عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار - المقدمة

الشيخ جعفر السبحاني

عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار - المقدمة

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٣

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرا لاهمية هذا الكتاب الجليل وأمثاله في يقظة الامة الاسلامية ، وتعميق الثقافة الدينية وخاصة في الظروف الراهنة ، عزمت هذه المؤسسة على تحقيقه واخراجه بالصورة اللائقة به وبأمثاله.

فعهدت بهذه المهمة إلى فضيلة : الشيخ مالك المحمودى ، والشيخ ابراهيم البهادرى فقاما بتحقيق هذا الكتاب في ضوء مخطوطاته المتعددة التي قدمتها إليهم هذه المؤسسة ، وذلك تحت اشراف الاستاذ جعفر السبحاني.

والمؤسسة إذ تشكرهم على ما بذلوه من جهد كبير في هذا السبيل ، راجية لهم من الله جزيل الاجر ، وعظيم الثواب ، تعتز بتقديم هذا السفر النفيس إلى الاوساط الاسلامية على أمل ان يحتل مكانه الجدير به في المجامع العلمية في القريب العاجل ، ومن الله التوفيق.

مؤسسة النشر الاسلامي

التابعة لجماعة المدرسين

بقم المشرفة

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله :

«عنوان صحيفة المؤمن : حب علي بن أبي طالب (١).

من سره أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالائمة من بعدى فانهم عترتي خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من امتي القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي» (٢).

نقدم هذه الصحيفة المباركة ...

__________________

(١) اخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه ٤ ص ٤١٠.

(٢) اخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الاولياء ١ ص ٨٦.

٤

تقديم

بقلم جعفر السبحاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الشخصية العلوية وابعادها البشرية والمعنوية

و

العمدة لابن البطريق الحلى في المناقب

«قال الامام احمد بن حنبل في حق الامام علي (ع) :

ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالاسانيد الصحاح مثل ما لعلي رضى الله عنه»

(مناقب احمد لابن الجوزى الحنبلى ص ١٦٣)

الامام علي ومكونات الشخصية الثلاثة

تعود شخصية كل انسان حسب ما يرى علماء النفس إلى ثلاثة عوامل هامة لكل منها نصيب وافر في تكوين الشخصية واثر عميق في بناء كيانها.

وكأن الشخصية الانسانية لدى كل انسان اشبه بمثلث يتألف من اتصال هذه الاضلاع الثلاثة بعضها ببعض ، وهذه العوامل الثلاثة هي :

١ ـ الوراثة.

٢ ـ التعليم والثقافة.

٣ ـ البيئة والمحيط.

إن كل ما يتصف به المرء من صفات حسنة أو قبيحة ، عالية أو وضيعة تنتقل إلى الانسان عبر هذه القنوات الثلاث ، وتنمو فيها من خلال هذه الطرق.

٥

وان الابناء لا يرثون منا المال والثروة والاوصاف الظاهرية فقط كملامح الوجه ولون العيون ، وكيفيات الجسم بل يرثون كل ما يتمتع بالاباء من خصائص روحية وصفات اخلاقية عن طريق الوراثة كذلك.

فالابوان ـ بانفصال جزئي «الحويمن» و «البويضة» المكونين للطفل ، منهما ، انما ينقلان ـ في الحقيقة ـ صفاتهما ملخصة إلى الخلية الاولى المكونة من ذينك الجزئين ، تلك الخلية الجنينية التي تنمو مع ما تحمل من الصفات والخصوصيات الموروثة.

ويشكل تأثير الثقافة والمحيط ، الضلعين الاخرين في مثلث الشخصية الانسانية ، فان لهذين الامرين أثرا مهما وعميقا في تنمية السجايا الرفيعة المودعة في باطن كل انسان بصورة فطرية جبلية أو المتواجدة في كيانه بسبب الوراثة من الابوين.

فان في مقدور كل معلم ان يرسم مصير الطفل ومستقبله من خلال ما يلقى إليه من تعليمات وتوصيات وما يعطيه من سيرة وسلوك ومن آراء وافكار ، فكم من بيئة حولت افرادا صالحين إلى فاسدين ، أو فاسدين إلى صالحين.

ان تأثير هذين العاملين العميق من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى المزيد من البيان والتوضيح.

على اننا يجب ان لاننسى دور ارادة الانسان نفسه وراء هذه العوامل الثلاثة.

