عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٣

١٠١ ـ واخرجه مسلم من حديث الزهري ، عن سالم ، عن ابيه ، بنحوه ، الا انه قال : يبيت ثلاث ليال ، فقال ابن عمر : ما مرت على ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : ذلك ، الا وعندي وصيتى (١).

قال يحيى بن الحسن : لا يخلو حال الوصية من ان يكون برا وطاعة ، أو يكون عبثا ومهملة ، ولا يجوز ان يكون عبثا ومهملة ، لانه سبحانه امر بها ، واوجبها بصريح الوحى العزيز ، واوجبها رسوله صلى الله عليه وآله ، فقد اتفق على وجوبها بالاية والخبر ، فلا طريق لدخولها في باب العبث والاهمال ، بل هي مؤسسة بتفصيل القول والاجماع (٢) يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى مخبرا عن لزوم الوصية وايجابها : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣).

ويدل أيضا على ذلك ما قدمناه في الصحاح من الأخبار المتفق عليها ما يحث على وجوب الوصية والأمر بها والتحذير عن إهمالها بما لا لبس فيه ولا تعمية فلم يبق إلا أن تكون برا وطاعة وإذا كانت برا وطاعة وثبت أمر الله تعالى بها ووجوبه لها يدل عليه قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ) ثم قال تعالى : (حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ).

ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وآله بما تقدم بيانه من الصحاح المتفق عليها (٤) بعد أمر الله سبحانه وتعالى بها فكيف يصح منه (ص) الإخلال بذلك وقد أوجبه الله سبحانه وتعالى وجعله حقا على المتقين ثم ذكر سبحانه وتعالى في نص الوجوب (٥) أن من (بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) فلو صح منه الاخلال بذلك

__________________

(١) صحيح مسلم الجزء الخامس ص ٧٠.

(٢) وفى نسخة : بتفصيل القول والاجمال.

(٣) البقرة : ١٨٠.

(٤) وفى نسخة : «المتفق بها».

(٥) وفى نسخة : في نفس الوجوب.

٨١

بعد امره ، به وايجابه له ، لكان لمعترض ان يعترض علينا ويقول :

اليس الله سبحانه وتعالى قال موبخا لمن امر بالبر ولم يفعله هو ، : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١) ، وحاشا ، سيد البشر ، ان يأمر بطاعة وبر ولم يكن قد سبق إليه ، ثم الرسول لا بد أن يكون من المتقين ، بل هو سيد المتقين وامامهم ونبيهم ، وإذا كان كذلك كانت الوصية واجبة عليه حقا ، كما قال الله سبحانه وتعالى : (حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) وقال : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ) فصار لزومها له آكد من لزوم غيره ، إذ هو بالتقوى احق من غيره.

ويزيده بيانا : ان الرسول صلى الله عليه وآله انما يفعل الفعل اما ليوجب اوليسن (٢) ، فان كان لم يوص ، وقد ترك الوصية ، فلابد من الاقتداء بفعله ، لان الاقتداء به من الايمان ، الا ترى الى قوله سبحانه وتعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَ) (٣) ثم قوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٤).

وليس لاحد ان يرغب بنفسه عن فعل رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم ترك الرسول الوصية على زعم من زعم ذلك ، لا يخلو من قسمين : اما ان يكون طاعة لله ، أو غير طاعة ، فقد نزه الله تعالى نبيه عن فعل ذلك بقوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) (٥) وبقوله (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَ) (٦) وبقوله تعالى : (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (٧) يعنى من يفعل ما لم يأمر به ،

__________________

(١) البقرة : ٤٤.

(٢) وفى نسخة : أو ليبين.

(٣) الاعراف : ١٥٧.

(٤) الحشر : ٧.

(٥) النجم : ٣ ـ ٥.

(٦) الانعام : ٥٠.

(٧) ص : ٨٦

٨٢

وان كان طاعة ، وفعله كله صلى الله عليه وآله طاعة وحكمة وصواب.

وإذا كان كذلك ، فيجب ان يشترك الامة معه في ترك الوصية ، اولا للاقتداء به ، وثانيا ليكون ترك الوصية طاعة لله تعالى ، لان الرسول صلى الله عليه وآله فعله ، وإذا اشتركت الامة معه في ترك الوصية للاقتداء بفعله صلى الله عليه وآله ، بطل الامر بها من الله تعالى ومن الرسول صلى الله عليه وآله ، بعد وجوبه وصحته في لفظ القرآن العزيز ، وقول الرسول الامين صلى الله عليه وآله ، ولم يكن لقوله سبحانه وتعالى : «حقا على المتقين» فائدة ، وصارت الفائدة انما تحصل بابطال كونها حقا على المتقين لموضع الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله.

