عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٣

فيها زمزمة ، (١) فرأت ام ابن صياد رسول الله وهو يتقى بجذوع النخل ، فقالت لابن صياد : يا صاف ـ وهواسم ابن صياد ـ هذا محمد ، فثار ابن صياد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو تركته بين.

قال سالم : قال عبد الله بن عمر : فقام رسول الله صلى الله عليه وآله في الناس فأثنى على الله تعالى بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال فقال : انى لاتذركموه وما من نبى الا وقد انذره قومه ، لقد انذره نوح قومه ولكن اقول لكم فيه قولا لم يقله نبى لقومه : تعلموا انه اعور وان الله ليس باعور.

قال ابن شهاب : واخبرني عمر بن ثابت : انه اخبره بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله : ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان حذر الناس الدجال (٢) انه مكتوب بين عينيه : كافر ، يقرأه من كره عمله ، أو يقرأه كل مؤمن.

وقال : تعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت (٣) وابن صياد هو الدجال.

٩٢٦ ـ ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الحادى والثلاثون من المتفق عليه في الصحيحين من مسلم والبخاري من مسند جابر بن عبد الله الانصاري وبالاسناد المقدم قال عن محمد بن المنكدر قال : رأيت جابر بن عبد الله الانصاري يحلف بالله : ان ابن الصياد ، الدجال ، فقلت : اتحلف بالله؟ قال : انى سمعت عمر : يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وآله فلم ينكره النبي صلى الله عليه وآله (٤).

قال يحيى بن الحسن : اعلم انه قد ثبت بما قدمناه في الصحاح الستة ومسند ابن حنبل ، التي هي عمدة كتب الاسلام ، وقد عضدها غيرها من الكتب وتفسير القرآن للثعلبي بما فيه كفاية ومقنع ،

وفى غير هذه الكتب ، ومن غير هذه الطرق ، مما ترويه

__________________

(١) الزمزمة : صوت خفى لا يكاد يفهم ـ لسان العرب.

(٢) في المصدر : ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم حذر الناس الدجال ...

(٣) صحيح مسلم الجزء الثامن باب ذكر ابن صياد ص ١٩٢.

(٤) صحيح مسلم الجزء الثامن باب ذكر ابن صياد ص ١٩٢ وفيه : ان ابن صائد : الدجال.

٤٤١

الشيعة مما هو اكثر في الرواية وابلغ في الدراية الا انه لا تقوم به الحجة عند غير رواته ولا تتضح به المحجة عند غير هداته لكونه من خاص طرقهم واتحاد فرقهم ، وما ذكرناه في هذا الفصل ملزم راويه بصحة ما رواه ، وشاهد لخصمه بصحة ما ادعاه ، فثبتت المزية ما بين الروايتين ، وحصلت الفائدة به باتفاق الفريقين ، فصار حجة الملتمس ومنار المقتبس إذ قد انتفى عنه ضعف الانفراد ، واطرق (١) به طريق الاتحاد ، فصار تلقيه بالقبول فرض عين لا فرض كفاية ، واجماعا باليقين لا بانتحال (٢) راوية. وإذا ثبت انه لا بد من وجود الامام المهدى ، وانه امام آخر الزمان ، ووجود عيسى عليه السلام معه ويصلى خلفه ويصدقه على دعواه ، وثبت وجود الدجال ايضا وقد اتفقت الصحاح على انه لا بد من وجود الثلاثة في آخر الزمان ، وانه ليس فيهم متبوع غير المهدى عليه السلام بدليل انه امام الامة ودليل ان عيسى يصلى خلفه ويصدقه على دعواه ويدعو إلى ملته التي هو عليها ، ودليل ان الثالث لهما وهو الدجال عدوالله تعالى ، فالكلام في بقائهم لا يخلو من احد قسمين : اما ان يكون بقائهم في مقدور الله تعالى ، اولا يكون ومستحيل ان يخرج عن مقدور الله تعالى ، لان من بدأ الخلق من غير شئى وافناه ثم يعيده بعد الفناء ، لا بد ان يكون البقاء في مقدوره ، وإذا ثبت ان البقاء في مقدوره تعالى ، فلا يخلو ايضا من قسمين : اما ان يكون راجعا إلى اختيار الله تعالى أو إلى اختيار الامة ، ولا يجوز ان يكون راجعا إلى اختيار الامة ، لانه لو صح ذلك لصح من احدنا ان يختار البقاء لنفسه ولولده ، وذلك غير حاصل فينا وغير داخل تحت مقدورنا ، فلا بد من ان يكون ذلك راجعا إلى اختيار الله تعالى.

ثم لا يخلو بقاء هؤلاء الثلاثة من قسمين ايضا : اما ان يكون لسبب أو يكون لغير سبب ، فان كان لغير سبب ، كان خارجا عن وجه حكمة ، وما خرج عن وجه الحكمة لا يدخل في افعال الله تعالى ، فلا بد ان يكون لسبب ، وسنذكر سبب بقاء

__________________

(١) واطرق جناح الطائر : التف ـ لسان العرب.

(٢) الانتحال : ادعاء قول أو شعر يكون قائله غيره ـ مجمع البحرين.

