عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٣

اللهم وانا محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لى صدري ، ويسر لي امرى ، واجعل لى وزيرا من اهلي ، عليا ، اشدد به ظهرى.

قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله الكلمة ، حتى نزل عليه جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى فقال : يا محمد ، اقرأ ، قال : وما اقرأ؟ قال : اقرء : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١) (٢).

قال وسمعت ابا منصور الخمشاوى ، يقول : سمعت محمد بن ابى عبد الله الحافظ ، يقول : سمعت ابا الحسن : على بن الحسن (٣) يقول : سمعت ابا حامد : محمد بن هارون الحضرمي ، يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسى ، يقول : سمعت احمد بن حنبل يقول : ما جاء لاحد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ما جاء لعلى بن ابى طالب عليه السلام من الفضائل (٤).

١٥٩ ـ ومن «الجمع بين الصحاح الستة» لرزين ، من الجزء الثالث من اجزاء ثلاثة في تفسير سورة المائدة ، قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) من صحيح النسائي عن ابن سلام قال : اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : ان قومنا حادونا ، لما صدقنا الله ورسوله ، واقسموا ان لا يكلمونا ، فانزل الله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) الاية.

ثم اذن بلال لصلاة الظهر ، فقام الناس يصلون : فمن بين ساجد وراكع إذا سائل يسأل ، فاعطاه على خاتمه وهو راكع ، فاخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وآله فقرأ علينا

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

(٢) تفسير الثعلبي المخطوط ص ٧٤. وغاية المرام ص ١٠٤.

(٣) وفى نسخة : على بن الحسن.

(٤) تفسير الثعلبي المخطوط ص ٧٤. وغاية المرام ص ٤٩٤.

١٢١

رسول الله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (١) و (٢).

١٦٠ ـ ومن مناقب ابن المغازلى الفقيه ، في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) بالاسناد المقدم ذكره ، قال : اخبرنا محمد بن احمد بن عثمان ، قال اخبرنا أبو بكر : احمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان ، البزاز ، اذنا ، قال : حدثنا الحسن بن على العدوى ، قال : حدثنا سلمة بن شبيب قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : اخبرنا مجاهد ، عن ابيه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) قال : نزلت في على عليه السلام (٣).

١٦١ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو نصر : احمد بن موسى الطحان ، اجازة عن القاضى ابى الفرج الحنوطى (٤) ، حدثنا عبد الحميد بن موسى العباد ، حدثنا محمد بن اسحاق الخزاز ، حدثنا عبد الله بن بكار ، حدثنا عبيد بن ابى الفضل ، عن محمد بن الحسن ، عن ابيه ، عن جده ، عن على عليه السلام في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). قال : الذين آمنوا ، علي بن أبي طالب عليه السلام (٥).

١٦٢ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا احمد بن محمد بن طاوان ، اذنا ، ان

__________________

(١) المائدة : ٥٦ ـ ٥٥.

(٢) غاية المرام ص ١٠٤ نقلا من الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي وتفسير الدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٣.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ٣١١.

(٤) وفى المناقب : الخيوطى.

(٥) مناقب ابن المغازلى ص ٣١٢.

١٢٢

ابا احمد : عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدثهم ، قال : حدثنا ابى ، قال : حدثنا ابراهيم بن عبد السلام ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن بشير العسقلاني ، قال : حدثنا ابى ، قال : حدثنا مطلب بن زياد ، عن السدى ، عن ابى عيسى ، عن ابن عباس ، قال : مر سائل بالنبي صلى الله عليه وآله وفى يده خاتم ، فقال : من اعطاك هذا الخاتم؟

قال : ذاك الراكع ، وكان على (ع) يصلى ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : الحمد لله الذي جعلها في وفى اهل بيتى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الاية ، وكان على خاتمه الذي تصدق به ، «سبحان من فخري بانى له عبد» (١).

١٦٣ ـ وبالاسناد قال : اخبرنا احمد بن محمد بن طاوان ، قال : اخبرنا أبو احمد : عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا محمد بن احمد العسكري الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن ابى شيبة ، قال : حدثنا عبادة ، قال : حدثنا عمر بن ثابت ، عن محمد بن السائب ، عن ابيه ، عن ابى صالح ، عن ابن عباس ، قال : كان على عليه السلام راكعا ، فجائه مسكين ، فاعطاه خاتمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اعطاك هذا؟ فقال : اعطاني هذا الراكع ، فانزل الله هذه الاية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر الاية (٢).

