عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٣

بسم الله الرحمن الرحيم

حدث الشيخ الاجل الاوحد العالم الامام الفقيه شمس الدين شرف الاسلام سديد النطق أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن على بن محمد بن البطريق الاسدي الحلى ضاعف الله سعده ، قال : الحمد لله شكرا لجزيل آلائه ، واستدعاء لمزيد نعمائه ، وثناء على حسن بلائه ، وذريعة إلى الواجب من ثنائه ، وذخيرة معدودة (١) ليوم لقائه ، القادر لذاته تمييزا عن ارباب القدر ، العالم لنفسه تنزيها على علوم البشر ، الحى الموجود أزلا وأبدا ترفعا عن شوائب الغير (٢) وصلى الله على سيدنا محمد خيرة الخير وشفيع المحشر وعلى الائمة من آله النجم الزهر ، ما طلع صباح ونور.

اما بعد : فانه لما كثر اختلاص الخاص والعام في مناقب أمير المؤمنين على ابن أبى طالب ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وذهب الناس في ذلك كل مذهب ، وصنف كل فريق من مناقبه على قدر وسعه وطاقته.

وما وصل إليه من طرقه وروايته ، وان اختلفت آراءهم في الاعتقاد لامامته من تقديم وتأخير مع أن سائر أهل الاسلام مجمعون على القول بامامته اجماعا لا يدخله شوب غرام ، ولا يعتريه حوب أثام ، بل

__________________

(١) وفى نسخة : ذخيرة معدة.

(٢) وفى نسخة : ترفعا عن سوء الغير.

١

هو الغاية الموغل في الرمى ، ونهاية الباحث في الروى ، إذ وجوبها عن وحى لاهوتي ونص نبوى ، واجماع من عدو وولى ، ورأيت اكثر ذوى العلم (١) الا من عصمه الله تعالى ـ مكبين على الاشتغال بما وضعه لهم مشائخهم من المصنفين في الاصول والفروع ، اخلادا منهم الى راحة التقليد ، واطراحا لوظيفة النظر في موضع الدليل من الاصلين الذين هما : سنيخ (٢) الهدى والتسديد ، إذ جميع الدين ليس بمجرد قياس ولا تخمين ، بل هو مؤسس عليهما كتاب الله تعالى وما صح من سنة الرسول الامين لان من لا يراعيهما طالب للعلم من غير سبيله ، ومقتحم ولوجه من غير بابه ودليله ، أثار لى ذلك عزما مع ما كان سبق من سؤال بعض السادة الاجلاء الديانين في أن اؤلف في ذلك كتابا لم يسبق الى مثله قديم عصر بالتصنيف ، ولا حديث عهد بالتاليف من كلام طرفي سنى صنف أو شيعي.

يكون تنبيها للعالم الزكي ، وتقويما للجاهل الغوى الغبى ، إذ هو من كلام الرب العلى وقول النبي الامي صلى الله عليه وآله مستخرجا :

١ ـ من صحيحي مسلم والبخاري.

٢ ـ ومن كتاب الجمع بينهما لابي عبد الله ابن أبى نصر الحميدى.

٣ ـ ومن كتاب الجمع بين الصحاح الستة : موطأ من مالك بن انس الاصبحي وصحيحي مسلم والبخاري ، وكتاب السنن لابي داود السجستاني ، وصحيح الترمذي والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي ، من جمع الشيخ أبى الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدرى امام الحرمين السرقطى الاندلسي.

٤ ـ ومسند أبى عبد الرحمان عبد الله بن احمد بن حنبل الشيباني.

٥ ـ وتفسير القرآن للاستاذ أبى اسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي (٣) وأردف ذلك بما لعله شذ من هذه الكتب المشار إليها ، بما صح اتصالي به من

__________________

(١) وفى نسخة : طلبة العلم.

(٢) وفى نسخة سنخ.

(٣) وفى نسخة : احمد بن محمد بن نعيم الثعلبي والظاهران ما في المتن هو الصحيح.

٢

مناقب الفقيه أبى الحسن على بن محمد الطيب الحملانى المعروف بالمغازلى الواسطي ، وأن أذكر صحة اتصالي بذلك كله من طرقه ومظانه ، بحيث لا يبقى ريب يتخالج ، ولا شك يتعالج ، إذ القرآن هو النص المخترع والشرع المتبع.

واما الصحاح فهى القدوة للمذاهب الاربعة ، والطرق لديهم (١) المهيعة ، إذ لو وقع منهم الشك في ما يوجبه العيان ، لم يعترهم ريب في ما أخبر به الصحيحان فإذا أضيف اليهما صحاح أربع أوجب حكم الشريعة أن يكون اليهما المرجع ، فلذلك أتيت بما حصل في الصحاح المتفق عليها من غير أن يخلط بنوع خارج عنها أومنتم إليها لكون ذلك أحسم لشغب الشبهة والعناد ، وأدخل (٢) في باب الهداية والاسترشاد فهذه عمدة كتب اهل الاسلام التي عليها عمل المستبصر عند أربابها ، وبها الحجة المستنصر عند طلابها ، موضحة للمعقول ، مصححة للمنقول إذ الانصاف مزيل لشغب الشاغب ، مريح لتعب التاعب ، فصار ذلك من فروض الاعيان لا من فروض الكفايات فلذلك لم يسع الاخلال به لموضع النهى عن ترك ما تعين (٣) وجوبه ، ولم يتضيق وجوب ذلك الامن حيث الاطلاع على ماصح عندي من ذلك على طريق الاجماع فان العلم كثير وليس كله بنافع ، والخلق كثير وليس كله بتابع ، وسيأتى بيان ما وعدنا به مقرونا كل حديث بشبهه ، وكل اصل أو فرع من آية أو أثر الى مثله ، وكل (٤) تصحيح ذلك قد سقط عنائه عنا إذ قام به المتقدمون.