٤٤٢

كل واحد منهم على حدته فنقول في بقاء عيسى عليه السلام : وهو قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (١) ولم يؤمن به منذ نزول هذه الاية إلى يومنا هذا احد ، فلا بد من ان يكون ذلك في آخر الزمان ، وكذلك الدجال لم يحدث حدثا منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله على ماروى في الصحاح انه صلى الله عليه وآله رآه ، إلى يومنا هذا.

فلا بد من ان يكون ذلك في آخر الزمان ، وكذلك المهدى عليه السلام مذ غيبته إلى يومنا هذا لم يملاء الارض قسطا وعدلا ، كما تقدم ذكره في الخبر ، إلى يومنا هذا ، فلابد ان يكون ذلك مشروطا بآخر الزمان ، وبقاء ارباب هذه الاسباب لاستيفاء هذه الشروط وصحة وجودها ، فيكون بقاء هذه الثلاثة موقتا لصحة اشراط الساعة ، فعلى هذا فقد اتفقت اسباب بقاء الثلاثة لصحة امر معلوم في وقت معلوم وهم صالحان : نبى وامام وطالح (٢) عدوالله ، وهو الدجال.

وقد تقدمت الاخبار من الصحاح بما ذكرناه بصحة بقاء الدجال مع صحة بقاء عيسى ، فما المانع في بقاء المهدى عليه السلام مع كون بقائه باختيار الله تعالى وداخلا تحت مقدوره سبحانه وهو اولى بالبقاء من الاثنين الاخرين ، لانه إذا بقى المهدى عليه السلام كان امام آخر الزمان يملاء الارض قسطا وعدلا ، على ما تقدمت به الرواية من الصحاح فيكون بقاءوه مصلحة للمكلفين ولطفا لهم.

والدجال إذا بقى فبقاءوه مفسدة للمكلفين لما ذكر من ادعائه الربوبية وفتكه (٣) بالامة ، وفى بقائه وجه من وجوه الحسن وهو اختبار الله تعالى سبحانه خلقه بفتنة الدجال ليعلم منهم المطيع من العاصى ، والمحسن من المسيئ ، والمفسد من المصلح وإذا بقى عيسى عليه السلام فلسبب ليؤمن به قوم من اهل الكتاب وهو ان يؤمنوا به : انه عيسى وانه مصدق بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وبامامة هذا الامام من امة محمد صلى الله عليه وآله فيكون

__________________

(١) النساء : ١٥٩.

(٢) الطالح : خلاف الصالح ، رجل طالح أي فاسد لا خير فيه ـ لسان العرب.

(٣) وفى نسخة : وقتله للامة.

٤٤٣

تبيانا لدعوى الامام عند اهل الايمان ، ومصداقا لما دعى إليه عند اهل الطغيان ، بدليل صلاته خلفه ونصرته اياه ، ودعائه إلى ملة محمد صلى الله عليه وآله التي هو امام فيها ، فصار بقاء المهدى اصلا لبقاء صالح من مصاحبته في آخر الزمان وهو عيسى (ع) ولبقاء الطالح من معارضيه في آخر الزمان وهو الدجال ، وبقاء الاثنين فرع على بقائه ، وكيف يصح بقاء الفرعين مع عدم بقاء الاصل لهما.

ولو صح ذلك لصح وجود المسبب من دون وجود السبب وذلك مستحيل في العقول.

فصل في ذكر شيء من الاحداث بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر اعداء امير المؤمنين على (ع)

٩٢٧ ـ من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدثنا احمد بن منصور وعلى بن مسلم وغيرهما قالوا : حدثنا عمرو بن طلحة القناد ، حدثنا اسباط ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان عليا (ع) كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله : ان الله عزوجل يقول : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) (١) والله لا ننقلب على اعقابنا بعد إذ هدانا الله ، ولئن مات أو قتل لاقاتلن على ما قاتل عليه حتى اموت ، والله انى لاخوه ووليه وابن عمه ووارثه ومن احق به منى؟ (٢).

٩٢٨ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابو خيثمة ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنى نعيم بن حكيم ، قال : حدثنا أبو مريم ، قال : حدثنا علي بن أبي طالب : ان رسول الله قال : ان قوما يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم ، طوبى لمن

__________________

(١) آل عمران : ١٤٤.

(٢) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦٥٢ ـ ح ١١١٠.

٤٤٤

قتلهم وقتلوه (١).

٩٢٩ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا ابو خيثمة : زهير بن حرب ، حدثنا القاسم بن مالك المزني ، عن عاصم بن كليب ، عن ابيه قال : كنت جالسا عند على (ع) فقال : انى دخلت على رسول الله وليس عنده احد الا عائشة ، فقال : يابن ابى طالب كيف انت وقوم كذا وكذا؟ قال : قلت : الله ورسوله اعلم ، قال : قوم يخرجون من المشرق ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، فمنهم رجل مخدج اليد ، كان ثديه ثدى حبشية (٢).

٩٣٠ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنى ابى ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا اسرائيل ، عن ابراهيم بن عبد الاعلى ، عن طارق بن زياد ، قال : سار على عليه السلام إلى النهروان فقتل الخوارج فقال : اطلبوا المخدوج فان النبي صلى الله عليه وآله قال : سيجئ قوم يتكلمون بكلمة الحق لا تجاوز حلوقهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ، سيماهم أو فيهم رجل اسود ، مخدج اليد في ثديه شعرات سود ، فان كان فيهم فقد قتلتم شر الناس ، وان لم يكن فيهم فقد قتلتم خير الناس ، قال : ثم انا وجدنا المخدج فخررنا سجدا وخر على عليه السلام ساجدا معنا (٣).