الامام علي والجانب الموروث في شخصيته

لم يكن الامام على عليه السلام كبشر بمستثنى من هذه القاعدة.

فقد ورث الامام امير المؤمنين عليه السلام جانبا كبيرا من شخصيته النفسية ، والروحية والاخلاقية من هذه العوامل والطرق الثلاث واليك تفصيل ذلك :

١ ـ الامام على والوراثة من الابوين

لقد انحدر الامام على من صلب والد عظيم الشأن ، رفيع الشخصية هو أبو طالب ولقد كان أبو طالب زعيم مكة ، وسيد البطحاء ، ورئيس بنى هاشم ، وهو إلى جانب

٦

ذلك ، كان معروفا بالسماحة والبذل والجود والعطاء والعطف والمحبة والفداء والتضحية في سبيل الهدف المقدس ، والعقيدة التوحيدية المباركة.

فهو الذي تكفل رسول الله منذ توفى عنه جده وكفيله الاول عبد المطلب وهو آنذاك في الثامنة من عمره ، وتولى العناية به والقيام بشؤونه ، وحفظه وحراسته في السفر والحضر ، باخلاص كبير واندفاع وحرص لا نظير لهما ، بل وبقى يدافع عن رسالة التوحيد ، والدين الحق الذي جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وآله ويقوم في سبيل ارساء قواعده ونشر تعاليمه ، بكل تضحية وفداء ويتحمل لتحقيق هذه الاهداف العليا كل تعب ونصب وعناء.

وقد انعكست هذه الحقيقة وتجلى موقفه هذا في كثير من اشعاره وابياته المجموعة في ديوانه بصورة كاملة مثل قوله :

ليعلم خيار الناس أن محمدا

نبي كموسى والمسيح بن مريم (١)

الم تعلموا انا وجدنا محمدا

رسولا كموسى خط في اول الكتب (٢)

ان من المستحيل ان تصدر امثال هذه التضحيات التي كان ابرزها محاصرة بنى هاشم جميعا في الشعب ومقاطعتهم القاسية ، من دافع غير الايمان العميق بالهدف والشغف الكبير بالمعنوية ، الذي كان يتصف به أبو طالب ، إذ لا يستطيع مجرد الوشائج العشائرية ، وروابط القربى ، ان توجد في الانسان مثل هذه الروح التضحوية.

ان الدلائل على ايمان ابى طالب بدين ابن اخيه تبلغ من الوفرة والكثرة بحيث استقطبت اهتمام كل المحققين المنصفين والمحايدين ، ولكن بعض المتعصبين توقف في ايمان تلك الشخصية المتفانية العظيمة ، بالدعوة المحمدية بينما تجاوز فريق هذا الحد إلى ما هو ابعد من ذلك ، حيث قالوا بانه مات غير مؤمن.

ولو صحت عشر هذه الدلائل الدالة على ايمان ابى طالب الثابتة في كتب التاريخ والحديث ، في حق رجل آخر لما شك احد في ايمانه فضلا عن اسلامه ولكن

__________________

(١) و (٢) مجمع البيان ج ٤ ص ٣٧

٧

لا يعلم الانسان لماذا لا تستطيع كل هذه الادلة اقناع هذه الزمرة ، وانارة الحقيقة لهم؟

هذا عن والد الامام امير المؤمنين عليه السلام واما امه فهى فاطمة بنت اسد بن هاشم وهى من السابقات إلى الاسلام والايمان برسول الله صلى الله عليه وآله وقد كانت قبل ذلك تتبع ملة ابراهيم.

انها المرأة الطاهرة التي لجأت ـ عند المخاض ـ إلى المسجد الحرام ، والصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول : «يا رب انى مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وانى مصدقة بكلام جدى ابراهيم وانه بنى البيت العتيق ، فبحث الذي بنى هذا البيت و (بحق) المولود الذي في بطني الا ما يسرت على ولادتي» فدخلت فاطمة بنت اسد في الكعبة ووضعت عليا هناك (١).

وتلك فضيلة نقلها قاطبة المؤرخين والمحدثين الشيعة ، وكذا علماء الانساب في مصنفاتهم ، كما نقلها ثلة كبيرة من علماء السنة وصرحوا بها في كتبهم واعتبروها حادثة فريدة ، وواقعة عظيمة لم يسبق لها مثيل (٢).