وانما تحرينا أضافة ذلك الى أصل مثله مقرر عندنا من غير هذه الطرق ، فصار ذلك اجماعا من كلا الطرفين وطريق نجاة بقول الفريقين ، لان الاجماع ما حصل عن اتفاق من كافة أهل الاسلام لا بدعوى كل فريق لما صح عنده من طريق خاص له أوعام ، فمن ارتاب في شيء

__________________

(١) وفى نسخة : إليهم.

(٢) وفى نسخة : واخلد.

(٣) وفى نسخة : ما تيقن.

(٤) وفى نسخة : وكلفة.

٣

مما ذكرناه فليطلبه من بابه يجده في مظانه على نحو ما ذكرناه من غير زيادة ولا نقصان فبوضوح معالمه على ما أصلناه صار الخبر عيانا والاشارة بيانا ، ولم يبق للدافع لذلك يد تصول ، ولا لسان يطول إذ الدافع لذلك عندهم كالدافع لكتاب الله والجاحد لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله والظافر بذلك كالمدلى بأوثق حجة ، والعاثر عليه كالسالك لا نهج محجة ومسند احمد بن حنبل هو الغاية القصوى ، والطريقة المثلى ، والقدوة عندهم لاهل الاخرة والاولى ، فإذا ثبت في ذلك منقبة كان ثبوتها اجماعا من كافة أهل الاسلام لكونها ثابتة عندهم من هذه الطرق الصحاح بثبوت الحق الناصع والدليل القاطع وعلى مثال هذا الثبوت هي ثابتة من طرق شيعته صلى الله عليه عليه وآله غير أنى لم أذكر من طرق الشيعة في ذلك دليلا مطردا ولا طريقا معتمدا كراهة أن يزكى الشاهد نفسه ، والغارس غرسه والقائل قيله والمستدل دليله ، ولم يكن ذلك بمفرده حجة قاطعة للخصم القوى (١) ولا عدة حصينة منه للمولى الولى ، وانما تحرينا ذلك رشدا ، وطرقناه طرائق قددا ، واحصينا أسانيده عددا ، ليكون حجة على راويه لخصمه ومناويه ، إذ عكس دليله عليه أولى من توجه قول خصمه إليه ، فيكون طيش السهم بيد نازعه ، وحصد النبت بيد زارعه وسأوضح لك من صحاح النصوص ما يسلم له المؤالف ، تسليم الموافقة والاستصحاب ، ويستسلم له المخالف استسلام القهر والغلاب ، فليس بعداوة الحق ينتصر القاصر ، ولا بدفع الادلة ينتفع المكابر ، فيعلم عند ذلك المؤالف والمخالف ثبوت امامة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله بماذا أصل وجنى غرس معتقدها وبماذا حصل فتستقر رواسي دولة الحق بحسن حليته ، وتدحض مباني جولة الباطل بقبح صورته ، كما يثبت الفرق في قبول البينة بشاهد واحد ، وقبول الاخرى بشاهدين ، فيكون مع هاتين الشهادتين براءة الذمة وطريقة الاحتياط ، فأما براءة الذمة فمن حيث ثبتت البينة عند الناقل من طريقه وصحة نقله الذي هو عنده حجة يأخذ دينه عنه ويعتقد أنه مسؤل عما ثبت عنده منه.

وأما طريقة الاحتياط فانه قد احتاط لدينه

__________________

(١) وفي نسخة الغوى.

٤

وبحث عن صحة يقينه من حيث أضاف الى الثابت عنده من طريقه ما ثبت عند خصمه وان كان غير رفيقه ، فثبت حينئذ أنه هو حجة المعبود ، وشفيع المصدود ، وعصمة اللاجى وامام المناجى وسيد الائمة ورباني الامة ، وانى لاقول في ذلك :

وفي تعب من يحسد (١) الشمس ضوءها

ويجهد أن يأتي لها بمثال(٢)

ولم اتلق ذلك ظنا ولا تقليدا وانما أخذته نقلا وتجريدا ، لان بصحة النقل يثبت الاستدلال ، وببيان الطرق يزول الاحتمال (٣) وقد ذكرت في ذلك :

محاسن من مجد متى تقرنوا (٤) بها

محاسن أقوام تكن كالمعائب

فهذه ادلة من نصوص حالية الجيد ، خالية (٥) المزيد ، سابغة الدلاص من نوافذ الشبهات ، وارية الزناد بمحكم البينات لا يوسى كليمها ، ولا يرقى سليمها ، ولا يأمن نافرها ، ولا ينشز غابرها ، ولا تنفى رميتها ، ولا تحجب اهلتها ، تقوم لها العقول وتقعد ، وتخرلها أذقان الشبهات وتسجد ، بل بها غنية عن كل طارق وما رد ، وبها ائتلف كل شارد ووارد [ولله ما يأتي ذكر في هذا] (٦).