٩٣١ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر القواريرى ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا جميل بن مرة ، عن

__________________

(١) مسند احمد الجزء الاول ص ١٥١ ـ وفيه في آخر الحديث : علامتهم رجل مخدج اليد. وكنز العمال ج ١١ ص ١٩٨ ـ ٢٠٨ بطرق عديدة.

(٢) مسند احمد الجزء الاول ص ١٦٠ وكنز العمال ج ١١ ص ١٩٨ ـ ٢٠٨.

(٣) مسند احمد بن حنبل الجزء الاول ص ١٤٧.

٤٤٥

ابى الوضئ قال : شهدت عليا عليه السلام حيث قتل اهل النهروان فقال : التمسوا المخدج فطلبوه في القتلى ، فقالوا : ليس نجده فقال : ارجعوا فالتمسوه فوالله ما كذبت ولا كذبت ، فرجعوا فطلبوه ، فردد ذلك مرارا كل ذلك يحلف بالله : ما كذبت ولا كذبت ، فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى في طين ، فاستخرجوه فجئ به فقال أبو الوصئ : فكأني انظر إليه ، حبشي ، عليه ثدى قد طبق احد ثدييه مثل ثدى المرأة ، عليه شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع (١).

٩٣٢ ـ وبالاسناد المقدم قال حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : حدثنا حجاج بن يوسف الشاعر ، قال : حدثنى عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا يزيد بن ابى صالح : ان ابا الوضئ عبادا حدثه انه قال : كنا عامدين (٢) إلى الكوفة مع على (ع) فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء (٣) شذ (٤) منا ناس كثير ، فذكرنا ذلك لعلى (ع) فقال : لا يهولنكم امرهم فانهم سيرجعون ، فذكر الحديث بطوله ، قال : فحمد الله علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : ان خليلي اخبرني : ان قائد هؤلاء رجل مخدج اليد ، على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع فالتمسوه فلم يجدوه ، فاتيناه فقلنا : انا لم نجده [فقال فالتمسوه فوالله ما كذبت ولا كذبت ، ثلاثا فقلنا : لن نجده] فجاء على عليه السلام بنفسه فجعل يقول : اقلبوا ذا ، اقلبو ذا. حتى جاء رجل من الكوفة فقال : هوذا. فقال على (ع) الله اكبر. لا يأتيكم احد يخبركم من ابوه؟ قال : فجعل الناس يقولون

__________________

(١) مسند احمد بن حنبل الجزء الاول ص ١٣.

(٢) وفى النسخ التي بايدينا «عابرين».

(٣) حروراء قرية بظاهر الكوفة وقيل : موضع على ميلين منها اجتمع فيها الخوارج مراصد الاطلاع في معرفة الامكنة والبقاع ص ١٣٢ ولكن في النسخ التي بايدينا : من «خروجنا» بدل من حروراء.

(٤) شذ : انفرد عن الجمهور ـ لسان العرب.

٤٤٦

هذا ملك ، هذا ملك ، يقول على (ع) : ابن من هو (١).

٩٣٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال : حدثنا حجاج بن يوسف الشاعر ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا يزيد بن ابى صالح ان ابا الوضئ عبادا حدثه انه قال : كنا عامدين (٢) إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب عليه السلام فذكر حديث المخدج فقال على : والله ما كذبت ولا كذبت ثلاثا ، فقال على عليه السلام : اما ان خليلي اخبرني : [انهم] ثلاثة اخوة من الجن هذا اكبرهم ، والثانى له جمع كثير ، والثالث فيه ضعف (٣).

٩٣٤ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال حدثنا ابراهيم ، قال : حدثنا عبد الرحمان بن حماد الشعبى قال : حدثنا ابن عون ، قال حدثنا محمد ـ وهو ابن سيرين ـ عن عبيدة قال لى : لا انبئك الا ما انبأني به علي بن أبي طالب عليه السلام : [قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج قوم] فيهم مودن اليد ـ أو مثدون اليد ـ أو مخدج اليد ، (٤) لولا ان تبطروا (٥) لا نبأتكم ما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان محمد.

قال : قلت : انت سمعته من محمد صلى الله عليه وآله؟ قال : أي ورب الكعبة ، أي ورب الكعبة ، أي ورب الكعبة ـ يعنى ثلاثا (٦).

٩٣٥ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل ، قال : اخبرنا

__________________

(١) مسند احمد الجزء الاول ص ١٤٠ وفضائل الصحابة له ايضا الجزء الثاني ص ٧٢٠ ح ١٢٣٤ مع اختلاف قليل.

(٢) وفى النسخ : عابرين.

(٣) مسند احمد بن حنبل الجزء الاول ص ١٤١.

(٤) وفى هامش فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦١٢ المحذح والمودن بوزنه والمثدون بفتح الميم كلها بمعنى وهو الناقص.

(٥) البطر : التجبر وشدة النشاط.

(٦) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ٢ ص ٦١٢ ج ١٠٤٦ وفيه حدثنا عبد الرحمان بن حماد الشعثى وكنز العمال ج ١١ ص ٢٩٦.