١٦٤ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا احمد بن محمد بن طاوان ، اذنا ، ان ابا احمد : عمر بن عبد الله بن شوذب ، اخبرهم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري ، قال : حدثنا محمد بن عثمان ، حدثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون قال : حدثنا على بن عابس ، قال : دخلت انا وابو مريم على عبد الله بن عطاء ، قال أبو مريم : حدث علينا بالحديث

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى ص ٣١٢ ـ ٣١٣.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ٣١٣.

١٢٣

الذى حدثتني عن ابى جعفر ، قال : كنت عند ابى جعفر جالسا ، إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام ، قلت : جعلني الله فداك ، هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب ، قال : لا.

ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزوجل : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (١) (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (٢) (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الاية (٣) (٤).

قال يحيى بن الحسن : اعلم ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر في هذه الاية فرض طاعته سبحانه على خلقه ، ثم ثنى برسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم ثلث من غير فاصلة بفرض ولاية امير المؤمنين عليه السلام ، فهذا نص صريح في وجوب طاعته ، وذكره الله تعالى بلفظة «انما» وهى محققة لما ثبت ، نافية لما لم يثبت ، كما قال تعالى.

(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٥).

فاثبت له الانذار بلفظة «انما» ، لانها للتحقيق والاثبات ، وقد روى عن عبد الله بن مسعود : انما مولاكم الله ورسوله والذين آمنوا ، في قرائة.

ذكر لفظة «مولى» عوضا عن الولى ، لانهما بمعنى واحد وكذا في لفظ الخبر.

فان قال قائل : ان الاية اتت بذكر (الَّذِينَ آمَنُوا) بلفظ الجمع وهذا عام في (الَّذِينَ آمَنُوا) لأن كلا منهم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فأي تخصيص حصل لأمير المؤمنين (٦) عليه السلام؟ وأي فرق علم من مفهوم الآية قلت الجواب عن ذلك أن الله سبحانه وتعالى قال :

(وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ولا نعلم

__________________

(١) الرعد : ٤٣.

(٢) هود : ١٧.

(٣) المائدة : ٥٥.

(٤) مناقب ابن المغازلى ص ٣١٣ ـ ٣١٤.

(٥) الرعد : ٧.

(٦) وفى نسخة : خص لامير المؤمنين.

١٢٤

من لدن آدم عليه السلام الى يومنا هذا ، ان احدا تصدق بالخاتم في الركعة ، ونزلت في حقه آية ، غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فابان الفرق غاية الابانة ، وخصص ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص ، بقوله تعالى : (وَهُمْ راكِعُونَ).

وقد يمكن أن تكون هذه النون في (الَّذِينَ آمَنُوا) نون العظمة قال الله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) (١) وهو تعالى واحد وقال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٢) فتكون حينئذ نون عظمة لا نون جمع والمراد بها الواحد.

وقد ذكره الله تعالى في آية المباهلة بلفظ الجمع أيضا وهو واحد بقوله تعالى (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) (٣) لأنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذكر سبحانه الزهراء عليها السلام بلفظ الجمع وهي واحدة بقوله (وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) (٤). وإذا حصل الاتفاق من الخاص والعام على أن هذه الآية مختصة بأمير المؤمنين عليه السلام ، وليس أحد ممن قال بولايته وولاية غيره يرتاب في اختصاصها به عليه السلام فنقول : إن معنى قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) يريد أولى بكم من أنفسكم ورسوله كذلك أولى بكم من أنفسكم يدل عليه قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ، (٥) وقد شرك سبحانه مع ولايته وولاية رسوله ، ثالثا ، وعينه تعيينا جليا ، واشار إليه : بايتاء الزكاة في الركعة اشارة متفقا عليها من الخاص والعام ، فثبت له من فرض الولاية ، ما ثبت لله ولرسوله على كافة خلق الله تعالى ، كما ثبت لله تعالى بلفظة «ولى» في الاية.

__________________

(١) يوسف : ٣.

(٢) الحجر : ٩.

(٣) آل عمران : ٦١.

(٤) آل عمران : ٦١.

(٥) الاحزاب : ٦.