ولو جاز ذلك ، لكان يجوز في كل آية ظاهرها ظاهر الامر ، ان يكون المراد بها خلافه ، وان يصير اتباع الامور الشرعية التي اوجبها الرسول قبيحا ، واجتنابها افضل عند الله تعالى.

ومن قال بذلك لا يعد عاقلا ولا مسلما ، فثبت وجوب الوصية ، وان النبي صلى الله عليه وآله فعلها وما جاز له الاخلال بها.

ومما يؤيد ما قلناه ، وانه صلى الله عليه وآله اوصى ، ما تقدم من الاخبار في اول هذا الفصل وغيره من ان الرسول صلى الله عليه وآله جعله وصيه.

ويدل عليه ايضا قول «ابن ابى اوفى» ، لما سئل عن النبي ، هل اوصى؟ فقال : لا ، فلما اعيد عليه السؤال ، قال : نعم ، اوصى بكتاب الله ، وافرد العترة من الكتاب ، والنبى صلى الله عليه وآله قال مجمعا عليه كافة اهل الاسلام في الصحاح وغيرها : «خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي اهل بيتى ، حبلان ممدودان ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض».

فذكر كونهما خليفتيه وذكر الوصية بهما وانهما خليفتاه ، وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

فكيف يقول ابن ابى اوفى : ان الوصية باحدهما دون الاخر. مع ثبوت انحرافه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومخالفته للاجماع ، ولم يرو بنفسه ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله ، ولم يوافقه احد من الصحابة على ذلك ، وانكاره للوصية

٨٣

ايضا لم يسنده الى احد من الصحابة بل الى نفسه ، وقوله في ذلك غير مقبول ، لكونه مخالف الكتاب والسنة.

ثم اكثر ما في خبر ابن ابى اوفى ، انه من طريق واحد ، وقد تقدم في الفصل الذي قبل هذا ، ذكر الثقلين من غير طريق من الصحاح كلها ، وثبوت الوصية بهما ، وانهما لن يفترقا الى ورود الحوض عليه ، فيجب الاعتماد على ما كثرت طرقه ويطرح الخبر الواحد الذي لا يوجب العلم ، ايجاب المتواتر.

ويزيده بيانا : ان خبر الوصية يعضده اجماع من كافة الاسلام ، وكما قد ورد في هذه الصحاح التي ذكرناها.

فقد ورد لشيعة امير المؤمنين صلى الله عليه مثل ذلك مما يدل على كونه وصيا.

فصار الاجماع عليه من كافة اهل الاسلام ، فثبت التمسك به ، وخبر ابن ابى اوفى يتوجه الطعن عليه من وجهين : اولهما ظاهر كتاب الله ، والثانى ما وجب بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله (١) قال : إذا ورد لكم خبران مختلفان ، فما وافق كتاب الله تعالى وسنتى فخذوا به ، وما خالف الكتاب والسنه فاطرحوه (٢).

وظاهر الكتاب العزيز : الامر بالوصية على سبيل الوجوب ، واخبار الرسول من الصحاح التي تقدمت ، تدل على وجوب الوصية ايضا ، واجماع كل من قال بالاسلام على ذلك.

وخبر ابن ابى اوفى ، ليس يعضده كتاب ولا سنة ولا اجماع ، فثبتت الوصية لامير المؤمنين (ع) بما قدمناه.

ويزيده ايضا بيانا : ما خرجه الحميدى من الزيادة التي ذكرها في الخبر وهى قال : قال هزيل بن شرجيل : أبو بكر كان يتأمر على وصى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فاثبت ايضا في لفظ هذا الخبر الوصية ، بلا ارتياب.

ويوصي فتحرض دعوى عليه

وفي تركه دينه مهملا

__________________

(١) في بعض النسخ : «مما وجب لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

(٢) ورد نظيره عن حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله الامام الصادق في الوسائل ج ١٨ ص ٨٤.