وقال الحاكم النيشابوري : وقد تواترت الاخبار ان فاطمة بنت اسد ولدت امير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في جوف الكعبه (٣).

وقال شهاب الدين أبو الثناء السيد محمود الالوسى : «وفى كون الامير كرم الله وجهه ولد في البيت امر مشهور في الدنيا ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه ، كما اشتهر وضعه».

* * *

__________________

(١) كشف الغمة ج ١ ص ٦٠.

(٢) مثل مروج الذهب ج ٢ ص ٣٤٩ وشرح الشفاء للقاضى عياض ج ١ ص ١٥١ وغيرهما وقد افرد العلامة الاردوبادى رسالة في هذه المنقبة واسماها ب‍ : على وليد الكعبة.

(٣) شرح عينية عبد الباقي افندي العمرى ص ١٥.

٨

٢ ـ الامام على والتربية في حجر النبي صلى الله عليه وآله

واما التربية الروحية والفكرية والاخلاقية فقد تلقاها على عليه السلام في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وهى الضلع الثاني من اضلاع شخصيته الثلاثة.

ولو اننا قسمنا مجموعة سنوات عمر الامام عليه السلام إلى خمسة اقسام لوجدنا القسم الاول من هذه الاقسام الخمسة من حياته الشريفة يشكل السنوات التي قضاها عليه السلام قبل بعثة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله.

وان هذا القسم من حياته الشريفة لا يتجاوز عشر سنوات ، لان اللحظة التي ولد فيها على عليه السلام لم يكن النبي صلى الله عليه وآله قد تجاوز الثلاثين من عمره المبارك هذا مع العلم بانه صلى الله عليه وآله قد بعث بالرسالة في سن الاربعين.

وعلى هذا الاساس لم يكن الامام على عليه السلام قد تجاوز السنة العاشرة من عمره يوم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله بالرساله ، وتوج بالنبوة.

ان ابرز الحوادث في حياة الامام على عليه السلام هو تكوين الشخصية العلوية ، وتحقق الضلع الثاني من المثلث الذي اسلفناه بواسطة النبي الاكرم وفى ظل ما اعطاه صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام من اخلاق وافكار ، لان هذا القسم في حياة كل انسان وهذه الفتره من عمره هي من اللحظات الخطيرة ، والقيمة جدا ، فشخصية الطفل في هذه الفترة تشبه صفحة بيضاء نقية تقبل كل لون وهى مستعدة لان تنطبع عليها كل صورة مهما كانت ، وهذه الفترة من العمر تعتبر ـ بالتالى ـ خير فرصة لان ينمى المربون والمعلمون فيها كلما اودعت يد الخالق في كيان الطفل من سجايا طيبة وصفات كريمة ، وفضائل اخلاقية نبيلة ، ويوقفوا الطفل عن طريق التربية على القيم الاخلاقية والقواعد الانسانية وطريقة الحياة السعيدة وتحقيقا لهذا الهدف السامى تولى النبي الكريم صلى الله عليه وآله بنفسه تربية على عليه السلام بعد ولادته ، وذلك عندما اتت فاطمة بنت اسد بوليدها على عليه السلام إلى رسول الله فلقيت من رسول الله حبا شديدا لعلى حتى انه قال لها :

اجعلي مهده بقرب فراشي ، وكان صلى الله عليه وآله يطهر عليا في وقت غسله ، ويوجره

٩

اللبن عند شربه ، ويحرك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويلاحظه ويقول : هذا اخي ، ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي ، وصهري ، ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتى وخليفتي (١).

ولقد كانت الغاية ممن هذه العناية هي ان يتم توفير الضلع الثاني في مثلث الشخصية (وهو التربية) بواسطته صلى الله عليه وآله ، وان لا يكون لاحد غير النبي صلى الله عليه وآله دخل في تكوين الشخصية العلوية الكريمة.

وقد ذكر الامام على عليه السلام ما اسداه الرسول الكريم إليه وما قام به تجاهه في تلكم الفترة إذ قال : «وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وانا وليد يضمني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسنى جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيشى ثم يلقمنيه (٢).