٤٤٧

على بن الحكيم ، قال : اخبرنا شريك ، عن عثمان بن ابى زرعة ، عن زيد بن وهب قال : قدم على على عليه السلام قوم من اهل البصرة من الخوارج ، فيهم رجل يقال له : الجعد بن بعجة ، فقال له : اتق الله يا على فانك ميت فقال على (ع) : بل مقتول قتيلا ، ضربة على هذا تخضب هذه ـ يعنى لحيته ورأسه ـ عهد معهود وقضاء مقضى وقد خاب من افترى وعاتبه في لباسه فقال : ما يمنعك ان تلبس [لباسا خيرا من هذا] فقال : مالك وللباسى ،؟! هو أبعد من الكبر واجدر ان يقتدى بى المسلم (١).

٩٣٦ ـ ومن مناقب الفقيه ابن المغازلى في تفسير قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٢).

وانما قدمنا ابن المغازلى في هذا الفصل لانه ليس معنا في هذا الباب غيره ، وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا الحسن بن احمد بن موسى الغند جانى ، قال : حدثنا هلال بن محمد الحفار ، قال : حدثنا اسماعيل بن على ، قال حدثنا أبي : على قال : حدثنا على بن موسى الرضا عليه السلام قال : حدثنا ابى : موسى ، قال : حدثنا ابى : جعفر قال : حدثنا ابى : محمد بن على الباقر (ع) ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وانى لادناهم : في حجة الوداع بمنى حتى قال : لا الفينكم ترجعون بعدى كفار ايضرب بعضكم رقاب بعض ، وايم الله لان فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ، ثم التفت إلى خلفه فقال : أو على ، أو على؟ ثلاثا ، فرأينا ان جبرئيل عليهما السلام غمزه وانزل الله سبحانه على اثر ذلك : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٣) ـ بعلى بن ابى طالب ـ (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) (٤) ثم نزلت : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٥) ثم نزلت : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ـ من امر على ـ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٦).

__________________

(١) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ج ١ ص ٥٤٣ ح ٩٠٩ وكنز العمال ج ١١ ص ٢٩٧

(٢) الزخرف : ٤١.

(٣ ـ ٤) الزخرف : ٤١ ـ ٤٢ ب.

(٥) المؤمنون : ٩٤ ـ ٩٣.

(٦) الزخرف : ٤٣ ـ ٤٤.

٤٤٨

وان عليا (لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) (١) عن علي بن أبي طالب (ع) (٢) وقد تقدم هذا الخبر من طريق ابن المغازلى وانما اعدناه هاهنا لان هذا الباب اليق به.

٩٣٧ ـ ومن صحيح مسلم في اول الجزء الرابع منه سواء وبالاسناد المقدم قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد ـ وتقاربا في اللفظ ـ قالا : حدثنا حاتم ـ وهو ابن اسماعيل ـ عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن ابى وقاص ، عن ابيه قال : امر معاوية بن ابى سفيان سعدا فقال : ما منعك ان تسب ابا التراب؟ فقال اماما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله فلن اسبه ، لان تكون واحدة منهن احب إلى من حمر النعم (٣).

وقد تقدم شرح هذا الخبر بتمامه في اول الكتاب في خبر الراية.

٩٣٨ ـ ويليه من الجزء المذكور وبالاسناد المقدم قال : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز ـ يعنى ابن ابى حازم ـ عن ابى حازم ، عن سهل بن سعد قال : استعمل على المدينة رجل من آل مروان ، قال : فدعى سهل بن سعد قال : فأمره ان يشتم عليا عليه السلام قال : فأبى سهل فقال له : أما إذا ابيت فقل : لعن الله ابا التراب ، فقال سهل : ما كان لعلى اسم احب إليه من ابى تراب ، وان كان ليفرح إذا دعى بها (٤).

وقد تقدم ذكر هذا الخبر ايضا في باب كنيته «بأبى تراب» ايضا وتمام الخبر هناك (٥).

__________________

(١) الزخرف : ٤٣ ـ ٤٤.

(٢) مناقب ابن المغازلى ص ٢٧٤.

(٣) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢٠ باب فضائل علي بن أبي طالب (ع).

(٤) صحيح مسلم الجزء السابع ص ١٢٣.

(٥) وقد تقدم الخبر بتمامه تحت رقم ٦.

٤٤٩

قال يحيى بن الحسن : ينبغى ان يعتبر [منصف] هذين الخبرين وقد تقدم قول الله سبحانه وتعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).

وقد تقدم تفسيرها من الصحاح ومن تفسير الثعلبي ايضا : انها مختصة بأمير ـ المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام.

ومن مسند احمد ايضا ومن غيره فما قولك في من سب وليه.

ومن جعل الله تعالى له من ولاء الامة ما جعل لنفسه تعالى ولنبيه صلى الله عليه وآله.

ومن قال النبي صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلى مولاه ، بما قد تقدم ذكره من الصحاح الستة ومن مسند احمد وتفسير الثعلبي وطريق ابن المغازلى ومن قول عمر بن الخطاب له عند ذلك : اصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة وفى رواية اصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

ومن قال له النبي صلى الله عليه وآله : على منى وانا من على.