٨٤

الفصل الثالث عشر

في الكناية عن أمير المؤمنين عليه‌السلام بلفظ الخلافة

من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم

١٠٢ ـ من مسند احمد بن حنبل ، وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا ابوبلج ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : انى لجالس الى ابن عباس ، إذ اتاه تسعة رهط ، فقالوا : يابن عباس ، اما ان تقوم معنا واما تخلو بنا عن هؤلاء ، ـ قال : قال ابن عباس : بل انا اقوم معكم ، قال : وهو يومئذ صحيح ، قبل ان يعمى ، قال : فابتدؤا ، فتحدثوا ، فلا ندرى ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ، فيقول : اف وتف ، وقعوا في رجل له عشر خصال : وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وآله لابعثن رجلا لا يخزيه الله ابدا ، يحب الله ورسوله.

قال : فاستشرف لها من استشرف ، فقال : اين على؟ فقالوا : هو في الرحا يطحن قال : وما كان احدكم ليطحن ، قال : فجاء وهو ارمد ، لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينه ، ثم هز الراية ثلاثا ، فاعطاها اياه ، فجاء بصفية بنت حى.

قال ثم بعث فلانا بسورة التوبة ، فبعث عليا خلفه ، فاخذها منه ، وقال : لا يذهب بها الا رجل منى وانا منه.

وقال : وقال لبنى عمه : ايكم يوالينى في الدنيا والاخرة؟ قال : وعلى جالس معهم فابوا ، فقال على عليه السلام : انا اواليك في الدنيا والاخرة ، قال : انت وليى في الدنيا والاخرة.

وكان اول من اسلم من الناس بعد خديجة.

٨٥

واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ثوبه فوضعه على على وفاطمة والحسن والحسين وقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).

قال : وشرى على نفسه : لبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يتوهمون (٢) انه رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء أبو بكر وعلى (ع) نائم ، قال : وابو بكر ـ يحسب انه نبى الله : قال : فقال : يا نبى الله ، فقال له على : ان نبى الله قد انطلق نحو بئر ميمون ، فادركه ، قال : فانطلق أبو بكر ، فدخل معه الغار ، قال : وجعل على يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبى الله صلى الله عليه وآله وهو (٣) يتضور ، قد لف رأسه في الثوب ، لا يخرجه حتى اصبح (٤) ثم كشف عن رأسه ، فقالوا : انك للئيم ، كان صاحبك نراميه ، فلا يتضور وانت تتضور ، وقد استنكرنا ذلك.

قال : وخرج بالناس في غزاة تبوك ، قال : فقال له على (ع) : اخرج معك؟ قال : فقال له نبى الله صلى الله عليه وآله : لا.

فبكى على ، فقال له : اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انك لست بنبى ، انه لا ينبغى ان اذهب الا وانت خليفتي.

قال : وقال رسول صلى الله عليه وآله : انت وليى في كل مؤمن بعدى ومؤمنة.

وقال : سدوا ابواب المسجد ، غير باب على (ع).

قال : فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ، ليس له طريق غيره : قال : وقال : من كنت مولاه فان عليا مولاه (٥).

١٠٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنى عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنا اسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك ، عن الاعمش ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله الاسدي ، عن على (ع) ، قال : لما نزلت هذه الاية : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ

__________________

(١) الاحزاب : ٣٣.

(٢) وفى نسخة : يرمون.

(٣) التضور : التلوى والصياح من وجع الضرب ـ لسان العرب.

(٤) وفى نسخة : حتى اهيج.

(٥) مسند احمد الجزء الاول ص ٣٣٠.

٨٦

الْأَقْرَبِينَ) (١) جمع النبي صلى الله عليه وآله من اهل بيته ، فاجتمع ثلاثون رجلا ، فاكلوا وشربوا [ثلاثا] (٢) ثم قال لهم :

من يضمن عنى دينى ، ومواعيدى ، ويكون معى في الجنة. ويكون خليفتي في اهلي. فقال رجل : ـ لم يسمه ـ شريك يا رسول الله انت كنت تجد من يقوم بهذا ، قال : ثم قال الاخر فعرض ذلك على اهل بيته ، فقال على عليه السلام : انا (٣).

١٠٤ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمانى ، قال : حدثنا شريك ، عن الاعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الاسدي ، عن على عليه السلام قال.

لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٤) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله باربعين رجلا من اهل بيته ، ان كان الرجل منهم ليأكل جذعة وان كان شاربا فرقا (٥) ، فقدم إليهم رجلا فاكلوا حتى شبعوا ، فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ، ويكون معى في الجنة ، ويكون خليفتي في اهلي؟ فعرض ذلك على اهل بيته ، فقال على : انا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله على ، يقضى دينى عنى ، وينجز مواعيدي.

ولفظ الحديث للحمانى ، وبعضه لحديث ابى خيثمة (٦).