النبي يأخذ عليا إلى بيت

واذ كان الله تعالى يريد لولى دينه ان ينشأ نشأة صالحة وان يأخذ النبي عليا إلى بيته وان يقع منذ نعومة اظفاره تحت تربية النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ، ألفت نظر نبيه إلى ذلك :

فقد ذكر المؤرخون انه اصابت مكة ذات سنة ازمة مهلكة وسنة مجدبة منهكة ، وكان أبو طالب ـ رضى الله عنه ـ ذامال يسير وعيال كثير فأصابه ما اصاب قريشا من العدم والضائقة والجهد والفاقة فعند ذلك دعا رسول الله عمه العباس إلى ان يتكفل كل واحد منهما واحدا من ابناء ابى طالب وكان العباس ذا مال وثروة وجدة فوافقة العباس على ذلك :

__________________

(١) كشف الغمة ج ١ ص ٦٠.

(٢) نهج البلاغة شرح عبده ج ٢ ص ١٨٢ الخطبة القاصعة

١٠

فاخذ النبي عليا ، واخذ العباس جعفرا وتكفل امره ، وتولى شؤونه (١).

وهكذا وللمرة الاخرى اصبح على عليه السلام في حوزة رسول الله صلى الله عليه وآله بصورة كاملة واستطاع بهذه المرافقة الكاملة ان يقتطف من ثمار اخلاقه العالية. وسجاياه النبيلة ، الشيء الكثير الكثير ، وان يصل تحت رعاية النبي وعنايته وبتوجيهه وقيادته إلى اعلى ذروة من ذرى الكمال الروحي.

وهذا هو الامام امير المؤمنين عليه السلام يشير إلى تلك الايام القيمة والى تلك الرعاية النبوية المباركة المستمرة إذ يقول : «ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه ، يرفع لى كل يوم من اخلاقه علما ، ويأمرني بالاقتداء به» (٢).

على في غار حراء

كان النبي حتى قبل ان يبعث بالرسالة والنبوة يعتكف ويتعبد في غار حراء شهرا من كل سنة ، فإذا انقضى الشهر وقضى جواره من حراء انحدر من الجبل ، وتوجه إلى المسجد الحرام راسا وطاف بالبيت سبعا ، ثم عاد إلى منزله.

وهنا يطرح سؤال : وماذا كان شأن على عليه السلام في تلك الايام التي كان يتعبد ويعتكف فيها رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك المكان مع ما عرفناته من حب الرسول الاكرم له؟ هل كان يأخذ صلى الله عليه وآله عليا معه إلى ذلك المكان العجيب ام كان يتركه ويفارقه؟ ان القرائن الكثيرة تدل على ان النبي صلى الله عليه وآله منذ ان اخذ عليا لم يفارقه يوما ابدا فهاهم المؤرخون يقولون : كان على يرافق النبي دائما ولا يفارقه اببدا حتى ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا خرج إلى الصحراء أو الجبل اخذ عليا معه (٣).

__________________

(١) بحار الانوار ج ٣٥ ص ٤٤ وسيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٤٦.

(٢) نهج البلاغة شرح عبده ج ٢ ص ١٨٢.

(٣) شرح ابن ابى الحديد ج ١٣ ص ٢٠٨.

١١

يقول ابن أبي الحديد : وقد ذكر على عليه السلام هذا الامر في الخطبة القاصعة إذ قال : «ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري» (١).

ان هذه العبارة وان كانت محتملة في مرافقته للنبي في حراء بعد البعثة الشريفة الا ان القرائن السابقة وكون مجاورة النبي بحراء كانت في الاغلب قبل البعثة ، تؤيد ان هذه الجملة ، يمكن ان تكون اشارة إلى صحبة علي للنبى في حراء قبل البعثة.

ان طهارة النفسسية العلوية ، ونقاوة الروح التي كان على عليه السلام يتحلى بها ، والتربية المستمرة التي كان يحظى بها في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل ذلك كان سببا في ان يتصف على عليه السلام ـ ومنذ نعومة اظفاره ـ ببصيرة نفاذة وقلب عقول ، واذن سميعة واعية تمكنه من ان يرى اشياء ويسمع امواجا تخفى على الناس العاديين ويتعذر عليهم سماعها ورؤيتها ، كما يصرح نفسه بذلك إذ يقول :

«ارى نور الوحى والرسالة ، واشم ريح النبوة» (٢).

ويقول الامام الصادق عليه السلام : «كان على عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله قبل الرسالة ، الضوء ويسمع الصوت» وقد قال له النبي صلى الله عليه وآله : لولا انى خاتم الانبياء لكنت شريكا في النبوة فان لا تكن نبيا فانك وصى نبى ووارثه ، بل انت سيد الاوصياء وامام الاتقياء (٣).