١٢٥

قال : «أبو فراس» :

تالله ما جهل الأقوام موضعها

لكنهم ستروا وجه الذي علموا (١)

الفصل السادس عشر

في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى (ع) : انت منى بمنزلة هارون من موسى

١٦٥ ـ من مسند احمد بن حنبل ، بالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنى وكيع ، قال : حدثنا فضل بن مرزوق ، عن عطية العوفى ، عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى ، الا انه لا نبى بعدى (٢).

١٦٦ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابى ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن قتادة (٣) وعلى بن زيد بن جدعان ، قالا : حدثنا ابن المسيب ، قال : حدثنى ابن لسعد بن ابى مالك ، حدثنا عن ابيه ، قال : دخلت على سعد فقلت : حديث ، حدثته عنك ، حدثنيه حين استخلف النبي صلى الله عليه وآله عليا (ع) على المدينة ، قال : فغضب سعد وقال : من حدثك به؟ فكرهت ان اخبره ان ابنه حدثنيه فيغضب عليه ، ثم قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا (ع) على المدينة ، فقال على : يا رسول الله.

ما كنت احب ان تخرج وجها الا وانا معك ، فقال :

«أو ما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ غير انه لا نبى بعدى» (٤).

__________________

(١) راجع الغدير الجزء الثالث ص ٣٩٩ ـ ٤٠٠ ـ ومطلع القصيدة :

الحق مهتضم والدين مخترم

وفيء آل رسول الله مقتسم

(٢) مسند احمد الجزء الثالث ص ٣٢

(٣) وفى نسخة : حدثنا معمر عن عبادة

(٤) مسند احمد الجزء الاول ص ١٧٧.

١٢٦

١٦٧ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن على بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد : ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى.

قيل لسفيان : غير انه لا نبى بعدى؟ قال : نعم (١).

١٦٨ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد بن ابى وقاص قال : خلف رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة تبوك ، فقال يا رسول الله : تخلفنى في النساء والصبيان؟ قال : اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ غير انه لا نبى بعدى (٢).

١٦٩ ـ وبالاسناد قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنى ابى ، قال : اخبرنا محمد بن جعفر ، قال : اخبرنا شعبة ، عن سعد بن ابراهيم ، قال : سمعت ابراهيم بن سعد يحدث عن سعد ، عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لعلى عليه السلام : اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ (٣).

١٧٠ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا أبو سعيد ـ مولى بنى هاشم قال : حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثنا الجعيد بن عبد الرحمان ، عن عائشة بنت سعد ، عن ابيها سعد : ان عليا عليه السلام خرج مع النبي صلى الله عليه وآله حتى جاء ثنية الوداع وعلى يبكى ويقول :

__________________

(١) مسند احمد الجزء الاول ص ١٧٩.

(٢) مسند احمد الجزء الاول ص ١٨٢.

(٣) مسند احمد الجزء الاول ص ١٧٤.

١٢٧

تخلفنى مع الخوالف؟ فقال : أو ما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا النبوة؟ (١).

١٧١ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، عن ابيه ، قال : حدثنى يحيى بن سعد ، عن موسى الجهنى ، قال : دخلت على فاطمة بنت على عليهما السلام فقال (لها) رفيقي أبو مهدي : كم لك؟ فقالت : ست وثمانون سنة ، قال : ما سمعت من ابيك شيئا؟ قالت : حدثتني اسماء بنت عميس : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدى نبى (٢).

١٧٢ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابراهيم ، قال : حدثنا حجاج بن المنهال ، قال : حدثنا حماد ـ يعنى ابن سلمة ـ عن على بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك : انى اريد ان أسألك عن حديث ، وانا أهابك ان أسألك عنه ، قال : فقال : لا تفعل يابن اخى ، إذا علمت ان عندي علما بشئ فسلني عنه ، ولا تهابني قال : فقلت : قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام حين خلفه في المدينة ، في غزوة تبوك ، فقال على : يا رسول الله تخلفنى في الخوالف : في النساء والصبيان؟ فقال : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ قال : بلى : قال فرجع مسرعا ، كأنى انظر الى غبار قدميه يسطع (٣).

١٧٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابراهيم ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشونى ، قال : حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد ، عن ابيه سعد ، انه سمع

__________________

(١) مسند احمد الجزء الاول ص ١٧٠.