١٠٥ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا

__________________

(١) الشعراء : ٢١٤.

(٢) ما بين المعقوفتين ليس في مسند احمد.

(٣) مسند احمد الجزء الاول ص ١١١.

(٤) الشعراء : ٢١٤.

(٥) الفرق : مكيال ضخم ـ لسان العرب.

(٦) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٥٠ ح ١١٠٨ وهذا الحديث ذكره ابن حنبل في كتابه الفضائل الصحابة من طريقين : احدهما من يحيى بن عبد الحميد والثانى من ابى خيثمة.

٨٧

الحسن ، قال ، حدثنا احمد بن المقدام العجلى ، قال : حدثنا الفضيل بن عياض ، قال : حدثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : كنت انا وعلى نورا بين يدى الله عزوجل قبل ان يخلق الله آدم باربعة عشر الف عام ، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين ، فجزءانا ، وجزء على ، تمام الخبر ، (١) [ففى النبوة وفى على الخلافة] (٢) لم يذكره احمد ، وسيجيئ ذكرها من طريق ابن المغازلى ، ومن كتاب الفردوس للديلمي.

١٠٦ ـ ومن تفسير الثعلبي في تفسير سورة الشعراء ، قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٣) وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين ، حدثنا موسى بن محمد ، حدثنا الحسن بن على بن شعيب العمرى ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا على بن هاشم ، عن صباح بن يحيى المزني ، عن زكريا بن ميسرة ، عن ابى اسحاق ، عن البراء قال :

لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بنى عبد المطلب وهم يومئذ اربعون رجلا ، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس ، فامر عليا ان يدخل شاة فادمها ، ثم قال :

ادنوا بسم الله فدنى القو م عشرة عشرة ، فاكلوا حتى صدروا ، ثم دعا بقعب من لبن ، فجرع منه جرعة ، ثم قال لهم : اشربوا بسم الله ، فشربوا حتى رووا ، فبدرهم أبو لهب ، فقال : هذا ما سحركم به الرجل ، فسكت النبي صلى الله عليه وآله يومئذ لم يتكلم ، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب ، ثم انذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :

__________________

(١) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٦٢ ح ١١٣٠.

(٢) ما بين المعقوفتين لم يذكره احمد في الفضائل ولكن اصل الحديث ذكره في ج ٢ ص ٦٦٢ ح ١١٣٠.

(٣) الشعراء : ٢١٤.

٨٨

يا بنى عبد المطلب ، انى انا النذير اليكم من الله عزوجل ، والبشير بما لم يجئ به احد ، جئتكم بالدنيا والاخرة ، فاسلموا واطيعوني تهتدوا ، ومن يواخيني ويوازرني ويكون وليى ووصيي بعدى ، وخليفتي في اهلي.

ويقضى دينى؟ فاسكت القوم واعاد ذلك ثلاثا ، كل ذلك يسكت القوم ، ويقول على : انا ، فقال : انت ، فقام القوم ، وهم يقولون لابي طالب : اطع ابنك ، فقد امر عليك (١) ومن مناقب الفقيه ابى الحسن المغازلى ، وبالاسناد المقدم ، قال : اخبرنا أبو غالب ، محمد بن احمد بن سهل النحوي ، قال : اخبرنا أبو الحسن على بن منصور الحلبي الاخباري ، قال : حدثنا على بن محمد العدوى الشمشاطى ، قال : حدثنا الحسن بن على بن زكريا ، قال : حدثنا احمد بن المقدام العجلى.

قال : حدثنا الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وآله يقول : كنت انا وعلى نورا بين يدى الله عزوجل ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، قبل ان يخلق الله آدم بالف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففى النبوه ، وفى على الخلافة (٢).

١٠٨ ـ وبالاسناد المقدم ، قال اخبرنا أبو طالب : محمد بن احمد بن عثمان ، قال : حدثنا محمد بن الحسن (٣) بن سليمان ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد العكبرى ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن احمد بن عثمان ، حدثنا محمد بن عتاب الهروي ، حدثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص ، حدثنا ابى ، عن الاعمش ، عن سالم ابن ابى الجعد ، عن ابى ذر رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

__________________

(١) غاية المرام ص ٣٢٠.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ٨٧.

(٣) في المصدر : حدثنا محمد الحسن بن سليمان.

٨٩

كنت انا وعلى نورا عن يمين العرش ، يسبح الله ذلك النور ، ويقدسه قبل ان يخلق الله آدم باربعة عشر الف عام ، فلم ازل انا وعلى في شيء واحد ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب (١).