ومن قال النبي صلى الله عليه وآله في حقه : من سبك فقد سبنى ، ومن سبنى فقد سب الله تعالى ومن قال له النبي صلى الله عليه وآله : حربك حربى ، وسلمك سلمى ، وكل ذلك قد تقدم ذكره بذكر طرقه من الصحاح وغيرها وما قولك في من سب مولاه؟ وما قولك في من سب من هو من رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله منه؟ وفى من سب من جعله الله تعالى نفس نبيه بقوله تعالى : (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) (٢) لما تقدم اختصاصها به عليه السلام في الصحاح وغيرها ، فإذا اعتبر ذلك منصف ، بحقيقة فكره ، علم ما يؤول إليه حال فاعله ، وما يوجب الجزء في جواب قائله ، لان الاعتبار يذهب دنس الافكار.

وويل أم مأمورهم إذ أطاع

لقد باع جنته بالطفيف

٩٣٩ ـ ومن الجزء الثاني من كتاب «الشريعة» تصنيف الشيخ ابى بكر : محمد بن الحسين الاجرى تلميذ ابى بكر ولد ابى داود السجستاني في باب ذكر جوامع فضائل امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وروى عن ابى محمد بن عبد الله بن

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

(٢) آل عمران : ٦١.

٤٥٠

محمد بن ناجية ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفى قال : حدثنا حسين بن الحسن الاشقر ، قال : حدثنا سابح ، عن على بن الحكم العبدى ، عن الاعمش ، عن ابراهيم عن علقمة بن قيس والاسود بن يزيد قالا : اتينا ابا ايوب الانصاري فقلنا له : ان الله تبارك وتعالى اكرمك بمحمد صلى الله عليه وآله ، إذ اوحى إلى راحلته فبركت على بابك ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفك ، فضيلة فضلك الله عزوجل بها ، ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : مرحبا بكما واهلا ، اننى اقسم لكما بالله ، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا البيت الذي انتما فيه وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام جالس عن يمينه وانا قائم بين يديه ، إذا حرك الباب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا انس انظر من بالباب؟ فخرج فنظر ورجع فقال : هذا عمار بن ياسر ، قال أبو ايوب : فسمعت رسول الله يقول : يا انس ، افتح لعمار الطيب المطيب ، ففتح انس الباب ، فدخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله فرد عليه السلام ورحب به وقال يا عمار : انه سيكون من امتى بعدى هنات (١) واختلاف ، حتى يختلف السيف بينهما حتى يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يمينى ـ يعنى عليا عليه السلام ـ وان سلك كلهم واديا وسلك على واديا فاسلك وادى على وخل الناس طرا.

يا عمار : ان عليا لا يزيلك عن هدى ، يا عمار : ان طاعة على ، من طاعتي وطاعتي من طاعة الله عزوجل (٢).

٩٤٠ ـ ومن صحيح البخاري في نصف الجزء الثاني في باب قول النبي صلى الله عليه وآله : هلاك امتى على يدى اغيلمة سفهاء وبالاسناد الاول قال : حدثنا موسى بن اسماعيل ، قال : حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد ، قال : اخبرني

__________________

(١) هنات : شدائد وامور عظام ـ لسان العرب.

(٢) تاريخ الخطيب البغدادي الجزء الثالث عشر ص ١٨٦ وتاريخ مدينة دمشق لابي عساكر (ترجمة الامام على) ج ٣ ص ١٧٠.

٤٥١

جدى قال : كنت جالسا مع ابى هريرة في مسجد النبي بالمدينة ومعنا مروان ، قال ابو هريرة : سمعت الصادق المصدق يقول : هلاك امتى على يدى غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ، فقال أبو هريرة : لو شئت أن اقول بنى فلان وبنى فلان لقلت ولفعلت ، فكنت اخرج مع جدى إلى بنى مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلمانا احداثا قال لنا : عصى هؤلاء ان يكونوا منهم. قلنا : انت اعلم (١).

٩٤١ ـ ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع قريبا من نصفه وبالاسناد المقدم قال : حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة [حدثنا أبو اسامة ،] حدثنا شعبة ، عن ابى التياح : سمعت ابا زرعة ، عن ابى هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : يهلك امتى هذا الحى من قريش ، قالوا : فما تأمرنا؟ قال : لو ان الناس اعتزلوهم (٢).

٩٤٢ ـ ومن تفسير الثعلبي قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ) (٣) وبالاسناد المقدم قال : حدثنا أبو جعفر ، محمد بن على بن احمد بن ابراهيم وابو الهيثم : عروة بن محمد قالا : حدثنا ابو صالح : محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمان الضبى ، حدثنا أبو عبد الله : الحسن بن عبد الله بن الخطيب الابرازي ، (٤) حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهرى ، حدثنى امير المؤمنين : المأمون ، حدثنى امير المؤمنين : الرشيد ، حدثنى سفيان بن عيينة عن على بن يزيد بن جذعان ، عن سعيد بن المسيب في قول الله عزوجل : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال : ارى بنى امية على المنابر ، فساءه ذلك ، فقيل له : انها الدنيا يعطونها فسرى عنه (٥) فتنة للناس ، قال : بلاء للناس (٦).

__________________

(١) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ٤٧ كتاب الفتن باب قول النبي : هلاك امتى ...

(٢) صحيح مسلم الجزء الثامن ص ١٨٦ كتاب الفتن.

(٣) الاسراء : ٦٠.

(٤) وفى نسخة الحسين بن عبد الله بن الخطيب الابزارى.

(٥) فسرى عنه : تجلى همه وانكشف ـ لسان العرب.

(٦) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص ١٩١.