(٢) مسند احمد الجزء السادس ص ٣٦٩ وكتاب فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٩٨ ـ ح ١٠٢٠ وفيه : أبو مهل بدل أبو سهل. وفى المسند : أبو سهل.

(٣) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦١٠ ـ ح ١٠٤١.

١٢٨

النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع) : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى.

قال : سعيد : فاحببت ان اشافه بذلك سعدا ، فلقيته ، فذكرت له ما ذكر لى عامر ، قال : فوضع اصبعيه في اذنيه ، وقال : استكتا (١) ان لم اكن سمعته من النبي صلى الله عليه وآله (٢).

١٧٤ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابى ، قال : وفيما كتب الينا محمد بن عبد الله يذكر : ان يزيد بن مهران ، حدثهم قال : قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الاجلح ، عن حبيب بن ابى ثابت ، عن ابن البيلمانى ، عن سعيد بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى (ع) : انت منى بمنزلة هارون من موسى (٣).

١٧٥ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا اسحاق بن الحسن الحربى ، قال : حدثنا أبو نعيم : الفضل بن دكين ، قال حدثنا الحسن بن صالح بن حى ، عن موسى الجهنى ، عن فاطمة بنت على ، عن اسماء بنت عميس : ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدى نبى (٤).

١٧٦ ـ ومن صحيح البخاري ، من الجزء الخامس في الكراس السادس منه ، وهى نصف الجزء ، وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن ابيه : ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج الى تبوك ، واستخلف عليا عليه السلام ، فقال : اتخلفنى في النساء والصبيان؟ فقال :

__________________

(١) قال في اللسان : سكت الصامت : صمت.

(٢) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٣٣ ـ ح ١٠٧٩ وفيه : حدثنا ابراهيم قال : حدثنا مسلم بن ابراهيم ...

(٣) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٧٠ ح ١١٤٣.

(٤) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٤٢ ـ ح ١٠٩١.

١٢٩

الا ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى ، الا انه ليس نبى بعدى (١).

١٧٧ ـ وبالاسناد قال : قال أبو داود : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، سمعت مصعبا يقول : مثله (٢).

١٧٨ ـ ومن الجزء الرابع من الصحيح البخاري ايضا ، على حد ربعه الاخير ، وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سعد : قال : سمعت ابراهيم بن سعد ، عن ابيه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى (٣).

١٧٩ ـ ومن صحيح مسلم ، من الجزء الرابع على حد كراسين من آخره ، وبالاسناد المقدم قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، وابو جعفر : محمد بن الصباح وعبيد الله القواريرى ، وسريح بن يونس ، كلهم عن يوسف الماجشون واللفظ لابن الصباح قال : حدثنا يوسف : أبو سلمة الماجشون ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد بن ابى وقاص ، عن ابيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا ان لا نبى بعدى.

قال سعيد : فاحببت ان اشافه بها سعدا ، فلقيت سعدا ، فحدثته ما حدثنى به عامر ، فقال : انا سمعته ، فقلت : انت سمعته؟ فوضع اصبعه على اذنيه ، وقال : نعم ، والا فاستكتا (٤).

١٨٠ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة ، قال : حدثنا غندر ، عن شعبة ، ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد بن ابى وقاص ، عن سعد بن ابى وقاص ، قال : خلف رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله

__________________

(١) (٢) صحيح البخاري الجزء السادس ص ٣ باب غزوة تبوك.

(٣) صحيح البخاري الجزء الخامس ص ١٩ ـ باب مناقب علي بن أبي طالب.

(٤) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١١٩ باب فضائل علي بن أبي طالب.

١٣٠

تخلفنى في النساء والصبيان؟ فقال اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى (١).

١٨١ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبيدالله بن معاذ ، حدثنا ابى ، حدثنا شعبة بهذا الاسناد (٢).

١٨٢ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة ، حدثنا غندر ، عن شعبة ، ـ ح ـ وحدثني محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن ابراهيم ، سمعت ابراهيم بن سعد ، عن سعد ، عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لعلى عليه السلام : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى (٣).