١٠٩ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو غالب ، محمد بن احمد بن سهل النحوي ، قال : حدثنا أبو عبد الله ، محمد بن على بن [اخت] (٢) مهدى السقطى ، الواسطي ، املاء ، قال : حدثنا احمد بن على القواريرى الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن ثابت ، قال : حدثنا محمد بن مصفى ، قال : حدثنا بقية بن الوليد ، عن سويد بن عبد العزيز ، عن ابى الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : ان الله عزوجل انزل قطعة من نور ، فاسكنها في صلب آدم ، فساقها حتى قسمها جزئين ، فجعل جزءا في صلب عبد الله وجزءا في صلب ابى طالب ، فاخرجني نبيا ، واخرج عليا وصيا (٣).

١١٠ ـ ومن مناقب الفقيه ابن المغازلى ايضا ، وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا ابراهيم (٤) بن محمد بن خلف الجمارى ، السقطى ، قال : اخبرنا أبو عبد الله الحسين بن احمد ، قال : حدثنا أبو الفتح ، احمد بن الحسن بن سهل المالكى ، المصرى ، الواعظ ، بواسط في القراطيسيين ، قال : حدثنا سليمان بن احمد المالكى ، قال : حدثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائى ، حدثنا ثوبان ، ذو النون ، حدثنا مالك بن غسان النهشلي ، حدثنا ثابت ، عن انس ، قال : انقض كوكب على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله : انظروا إلى هذا الكوكب ، فمن انقض في داره ، فهو الخليفة من

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى ص ٨٨.

(٢) ما بين المعقوفتين كان في المصدر.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ٨٩.

(٤) وفى المصدر : اخبرنا أبو البركات ابراهيم.

٩٠

بعدى ، فنظروا ، فإذا هو قد انقض في منزل على عليه السلام ، فانزل الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ) (١) (يُوحى) (٢).

١١١ ـ ومن «مناقب» الفقيه ابى الحسن بن المغازلى ايضا ، بالاسناد المقدم قال : اخبرنا الحسن بن احمد بن موسى الغندجانى ، قال : اخبرنا أبو الفتح ، هلال بن محمد ، قال : حدثنى اسماعيل بن على ، حدثنا على بن الحسين ، قال : حدثنى عبد الغفار بن جعفر ، قال : حدثنى جرير ، عن الاعمش ، عن ابراهيم التيمى ، عن ابيه ، عن ابى ذر الغفاري رحمة الله عليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ناصب عليا الخلافة بعدى ، فهو كافر ، وقد حارب الله ورسوله ، ومن شك في على فهو كافر (٣).

١١٢ ـ ومن كتاب «الفردوس» لابن شيرويه الديلمى في باب (الخاء).

قال : باسناده عن سلمان الفارسى (رض) ، انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلقت انا وعلى من نور واحد قبل ان يخلق آدم باربعة عشر الف عام ، فلما خلق الله تعالى آدم ، ركب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففى النبوة ، وفى على الخلافة (٤).

قال يحيى بن الحسن : فهذه الاخبار الواردة عن ابن حنبل ، والثعلبي ، وابن المغازلى ، والديلمي تصرح بلفظ الخلافة له عليه السلام بلا ارتياب ، فلينظر في ذلك ، ففيه كفاية ومقنع لمن تأمله بعين الانصاف فما بعد لفظ الخلافة ، بيان ملتمس ، ولا منار مقتبس ، ولا دليل يستفاد ، ولا علم يستزاد ، ثم كونه معه عليهما السلام نورا بين يدى الله تعالى قبل ان يخلق الله تعالى آدم باربعة عشر الف عام ، يسبحان الله تعالى ما لا يقدر احد ان يدعى فيه مماثلة أو مداخلة.

«واين الثريا من يد المتناول»

__________________

(١) النجم : ١ ـ ٤.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ٢٦٦.

(٣) مناقب ابن المغازلى ص ٤٥.

(٤) غاية المرام ص ٧ نقلا عن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمى.

٩١

الفصل الرابع عشر

في ذكر يوم غدير خم

١١٣ ـ من مسند احمد بن حنبل ، وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال حدثنى ابى ، قال : حدثنا عفان ، قال حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا على بن زيد ، عن عدى بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر.

فنزلنا بغدير خم ، فنودى فينا ، الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين ، فصلى الظهر واخذ بيد على (ع) فقال : الستم تعلمون انى اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا : بلى ، ، قال : الستم تعلمون انى اولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : فاخذ بيد على عليه السلام ، فقال.