يصبو لها قلب العدو وسمعه

حتى ينيب فكيف ظنك بالولي

وسنبتدئ في أوائل الفصول بما ورد في ذلك الفصل من كتاب الله تعالى العزيز الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (٧) إذا كان قد وردت آية في ذلك المعنى الذي بنى الفصل عليه لئلا يتقدم على قول الرب قول المربوبين وعلى قول الخالق قول المخلوقين ، وإذا لم ترد آية في مثل ما بنى الفصل عليه ، رتبناه على مقتضى النصوص الواردة بمقتضى صحة الرواية بها ، وسنختم أعجاز الفصول

__________________

(١) وفى حاشية المطبوع : يجحد بدل يحسد.

(٢) وفى نسخة : بضريب بدل بمثال.

(٣) وفى نسخة : الانتحال.

(٤) وفى حاشية المطبوع : تعرفوا بدل تقرنوا.

(٥) وفى نسخة : جالية.

(٦) وفى نسخة بزيادة بين المعقوفتين.

(٧) فصلت : ٤٢.

٥

بما سنح به الخاطر من معان تفلح الحجة وتوضح المحجة ، لم تتلق من فم مادح ، ولم تقتبس من زند قادح ، فيقال قد احتذا حذوه وام قصده ، بل هي من بنات الابكار عدا وحصرا ، ونتاج التذكار نظما ونثرا ومن ذلك ما اقوله.

بكر فما أفتر عنها كف حادثة

ولا ترقت إليها همة التوب(١)

وسنبدأ أيضا في أول كل فصل من المناقب بما جاء في تفسير قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢).

ونثنى بذكر الفصل في تفسير قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٣).

وهذان الفصلان يدلان على أن العباس بن عبد المطلب ـ رضى الله عنه ـ من أولي القربى الذين أمر الله عزوجل بمودتهم ، يدل عليه ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال باسناده يرفعه الى العباس ـ رضى الله عنه ـ وسيرد عليك الحديث باسناده في ما بعد ـ ان شاء الله تعالى ـ قال : فقال العباس يا رسول الله! ما بال قريش يلقى بعضها بوجوه تكاد أن تسايل من الود ، ويلقوننا بوجوه قاطبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ـ : أو يفعلون ذلك؟ قال العباس ـ رضى الله عنه ـ : نعم ، والذى بعثك بالحق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ـ : اما والذى بعثنى بالحق ، لا يؤمنون حتى يحبوهم لي.

فأدخل العباس في من لا يثبت الايمان الا بمحبتهم ، وهم أولوا القربى الذين أمر الله تعالى بمودتهم.

ومن ذلك ما ذكره الثعلبي أيضا في تفسير قوله تعالى : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) يعنى من أموال كفار أهل القرى (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) (٤) يعنى قرابة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال : وهم آل علي عليه السلام وآل العباس ـ رضى الله عنه ـ

__________________

(١) وفى نسخة : النوب.

(٢) الاحزاب : ٣٣.

(٣) الشورى : ٢٣.

(٤) الحشر : ٧.

٦

وآل جعفر وآل عقيل ـ رضى الله عنهما ـ ، ولم يشرك بهم غيرهم ، وهذا وجه صحيح يطرد على الصحة لانه موافق لمذهب آل محمد ـ صلوات الله عليهم يدل عليه ما هو مذكور عندهم في تفسير قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) (١) لان مستحق الخمس عندهم آل على ـ عليه السلام ـ وآل العباس ـ رضى الله عنه ـ وآل جعفر وآل عقيل ـ عليه السلام ـ ولا يشرك بهم غيرهم.

ويدل على صحة ذلك ما ذكره الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب الامالي في رابع كراسة منه في الجزء الثاني من امالي الشيخ المفيد ابى عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثى (رضى الله عنهما) وهو ما اخبرنا به الشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن ابى القسم الطبري عن الشيخ ابى على الحسن ابن ابى جعفر محمد بن الحسن عن والده الشيخ ابى جعفر محمد بن الحسن الطوسى عن الشيخ المفيد ابى عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثى قال اخبرنا أبو الطيب عبد الله بن على بن ابراهيم العمرى قال : حدثنا أبو الحسن على بن حرب الطائى قال حدثنا محمد بن الفضل عن يزيد بن ابى زياد عن عبد الله بن الحرث عن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه قال : قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله مالنا ولقريش إذا تلاقوا ، تلاقوا بوجوه مستبشرة وإذا لقونا ، لقونا بغير ذلك.

قال : فغضب النبي صلى الله عليه وآله ثم قال : والذى نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله (٢) فادخل العباس في جملة من لا يدخل قلب رجل الايمان الا بحبهم.