١٨٣ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد ، وتقاربا في اللفظ ـ قالا : حدثنا حاتم وهو ابن اسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن ابى وقاص ، عن ابيه ، قال : امر معاوية بن ابى سفيان سعدا ، فقال : ما منعك ان تسب بالتراب؟ فقال : اما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله فلن اسبه ، لان تكون لى واحدة منهن ، احب إلى من حمر النعم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له ـ وقد خلفه في بعض مغازيه ـ فقال له على عليه السلام : يا رسول الله ، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى.

وسمعته يقول يوم خيبر : لاعطين الراية رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لى عليا (ع) ، فأتى به ارمد العين ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله على يديه.

ولما نزلت هذه الاية : «فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم» (٤) دعا رسول الله

__________________

(١) و (٢) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢٠ باب فضائل علي بن أبي طالب.

(٣) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢١ باب فضائل علي بن أبي طالب (ع).

(٤) آل عمران : ٦١.

١٣١

صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وقال : اللهم هؤلاء اهل بيتى (١).

١٨٤ ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث ، في ثلثه الاخير من اجزاء ثلاثة ، في باب مناقب امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومن صحيح ابى داود ، وهو كتاب السنن وصحيح الترمذي ، بالاسناد المقدم ، قال : عن ابى سريحة أو زيد بن ارقم : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلى (ع) : من كنت مولاه ، فعلى مولاه (٢).

١٨٥ ـ وعن سعد : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى (٣).

١٨٦ ـ وقال ابن المسيب : اخبرني بهذا عامر بن سعد ، عن ابيه : فاحببت ان اشافه به سعدا ، فلقيته ، فقلت : انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فوضع اصبعيه في اذنيه ، وقال : نعم والا فاستكتا (٤).

١٨٧ ـ ومن مناقب الفقيه ، ابن المغازلى في قوله لعلى ابن ابى طالب (ع) : انت منى بمنزلة هارون من موسى ، وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو الحسن : احمد بن المظفر بن العطار ، الفقيه الشافعي ، بقراءتي عليه ، يرفعه الى عامر بن سعد بن ابى وقاص ، عن ابيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى بن ابى طالب عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدى ، فاحببت ان اشافه انت سمعته؟ فادخل يده في اذنيه ، وقال : نعم ، والا فاستكتا (٥).

__________________

(١) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢٠ باب فضائل علي بن أبي طالب باختلاف يسير في المطبوع.

(٢) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص ٦٣٣.

(٣) صحيح الترمذي الجزء الخامس ص ٦٤١.

(٤) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢٠.

(٥) مناقب ابن المغازلى ص ٢٧.

١٣٢

١٨٨ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا احمد بن عبد الوهاب ، يرفعه الى عامر بن سعد ايضا ، عن ابيه ، عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى ، الا اته لا نبى بعدى (١).

١٨٩ ـ وبالاسناد قال اخبرنا القاضى أبو الخطاب : عبد الرحمان بن عبد الله الاسكافي ، يرفعه الى سعيد بن المسيب ، قال : سألت سعد بن ابى وقاص : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع) انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى ، اوليس معى نبى؟ فقلت : اسمعت هذا؟ فأدخل اصبعيه في اذنيه ، قال : نعم ، والا فاستكتا (٢).

١٩٠ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو طالب : محمد بن احمد بن عثمان البغدادي ، يرفعه الى العرزمى ، عن ابى الزبير ، عن جابر قال : غزى رسول الله صلى الله عليه وآله غزوة ، فقال لعلى (ع) : اخلفنى في اهلي.

فقال يا رسول الله : يقول الناس : خذل ابن عمه ، فرددها عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى (٣).

١٩١ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا احمد بن محمد السمسار الواسطي ، يرفعه الى انس بن مالك : ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى (٤).

١٩٢ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو القاسم : عبد الواحد بن على بن العباس الواسطي البزاز ، يرفعه الى ابراهيم بن سعد بن ابى وقاص عن ابيه ، عن النبي (ص) ان النبي (ص) قال لعلى (ع) : هذه المقالة حسن استخلفه : الا ترضى ان تكون منى

__________________

(١) مناقب ابن مغازلي ص ٢٨.

(٢) منافب ابن المغازلى ص ٢٨.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ٢٩.

(٤) مناقب ابن المغازلى ص ٣٠

١٣٣

بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدى (١).