من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئا لك يابن ابى طالب ، اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (١).

١١٤ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، قال : عن ابى عبيدة ، عن ميمون : ابى عبد الله ، قال : قال زيد بن ارقم ـ وانا اسمع ـ : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله بواد يقال له : وادى خم ، فامر بالصلاة ، فصلاها بهجير (٢) ثم قال : فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله بثوب ، على شجرة سمرة (٣) من الشمس. فقال النبي صلى الله عليه وآله :

__________________

(١) مسند احمد الجزء الرابع ص ٢٨١ ـ كتاب فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٩٦ ح ١٠١٦.

(٢) الهجير : نصف النهار عند زوال الشمس الى العصر.

(٣) السمرة : شجرة صغار الورق ، قصار الشوك وله برمة صفراء يأكلها الناس لسان العرب.

٩٢

اولستم تعلمون؟ اولستم تشهدون انى اولى بكل مؤمن من نفسه؟

قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فان عليا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (١).

١١٥ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا حسين بن محمد وابو نعيم ، قالا : حدثنا فطر ، عن ابى الطفيل ، قال : جمع على عليه السلام الناس في الرحبة ، ثم قال : انشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول يوم غدير خم : ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس.

وقال أبو نعيم : فقام اناس كثير ، فشهدوا حين اخذ بيده ، فقال للناس : اتعلمون انى اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال من كنت مولاه ، فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، (٢).

١١٦ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى حجاح ابن الشاعر ، قال حدثنا شيابه ، قال : حدثنى نعيم بن حكيم ، قال : حدثنى أبو مريم ورجل من جلساء على ، عن على عليه السلام ، ان النبي صلى الله عليه وآله قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلى مولاه.

قال : فزاد الناس بعد : وال من والاه ، وعاد من عاداه (٣).

١١٧ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، قال : سمعت ابا الطفيل يحدث عن ابى السريحة أو زيد بن ارقم ـ شك شعبة ـ ، عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال :

__________________

(١) مسند احمد الجزء الرابع ص ٣٧٢ وفضائل الصحابة ج ٢ ص ٥٩٧ ـ ح ١٠١٧.

(٢) مسند احمد الجزء الرابع ص ٣٧٠ وفضائل الصحابة ج ٢ ص ٦٨٢ ـ ح ١١٦٧.

(٣) مسند احمد الجزء الاول ص ١٥٢.

٩٣

من كنت مولاه فعلي مولاه.

قال سعيد بن جبير : وانا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس قال محمد! اظنه قال وكتمه (١).

١١٨ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابى ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا حنش بن الحرث (٢) بن لقيط النخعي الاشجعى ، عن رياح الحرث ، قال : جاء رهط الى على عليه السلام بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، قال : كيف اكون مولاكم وانتم قوم عرب؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم :

من كنت مولاه فان هذا مولاه.

قال رياح : فلما مضوا ، اتبعتهم ، وسألت من هؤلاء.

قالوا ، نفر من الانصار ، فيهم أبو ايوب الانصاري (٣).

١١٩ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابى حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عبد الملك عن ابى عبد الرحيم الكندى ، عن زاذان ابى عمر ، قال : سمعت عليا عليه السلام يقول في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم وهو يقول ما قال : فقام ثلاثة عشر رجلا ، فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول :

من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (٤).

__________________

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٦٩ ح ٩٥٩ وفيه : شعبة الشاك وفيه ايضا فكتمته. وكتب المحقق في التعليق : فكتمه.

(٢) وفى المصدر : حنش بن الحارث وكذا فيما يأتي.

(٣) مسند احمد الجزء الخامس ص ٤١٩ وفضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٧٢ و ٩٦٧ وفيه فهذا مولاه.

(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٨٥ ـ ٥٨٦ ح ٩٩١ وفى مسند احمد الجزء الاول ص ٨٤.

٩٤

١٢٠ ـ وبالاسناد المقدم حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنى ابن نمير ، قال : حدثنا عبد الملك يعنى [ابن ابى سليمان] (١) عن عطية العوفى ، قال : اتيت زيد بن ارقم فقلت له : ان ختنالى حدثنى عنك بحديث في شأن على يوم غدير خم ، فانا احب ان اسمعه منك ، فقال : انكم معشر اهل العراق ، فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك منى بأس ، قال : نعم ، كنا بالجحفة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله الينا ظهرا ، وهو آخذ بعضد على عليه السلام فقال ايها الناس : الستم تعلمون انى اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلى مولاه ، قال : فقلت : هل قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : انما اخبرك كما سمعت (٢).