وهذا ابلغ مما ذكره الثعلبي في المعنى لانه ادخله بكاف الجمع الشاملة. وايضا ما ذكره الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى المقدم ذكره في

__________________

(١) الانفال : ٤١.

(٢) الامالى للشيخ الطوسى ص ٣٠ من الطبعة القديمة.

٧

كتاب انس الوحيد في عاشر قائمة الجزء الاول من الكتاب المذكور بالاسناد المقدم عن الغلابى ، عن العباس بن بكار ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلى ، عن عكرمة عن ابن عباس (رضى الله عنه) : ان جبرئيل عليه السلام اتى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا محمد : حببتك بكرامة اكرمك الله بها ، سهم يجعله في قرابتك وابدأ بعمك العباس.

ويزيد ذلك بيانا وايضاحا ما ذكره الحسين بن محمد بن الحسين الحلواني في كتابه الذي جمعه من لمع كلام النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وكلام الائمة عليهم السلام قال : في لمع كلام الامام الزكي ابى الحسن على بن محمد العسكري عليه السلام لما سئله المتوكل فقال له ، ما تقول بنوابيك في العباس؟ قال : ما يقولون في رجل فرض الله طاعته على الخلق وفرض طاعة العباس عليه (١) يريد بذلك النبي صلى الله عليه وآله وان العباس (رضى الله عنه) والد وطاعته له كطاعة الوالد.

ويزيد بيانا ما ذكره الثعلبي في تفسير قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢) قال الثعلبي باسناده وسيرد عليك الخبر بذكر سنده فيما بعد (ان شاء الله تعالى) يَرْفَعُهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَسَمَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمَا قَسْماً فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٣) ثُمَّ جَعَلَ الْقَسْمَ أَثْلَاثاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمَا قَسْماً فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (٤) فَإِنَّا مِنَ السَّابِقِينَ وَأَنَا مِنْ خَيْرِ السَّابِقِينَ ثُمَّ جَعَلَ الْأَوَّلِينَ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِا بَيْتاً فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ

__________________

(١) البحار ج ٥٠ ص ٢٠٦.

(٢) سورة الاحزاب : ٣٣.

(٣) الواقعة : ٢٧.

(٤) الواقعة : ٨ ـ ١٠.

٨

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).

فقد اثبت (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الخبر ان خيار خلق الله تعالى هم اهل البيت واهل البيت هم اولوا القربى الذين امر الله بمودتهم ، وقد تقدم ذكرهم.

فثبت انهم خلاصة الخير وعليهم وقع النص من النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الاثر ، والمواقف المقدسة الشريفة ، الطاهرة النبوية الزكية الامامية ، الناصرة لدين الله ، عضدها الله تعالى ، بالنصر والبقاء ، وامد بها بالرفعة والعلاء ، وملكها نواصى الاعداء ، ورفع بها منارا لاولياء ، (٢) من اهل هذا البيت الكريم ، الذي وقع النص عليه ، وتوجه التخصيص بالوحى إليه ، وبيمن تعيينها الميمونة بسر الله تعالى لعبد دولتها خياره ، بما رضى الله تعالى ، في تأليف مناقب بيتها الكريم ونسبها الصميم ، واظهار ما نبذه العلماء من ذلك وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.

فهذا هو الشرف الذي لا يدرك ، والمجد الذي لا يستدرك ، بل هو نسيج وحده وفريده ، عده بالوحى الناطق الالهى ، والاثر الصادق النبوى ، وكما ورد في ذكرهم مجتمعا في الفاظ هذه الاخبار ، ولم يفرق فكذا قد ورد مدحهم في نظم الاشعار من شعراء آل محمد (عليهم السلام) ولم يفرقوا ، فقد اتفق على انهم آل الرسول (صلى الله عليه وآله) نثر الفاظ النبي الامي ونظم شعراء شيعة على عليه السلام فمن ذلك قول : الكميت بن زيد الاسدي (رحمة الله عليه) في اثنا مدحه ، وهو من افاضل شعراء الطبقة الاولى في الاسلام.

فهم الأقربون من كل خير

وهم الأبعدون من كل ذم

وهم الأرأفون بالناس في الرأفة

والأحلمون في الأحلام

وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو

والشفاء للنفوس من الأسقام

أسرة الصادق الحديث أبي القاسم

فرع القدامس القدام

__________________

(١) الاحزاب : ٣٣.

(٢) في نسخة : منازل الاولياء.

٩

قوله ـ أبو الفضل يعنى العباس بن عبد المطلب (رضى الله عنه) وقوله : القدامة هما اسمان للشرف.