١٩٣ ـ وبالاسناد قال : اخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، يرفعه الى عمربن ميمون ، عن ابن عباس رضى الله عنه ، قال : خرج الناس في غزوة تبوك ، فقال على (ع) يعنى للنبى (ص) : اخرج معك؟ فقال : لا ، فبكى ، فقال له : الا ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انك لست بنبى (٢).

١٩٤ ـ بالاسناد مقدم ، قال : اخبرنا محمد بن احمد بن عثمان : ان الفرج الصيرفى ، المعروف بابن الدبثائى البغدادي ، قدم علينا واسطا ، يرفعه مالى الا عملش ، عن عطية ، عن ابى سعيد الخدرى ، قال : قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعدى (٣).

١٩٥ ـ وبا الاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو نصر : احمد بن موسى بن عبد الوهاب الطحان ، واحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان ، الواسطيان ، قالا : حدثنا القاضى أبو الفرج : احمد بن على بن جعفر بن على بن جعفر بن محمد المعلى الخيوطى الواسطي ، يرفعه الى مصعب بن سعد ، عن ابيه ، قال : قال لى متعاوية : اتحب عليا؟ قال : قلت : وكيف لا احب ، ولقب سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعدى.

ولقد رأيته بارزأ يوم بدر ، وهو يحمحم كما يحمحم الفرس ، ويقول :

بَازِلُ (٤) عَامَيْنِ حَدِيثُ سِنِّي

سَنَحْنَحُ اللَّيْلِ كَأَنِّي جِنِّيٌ

لمثل هذا ولدتني امى

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى ص ٣٠.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ٣٠ وفيه : فقال : بل اخلفنى.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ٣١.

(٤) بزل الشئ : شقه ، جعل بازل وناقة بازلة : وهو اقصى اسنان البعير ... وذلك ان نابه إذا طلع يقال له بازل لشقه اللحم عن منبته ... رجل بازل ... يعنون به كماله في عقله وتجربته ، وفى حديث علي بن أبي طالب (ع) : بازل عامين حديث سنى ـ لسان العرب.

١٣٤

فما رجع حتى خضب سيفه دما (١).

١٩٦ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو الحسن : على بن عمر بن عبد الله بن شوذب ، يرفعه الى سعيد بن المسيب : عن سعد بن ابى وقاص ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام : اقم بالمدينة ، قال قال له على عليه السلام : يا رسول الله ، انك ما خرجت في غزوة فخلفتني؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلى : ان المدينة لا تصلح الابى أو بك ، وانت منى بمنزلة هارون من موسى ، الا انه لا نبى بعدى.

قال سعيد : فقلت لسعد بن ابى وقاص : انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال : نعم ، لا مرة ولا مرتين ، يقول : ذلك لعلى (ع) (٢).

١٩٧ ـ وبالاسناد المقدم ، اخبرنا أبو بكر : احمد بن محمد بن على بن عبد الرزاق الهاشمي الخطيب ، بقس هثا ، يرفعه الى عامر بن سعد ، عن ابيه ، انه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلى (ع) : انت منى بمنزلة هارون من موسى ، الا انه لا نبى بعدى ، وذكر مشافهة سعد بذلك ، وذكر سعد : فاستكتا (٣).

١٩٨ ـ وبالاسناد المقدم قال اخبرنا أبو على : عبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمان الشروطى ، رفعه الى سعيد بن المسيب ، قال : سألت سعدا هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي (ع) : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى ، أو معى؟ قال : نعم (٤).

١٩٩ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو القاسم : عبد الواحد بن على بن العباس البزاز ، رفعه إلى اسماعيل بن ابى خالد ، عن قيس ، قال : سأل رجل معاوية عن مسألة فقال : سل عنها علي بن أبي طالب (ع) ، فانه اعلم ، فقال : يا امير المؤمنين قولك فيها احب إلى من قول على ، فقال : بئس ما قلت : ولؤم ما جئت به ، لقد

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى ص ٣١.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ٣٢.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ٣٣.

(٤) مناقب ابن المغازلى ص ٣٤.

١٣٥

كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغره العلم غرا (١) ولقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : انت منى بمنزلة هارون من موسى ، الا انه لا نبى بعدى ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيؤخذ عنه.

ولقد شهدت عمرا إذا أشكل عليه شئ ، قال : هاهنا على؟ ، قسم ، لا اقام الله رجليك ومحى اسمه من الديوان (٢).