ويقول الامام على عليه السلام : لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحى عليه صلى الله عليه وآله : فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال : هذا الشيطان ايس من عبادته ثم قال له :

«انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى الا انك لست بنبى ولكنك وزير» (٤).

__________________

(١) و (٢) نهج البلاغة : الخطبة القاصعة الرقم ١٨٧.

(٣) الشرح الحديدي نهج البلاغة ج ١ ص ٣١٠.

(٤) الخطبة القاصعة الرقم ١٨٧.

١٢

هذا هو الرافد الثاني الذي كان يرفد الشخصية العلوية بالاخلاق والسجايا الرفيعة

٣ ـ البيئة الرسالية وشخصية الامام.

ولو اضفنا ذينك الامرين (أي ما اكتسبه من والديه الطاهرين بالوراثة ، وما تلقاه في حجر النبي) إلى ما اخذه من بيئة الرسالة والاسلام من افكار وآراء رفيعة ، وتأثر عنها ادركنا عظمة الشخصية العلوية من هذا الجانب.

ومن هنا يحظى الامام على عليه السلام بمكانة مرموقة لدى الجميع : مسلمين وغير مسلمين ، لما كان يتمتع به من شخصية سامقة ، وخصوصيات خاصة يتميز بها.

وهذا هو ما دفع بالبعيد والقريب إلى ان يصف عليا بما لم يوصف به احد من البشر ، ويخصه بنعوت ، حرم منها غيره فهذا الدكتور شبلي شميل المتوفى ١٣٣٥ وهو من كبار الماديين في القرن الحاضر يقول :

الامام علي بن أبي طالب عظيم العظماء نسخة مفردة لم يرلها الشرق ولا الغرب صورة طبق الاصل لا قديما ولا حديثا (١).

وقال عمر بن الخطاب :

عقمت النساء ان يلدن مثل علي بن أبي طالب (٢)

ويقول جورج جرداق الكاتب المسيحي اللبناني المعروف : «وماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فاعطيت في كل زمن عليا بعقله وقلبه ولسانه وذى فقاره» (٣).

هذه الابعاد التي المحنا إليها هي الابعاد الطبيعية للشخصية العلوية.

* * *

__________________

(١) الامام على صوت العدالة االانسانية ج ١ ص ٣٧.

(٢) الغدير ج ٦ ص ٣٨ طبعة النجف.

(٣) الامام على صوت العدالة الانسانية ج ١ ص ٤٩.

١٣

البعد الرابع لشخصية الامام (ع)

غير ان ابعاد شخصية الامام علي عليه السلام لا تنحصر في هذه الابعاد الثلاثة ، فان لاولياء الله سبحانه بعدا رابعا ، داخلا في هوية ذاتهم ، وحقيقة شخصيتهم وهذا البعد هو الذي ميزهم عن سائر الشخصيات واضفى عليهم بريقا خاصا ولمعانا عظيما.

وهذا البعد هو البعد المعنوي الذي ميز هذه الصفوة عن الناس وجعلهم نخبة ممتازة وثلة مختارة من بين الناس وهو كونهم رسل الله وانبيائه أو خلفاءه واوصياء انبيائه.

نرى انه سبحان يأمر رسوله ان يصف نفسه بقوله : «قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا» (الاسراء / ٩٣).

فقوله : «بشرا» اشارة إلى الابعاد البشرية الموجودة في كل انسان طبيعي ، وان كانوا يختلفون فيها في ما بينهم كمالا ولمعانا.

وقوله : «رسولا» اشارة إلى ذلك البعد المعنوي الذي ميزه ـ ص ـ عن الناس وجعله معلما وقدوة للبشر.

فلاجل ذلك يقف المرء في تحديد الشخصيات الالهية على شخصية مركبة من بعدين : طبيعي وإلهى ولا يقدر على توصيفها الا بنفس ما وصفهم الله به سبحانه مثل قوله في شأن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله.

«الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم» (الاعراف / ١٥٧).

وقد نزلت في حق الامام امير المؤمنين عليه السلام آيات ووردت روايات.

وهذا الكتاب الذي بين يديك ويزخر بهذه الايات والروايات يتكفل ـ في الحقيقة ـ تسليط الضوء على ذلك البعد المعنوي.