١٢١ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن ابى اسحاق ، قال : سمعت سعيد بن وهب : قال : نشد على الناس ، فقام خمسة أو ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله ، فشهدوا : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من كنت مولاه فعلى مولاه (٣).

١٢٢ ـ وبالاسناد المقدم ، حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، عن ابيه ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة بن ابى اسحاق ، قال : سمعت عمر.

وزاد فيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واحب من احبه وابغض من ابغضه (٤).

١٢٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، حدثنا ابراهيم ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين كان في مسند احمد.

(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٨٦ ـ ح ٩٩٢ ـ مسند ابن حنبل ج ٤ ص ٣٦٨.

(٣) مسند ابن حنبل ج ٥ ص ٣٦٦.

(٤) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٩٩ ـ ح ١٠٢٢.

٩٥

قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن على بن زيد ، عن عدى بن ثابت ، عن البراء : وهو ابن عازب ، قال : اقبلنا مع النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع ، حتى كنا بغدير خم ، فنودى فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين فاخذ بيد على عليه السلام فقال :

الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال الست اولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : هذا مولى من انا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فلقيه عمر ، فقال : هنيئا لك يابن ابى طالب اصحبت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (١).

١٢٤ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا على بن الحسن ، قال : حدثنا ابراهيم بن اسماعيل ، قال : حدثنا ابى ، عن ابيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن ابى ليلى الكندى ، انه حدثه قال : سمعت زيد بن ارقم يقول ـ ونحن ننتظر جنازة ـ فسئله رجل من القوم ، فقال : ابا عامر أسمعت رسول الله ص يوم غدير خم يقول لعلى عليه السلام.

من كنت مولاه فعلى مولاه؟ قال : نعم. قال أبو ليلى ، فقلت لزيد بن ارقم قالها رسول الله؟ قال : نعم قد قالها له اربع مرات (٢).

١٢٥ ـ وبالاسناد المقدم قال. حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، عن ابيه ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن ابيه ، قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام الى اليمن ، خرج بريدة الاسلمي معه فبعث على عليه السلام في بعض السبى (٣) فشكاه بريدة الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلى مولاه (٤).

__________________

(١) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦١٠ ـ ح ١٠٤٢.

(٢) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦١٣ ـ ح ١٠٤٨.

(٣) وفى المصدر : فعتب على في بعض الشئ.

(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٩٢ ـ ح ١٠٠٧ وفيه : ان عليا مولاه.

٩٦

١٢٦ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الاعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن ابيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من كنت وليه فعلى وليه (١).

١٢٧ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا ابن ابى غنية ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة ، قال : غزوت مع على عليه السلام الى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرت عليا ، فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله يتغير فقال يا بريدة : الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فعلى مولاه (٢).

١٢٨ ـ وبالاسناد المقدم ، قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله بن الصقر ، سنة تسع وتسعين ومأتين ، قال : حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن ابى نجيح ، عن ابيه ، عن ربيعة الجرشى : انه ذكر على عند رجل وعنده سعد بن ابى وقاص ، فقال له سعد : اتذكر عليا ، ان له مناقب اربعا ، لان تكون لى واحدة منهن احب الى من كذا وكذا وذكر حمر النعم : قوله : لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

وقوله : انت منى بمنزلة هارون من موسى.

وقوله : من كنت مولاه فعلى مولاه ونسى سفيان واحدة. (٣).

__________________

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٦٣ ـ ح ٩٤٧.

(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٥٨٤ ـ ح ٩٨٩ مسند احمد الجزء الخامس ص ٣٤٧ وفيه : حدثنا ابن أبي غنية ، عن الحسن.

(٣) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٤٣ ـ ح ١٠٩٣.

٩٧

١٢٩ ـ ومن «صحيح مسلم» من الجزء الرابع من اجزاء ستة على حد ثمانية عشر قائمة من اوله ، بالاسناد المقدم قال : حدثنى زهير بن حرب وشجاع بن مخلد ، جميعا عن ابن علية ، قال زهير : حدثنا اسماعيل بن ابراهيم ، حدثنى أبو حيان ، حدثنى يزيد بن حيان ، قال :

انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم ، الى زيد بن ارقم ، فلما جلسنا إليه ، قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصليت خلفه.

لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله.

قال : يابن اخى ، والله لقد كبرت سنى ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت اعى من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فما حدثتكم فاقبلوه ، ومالا ، فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فينا خطيبا بماء يدعى «خما» بين مكة والمدينة ، : فحمد الله ، واثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : اما بعد ، ايها الناس ، انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربى ، فاجيب ، وانا تارك فيكم الثقلين : اولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : واهل بيتى ، اذكركم الله في اهل بيتى ، اذكركم الله في اهل بيتى ، اذكركم الله في اهل بيتى.

فقال حصين : ومن اهل بيته يا زيد؟ اليس نسائه من اهل بيته؟ قال : نسائه في اهل بيته ، ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده (١).

١٣٠ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل ، (ح) وحدثنا اسحاق بن ابراهيم ، حدثنا جرير ، كلاهما عن ابى حيان ،

__________________

(١) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل على (ع) ص ١٢٢ وفيه اضافة في آخر الحديث ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم.

٩٨

بهذا الاسناد ، نحو حديث اسماعيل ، وزاد في حديث جرير : كتاب الله فيه الهدى والنور ، من استمسك به ، واخذ به ، كان على الهدى ، ومن اخطأه ضل (١).

١٣١ ـ قال : وحدثنا محمد بن بكار بن الريان ، حدثنا حسان ـ يعنى ابن ابراهيم ـ عن سعيد ، وهو ابن مسروق ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن ارقم ، قال : دخلنا عليه ، فقلنا له : لقد رأيت خيرا ، لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وصليت خلفه ، وساق الحديث بنحو حديث ابى حيان ، غير انه قال : الاواني تارك فيكم الثقلين احدهما كتاب الله هو حبل الله ، من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة.

وفيه : فقلنا : من اهل بيته نسائه؟ قال : لا.

وايم الله ، ان المرأة تكون مع الرجل ، العصر من الدهر ، ثم يطلقها ، فترجع الى ابيها وقومها ، اهل بيته اصله وعصبته ، الذين حرموا الصدقة بعده.

(٢) قال يحيى بن الحسن : قد تقدم ان اهل بيته : على ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السلام من الصحاح الستة في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣) من الاية والخبر ، فلا يلتفت الى قول زيد في ذلك.

١٣٢ ـ ومن «تفسير الثعلبي» في تفسير قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٤).

وبالاسناد المقدم قال : قال أبو جعفر : محمد بن على ، عليهما السلام معناه : بلغ ما انزل اليك من ربك من فضل علي بن أبي طالب.

وفى نسخة اخرى ، انه عليه السلام قال : «يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في على» وقال : هكذا انزلت ، رواه جعفر بن محمد عليهما السلام : فلما نزلت هذه الاية ،

__________________

(١) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل على (ع) ص ١٢٣.

(٢) صحيح مسلم الجزء السابع باب فضائل على (ع) ص ١٢٣.

(٣) الاحزاب : ٣٣.

(٤) المائدة : ٦٧.

٩٩

اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على عليه السلام وقال : من كنت مولاه فعلى مولاه (١).

١٣٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو القاسم : يعقوب بن احمد بن السرى ، اخبرنا أبو بكر : محمد بن عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو مسلم : ابراهيم بن عبد الله ، قال : حدثنا ابن منهال ، حدثنا حماد بن على بن يزيد ، عن عدى بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : لما اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع ، كنا بغدير خم.

فنادى : ان الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين ، فاخذ بيد على عليه السلام فقال : الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : الست اولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى.

قال : هذا مولى من انا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

قال : فلقيه عمر ، هنيئا لك يابن ابى طالب ، اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (٢).

١٣٤ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرني أبو محمد : عبد الله بن محمد القاضى حدثنا أبو الحسين : محمد بن عثمان النصيبى ، حدثنا أبو بكر : محمد بن الحسين السبعى ، عن حسان ، عن الكلبى ، عن ابى صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) الاية (٣) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، امر النبي صلى الله عليه وآله ان يبلغ فيه ، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على عليه السلام فقال : من كنت مولاه ، فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (٤).

١٣٥ ـ ومن تفسير الثعلبي ايضا ، في تفسير قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ

__________________

(١) تفسير الثعلبي المخطوط ص ٧٨.

(٢) تفسير الثعلبي المخطوط ص ٧٨.

(٣) المائدة : ٦٧.

(٤) تفسير الثعلبي المخطوط ص ٧٨.

١٠٠