ومناقب شهد العدو بفضلها

والفضل ما شهدت به الأعداء (٣)

٢٠٠ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو احمد : عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغند جانى ، يرفعه إلى سعيد بن المسيب ، عن سعد بن ابى وقاص : ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى (٤).

٢٠١ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو عبد الله : محمد بن على بن عبد الرحمان العلوى ، يرفعه إلى سعيد بن المسيب ، عن سعد ، عن النبي بمثله (٥).

٢٠٢ ـ وبالاسناد المقدم ، قال اخبرنا أبو عبد الله : الحسين بن الحسين بن يعقوب ، الدباس الواسطي ، رفعه إلى عائشة بنت سعد ، عن سعد ، عن رسول الله بمثله (٦).

٢٠٣ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو القاسم : عبد الله بن محمد بن

__________________

(١) في هامش المناقب ص ٣٤ : أي يصب العلم في فمه صبا ، مأخوذ من غر الطائر فرخه إذا ازقه وفى النهاية : ج ٣ ص ٣٥٧ وفى حديث معاوية قال : كان النبي صلى الله عليه وآله يغر عليا بالعلم ، أي يلقمه اياه يقال : اغر الطائر فرخه إذا زقه : قال في النهاية ايضا : ومنه حديث ابن عمر ، وذكر الحسن والحسين فقال : انما كانا يغران العلم غرا.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ٣٤.

(٣) وفى نسخة : والحق ما شهدت به الاعداء.

(٤) مناقب ابن المغازلى ص ٣٥.

(٥) مناقب ابن المغازلى ص ٣٥.

(٦) مناقب ابن المغازلى ص ٣٦ وفى نسخة : الحسين بن الحسن.

١٣٦

عبد الله الرفاعي (١) الاصفهانى قدم علينا واسطا ، في جمادى الاولى ، من سنة اربع وثلاثين واربع مائة ، رفعه إلى عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، لعلى عليه السلام : انت منى بمنزلة هارون من موسى ، وخلفه في اهله (٢).

وقال يحيى بن الحسن : اعلم ، ان مع صحة هذه الاخبار ، وصحة طرقها المتقدمة ، فقد اثبت النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام ، جميع منازل هارون من موسى ، الا ما اخرجه الاستثناء من النبوة ، واخرجه العرف من الاخوة ، وقد ثبت ان منازل هارون من موسى كانت اشياء.

منها : انه كان اخاه لامه وابيه ، وشريكه في نبوته ، واحب القوم إليه ، وممن شد الله تعالى به ازره وكان مفترض الطاعة على امته ، وخليفته على قومه.

فاما كونه اخاه ، فشاهده بالنسب ، من الكتاب العزيز ، قوله تعالى : (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي) (٣) وقول هارون (قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي) (٤). وأما شاهده بالشركة في النبوة فقوله تعالى حاكيا عن موسى عليه السلام : (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٥). وأما كونه أحب القوم إليه فمما لا يحتاج إلى الاستشهاد لأن الأخ من أب وأم إذا كان شريكه في أمره ونبوته وخليفته في قومه وممن شد الله عضده به فمعلوم ضرورة أنه يكون أحب القوم إليه.

وأما كونه ممن شد الله به أزره وعضده فشاهده قوله تعالى حاكيا عنه : (هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٦). وقوله تعالى (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ

__________________

(١) وفى المصدر ـ الرقاعى.

(٢) مناقب ابن المغازى ص ٣٦.

(٣) الاعراف : ١٤٢.

(٤) الاعراف : ١٥٠.

(٥) طه : ٣٢

(٦) طه : ٣٢.

١٣٧

وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ) (١). فأثبت له ولأخيه ولمن اتبعهما الغلبة ولم تكن غلبتهما بالقوة والكثرة وإنما كانت بالحجة وبيانه قوله تعالى (وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) (٢). وهو الحجة.

والدليل على أن السطان هاهنا هو الحجة ، قوله تعالى في موضع آخر : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ) (٣) يعني بالحجة.

وقال سبحانه وتعالى شاهدا له بالخلافة في قومه : (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٤). وإذا كانت هذه المنازل حاصلة لهارون من موسى عليهما السلام وقد جعله النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى وجب أن يثبت له جميع منازل هارون من موسى (ع) إلا ما استثناه من النبوة لفظا والإخوة عرفا.