١٤

لا عتب على اليراع لو وقف عند تحديد شخصية كريمة معنوية خصه الله تعالى بمواهب وفضائل وكفى في ذلك ما رواه طارق بن شهاب قال : كنت عند عبد الله بن عباس فجاء اناس من ابناء المهاجرين فقالوا له يابن عباس أي رجل كان علي بن ابي طالب؟ قال : ملئ ملئ جوفه حكما وعلما وبأسا ونجده وقرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله (١).

روى عكرمة عن ابن عباس قال : ما نزل في القرآن : «يا ايها الذين آمنوا» الا وعلي عليه السلام رأسها واميرها ، ولقد عاتب الله اصحاب محمد في غير مكان ، وما ذكر عليا الا بخير (٢).

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ما نزل في احد من كتاب الله ما نزل في علي (٣).

وقال ابن عباس نزلت في علي اكثر من ثلاث مأة آية في مدحه (٤).

ونكتفي في ترجمة علي عليه السلام بكلمتين عن تلميذيه اللذين كانا معه سرا وجهرا ، ونحيل الباقي إلى الكتاب الذي بين يديك الآن :

١ ـ قال ابن عباس عند ما سئل عن علي فقال : رحم الله علي أبي الحسن ، كان والله علم الهدى وكهف التقى وطود النهى ومحل الحجى وغيث الندى ، ومنتهى العلم للورى ، ونورا اسفر في الدجى وداعيا إلى المحجة العظمى ومستمسكا بالعروة الوثقى ، اتقى من تقمص وارتدى ، واكرم من شهد النجوى بعد محمد المصطفى ، وصاحب القبلتين ، وابو السبطين وزوجته خير النساء فما يفوقه احد ، لم تر عيناي مثله ، ولم أسمع بمثله ، فعلى من أبغضه لعنة الله ولعنة العباد إلى يوم التناد (٥).

__________________

(١) شواهد التنزيل ج ١ ص ١٠٨ الحديث ١٥٣.

(٢) مسند احمد ج ١ ص ١٩٠ ، تاريخ الخلفاء ص ١٧١.

(٣) الصواعق المحرقة الباب التاسع الفصل الثالث ص ٧٦.

(٤) تاريخ الخلفاء ص ١٧٢.

(٥) ميزان الاعتدال ج ١ ص ٤٨٤

١٥

٢ ـ ان معاوية سأل ضرار بن جزء بعد موت على عنه ، فقال : صف لي عليا فقال : أو تعفيني؟ قال : صفه ، قال : أو تعفيني؟ قال : لا اعفيك قال : اما إذ لا بد فاقول ما اعلمه منه.

والله كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وانطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفيه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب.

كان والله كاحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا اتيناه ، ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة ، ولا نبتدئه عظمة ، ان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم اهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوى في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله.

فاشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله ، وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين وكانى اسمعه وهو يقول : يا دنيا يا دنيا ابي تعرضت؟ ام الي تشوقت؟ هيهات ، هيهات غرى غيرى قد باينتك ثلاثا لا رجعة لى فيك ، فعمرك قصير وعيشك حقير ، وخطرك كثير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.

قال : فذرفت دموع معاوية على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال معاوية : رحم الله ابا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟

قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها (١).

هذه شذرات من فضائله ، وقبسات من مناقبه الكثيرة التي حفظها التاريخ عن تلاعب الايدى.

غير انه لايعرف عليا غير خالقه ، وبعده صاحب الرسالة الكبرى ابن عمه المصطفى

__________________

(١) الشرح الحديدي ج ١٨ ص ٢٢٥ وغيره.

١٦

خاتم الانبياء فقد قام بتعريفه ، وبيان مناقبه منذ ان صدع بالرسالة إلى ان التحق بالرفيق الاعلى ولقد جاء صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله بكلم جامعة في حقه عليه السلام لا يقدر عليها الا هو صلى الله عليه وآله وهذه الكلم حفظها الصحابة والتابعون واخذ عنهم المتأخرون واودعها اصحاب الصحاح والسنن والمسانيد في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم ويقف عليها كل من سبر هذه الكتب.