فهم شيعتي وقسمي من الأمة

حسبي من سائر الأقسام

إن أمت لا أمت ونفسي نفسان

من الشك في عمى أو تعام

عادلا غيرهم من الناس طرا

بهم لا همام لي ولا همام

أخلص الله لي هواي فما

أعرق نزعا ولا تطيش سهام

لا أبالي إذا حفظت أبا القاسم

فيهم ملامة اللوام

وله ايضا من غيرها :

وإن أعذل العباس صنو نبينا

وصنوانه فيمن أعد وأندب

ولا ابنيه عبد الله والفضل إنني

حبيب يحب الهاشميين مصحب

الحبيب المنقاد وكذلك المصحب. ومن ذلك ما قال أبو الاسود الدئلى وهو من الفضلاء الفصحاء من الطبقة الاولى من شعراء الاسلام وشيعة امير المؤمنين على (ع) حيث يقول :

يقول الأرذلون بنو قشير

طوال الدهر لا ننسى عليا

فقلت لهم وكيف يكون تركي

من الأعمال مفروضا عليا

أحب محمدا حبا شديدا

وعباسا وحمزة والوصيا

أحبهم لحب الله حتى

أجيء إذا بعثت علي هويا

هوى اخترته منذ استدارت

رحى الإسلام لم يعدل سويا

بنو عم النبي وأقربوه

أحب الناس كلهم إليا

فإن يك حبهم رشدا أصبه

ولست بمخطئ إن كان غيا

فقال له بنو قشير شككت يا أبا الأسود فقال ما شككت ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (١) أكان الله تعالى شاكا؟!

__________________

(١) السبأ : ٢٤.

١٠

ولما اتفق المذهبان على مناقب العباس رضى الله عنه بنص القرآن المبين ، وقول الرسول الامين ، ونظم فصحاء المتقدمين ، فما بعد ذلك دليل ملتمس ، ولا منار مقتبس ، وانما قدمناه في صدر الكتاب لاقتضاء الحال لتقديمة ، وورود النص بتعظيمه ، فلذلك وقع الغناء عن افراده في باطن الكتاب بفصل مفرد ، إذ مدار الفصول كلها على هذين الفصلين ، فحظه فيهما بين الرشاد وافر الزناد.

ثم نقدم في طريق الاخبار ، الاول فالاول ، على قضية تقديم المصنفين فنقدم عبد الله بن احمد بن حنبل اولا ، والبخاري ثانيا ، ومسلم بن الحجاج ثالثا ، وابا اسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي رابعا ، والحميدي خامسا ، والفقيه ابالحسن بن المغازلى سادسا ، ورزينا العبدرى سابعا.

وقد سميته بعمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب امام الابرار امير المؤمنين علي بن أبي طالب وصى المختار صلى الله عليه وعلى الائمة من ذريته الاطهار وقد فصلته فصولا بمقتضى فضائله ، وطرقته طرقا لتعظيم منازله ، فعدد فصوله خمسة واربعون فصلا ، تشتمل على تسع مأة وعشر حديثا.

منها من مسند ابن حنبل مأة واربعة وتسعون حديثا.

ومن صحيح البخاري ، تسعة وسبعون حديثا.

ومن صحيح مسلم ، خمسة وتسعون حديثا.

ومن تفسير الثعلبي ، مأة وثمانية وعشرون حديثا.

ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ، ستة وخمسون حديثا.

ومن مناقب ابن المغازلى ، مأتان وتسعة وخمسون حديثا.

ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري ، تسعة واربعون حديثا (١).

__________________

(١) بين المعقوفتين من زيادات النسخة اليمانية وفى النسخة الرضوية توجد هذه الزيادة باختلاف يسير في بعض الالفاظ.

١١

ومن الجزء الاول من «غريب الحديث» لابن قتيبة الدينورى ستة احاديث.

ومن كتاب المصابيح للفراء سبعة احاديث.

ومن كتاب «الفردوس» لابن شيروية الديلمى ، ستة احاديث (١).

ومن كتاب المغازى لمحمد بن اسحاق ، حديثان.

ومن رواية ابن نعيم المحدث مما خرجه من كتاب الاستيعاب حديث واحد.

ومن كتاب الشريعة للاجرى ، حديث واحد.

ومن كتاب الحافظ ابى زكريا بن منذة ، الذي ذكر فيه مناقب العباس رضى الله عنه ، حديث واحد.

ومن كتاب الملاحم لابي الحسين احمد بن جعفر بن المنادى حديث واحد ومن كتاب التاريخ للطبري حديثان.

منها في مناقب أمير المؤمنين على عليه السلام ستة وثلاثون فصلا تشتمل على ست مأة واثنين وثمانين حديثا (٢).

منها من مسند ابن حنبل مأة وثمانية وسبعون حديثا ، ومن صحيح البخاري تسعة وثلاثون حديثا ، ومن صحيح مسلم اربعة وثلاثون حديثا ، ومن تفسير الثعلبي مأة وخمسة أحاديث ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ثلاثون حديثا ، ومن «مناقب» الفقيه ابن المغازلى مأتان وخمسة وخمسون حديثا ، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدرى أحد وأربعون حديثا ، ومن كتاب الفردوس للديلمي حديث واحد

الفصل الاول في نسبه عليه السلام.

الفصل الثاني في كنيته عليه السلام.

__________________

(١) في النسخة المطبوعة هكذا : ومن كتاب التاريخ للطبري حديثان. منها في مناقب امير المؤمنين على عليه السلام ستة وثلاثون فصلا. بتقديم وتأخير في العبارات الى آخر الفهرست.

(٢) وفى نسخة : ست مأة وخمسة وثمانين حديثا.