٤٥٢

٩٤٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : وروى عن البهلى ، عن سهل بن سعد ، عن ابيه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وآله بنى امية ينزون (١) على منبره نزوالقردة ، فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات وانزل الله عزوجل في ذلك : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) (٢).

٩٤٤ ـ وبالاسناد المقدم ، ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) (٣) قال الثعلبي بالاسناد المقدم قال : قال عمر بن الخطاب : هما الا فجران من قريش : بنو المغيرة وبنو امية ، فاما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، واما بنو امية فمتعوا إلى حين (٤) ٩٤٥ ـ ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) (٥) وبالاسناد المقدم قال : وقف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله على عمه حمزة بن عبد المطلب (رضى الله عنه) وقد جدعوا انفه واذنه وقطعوا مذاكيره وبقروا بطنه ، واخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ، ثم اشترطتها لتأكلها فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال : اما انها لو اكلتها لم تدخل النار ابدا ، حمزة اكرم على الله تعالى من ان يدخل شيئا من جسده النار ، (٦).

__________________

(١) نزا : وثب أي قام بسرعة.

(٢) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص ١٩١ وكنز العمال ج ١١ ص ٣٥٨ عن ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وآله رى في المنام ان بنى الحكم يرقون على منبره ...

(٣) ابراهيم : ٢٩ ـ ٢٨.

(٤) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص ٨٤.

(٥) النحل : ١٢٦.

(٦) تفسير الدر المنثور الجزء الرابع ص ١٣٥ مع اختلاف في المتن وفى انساب الاشراف الجزء الاول ص ٣٢٢ تحقيق الدكتور محمد حميد الله ... واخذ كبده فاتى بها هند بنت عتبة فمضغتها ثم لفظتها ... والمغازى للواقدي ج ١ ص ٢٨٦.

٤٥٣

دليل الخطاب من هذا الخبر يدل على دخولها النار.

٩٤٦ ـ ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (١)

بالاسناد المقدم قال الثعلبي (٢) : نزلت في بنى امية : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) (٣).

٩٤٧ ـ ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) (٤) بالاسناد المقدم قال الثعلبي : قال ابن عباس وابو العالية ومجاهد والسدى : نزلت هذه الاية في عبد الله بن عمر ، وقيل : في عبد الرحمان بن ابى بكر ، قال له ابواه : اسلم ، والحا عليه في دعائه إلى الايمان فقال : اجيبوا إلى عبد الله بن جذعان وعامر بن كعب ومشايخ من قريش حتى أسألهم عما يقولون.

قال : قال محمد بن زياد : كتب معاوية إلى مروان حين بايع الناس ليزيد ، وقال عبد الرحمان بن ابى بكر : لقد جئتم بها من قبله وانما تعنون لابنائكم ، فقال مروان : هذا الذي يقول الله فيه : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) الاية فسمعت عائشة فقالت : والله ما هو به ، ولو شئت سميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أباك وأنت في صلبه ، وانت فضض (٥) من لعنة الله (٦).

٩٤٨ ـ ومن صحيح البخاري في الجزء الخامس في كتاب النبي صلى الله عليه وآله وبالاسناد المقدم حدثنا عثمان بن الهيثم ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، عن ابى بكرة قال لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله ايام الجمل بعد ما كدت ان الحق باصحاب الجمل فأقاتل معهم ، قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ان اهل فارس قد

__________________

(١) محمد : ٢٢.

(٢) غاية المرام ص ٤٤٥ نقلا عن الثعلبي في تفسيره.

(٣) محمد : ٢٣.

(٤) الاحقاف : ١٧.

(٥) أي قطعة منها وطائفة منها ـ لسان العرب.

(٦) تفسير الدر المنثور الجزء السادس ص ٤١ و ٤٢.

٤٥٤

ملكوا عليهم بنت كسرى ، قال : لن يفلح قوم ولو امرهم امرأة (١).

٩٤٩ ـ ومن صحيح البخاري في الجزء الثامن في اوسطه باب وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عثمان بن الهيثم ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، عن ابى بكرة قال : لقد نفعني الله بكلمة ايام الجمل ، لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله : ان فارسا ملكوا ابنة كسرى ، فقال : لن يفلح قوم ولو امرهم امرأة (٢).

٩٥٠ ـ ويليه من الكتاب ايضا بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال حدثنا أبو بكر بن عياش ، قال : حدثنا أبو حصين ، قال : حدثنا أبو مريم : عبد الله بن زياد الاسدي قال : لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث على عليه السلام عمار بن ياسر وحسن بن على فقد ما علينا الكوفة فصعدا المنبر ، فكان الحسن بن على عليهما السلام فوق المنبر في اعلاه ، وقام عمار اسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول : ان عائشة قد صارت إلى البصرة ، والله انها لزوجة نبيكم في الدنيا والاخرة ، ولكن الله عزوجل ابتلاكم ليعلم اياه تطيعون ام هي (٣).

٩٥١ ـ ويليه بلا فاصلة من الكتاب المذكور ايضا في باب : إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه : ، لما وقع الاختلاف بنى ابن زياد ومروان وعبد الله بن الزبير وبالاسناد المقدم قال : حدثنا آدم بن ابى اياس ، قال : حدثنا شعبة ، عن واصل الاحدب ، عن ابى وائل ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : ان المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله ، كانوا يومئذ يسرون ، واليوم يجهرون (٤).