المناقب في المكتبات الاسلامية

ولاجل ذلك قد قام لفيف من علماء الفريقين منذ العصور الاولى بتدوين مناقب اهل البيت عامة ومناقب الامام امير المؤمنين خاصة ، ومن سبر المعاجم وكتب التراجم يقف على ان موضوع مناقب اهل البيت وفضائلهم ، من المواضيع المهمة التي شغلت بال المفسرين اولا ، والمحدثين ثانيا ، والمؤلفين ثالثا في الاقطار الاسلامية ، باللغات المختلفة وانه كان موضع اهتمام العلماء منذ الصدر الاول وفي القرون التالية إلى القرن الحاضر ولو جمعت تلك الكتب المطبوعة وصورة المخطوطة منها الموجودة في المكتبات ، لشكلت مكتبة كبرى واسعة.

ولئن قام احد المتتبعين بتدوين اسمائها واسماء مؤلفيها ، لجاءت المذكرات بصورة رسالة كبيرة.

ومن حسن الحظ أن قام احد المحققين في هذا الموضوع فالف رسالة كبيرة في خصوص ما الف في مناقب وفضائل آل البيت باللغة العربية واسماها ب‍ «اهل البيت في المكتبة العربية».

العمدة لابن البطريق

لقد قامت الامامية بتدوين مناقب اهل البيت من اقدم العصور إلى زماننا هذا فالفوا في هذا المضمار كتبا حافلة ورسائل ذات اهمية بصور متنوعة.

ومن احسن ما الف في هذا الباب في أخريات القرن السادس ، هو كتاب «العمدة» لمحدث عصره ، وعلامة زمانه ، الحافظ : يحيى بن الحسن بن البطريق الاسدي الحلي (٥٣٣ ـ ٦٠٠) فقام بتدوين الفضائل والمناقب لوصي المختار ، بصورة بديعة لم يسبقه إليها احد من اصحابنا الامامية حتى شيخه العلامة الحافظ :

١٧

محمد بن علي بن شهر آشوب السروى (٤٨٨ ـ ٥٨٨) فقد دون جل ما رواه اصحاب الصحاح والمسانيد بشكل ممتاز ، موضحا لمشكلاته ، ومبينا لمعضلاته ، معلقا عليها كلما استدعت الحاجة ، ويقف الباحث على موقع المؤلف ومكانته العلمية ، من خلال الثناء عليه من اعلام الطائفة ، واليك بعض ما وقفنا عليه :

١ ـ قال العلامة في اجازته لبني زهرة : ومن ذلك جميع مصنفات الشيخ ابي زكريا : يحيى بن علي البطريق ، ورواياته عنى عن والدي قدس الله روحه عن السيد فخار عن المصنف (١). وعلى ذلك فيروى العلامة (٦٤٨ ـ ٧٢٦)؟ عن شيخنا المترجم بواسطتين : والده والسيد فخار.

٢ ـ قال الشيخ الحر العاملي : الشخى أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الحلي ، كان عالما ، فاضلا ، محدثا ، محققا ، ثقة ، صدوقا ، ثم ذكر كتبه (٢).

٣ ـ وقال المتتبع الخبير عبد الله الافندي التبريزي : الشيخ الاجل شمس الدين أبو الحسين يحيى بن (الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن) البطريق الحلى الاسدي ، المتكلم الفاضل ، العالم ، المحدث الجليل ، المعروف بابن البطريق : صاحب كتاب العمدة وغيره من الكتب العديدة في المناقب ، وقد رأيت في بعض المواضع في

__________________

(١) اجازة العلامة لبني زهرة المطبوعة في البحار ج ١٠٤ ص ٦٠ ـ ١٣٧ وهذه الاجازة الكبيرة من العلامة لبني زهرة الحلبيين توصف بالاجازة الكبيرة كتبها عام ٧٢٣ وهم عبارة عن علاء الملة والحق والدين ابي الحسن علي بن ابي ابراهيم محمد بن ابي على الحسن بن ابي المحاسن بن زهرة ، وولده المعظم شرف الملة والدين ابي عبد الله الحسين ، واخيه الامجد بدر الدين ابي عبد الله محمد ، ووالديه ابي طالب احمد امين الدين وابي محمد عز الدين الحسن رحمهم الله.

(٢) امل الامل ج ٢ ص ٤٥.

١٨

مدحه هكذا : الامام الاجل شمس الدين جمال الاسلام ، العالم الفقيه ، نجم الاسلام ، تاج الانام مفتى آل الرسول (١).