١٢

الفصل الثالث في مولده عليه السلام.

الفصل الرابع في نسب أمه عليه السلام.

الفصل الخامس في ذكر وفاته عليه السلام.

الفصل السادس في ذكر عدد أولاده عليه السلام.

الفصل السابع في نقوش خواتيمه عليه السلام.

الفصل الثامن في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).

الفصل التاسع في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٢).

الفصل العاشر في أنه أول من أسلم وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله.

الفصل الحادي عشر في قَوْلِهِ صلى الله عليه وآله خَلَّفْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ وَخَلَّفْتُ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ.

الفصل الثاني عشر في أنه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله.

الفصل الثالث عشر في الكناية له بلفظ الخلافة من قول النبي صلى الله عليه وآله.

الفصل الرابع عشر في ذكر يوم غدير خم.

الفصل الخامس عشر في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الاية (٣).

الفصل السادس عشر في قوله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام : أنت منى بمنزلة هارون من موسى».

الفصل السابع عشر في قوله صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله الخير بتمامه.

__________________

(١) الاحزاب : ٣٣.

(٢) الشورى : ٢٣.

(٣) المائدة : ٥٦.

١٣

الفصل الثامن عشر في أخذه عليه السلام سورة براءة.

الفصل التاسع عشر في ذكر المواخاة له عليه السلام.

الفصل العشرون في سد الابواب.

الفصل الحادى والعشرون في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) الآية. (١)

الفصل الثاني والعشرون في قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) الآية. (٢)

الفصل الثالث والعشرون في قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) (٣).

الفصل الرابع والعشرون في قَوْلِهِ صلى الله عليه وآله لِعَلِيٍّ عليه السلام عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ.

الفصل الخامس والعشرون في قَوْلِهِ صلى الله عليه وآله لِعَلِيٍّ عليه السلام إِنَّ فِيكَ مَثَلاً منْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام.

الفصل السادس والعشرون في قَوْلِهِ صلى الله عليه وآله لِعَلِيٍّ عليه السلام لَا يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ.

الفصل السابع والعشرون في قَوْلِهِ الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ.

الفصل الثامن والعشرون في ذكر خاصف النعل.

الفصل التاسع والعشرون في قَوْلِهِ صلى الله عليه وآله لِعَلِيٍّ عليه السلام أَنْتَ وَارِثِي وَحَامِلُ لِوَائِي.

الفصل الثلاثون في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ) الاية (٤) الفصل الحادى والثلاثون في ذكر خبر الطائر.

__________________

(١) المجادلة : ١٢.

(٢) آل عمران : ٦١.

(٣) التوبة : ١٩.

(٤) البقرة : ٢٠٧.

١٤

الفصل الثاني والثلاثون في ذكر قضاياه ـ عليه السلام ـ.

الفصل الثالث والثلاثون في أنه ـ صلوات الله عليه وآله قال : «سلونى قبل أن تفقدوني» ولم يقل ذلك احد سواه ، وفنون شتى.

الفصل الرابع والثلاثون في قول النبي ـ صلى الله عليه وآله : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) (١) ، وفي فنون شتى من مناقبه صلى الله عليه وآله.

الفصل الخامس والثلاثون في فنون شتى من مناقبه عليه السلام.

الفصل السادس والثلاثون أيضا في فنون شتى من مناقبه عليه السلام وفي قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) (٢).

ومنها : في مناقب سيدة النساء فاطمة الزهراء ـ صلوات الله عليها ـ فصل واحد يشتمل على اثنين وعشرين حديثا : منها من مسند ابن حنبل حديثان. ومن صحيح البخاري أربعة احاديث. ومن صحيح مسلم تسعة احاديث. ومن تفسير الثعلبي حديث واحد. ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي حديث واحد. ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدرى خمسة أحاديث.

ومنها : في مناقب «خديجة» ـ عليها السلام ـ فصل واحد يشتمل على خمسة عشر حديثا : منها : من صحيح البخاري ثلاثة أحاديث ، ومن صحيح المسلم تسعة أحاديث. ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي حديثان. ومن كتاب «المغازى» لابن اسحاق حديثان

ومنها : في مناقب الحسن والحسين عليهما السلام فصل واحد يشتمل على سبعة وأربعين حديثا منها : من مسند ابن حنبل ثلاثة أحاديث ، ومن صحيح البخاري تسعة أحاديث ، ومن صحيح مسلم ستة احاديث ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي سبعة أحاديث ، ومن الجمع بين الصحاح لرزين بن معاوية ثلاثة عشر حديثا ، ومن كتاب «المصابيح» للفراء حديثان ، [ومن تفسير الثعلبي سبعة احاديث] (٣).

__________________

(١) طه : ٢٩.

(٢) الاحزاب : ٥٦.

(٣) بين المعقوقتين اخذناها من النسخة اليمانية. وبه يصير عدد الاحاديث سبعة واربعين حديثا.

١٥

ومنها : في مناقب جعفر ابن ابى طالب ـ رضى الله تعالى عنهما ـ فصل واحد يشتمل على تسعة احاديث : منها من صحيح البخاري حديث واحد ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي حديثان ، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدرى ستة أحاديث.

