقوا إلا الذي فيك أفضل(٣)

الفصل الثامن عشر

في ذكر اخذه عليه‌السلام لسورة البرائة

٢٤٥ ـ من مسند احمد بن حنبل وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا محمد بن سليمان لوين ، قال : حدثنا محمد بن جابر عن سماك ، عن حنش ، عن على عليه السلام قال : لما نزلت عشر آيات من برائة على النبي صلى الله عليه وآله دعا النبي صلى الله عليه وآله ابا بكر ، فبعثه بها ، ليقرأها على اهل مكة ، ثم دعاني النبي صلى الله عليه وآله فقال لى : ادرك ابا بكر فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى اهل مكة واقرأها عليهم ، فلحقته بالجحفة فاخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فقال :

يا رسول الله ، نزل في شيء؟ قال : لا. ولكن جبرئيل جائنى ، فقال : لن يؤدى عنك الا انت أو رجل منك (٤).

٢٤٦ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا الفضل بن الحباب ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعى ، قال : حدثنا

__________________

(١) الانفال : ١٥.

(٢) وفى نسخة : بها المجد ...

(٣) وفى نسخة : الذي قيل افضل.

(٤) مسند احمد الجزء الاول ص ١٥١.

١٦٠