٤ ـ وقال العلامة المجلسي في اول البحار : وكتاب العمدة وكتاب المستدرك كلاهما في اخبار المخالفين في الامامة للشيخ ابي الحسين يحيى بن (الحسن بن الحسين بن علي بن محمد) بن البطريق الاسدي (٢).

ثم قال : وكتاب العمدة ومؤلفه مشهوران مذكوران في اسانيد الاجازات واما المستدرك فعندنا منه نسخة قديمة نظن انها بخط مؤلفها (٣).

٥ ـ وقال في الروضات بعد نقل ما ذكره الشيخ الحر في امله في حقه : وفي بعض كتب الاجازات اكتناء الرجل بابي زكريا وفي بعضها تلقبه بشمس الدين ، شرف الاسلام.

ثم قال ويروى في الاغلب عن عماد الدين محمد بن القاسم الطبري ، وهو يروى عن الشيخ ابي علي ، ولد شيخنا الطوسى (٤).

٦ ـ وقال الميرزا الاستر آبادي في رجاله الكبير : يحيى بن الحسن ...

كان عالما فاضلا ، محدثا ، محققا ، ثقة ، صدوقا ، له كتب ...

إلى آخر ما ذكره الشيخ الحر العاملي في امله (٥).

٧ ـ وقال المحدث النوري : الشيخ الاجل شمس الدين أبو الحسين أو أبو زكريا كما في اجازة العلامة لبني زهرة : يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الحلى الاسدي مؤلف كتاب العمدة الذي جمع فيه ما في الصحاح الستة وتفسير الثعلبي ومناقب ابن المغازلى من مناقب امير المؤمنين عليه السلام بحيث لم يغادر شيئا من ذلك ولم يذكر فيه شيئا من غيرها ، ولم يسبقه إلى هذا التأليف البديع

__________________

(١) رياض العلماء ج ٥ ص ٣٥٨.

(٢) و (٣) بحار الانوار ج ١ ص ١٠ و ٢٩.

(٤) روضات الجنات ج ٨ ص ١٩٦.

(٥) منهج المقال ص ٥١٣.

١٩

احد من اصحابنا ، ومؤلف كتاب المستدرك بعد العمدة ، أخرج فيه قريبا من ستمأة حديث من كتب اخرى لهم ، عثر عليها بعد تأليف العمدة ، كالحلية لابي نعيم ، والمغازى لابن اسحاق ، والفردوس لابن شيرويه الديلمى ، ومناقب الصحابة للسهانى وغير ذلك من المؤلفات (١).

٨ ـ قال السيد الصدر : أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الاسدي ، المتكلم الفاضل ، المحدث الجليل ، المعروف بابن البطريق ، يروى عن ابن شهر آشوب سنة خمس وتسعين (٢) وخمسمأة وهو صاحب كتاب العمدة في مناقب الائمة والخصائص في مناقب امير المؤمنين عليه السلام وهو اشهر من ان تشرح احواله ، من كبار شيوخ الشيعة رضي الله عنه (٣).

٩ ـ وقال شيخنا الطهراني : الشيخ شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن ابن الحسين بن علي بن محمد الراوى عن محمد بن علي بن شهر آشوب في ٥٧٥ وقد ارخ في كشف الحجب وفاته سنة ٦٠٠ عن سبع وسبعين سنة ، وهو صاحب كتاب العمدة المعروف بعمدة ابن البطريق وله «رجال الشيعة» الذي نقل عنه ابن حجر في «لسان الميزان» الذي كتبه في ما زاد على «ميزان الاعتدال» للذهبي (٤).

هذا ما ذكره اعلام الامامية في حق المترجم له ، وترجمه من غيرهم ، ابن حجر العسقلاني.

١٠ ـ قال في لسان الميزان نقلا عن تاريخ ابن النجار (٥) : يحيى بن الحسن

__________________

(١) المستدرك ج ٣ ص ٤٧٦.

(٢) هكذا في النسخة المطبوعة ، والظاهر انه مصحف سبعين ، وقد توفى الشيخ ابن شهر آشوب عام ٥٨٨ فكيف يمكن ان يروى عنه المترجم عام ٥٩٥؟ وقد نقل شيخنا الطهراني عام الرواية كما ذكرناه.

(٣) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص ١٣٠.

(٤) مصفى المقال ص ٥٠٢.

(٥) وهو غير ابن النجار الشيعي اعني ابا الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي.

٢٠