ومنها ما جاء في أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ فصل واحد يشتمل على ستة أحاديث : منها من مسند ابن حنبل حديث واحد ، ومن تفسير الثعلبي حديثان ، ومن تفسير «مقاتل» حديث واحد ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي حديثان.

ومنها : ما ورد في «الاثنى عشر» خليفة فصل واحد يشتمل على سبعة وعشرين حديثا : منها من صحيح البخاري ثلاثة أحاديث.

ومن صحيح مسلم أحد عشر حديثا (١) ومن تفسير الثعلبي ثلاثة أحاديث ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي سبعة أحاديث ، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدرى حديثان ومنها في مناقب «المهدى» عليه السلام فصل واحد يشتمل على خمسة وأربعين حديثا مع ثلاثة أحاديث في بقاء الدجال : منها من صحيح البخاري في باب رفع الامانة حديث واحد ، ومن صحيح مسلم النيشابوري تسعة أحاديث ، ومن تفسير الثعلبي ستة أحاديث ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي متفقا عليه من مسلم والبخاري ستة أحاديث : ثلاثة منها في «المهدى» ـ صلوات الله عليه ـ من مسند «ثوبان» ـ رضى الله عنه ـ حديث واحد ، وحديثان من مسند أبى هريرة يذكر فيهما عن أبى هريرة قول النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم!» ، وثلاثة منها في بقاء الدجال ، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدرى من صحيح أبى داود السجستاني وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي ، ومن صحيح النسائي عشرة أحاديث ، ومن الجزء الاول من كتاب «غريب الحديث» لابن قتيبة الدينورى أربعة أحاديث ، ومن كتاب المصابيح للفراء في باب اخبار

__________________

(١) وفى نسخة : اثنا عشر حديثا.

١٦

«المهدى» خمسة أحاديث ، ومن كتاب «الفردوس» لابن شيروية الديلمى أربعة أحاديث.

ومنها : في «الاحداث» بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله (١) ـ فصل واحد يشتمل على ستين حديثا : منها من مسند ابن حنبل عشرة أحاديث ، ومن صحيح البخاري سبعة عشر حديثا ، ومن صحيح مسلم اربعة احاديث ، ومن تفسير الثعلبي عشرة أحاديث ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي عشرة أحاديث ، ومن «مناقب» ابن المغازلى حديث ، ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدرى ثمانية أحاديث.

فهذه جملة فصول الكتاب وعدد أحاديثه.

وقد روى «أبو سعيد الخدري» ـ رضى الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال : «من حفظ على أمتى أربعين حديثا من سنتى أدخلته يوم القيامة في شفاعتي (٢) وروى عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله» من نقل عنى إلى من لم يلحقني من أمتى أربعين حديثا كتب في زمرة العلماء وحشر في جملة الشهداء (٣) ، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (٤).

وهذا الكتاب يشتمل على تسع مأة حديث وثلاثة عشر حديثا صحاحا (٥) متفقا عليها من كافة أهل الاسلام ، إذ هي من كلا الطرفين من السنة مع اتفاق من الشيعة عليها ، فوجبت الجنة لنا ولمن رواها عنا قطعا ، إذ الجنة على مقتضى هذين الحديثين تجب بأربعين حديثا ، فهذه أضعاف ما ذكر في الخبرين المذكورين ، إذ كلها عنه ـ صلوات الله عليه وآله وسلم ـ.

فهو كما قال المعرى :

وإني وإن كنت الأخير زمانه

لات بما لا تستطيع الأوائل

__________________

(١) وفى نسخة : وذكر اعداء امير المؤمنين (ع).

(٢) شرح جامع الصغير للسيوطي من أبى عمرو أبى عباس نقلا من معجم الطبراني الاوسط والكامل لابن عدي ج ٢ ص ١٧٠.

(٣) كنز العمال الجزء العاشر ص ٢٢٥ نقلا عن ابن الجوزى في العلل عن ابن عمر.

(٤) مسند احمد ج ٣ ص ٤٤ من مسند أبى سعيد الخدرى.

(٥) وفى نسخة : وهذا الكتاب يشتمل على سبع مأة وعشرين حديثا.

١٧

فصل

في ذكر طرق اسانيد هذا الكتاب

طريق رواية «مناقب» أبى عبد الرحمان أحمد بن حنبل :

يعنى ما رواه من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : أخبرنا السيد الاجل العالم نقيب النقباء الطاهر الاوحد ، مجد الدين ، فخر الاسلام ، عز الدولة تاج الملة ، ذو المناقب مرتضى أمير المؤمنين أبو عبد الله أحمد بن الطاهر الاوحد ، ذى المناقب أبى الحسن على بن الطاهر الاوحد ، ، ذى المناقب أبى الغنائم المعمر بن أحمد بن عبيدالله الحسينى ـ رضى الله عنه ـ قال : أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفى ، عن الشيخ أبى طاهر محمد بن على بن يوسف المقرى المعروف بابن العلاف ، عن أبى بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيفي ، عن أبى عبد الرحمان عبد الله احمد بن حنبل ، عن والده أحمد بن حنبل.