٩٥٢ ـ وبهذا الاسناد قال : حدثنا خلاد بن يحيى ، قال : حدثنا مسعر ، عن حبيب بن ابى ثابت عن ابى الشعثاء ، عن حذيفة مثله (٥).

__________________

(١) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ٥٥ مع اختلاف يسير.

(٢) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ٥٥.

(٣) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ٥٥.

(٤) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ٥٨.

(٥) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ٥٨.

٤٥٥

٩٥٣ ـ ومن صحيح البخاري في ثانى كراسة من الجزء الرابع في باب ما جاء في بيوت ازواج النبي صلى الله عليه وآله.

وبالاسناد المقدم قال : حدثنا موسى بن اسماعيل قال : حدثنا جويرية ، عن نافع ، عن عبد الله قال : قام النبي صلى الله عليه وآله خطيبا فاشار نحو مسكن عائشة فقال : هنا الفتنة ثلاثا ـ من حيث يطلع قرن الشيطان (١).

٩٥٤ ـ ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخامس والعشرون بعد المأتين من المتفق عليه في الصحيحين من البخاري ومسلم ، من مسند ابى هريرة وبالاسناد المقدم عن ابى زرعة ، عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يهلك الناس هذا الحى من قريش.

قالوا : فما تأمرنا؟ قال : لو ان الناس اعتزلوهم (٢).

٩٥٥ ـ واخرجه البخاري من حديث سعيد بن العاص قال : كنت مع مروان وابى هريرة في مسجد النبي ، فسمعت ابا هريرة يقول : سمعت الصادق المصدق يقول هلاك امتى على يدا غيلمة من قريش ، فقال مروان : لعنهم الله غلمة ، قال أبو هريرة : ان شئت ان اسميهم بنى فلان وبنى فلان (٣).

٩٥٦ ـ ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ايضا الحديث التاسع والاربعون من افراد مسلم من مسند عبد الله بن العباس (رض) ، عن ابى حمزة : عمران بن ابى عطاء ، عن ابن عباس قال : كنت العب مع الصبيان ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فتواريت خلف باب ، قال : فجاء ، فحطأنى حطأة (٤) وقال : اذهب فادع لى معاوية ، قال : جئت فقلت : هو يأكل ، ثم قال : اذهب فادع لى معاوية ، فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا اشبع الله بطنه.

قال محمد بن المثنى : قلت لامية بن خالد : ما حطأنى؟ قال : قفدنى (٥) قفدة (٦)

__________________

(١) صحيح البخاري الجزء الرابع ص ٨٢ ومسند احمد ج ٢ ص ٢٣.

(٢ ـ ٣) صحيح البخاري الجزء الرابع ص ١٩٩ باب علامات النبوة.

(٤) حطأ : ضرب ظهره بيده مبسوطة ـ لسان العرب.

(٥) القفد : هو ان يبسط الرجل كفه فيضرب بها قفا الانسان اوبدنه.

(٦) صحيح الجزء الثامن ص ٢٧.

٤٥٦

٩٥٧ ـ ومن كتاب الفردوس لابن شيروية الديلمى في باب «لا» قال : عن ابى عبيدة بن الجراح قال : قال رسول صلى الله عليه وآله : لا يزال امر امتى قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بنى امية يقال له : يزيد (١).

٩٥٨ ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدرى من الجزء الثاني من اجزاء ثلاثة من صحيح النسائي في تفسير قوله تعالى : «يوم يحمى عليها في نار جهنم» (٢) من سورة برائة وبالاسناد المقدم قال : عن زيد بن وهب قال مررت على ابى ذر بالربذة فقلت : ما انزلك في هذه الارض؟ قال : كنا بالشام فقرأت : «الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله» (٣).

قال معاوية : ما هذه فينا ، ما هذه الا في اهل الكتاب ، فقلت : انها فينا وفيهم ، فكان بينى وبينه في هذا كلا ، فوصل ذلك إلى عثمان فكتب إلى : ان شئت فنحيت عنه ، فذلك الذي نزلنى هنا (٤).

٩٥٩ ـ وباسناده ايضا من الجزء في تفسير سورة «برائة» ايضا من صحيح النسائي ايضا وبالاسناد المقدم قال : عن ابن ابى مليكة قال : كان بين ابن عباس وابن الزبير شئ ، فغدوت على ابن عباس فقلت : أتريد ان تقاتل ابن الزبير فتحل حرم الله تعالى؟ قال : معاذ الله ، ان الله كتب ابن الزبير وبنى امية محلين للحرم ، وانى والله لا احله ابدا (٥).

٩٦٠ ـ ومن صحيح البخاري في الجزء الرابع على حد ثلثيه في وسط باب علامات النبوة في الاسلام وبالاسناد المقدم : حدثنا أبو اليمان ، قال اخبرنا شعيب ،

__________________

(١) رواه ابن حجر في صحيح الزوائد ج ٥ ص ٢٤١ عن مسند ابى يعلى والبزاز تاريخ الخلفاء ص ٢٠٨.

(٢ ـ ٣) التوبة : ٣٥ ـ ٣٤.

(٤) تفسير الدر المنثور : الجزء الثالث ص ٢٣٣.

(٥) صحيح البخاري ج ٦ ص ٦٦ باب تفسير سورة براءة.