ولما علم النبي صلى الله عليه وآله ، أن عليا (ع) يعيش بعده وأن هارون مات في حياة موسى وأنه إن أطلق اللفظ من غير تقييد بالاستثناء توهمت النبوة في جملة المنازل المستحقة له قال مستثنيا إلا أنه لا نبي بعدي.

وثبت له أيضا بما بيناه من فرض الطاعة ما ثبت للنبي (ص) ، من فرض الطاعة فليتأمل ذلك ففيه كفاية.

فكن بها منقذي من هول مطلعي

يوما وأنت على الأعراف مطلع

* * *

__________________

(١) القصص : ٣٥.

(٢) وفى نسخة : وثبت انه قوله تعالى ونجعل لكما سلطانا.

(٣) الرحمن : ٣٣.

(٤) الاعراف : ١٤٢.

١٣٨

الفصل السابع عشر

في قوله : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله

٢٠٤ ـ من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن اسرائيل ، عن ابى اسحاق عن عمر بن حبش ، قال : خطبنا الحسن بن على بعد قتل على عليهما السلام فقال : لقد فارقكم رجل بالامس ، ما سبقه الاولون بعلم ، ولا ادركه الاخرون ، ان كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليبعثه الراية ، فلا ينصرف حتى يفتح له ، وما ترك من صفرا ولا بيضاء الا سبع مأة درهم من عطائه ، كان يرصدها لخادم لاهله (١).

٢٠٥ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا وكيع ، عن ابن ابى ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الرحمان بن ابى ليلى قال : كان ابى يسمر مع على (ع) ، وكان على عليه السلام يلبس ثياب الصيف في الشتاء ، وثياب الشتاء في الصيف ، فقيل لى : لو سألته عن هذا؟ فسألته عن هذا ، فقال : صدق ، ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى وأنا ارمد يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله ، انى ارمد ، فتفل في عينى وقال : اللهم اذهب عنه الحر والقر والبرد ، فما وجدت حرا ولا بردا بعده قال : وقال : لابعثن رجلا ، يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، ليس بفرار.

قال : فتشرف لها الناس ، فبعث عليا عليه السلام (٢).

٢٠٦ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير (٣) قال : سمعت ابا سعيد

__________________

(١) مسند احمد الجزء الاول ص ١٩٩.

(٢) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٦٤ ح ٩٥٠.

(٣) وفى المصدر قال : حدثنا اسرائيل عن عبد الله بن عصمة ، قال : سمعت ابا سعيد.

١٣٩

الخدرى يقول : اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الراية ، فهزها ، وقال : من يأخذها بحقها؟ فقال فلان : انا. قال : امط (١). ثم جار رجل آخر ، فقال : امط. ثم قال : والذى كرم وجه محمد ، لاعطينها رجلا ، لا يفر ، هاك يا على ، فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر ، وجاء بعجوتها وقديدها (٢).

٢٠٧ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : اخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب : ان النبي صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر : لادفعن الراية إلى رجل ، يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله فدعا عليا عليه السلام ، وانه لارمد ، ما يبصر موضع قدميه ، فتفل في عينيه ، ثم دفعها إليه ، ففتح الله عليه (٣).

٢٠٨ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابى ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنى الحسين بن واقد ، قال : حدثنى جدى : عبد الله بن بريدة ، قال : سمعت ابى يقول : حاصرنا خيبر ، فاخذ اللواء أبو بكر ، فانصرف ولم يفتح له. ثم اخذه من الغد عمر فخرج ورجع ولم يفتح له. واصاب الناس يومئذ شدة وجهد.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : انى دافع اللواء غدا إلى رجل ، يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له. فبتنا طيبة انفسنا ، ان الفتح غدا ، فلما اصبح رسول الله صلى الله عليه وآله ، صلى الغداة ، ثم قام قائما ، ودعا باللواء ، والناس على مصافهم ، فدعا عليا وهو ارمد ، فتفل في عينيه ، ودفع إليه اللواء وفتح له. قال بريدة : وانا فيمن تطاول لها (٤).

__________________

(١) اماط : تنحى وبعد وذهب ـ لسان العرب.

(٢) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٨٣ ح ٩٨٧.

(٣) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٨٤ ح ٩٨٨.

(٤) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٩٣ ـ ح ١٠٠٩.

١٤٠