وطريق رواية صحيح البخاري :

أخبرنا به الشيخ العدل ، أبو جعفر اقبال ابن المبارك ابن محمد العكبرى الواسطي في جمادى الاولى من سنة أربع وثمانين وخمس مأة ، عن الشيخ الحافظ المعمر يوسف بن محمد بن على الهروي ، عن ابى محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسى ، عن أبى عبد الله القزويني ، عن الشيخ أبى عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري المصنف.

وأخبرنا به أيضا من طريق آخر : الشيخ امام المقرى ، صدر الجامع للقراء بواسط العراق أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلانى في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وخمس مأة ، قال : حدثنا الشيخ الامام الحافظ أبو الوقت عبد الاول ابن شعيب بن عيسى السنجري قراءة عليه في دار الوزارة العونية بقصر الخلافة المعظمة

١٨

في صفر سنة ثلاث وخمسين وخمس مأة فأقربه ، قال : اخبرنا الشيخ الامام أبو الحسن (١) الداودى عن ابن حموية السرخسى ، عن العزيزي ، عن أبى عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري المصنف.

[أخبرنا عن رجل من ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن على بن بكر بن وابل بن قاسط بن هنب بن اقصى بن دعمر بن جديلة بن اسد بن ربيعة بن نزار الشيباني : الامام الربانى مروزى الاصل ولد سنة اربع وستين ومأة في ربيع الاخر وتوفى في يوم الجمعة ضحوة لاثنتى عشر ليلة خلت من ربيع الاول وقيل : ربيع الاخر سنة احدى واربعين ومأتين وهو ابن سبع وسبعين سنة وعرف الصحيح من السقيم والمجروح من مستقيم] (٢).

وطريق رواية صحيح مسلم.

اخبرنا الشيخ الامام المقرى : أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلانى صدر الجامع بواسط المقدم ذكره قال : اخبرنا الشيخ الامام الشريف ، نقيب العباسيين بمكة ـ حرسها الله تعالى ـ احمد بن محمد بن عبد العزيز الهاشمي في منزله ببغداد في باب العامة في سنة ثلاث وخمسين وخمس مأة ، قال : أخبرنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن على الطبري نزيل مكة ـ حرسها الله تعالى ـ عن أبى الحسين ، عبد الغافر بن محمد الفارسى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى الجلودى (٣) عن الفقيه ابراهيم بن محمد بن سفيان ، عن الفقيه مسلم بن الحجاج النيشابوري القشيرى المصنف.

وطريق رواية تفسير الثعلبي.

وهو كتاب «الكشف والبيان في تفسير القرآن».

اخبرنا السيد الاجل : محمد بن يحيى بن محمد ابن أبى السطلين العلوى الواعظ

__________________

(١) وفى نسخة : الامام أبو الحسين الداودى.

(٢) وهذا من زيادات النسخة الرضوية وكان الاولى تقديمه على ما قبله.

(٣) وفى نسخة : عن ابى احمد محمد بن عيسى.

١٩

البغدادي في صفر سنة خمس وثمانين وخمس مأة عن الفقيه أبى الخير أحمد بن سعيد (١) ابن يوسف القزويني الشافعي المدرس بالمدرسة النظامية ببغداد في شعبان من سنة سبعين وخمس مأة بروايته عن محمد بن احمد الارغيانى الفقيه ، عن القاضى الحافظ حاكم بلخ احمد بن احمد بن محمد البلخى عن يحيى بن محمد الاصفهانى (٢) عن الاستاذ أبى اسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي المصنف.

وطريق رواية الجمع بين الصحيحين لابي عبد الله محمد ابن ابى نصر الحميدى.

فانني أرويه عن الامير الاجل ، العالم ، عز الدين ابى الحسن محمد بن الحسن بن على ابن الوزير (٣) أبى العلى في شهر ربيع الاول في سنة خمس وثمانين وخمس مأة ، لحق روايته عن الشريف الخطيب : أبى يعلى حيدرة بن بدر الرشيدى الهاشمي الواسطي ، لحق روايته عن أبى عبد الله محمد بن أبى نصر الحميدى المصنف.

وفى طريق آخر : أخبرنا القاضى أبو الفتوح ، نصر الله بن على بن منصور بن حراسة ، قاضى الوقف الكبير ببربيسما عن سعيد (٤) عن أبى عبد الله محمد ابن أبى نصر الحميدى المصنف.

وفي طريق آخر : أخبرنا الشيخ الامام المقرى ، أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلانى صدر الجامع بواسط العراق.

قال : أخبرنا الشيخ الامام الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن على السلامى البغدادي ، عن أبى عبد الله محمد ابن أبى نصر الحميدى المصنف.

وطريق رواية مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه

__________________

(١) وفى بعض النسخ : احمد بن اسماعيل بن يوسف.

(٢) وفى نسخة باسقاط يحيى بن محمد كما في الاخرى : حاكم بلخ بن محمد «باسقاط احمد بن احمد».

(٣) في نسخة : على الوزير

(٤) وفي نسخة : عن سعيدة.

٢٠