٤٥٧

عن الزهري ، قال : اخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمان : ان ابا سعيد الخدرى قال : بينما نحن. عند رسول الله صلى الله وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بنى تميم فقال يا رسول الله : اعدل ، فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم اعدل؟ قد خبت وخسرت ان لم اكن اعدل فقال عمر : يا رسول الله ائذن لى فيه فأضرب عنقه فقال له دعه ، فان له اصحابا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرؤن القرآن ولا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر احدهم إلى نصله ، فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رضافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء الرضاف : الوتر الذي يلوى على مدخل السهم ، والقذذ : ريش السهم ، قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل اسود ، احدى عضديه مثل ثدى المرأة أو مثل البضعة تدردر (١) ويخرجون على خير فرقة من الاسلام (٢).

قال أبو سعيد : فاشهد انى سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله واشهد ان علي بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وانا معه فأمر بذلك الرجل ، فالتمس ، فاتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي نعته (٣).

٩٦١ ـ وبالاسناد ايضا قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : اخبرنا سفيان ، عن الاعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة قال : قال لى على السلام إذا حدثتكم عن رسول الله فلان اخر من السماء احب إلى من ان اكذب عليه ، وإذا حدثكم فيما بينى وبينكم فان الحرب خدعة ، سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام ، يقولون من قول خير البرية (٤) يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم

__________________

(١) تدردر : اصله تتدر در ، معناه : تضطرب وتذهب وتجيئ.

(٢) في المصدر : يخرجون على حين فرقة من الناس.

(٣) صحيح البخاري الجزء الرابع ص ٢٠٠ باب علامات النبوة في الاسلام وكنز العمال ج ١١ ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣.

(٤) في المصدر : يقولون من خير قول البرية.

٤٥٨

من الرمية ، لا يجاوز ايمانهم حناجرهم ، فاينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم يوم القيامة (١).

٩٦٢ ـ ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري في تاسع كراس في باب قوله عزوجل : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) (٢) وبالاسناد المقدم قال : حدثنى محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو ، عن مصعب قال : سألت ابى عن قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) هم الحرورية؟ (٣) قالا : لا ، هم اليهود والنصارى اما اليهود فكذبوا محمدا ، واما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا : لا طعام فيها ولا شراب.

والحرورية هم (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) وكان سعد يسميهم الفاسقين (٤).

٩٦٣ ـ ومن الجزء الثامن من صحيح البخاري في باب قتال الخوارج والملحدين بعد اقامة الحجة عليهم وقول الله عزوجل : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) (٥) وبالاسناد المقدم قال : وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله وقال : انهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين (٦).

٩٦٤ ـ وبالاسناد ايضا قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا ابى قال : حدثنا الاعمش قال : حدثنا خيثمة ، قال : حدثنا سويد بن غفلة قال : قال على عليه السلام إذا حدثتكم عن رسول الله حديثا فوالله لان اخر من السماء احب إلى من ان

__________________

(١) صحيح البخاري الجزء الرابع ص ٢٠٠ باب علامات النبوة في الاسلام وكنز العمال ج ١١ ص ٢٠٤ و ٢٠٦.

(٢) الكهف : ١٠٣.

(٣) الحرورية منسوب إلى حروراء وهى قرية من قرى الكوفة.

(٤) صحيح البخاري الجزء السادس ص ٩٣ كتاب التفسير وكنز العمال ج ١١ ص ٣٢٢ وتفسير الدر المنثور ج ٤ ص ٢٥٣.

(٥) التوبه : ١١٥.

(٦) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ١٦.

٤٥٩

اكذب عليه ، وإذا حدثتكم فما بينى وبينكم ، فان الحرب خدعة ، وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الاسنان ، سفهاء الاحلام يقولون من قول خير البربة (١) لا يجاوز ايمانهم حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فاينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم يوم القيامة (٢).

٩٦٥ ـ وبالاسناد قال : حدثنا يحيى بن سلميان ، قال : حدثنا أبو وهب ، قال حدثنا عمر : ان اباه حدثه عن عبد الله بن عمر وذكر الحرورية فقال : قال النبي صلى الله عليه وآله يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية (٣).

٩٦٦ ـ ويليه من الجزء المذكور في الباب الذي يليه وبالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا هشام ، قال : اخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابى سلمة ، عن ابى سعيد قال : بينا النبي صلى الله عليه وآله يقسم ، جاء عبد الله بن ذى الخويصرة التميمي فقال : اعدل يا رسول الله ، فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم اعدل؟ قال عمر بن الخطاب : دعني اضرب عنقه فقال : دعه ، فان له اصحابنا يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شئ ، ثم ينظر في نصله ، فلا يوجد فيه شئ ، ثم ينظر في رصافه كفلا يوجد فيه شئ ، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل احدى يديه ـ أو قال : ثديه ـ مثل ثدى المرأة ـ أو قال : ـ مثل البضعة تدردر يخرجون على خير فرقه من الناس ، (١) عليه السلام.

قال أبو سعيد : اشهداني سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وآله واشهد ان عليا عليه السلام قتلهم وانا معه وجيئى بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وآله قال : فنزلت فيه (وَمِنْهُمْ

__________________

(١) وفى المصدر : يقولون من خير قول البرية.

(٢ ـ ٣) صحيح البخاري الجزء التاسع ص ١٦ ـ ١٧.

(٤) في المصدر : يخرجون على حين فرقة من الناس.

٤٦٠